هداية عضو وفيّ
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 03/04/2012 العمر : 29 الموقع : hid@yahoo.com
| موضوع: أبو حيان التوحيدي :بيان اقوال اهل العلم فيه؟ هام جدا الإثنين نوفمبر 30, 2015 6:49 am | |
| نبذة عن شخصية " أبي حيان التوحيدي " هل هو من الملحدين ؟ ما قول اهل العلم بكتابه " الذخائر والبصائر " ؟ الحمد لله أبو حيَّان التوحيدي : علي بن محمد بن العباس البغدادي الصوفي – توفي عام 414 هـ - شخصية جدليَّة ، وقد تضاربت الأقوال في اعتقاده ومنهجه - بل وحتى في لقبه " التوحيدي " هل هو نسبة لنوع تمر أو هو للتوحيد الذي عند المعتزلة وحقيقته : نفي صفات الله تعالى - فمن قائل فيه إنه زنديق ضال ملحد ، ومن قائل إنه كان صحيح العقيدة وليس عنده ما يوجب الوقيعة فيه . ومن أبرز القادحين فيه : ابن الجوزي والذهبي رحمهما الله . قال الإمام الذهبي – رحمه الله - : " أبو حيان التوحيدي ، الضال الملحد ، أبو حيَّان ، علي بن محمد بن العباس البغدادي الصوفي ، صاحب التصانيف الأدبية والفلسفية ، ويقال : كان من أعيان الشافعية ". قال ابن بابي في كتاب " الخريدة والفريدة " : " كان أبو حيان هذا كذَّاباً ، قليل الدين والورع عن القذف والمجاهرة بالبهتان ، تعرض لأمور جسام من القدح في الشريعة والقول بالتعطيل ، ولقد وقف سيدنا الوزير الصاحب كافي الكفاة على بعض ما كان يدغله ويخفيه من سوء الاعتقاد فطلبه ليقتله ، فهرب والتجأ إلى أعدائه ، ونفق عليهم تزخرفه وإفكه ، ثم عثروا منه على قبيح دخيلته وسوء عقيدته وما يبطنه من الإلحاد ويرومه في الإسلام من الفساد ، وما يلصقه بأعلام الصحابة من القبائح ، ويضيفه إلى السلف الصالح من الفضائح ، فطلبه الوزير المهلبي ، فاستتر منه ، ومات في الاستتار ، وأراح الله ، ولم يؤثر عنه إلا مثلبة أو مخزية ". وقال أبو الفرج بن الجوزي : " زنادقة الإسلام ثلاثة : ابن الراوندي ، وأبو حيان التوحيدي ، وأبو العلاء المعري ، وأشدهم على الاسلام : أبو حيان ؛ لأنهما صرَّحا ، وهو مجمج ولم يصرح " . قلت: كان من تلامذة علي بن عيسى الرماني ، ورأيته يبالغ في تعظيم الرماني في كتابه الذي ألفه في تقريظ الجاحظ ، فانظر إلى المادح والممدوح ، وأجود الثلاثة الرماني - مع اعتزاله وتشيعه - . و أبو حيان له مصنف كبير في تصوف الحكماء وزهاد الفلاسفة ، وكتاب سمَّاه " البصائر والذخائر " ، وكتاب " الصديق والصداقة " مجلد ، وكتاب " المقابسات " ، وكتاب " مثالب الوزيرين " - يعني : ابن العميد وابن عباد - ، وغير ذلك . وهو الذي نسب نفسه إلى التوحيد ، كما سمى ابن تومرت أتباعه بالموحدين ، وكما يُسمِّي صوفية الفلاسفة نفوسهم بأهل الوحدة وبالاتحادية . أنبأني أحمد بن أبي الخير عن محمد بن إسماعيل الطرسوسي عن ابن طاهر : سمعت أبا الفتح عبد الوهاب الشيرازي بالري يقول : سمعت أبا حيان التوحيدي يقول : أناس مضوا تحت التوهم ، وظنوا أن الحق معهم ، وكان الحق وراءهم . قلت : أنت حامل لوائهم . وقال أبو نصر السجزي الحافظ فيما يأثروه عنه جعفر الحكاك : سمعت أبا سعد الماليني يقول : قرأت الرسالة - يعني المنسوبة إلى أبي بكر وعمر مع أبي عبيدة إلى علي رضي الله عنهم - على أبي حيان ، فقال : هذه الرسالة عملتُها ردّاً على الرافضة ، وسببه : أنهم كانوا يحضرون مجلس بعض الوزراء وكانوا يُغلون في حال " علي " ، فعملتُ هذه الرسالة . قلت : قد باء بالاختلاف على " علي " الصفوة ، وقد رأيتُها ، وسائرها كذِب بيِّنٌ " . انتهى من " سير أعلام النبلاء " ( 17 / 119 – 123 ) باختصار . ومن أبرز الذابين عنه والمادحين له : تاج الدين الدين السبكي ووالده تقي الدين ، وابن النجار رحمهم الله . قال تاج الدين الدين السبكي – رحمه الله - : " قال ابن النجار : له المصنفات الحسنة كـ " البصائر " وغيرها . قال : وكان فقيراً صابراً متديِّناً ، قال : وكان صحيح العقيدة . قلت – أي : السبكي - : الحامل للذهبي على الوقيعة في التوحيدي - مع ما يبطنه من بغض الصوفية ! - هذان الكلامان – أي : كلام ابن بابي وابن الجوزي - ولم يثبت عندي إلى الآن مِن حال أبي حيان ما يوجب الوقيعة فيه ، ووقفتُ على كثير من كلامه فلم أجد فيه إلا ما يدل على أنه كان قوي النفس مزدرياً بأهل عصره ، لا يوجب هذا القدر أن ينال منه هذا النيل ، وسئل الشيخ الإمام الوالد رحمه الله عنه فأجاب بقريب مما أقول ". ط انتهى من " طبقات الشافعية الكبرى " ( 5 / 287 ، 288 ) باختصار . وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يثبت لأبي حيان اشتغاله بالفلسفة ولا يجزم له بالزندقة. قال – رحمه الله - : " فإنَّ أبا حيان تغلب عليه الخطابة والفصاحة ، وهو مركب من فنون أدبية وفلسفية وكلامية وغير ذلك ، وإن كان قد شهد عليه بالزندقة غير واحد وقرنوه بابن الراوندي ، كما ذكر ذلك ابن عقيل وغيره " . انتهى من " العقيدة الأصفهانية " ( ص 172 ) .وقال – رحمه الله – أيضاً - : " والغزالي في كلامه مادة فلسفية كبيرة بسبب كلام ابن سينا في " الشفا " وغيره ، " ورسائل إخوان الصفا " وكلام أبي حيان التوحيدي "" انتهى من" مجموع الفتاوى " ( 6 / 54 ) .ونحن نتوقف في الحكم عليه حتى نقف على ترجمة لباحث يتفرغ لقراءة كتبه ويحكم على جمله وعباراته بالعدل . وأما كتابه " البصائر والذخائر " فهو يحتوي على قطع أدبية مسموعة ومنقولة ، وقد أثنى عليه ابن النجار – كما سبق ذِكر كلامه - ، وفيه أشياء فائقة البلاغة ، حسنة المعنى جدا . ووقفنا فيه على نقدٍ شديد لأهل الكلام في دينهم وسلوكهم وتعبدهم ، وقد حققه جماعة من المختصين وطُبع عدة طبعات ، وقد استوفت الكلام عليه – تقريباً - الدكتورة وداد القاضي وذلك في دراسة خاصة بالكتاب جعلتها في آخره . | |
|