السراج كاتبة متميزة واميرة الاشراف
عدد المساهمات : 410 تاريخ التسجيل : 27/02/2010 العمر : 53 الموقع : aahmroo@yahoo.com
| موضوع: تمني الموت، حكمه وكيف يكون ولماذا...بعض حالاته الخميس يناير 26, 2017 4:31 pm | |
| انا فاقعة معي ، والحياة زفت، والبشر أطقع زي الغراب الابقع ، وما في شي زابط معي ، وما لي بهالدنيا حظ ، ومليت الحياة وكل شي ضدي... بجوز اتمنى الموت لارتاح من هالحياة? وهل اعتبر انا غير مؤمن بالله وبالقدر، وشو اعمل؟ الحمد لله وصلى الله على سيدنا مُحمّد رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد، أولاً : العمر مقدر والموت محتوم ، والرضا بالقدر خيره وشره من اركان الايمان. وطول العمر للمسلم المؤمن الموحد ، العابد الطائع الذاكر ، خير له من الموت وما بعده . صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : " خيرُ النَّاسِ من طال عمرُه وحسُن عملُه". رواه أحمد والترمذي (110).حديث صحيحوتمام الحديث للفائدة صح من حديث عبدالله بن بسر المازني و حديث نفيع بن الحارث الثقفي أبو بكرة: " أنَّ رجلًا قال يا رسولَ اللهِ أيُّ الناسِ خيرٌ؟ قال :"من طالَ عمُرهُ وحسُن عملُه " قال : فأيُّ الناسِ شر ؟ قال : " من طال عمُرهُ وساء عملُه " الراوي : نفيع بن الحارث الثقفي أبو بكرة . الترمذي في سننه : 2330. حديث حسن صحيح وقال صلوات الله عليه وسلامه حتى الرضا : ' طُوبَى لمَن طَال عمُره وحَسُن عَملُه'. رواه الطبراني وأبو نعيم . وفي صحيح الجامع (3928) .وتمام الحديث للفائدة: " جاءَ أعرابيَّانِ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال أحدُهما : يا رسولَ اللهِ ! أيُّ الناسِ خيرٌ ؟ قال : " طُوبَى لمن طالَ عُمُرُه ، وحَسُنَ عملُه " . وقال الآخرُ : أيُّ العملِ خيرٌ ؟ قال : " أن تُفارِقَ الدنيا ولِسانُكَ رَطْبٌ من ذِكْرِ اللهِ "الراوي : عبدالله بن بسر المازني . السلسلة الصحيحة: 4/452.جديث إسناده صحيح، رجاله ثقات ونهى رسول الله عليه الصلاة وازكى السلام عن تمني الموتفـ عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ' لا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ ، وَلا يَدْعُ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ ، إِنَّهُ إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ انْقَطَعَ عَمَلُهُ ، وَإِنَّهُ لا يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلا خَيْرًا ' رواه مسلم :(2682) . وعند البخاري (7235) بلفظ : : study: ' لا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ ، إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ يَزْدَادُ ، وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ'. قَالَ النَّوَوِيّ رحمهُ اللّه : " فِي الْحَدِيث التَّصْرِيح بِكَرَاهَةِ تَمَنِّي الْمَوْت لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ مِنْ فَاقَة ، أَوْ مِحْنَة بِعَدُوٍّ ، وَنَحْوه مِنْ مَشَاقّ الدُّنْيَا ، فَأَمَّا إِذَا خَافَ ضَرَرًا أَوْ فِتْنَة فِي دِينه فَلا كَرَاهَة فِيهِ لِمَفْهُومِ هَذَا الْحَدِيث ، وَقَدْ فَعَلَهُ خَلَائِق مِنْ السَّلَف . وَقَوْله :" يَسْتَعْتِبُ " أَيْ يَسْتَرْضِي اللَّه بِالإِقْلاعِ وَالاسْتِغْفَار ". وقيل لبعض السلف : طاب الموت !! قال : يا ابن أخي ، لا تفعل ، لساعة تعيش فيها تستغفر الله ، خير لك من موت الدهر ! وقيل لشيخ كبير منهم : أتحب الموت ؟ قال : ' لا ، قد ذهب الشباب وشره ، وجاء الكبر وخيره ، فإذا قمت قلت : بسم الله ، وإذا قعدت قلت : الحمد لله ، فأنا أحب أن يبقى هذا'. ثانيا: وعليه ومما تقدم بيانه وذكره ... لا يطلبنّ مسلم مؤمن موحد الموت لظروف الحياة وصعوبتها وضيق العيش والمادة والفقر والخلافات العائلية واشباهها... وان كان داعيا متمنيًا مصرًا ولا بد ...فليقل: كما صح من حديث انس بن مالك - رضي الله عنه-، المتفق عليه، عن سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام، انه قال: " لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مُتَمَنِّيًا فَلْيَقُلْ: " اللهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي". البخاري: 6351 ، ومسلم : 2680 وفي مسند أبي يعلى بلفظ: " اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي". ومن حديث عماربن ياسر- رضي الله عنه- الذي رواه الإمام أحمد والنسائي وابن حبان والحاكم وابن أبي شيبة عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ.: " اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ، وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ، أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي، وَأَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَكَلِمَةَ الْإِخْلَاصِ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ، وَأَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ، وَأَسْأَلُكَ الرِّضَاءَ بِالْقَضَاءِ، وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَلَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَفِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ". هذا لفظ النسائي: 1304 ، من حديث السائب بن مالك . وتمام الحديث للفائدة:عن عمَّارِ بنِ ياسرٍ أنَّهُ صلَّى صلاةً فأوجزَ فيها فأنكَروا ذلك فقالَ :" ألَم أُتِمَّ الرُّكوعَ والسُّجودَ ؟" فقالوا بلى . قالَ :" أما إنِّي دعوتُ فيها بدعاءٍ كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يدعو بِهِ: " اللَّهمَّ بعلمِكَ الغيبَ وقدرتِكَ على الخلقِ أحيِني ما علمتَ الحياةَ خيرًا لي وتوفَّني إذا كانتِ الوفاةَ خيرًا لي أسألُكَ خشيتَكَ في الغيبِ والشَّهادةِ وَكلمةَ الحقِّ في الغضبِ والرِّضا والقصدَ في الفقرِ والغِنى ولذَّةَ النَّظرِ إلى وجْهِكَ والشَّوقَ إلى لقائِكَ وأعوذُ بِكَ من ضرَّاءَ مضرَّةٍ ومِن فتنةٍ مضلَّةٍ اللَّهمَّ زيِّنَّا بزينةِ الإيمانِ واجعلنا هداةً مُهتدينَ" . الشوكاني في نيل الأوطار: 2/333. خلاصة حكم المحدث : رجال إسناده ثقات قال الحافظ العراقي- رحمه الله- في ' طرح التثريب': ' إنَّمَا قَيَّدَ هُنَاكَ طَلَبَ الْحَيَاةِ بِكَوْنِهَا خَيْرًا لَهُ، وَطَلَبَ الْوَفَاةِ بِكَوْنِهَا خَيْرًا لَهُ، فَإِنَّهُ قَدْ يُقَدِّرُ لَهُ الْحَيَاةَ مَعَ كَوْنِ الْخَيْرَةِ فِي قُرْبِ وَفَاتِهِ؛ لِمَا يَكُونُ فِي تِلْكَ الْحَيَاةِ مِنْ الْفِتْنَةِ. وَقَدْ يُقَدِّرُ لَهُ الْوَفَاةَ مَعَ كَوْنِ الْخَيْرَةِ لَهُ فِي طَلَبِ الْحَيَاةِ؛ لِمَا فِيهَا مِنْ اكْتِسَابِ الْخَيْرَاتِ. وَهَذَا مِثْلُ الِاسْتِخَارَةِ فِي الْأُمُورِ الْمُشْتَبِهَةِ'. انتهى. : cheers: ولعل طالب الموت ليستريح مما به من ضر وعناء وهم وغم وكرب وشدة وابتلاء، لعله بطلبه وامنيته لعله يزيد تعبه وهمه وغمه وهو لا يدري ؛ فقد صح عن أمّنا عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : " قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَاتَتْ فُلَانَةُ ، وَاسْتَرَاحَتْ ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ : ( إِنَّمَا يَسْتَرِيحُ مَنْ غُفِرَ لَهُ ). رواه أحمد :(24192). في السلسلة الصحيحة :(1710) . هل متني الموت منكر للقدر ، غير مؤمن: اولا: المؤمن الموحد يعلم أن كل شيء إنما هو بقدَر الله تعالى ، وأن ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، وأنه ليس ثمة شيء يمكن أن يحجز قدر الله أن ينفذ في خلقه سبحانه وتعالى ، وبذا يطمئن قلب المؤمن الموحِّد ، ويعلم أن لا مجال للأسى والحزن أن يكونا في حياته ؛ لأن أمر الله سبق ، ومشيئته نفذت . قال الله تعالى : ( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ . لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ) سورة الحديد:22 - 23 .وقال الحق عز وجل: ( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) سورة التوبة: 51 .ثانيا: إذا كان هذا هو حال المؤمن الموحد لم يكن في حياته ندم على ما فاته ، ولن يكون للتحسر و" لو " موضع في كلامه ، وهذا الذي قدَّره الله تعالى على عبده لا يخلو من حالين : الأول : أن يكون بسبب معصية وقع فيها العبد ، فقدَّر الله عليه بسببها مصائب . قال تعالى : ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ) سورة الشورى: 30 .
والثاني : أن يكون ذلك ابتلاء من الله لرفع درجته ، وتكفير سيئاته . فماذا يصنع المؤمن الموحِّد بعد أن يعلم هذا ويعتقده اعتقاداً جازماً ؟ الواجب عليه إن كانت المصيبة بسبب معصية فعلها ، أو آثام ارتكبها ، أو تفريط فيما ينبغي عليه ، أن يبادر إلى التوبة والاستغفار ، وأن يرجع إلى ربه ويئوب ، ويندم على ما اكتسبه ، ويُصلح ما بينه وبين خالقه ومولاه ، قال تعالى : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ) سورة طه: 82 . وإن كانت المصيبة مجرد ابتلاء لرفع الدرجات وتكفير السيئات : فليس أمام المؤمن الموحِّد إلا الرضا بقدر الله ، واحتساب ما أصابه لربه تعالى ، راجياً الأجور ، طامعاً في تكفير الذنوب . وفي كلا الحالين لن يكون قلب المؤمن الموحد إلا قويّاً مطمئنّاً ، ولن يصيبه الضعف والخور ، بل يبادر إلى الطاعة والعمل ، وإن كان عاصياً ترك معاصيه وعاد أفضل مما كان ، وإن كان طائعاً ازداد في طاعة خالقه ومولاه . ثالثا: الشيطان يحاول إضعاف قلب المؤمن ، وإدخال الحزن والأسى على قلبه ، ويبذل جهده لقذف العجز في جوارحه ، وكل ذلك بقول " لو " على ما مضى مما فعله ، أو مما لم يفعله ، ومع هذا الشر والفساد كله : فهو يجعله يعيش في الأوهام والظنون الكاذبة ، ويقول " لو كان كذا لكان كذا " ! وما يدريه أن الأمر كذلك ؟ هذا ما يحدثه الشيطان من التحسر والحزن والتخرص والظن على قدر الله تعالى ، ومع ذلك كله فهو يضعفه عن العمل ، ويُعجزه عن الطاعة ، ويظل يندب حظه ويتحسر حتى يفوت عمره ! وقد أخبرنا الله تعالى أن هذا من فعل المنافقين ، وحذَّرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من أن نسلك هذا الطريق . عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا ، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ ، فَإِنَّ (لَوْ) تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ " . رواه مسلم (6945) .
| |
|