yasmeen عضو وفيّ
عدد المساهمات : 108 تاريخ التسجيل : 03/04/2012 العمر : 34 الموقع : yasmeenalhilo@aol.com
| موضوع: ما هوعلم مقارنة الأديان بإختصار نريد توضيحا لهذا العلم من حيث النشأه والتطور وأهميته بالنسبه لطلاب العلم والدعاة فى الدعوة إلى الله الأربعاء يونيو 26, 2013 8:03 pm | |
| ما هو علم مقارنة الأديان بإختصار نريد توضيحا لهذا العلم من حيث النشأه والتطور وأهميته بالنسبه لطلاب العلم والدعاة فى الدعوة إلى الله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ،
إن علم مقارنة الأديان من العلوم الهامه فى تكوين الداعيه علميا ’ حول فوائد وأهمية هذا العلم وتاريخ نشأته يدور حوارنا ! الحمد لله والصلاة والسلام على أفضل خلق الله وبعد
نبدأ أولا بالحديث عن الجذور القرآنيه لعلم مقارنة الأديان
أولا معنى كلمة مقارنة الأديان جاء فى اللغه قارن الشيء بالشىء مقارنة وقرانا : اقترن به ’ وصاحبه . وقارن بين القوم : سوى بينهم . وقارن بين الزوجين قرانا . جمع بينهم . وقارن بالشيء : وازنه به . وقارن بين الشيئين أو الأشياء : وازن بينهم ’ فهو مقارن . ويقال: الأدب المقارن أو التشريع المقارن ’ ويقال أيضا مقارنة الأديان . وبناء على ذلك يمكن . تعريف علم مقارنة الأديان عند المسلمين بأنه : علم يقارن بين الأديان لإستخلاص أوجه الشبه والإختلاف بينها فمعرفة الصحيح منها والفاسد . إظهارا لحقيقة الإسلام بأدلة يقينيه ’ مفهوم هذا العلم عند معظم المستشرقين يختلف تماما عن مفهومه عند المسلمين ’ وذلك بناءا على هدفهم لهدم الإسلام بكل الوسائل ’ فاهتماهم بعلم مقارنة الأديان يرجع إلى هدفهم لهدم الإسلام عن طريق هذا العلم بأسلوب علمى أظهروا فيه إخلاصهم للأديان كلها ’ وهذا أمر فى منتهى الخطوره ’ لأن غرضهم هو التسويه بين الأديان كلها ’ واقتنع بعض المسلمين بأهمية العلم بناء على مفهوم لخطة المستشرقين .
ثانيا : أهم الأسباب التى أدت إلى نشأة علم مقارنة الأديان.
إن هناك أسبابا متعدده أدت إلى نشأة علم مقارنة الأديان أهمها ما يلى : 1_ الحريه الفكريه فى الإسلام ’ فكان الخليفه المأمون مثلا يعقد المجالس للمناقشه فى الأديان والمذاهب والفرق ’ وكان أستاذه فيها أبا الهذيل العلاء .
2_ تسامح الإسلام والمسلمين مع أهل الكتاب ’ فقد كان لتسامح الإسلام وبخاصة مع أهل الكتاب وتقريره لمبدأ لا إكراه فى الدين ’ أثره فى دفع المسلمين للتعرف على الأديان الأخرى ومناقشتها . ولم يكن هذا العلم عند المسلمين وسيله للحط من الأديان الأخرى’ وانما كانت دراسة وصفيه , لا تعصب فيها تؤدى إلى نتائجها الطبيعيه , ولذا دخل الآلاف والملاين فى الإسلام بواسطة هذا العلم .
3_ الدفاع عن الإسلام بوصفه الدين الحق ’ ومواجهة تحديات الأديان الأخرى كتابيه كانت أو وضعيه , ولا شك أن هذا السبب يعد السبب الحقيقى لنشأة هذا العلم , حيث كان الغرض الحقيقى من المناقشات والجدل حول الديانات هو إظهار أن الدين الصحيح هو الإسلام ولقد حاولت الديانات السابقه : وضعيه ’ وكتابيه ’ وكذلك المذاهب الفلسفيه : شرقيه ’ وغربيه ’ أن تسرّب إلى العقل المسلم بعض أفكارها ونظرياتها , مدثرة بألفاظ عربيه ومظاهر اسلاميه ’ مما اثر على بعض النشاطات العلميه ’ ومن الغريب أن بعض دعاة هذه الأديان والمذاهب كان يمارس نشاطاته علنا ’ مثل : يوحنا الدمشقى ’ يوحنا التيفي ’ وعدى بن يحى ’ وسعيد بن البطريق ’ وهؤلاء الناس كانت لهم شبهان نصرانيه يخترقون بها المسلمين وبعض اليهود أهل التناسخ وانكار النبوات . والثنوين الذين يقولون بإلهين اثنين , وهم المجوس والثنويه وغيرهم ’ وغلاة الفلاسفه وبقايا الحرانين وغير هؤلاء . وقد تصدى لرد هذه المحاولات علماء أكفاء كان لزاما عليهم أن يدرسوا هذه الديانات ’ وأن يتعمقوا فى كتبها وتاريخها وأصولها وفروعها للرد على دعاتها ’ ومن أمثلتهم ’ الجاحظ ’ الكندى الفليسوف ’ الإسكافى ’ وابن الإخشيد ’ أبو عيسى الوراق ’ المهدى ’ الحسن بن أيوب العامرى ’ القاضى عبد الجبار من فرقة المعتزله ، الأشعرى الإمام أبو حسن الأشعرى ’ الباقلانى ’ الجوينى امام الحرمين ’ أبو حامد الغزالى ، الفخر الرازى ، الشهرستانى وخاصة فى كتاب ( نهاية الإقدام فى علم الكلام ) وكتاب ( الملل والنحل ) للإمام الشهرستانى ’ الإمام ابن حزم ’ البيرونى ’ اليعقوبى ’ المسعودى ’ أبو الوليد الباجى ’ القرطبى المفسر ’ علاء الباجى ’ ابن خلدون ’ الخزرجى القرطبى ’ ابن قوسين الطيب ’ أحمد ابن ادريس ’ القرافى ’ أحمد ابن تيميه ’ ابن القيم ’ عبد الحق الإسلامى ’ عبد الله الترجمان’ نصر ابن يحى المتطيب ’ موفق الدين البغدادى ’ عبد العزيز الدميرى ’ المسعودى ’ سعيد بن زاده الجزيرى ’ وغير هؤلاء كثير ممن حفظت لنا كتبهم ورسائلهم أو اعت مع ما قد ضاعوا .
تاريخ وتطور علم مقارنة الأديان فى إيجاز
1_ مرحلة التكوين إن من مفاخر المسلمين أنهم هم الذين أنشأوا علم مقارنة الأديان ’ حيث إن العلم لم يظهر قبل الإسلام لأن الأديان قبل الإسلام لم يعترف أى منها بالأديان اخرى ’ وكان كل دين يعد ما سواه من الأديان والأفكار هرطقة وضلالا ’ويتضح هذا من موقف اليهوديه من المسيحيه والمسيح ’ فنحن نعلم أن اليهوديه أنكرت المسيح عليه السلام إنكارا تاما : لأن المسيح عندهم المخلص له شروط ولم تنطبق على سيدنا عيسى عليه السلام عندهم ’ فهم الى الآن ينتظرون المسيح المنتظر فى اليهوديه ’ وكذلك الحال بالنسبه لموقف النصرانيه من اليهوديه ’ فعندما قويت شوكة النصرانيه اعتبرت نفسها وريثة لليهوديه ولم ترَ مع وجودها وجودا لليهوديه ’ وصدق الله سبحانه وتعالى لإذ يقرر هذه الحقيقه ( وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب ) وكذلك الحال بالنسبه لموقف الهندوسيه من البوذيه والبوذيه من الهندوسيه بل إن كل طائفة دينيه أنكرت جميع الطوائف الأخرى المنتسبه لنفس الدين .
2_ مرحلة التدوين.
لما جاء عصر التدوين فى منتصف القرن الثانى الهجرى ’ وبدأ المسلمون يكتبون الفقه والتفسير والحديث ’ اتجهوا كذلك للكتابه فى علم مقارنة الأديان ’ فهو بذلك علم اسلامى كباقى العلوم الإسلاميه ’ ومن المشاهير الذين كتبوا فى مقارنة الأديان ’ النوبختى المتوفى سنة 202 هجريه ألف كتابه (الآراء والديانات ) ويعتبر الباحثون هذا الكتاب أول كتاب فى علم مقارنة الأديان ’ والمسعودى المتوفى سنة 346 هجريا ألف كتابين فى الديانات ’ الأول ( المسائل والعلل فى المذاهب والملل ) ’ الثانى ( سر الحياة ) . والمسيحى المتوفى سنة 420 هجريا وكتب كتابه ( درك البغيه فى وصف الأديان والعبادات ) وهو كتاب مطول يقع فى حوالى ثلاثة آلاف ورقه ’ وكثر بعد ذلك التأليف فى هذا المجال ’ ومن أبرز المؤلفين الذين كتبوا فى هذا المجال : أبو الحسن العامرى صاحب كتاب ( مناقب الإسلام ) و أبو الريحان البيرونى صاحب كتاب ( تحقيق ما للهند من مقولة مقبوله فى العقل أو مرذوله ) وأبو منصور البغداى ( صاحب كتاب الملل والنحل ) وابن حزم الأندلسى صاحب كتاب ( الفصل فى الملل والأهواءوالنحل ) الشهرستانى صاحب كتاب الملل والنحل
3_ مرحلة الظهور والإستمرار فى الوجود
فى هذه المرحله تطور علم مقارنة الأديان تطورا عظيما ’ وكثرت فيه الأبحاث والدراسات والمؤلفات وخاصة فى القرن الثالث الهجرى والرابع والخامسوالسادس والسابع والثامن تجد فيه كتاب ( تحفة الأريب فى الرد على أهل الصليب ) ألفه عبد الله الترجمان .
4_ مرحلة الهبوط والإختفاء .
أسباب هبوطه واختفائه أ_ زحف الحملات الصليبيه على المشرق الإسلامى وهؤلاء لا يعرفون تسامحا دينيا ولا مجادلة بالحسنى . ب_ ازدحام قصور الملوك والخلفاء فى عصور الضعف بزوجات من أهل الكتاب وبعدد من الأطباء والوزراء من غير المسلمين فاستطاعوا بنفوذهم أن يسكتوا أصوات المتحدثين فى علم مقارنة الأديان لطعنه فى عقائدهم. ج_ غلبة الإشتغال بالفقه على الحركه العلميه فى هذه المرحله ’ مما أدى الى تراجع اهتمام العلماء بعلم المقارنات د_ تبنى بعض العلماء من المسلمين الإتجاه الذى كان سائدا لدى أتباع الديانات الأخرى وهو عدم امكان المقارنه بين الأديان لأن الإسلام لا يقارن بغيره ه_ عدم اهتمام الأمراء بالعلم والعلماء فى تلك العصور بخلاف ما كان يفعل أسلافهم
5 _ انتقال علم مقارنة الأديان للغرب
بدأ الغرب النصرانى معرفة علم مقارنة الأديان فى القرن التاسع عشر الميلادى أو قبله بقليل ’ لأن اللقاءات السلميه التى كانت تجمع بين المسلمين والمسيحين فى الشام والأندلس وصقليه عرفتهم بمقارنة الأديان ’ وأثبت لهم قيمة هذا العلم فراحوا يتعلمونه ’ ومن بعدهم جاء عصر الإستعمار وتعلم المنصرون هذا العلم لتشكيك الناس فى عقائدهم لأن هذا هو أصل الولاء عند الناس وهى العقيده
6_ عودة علم مقارنة الأديان إلى الساحة الإسلاميه.
علم الدعاة من المسلمين المعاصرين أن علم مقارنة الأديان سلاح قوى استخدم فى الماضى ويجب أن يستخدم فى الحاضر نصرة لدين الله عز وجل فطعوا شوطا كبيرا فى هذه الدراسات وبدأت مؤلفاتهم تعود من جديد ثانية .
أهميه دراسة علم مقارنة الأديان
1_ علم مقارنة الأديان يقدم للمفكرين المسلمين أهم العناصر للدفاع عن الإسلام ضد التحديات التى تواجهه ليس فقط من أتباع الديانات الأخرى ولكن أيضا من التحديات التى ينشرها التيار الإلحادى المنتشر فى العالم كله. 2_ إن الداعيه الناجح لا يستطيع أن يدعو غير المسلمين بالتى هى أحسن إلا إذا درس ما عندهم من ديانات ووقف على الملل والنحل التى يدين بها غير المسلمين ’ لذا كان من واجب الداعيه ذى البصر النافذ والبصيره وأن يقف على الأمور من حوله . 3_ علم مقارنة الأديان يقدم للمسلمين معرفه قيمه عن الإسلام وقوة دليله ونصاعة برهانه ومتانة حجته ويسر كتابه ’ ومكانته العظمى بين الكتب الأخرى 4_ إن دراسة علم مقارنة الأديان واجب علمى تقتضيه الضروره الملقاه على عاتق الدعاة لتوضيح الحق للناس بطريق علمى سليم بعيد عن الأهواء . 5_ علم مقارنة الأديان يؤكد ثقة المسلم فى دينه من مقومات الأفضليه والإمتياز . 6_ علم مقارنة الأديان سلاح للمسلمين فى الحاضر كما كان سلاحا لهم فى الماضى للدفاع عن الإسلام العظيم .
وفى النهاية أرجو الله أن أكن قد وفقت فى جمع معلوماتى من مصادرها الصحيحه و أن أكن قد سددت وقاربت فى كتابته ، والله أسأل أن يتقبله ويكتب لى الإخلاص فى قصدى ، وأنوه أن هذا عمل بشرى قد يعتريه الخطأ والتقصير والهفوات فما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطأ أو تقصير أو ذلل فمنى ومن الشيطان راجيا من إخوانى مشاركتى بالنصح والتقويم وجزاكم الله خيرا .
| |
|