الوضوء عند النوم وما صح فيه ومنه وعنه، والاستيقاظ لغير حاجة وسنن النبي عند النوم اولا :
الوضوء قبل النوم :
الوضوء قبل النوم سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين من حديث
البراء بن عازب رضي الله عنه مرفوعاً:
"
إذا أتيتَ مضجعَكَ ، فتوضَّأْ وضوءَكَ للصَّلاةِ ، ثمَّ اضطجِعْ على شقِّكَ الأيمنِ ، وقُلِ :"اللَّهمَّ أسلَمتُ وجهي إليكَ ، وفوَّضتُ أمري إليكَ ، وألجأتُ ظَهْري إليكَ ، رَهْبةً ورغبةً إليكَ ، لا مَلجأَ ولا مَنجى منكَ إلَّا إليكَ ، آمنتُ بِكِتابِكَ الَّذي أنزلتَ ، وبنبيِّكَ الَّذي أرسَلتَ "، فإن متَّ متَّ على الفطرةِ فاجعَلهنَّ آخرَ ما تقولُ " فقلتُ أستذكُرُهُنَّ :" وبرسولِكَ الَّذي أرسَلتَ ". قالَ : لا ، وبنبيِّكَ الَّذي أرسَلتَ "
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري. الصفحة أو الرقم: 6311 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] النوم على وضوء سبب لدعاء الملك الموكل بالانسان المتوضأ عند النوم بالمغفرة :كما جاء من حديث ابي هريرة و عبدالله بن عباس و عبدالله بن عمر رضي الله عنهم عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله:
"
مَنْ باتَ طَاهِرًا باتَ في شِعَارِهِ مَلَكٌ ، لا يَسْتَيْقِظُ ساعَةً مِنَ الليلِ إلَّا قال المَلَكُ : اللهمَّ اغفرْ لِعَبْدِكَ فلانًا ، فإنَّهُ باتَ طَاهِرًا "
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة.الصفحة أو الرقم: 2539 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن وقد نص العلماء على
أن من كان متوضئا أصلاً كمن توضأ لصلاة العشاء مثلاً وبقي على طهارته كفاه ذلك الوضوء ويكون مصيباً للسنة إن شاء الله تعالى لأن المقصود هو النوم على طهارة، قال
النووي رحمه الله تعالى:"
فإن كان متوضئاً كفاه ذلك الوضوء لأن المقصود النوم على طهارة...." انتهى.
فإن اضطجع متوضئاً ثم قام لقضاء حاجته استحب له أن يتوضأ لينام على طهارة لقوله في الحديث: "...
إذا أتيت مضجعك فتوضأ..."
الحديث السابق. وأما إن اضطجع متوضئاً ثم انتقض وضوؤه وهو في سريره فإنه يكفيه الوضوء الأول ويكون مصيباً للسنة.
قال
النووي: "
فإن كان متوضئا كفاه ذلك الوضوء لأن المقصود النوم على طهارة مخافة أن يموت في ليلته، وليكون أصدق لرؤياه وأبعد من تلاعب الشيطان به في منامه وترويعه إياه." انتهى.
ونقل
الحطاب عن عياض قوله في شرح الحديث السابق ذكره:
"
وتضمن ثلاث سنن الوضوء للنوم ليموت على طهارة، واختلف عندنا وعند غيرنا هل يستبيح بهذا الوضوء الصلاة والصحيح أنه إن نوى به ليبيت على طهارة استباح الصلاة وغيرها قلت وهذا الوضوء ينقضه الحدث الواقع قبل الاضطجاع لا الواقع بعده." انتهى.
وعلى هذا القول فمن توضأ لينام على طهارة واضطجع لينام ثم انتقض وضوؤه بعد الاضطجاع لم ينتقض وضوؤه المطلوب استحبابا للنوم ولكن لا يصلي به.
وقال
العدوى في
حاشيته على الخرشى في الفقه المالكي تعليقا على كلام عياض المتقدم:
"
قوله ولا ينقضه الحدث الواقع بعد الاضطجاع أي بالنسبة للنوم على طهارة لا بالنسبة للصلاة ونحوها ولكن المعتمد أنه ينتقض بالحدث السابق على الاضطجاع واللاحق له." انتهى.
قال الإمام
ابن القيم رحمه الله:
"
في اضطجاعه على شقه الأيمن سر، وهو أن القلب معلق في الجانب الأيسر، فإذا نام الرجل على الجنب الأيسر، استثقل نوماً، لأنه يكون في دعة واستراحة، فيثقل نومه، فإذا نام على شقه الأيمن، فإنه يقلق ولا يستغرق في النوم، لقلق القلب، وطلبه مستقره وميله إليه، ولهذا استحب الأطباء النوم على الجانب الأيسر لكمال الراحة وطيب المنام، وصاحب الشرع يستحب النوم على الجنب الأيمن، لئلا يثقل نومه فينام عن قيام الليل، فالنوم على الجانب الأيمن أنفع للقلب ، وعلى الجانب الأيسر أنفع للبدن" .
انتهى من زاد المعاد (1/321) وما بعدها.
وليعلم يقينا...
أن القيام إلى شرب الماء ليس من نواقض الوضوء،
وبالتالي فمن قام عن فراشه ورجع فلا ينتقض وضوؤه.
...................
ثانيا:
سنة النبي - عليه الصلاة والسلام - الفعلية والقولية قبل وعند النوم :
فالسنة القولية والعملية في هدي النبي صلى الله عليه وسلم، في نومه كما يلي:
1
-
النوم مبكراً إلا لحاجة والاستيقاظ في الثلث الأخير للقيام فقد روى البخاري عن أبي برزة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
كان يكره النومَ قبلَ العشاءِ، والحديثَ بعدَها ."
الراوي : أبو برزة الأسلمي | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري.الصفحة أو الرقم: 568 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] وفي الصحيحين ، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال لعبد الله بن عمرو :"
أَحَبُّ الصلاةِ إلى اللهِ صلاةُ داودَ عليهِ السلامُ ، وأَحَبُّ الصيامِ إلى اللهِ صيامُ داودَ ، وكان ينامُ نصفَ الليلِ ويقومُ ثُلُثَهُ ، وينامُ سُدُسَهُ ، ويصومُ يومًا ويُفْطِرُ يومًا."
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري.الصفحة أو الرقم: 1131 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] . "
أحبُّ الصِّيامِ إلى اللهِ صيامُ داودَ . كان يصومُ نصفَ الدَّهرِ . وأحبُّ الصَّلاةِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ صلاةُ داودَ عليه السَّلامُ . كان يرقُدُ شطرَ اللَّيلِ . ثمَّ يقومُ . ثمَّ يرقدُ آخرَهُ . يقومُ ثلُثَ اللَّيلِ بعد شَطرهِ ." قال قلتُ لعمرِو بنِ دينارٍ : أعمرُو بنُ أوسٍ كان يقومُ : يقومُ ثلُثَ اللَّيلِ بعد شَطرهِ ؟ قال : نعم ."
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم.الصفحة أو الرقم: 1159 | خلاصة حكم المحدث : صحيح وذُكِر عِندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجلٌ نام ليلةً حتى أصبَحَ ، قال :"
ذاك رجلٌ بال الشيطانُ في أذُنَيه "، أو قال :"
في أذُنِه ."
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري.الصفحة أو الرقم: 3270 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] .2
-
الوضوء قبل النوم، لما في الصحيحين من حديث البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"
إذا أخذت مضجعَك فتوضأْ وضوءَك للصلاةِ . ثم اضطجعْ على شقِّك الأيمنِ . ثم قلْ : ( اللهمَّ ! إني أسلمتُ وجهي إليك . وفوضت أمري إليك . وألجأتُ ظهري إليك رغبةً ورهبةً إليك . لا ملجأَ ولا منجا منك إلا إليك . آمنتُ بكتابِك الذي أنزلت . وبنبيِّك الذي أرسلتَ) ، واجعلهن من آخرِ كلامِك . فإن متَّ من ليلتِك ، متَّ وأنت على الفطرةِ . قال فرددتهن لأستذكرهن فقلت : آمنتُ برسولِك الذي أرسلت . قال : قلْ : آمنت بنبيِّك الذي أرسلتَ . وفي روايةٍ : وزاد في حديث حصين :" وإن أصبح أصاب خيرًا"
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم.الصفحة أو الرقم: 2710 | خلاصة حكم المحدث : صحيح 3
-
تعاهد الفراش بنفضه ونحو ذلك، لما رواه البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال:
"
إذا أوى أحدُكم إلى فراشِه ، فليأخذْ داخِلةَ إزارِه ، فلينفُضْ بها فراشَه ، وليسمِّ اللهَ . فإنه لا يعلمُ ما خلَفه بعده على فراشِه . فإذا أراد أن يضطجعَ ، فليضطجعْ على شقِّه الأيمنِ . وليقلْ : (سبحانك اللهمَّ ! ربي بك وضعتُ جنبي . وبك أرفعُه . إن أمسكتَ نفسي ، فاغفرْ لها . وإن أرسلتَها ، فاحفظْها بما تحفظُ به عبادَك الصالحين). وفي روايةٍ : بهذا الإسنادِ . وقال : ثم ليقلْ :" باسمِك ربي وضعتُ جنبي . فإن أحييتَ نفسي ، فارحمْها"."
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم. الصفحة أو الرقم: 2714 | خلاصة حكم المحدث : صحيح 4
-
أن ينام على شقة - جنبه - الأيمن، لقول النبي صلى الله عليه وسلم للبراء بن عازب في الحديث المتقدم:
"
إذا أخذت مضجعَك فتوضأْ وضوءَك للصلاةِ ، ثم اضطجعْ على شقِّك الأيمنِ..." .
متفق عليه
5
-
تلاوة أذكار النوم ومنها :
أن
يجمع كفيه ينفث فيهما ويقرأ المعوذتين وقل هو الله أحد ثلاث مرات ويمسح بهما وجهه وما استطاع من جسده.
و
يقرأ آية الكرسي.
رواهما البخاري ويقول: ّا
للهم قني عذابك يوم تبعث عبادك."
ويقول أيضاً:"
الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي."
رواه مسلم ويقول:"
باسم اللهم أموت وأحيا."
"
اللهم باسمك أحيا وأموت" في صحيح البخاري عن أبي ذر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال:.. وإذا أصبح قال: "
الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور."
و
روى الشيخان عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ولفاطمة رضي الله عنها: "
إذا أويتما إلى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما فكبرا ثلاثاً وثلاثين وسبحا ثلاثاً وثلاثين واحمدا ثلاثاً وثلاثين " . وفي رواية لهما: "
التكبير أربعاً وثلاثين ".
وفي
الصحيحين عن أبي مسعود الأنصاري البدري عقبة بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما في كل ليلة كفتاه ".
اختلف العلماء في معنى كفتاه ، فقيل :
كفتاه من الآفات في كل ليلة ، وقيل :
كفتاه من قيام ليلته.قيل
كفتاه من الشيطان، ويحتمل أن يكون الجميع مراداً كما قال النووي رحمه الله تعالى.
و
في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان ، فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام ، وذكر الحديث ، وقال في آخره : "
إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لن يزال معك من الله تعالى حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "
صدقك وهو كذوب. ذاك الشيطان ".
وفي سنن أبي داود عن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول: "
اللهم قني عذابك يوم يبعث عبادك"
ثلاث مرات" .
وفي
صحيح مسلم وسنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه : "
اللهم ربّ السماوات وربّ الأرض وربّ العرش العظيم ربنا وربَّ كل شيء ، فالق الحب والنوى ، منزل التوراة والإنجيل والقرآن ، أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته ، أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، اقض عنا الدين ، وأغنني من الفقر" . وفي رواية أبي داود: "
واقض عني الدين، وأغنني من الفقر".
و في
سنن أبي داود والترمذي عن نوفل الأشجعي رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
اقرأ ( قل يا أيها الكافرون) ، ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك ".
قراءة سورة الملك ، لما صح من حديث ابي هريرة عن النبي -عليه الصلاة والسلام -انه قال :"
إنَّ سورةً في القرآنِ ثلاثونَ آيةً شفَعت لصاحبِها حتَّى غُفِرَ لَه ( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ) "
الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه.الصفحة أو الرقم: 3068 | خلاصة حكم المحدث : صحيح النوم على وضوء ولو كان جنباً ، لما جاء من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما انه قال :" يا رسولَ اللهِ ، أيرقُدُ أحدُنا وهو جُنُبٌ ؟ قال :
نعم ، إذا تَوَضَّأَ ."
المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم،الصفحة أو الرقم: 306 | خلاصة حكم المحدث : صحيح وهناك أدعية كثيرة ويستحب أن يجعل آخرها ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم للبراء فقال له:"
إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل: اللهم إني أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك والجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت. فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة. واجعلهن آخر ما تتكلم به."
متفق عليه......................
ثالثا:
من تعار من الليل ...ماذا يقول وما له ؟من استيقظ من الليل لحاجة او لغير حاجة
"
من تَعَارَّ من الليلِ فقال : لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، لهُ المُلْكُ ولهُ الحمدُ ، وهوَ على كلِّ شيٍء قديرٌ ، الحمدُ للهِ ، وسبحانَ اللهِ ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ ، واللهُ أكبرُ ، ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ ، ثم قال : اللهمَّ اغفرْ لي ، أو دعا ، استُجِيبَ لهُ ، فإن توضَّأَ وصلَّى قُبِلَتْ صلاتُهُ ."
الراوي : عبادة بن الصامت | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري. الصفحة أو الرقم: 1154 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
قال
ابن بطال :"
وعد الله على لسان نبيه أن من استيقظ من نومه لهجا لسانه بتوحيد ربه والإذعان له بالملك والاعتراف بنعمة يحمده عليها وينزهه عما لا يليق به تسبيحه والخضوع له بالتكبير والتسليم له بالعجز عن القدرة إلا بعونه أنه إذا دعاه أجابه ، وإذا صلى قبلت صلاته ، فينبغي لمن بلغه هذا الحديث أن يغتنم العمل به ويخلص نيته لربه سبحانه وتعالى."
قال
بدر العيني رحمه الله في
عمدة القاري شرح صحيح البخاري :-
" و
تعار بفتح التاء المثناة من فوق والعين المهملة وبعد الألف راء مشددة وأصله تعارر لأنه على وزن تفاعل ولما اجتمعت الرآن ادغمت إحداهما في الأخرى وقال
ابن سيده عر الظليم يعر عرارا وعار معارة وعرارا صاح و
التعار السهر والتقلب على الفراش ليلا مع كلام، وفي ( الموعب ) يقال منه تعار يتعار
ويقال لا يكون ذلك إلا مع كلام وصوت، وقال
ابن التين ظاهر الحديث أن تعار
استيقظ لأنه قال من تعار فقال فعطف القول بالفاء على تعار وقيل تعار
تقلب في فراشه ولا يكون إلا يقظة مع كلام يرفع به صوته عند انتباهه وتمطيه ، وقيل
الأنين عند التمطي بأثر الانتباه، وعن
ثعلب اختلف الناس في تعار فقال قوم
انتبه وقال قوم
تكلم وقال قوم
علم وقال بعضهم
تمطى وأنَّ "
وفي
شرح سنن ابن ماجه للسيوطي والدهلوي:
"
من تعار من الليل بفتح تاء وراء مشددة بعد الف أي استيقظ ولا يكون الا يقظة مع كلام أي انتبه بصوت من استغفار أو تسبيح أو غيرهما "
قال
الحافظ ابن حجر رحمه الله :"
لا ينبغي لمسلم بلغه هذا الحديث أن يتركه ، ليعلمْه أهله ويعملْ به ."
وهذا الحديث هو حديث
عبادة بن الصامت عن النبي أنه قال : "
من تَـعَـارّ من الليل ، فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير . الحمد لله ، وسبحان الله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . ثم قال : اللهم اغفر لي . أو دعا . استجيب له ، فإن توضأ ، وصلى قبلت صلاته " .
روى الحديث البخاري والأربعة ، وزاد النسائي بعد " لا حول ولا قوة إلا بالله " زاد : " العلي العظيم
وقال
الحافظ في الفتح ( 3 / 40 ) : "
تعار بمهملة وراء مشدده قال في المحكم تعار الظليم معارة صاح والتعار أيضا السهر والتمطي والتقلب على الفراش ليلا مع كلام، وقال ثعلب اختلف في تعار فقيل انتبه وقيل تكلم وقيل علم وقيل تمطى وأن انتهى ، وقال الأكثر التعار اليقظه مع صوت ، وقال ابن التين ظاهر الحديث أن معنى تعار استيقظ لأنه قال من تعار فقال فعطف القول على التعار انتهى ويحتمل ان تكون الفاء تفسيرية لما صوت به المستيقظ لأنه قد يصوت بغير ذكر فخص الفضل المذكور بمن صوت بما ذكر من ذكر الله تعالى وهذا هو السر في اختيار لفظ تعار دون استيقظ أو انتبه وإنما يتفق ذلك لمن تعود الذكر واستأنس به وغلب عليه حتى صار حديث نفسه في نومه ويقظته فاكرم من اتصف بذلك بإجابة دعوته وقبول صلاته ".
قال الشيخ
العباد في شرح سنن ابي داوود :
" قوله: (
من تعار من الليل) ]
يدخل في هذا ما إذا استيقظ من غير إرادة منه، أو عمل شيئاً ينبهه ليقوم، فكل ذلك داخل؛ لأن كله استيقاظ سواء كان بسبب أو بغير سبب."
وقال الشيخ
عبد العزيز الراجحي :
"
التعارّ:
اليقظة مع الصوت بذكر الله."
0]]وليس في الحديث اشتراط عدم تحديث المرء نفسه بالتعار ليجاب دعاؤه، فالحديث يشمل من حدث نفسه بالتعار من الليل ومن لم يحدث، ولا يلزم من استجابة الدعاء حال التعار من الليل إعطاء السائل عين ما سأل، أو أن يجاب في الوقت الذي عينه في دعائه، بل استجابة الدعاء تكون بإحدى ثلاث وردت في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:"
ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها" ، قالوا:
إذاً نكثر، قال:
الله أكثر[/b].
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب.الصفحة أو الرقم: 1633 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح