حوض النبي صلوات الله وسلامه عليه:مكانه وصفه وما صح فيه وعنهاولا:
حَوْض: ( اسم ) مصدر:
حاضَحَوَّضَ: ( فعل )
حوَّضَ يحوِّض ، تحويضًا ، فهو
مُحوِّض ، والمفعول
مُحوَّض - للمتعدِّي
الجمع :
أحواض ، و
حِياض ، و
حِضان الحَوْضُ :
مجتمع الماءالحَوْضُ من الأُذن : مَحَارَتُها وصَدفتها.
الحَوْضُ : القِطْعة المحْدُودة من الأرض أو الزَّرع.
الحَوْضُ عند الأطباء ) : الجزء السفل من البطن الذي تحوطه عظام الحوض.
وحوْضُ البحر : البلادُ التي تكون على شُطآنه.
وحَوْضُ النهر : الأراضي التي يجري فيها ويرويها.
الحوضُ الجافُّ : حوضٌ ثابتٌ يفرغ ماؤه وتصلح فيه السفن.
حَوْضُ الحمّام : حوض يتّسع للجسم .
حَوْضُ السِّباحَة : مسبَحٌ ؛ حوض كبير يُعدّ للسِّباحة.
حياض الوطن والدِّين : حرماته ومقدَّساته.
حَوْضُ الغُسْل : حوض صغير يصبّ فيه الماء من حنفيّة أو أكثر للغُسل.
مقياس زراعيّ مساحته اثنا عشر ذراعًا في أربعة أذرع قُسِّمت أرضُه أربعة أحواض( التشريح ) ب
ناء في الهيكل العظميّ في الفقاريّات يتألَّف من عظام لا اسميَّة على الجوانب والعظم العاني في الأمام والعجُز والعُصعُص في الخلف وعلى الأطراف السفليّة ويكون تجويفُ الحوض داعمًا للعمود الفقريّ.
حَوْض التَّكثيف : ( الطبيعة والفيزياء ) ما يُستعمل للقيام بتحويل البخار إلى الحالة الصُّلبة أو العكس
حَوْضُ النِّيل : مصر
حَوْض صرف مائيّ : مياه تغمرها مياه النهر ، منطقة تصبّ في نهر أو نظام نهريّ أو مسطَّح مائيّ آخر.
تتجلى رحمة الله تعالى يوم القيامة حين تدنو الشمس من الرؤوس، ويتمكن العطش من الناس، ويشتد الكرب بهم حتى يطلبوا بدء الحساب، تتجلى رحمة الله يومئذ بالمؤمنين، إذ لم يتركهم عطشى يعانون الظمأ، بل أكرمهم بحياض يشربون منها، وجعل لكل نبي من الأنبياء حوضا يشرب منه هو وأتباعه، كما قال - صلى الله عليه وسلم -:
"
إنَّ لِكلِّ نبيٍّ حَوضًا وإنَّهم يتباهونَ أيُّهم أَكثَرُ واردةً ، وإنِّي أرجو أن أَكونَ أَكثرَهم وارِدةً "
الراوي : سمرة بن جندب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي: 2443 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ومن حديث
أبي ذر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما ذكر الحوض قال: "
قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! ما آنيةُ الحوضِ ؟ قال " والذي نفسُ محمدٍ بيدِه ! لآنيتُه أكثرُ من عددِ نجومِ السماءِ وكواكبِها . ألا في الليلةِ المُظلمةِ المُصحِيةِ . آنيةُ الجنةِ من شرب منها لم يظمأْ آخرَ ما عليه . يشخبُ فيه ميزابانِ من الجنةِ . من شرب منه لم يظمأْ . عرضُه مثلُ طولِه . ما بين عُمانَ إلى أَيلةَ . ماؤه أشدُّ بياضًا من اللَّبنِ . وأحلى من العسلِ " .
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : مسلم في صحيحه: 2300 ومن حديث
عبدالله بن عمرو :"
حوضي مسيرةُ شهرٍ ، ماؤُه أبيضُ من اللبنِ ، وريحُه أطيبُ من المِسكِ ، وكيزانُه كنجومِ السماءِ ، من شرِبَ منها فلا يظمأُ أبدًا"
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : البخاري في صحيحه: 6579 الحوض والكوثر:
الكوثر هو النهر الذي وعد الله به نبيه – صلى الله عليه وسلم –
في الجنة، والحوض: هو مجمع الماء في أرض المحشر، وماؤه مستمد من الكوثر،.؟
فالكوثر والحوض ماؤهما واحد، إلا أن أحدهما في الجنة، والآخر في أرض المحشر، لذلك يطلق على كل منهما اسم الكوثر، قال – صلى الله عليه وسلم – في
وصف الحوض:
"
إنِّي لبِعُقرِ حوضي أذودُ النَّاسَ لأَهلِ اليمنِ, أضرِبُ بعصايَ حتَّى يرفَضَّ عليهِم" ، فسُئلَ عن عرضِهِ فقالَ :" من مقامي إلى عمَّانَ"، وسُئِلَ عن شرابِهِ فقالَ:" أشدُّ بياضًا منَ اللَّبنِ وأحلى منَ العسلِ يَغتُّ فيهِ ميزابانِ يمدَّانِهِ منَ الجنَّة، أحدُهما من ذَهبٍ والآخرُ من وَرِقٍ ". وفي روايةٍ :" أنا ، يومَ القيامةِ ، عند عُقرِ الحَوضِ"
الراوي : ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : مسلم في صحيحه: 2301 .يغت: أي ي
دفق دفقا شديدا متتابعاً،
فتبين بهذا أن ماء الحوض مستمد من نهر الكوثر في الجنة .
صفة حوض النبي صلى الله عليه وسلم:
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أوصافا متعددة لحوضه، ترغيبا للأمة في بذل الأسباب الموجبة لوروده والشرب منه، فذكر من أوصافه: أن ماءه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وأن طوله وعرضه سواء، وأن سعته كما بين أيلة وصنعاء، وأن عدد كؤوسه كعدد نجوم السماء، وأن من شرب منه لا يظمأ أبدا، وهذه الأوصاف ذكرها النبي – صلى الله عليه وسلم – في أحاديث، منها:
من حديث
أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: "
إنَّ قَدْرَ حوضي كما بين أَيْلَةَ وصنعاءَ من اليمنِ ، وإنَّ فيه من الأباريقِ كعددِ نجومِ السماءِ "
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري في صحيحه: 6580 ."
قدرَ حوضي كما بينَ أيلةَ وصنعاءَ منَ اليمنِ وإنَّ فيهِ منَ الأباريقِ كعددِ نجومِ السَّماءِ"
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم في صحيحه: 2303 حديث
ثوبان - رضي الله عنه -
أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم – سئل عن شراب حوضه، فقال: " أشدُّ بياضًا منَ اللَّبنِ وأحلى منَ العسلِ يَغتُّ فيهِ ميزابانِ يمدَّانِهِ منَ الجنَّة، أحدُهما من ذَهبٍ والآخرُ من وَرِقٍ".
وفي روايةٍ :"
أنا ، يومَ القيامةِ ، عند عُقرِ الحَوضِ"
الراوي : ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : مسلم في صحيحه: 2301 . من حديث ابي ذر الغفاري:"
قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! ما آنيةُ الحوضِ ؟ قال " والذي نفسُ محمدٍ بيدِه ! لآنيتُه أكثرُ من عددِ نجومِ السماءِ وكواكبِها . ألا في الليلةِ المُظلمةِ المُصحِيةِ . آنيةُ الجنةِ من شرب منها لم يظمأْ آخرَ ما عليه . يشخبُ فيه ميزابانِ من الجنةِ . من شرب منه لم يظمأْ . عرضُه مثلُ طولِه . ما بين عُمانَ إلى أَيلةَ . ماؤه أشدُّ بياضًا من اللَّبنِ . وأحلى من العسلِ " .
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : مسلم في صحيحه : 2300 ومن حديث
ثوبان - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: "
حوضي من عدن إلى عمان البلقاء ماؤه أحلى من العسل وأطيب من المسك وأبيض من اللبن آنيته أكثر من عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً قيل يا رسول الله من أول الناس وروداً عليك أو عليه فقال فقراء المهاجرين الشعث رءوساً الدنس ثياباً الذين لا ينكحون [المتنعمات] ولا تفتح لهم السدود "
رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم .
الراوي : ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : البزار | المصدر : الأحكام الشرعية الكبرى : 3/315 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ومن حديث
حذيفة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "
إنَّ حوضي لَأبعَدُ مِن أَيْلةَ إلى عَدَنَ والَّذي نفسي بيدِه لَآنيتُه أكثَرُ مِن عددِ النُّجومِ ولَهُو أشَدُّ بياضًا مِن اللَّبَنِ وأحلى مِن العسَلِ والَّذي نفسي بيدِه إنِّي لَأذُودُ عنه الرِّجالَ كما يذُودُ الرَّجُلُ الإبلَ الغريبةَ عن حوضِه " فقيل : يا رسولَ اللهِ وتعرِفُنا ؟ قال : " نَعم ترِدُونَ علَيَّ غُرًّا مُحجَّلينَ مِن آثارِ الوُضوءِ ليس لِأحَدٍ غيرِكم"
الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : ابن حبان في صحيحه: 7241 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه اختلاف الروايات في سعة الحوض والجمع بينها:
اختلفت الروايات في تحديد سعة الحوض ومساحته، فبعض الروايات ذكرت أن حوضه - صلى الله عليه وسلم- أبعد (
من أيلة إلى عدن ) و
عدن معروفة، أما "
أيلة" فهي مدينة بالشام على ساحل البحر، وتطلق أيضا: على جبل ينبع بين مكة والمدينة . والحديث رواه
ابن ماجة عن
حذيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وذكرت بعض الروايات أن سعة الحوض، (
كما بين المدينة وصنعاء ) وهذا في رواية البخاري عن
حارثة بن وهب - رضي الله عنه -.
وفي رواية أخرى للبخاري عن
ابن عمر ، قدرت (
ما بين ناحيتيه كما بين جرباء وأذرح ) وجربى بالقصر من بلاد الشام، وأذرح بالحاء مدينة من أدنى الشام، ويقال: أنها فلسطين .
وفي رواية أخرى عند مسلم عن
جابر بن سمرة أن (
بعد ما بين طرفيه كما بين صنعاء وأيلة )
وفي رواية
ابن ماجة عن
أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (
إن لي حوضا ما بين الكعبة وبيت المقدس ).
وفي رواية
مسلم عن
أبي ذر(
عرضه مثل طوله ما بين عمان إلى أيلة ).
وفي رواية أخرى عند
الترمذي (
حوضي من عدن إلى عمان البلقاء ) .
وفي الجمع والتوفيق بين تلك الروايات يقول الإمام
القرطبي : "
ظن بعض الناس أن هذه التحديدات في أحاديث الحوض اضطراب واختلاف، وليس كذلك، وإنما تحدث النبي - صلى الله عليه و سلم - بحديث الحوض مرات عديدة، وذكر فيها تلك الألفاظ المختلفة، مخاطبا كل طائفة بما كانت تعرف من مسافات مواضعها، فيقول لأهل الشام: ما بين أذرح و جربا، و لأهل اليمن: من صنعاء إلى عدن، وهكذا، وتارة أخرى يقدر بالزمان، فيقول: مسيرة شهر، والمعنى المقصود: أنه حوض كبير متسع الجوانب والزوايا، فكان ذلك بحسب من حضره ممن يعرف تلك الجهات، فخاطب كل قوم بالجهة التي يعرفونها، والله أعلم "
والمعنى المقصود ليس تحديد سعة الحوض تحديدا دقيقا بقدر ما أراد - صلى الله عليه وسلم - أن يعطي انطباعا بسعة حوضه وكبر مساحته، وذلك أننا لو قارنا المسافات بين كل بلدتين ذكرهما - صلى الله عليه وسلم - لوجدنا اختلافا متباينا بينهما، فالمسافة بين أيلة إلى صنعاء تختلف عن المسافة بين أيلة وعدن بمئات الكيلومترات، وكذلك بين المدينة وصنعاء، جاء في "
شرح ابن ماجة": "
وهذه الاختلافات تشعر بأن ذكرها جرى على التقريب دون التحديد، وبأن المقصود بأن بعد ما بين حافتيه وسيعة لا التقدير بمقدار معين " .
أول الشاربين من حوضه - صلى الله عليه وسلم-:
ذكر – صلى الله عليه وسلم – صنفين من الناس سيكونون أول الشاربين من حوضه – صلى الله عليه وسلم –، الصنف الأول:
فقراء المهاجرين، ويدل على ذلك ما رواه ثوبان - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: "
...أولُ الناسِ ورودًا عليه فقَراءُ المهاجرينَ الشُّعْثُ رؤوسًا ، الدُّنْسُ ثيابُا ، الذين لا يَنكِحونَ المُتَنَعِّماتِ ولا يُفْتَحُ لهم السُّدَدُ "
الراوي : ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : الترمذي في سننه: 2444 .صحيح . والصنف الثاني:
أهل اليمن، فعن ثوبان - رضي الله عنه - أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم – قال: "
إنِّي لبِعُقرِ حوضي أذودُ النَّاسَ لأَهلِ اليمنِ, أضرِبُ بعصايَ حتَّى يرفَضَّ عليهِم ... "
الراوي : ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : مسلم في صحيحه: 2301 قال الإمام
النووي في شرحه: "
معناه: أطرد الناس عنه غير أهل اليمن، .. وهذه كرامة لأهل اليمن في تقديمهم في الشرب منه، مجازاة لهم بحسن صنيعهم وتقدمهم في الإسلام، .. فيدفع غيرهم حتى يشربوا، كما دفعوا في الدنيا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعداءه والمكروهات " .
ولا يعني كون الأنصار والمهاجرين هم أول واردي حوضه - صلى الله عليه وسلم – أن غيرهم لا يرده، غير أنهم - في الجملة - قلة، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: " بينا أنا نائمٌ إذا زمرةٌ ، حتى إذا عرفتُهم خرج رجلٌ من بيني وبينهم ، فقال : هلُمَّ ، فقلتُ : أين ؟ قال : إلى النارِ واللهِ ، قلتُ : وما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدُّوا بعدَك على أدبارِهم القهقرَى . ثم إذا زمرةٌ ، حتى إذا عرفتُهم خرج رجلٌ من بيني وبينهم ، فقال : هلُمَّ ، قلتُ أين ؟ قال : إلى النارِ واللهِ ، قلتُ : ما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدُّوا بعدَك على أدبارِهم القهقرَى ، فلا أُراهُ يخلصُ منهم إلا مثلَ هملِ النَّعَمِ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري في صحيحه: 6587
قال الحافظ في الفتح :" قوله: فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم، يعني: من هؤلاء الذين دنوا من الحوض، وكادوا يردونه، فصدوا عنه، والهمل بفتحتين الإبل بلا راع، ... والمعنى: أنه لا يرده منهم إلا القليل؛ لأن الهمل في الإبل قليل بالنسبة لغيره " وواضح أن القلة هنا نسبية، أي: أن نسبة من يرد الحوض كبيرة لكن الذين يطردون أكبر من الذين يشربون .
المطرودون عن حوضه - صلى الله عليه وسلم- :
وردت أحاديث كثيرة في ذكر المطرودين عن حوضه – صلى الله عليه وسلم – وهي تحمل في طياتها تحذيرات من سلوك طريقهم، منها:
ما رواه البخاري عن
عبدالله بن مسعود :
"
أنا فرَطُكم على الحوضِ ، فلَيُرْفَعَنَّ إليَّ رجالٌ منكم ، حتى إذا أهويتُ لأُناوِلهم اختلجوا دوني ، فأقول : أي ربِّ أصحابي ، يقول : لا تدري ما أحدثُوا بعدَك "
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البخاري في صحيحه: 7049 "
أنا فَرَطُكم على الحوضِ ، من ورَدَه شرب منه ، ومن شرب منه لم يظمأْ بعدَه أبدًا ، ليَرِدَنَّ عليَّ أقوامٌ أعرِفُهم ويعرفونني ، ثم يُحالُ بيني وبينهم . قال أبو حازمٍ : فسمعَني النعمانُ بنُ أبي عياشٍ وأنا أُحدِّثُهم هذا ، فقال : هكذا سمعتَ سهلًا ؟ فقلتُ : نعم ، قال : وأنا أشهدُ على أبي سعيدٍ الخدريِّ لسمعتُه يزيدُ فيه قال : إنهم مني ، فيقال :" إنك لا تدري ما بدَّلوا بعدَك ، فأقولُ : سُحقًا سُحقًا لمن بدَّلَ بعدي"
الراوي : سهل بن سعد الساعدي | المحدث : البخاري في صحيحه: 7050 وما رواه مسلمأيضا عن
أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "
قام فينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خطيبًا بموعظةٍ . فقال : يا أيها الناسُ ! إنكم تُحشرون إلى اللهِ حفاةٌ عراةٌ غرلًا . كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ، وَعْدًا عَلَيْنَا ، إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ [ الأنبياء: 104] ألا وإنَّ أول الخلائقِ يُكسى ، يومَ القيامةِ ، إبراهيمُ ( عليهِ السلامُ ) . ألا وإنَّهُ سيُجاءُ برجالٍ من أمتي فيُؤخذ بهم ذاتُ الشمالِ . فأقولُ : يا ربِّ ! أصحابي . فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك . فأقول ، كما قال العبدُ الصالحُ : وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ، فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيٍء شَهِيدٌ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ، وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الحْكَيمُ [ المائدة: 117 - 118 ] قال فيقال لي : إنهم لم يزالوا مرتدينَ على أعقابهم منذُ فارقتهم" . وفي حديثِ وكيعٍ ومعاذٍ: فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدكَ ".
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : مسلم في صحيحه: 2860 . ومنها ما رواه مسلم عن عائشة - رضي الله عنها – سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول ، وهو بين ظهرانَي أصحابِه "
إني على الحوضِ . أنتظرُ من يَرِدُ عليَّ منكم . واللهِ ليُقتطَعنَّ دوني رجالٌ . فلأقولنَّ : أي ربِّ ! مِني ومن أمتي . فيقول : إنك لا تدري ما عملوا بعدَك . ما زالوا يرجعون على أعقابِهم " .
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم في صحيحه: 2294 ومنها ما رواه مسلم عن ابي هريرة - رضي الله عنه- قال:"
مثَلي كمثَلِ رجلٍ استوقدَ نارًا . فلمَّا أضاءَتْ ما حولَها جعل الفراشُ وهذه الدَّوابُّ الَّتي في النَّارِ يقعْنَ فيها . وجعلَ يحجزهُنَّ ويغلِبنَهُ فيتقحَّمْنَ فيها . قال فذلِكُمْ مثَلي ومثَلُكم . أنا آخذُ بحُجَزِكم عن النَّارِ . هلمَّ عن النَّارِ . فتغلِبوني تقَحَّمونَ فيها"
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم في صحيحة 2284 ومنها ما رواه المنذري عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- قال :"
إنِّي ممسكٌ بحُجَزِكم عن النَّارِ هلمَّ عن النَّارِ هلمَّ عن النَّارِ وتغلبونني تَقاحمون فيه تقاحُمَ الفراشِ أو الجنادِبِ فأوشِكُ أن أرسلَ بحُجَزِكم وأنا فرَطُكم على الحوضِ فترِدون عليِّ معًا وأشتاتًا فأعرفُكم بسيماكم وأسمائِكم كما يعرِفُ الرَّجلُ الغريبةَ من الإبلِ في إبلِه ويُذهبُ بكم ذاتَ الشِّمالِ وأُناشدُ فيكم ربَّ العالمين فأقولُ أيْ ربِّ قوْمي أيْ ربِّ أمَّتي فيقولُ يا محمَّدُ إنَّك لا تدري ما أحدثوا بعدَك إنَّهم كانوا يمشون بعدك القهقرَى على أعقابِهم فلا أعرفنَّ أحدَكم يومَ القيامةِ يحمِلُ شاةً لها ثغاءٌ فينادِي يا محمَّدُ يا محمَّدُ فأقولُ لا أملكُ لك شيئًا قد بلَّغتُك فلا أعرفنَّ أحدَكم يأتي يومَ القيامةِ يحمِلُ بعيرًا له رغاءٌ فينادي يا محمَّدُ يا محمَّدُ فأقولُ لا أملكُ لك شيئًا قد بلَّغتُك فلا أعرفنَّ أحدَكم يأتي يومَ القيامةِ يحملُ فرسًا له حمحمةٌ فينادي يا محمَّدُ يا محمَّدُ فأقولُ لا أملكُ لك شيئًا قد بلَّغتُكَ فلا أعرفنَّ أحدَكم يأتي يومَ القيامةِ يحمِلُ سقاءً من أدمٍ ينادي يا محمَّدُ يا محمَّدُ فأقولُ لا أملكُ لك شيئًا قد بلَّغتُك [ وفي روايةٍ ] قشعًا مكان سقاءٍ "
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : المنذري في الترغيب والترهيب : 2/25 | خلاصة حكم المحدث : إسنادهما جيد إن شاء الله .حسن صحيح قال الإمام
القرطبي في "
التذكرة" : "
قال علماؤنا - رحمة الله عليهم أجمعين -: فكل من ارتد عن دين الله، أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله، ولم يأذن به الله، فهو من المطرودين عن الحوض المبعدين عنه، وأشدهم طردا من خالف جماعة المسلمين، وفارق سبيلهم، كالخوارج على اختلاف فرقها، .. والمعتزلة على أصناف أهوائها، فهؤلاء كلهم مبدلون، وكذلك الظلمة المسرفون في الجور والظلم وتطميس الحق، وقتل أهله وإذلالهم، والمعلنون بالكبائر المستحفون بالمعاصي، وجماعة أهل الزيغ والأهواء والبدع، ثم البعد قد يكون في حال، ويقربون بعد المغفرة، إن كان التبديل في الأعمال، ولم يكن في العقائد " .
موضع الحوض يوم القيامة:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: "
بينما أنا نائمٌ إذا زمرةٌ ، حتى إذا عرفتُهم خرج رجلٌ من بيني وبينهم ، فقال : هلُمَّ ، فقلتُ : أين ؟ قال : إلى النارِ واللهِ ، قلتُ : وما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدُّوا بعدَك على أدبارِهم القهقرَى . ثم إذا زمرةٌ ، حتى إذا عرفتُهم خرج رجلٌ من بيني وبينهم ، فقال : هلُمَّ ، قلتُ أين ؟ قال : إلى النارِ واللهِ ، قلتُ : ما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدُّوا بعدَك على أدبارِهم القهقرَى ، فلا أُراهُ يخلصُ منهم إلا مثلَ هملِ النَّعَمِ "
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري في صحيحه: 6587 قال الإمام
القرطبي تعليقا على الحديث: "
فهذا الحديث - مع صحته - أدل دليل على أن الحوض يكون في الموقف قبل الصراط؛ لأن الصراط إنما هو جسر على جهنم ممدود يجاز عليه، فمن جازه سلم من النار "
فموضع الحوض قبل الصراط، إذ إن من مرَّ على الصراط كان من أهل الجنة، فلو كان الحوض بعد الصراط لامتنع أن يطرد عنه أحد .
وموضع الحوض لا يكون على هذه الأرض، وإنما يكون وجوده في الأرض المبدلة، كما قال تعالى: "
يوم تبدل الأرض غير الأرض "
(إبراهيم:48) . الواردون حوضه صلى الله عليه وسلم : يرد حوض النبي – صلى الله عليه وسلم – في الجملة
كل مؤمن لم يتلبس بمانع من موانع ورود الحوض التي تضمنتها الأحاديث السابقة، غير أن النبي ذكر بعض الأعمال الخاصة التي هي أسباب لنيل شرف وردود حوضه – صلى الله عليه وسلم – منها :
1-
الصبر عند الأَثَرة: ويدل على ذلك حديث عبد الله بن زيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم – في وصيته للأنصار - رضي الله عنهم -: "
...إنكم ستَلقَونَ بعدي أَثَرةً . فاصبِروا حتى تلقَوني على الحوضِ "
متفق عليه : مسلم:1061، البخاري:4330،.ومعنى ستلقون بعدي أثرة، أي:
أن الأمراء بعدي يفضلون عليكم غيركم ممن هو أقل كفاءة منكم.
2-
عدم الدخول على أئمة الجور ممالأةً ونفاقاً لهم، فعن كعب بن عجرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: "
خرجَ علينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ أو دخلَ ونحنُ تسعةٌ وبيننا وسادةٌ من أدَمٍ فقال " إنَّها ستَكونُ بعدي أمراءُ يَكذبونَ ويظلمونَ فمن دخلَ عليهم فصدَّقَهم بِكذِبِهم وأعانَهم على ظلمِهم فليسَ منِّي ولستُ منهُ وليسَ بواردٍ عليَّ الحوضَ ومن لم يصدِّقهم بِكذبِهم ويعِنْهم على ظلمِهم فَهوَ منِّي وأنا منهُ وهوَ واردٌ عليَّ الحوضَ "
الراوي : كعب بن عجرة | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة: 562 | خلاصة حكم المحدث : حسن الوادعي | المصدر : الصحيح المسند: 1098 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الألباني | المصدر : صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 2259 | خلاصة حكم المحدث : صحيح هل يجوز الدعاء بأن يشرب الإنسان من يد الرسول - عليه الصلاة والسلام -شربة هنيئة لا يظمأ بعدها أبداً ؟
أولاً :
حوض النبي صلى الله عليه وسلم يسمَّى " الكوثر " ، ومكانه قبل الصراط على الراجح ، ويأتيه ماؤه من نهر الكوثر في الجنة ، حوضه مربع الشكل طوله وعرضه مسيرة شهر بسير الجِمال ، وماؤه أبيض من اللبن ، ورائحته أطيب من المسك ، وطعمه أحلى من العسل ، وعدد آنيته كعدد نجوم السماء ، بل أكثر ، ومن شرب منه لا يظمأ بعدها أبداً .
ثانياً:
يعتقد كثير من الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يسقي الناس من ماء ذلك الحوض ، لذا نسمع ونقرأ في دعائهم " واسقنا من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبداً " ! وهذا الاعتقاد خطأ ؛ لأسباب :
1
.
عدم ثبوت ذلك في جميع روايات أحاديث الحوض .
2.
ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه من ورد الحوض شرب منه ، فعلَّق الشرب في الحديث على وروده ، وليس على سقيا النبي صلى الله عليه وسلم له .
3.
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن عدد آنيته بعدد نجوم السماء ، وهذا يشير إلى أن كل من يرده يشرب بنفسه .
قال الشيخ
سفر الحوالي :
وليس في هذه الروايات أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسقي النَّاس بيده الشريفة ، كما يزعم بعضهم فيدعو ويقول : " اللهم اسقنا من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبداً " : فهذا لم يرد ، في حدود ما اطلعت عليه من الروايات ، هذا من جهة النص .
ومن جهة النظر : فكأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو وحده وبيده الشريفة يَسقي هَؤُلاءِ الناس ، وبهذا العدد الكبير وعلى هذه السعة العظيمة ، ثُمَّ إن ذلك لا يتناسب مع مقام النبوة ، فكأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما هو سقَّاء يسقيهم الماء ! مع أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو أول من يرد ، والحوض حوضه .
ولا يقتضي إعطاؤه الحوض أنه يسقي النَّاس بيده ، وإنما هو صاحبه الذي يتقدم أمته ، ثُمَّ يُسَر برؤيتهم وهم يشربون مع كثرتهم ، وهم يردون من هذا الخير العظيم الذي أعطاه الله إياه ، وأكرمه به ، ويتألم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند ما يرى أن قوماً يذادون .
إذاً : هو لا يسقي ؛ لأن التصريح جَاءَ بأنهم يردون ، ويشربون، وهَؤُلاءِ يطردون ؛ بل يذادون .
........................
حوض النبي صلى الله عليه وسلم - الشيخ صالح المغامسي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]حوض النبي .مؤثرجدا /السلسلة التي تاب بسببها الكثير26
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وصف حوض النبى خطبة مؤثرة للشيخ رضا المرسى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]حوض النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ محمد الصاوي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]