ما الفرق بين كلمتي : ( الوالدين ) و ( الأبوين ) في القرآن الكريم :
اولا: قال الله تعالى
آيات ورد فيها لفظة =
الوالدين )
البقرة الآية : 83 "
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ ".
البقرة الآية: 180 "
كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ".
البقرة الآية: 215 "
يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ ۖ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ"
النساء الآية: 36 "
وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا".
النساء الآية: 135 "
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا ۚ وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ".
الأنعام الآية: 151 "
قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ".
الإسراء الآية: 23"
وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا".
وقال تعالى : ( آيات ورد فيها لفظة =
أبوين )
النساء الآية:11 "
يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۚ فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ ۖ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ۚ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ ۚ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ ۚ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا ۚ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا "
يوسف الآية: 99 "
فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ "
يوسف الآية:100 "
وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ۖ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ۖ وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ"
ثانيا:
معنى والد لغة و معنى اب لغة:
وَلَدَ: ( فعل ) من
يَلِد ، لِدْ ، وِلادَةً ووِلادًا ، فهو
والد ، وهي
والدٌ ، و
والدةٌ والمفعول
مولود - للمتعدِّي و
وليد - للمتعدِّي
ولَدتِ الأُنْثَى :
وضعت حَمْلَهَا في نهاية مُدَّة الحمل ، أنجبت مولودًا تَمخَّض الجبلُ فولَد فأرًا : مثل يضرب للكبير يأتي بأمرٍ صغير .
وُلِد وفي فمهِ مِلْعقة من ذهب : هو من أسرة غنيَّة ، مترف ومرفَّه منذ الصِّغر.
ولَدتِ الأرضُ النَّباتَ :
أخْرجته ولََدت من فلان : كان لها ولد منه.
الوَالِدَانِ : ( اسم ) :
الأَبُ والأُمُّ الأم:
أُمّ: ( اسم ) الجمع :
أُمّات ، و
أُمّهات أَمَّتِ المرأةُ أُمُومَة :
صَارت أُمًّا .
والِدة ، و
تُطْلق على الجِدَّة .
أمُّ البشر : حوّاء .
أمُّ الخبائث : الخمر .
أمُّ الرَّأس : الدِّماغ .
أمُّ القُرى : مكّة المكرّمة .
أمُّ الكتاب : فاتحته ، سورة الفاتحة.
أبُ: ( اسم ) الجمع :
آباء ، و أَبُوٌّ ، و أُبُوّةً اسم من الأسماء الخمسة يرفع بالواو وينصب بالألف ويجرّ بالياء الأبوان :
الأب والعمّ ، أو الأب والخال او
الأب و الأم.
( قاموس المعاني: المعجم الوسيط ، ومعجم المصطلحات الفقهية ، لسان العرب ، المعجم الرائد ،المعجم الغني)ثالثا:
الفرق بين الوالدان والابوان:
كلمة : (
الوالدين ) :
تثنية لكلمة (
والد ) ، و
الولادة تكون من الأمّ لآنّها هي التي تلد في الحقيقة .
إذاً كلمة (
الوالدين ) في اللُّغة
فيها تغليب لجهة الأمومة على جهة الأبوّة .
أمّا كلمة (
الأبوين ) : فهي
تثنية لكلمة (
أب ) ، و
فيها تغليب لجهة الأبوّة على جهة الأمومة .
و إذا تدبّرنا كلام ربّنا عزّ و جلّ ، سنجد أنّه حيثُما وردت كلمة ( الوالدين ) في القرآن الكريم ، ففيه تغليب لـ ( الأمّ ) على جهة ( الأب )، لذلك نجد في كلّ الآيات التي تَحُث على برّ الوالدين و الإحسان إليهما و الدعاء لهما نجد فيها كلمة ( الوالدين ) ، و ليس ( الأبوين ) .
ومن الأمثلة على ذلك :
قوله تعالى : "
وَ قَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَ لَا تَنْهَرْهُمَا ، وَ قُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ، وَ اخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ، وَ قلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا "
( سورة الإسراء آية : 23-24 ) و قوله عز و جل : "
وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ، حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ، وَ حَمْلُهُ وَ فِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا " .
( سورة الأحقاف آية: 15 ) و قوله سبحانه : "
وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَ لِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ " .
( سورة لقمان آية : 14 ) .
فهذه الآيات و غيرها وردت فيها كلمة : (
الوالدين ) التي
فيها تغليب الأمومةلذلك أوصى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالوالدين إحسانا ، و خصّّ :الأم بمزيد من العناية ،كما قال عليه الصلاة والسلام للسائل:
"
قال رجلٌ : يا رسولَ اللهِ ! من أحقُّ بحسنِ الصُّحبةِ ؟ قال " أمُّكَ . ثم أمُّك . ثم أمُّك . ثم أبوك . ثم أدناك أدنَاك " .
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم في صحيحه: 2548 "
جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللهِ، من أحقُّ الناسِ بحُسنِ صَحابتي؟ قال: أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: ثم أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: ثم أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك".
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري في صحيحه: 5971 . اذن الأمُّ هي محلُّ البِرِّ والإكرام، وهي رمزُ التَّضحيةِ والفِداء، والطُّهْر والنَّقاء، وهي الأصلُ الَّذي يَشرفُ به الولَدُ، وأحَقُّ الناس بالصُحبتِه، ويَليها الأبُ في حقِّ البرِّ والصُّحبة.
أمّا كلمة : (
الأبوين ) ففيها
تغليب للأب ،
و حيثما وردت هذه الكلمة في القرآن فهي تدلُّ على هذا المعنى .
ومن الأمثلة على ذلك :
قوله تعالى : "
وَلأَبَــوَيْــــهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ " .
( سورة النّساء آية : 11 ) وقوله تعالى : "
فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَــــوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ " .
( سورة النّساء آية : 11 ) فقال تعالى (
لأبويه ) و (
أبواه )
لأنّ الآيتين تتحدّثان عن الإرث و نصيب الأب في الميراث أكبر من نصيب الأمّ .
وقول عزّ وجلّ عن يوسف عليه السّلام : "
وَرَفَعَ أَبَـــوَيْـــهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا " .
( سورة يوسف آية : 100 ) و لم يقل (
الوالدين ) ،
لأنّ الرّجُل هو الأحقُّ بالعرش من المرأة ، لذلك قُدم هنا ، وقد قال النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم : "
لَنْ يُفْلِحَ قَومٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرأة " .
(الراوي: نفيع بن الحارث الثقفي أبو بكرة | المحدث : البخاري في صحيحه: 4425)رابعا:
الفرق بين الوالد و الولد :
الفرق بين الوالد والأب :
•
الأب فى اللغة:
سبب وجود الشىء، أو إصلاحِه، أو ظهوره .
مفردات الأصفهانى (أ ب ا). وسُمِّىَ
الأبُ أبًا ؛
لأنه يقوم على إصلاح الأبناء ورعايتهم بالتربية والغذاء .
مقاييس اللغة، اللسان (أ ب و). • و
الوالد فى اللغة:
الأب المباشر، الذى هو سبب وجود الابن .
اللسان، مفردات الأصفهانى (و ل د).فـ
الوالد خاصٌّ...... و
الأب عامٌّ.
والاستعمال القرآنى للفظين يُراعِى ما لكلٍّ منهما من ملامح دلالية خاصة، فـ الأبُ يُطْلَق على الأب المباشر كما فى قول الله عز وجل:- "
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ " يوسف:4.
كما يُطْلَق "
الاب " على
الجدِّ وإن علا، نحو قوله عز وجل:
- "
مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ " الحج:78.
وورد "
الأب "
مجموعًا للدلالة على
سلسلة الأجداد، كما فى قوله عز وجل:
- "
قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا " البقرة:170.
- "
أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ " الشعراء:76.
وهذا الاستعمال القرآنى مرتبط باتِّساع الأصل اللغوي لكلمة "
أب"
وشمولها لكل ما كان سببًا فى وجود الشىء أو رعايته أو ظهوره.
أمَّا "
الوالد"
فى الاستعمال القرآنى فقد اقتصر على معنى الأب المباشر الذى هو سبب وجود الابن.
وفى أكثر المواضع جاء فى صيغة المثنى إيماءً إلى أن الأنثى هى الوالدة على الحقيقة، وأُلحِقَ بها الأبُ . خصائص التعبير القرآنى، د. عبد العظيم إبراهيم المطعنى 1/283.
لأنه السبب المباشر فى وجود الابن، ومن ذلك قول الله عز وجل:
- "
لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا " البقرة:83.
واستقراء الآيات التى ورد فيها لفظ "
الوالد ـ الوالدين" ي
دلنا على دقة التعبير القرآنى؛ حيث إن الوالد ـ وهو الأب الأدنى "أى المباشر" دون غيره ـ قد استُعمِل فى سياقات تقتضى قوة الرابطة والعاطفة، نحو قول الله عز وجل:
"
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا "؛
حيث المقام هنا مقام صلة روحية وعاطفية بين الوالد وولده، وقد نبَّه القرآن الكريم على قوة هذه الرابطة العاطفية فى قوله عز وجل:
"
ياأيها النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا " لقمان: 33.
فقد تضمَّنت الآية نفى النفع والشفاعة بأبلغ وجه، فكأنه قيل: إن الواحد منهم لو شفع للأب الأدنَى الذىُ ولِدَ منه لم تُقْبَل شفاعته، فضلًا عن أن يشفع لمن فوقه .الترادف فى القرآن الكريم، محمد نور الدين المنجد، ص142؛ فروق اللغات، نور الدين الجزائرى، ص62.
ولم يرد الوالد مجموعًا فى القرآن الكريم، وفى هذا قرينة على أن هذا اللفظ مقصور على الأب المباشر دون غيره....................
• ونخلُص مما سبق إلى أن القرآن الكريم راعَى فى استعمال هذين اللفظين "الأب - الوالد" الملامح الدلالية المشتركة بينهما وهى:
• كونهما بمعنى السبب. • دلالتهما على القرابة.
وقد ميَّزَ الاستعمال القرآني كلا اللفظين بملامح دلالية فارقة، فالملامح الدلالية الفارقة المميزة للأب:
• دلالته على الأجداد. • دلالته على الرعاية والتربية.
بينما تَميَّز "الوالد" فى الاستعمال القرآنى بملامح فارقة هى:
• دلالته على الأب المباشر أو الأدنى.
• وهذا بدوره يعنى: قوة الرابطة والصلة العاطفية.........................
كذلك قيل ـ في الإعادة إفادة ـ :الـوالد : هو
الذي له علاقة مباشرة بالحمل و الولادة ، قال تعالى "
وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ " البلد 3
وقال تعالى :"
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ " إبراهيم 41 .
وعليه يتضح أن لكل إنسان [
والـد واحد فقـط]
وقال تعالى:"
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً " لقمان 33
بينمـا يكون للإنسـان [
آبـاء كثيرون ] فالله يقول في القران على لسان
يوسف عليه السلام يقول "
وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ " يوسف 38
فـ
إبراهيم هو جـد والده ، و إسـحاق هو جـده عليهم السلام.
وقـد يكون [
الأب ]
عمـا أو جـدا.
وعليه: فإن إبراهيم عليه السلام قـد تبـرأ من [
أبيه ] و ليس من [
والـده ] ، قال تعالى :"
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ" الأنعام 74
فالتبـرأ هذا من [
الأب ]
وقال تعالى :"
وَمَا كَانَ استغفار إبراهيم لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ " التوبة 114
و كل [
والـد ] هو [
أب ] قال تعالى :"
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ" يوسف 4 ،
ولكن ليس كل [
أب ] هو [
والـد ]
وعليه وبناء على ما تقدم فـ[
والـد ]
إبراهيم عليه السلام ،
لم يكن كافراً ولا يجوز القول بأن إبراهيم عليه السلام قـد تبـرأ من والده لكفره ـ كما هو شائع وذائع .أن
الوالد لا يطلق إلا على
والدك من غير واسطةو
الأب:
يطلق على الجد البعيد الفرق بين الولد والمولود:
فإن
الولد يطلق على
ولد الولد أيضا
بخلاف
المولود، فإنه
لمن ولد منك من غير واسطة .
..................................
الفرق بين الأبـوين و الـوالدين د. فاضل السامرائي
https://youtu.be/W7DcK_Tgfmw..................................
لا مانع من النقل والنسخ والاقتباس...لكن ذوقا وخلقا ومروءة وأمانة>>>
اذكروا المصدر :
https://oways.yoo7.com/