فتح الله عليك ام
فتح الله لك:
ما الفرق بينهما ؟
وما المعنى لكل منهما؟
وما الدليل عليهما - من القران والسنة واللغة واقوال اهل العلم-؟ اولا:
فَتَحَ فعل ):
يَفتَح ،
فتحا ، فهو
فاتِح ، والمفعول
مَفْتوح - للمتعدِّي ، والمصدر:
فَتْحٌ ،والجمع :
فُتُوحٌ ،
فُتُوحَاتٌ الفتْحُ :
النصر ،
الإنجاز الباهر الذي يفضي إلى تقدُّم أكبر الْفَتْحُ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ :
إِنْهَاءُ الْكَلِمَةِ الْمَبْنِيَّةِ بِفَتْحَةٍ ، أَي النُّطْقُ أَوِالتَّحْرِيكُ بِهَا
ف ت ح :
فَتَح الباب فَانْفَتَحَ وبابه قطع
و
فَتَّحَ الأبواب : شُدد للكثرة فَتَفَتَّحتْ
و
اسْتَفْتَحَ الشيء و افْتَتَحَهُ و الاسْتِفْتَاحُ :الاستنصار
و
المِفْتَاحُ :مفتاح الباب وكل مُستغلق والجمع: مَفَاتِيحُ ومَفَاتِحُ
و فَاتَحَةُ الشي: أوله
و
الفَتَّاحُ :الحاكم تقول "افْتَحْ بيننا ": أي احكم
و
الفَتْحُ :النصر
فَتَحَ الْقَنَاةَ : فَجَّرَ فَتْحَهَا لِيَجْرِيَ فِيهَا الْمَاءُ ."
فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ "
( سورة القمر آية :11 ). فَتَحَ الْبِلاَدَ : دَخَلَهَا بَعْدَ أَنْ غَلَبَ أَهْلَهَا وَأَخْضَعَهَا لِسُلْطَتِهِ .
المعجم: مختار الصحاح و المعجم المغني الفتح:
إزالة الإغلاق والإشكال، وذلك نوعان:
أحدهما: ما
يُدرك بالبصر كفتح الباب ونحوه، وكفتح القفل والغلق والمتاع كما قال الله تعالى:"
وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ "
[سورة يوسف:65]وقال تعالى: "
وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ"
[سورة الحجر:14].والثاني:ما
يدرك بالبصيرة كفتح الهم، وهو إزالة الغم، وذلك ضروب:
أحدها: في
الأمور الدنيوية كغم يفرج، وفقر يزال بإعطاء المال ونحوه، كما قال الله تعالى:
"
فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ "
[سورة الأنعام/44]، أي: وسّعنا
وقال تعالى:"
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ"
[سورة الأعراف:96]، أي: أقبل عليهم الخيرات.
والثاني:
فتح المستغلق من العلوم ، كقوله تعالى:"
إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا"
[سورة الفتح:1]، قيل: عنى فتح مكة
(وهذا قول عائشة. انظر: الدر المنثور 7/510)، وقيل: بل عنى ما فتح على النبي من العلوم والهدايات التي هي ذريعة إلى الثواب، والمقامات المحمودة التي صارت سببا لغفران ذنوبه
(انظر: روح المعاني 26/129).
وفاتحة كل شيء: مبدؤه الذي يفتح به ما بعده، وبه سمي فاتحة الكتاب.
وقيل:
افتتح فلان كذا: إذا ابتدأ به،
وفتح عليه كذا: إذا أعلمه ووقفه عليه، كما قال الله تعالى :"
وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ"
[سورة البقرة:76]وقال تعالى:"
مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ "
[سورة فاطر: 2].
الراغب الأصفهاني: مفردات الفاظ القران وعليه وبناء على ما سبق واوردنا من المحققات والمدققات والموثقات : فسواء قلنا:
"
فتحَ اللهُ عليك" أو "
فتحَ اللهُ لكَ" فأي منهما صواب وفكلاهما صحيح .
الفرق :
المعلوم أن
حروف الجر تتعاور ، أي أ
ن بعضها يستعير مكان بعض .
2كما أن
حرف الجر قد يسبتدل به حرف جر آخر ليدل على معنى جديد.
مثاله قوله تعالى: "
عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا "
{سورة الانسان:6}فالمتعارف عليه والمشهور:
يشرب منها.
لكن جاءت هنا "
يشرب بها " ليتضمن معنى
يُرْوَى بها ويُنتقع ،
فيكون المعنى "
يشرب ويرتوي منها ويروى بها"
وهذا القول يجري على (
فتح الله عليه ، وفتح الله له)
ومرة اخرى للفائدة :
إذا كانت فتح بمعنى نقيض، عكس، ضد الغلق ، لندعوا بها بالتيسير والتسهيل وفتح كل مغلق وعسير، فيستخدم حرف الجر (اللام) فنقول (
فَتَحَ اللهُ لكَ ) بدليل قوله نعالى: "
إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ "
(سورة الاعراف:40)وقوله تعالى:"
إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا" (سورة الفتح: 1) وإذا كانت بمعنى (
حكم ، أو
قضى) فيمكن استخدام (
اللام) أو (
بين)
كما قال الله تعالى:"
إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا" (سورة الفتح: 1)او :"
رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ "
(سورة الاعراف:89).
فتَحَ بين الخصمين :
قضى بينهما ،
حكم أما إذا كانت
في سياق العطاء (سواء
الخير أم
الشر) فيمكن استخدام (
على) بدليل قوله تعالى :"
فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ"
(سورة الانعام:44) فَتَحَ عليه :
هداه وأَرشده فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ :
أَنَارَ بَصِيرَتَهُ ، عَلَّمَهُ ، هداه وأَرشده وجاء في الحديث الصحيح كما عند مسلم:194، من حديث
ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام قال :"
...فأنطلقُ فآتي تحتَ العرشِ فأقعُ ساجدًا لربِّي ثمَّ يفتحُ اللَّهُ عليَّ ويلهمني من محامدِه وحسنِ الثَّناءِ عليهِ شيئًا لم يفتحهُ لأحدٍ قبلي فأنطلقُ فآتي تحتَ العرشِ فأقعُ ساجدًا لربِّي ثمَّ يفتحُ اللَّهُ عليَّ ويلهمني من محامدِه وحسنِ الثَّناءِ عليهِ شيئًا لم يفتحهُ لأحدٍ قبلي..."
"
فتح اللَّهُ عليه ":
هداه وارشده وشرح صدره وعلمه ولقنه ، ويسر له ما كان مغلقا ومحجوبا وغير معلوم.
وجاء في الحديث الصحيح كما عند مسلم: 134، من حديث
عقبة بن عامر رضي الله عنه ، ان رسول الله عليه الصلاة والسلام قال :"
ما منكمْ من أحدٍ يتوضأ فيبلغُ ( أو فيُسبغُ ) الوضوءَ ثم يقول : أشهدُ أن لاّ إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُهُ، إلا فتحتْ له أبوابُ الجنةِ الثمانيةُ، يدخلُ من أيّها شاءَ".
وجاء في الحديث الصحيح كما عند البخاري : 3080 ،من حديث
عائشة رضي الله عنها
" ذهبتُ مع عبيدِ بن نميرٍ إلى عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها وهي مجاورةٌ بثَبِيرٍ ، فقالت لنا :"
انقطعتِ الهجرةُ منذ فتح اللهُ على نبيهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مكةَ" .
وقال عليه الصلاة والسلام:"
من فتح على نفسِه بابَ مسألةٍ من غيرِ فاقةٍ نزلت به أو عيالٍ لا ُيطيقُهم فتح اللهُ عليه بابَ فاقةٍ من حيثُ لا يحتسِبُ"
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : المنذري في الترغيب والترهيب: 2/32 | الحديث: جيد في الشواهد