غسل النبي صلى الله عليه وسلم وتكفينه ودفنه:
قالت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها : "
لما أرادوا غُسْلَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالوا : واللهِ ما ندري ، أَنُجَرِّدُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من ثيابِه كما نُجَرِّدُ موتانا ، أم نَغْسِلُه وعليه ثيابُه ؟ فلما اختلفوا أَلْقَى اللهُ عليهِم النومَ ، حتى ما منهم رجلٌ إلا وذَقْنُه في صَدْرِه ، ثم كلمهم مُكَلِّمٌ من ناحيةِ البيتِ ، لا يَدْرُون مَن هو : أَنِ اغْسِلُوا النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعليه ثيابُه ، فقاموا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فغَسَّلُوه ، وعليه قميصُه يَصُبُّون الماءَ فوق القميصِ ويُدَلِّكُونه بالقميصِ ، دون أَيْدِيهِم ، وكانت عائشةُ تقولُ :" لو استقبلتُ من أمري ما استدبرتُ ما غسله إلا نساؤُه ."
الراوي : عائشة أم المؤمنين المحدث : الألباني.المصدر : أحكام الجنائز الصفحة أو الرقم: 66 خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
ورواه :أبو داود (3141) ]. وعنها رضي الله عنها قالت:"
دخلتُ على أبي بكرٍ- رضي الله عنه- فقال :" في كَمْ كَفَّنْتُمُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم -؟ "قالت :" في ثلاثةِ أثوابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ ، ليس فيها قميصٌ ولا عِمَامةٌ ." وقال لها :" في أيِّ يومٍ تُوفِّي رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ؟ " قالت :" يومَ الإثنينِ ." قال :" فأيُّ يومٍ هذا ؟" قالت : يومُ الإثنينِ . قال :" أرجو فيما بيني وبينَ الليلِ "؛ فنظر إلى ثوبٍ عليه كان يُمَرَّضُ فيه ، به رَدْعٌ من زعفرانٍ ، فقال :" اغْسِلُوا ثوبي هذا ، وزيدوا عليه ثَوبَيْنِ ، فكَفِّنُونِي فيها ". قلتُ : إِنَّ هذا خَلَقٌ . قال :" إِنَّ الحيَّ أَحْقُّ بالجديدِ مِنَ المَيْتِ ، إنما هو للمُهْلَةِ ". فلم يتوفَّ حتى أَمْسَى من ليلةِ الثلاثاءِ ، ودُفِنَ قبلَ أَنْ يُصْبِحَ ."
الراوي : عائشة أم المؤمنين المحدث : البخاري.المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 1387 خلاصة حكم المحدث : [صحيح] قال
ابن كثير: "
والمشهور عن الجمهور ما أسلفناه من أنه عليه السلام توفي يوم الاثنين ودفن ليلة الأربعاء"
]البداية (5/237)].
سئل
أبو عسيب وقد شهد الصلاة على رسول الله:"
كيف صلِّي عليه؟" قال: فكانوا يدخلون من هذا الباب فيصلون عليه ثم يخرجون من الباب الآخر. "
]أحمد (20242)].
"
شهِد الصَّلاةَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم .قالوا كيف نُصلِّي عليه ؟ قال :" ادخُلوا أرسالًا أرسالًا "، قال : فكانوا يدخُلونَ من هذا البابِ فيُصلُّونَ عليه ثُمَّ يخرُجونَ من البابِ الآخرِ .قال : فلمَّا وُضِع في لحدِه قال المُغيرةُ قد بقي من رجلَيْه شيءٌ لم يُصلِحوه ،قالوا فادخُلْ فأصلِحْه فدخَل وأدخَل يدَه فغمَس قدمَيْه صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم ،قال :أهيلوا عليه التُّرابَ .فأهالوا عليه حتَّى بلَغ أنصافَ ساقَيْه ثُمَّ خرَج فكان يقولُ :"أنا أحدَثُكم عهدًا برسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم""
أبو عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث : الهيثمي.المصدر : مجمع الزوائد الصفحة أو الرقم: 9/40 خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح
وعن
سعيد بن المسيب قال:"
لما توفي رسول الله وضع على سريره، فكان الناس يدخلون زمراً زمراً يصلون عليه ويخرجون ولم يؤمهم أحد.
[مصنف ابن أبي شيبة (7/430)]قال
ابن كثير: "
وهذا الصنيع ـ وهو صلاتهم عليه فرادى لم يؤمهم أحد عليه ـ أمر مجمع عليه لا خلاف فيه"
[البداية (5/232)]. وعن
أنس بن مالك قال:"
لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم كان بالمدينة رجل يلحد وآخر يضرح، فقالوا: نستخير ربنا ونبعث إليهما، فأيهما سبق تركناه، فأرسل إليهما، فسبق صاحب اللحد، فلحدوا للنبي صلى الله عليه وسلم."
[ابن ماجه (1557)] وعن
أبي مرحب أن
عبد الرحمن بن عوف نزل في قبر النبي صلى الله عليه وسلم قال: كأني أنظر إليهم أربعة.
قال
ابن إسحاق: "
وكان الذين نزلوا في قبر رسول الله علي بن أبي طالب والفضل بن عباس وقثم بن عباس وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم"
[انظر: سيرة ابن هشام (4/418)]. وعن
أنس بن مالك قال: "
ولما نفضنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيدي، وإنا لفي دفنه حتى أنكرنا قلوبنا. "
[الترمذي (3618)، ابن ماجه (1631)]. موت النبي في حجر عائشة رضي الله عنها :
ذَكَروا عندَ عائشةَ : أن عليًّا - رضي الله عنهما - كان وَصِيًّا ، فقالت :"
متى أُوصِىَ إليه؟! وقد كنتُ مسندتَه إلى صدري" ، أو قالت : "
حِجْري ، فدعا بالطِّسْتِ ، فلقد انخَنَثَ في حِجْري ، فما شعرتُ أنه قد ماتَ ، فمتى أوصى إليه ؟" .
الراوي : عائشة أم المؤمنين المحدث : البخاري.المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 2741 خلاصة حكم المحدث : [صحيح وعنها رضي الله عنها قالت :"
توفي النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بيتي وفي يومِي، وبينَ سَحْري ونَحْري، وكانت إحدانا تُعَوِّذُهُ بِدُعاءٍ إذا مَرِضَ، فذهبتُ أُعَوِّذُهُ، فرفعَ رأسهُ إلى السماءِ وقال : ( في الرَّفيقِ الأعْلَى، في الرَّفيقِ الأعْلَى ) . ومرَّ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي بكرٍ، وفي يدِهِ جَريدَةٌ رطبةٌ، فنظرَ إليه النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فظننتُ أنْ له بها حاجةً، فأخذتُها، فمضَغْتُ رأسها، ونَفَضْتُها، فدفَعْتُها إليهِ، فاسْتَنَّ بها كأحسَنِ ما كان مُسْتَنًّا، ثم ناوَلَنيها، فسقطت يدُهُ، أو : سقطت من يدِهِ، فجمعَ اللهُ بين ريقي وريقهِ في آخر يومٍ مِن الدُّنيا وأوَّلِ يومٍ من الآخرةِ ."
الراوي : عائشة أم المؤمنين المحدث : البخاري.المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 4451 خلاصة حكم المحدث : [صحيح] "
كان رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم إذا مرَّ ببابي ربَّما يُلقِي الكلمةَ ينفَعُ اللهُ بها فمرَّ ذاتَ يومٍ فلم يقُلْ شيئًا ثُمَّ مرَّ أيضًا فلم يقُلْ شيئًا مرَّتينِ أو ثلاثًا قُلْتُ يا جاريةُ ضعي لي وسادةً على البابِ وعصَبْتُ رأسي فمرَّ بي فقال :" يا عائشةُ ما شأنُك ؟"قُلْتُ أشتَكي رأسي قال:" أنا وارأساه " فذهَب فلم يلبَثْ إلَّا يسيرًا حتَّى جِيءَ به محمولًا في كساءٍ فدخَل وبعَث إلى النِّساءِ فقال:" إنِّي قد اشتَكَيْتُ وإنِّي لا أستطيعُ أن أدورَ بينكنَّ فأذَنَّ لي فلأكون عندَ عائشةَ " فأذِنَّ له فكُنْتُ أَوْصَبُه ولم أَوْصَبْ أحدًا قبلَه فبينما رأسُه ذاتَ يومٍ على منكبي إذ مال رأسَه نحوَ رأسي فظنَنْتُ أنَّه يُرِيدُ من رأسي حاجةً فخرَجَتْ من فيه نطفةٌ باردةٌ فوقَعَت على ثُغْرةِ نَحْري فاقشعرَّ لها جلدي فظنَنْتُ أنَّه غُشِي عليه فسجَّيْتُه ثوبًا فجاء عمرُ والمغيرةُ بنُ شُعْبةَ فاستأذنا فأذِنْتُ لهما وجذَبْتُ الحجابَ فنظَر عمرُ إليه فقال " واغَشْيَاه ما أشدَّ غَشْيَ رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم " ثُمَّ قام فلمَّا دنَوْا من البابِ قال المغيرةُ لعمرَ "مات رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم " ،قال "كذَبْتَ بل أنتَ رجلٌ تحُوسُك فتنةٌ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم لا يموتُ حتَّى يُفنِيَ اللهُ المنافقينَ "، ثُمَّ جاء أبو بكرٍ فرفَع الحجابَ فنظَر إليه فقال "إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجعونَ مات رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم " ثُمَّ أتاه من قِبَلِ رأسِه فحدَر فاه وقبَّل جبهتَه قال "واصفيَّاه " ثُمَّ رفَع رأسَه وحدَر فاه وقبَّل جبهتَه وقال "واخليلاه مات رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم" فخرَج إلى المسجدِ وعمرُ يخطُبُ النَّاسَ ويقولُ " إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم لا يموتُ حتَّى يُفنِيَ اللهُ المنافقينَ " فتكلَّم أبو بكرٍ فحمِد اللهَ وأثنى عليه ثُمَّ قال " إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} حتَّى ختَم الآيةَ {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ...} الآيةَ ، " مَن كان يعبُدُ اللهَ فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يموتُ ومَن كان يعبُدُ محمَّدًا فإنَّ محمَّدًا قد مات " ، فقال عمرُ "إنَّها لفي كتابِ اللهِ ما شعَرْتُ أنَّها في كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ " ثُمَّ قال عمرُ :" يا أيُّها النَّاسُ هذا أبو بكرٍ وهو ذو شيبةِ المسلمينَ فبايِعوه فبايَعوه"
الراوي : عائشة أم المؤمنين المحدث : الهيثمي. المصدر : مجمع الزوائد الصفحة أو الرقم: 9/34 خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات تجهيز النبي عليه الصلاة والسلام :
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ:"
فَلَمّا بُويِعَ أَبُو بَكْر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَقْبَلَ النّاسُ عَلَى جَهَازِ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الثّلَاثَاءِ، فَحَدّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وحسين ابن عَبْدِ اللهِ وَغَيْرُهُمَا مِنْ أَصْحَابِنَا: أَنّ عَلِيّ بن أبي طالب، والعباس بن عبد المطلب، وَالْفَضْلَ بْنَ الْعَبّاسِ وَقُثَمَ بْنَ الْعَبّاسِ، وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، وَشُقْرَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هُمْ الّذِينَ وُلُوا غَسْلَهُ، وَأَنّ أَوْسَ بْنَ خَوْلِيّ، أَحَدَ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، قَالَ لِعَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أنشدك الله يَا عَلِيّ وَحَظّنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ أَوْسُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأَهْلِ بَدْرٍ، قَالَ: اُدْخُلْ، فَدَخَلَ فَجَلَسَ، وَحَضَرَ غَسْلَ رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ، فَأَسْنَدَهُ عَلِيّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إلَى صَدْرِهِ، وَكَانَ الْعَبّاسُ وَالْفَضْلُ وَقُثَمُ يُقَلّبُونَهُ مَعَهُ وَكَانَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَشُقْرَانُ مَوْلَاهُ، هُمَا اللّذَانِ يَصُبّانِ الْمَاءَ عَلَيْهِ، وَعَلِيّ يُغَسّلُهُ، قَدْ أَسْنَدَهُ إلَى صَدْرِهِ، وَعَلَيْهِ قَمِيصُهُ يُدَلّكُهُ بِهِ مِنْ وَرَائِهِ، لَا يُفْضَى بِيَدِهِ إلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلِيّ يَقُولُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمّي، مَا أَطْيَبَك حَيّا وَمَيّتًا! وَلَمْ يُرَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْءٌ مِمّا يُرَى مِنْ الْمَيّتِ."
من كتاب :" الروض الأنف :ص:557-558 ج:7 " الكترونية "
تكفين النبي عليه الصلاة والسلام :
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ:"
فَلَمّا فُرِغَ مِنْ غَسْلِ رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كُفّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثَوَابَ ثَوْبَيْنِ صُحَارِيّيْنِ وَبُرْدٍ حَبِرَةٌ، أُدْرِجَ فِيهَا إدْرَاجًا"، كَمَا حَدّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمّدِ بْنِ عَلِيّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّهِ عَلِيّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَالزّهْرِيّ، عن على بن الحسين ."
من كتاب :" الروض الأنف :ص:558-559،ج:7حفر القبر للنبي عليه الصلاة والسلام:
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ:"
وَحَدّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ، قَالَ: لَمّا أَرَادُوا أَنْ يَحْفِرُوا لِرَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ، وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرّاحِ يَضْرَحُ كَحَفْرِ أَهْلِ مَكّةَ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ زَيْدُ بْنُ سَهْلٍ هُوَ الّذِي يَحْفِرُ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَكَانَ يَلْحَدُ، فَدَعَا الْعَبّاسُ رَجُلَيْنِ، فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا:
اذْهَبْ إلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرّاحِ، وَلِلْآخَرِ اذْهَبْ إلَى أَبِي طَلْحَةَ. اللهُمّ خِرْ لِرَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ، فَوَجَدَ صَاحِبَ أَبِي طَلْحَةَ أَبَا طَلْحَةَ، فَجَاءَ بِهِ، فَلَحَدَ لِرَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم."
دَفْنُ الرّسُولِ وَالصّلَاةُ عَلَيْهِ - عليه الصلاة والسلام :
فَلَمّا فُرِغَ مِنْ جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الثلاثا، وُضِعَ فِي سَرِيرِهِ فِي بَيْتِهِ، وَقَدْ كَانَ الْمُسْلِمُونَ اخْتَلَفُوا فِي دَفْنِهِ. فَقَالَ قَائِلٌ: نَدْفِنُهُ فِي مَسْجِدِهِ وَقَالَ قَائِلٌ: بَلْ نَدْفِنُهُ مَعَ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ:" إنّي سَمِعْت رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقُولُ:" مَا قُبِضَ نَبِيّ إلّا دُفِنَ حَيْثُ يُقْبَضُ" فَرُفِعَ فراش رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الّذِي تُوُفّيَ عَلَيْهِ، فَحُفِرَ لَهُ تَحْتَهُ، ثُمّ دَخَلَ النّاسِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّونَ عَلَيْهِ أَرْسَالًا، دَخَلَ الرّجَالُ، حتى إذَا فَرَغُوا أُدْخِلَ النّسَاءُ، حَتّى إذَا فَرَغَ النّسَاءُ أُدْخِلَ الصّبْيَانُ. وَلَمْ يَؤُمّ النّاسِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَحَدٌ. ثم دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم من وسط الليل ليلة الأربعاء.
الروض الأنف :ص:559- 560،ج:7 قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ امْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ عُمَارَةَ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ أَسَعْدَ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها:
دفن اللّيْلِ مِنْ لَيْلَةِ الْأَرْبِعَاءِ. عن عائشةَ قالت : "
ما علِمنا بدفنِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى سمِعنا صوتَ المساحي من جوفِ اللَّيلِ ليلةَ الأربعاءِ"
الراوي : عائشة أم المؤمنين المحدث : ابن عبدالبر.المصدر : التمهيد الصفحة أو الرقم: 24/396 خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح مَنْ تَوَلّى دَفْنَ الرّسُولِ -عليه الصلاة والسلام - :
وَكَانَ الّذِينَ نَزَلُوا فِي قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم
علي بن أبى طالب، والفضل بن عَبّاسٍ، وَقُثَمَ بْنَ عَبّاسٍ، وَشُقْرَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَدْ قَالَ
أَوْسُ بْنُ خَوْلِيّ لِعَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ:"
يَا عَلِيّ، أَنْشُدُك اللهَ، وَحَظّنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال له: انْزِلْ، فَنَزَلَ مَعَ الْقَوْمِ، وَقَدْ كَانَ مَوْلَاهُ شُقْرَانُ حِينَ وَضَعَ رَسُولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي حُفْرَتِهِ وَبَنَى عَلَيْهِ قَدْ أَخَذَ قَطِيفَةً، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يلبسها ويفترشها، دفنها فِي الْقَبْرِ، وَقَالَ: وَاَللهِ لَا يَلْبَسُهَا أَحَدٌ بَعْدَك أَبَدًا. قَالَ: فَدُفِنَتْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ."
الروض الأنف :ص:560،ج:7 أَحْدَثُ النّاسِ عَهْدًا بِالرّسُولِ - عليه الصلاة والسلام - :
وَقَدْ كَانَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ يَدّعِي أَنّهُ أَحْدَثُ النّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقُولُ: أَخَذْت خَاتَمِي، فَأَلْقَيْته فِي الْقَبْرِ، وَقُلْت: إنّ خَاتَمِي سَقَطَ مِنّي، وَإِنّمَا طَرَحْته عَمْدًا لِأَمَسّ رَسُولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ، فَأَكُونُ أَحْدَثَ النّاسِ عَهْدًا بِهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ.
قَالَ
ابْنُ إسْحَاقَ: فَحَدّثَنِي أَبِي إسْحَاقُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، أَبِي الْقَاسِمِ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ مَوْلَاهُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ:
اعْتَمَرْت مَعَ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ فِي زَمَانِ عُمَرَ أَوْ زَمَانِ عُثْمَانَ، فنزل على أخته أم هانىء بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، فَلَمّا فَرَغَ مِنْ عُمْرَتِهِ رَجَعَ فَسُكِبَ لَهُ غِسْلٌ، فَاغْتَسَلَ، فَلَمّا فَرَغَ مِنْ غَسْلِهِ دَخَلَ عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَقَالُوا:
يَا أَبَا حَسَنٍ، جِئْنَا نَسْأَلُك عَنْ أَمْرٍ نُحِبّ أَنْ تُخْبِرَنَا عَنْهُ؟ قَالَ: أظنّ المغيرة ابن شُعْبَةَ يُحَدّثُكُمْ أَنّهُ كَانَ أَحْدَثَ النّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ.
قَالُوا: أَجَلْ، عَنْ ذَلِكَ جِئْنَا نَسْأَلُك؛ قَالَ: كَذَبَ، قَالَ: أَحْدَثُ النّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قُثَمُ بْنُ عَبّاسٍ.
خَمِيصَةُ الرّسُولِ عليه الصلاة والسلام :
قَالَ
ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ الزّهْرِيّ، عَنْ
عُبَيْدِ اللهِ ابن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنّ عَائِشَةَ حَدّثَتْهُ، قَالَتْ:
كَانَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ حِينَ اشْتَدّ بِهِ وَجَعُهُ، قَالَتْ: فَهُوَ يَضَعُهَا مَرّةً عَلَى وَجْهِهِ، وَمَرّةً يَكْشِفُهَا عَنْهُ، وَيَقُولُ: قَاتَلَ اللهُ قَوْمًا اتّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ، يَحْذَرُ مِنْ ذَلِكَ عَلَى أُمّتِهِ .
قَالَ
ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ الزّهْرِيّ، عَنْ عُبَيْدِ الله ابن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
كَانَ آخِرُ مَا عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ قَالَ:" لَا يُتْرَكُ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ دِينَانِ".
الروض الأنف :ص:561-562،ج:7