لقد وردت نصوص عدة تأمر بالجماعة وتثني بالنهي عن الفرقة في موضع واحد مع أن الأمر بالجماعة يستلزم النهي عن الفرقة, والنهي عن الفرقة يستلزم الأمر بالجماعة ولو لم يذكر ذلك فكل من أمر بشيء فقد نهى عن فعل ضده, ومن نهى عن فعل فقد أمر بفعل ضده .
ومما يؤكد وجوب الأمر بالجماعة وترك الفرقة والنهي عنها, ومن هذه النصوص قول الله تعالى: " وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ"
[ آل عمران: 103] ففي هذه الآية أمرنا الله عز وجل بالجماعة ونهانا عن التفرقة
وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّ اللهَ يرضَى لكم ثلاثا ويكرهُ لكُم ثلاثا . فيرضَى لكُم أن تعبدوهُ ولا تشركوا به شيئا . وأن تعتصِموا بحبلِ اللهِ جميعا ولا تفرّقوا . ويكرهُ لكم قيلَ وقالَ . وكثرةَ السؤالِ . وإِضاعةَ المالِ ."
خلاصة حكم المحدث: صحيح
الراوي: أبو هريرة
المحدث: مسلم
المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1715
وفي رواية : مثله . غيرَ أنهُ قال : ويسخطُ لكم ثلاثا . ولم يذكر : ولا تفرقوا .