الثابت فيما يقال في الركوع والسجود في صلاة الفريضة والنافلة :
الثابت من أذكار النبي - عليه الصلاة والسلام - في الركوع:
ملحوظات هامة:
العبادات توقيفية ، والصلاة منها ، تصلى كما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام، لما ثبت البخاري:6008 ، و 818 ، من حديث
مالك بن الحويرث، قال: قال رسول الله عليخ الصلاة و السلام
"
... وصَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي ... "
818 : "
ألَا أُنَبِّئُكُمْ صَلَاةَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قَالَ: وذَاكَ في غيرِ حِينِ صَلَاةٍ، فَقَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَكَبَّرَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَامَ هُنَيَّةً، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ هُنَيَّةً، فَصَلَّى صَلَاةَ عَمْرِو بنِ سَلِمَةَ شيخِنَا هذا، قَالَ أيُّوبُ: كانَ يَفْعَلُ شيئًا لَمْ أرَهُمْ يَفْعَلُونَهُ كانَ يَقْعُدُ في الثَّالِثَةِ والرَّابِعَةِ. قَالَ: فأتَيْنَا النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأقَمْنَا عِنْدَهُ، فَقَالَ: لو رَجَعْتُمْ إلى أهْلِيكُمْ صَلُّوا صَلَاةَ كَذَا، في حِينِ كَذَا صَلُّوا صَلَاةَ كَذَا، في حِينِ كَذَا، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَلْيُؤَذِّنْ أحَدُكُمْ، ولْيَؤُمَّكُمْ أكْبَرُكُمْ".
بين مَالِكُ بنُ الحُوَيْرِثِ رضِي اللهُ عنه لأصحابِه كَيفِيَّةَ صلاةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال لهم: «ألَا أُنبِّئُكم صَلاةَ رَسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم؟»، أي: ألَا أُرِيكُم كيف كانتْ صلاتُه صلَّى الله عليه وسلَّم؟ «وذاك في غيرِ حِينِ صلاةٍ»، أي: كان ذلك في غيرِ وقتِ الصَّلاةِ المكتوبةِ، «فقام» مالكٌ رضِي اللهُ عنه وكبَّر للإحرامِ بالصَّلاةِ، «ثم رَكَع فكبَّر، ثم رَفَع رأسَه فقام هُنَيَّةً»، أي: فَتْرة قليلة، «ثم سَجَد، ثم رَفَع رأسَه هُنَيَّةً». يقول أبو قِلَابَةَ: «فصلَّى صلاةَ عَمْرِو بنِ سَلِمَةَ شيخِنا هذا»، أي: صلاةً مِثْلَ التي يُصلِّيها عَمْرُو بنُ سَلِمَةَ. «قال أَيُّوبُ» السِّخْتِيَانِيُّ: «كان يَفعل شيئًا لم أَرَهُمْ يفعلونه، كان يَقعُد في الثالثةِ والرابعةِ»، والمراد منه: بيانُ جَلْسةِ الاستراحةِ التي تكون بعدَ الرَّفعِ مِن السُّجودِ الثاني وقَبلَ القِيامِ، وهي تَقَعُ بين الرَّكعتَيْن الثالثةِ والرَّابعةِ كما تقَعُ بين الأُولى والثانية، فكأنَّه قال: كان يَقعُد في آخِرِ الثالثةِ أو في أولِ الرابعةِ.
ثم أخبرهم مَالِكُ بنُ الحُوَيْرِثِ بعد أنْ فَرَغ من صلاتِه: أنهم أَتَوُا النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم بعدَ إسلامِهم، فأقاموا عِندَه، فقال لهم: «لو رَجعتُم إلى أَهْلِيكم؛ صلُّوا صلاةَ كذا في حِينِ كذا، صلُّوا صَلاةَ كذا في حِينِ كذا»، أي: أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم أخبرهم بِمَواقِيتِ الصَّلَوَاتِ التي يَجِبُ عليهم أن يُصلُّوها، ثم أمَرَهم إذا دَخل وقتُ الصَّلاةِ أنْ يُؤَذِّن لها أحدُهم، وأنْ يَؤُمَّهم للصَّلاةِ أكبرُهم سِنًّا، ويُجمَعُ بينَه وبينَ قولِه صلَّى الله عليه وسلَّم: ((يؤمُّ القومَ أقرؤُهم لكتابِ اللهِ...))، بأنَّ التقديمُ بالسِّنِّ محلُّه إذا اسْتَوَى الحاضِرون للصَّلاةِ في القراءةِ، وهذا مَفهومٌ مِن هذه القِصَّةِ؛ لأنَّهم أسْلَموا وهاجروا معًا، وصحِبوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولازَموه، واستووا في الأخْذِ عنه؛ فلم يبق ممَّا يُقدَّم به إلَّا السَّنُّ. لا يجوز و لا يصح قراءة القران ، في الركوع ، او في السجود ،
لما ثبت في صحيح مسلم : 479 ، من حديث
عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال :
كَشَفَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ السِّتَارَةَ والنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ أبِي بَكْرٍ، فَقالَ:
"
أيُّها النَّاسُ، إنَّه لَمْ يَبْقَ مِن مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا المُسْلِمُ، أوْ تُرَى له، ألَا وإنِّي نُهِيتُ أنْ أقْرَأَ القُرْآنَ رَاكِعًا، أوْ سَاجِدًا، فأمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فيه الرَّبَّ عزَّ وجلَّ، وأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ".
قمن:
حري وحقيق وجدير أن يستجاب لكم .
مما صح وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، انه كان يقوله في ركوعه:
1. (
سُبحانَ ذي الجبَروتِ والملَكوتِ والكِبرياءِ والعَظَمةِ ) .
لحديث
عوف بن مالك الأشجعي، قال: "
قُمتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ليلةً ، فقامَ فقرأَ سورةَ البقرةِ ، لا يمرُّ بآيةِ رحمةٍ إلَّا وقفَ فَسألَ ، ولا يمرُّ بآيةِ عَذابٍ إلَّا وقَفَ فتعوَّذَ ، قالَ:
ثمَّ رَكَعَ بقَدرِ قيامِهِ ، يقولُ في رُكوعِهِ:
سُبحانَ ذي الجبَروتِ والملَكوتِ والكِبرياءِ والعَظَمةِ ،
ثمَّ سجدَ بقدرِ قيامِهِ ، ثمَّ قالَ في سُجودِهِ مثلَ ذلِكَ ، ثمَّ قامَ فقرأَ بآلِ عمرانَ ، ثمَّ قرأَ سورةً سورةً ثم فعل مِثْلَ ذلك
صحيح أبي داود: 873 ، صحيح النسائي: 1131 2
. و
كان يقول - عليه الصلاة والسلام -
اذا ركع :
(
سُبْحَانَ رَبِّيَ العَظِيمِ )
لما ثبت من حديث
حذيفة بن اليمان ، كما عند مسلم :772 ، قال حذيفة:
"
صَلَّيْتُ مع النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَافْتَتَحَ البَقَرَةَ، فَقُلتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ المِئَةِ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلتُ: يُصَلِّي بهَا في رَكْعَةٍ، فَمَضَى، فَقُلتُ: يَرْكَعُ بهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ، فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا، إذَا مَرَّ بآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وإذَا مَرَّ بسُؤَالٍ سَأَلَ، وإذَا مَرَّ بتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَجَعَلَ يقولُ: سُبْحَانَ رَبِّيَ العَظِيمِ، فَكانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِن قِيَامِهِ، ثُمَّ قالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا ممَّا رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، فَقالَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الأعْلَى، فَكانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِن قِيَامِهِ". قالَ: وفي حَديثِ جَرِيرٍ مِنَ الزِّيَادَةِ، فَقالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ رَبَّنَا لكَ الحَمْدُ".
وذكر
ابن حجر العسقلاني في "
الدراية ": 1/141 ، وقال: (
في إسناده انقطاع ) ، من حديث
عقبة بن عامر الجهنيسُبْحَانَ رَبِّيَ العَظِيمِ ، ثلاث مرات .
قال:
"
إذا رَكَعَ أحَدُكُمْ فلْيَقُلْ في رُكُوعِهِ : سبحانَ ربيَ العظيمِ ثلاثًا ، وذلِكَ أدْنَاُه .
ورواه أبو داودَ من حديثِ
عبدالله بنِ مسعودٍ ، ولابنِ ماجَه نحوهُ . وأخْرَجَهُ الترمذيُّ : 261، والنووي : 3/433- و ضعفه -
"
إذا ركَع أحَدُكم فقال في ركوعِه: سُبحانَ رَبِّيَ العَظيمِ ثلاثًا ، فقد تم ركوعُه وذلك أدْناه، وإذا قال أحدُكم في سُجودِه: سُبحانَ ربِّيَ الأعلى ثلاثًا ، فقد تم سُجودُه وذلك أدْناه ".
3
.
وكان يقول - عليه الصلاة والسلام -
اذا ركع:
(
اللَّهُمَّ لكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لكَ سَمْعِي، وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي، وَعَصَبِي )
لما ثبت من حديث
علي بن أبي طالب ، كما عند مسلم:771 ،قال أن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، كانَ إذَا قَامَ إلى الصَّلَاةِ ، قالَ:
"
وَجَّهْتُ وَجْهي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفًا، وَما أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ، إنَّ صَلَاتِي، وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ، وَمَمَاتي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لا شَرِيكَ له، وَبِذلكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ " ، وإذَا رَكَعَ، قالَ:
" اللَّهُمَّ لكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لكَ سَمْعِي، وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي، وَعَصَبِي"،
وإذَا رَفَعَ، قالَ:
" اللَّهُمَّ رَبَّنَا لكَ الحَمْدُ مِلْءَ السَّمَوَاتِ، وَمِلْءَ الأرْضِ، وَمِلْءَ ما بيْنَهُمَا، وَمِلْءَ ما شِئْتَ مِن شيءٍ بَعْدُ،
وإذَا سَجَدَ، قالَ:
" اللَّهُمَّ لكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ "
ثُمَّ يَكونُ مِن آخِرِ ما يقولُ بيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ:
" اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَسْرَفْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ".
4
.
وكان يقول - عليه الصلاة والسلام -
اذا ركع:
(
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا، وبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ) .
لما ثبت عند البخاري:(4968) واللفظ له، ومسلم: (484) ، من حديث أمنا
عائشة أم المؤمنين، عليهن الرضوان جميعهن، قالت:
"
انَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُكْثِرُ أنْ يَقُولَ في رُكُوعِهِ و سُجُودِهِ:"
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا، وبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي "،
يَتَأَوَّلُ القُرْآنَ".
يَتأوَّلُ القرآنَ، أي:
يَفْعَل ما أُمِر به فيه، أي: في قولِه تعالى: {
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ} [سورة النَّصْر: 3].
و
التَّسبيحُ :
التَّنزيهُ ، و
سُبحانَك، أي:
بَراءةً وتنزيهًا لك مِنْ كُلِّ نَقْصٍويقال:
إنَّ التسبيحَ مأخوذٌ مِن:
سَبَح الرَّجُلُ في الأرضِ ،
إذا ذهَب فيها؛ فيكون التَّسبيحُ على هذا المعنى بمعنى التعجُّبِ مِن
المبالغةِ في الجَلالِ والعظمةِ والبُعدِ عن النقائصِ.
5.
.
وكان يقول - عليه الصلاة والسلام -
اذا ركع:
(
سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ المَلَائِكَةِ والرُّوحِ ) .
لما ثبت عند مسلم: (487) ، من حديث أمنا
عائشة أم المؤمنين، عليهن الرضوان جميعهن، قالت:
"
أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يقولُ: في رُكُوعِهِ و سُجُودِهِ : (
سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ المَلَائِكَةِ والرُّوحِ )".
........
ثانيا :
الثابت من أذكاره -
عليه الصلاة والسلام -
في السجود:
ملحوظة هامة:
يستحب و يسن الإكثار في السجود ، فيما يخص الآخرة و المغفرة -
لا الدنيا وزينتها - ،
أن يكثر المسلم المصلي ، من الدعاء في السجود ، لما ثبت في صحيح مسـلم: 482، من حديث
أبى هريرة رضي الله عنه أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(
أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ )
* ولما ثبت عند مسلم :479 ، من حديث
عبدالله بن عباس:
" ...
وأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ".
وسبق بيان الفاظه1.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده :
(
سُبحانَ ذي الجبَروتِ والملَكوتِ والكِبرياءِ والعَظَمةِ )
وسبق ذكره في الدعاء في الركوع . من حدبث
عوف بن مالك الأشجعي ، قال:
" قُ
متُ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ليلةً ، فقامَ فقرأَ سورةَ البقرةِ ، لا يمرُّ بآيةِ رحمةٍ إلَّا وقفَ فَسألَ ، ولا يمرُّ بآيةِ عَذابٍ إلَّا وقَفَ فتعوَّذَ ، قالَ:
ثمَّ رَكَعَ بقَدرِ قيامِهِ ، يقولُ في رُكوعِهِ:
سُبحانَ ذي الجبَروتِ والملَكوتِ والكِبرياءِ والعَظَمةِ ،
ثمَّ سجدَ بقدرِ قيامِهِ ، ثمَّ قالَ في سُجودِهِ مثلَ ذلِكَ ،
ثمَّ قامَ فقرأَ بآلِ عمرانَ ، ثمَّ قرأَ سورةً سورةً...الألباني ، صحيح أبي داود : 873 2.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده :
(
سُبحانَ ربّي الأعلى )
ثلاثا .
* سبق بيانه في
اذكار الركوع ، من حديث
عقبة بم عامر و
عبدالله بن مسعود.
3.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده :
(
اللَّهُمَّ لكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ)
* سبق بيانه من حديث علي بن ابي طالب، صحيح مسلم: 7714.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده :
(
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا، وبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي )
* سبق بيانه كم حديث امنا عائشة، البخاري (4968)، ومسلم (484) 5.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده :
(
سُبْحَانَكَ وبِحَمْدِكَ لا إلَهَ إلَّا أنْتَ )
لما ثبت عند مسلم: 485 ، من حديث امنا
عائشة أم المؤمنين:
" قُلتُ لِعَطَاءٍ: كيفَ تَقُولُ أنْتَ في الرُّكُوعِ؟ قالَ: أمَّا
سُبْحَانَكَ وبِحَمْدِكَ لا إلَهَ إلَّا أنْتَ. فأخْبَرَنِي ابنُ أبِي مُلَيْكَةَ، عن
عَائِشَةَ قالَتْ:
" ا
فْتَقَدْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَظَنَنْتُ أنَّه ذَهَبَ إلى بَعْضِ نِسَائِهِ، فَتَحَسَّسْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ، فَإِذَا هو رَاكِعٌ، أوْ سَاجِدٌ يقولُ: ( سُبْحَانَكَ وبِحَمْدِكَ لا إلَهَ إلَّا أنْتَ )، فَقُلتُ: بأَبِي أنْتَ وأُمِّي، إنِّي لَفِي شَأْنٍ وإنَّكَ لَفِي آخَرَ".
6.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده :
(
سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ المَلَائِكَةِ والرُّوحِ )
* سيق بيانه ، صحيح مسلم: 487 ، من حدبث امنا عائئشة في دعاء النبي قي الركوع .7.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده :
(
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ، وجِلَّهُ، وأَوَّلَهُ وآخِرَهُ وعَلانِيَتَهُ وسِرَّهُ) .
لما ثبت عند مسلم : 483 ، من حديث
أبي هريرة :
" أ
نَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يقولُ: في سُجُودِهِ : (
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ، وجِلَّهُ، وأَوَّلَهُ وآخِرَهُ وعَلانِيَتَهُ وسِرَّهُ ) ".
8.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده :
(
اللَّهُمَّ أعُوذُ برِضَاكَ مِن سَخَطِكَ، وبِمُعَافَاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أنْتَ كما أثْنَيْتَ علَى نَفْسِ ) .
من حيث امنا عائشة السابق، عند مسلم : 486 "
فقَدْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لَيْلَةً مِنَ الفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ فَوَقَعَتْ يَدِي علَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وهو في المَسْجِدِ وهُما مَنْصُوبَتَانِ وهو يقولُ:
اللَّهُمَّ أعُوذُ برِضَاكَ مِن سَخَطِكَ، وبِمُعَافَاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أنْتَ كما أثْنَيْتَ علَى نَفْسِكَ".
...............
من أذكار الركوع :
1- "
سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ ".
صحيح مسلم (772) ، من حدبث حُذَيْفَةَ بن اليمان رضي الله عنه قَالَ : صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ ...
( ثُمَّ رَكَعَ ، فَجَعَلَ يَقُولُ : سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ ) .2- "
سبحان ربي العظيم وبحمده "
لما روى أبو داود : 870 ،عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال :
( فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَكَعَ قَالَ : سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ ثَلاثًا ، وَإِذَا سَجَدَ قَالَ : سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى وَبِحَمْدِهِ ثَلاثًا ) صححه الألباني في صفة الصلاة ( ص 133 ) .3- "
سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ "
لما روى مسلم (487) عن عائشة رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ : ( سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ ) .4-"
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي "
لما روى البخاري (794) ومسلم (484) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ : ( سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ) .5-"
اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعَظْمِي وَعَصَبِيلما روى مسلم (771) عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا رَكَعَ قَالَ : ( اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعَظْمِي وَعَصَبِي ) ............
هل يصح / يسن / يشرع / يجوز ، أن يجمع المصلي بين الأذكار في نفس الركوع او نفس السجود ؟
يسن ويستحب وبندب ويصح للمسلم المصلي أن يحافظ على السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فيأتي بالاذكار الثايتة عته صلى الله عليه وسلم ، وله أن يجمع بين هذه الأذكار في الركوع الواحد .
قال
النووي رحمه الله في "
الأذكار" (ص 86) :
"
ولكن الأفضل أن يجمعَ بين هذه الأذكار كلها إن تمكن من ذلك بحيث لا يشقّ على غيره ، ويقدّم التسبيح منها ، فإن أراد الاقتصارَ فيستحبُّ التسبيح . وأدنى الكمال منه ثلاث تسبيحات ، ولو اقتصر على مرّة كان فاعلاً لأصل التسبيح . ويُستحبّ إذا اقتصر على البعض أن يفعل في بعض الأوقات بعضها ، وفي وقت آخر بعضاً آخر ، وهكذا يفعل في الأوقات حتى يكون فاعلاً لجميعها " انتهى .
وجاء في كتاب:"
الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل" ، لمؤلفه:
موسى بن أحمد بن موسى بن سالم بن عيسى بن سالم الحجاوي المقدسي، ثم الصالحي، شرف الدين، أبو النجا (المتوفى: 968هـ) ، ص(1/119) :
"
ولا تكره الزيادة على قول " رب اغفر لي "، ولا على " سبحان ربي العظيم " ، و " سبحان ربي الأعلى " ، في الركوع والسجود ، مما ورد " انتهى .
وقوله عليه الصلاة والسلام : (
... فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ )
رواه مسلم (479)، ظاهر الدلالة على أن المقصود بالذكر في الركوع تعظيم الله جل وعلا ، فمن عظمه بأذكار أخرى زيادة على الذكر المأثور لم يخرج عن المقصد الشرعي .
فالركوع والسجود من مواضع مشروعية الدعاء وسؤال الله تعالى الحاجات كما سبق في الحديث السابق ، ولحديث أمنا
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ : (
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي )
رواه البخاري (794) ومسلم (484)، جاء في " مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج" لمؤلفه: شمس الدين، محمد بن أحمد الخطيب الشربيني الشافعي (المتوفى: 977هـ) الناشر: دار الكتب العلمية" :(1/366)، :
"
يستحب الدعاء في الركوع ".
و
الدعاء باب واسع يشتمل على كثير من الأذكار أو الثناء الزائد إلى جانب سؤال الله تعالى الحاجات الأخروية ، لا الدنيوية.
الأدعية في الصلاة تقسم إلى :
1.
الدعاء بما جاء في القرآن والسنة.
2- ا
لدعاء بالأدعية المأثورة عن الصحابة والسلف .
الدعاء بما ليس في القرآن ولا في السنة ولا في الأثر، وهو نوعان:-3-
دعاء يشبه الدعاء المأثور.
4-
دعاء لا يشبه الدعاء المأثور.
أما
الدعاء بما جاء في القرآن والسنة فهو جائز إجماعا إلا ما حكاه
ابن بطال عن النخعي وطاووس فإنهما
قصرا الجواز على ما جاء في القرآن فقط،
وقد غضب أحمد بن حنبل حينما سئل عن هذا المذهب، فقد قيل له : إن هؤلاء يقولون :
لا يدعو في المكتوبة إلا بما في القرآن . فنفض يده كالمغضب ، وقال :
من يقف على هذا ، وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلاف ما قالوا ”. رواه الأثرم.
(
الدعاء بما يتقرب به إلى الله عز وجل مما ليس بمأثور ، ولا يقصد به ملاذ الدنيا ) فهو دعاء لنيل ما أعده الله لعباده الطائعين في الآخرة، ودعاء بصلاح الدين،
وأما متع الدنيا من المال والدار والمتاع والزوجة والعمل والسفر و…
فهذا لا يدخل فيه، بل يدخل في النوع الرابع.
وقد تردد الحنابلة في حكم الدعاء بهذا النوع ، فظاهر كلام الخرقي وجماعة من الحنابلة أنه لا يجوز.