ورد في فضائل أواخر الحشر عدة أحاديث. منها الحديث الذي رواه الترمذي عن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من قال حين يصبح ثلاث مرات: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر، وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيداً، ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة".
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وهذا إعلال منه للحديث، وقد ضعف النووي سنده وضعفه الألباني وشعيب الأرنؤوط.
وأخرجه أحمد والطبراني وابن السني وابن الضريس وغيرهم. كلهم رووه من طريق خالد بن طهمان أبي العلاء الخفاف وهو ضعيف. قال ابن معين: خلط قبل موته بعشر سنين، وكان قبل ذلك ثقة، وكان في تخليطه كل ما جاؤوا به يُقرُّ به. اهـ. كذا قال الذهبي في الميزان.
وروى الدارمي بسنده عن الحسن قال:" من قرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر إذا أصبح فمات من يومه ذلك طبع بطابع الشهداء، وإن قرأ إذا أمسى فمات من ليلته طبع بطابع الشهداء. "
كذا في الدر المنثور. ومن المعلوم أن الحسن تابعي فالموقوف عليه يعتبر مقطوعا وهو من أقسام الضعيف.
وعند الثعلبي من حديث يزيد الرقاشي عن أنس رضي الله تعالى عنه: من قرأ آخر سورة الحشر فمات من ليلته مات شهيدا.
وهذا موقوف ولا يؤخذ بالاجتهاد وفي سنده يزيد الرقاشي وهو متروك.
وعن أبي هريرة قال:" سألت خليلي أبا القاسم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اسم الله الأعظم فقال: يا أبا هريرة عليك بآخر سورة الحشر فأكثر قراءتها. فأعدت عليه فأعاد علي، فأعدت عليه فأعاد علي..... "
وعن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من قرأ سورة الحشر غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. "
وعن أبي أمامة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:" من قرأ خواتيم سورة الحشر في ليل أو نهار فقبضه الله في تلك الليلة أو ذلك اليوم فقد أوجب الله له الجنة."
وقد ذكر القرطبي في تفسيره هذه الأحاديث الثلاثة الأخيرة ولم يذكر درجتها ولا سندها فهي ضعيفة لجهالة أسانيدها.
وقال الألوسي في تفسيره: وأخرج الديلمي عن ابن عباس مرفوعاً: اسم الله الأعظم في ست آيات من آخر سورة الحشر.
وأخرج أبو علي عبد الرحمن بن محمد النيسابوري في فوائده عن محمد بن الحنفية أن البراء بن عازب قال لعلي بن أبي طالب كرم الله تعالى وجهه: أسألك بالله إلا ما خصصتني بأفضل ما خصك به رسول الله عليه الصلاة والسلام مما خصه به جبريل مما بعث به الرحمن عز وجل، قال: يا براء إذا أردت أن تدعو الله باسمه الأعظم فاقرأ من أول الحديد عشر آيات وآخر الحشر، ثم قال: يا من هو هكذا وليس شيء هكذا غيره أسألك أن تفعل لي كذا وكذا فوالله يا براء لو دعوت علي لخسف بي.
وأخرج الديلمي عن علي كرم الله تعالى وجهه. وابن مسعود رضي الله تعالى عنه مرفوعاً إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال في قوله تعالى: لَوْ أَنزَلْنَا {الحشر: 21} إلى آخر السورة هي رقية الصداع.
وأخرج الخطيب البغدادي في تاريخه قال: أنبأنا أبو عبيد الحافظ أنبأ أبو الطيب محمد بن أحمد يوسف بن جعفر المقري البغدادي يعرف بغلام ابن شنبوذ أنبأ إدريس بن عبد الكريم الحداد قال: قرأت على خلف فلما بلغت هذه الآية" لَوْ أَنزَلْنَا هذا القرءان على جَبَلٍ." {الحشر: 21} قال: ضع يدك على رأسك فإني قرأت على حمزة فلما بلغت هذه الآية قال: ضع يدك على رأسك فإني قرأت على الأعمش فلما بلغت هذه الآية قال: ضع يدك على رأسك فإني قرأت على يحيى بن وثاب فلما بلغت هذه الآية قال: ضع يدك على رأسك فإني قرأت على علقمة. والأسود فلما بلغت هذه الآية قالا ضع يدك على رأسك فإنا قرأنا على عبد الله رضي الله تعالى عنه فلما بلغنا هذه الآية قال ضعا أيديكما على رءوسكما فإني قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغت هذه الآية قال لي: ضع يدك على رأسك فإن جبريل عليه السلام لما نزل بها إلي قال: ضع يدك على رأسك فإنها شفاء من كل داء إلا السام والسام الموت. إلى غير ذلك من الآثار، والله تعالى أعلم. اهـ.
وهذه الأحاديث من مرويات الديلمي والخطيب ومن المعلوم أن كتابي الديلمي والخطيب من مظان الضعيف .
وأما حديث النيسابوري فقد ذكره السيوطي في جامع الأحاديث ولم نطلع على سنده و ما دام سنده مجهولا فيغلب على الظن ضعفه.