المحادثات مع الصبايا والبنات والنساء والشباب ... في الفيس بوك، والواتس آب ، وتويتر ،و التانغو و الانستاجرام ، والمسنجر... وما شابهها :
كل الحالات والظروف والاحوال...اقوال اهل العلم فيها مع الادلة .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد الامين ثم أما بعد،
قبل الشروع في الاجابات على صور وحالات وظروف واشكال التواصل الشبكي الاجتماعي وغيره عبر الانترنت، يجب التذكير بـ"
ضوابط التواصل الشبكي بين الجنسين " ،ف
بفهمها ومعرفتها واخذها بعين الاعتبار ،
يجاب على اسئلة كثيرة وحالات وصور متعددة للتواصل الشبكي بين الجنسين... وهي كما يلي :
1
ـ
انتفاء النظر المحرم كنظر الشاب إلى وجه المرأة أو صورتها ولو بغير شهوة، قال الغزالي: الخلوة بالأجنبية والنظر إلى وجهها حرام سواء خيفت الفتنة أو لم تخف، لأنها مظنة الفتنة على الجملة.
2
ـ
عدم إلانة المرأة في القول على وجه يوقع الفتنة بقلب الرجلل، قال
ابن العربي في قوله تعالى:"
فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ "{الأحزاب:32}
أمرهن الله تعالى أن يكون قولهن جزلا، وكلامهن فصلا، ولا يكون على وجه يحدث في القلب علاقة بما يظهر عليه من اللين المطمع للسامع. انتهى.
3
ـ
عدم تلذذ أيٍّ من الطرفين بصوت الآخر، فإن ذلك يحرم على من فعله، قال
ابن مفلح في الفروع:
وليس صوت الأجنبية عورة على الأصح، ويحرم التلذذ به لو بقراءة.
4
ـ
أمن الفتنة، فإن خاف أحدهما على نفسه الفتنة حرم الاستماع والكلام والتواصل، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"
اتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء".
5ـ
عدم التكلم إلا لحاجة، فمجرد التواصل لذات الوصال والسؤال عن الحال ليس من الحاجة، لأن تواصل الجنسين مظنة الفتنة، فلا يباح منه إلا قدر الحاجة.
6ـ
التزام الحشمة في الخطاب والبعد عن الفحش واجتناب سائر المناهي اللفظية.
فإذا كانت هذه الضوابط مرعية ومأخوذة بعين الاعتبار والحسبان، فليس ثمة ما يوجب تحريم التواصل الشبكي بأنواعه المذكور، لكن الأورع ديانة والأولى تربية ـ رغم كون التواصل شبكيا ـ أن يقتصر كل منكما على جنسه، فتتولى المرأة إرشاد النساء، ويعتمد الشاب على ثقة من أهل الخبرة والاختصاص يتولى نصحه وإرشاده، لا سيما أنكما في عمر الشباب، فالعلاقة الخاصة ولو عبر النت غالبا ما تؤدي إلى الإخلال بشيء من الضوابط السابقة، وقد قال تعالى:"
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ". {النور:21}.
................
وعلى افتراض أن مثل تلك المحادثات بين رجل وامرأة لن يكون فيها شيء محظور لذاته، بل ستقتصر على النصح والإرشاد والحوارات العامة المباحة، فهي تدخل تحت قاعدة أخرى، وهي
قاعدة سد الذرائع.
و
الذرائع هي
الأشياء التي ظاهرها الإباحة ويتوصل بها إلى فعل محظور.
ومعنى
سد الذريعة:
حسم مادة وسائل الفساد دفعا لها إذا كان الفعل السالم من المفسدة وسيلة إلى مفسدة.
جاء في الموسوعة الفقهية:
فالشريعة الغراء قد سدت باب الذرائع المفضية إلى الحرام فحرمتها ونهت عنها، كما قال شيخ الإسلام
ابن تيمية:
الذريعة ما كان وسيلة وطريقا إلى الشيء ، لكن صارت في عرف الفقهاء عبارة عما أفضت إلى فعل محرم، ولو تجردت عن ذلك الإفضاء لم يكن فيها مفسدة، ولهذا قيل: الذريعة الفعل الذي ظاهره أنه مباح وهو وسيلة إلى فعل المحرم. اهـ.
ما حكم التعامل مع برامج محادثات الصداقة التي تتم عبر الإنترنت وبرامج التواصل عامة - كتابةً -، وبدون سماع صوت المتحدثة او رؤية صورتها ؟ فقد
صان الإسلام العلاقات بين الأفراد، وحدَّها بسياجٍ يلائم النفسَ البشرية،
فحرم العلاقة بين رجلٍ وامرأةٍ إلا في ظل زواج شرعي ، وكذلك
لا يصح مخاطبة رجلٍ امرأةً ، ولا امرأةٍ رجلا إلا لحاجة.
وإن كانت ثَمَّ حاجةٌ داعيةٌ إلى الخطاب بينهما فليكن ذلك في حدود الأدب والأخلاق، قال تعالى: "
وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ". [الاحزاب: 53].
وقال تعالى: "
إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا ". [ الأحزاب 32].
و
الخطاب قد يكون باللسان والإشارة والكتابة، فهو عبارة عن كل ما يبين عن مقصود الإنسان.
قال تعالى: "
قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا ". [آل عمران:41].
وقال الشاعر:
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا فالواجب على المسلمين الحذر من مخاطبة النساء عبر ما يعرف بمواقع الصداقة على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي عامة وخاصة ، فذلك من طرق الشيطان وسبل الغواية قال تعالى:"
يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان، ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر" .[ النور: 21].
وإذا كانت الصداقة بالواسطة ممنوعة محرمة، فإن كل علاقة أو صداقة أكثر قرباً ومباشرة، كالصداقة عبر الهاتف، أو اللقاء المباشر، أو غير ذلك أشد تحريماً وأعظم خطراً .
وعندما أمر الله تعالى أطهر النساء - نساء النبي -، أمهات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ـ بأن يكون قولهن معروفا، ونهاهن سبحانه عن الخضوع بالقول، فقال:"
فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا " {الأحزاب: 32}.
قال
الماوردي في "
النكت والعيون": "
فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ "، ـ فيه ستة أوجه:
أحدها: معناه
فلا ترققن بالقول.
الثاني:
فلا ترخصن بالقول، قاله ابن عباس.
الثالث:
فلا تُلِنّ القول، قاله الفراء.
الرابع:
لا تتكلمن بالرفث- الكلام الفاحش والبذيء وما لا فائدة منه / فيه، قاله الحسن..
الخامس: هو
الكلام الذي فيه ما يهوى المريب.
السادس: هو
ما يدخل من كلام النساء في قلوب الرجال، قاله ابن زيد. اهـ.
وقال
ابن جزي في "
التسهيل":
نهى عن الكلام الليّن الذي يعجب الرجال ويميلهن إلى النساء. اهـ.
وقال
البقاعي في "
نظم الدرر ":
وقلن قولاً معروفاً" ـ
أي يعرف أنه بعيد عن محل الطمع. اهـ.
وقال
سيد قطب في "
الظلال ":"
نهاهن من قبل عن النبرة اللينة واللهجة الخاضعة، وأمرهن في هذه أن يكون حديثهن في أمور معروفة غير منكرة، فإن موضوع الحديث قد يطمع مثل لهجة الحديث، فلا ينبغي أن يكون بين المرأة والرجل الغريب لحن ولا إيماء، ولا هذر ولا هزل، ولا دعابة ولا مزاح، كي لا يكون مدخلا إلى شيء آخر وراءه من قريب أو من بعيد". اهـ.
فلمسلم المؤمن المتقي لله عليه أن يدع ويترك كل مواطن الريبة والشبهات كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:"
دع ما يريبك إلى ما لا يريبك".
رواه الترمذي والنسائي وغيرهما.وأخرجه الترمذي (2442) ، وأحمد (1630) ، وابن حبان (722) عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال : " حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ ، فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ " ، وقد صححه الشيخ الألباني رحمه الله .
قال
المناوي رحمه الله : " (
دع ما يريبك ) أي :
اترك ما تشك في كونه حسنا أو قبيحا ، أو حلالا أو حراما ، (
إلى ما لا يريبك ) أي :
واعدل إلى ما لا شك فيه ، يعني ما تيقنت حسنه وحِلَّه.
قال الحافظ
ابن رجب رحمه الله :"
وَمَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ يَرْجِعُ إِلَى الْوُقُوفِ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ وَاتِّقَائِهَا ، فَإِنَّ الْحَلَالَ الْمَحْضَ لَا يَحْصُلُ لِمُؤْمِنٍ فِي قَلْبِهِ مِنْهُ رَيْبٌ – وَالرَّيْبُ : بِمَعْنَى الْقَلَقِ وَالِاضْطِرَابِ - بَلْ تَسْكُنُ إِلَيْهِ النَّفْسُ ، وَيَطْمَئِنُّ بِهِ الْقَلْبُ ، وَأَمَّا الْمُشْتَبِهَاتُ فَيَحْصُلُ بِهَا لِلْقُلُوبِ الْقَلَقُ وَالِاضْطِرَابُ الْمُوجِبُ لِلشَّكِّ " .ا
نتهى من " جامع العلوم والحكم " (1/280) . ...................
إن كانت المراسلات والدردشة غير جائزة شرعاً ...فهل جائزة إن كانت كل تلك الوسائل تحث على قراءة ورد يومي من القرآن (فيكاتبها ويقول لها أنا في آية كذا من السورة كذا وهي بالمثل) أو على صوم (الاثنين والخميس) وغيرها كمتابعة الأوراد اليومية من إذكار صباح أو مساء وتسابيح.... إلخ؟
الإجابــةالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذه المحادثات والمراسلات كما ذكرت من كونها غير جائزة شرعًا لما قد يترتب على ذلك من مفاسد.20415.
وما ذكره السائل من أمور فهي
وإن كانت من الخير والمعروف، إلا أنها قد تكون ذريعة يسوق الشيطان بها الفتيان والفتيات إلى الوقوع في ما لا يجوز شرعًا، ثم إن هذه الأشياء يمكن أن تتم بين الفتاة المؤمنة مع مثيلاتها من المؤمنات، وبين الشاب المؤمن مع أمثاله من المؤمنين، فالواجب قطع السبيل، وسد هذه الذريعة، وقد قال الله تعالى: "
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ". [النور:21].
..................
ما حكم مكالمة النساء لضرورة ؟الإجابــةالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج -إن شاء الله-
في مخاطبة الرجل للمرأة، أو المرأة للرجل إذا كانت ثمة حاجة لذلك، وإذا روعيت الضوابط التي ذكرناها في مقدمة الموضوع ..و.سنعيد ذكرها باختصار، و
دليل الجواز الكتاب والسنة، وسيرة الصحابة الأئمة.
فمن الكتاب، قصة
خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها التي جاءت تجادل رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي أنزل الله عز وجل في شأنها قوله:"
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ". [المجادلة:1].
ومن السنة حديث
سهل بن سعد رضي الله عنه قال:"
أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فقالت: إنها قد وهبت نفسها لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم."
الحديث رواه البخاري ومسلم.
ومن واقع الصحابة..
ما رواه البخاري والنسائي عن
أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم:"
أن امرأة من أسلم يقال لها سبيعة كانت تحت زوجها، توفي عنها وهي حبلى فخطبها أبو السنابل بن بعكك، فأبت أن تنكحه، فقال: والله ما يصلح أن تنكحي حتى تعتدي آخر الآجلين، فمكثت قريباً من عشر ليال، ثم جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: انكحي".
هذه بعض أدلة الجواز، ولكن الضوابط التي لا بد من مراعاتها تضاف إلى ما ذكر من كون ذلك جائزاً عند الحاجة، فمن هذه الضوابط:
الأول:
عدم إلانة المرأة في القول على وجه يوقع الفتنة بقلب الرجل،
الثاني:
عدم التلذذ أيٍّ من الطرفين بصوت الآخر، فإن ذلك
يحرم على من فعله.
الثالث:
أمن الفتنة،
فإن خاف أحدهما على نفسه الفتنة حرم الاستماع والكلام.
....................
ما حكم الحديث مع فتاة في موضوعات عادية كالعمر والأحوال والاشغال والطقس وغيرها؟الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمخاطبة الرجل للمرأة الأجنبية لا تجوز إلا بشروط:
1
-
أن تكون المخاطبة لحاجة.
2
-
التزام المرأة للحجاب الشرعي.
3
-
ألا تكون هناك خلوة.
4
-
عدم خضوع المرأة بالقول.
قال الله تعالى: "
وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب " . [الأحزاب:53]
وقال تعالى: "
فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض " . [الأحزاب:32]
ومن المعلوم أن مخاطبة الفتاة في أمور كالعمر والأحوال والاشغال و الاخبار والطقس ليست مما تدعو إليه الحاجة، بل ربما كانت وسيلة إلى الوقوع في ما وراء ذلك، وقد تقرر عند أهل العلم أن الشارع حرم الوسائل المفضية إلى الحرام، وقالوا:" ما أفضى إلى الحرام فهو حرام."
وعلى العموم - الكلام المضبوط بالشروط السابق ذكرها مرارا في الاسئلة -
فيجوز للرجل أن يكلم المرأة وتكلمه للحاجة، ل
أن صوت المرأة ليس بعورة؛
إلا أنه يحرم عليها تليينه وترقيقه بحيث يفتن السامع، أو يطمع من كان في قلبه ميل إلى الحرام.
قال الإمام
القرطبي -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى (
فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ) : "أي:
لا تلن القول، وأمرهن أن يكون قولهن جزلاً وكلامهن فصلاً، ولا يكون على وجه يظهر في القلب علاقة بما يظهر عليه من اللين".
وأما الكلام لغير حاجة، فإنه يجر بعضه بعضاً، وربما تبعته ضحكات وابتسامات، ونحو ذلك مما هو ذريعة للفتنة والوقوع في الفاحشة، والشرع الحكيم الحنيف قد سد الذرائع المفضية إلى الحرام ولو كانت في أصلها مباحة، فمنع سفر المرأة بدون محرم، والخلوة بالأجنبي، ونحو ذلك.
و أول حدود الحرام في الكلام فهو بداية الحديث الذي لا يحتاج له المتكلم مع الانثى، ولا يقتضيه عمل أو ضرورة.
ومن يتعامل مع زميلات له في العمل سواء كنّ من الملتزمات أوغير الملتزمات، يجب عليه أن تتعامل معهن بامتثال أمر اللهبـ ...:
غض البصر عنهن قال تعالى: "
قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم…" سورة النور.
وأن لا يتحدَّث معهن إلاَّ حديثاً لا بدّ منه تقتضيه مصلحة العمل.
وعليه أن يكون حذراً غاية الحذر ومحتاطاً غاية الاحتياط في تعامله معهن ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من فتنة النساء فقال: "
ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء"
كما في الصحيحين وغيرهما. وينطبق القول وما سبق - في التعامل مع زملاء العمل / زميلات العمل -
على الصبية والشابة والمرأة ...كما الرجل على حد سواء. هل يجوز أن تخاطب الفتاة الرجل - في مواقع التواصل ، الانترنت ، العمل بـ أخي العزيز / أخي الغالي، والرجل للفتاة أختي العزيزة / أختي الغالية ؟ فالمؤمنون كلهم إخوة رجالا ونساء قال تعالى:"
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ " { الحجرات :10 }
فمن نادى أخاه المسلم أو أخته المسلمة أو العكس بيا أخي أو بيا أختي فلا حرج عليه في ذلك وكان صادقاً ، لأن جميع المسلمين إخوة كما قال الله تعالى.
ولكن
إن كان قول تلك العبارة لغرض غير شرعي كمخاطبة المرأة للأجنبي عنها بذلك خضوعا له بالقول وتوددا إليه فلا يجوز لقوله تعالى : "
فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفاً " {الأحزاب : 32 }،
وسواء أكان ذلك عن طريق مواقع التواصل او برامج التواصل او الانترنت او مباشرة في مكان العمل أو غيره..................
ماذا يفعل من وقع في محرمات المحادثات عبر وسائل التواصل ...و يريد ان تيوب ؟ فما العمل ؟ عليه بالالتجاء إلى الله تعالى والتضرع له وسؤاله صدق التوبة والإنابة إليه، وأن يكثر من الأعمال الصالحة والتقرب إلى الله ما استطاع، وأعظم ذلك المحافظة على الفرائض وارتداء الحجاب الشرعي للمراة -، وغض البصر والإكثار من أعمال الخير والإحسان إلى خلق الله، فقد وعد الله التائبين المكثرين من الأعمال الصالحة بالفلاح والرحمة، فقال تعالى: "
وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون" {النور: 31}.
وقال تعالى:"
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً "{التحريم:8}.
وقال تعالى :"
كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " {الأنعام: 54}.
وقال تعالى :"
f]]وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى[/b] " {طـه:82}.
وقال تعالى:"
إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ " {هود:114}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"
اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها."
رواه أحمد.وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"
إن عبدا أصاب ذنبا -وربما قال - أذنب ذنبا ، فقال رب أذنبت وربما قال أصبت فاغفر لي فقال ربه أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا أو أذنب ذنبا فقال رب أذنبت أو أصبت آخر فاغفره فقال أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا وربما قال أصاب ذنبا قال قال رب أصبت -أو قال- أذنبت آخر فاغفره لي فقال أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي -ثلاثا- فليعمل ما شاء ".
كذلك
علينا جميعا أن نستر انفسنا ولا نطلع أحدا على ذنوبنا، لما في الحديث: "
اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله تعالى عنها، فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر الله وليتب إلى الله ".
أخرجه الحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي .
وعلينا كذلك
أن نسأل الله أن يصرف عنا شر الشيطان وشركه وطرق غوايته ، ومن أهم ما يدعى به الدعاء المأثور في صحيح مسلم :"
اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى".
والدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قال له: يا رسول الله علمني دعاء أنتفع به، قال:"
قل اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي وبصري وقلبي ومنيي "- يعني فرجه .
رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه الألباني . ودعاء الخروج من المنزل الذي
أخرجه أبو داود وغيره وصححه الألباني واللفظ لأبي داود :"
إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له: هديت وكفيت ووقيت وتنحى عنه الشيطان".
كذلك
علينا المحافظة على الصلوات المفروضة والنوافل، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، كما قال الله تعالى:"
اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ" {العنكبوت:45}.
وعلينا ايضا الاكثار من ذكر الله دائما فهو الحصن الحصين من الشيطان، ففي الحديث: "
وآمركم بذكر الله عز وجل كثيرا، وإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتى حصنا حصينا فتحصن فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عز وجل ".
أخرجه أحمد والترمذي والحاكم وصححه الألباني. وعلينا ايضا بالاكثار من الصيام، فإن له تأثيرا بالغا في كسر حدة الشهوة وكبح جماحها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:"
يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".
متفق عليه.
..........
هذا ما تيسر جمعه وتنقيحه وتدقيقه وتحقيقه ومراجعته وايراده وكتابته ونشره - لكل مسلم ومؤمن ومتق ومحب لله ولرسوله - ، يخشى الله ويتقه - يرجو جنته برحمته ، ويخاف عذابه وغضبه وناره - ، ...ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ، أن يهدينا لصالح الاخلاق والاقوال والاعمال ، فإنه لا يهدي لصالحها الا هو - سبحانه ونعالى -.
ونسأله بحق اسمائه الحسنى وصفاته العليا واسمه العظيم الذي اذا سئل به أجاب ، أن يستر عوراتنا وعورات المسلمين - احياء وامواتا- ، وان يسمع قلوبنا كما اسمع آذاننا ، وان يهدينا سبل الرشاد ، وان يغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما هو به اعلم منا ، وان لا يفضحنا بمعاصينا وزلاتنا...- انه وحده على كل يء قدير- وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين...