صلاة العيد زمن الكورونا، أحكام مفصلة

هل نصلي العيد في البيوت؟
كيف نصليها ومتى وقتها؟
ماذا يفعل من فاتته صلاة العيد؟
هل يجب الإستماع لخطبة العيد؟
هل نحتفل بالعيد، ونسر ونسعد؟
[كتبه ووثقه:أبو أويس الأيوبي]

نصلّي-للظرف الوباء الطارئ-،
كلا من (صلاة العيد/العيدين)، و[الجمعة] و{الصلوات الخمس}

جماعة في البيوت

.

وصفة صلاة العيد Sad

ركعتان).

ويدخل وقتها

بعد ارتفاع الشمس قدر رمح

.
(بزوال حمرة الشمس)،

وينتهي وقتها (بزوال الشمس).
✓قبل الظهر بنصف ساعة تقريبا.
[كتبه ووثقه:أبو أويس الأيوبي]

من يصليها ويحضرها؟(صلاة العيد)

روى مسلم :3، :20، ح: 890، عَنْ
أُمِّ عَطِيَّةَ (حتة)؛(نُسيبة بنت كعب)، قَالَتْ:" أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنْ نُخْرِجَهُنَّ فِي الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى ؛ الْعَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ ، وَذَوَاتِ الْخُدُورِ،

فَأَمَّا الْحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ، وَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ، وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ"،
قُلْتُ :' يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِحْدَانَا لَا يَكُونُ
لَهَا جِلْبَابٌ'. قَالَ :{ لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا }'.

وهيئتها وكيفيتها:

فيكبر في الركعة الأولى (سبعاً)>> من غير تكبيرة الإحرام، ويقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة بسورة الأعلى أو سورة ق.

وفي الركعة الثانية يكبر [خمساً] ويقرأ بسورة'الغاشية أو بسورة القمر'.

لما رواه أبو داود،ج:1، ص:475،ح:
1149، عَنْ أمنا عَائِشَةَ،قالت: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِﷺ كَانَ يُكَبِّرُ فِي الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى

فِي الْأُولَى سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ

وَفِي الثَّانِيَةِ خَمْسًا'.

ويقرأ في الركعتين ما ورد عن النبي ﷺ، عند الترمذي،ج: 1، ص:538،ح:
534، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ سَأَلَ أَبَا وَاقِدٍ اللَّيْثِيَّ (الحارث بن مالك/مالك بن عوف،ت:٦٥/٦٨ هـ، بمكة):
'مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقْرَأُ بِهِ فِي
الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى ؟
قَالَ Sad

كَانَ يَقْرَأُ بِـ ( ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ) وَ ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ )'.

القراءةُ فؤ ركعتي العيد، في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة:
(سَبِّح / الأعلى) و الثانية بعد الفاتحة:سورة (الغاشية).

يُسنُّ أنْ يَقرأَ بهما في صلاة العيدين وهذا باتِّفاقِ المذاهبِ الفقهيَّة الأربعة: الحَنَفيَّة ، والمالِكيَّة، والشافعيَّة، والحَنابِلَة، وأكثرُ العلماءِ .
[كتبه ووثقه:أبو أويس الأيوبي]

والحكمة من ذلك:
الحكمة في القِراءة في العيدين بسورة سورة "سبح": أنَّ فيها الحثَّ على الصلاة، وزكاة الفطر على ما قيل في تفسير قوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى/الأعلى: 14، 15؛ فاختُصَّت الفضيلةُ بها كاختصاصِ الجمعة بسورتها.
وأمَّا "الغاشية" فللموالاةِ بين "سبح" وبينها كما بين "الجمعة" و"المنافقين").

(شرح النووي على مسلم) (6/182)، و(نيل الأوطار) للشوكاني (3/353).

وعنِ النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: (كان النبيُّ ﷺ يقرأُ في العيدينِ وفي الجُمُعةِ:

بـسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى،

وهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الغَاشِيَةِ، وربَّما اجتمعَا في يومٍ واحدٍ، فيقرأ بهما'. مسلم:٨٧٨

وبعد الصلاة يخطب الإمام خطبة يذكر فيها الناس ويعظهم، لما رواه البخاري،ج: 2، ص: 17، ح: 956، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ:
' كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَخْرُجُ يَوْمَ
الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى إِلَى الْمُصَلَّى،

فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَبْدَأُ بِهِ

الصَّلَاةُ

، ثُمَّ يَنْصَرِفُ

فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ، وَالنَّاسُ جُلُوسٌ عَلَى صُفُوفِهِمْ،

فَيَعِظُهُمْ وَيُوصِيهِمْ وَيَأْمُرُهُمْ

، فَإِنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَقْطَعَ بَعْثًا قَطَعَهُ أَوْ يَأْمُرَ بِشَيْءٍ أَمَرَ بِهِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ'.

[كتبه ووثقه:أبو أويس الأيوبي]

من فاتته صلاة العيد أو تعذر عليه حضورها لمانع أو ظرف طارئ، كالذي نحن فيه،أو غلبه النوم وأحب اتباع السنة،

جاز أن يصليها في بيته

ولو منفردا، وهو مذهب الجمهور.

[كتبه ووثقه:أبو أويس الأيوبي]

قال ابن قدامة في "المغني":
(2/ 289) : " مَسْأَلَةٌ؛ قَالَ:
(

وَمَنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْعِيدِ

صَلَّى (أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ)، كَصَلَاةِ التَّطَوُّعِ، وَإِنْ
أَحَبَّ فَصَلَ بِسَلَامٍ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ).

وَجُمْلَتُهُ أَنَّ

مَنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْعِيدِ

فَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّهَا فَرْضُ كِفَايَةٍ، قَامَ بِهَا مَنْ حَصَلَتْ الْكِفَايَةُ بِهِ، فَإِنْ أَحَبَّ قَضَاءَهَا فَهُوَ مُخَيَّرٌ، إنْ شَاءَ (صَلَّاهَا أَرْبَعًا)، إمَّا بِسَلَامٍ وَاحِدٍ وَإِمَّا (بِسَلَامَيْنِ).
وَرُوِيَ هَذَا عَنْ (ابْنِ مَسْعُودٍ)، وَهُوَ قَوْلُ (الثَّوْرِيِّ)؛ وَذَلِكَ لِمَا رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ:[مَنْ فَاتَهُ الْعِيدُ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا، وَمَنْ فَاتَتْهُ الْجُمُعَةُ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا].

[كتبه ووثقه:أبو أويس الأيوبي]

وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ:{ إنْ أَمَرْت رَجُلًا أَنْ يُصَلِّيَ بِضَعَفَةِ النَّاسِ، أَمَرْته أَنْ يُصَلِّيَ أَرْبَعًا }.
رَوَاهُمَا سَعِيدٌ. قَالَ أَحْمَدُ، - رَحِمَهُ اللَّهُ -: يُقَوِّي ذَلِكَ حَدِيثُ عَلِيٍّ، أَنَّهُ أَمَرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِضَعَفَةِ النَّاسِ أَرْبَعًا،

وَلَا يَخْطُبُ

.
وَلِأَنَّهُ قَضَاءُ صَلَاةِ عِيدٍ، فَكَانَ أَرْبَعًا كَصَلَاةِ الْجُمُعَةِ، وَإِنْ شَاءَ أَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ كَصَلَاةِ التَّطَوُّعِ.
وَهَذَا قَوْلُ (الْأَوْزَاعِيِّ) لِأَنَّ ذَلِكَ تَطَوُّعٌ.

[كتبه ووثقه:أبو أويس الأيوبي]

وَإِنْ شَاءَ صَلَّاهَا عَلَى

صِفَةِ
صَلَاةِ الْعِيدِ بِتَكْبِيرٍ

.
نَقَلَ ذَلِكَ عَنْ (أَحْمَدَ إسْمَاعِيلُ بْنُ
سَعِيدٍ)، وَاخْتَارَهُ (الْجُوزَجَانِيُّ).
وَهَذَا قَوْلُ (النَّخَعِيِّ، وَمَالِكٍ، وَالشَّافِعِيِّ، وَأَبِي ثَوْرٍ وَابْنِ الْمُنْذِرِ)؛
✓لِمَا رُوِيَ عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ

كَانَ إذَا
لَمْ يَشْهَدْ الْعِيدَ مَعَ الْإِمَامِ بِالْبَصْرَةِ جَمَعَ أَهْلَهُ وَمَوَالِيهِ، ثُمَّ قَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُتْبَةَ مَوْلَاهُ فَيُصَلَّى بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ، يُكَبِّرُ فِيهِمَا

.
وَلِأَنَّهُ قَضَاءُ صَلَاةٍ، فَكَانَ عَلَى صِفَتِهَا، كَسَائِرِ الصَّلَوَاتِ، وَهُوَ مُخَيَّرٌ، إنْ شَاءَ صَلَّاهَا وَحْدَهُ، وَإِنْ شَاءَ فِي جَمَاعَةٍ.

قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ:" أَيْنَ يُصَلِّي؟" قَالَ: إنْ شَاءَ مَضَى إلَى الْمُصَلَّى، وَإِنْ شَاءَ حَيْثُ شَاءَ".

[كتبه ووثقه:أبو أويس الأيوبي]

وقال ابن رجب في'فتح الباري': اختلفوا Sad

هل يصلي ركعتين بتكبير كتكبير الإمام، أم يصلي بغير تكبير؟)

فقال (الحسن والنخعي ومالك والشافعي وأحمد) - في رواية -:

يصلي بتكبير، كما يصلي الإمام.

*واستدلوا بالمروي عن أنس، وأنس
لم يفته في المصر بل كان ساكناً خارجاً من المصر بعيداً منه، فهو في حكم أهل القرى.
✓وقد أشار إلى ذلك الإمام أحمد في رواية عنه.

°والقول بانه يصلي كما يصلي الإمام قول {أبي حنيفة وأبي بكر بن أبي شيبة}، حتى قال:
[لا يكبر إلا كما يكبر الإمام، لا يزيد عليه ولا ينقص].
وكذا قاله الإمام {أحمد} في رواية أبي طالب - إلى أن قال بعض كلام طويل في الخلاف في هذه المسألة: - واعلم؛ أن الاختلاف في هذه المسألة ينبني على أصل،

وهو: أن صلاة العيد: هل يشترط لها العدد والاستيطان وإذن الإمام؟ فيهِ قولان للعلماء، هما روايتان عن أحمد. وأكثر العلماء على أنه

لا يشترط لها ذَلِكَ،
وهو قول

[مالك والشافعي].

ومذهب {أبي حنيفة وإسحاق}:
أنه

يشترط لها ذلك.
[كتبه ووثقه:أبو أويس الأيوبي]

فعلى قول الأولين:

يصليها المنفرد لنفسه في السفر والحضر والمرأة والعبد ومن فاتته، جماعة وفرادى،

لكن لا يخطب لها خطبة الإمام؛ لأن فيهِ افتئاتاً عليهِ، وتفريقاً للكلمة

.

وعلى قول الآخرين:

لا يصليها إلا الإمام أو من أذن لهُ، ولا تصلى إلا كما تصلى الجمعة، ومن فاتته، فإنه لا يقضيها على صفتها، كما لا يقضي الجمعة على صفتها

. اهـ.
[كتبه ووثقه:أبو أويس الأيوبي]

✓ثم قال ابن قدامة:
'

وليست العيد كالجمعة؛ ولهذا يصليها الإمام والناس معه إذا لم يعلموا بالعيد إلا من آخر النهار من غد يوم الفطر،✓والجمعة لا تقضى بعد خروج وقتها، ولأن الخطبة ليست شرطاً لها، فهي كسائر الصلوات، بخلاف الجمعة. اهـ.
[كتبه ووثقه:أبو أويس الأيوبي]

✓وبهذا يتبين أن كونه يصليها على صفة صلاة العيد مع الإمام هو قول جمهور العلماء، فيصليها على صفتها، أي ركعتان بالتكبيرات الزوائد، دون خطبة.
✓ويتأكد صلاتها على صفتها الأصلية إذا لم يكن الأمر صورة قضاء فائتة، كما هو الخلاف المذكور، بل كان هو الصلاة الأصلي، التي يتحقق بها أداء الفرض، أو قيام الكفاية، كما هو الحال في شأن الناس اليوم، إذا لم تكن تصلى صلاة العيد في المصليات، أو المساجد، كما هو الحال في معظم البلدان ؛ فلا يظهر، والحالة هذه:
( أن تخالف بها صفة صلاة العيد المعروفة؛ بل متى صلاها الرجل في بيته، ونحو ذلك ، فينبغي أن يصليها على صفة صلاة العيد المعروفة).

[كتبه ووثقه:أبو أويس الأيوبي]

ومذهب (الشافعية)،الذي نحن عليه في بلدنا:

( يسن للمنفرد إقامتها في بيته، فليس الأمر عندهم متعلقا بمن فاتته).
[كتبه ووثقه:أبو أويس الأيوبي]

نقل المزني عن الشافعي رحمه الله في "مختصر الأم" (8/125) :

" ويصلي العيدين المنفرد في بيته، والمسافر ، والعبد ، والمرأة " انتهى .

[كتبه ووثقه:أبو أويس الأيوبي]

وقال النووي رحمه الله في المجموع (5/ 26):

"أما الأحكام: فهل تشرع صلاة العيد للعبد والمسافر والمرأة والمنفرد في بيته أو في غيره؟
فيه طريقان،

أصحهما وأشهرهما القطع

بأنها تشرع لهم

" انتهى.

* وتسن الخطبة عندهم لمن صلاها من هؤلاء جماعة.
[كتبه ووثقه:أبو أويس الأيوبي]

قال في مغني المحتاج (1/ 589): " (ويسن بعدهما خطبتان) للجماعة تأسيا به - ﷺ- وبخلفائه الراشدين، ولا فرق في الجماعة بين المسافرين وغيرهم" انتهى.

[كتبه ووثقه:أبو أويس الأيوبي]

وقال في تحفة المحتاج (3/ 40): " (و) تسن (للمنفرد) ،

ولا خطبة له ، (والعبد والمرأة) ، ويأتي في خروج الحرة والأمة لها: جميع ما مر أوائل الجماعة، في خروجهما لها،

(والمسافر)، كسائر النوافل، ويسن لإمام المسافرين أن يخطبهم" انتهى.

✓ثم قال في: (3/ 45):
" ومر أن الخطبة لا تسن لمنفرد".اهـ.

[كتبه ووثقه:أبو أويس الأيوبي]

* ومذهب (المالكية) أنها

'تستحب للمنفرد والمرأة والمسافر، ولا تسن'.

قال الخرشي (2/ 98): " (ص) سن لعيد ركعتان، لمأمور الجمعة، مِن حِلِّ النافلة، للزوال.
(ش) : يعني: أنه اختلف في حكم صلاة العيد ؛ فالمشهور، كما قال:
( أنها سنة عين). وقيل Sad

كفاية ) .
ويؤمر بها من تلزمه الجمعة، فيخرج العبد والصبي والمرأة والمسافر .
ومن هو خارج ثلاثة أميال من المصر: فلا تسن في حقهم، لكن يستحب كما يأتي" انتهى.

[كتبه ووثقه:أبو أويس الأيوبي]

وقال في (2/ 104): " (ص) وإقامة من لم يؤمر بها، أو فاتته.
(ش) أي إنه يستحب لمن لم يؤمر بالجمعة وجوبا، أو فاتته صلاة العيد مع الإمام :

أن يصليها.
وهل في جماعة، أو أفذاذا ؟ قولان " انتهى.

[كتبه ووثقه:أبو أويس الأيوبي]
✓ورجح بعضهم أنها تصلى أفذاذا. وللمزيد ينظر في :
*حاشية الدسوقي (1/ 401).
وعند المالكية أيضا:
' أنهم إذا صلوها جماعة، صلوها بلا خطبة'.

[كتبه ووثقه:أبو أويس الأيوبي]

قال الحطاب في'مواهب الجليل' (2/ 198):
" وعلى جواز الجمع لمن فاتته من أهل المصر لا يخطب بلا خلاف، وكذلك من تخلف عنها لعذر وكذلك العبيد والمسافرون، واختلف في أهل القرى الصغار على قولين والله أعلم." انتهى.

*

وعليه، فلو صلى إنسان في بيته بأهله صلاة العيد،

سُن له أن يأتي بخطبتين، على (مذهب الشافعية)،

ولا يخطب على [مذهب المالكية].
ويستدل للمذهبين، في جواز إقامتها في البيوت، بما رواه البخاري في صحيحه معلقا بصيغة الجزم ، قال:
" وَأَمَرَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ مَوْلاَهُمْ ابْنَ أَبِي عُتْبَةَ بِالزَّاوِيَةِ، فَجَمَعَ أَهْلَهُ وَبَنِيهِ" انتهى.
وأنس لم تكن فاتته الصلاة، وإنما كان يسكن خارج البصرة على أميال منها.
[كتبه ووثقه:أبو أويس الأيوبي]

قال ابن رجب في فتح الباري:
(9/ 76): " وأنس لم يفته في المصر، بل كان ساكناً خارجاً من المصر بعيداً منه، فهو في حكم أهل القرى، وقد أشار إلى ذلك الإمام أحمد -في رواية عنه" انتهى.
[كتبه ووثقه:أبو أويس الأيوبي]

فإذا تعذرت إقامة صلاة العيد في البلدان، المسلمة وغير المسلمة وفيها مسلمين، وبسبب الوباء والحظر والزرب،

فحكم صلاة العيد، كحكم من فاتته صلاة العيد،

تصلى في البيوت دون خطبة.
فللمسلم أن

يُصلِّيها ركعتين.
وقيلَ:

أربعًا.
وقيلَ:

يُصلِّيها على صفتها،
✓وهو الصَّحيح، أي:{يُصلِّيها ركعتين}، و[يُكبِّر التَّكبيرات الزَّوائد]، و{يجهرُ فيها بالقراءة} و[لا يخطب]، كما هو الشَّأن
في كلِّ عبادة مقضيَّة، أنَّها تؤدَّى على صفتها، و(تُصلَّى فرادى وجماعة).
ويدلُّ لذلك فعلُ أنسٍ بن مالك -رضي الله عنه- أنَّه إذا فاتته صلاةُ العيد جمعَ أهله وبنيه، ثم قامَ عبدُ الله بن أبي عتبة مولاه فصلَّى بهم ركعتين، يكبرُ فيهما، كصلاة أهل المصر وتكبيرهم.

وبالمختصر المفيد:
1-

من أراد الصلاة منفردا،

عليه أن يصليها بلا خطبة.

2-

من صلاها جماعة،
كالشافعية :

يسن له أن يأتي بعدها بخطبتين.
ومما يقوي جانب الإتيان بالخطبة، متى أمكن، بدليل أن الصلاة لم تصل أصلا ، ولم يخطب لها في المجامع العام.

و(كالمالكية، والحنابلة)، ومن يرون
أن المعذور اليوم هو كمن فاتته،

تصلى (جماعة)

بلا خطبة.

ويفهم من قول النبي ﷺ:
✓( للصائمِ فرحتان يفرحهما:
إذا أفْطَر فَرِح بفطره،
وإذا لَقِي ربَّه فَرِح بصومه)
✓(...للصائم فرحتان:
فرحة عند فِطره، وفرحة عند لقاء ربِّه..).

فالقرح بالعيد مسنون وجائز مالم ترتكب فيه المحذورات والكبائر.

وروى أبو داود: (1134) واللفظ له، والنسائي:(1556)، وأحمد: (12006)، عن أنس بن مالك قال:
' قَدِمَ رسولُ الله ﷺ المدينةَ ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال:
"ما هذان اليومان؟"
قالوا: كنَّا نلعب فيهما في الجاهليَّة، فقال ﷺ:

( إنَّ الله قد أبدلكما بهما خيرًا منهما: يومَ الأضحى والفِطر).

الراوي: أنس بن مالك ابن الملقن في:'شرح البخاري': 8/52 .

وفي صباح يوم العيد يفرح المسلم بإتمام صومه ويسر ويفرح بفطره، والعيد والفرح لأنَّنا أدَّينا ما علينا من طاعة للّه ربِّ العالمين وسعدنا بها، فنفرح لاتمامها والتوفيق.
وأصل الفرح كما ثبت من قوله ﷺ:
'للهُ أفرحُ بتوبة عبدِه من أحدِكم سَقَط على بعيره، وقد أضلَّه في أرْض فلاة'.
رواه: عبدالله بن مسعود، البخاري:6308 .

وقال الحسن البصري:
'كل يوم لا يُعصَى اللّه فيه فهو عيد، وكلُّ يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه وذِكْره وشكره فهو له عيد'.
ورُوي عن عِياض الأشعريّ:...
' وشهد عيداً بالأنبار فقال: 'ما لي أراكم تقلسون كما كان يقلس عند رسول الله ﷺ'.
الراوي : عياض الأشعري.
'شرح البخاري لابن الملقن' : 8/64، وقال: إسناده جيد، وضعفه غيره من أهل الحديث؟!.
وفي رواية أخرى: 'فإنه من السنة في العيدين'. والتقليس: هو الضرب بالدف والغناء،

وروى البخاري، ج:5، ص: 67،ح:3931، عَنْ أمنا عَائِشَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَيْهَا وَالنَّبِيُّ ﷺ عِنْدَهَا يَوْمَ فِطْرٍ، أَوْ أَضْحًى، وَعِنْدَهَا قَيْنَتَانِ (مغنيتان من الجواري) تُغَنِّيَانِ بِمَا تَعَازَفَتِ (شعر هجاء) الْأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثٍ (حصن للأوس..معركة بين الأوس والخزرج)، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : " مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ". مَرَّتَيْنِ، فقال النَّبِيُّ ﷺ:
" دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ ؛ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَإِنَّ عِيدَنَا هَذَا الْيَوْمُ ".

وهذا يفيد أن رسول الله ـﷺ رخص في الضرب بالدف والغناء وسماعهما في أيام العيدين، إظهارًا لسرور المسلمين بإتمام ما فرض الله عليهم، وإن كان لا يرخَّص فيه في غيرها من الأيام.

[كتبه ووثقه:أبو أويس الأيوبي]

كما رخَّص رسول الله ـﷺ باللعب في يوم العيد، فقد أَذِنَ لبعض الأحباش باللعب بالحراب والدَّرَق في المسجد في يوم عيد... كما عند البخاري:٩٥٠، قالت أمنا عَائِشَةُ :
' رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَسْتُرُنِي وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ'
فَزَجَرَهُمْ'عُمَرُ' فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ:
" دَعْهُمْ أَمْنًا بَنِي أَرْفِدَةَ ".
* يَعْنِي مِنَ الْأَمْنِ.
وفي رواية:" دونَكم يا بني أَرْفِدة".

أي الزَمُوا ما أنتم فيه وعليكم به، وقد نظر رسول الله ﷺإلى لعبهم
في ذاك اليوم ودعا أمنا الرضية؛ عائشة، إلى النظر إليهم.

[كتبه ووثقه:أبو أويس الأيوبي]

وروى أحمد في المسند، ج:41، ص: 34، ح: 24855، إِنَّ أمنا عَائِشَةَ قَالَتْ:
'قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمَئِذٍ :
" لِتَعْلَمَ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً،
إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَة'.

وهذا كله يدل على استحباب إظهار السرور في أيام العيدين،
إن أتم المسلمون فريضتَي صيام رمضان أو الحج، بكل ما يُظهر هذا السرورَ من وسائلَ رخَّص فيها الشارع،دون اختلاط ولا غناء محرم ولا مخيلة ولا إسراف.
[كتبه ووثقه:أبو أويس الأيوبي]

لا يصح صيام أول يوم من العيدين، مطلقا...لما رواه البخاري،ج:3، ص:42، ح: 1990، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ،(سعد بن عريد،ت:٩٨ هـ) قَالَ: شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَال:

' هَذَانِ يَوْمَانِ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ صِيَامِهِمَا ؛

يَوْمُ فِطْرِكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ،

وَالْيَوْمُ الْآخَرُ تَأْكُلُونَ فِيهِ مِنْ نُسُكِكُمْ'.

ولما رواه مسلم،ج:3، ص:153،ح:
827، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ

نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ :'

يَوْمِ الْفِطْرِ، وَيَوْمِ النَّحْرِ

'.

(تقبل الله منكم ومنا صالح الأعمال، وكل عام ونحن إلى الله أقرب وأطوع، وعيدنا مبارك، إن شاء الله)

» صيام الست من شوال أحكام ومسائل مفصلة
» زكاة الفطر: ماحكم من لم يخرج زكاة الفطر ناسياً؟ وماذا يعمل إذا أراد إخراجها بعد العيد ؟ ماذا تسمى إذا أخرجها بعد العيد؟
» يوم العيد يوم الجمعة: إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة فما الفرض وما السنة ومن تسقط ومن لا تسقط ومن تجب ومن ومن ؟؟؟
» صلاة المسبوق في صلاة جهرية
» العيد: (فرحة و ألم)...بهجته وضرورته - وجروح الامة ونكباتها