" أميتوا الباطل بعدم ذكره "...
من قال هذه المقولة ولمن تنسب؟
ما صحتها ؟
متى تقال ويعمل بها وما تترك ولا يعمل بها؟
ما اراء اهل العلم فيها؟ ارآء ونقاشات مفيدة حولها ...
فالعلم بالتعلم ،
والحلم بالتحلم ...
لا تكن جاهلاً و
لا ناعقاً و
لا هارفاً، بل
عالماًبسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد الامين واله وصحبه وسلم اجمعين، وبعد
عن
الزبير قال قال
عمر بن الخطاب:"
إِنَّ لِله عِبَادًا يُمِيتُونَ الْبَاطِلَ بِهَجْرِهِ، وَيُحْيُونَ الْحَقَّ بِذِكْرِهِ، رَغِبُوا فَرَعِبُوا، وَرَهِبُوا فَرَهِبُوا، خَافُوا فَلَا يَأْمَنُونَ، أَبْصَرُوا مِنَ الْيَقِينِ مَا لَمْ يَعَاينُوا فَخَلَطُوهُ بِمَا لَمْ يُزَايِلُوهُ، أَخْلَصَهُمُ الْخَوْفُ فَكَانُوا يَهْجُرُونَ مَا يَنْقَطِعُ عَنْهُمْ لِمَا يَبْقَى لَهُمُ، الْحَيَاةُ عَلَيْهِمْ نِعْمَةٌ وَالْمَوْتُ لَهُمْ كَرَامَةٌ، فَزُوِّجُوا الْحُورَ الْعَيْنَ، وَأُخْدِمُوا الْوِلْدَانَ الْمُخَلَّدِينَ"
(أبو نعيم فى الحلية) [كنز العمال 44209].أخرجه أبو نعيم فى الحلية (1/55) . [ حلية الأولياء - أبو نعين الأصبهاني ]
الكتاب : حلية الأولياء وطبقات الأصفياء
المؤلف : أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني
الناشر : دار الكتاب العربي - بيروت
الطبعة الرابعة ، 1405
عدد الأجزاء : 10 فالأثر كما سبق عند أبى نعيم فى الحلية ولكنه - الأثر - فيه علل : الأولى :
الحكم بن هشام وثقه جمع و قال بن أبى حاتم لا يحتج به الثانية :
عبد الملك بن عمير هو اللخمى الكوفى . حديثه عند الجماعة ولكن الجمهور على أنه ساء حفظه على كبر . منهم الأمام أحمد وبن معين فقال أحمد بن حنبل: مضطرب الحديث وقال ابن معين: مختلط. و لكن فصل الكلام فيه عبد الله بن ضيف الله الرحيلى فى تعليقه على كتاب (من تكلم فيه وهو موثق أو صالح الحديث) للذهبي قال الإمام
أبو يوسف رحمه الله في كتابه
الخراج :قَالَ : وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَشْيَاخِنَا، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ الْكِلاعِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :خَطَبَ عُمَرُ النَّاسَ فَحَمَدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ :
"
أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِي يَبْقَى وَيَهْلِكُ مَنْ سِوَاهُ، الَّذِي بِطَاعَتِهِ يَنْتَفِعُ أَوْلِيَاؤُهُ، وَبِمَعْصِيَتِه ِ يُضَرُّ أَعْدَاؤُهُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لِهَالِكٍ هَلَكَ مَعْذِرَةٌ فِي تَعَمُّدِ ضَلالَةٍ حَسِبَهَا هُدًى، وَلا فِي تَرْكِ حَقٍّ حَسِبَهُ ضَلالَةً، وَإِنَّ أَحَقَّ مَا تَعَهَّدَ الرَّاعِي مِنْ رَعِيَّتِهِ تَعَهُّدُهُمْ بِالَّذِي لِلَّهِ عَلَيْهِمْ فِي وَظَائِفِ دِينِهِمْ الَّذِي هَدَاهُمْ اللَّهُ لَهُ، وَإِنَّمَا عَلَيْنَا أَنْ نَأْمُرَكُمْ بِمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ بِهِ مِنْ طَاعَتِهِ، وَأَنْ نَنْهَاكُمْ عَمَّا نَهَاكُمُ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ مَعْصِيَتِهِ، وَأَنْ نُقِيمَ أَمْرَ اللَّهِ فِي قَرِيبِ النَّاسِ وَبَعِيدِهِمْ، وَلا نُبَالِي عَلَى مَنْ كَانَ الْحَقُّ.
أَلا وَإِنَّ اللَّهَ فَرَضَ الصَّلاةَ وَجَعَلَ لَهَا شُرُوطًا، فَمِنْ شُرُوطِهَا : الْوُضُوءُ وَالْخُشُوعُ وَالرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ.
وَاعْلَمُوا أَيُّهَا النَّاسُ أَنَّ الطَّمَعَ فَقْرٌ، وَأَنَّ الْيَأْسَ غِنًى، وَفِي الْعِزْلَةِ رَاحَةٌ مِنْ خُلَطَاءِ السُّوءِ.
وَاعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ لَمْ يَرْضَ عَنِ اللَّهِ فِيمَا أُكْرِهَ مِنْ قَضَائِهِ، لَمْ يُؤَدِّ إِلَيْهِ فِيمَا يُحِبُّ كُنْهَ شُكْرِهِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ لِلَّهِ عِبَادًا يُمِيتُونَ الْبَاطِلَ بِهَجْرِهِ، وَيُحْيُونَ الْحَقَّ بِذِكْرِهِ، رَغِبُوا فَرُغِبُوا وَرَهِبُوا فَرُهِبُوا، أَنْ خَافُوا فَلا يَأْمَنُوا، أَبْصَرُوا مِنَ الْيَقِينِ مَا لَمْ يُعَايِنُوا، فَخَلَصُوا بِمَا لَمْ يُزَايِلُوا.
أَخْلَصَهُمُ الْخَوْفُ فَهَجَرُوا مَا يَنْقَطِعُ عَنْهُمْ لِمَا يَبْقَى عَلَيْهِمْ، الْحَيَاةُ عَلَيْهِمْ نِعْمَةٌ وَالْمَوْتُ لَهُمْ كَرَامَةٌ "
وقد قال اهل العلم بعدم صحة القول ونسبته لسيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وان
هذا الإسناد فيه نظر .
...............
متى يقال " أميتوا الباطل بعدم ذكره "ويعمل به ومتى يترك ولا يعمل به؟ قيل للشيخ ابن عثيمين عن كتاب يطعن في الله فقال:
[
لا تنشروه ولا تردّوا عليه، فردكم إحياء له ]
كلام في الصميم لمن يعقل...
كان كفار قريش يقولون قصائد تذم الرسول ﷺ وصحابته الكرام ،
ولم تصل لنا هذه القصائد لأن المسلمين لم يتناقلوها ولم يعيروها أي اهتمام فأندثرت وماتت هي واهلها.
و
السكوت عن الباطل ليس على اطلاقه الذي لم يشتهر ولم يعلم به أحد دفنه والسكوت عليه أولى حتى لا يُشتهر ويعلم به أما إنْ اشتهر وداع وانتشر فيرده أهل العلم والفضل .
ثم
هل السكوت عن كل باطل إماتةً له؟
أليس لو سكت العلماء عن المبتدعة فرحوا بهذا وارتقوا بباطلهم مرتقًى سهلًا ؟
جاء في مقدمة صحيح الإمام مسلم-رحمه الله- :
"
الإِعْرَاضُ عَنِ الْقَوْلِ الْمُطَّرَحِ أَحْرَى لإِمَاتَتِهِ وَإِخْمَالِ ذِكْرِ قَائِلِهِ وَأَجْدَرُ أَنْ لاَ يَكُونَ ذَلِكَ تَنْبِيهًا لِلْجُهَّالِ عَلَيْهِ غَيْرَ أَنَّا لَمَّا تَخَوَّفْنَا مِنْ شُرُورِ الْعَوَاقِبِ وَاغْتِرَارِ الْجَهَلَةِ بِمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ وَإِسْرَاعِهِمْ إِلَى اعْتِقَادِ خَطَإِ الْمُخْطِئِينَ وَالأَقْوَالِ السَّاقِطَةِ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ رَأَيْنَا الْكَشْفَ عَنْ فَسَادِ قَوْلِهِ وَرَدَّ مَقَالَتِهِ بِقَدْرِ مَا يَلِيقُ بِهَا"
وعند البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - عليه الصلاة والسلام - انه قال: "
ألا تعجَبونَ كيف يصرِفُ اللهُ عنِّي شتمَ قريشٍ ولعنَهم ، يشتِمونَ مُذمَّمًا ويلعَنونَ مُذمَّمًا ، وأنا محمَّدٌ "
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري.الصفحة أو الرقم: 3533 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] –
فإلى الله المشتكى –
فبتعدد وسائل التواصل الحديثة و تنوعها واختلاف عقائد الكاتبين والناقدين فيها، ناهيك عن النابحين والناعقين فيها، فضلا عن اهل الضلال الداعمين للفاسقين والمارقين والكفرة والمشركين...!!!!!انتشرت الفتن والضلالات والقدح والذم لاهل الدين ومن قبلهم - والعياذ بالله - الكفر بالله بواحاً والقدح والذم لله ولرسله .
فهذه الفتن تضج بها ديار المسلمين وتعج ، فتتن تسعى لافساد الأمة واضعافها وتفريقها وتشيتها واشغالها عن اهدافها السامية ، وفيها إشغال للمسلمين عما يفعل اليهود بإخوانهم المستضعفين في فلسطين وغيرها وما يفعله بنو الاصفر في المسلمين في كل مكان فيه اسلام ومسلمين-والله المستعان _
فشتم وسب الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لو كان ببلاد المسلمين فيقتل بإذن ولي الأمر.
ولو كان ببلاد الكفر فيكون بهجر بلادهم وعدم مساكنة الفاعلين والناعقين والنابحين بذلك ، وإلا فعليهم بعدم عمل أعمال تعود بالإذى على بقية إخوانهم المسلمين في تلك الديار وغيرها .
................................
الدكتور محمد المسند
انتشرت في الآونة الأخيرة عبارة : "أميتوا الباطل بالسكوت عنه " وينسبونها إلى الفاروق عمر رضي الله عنه فـما مدى صحة هذه العبارة ؟
وما مصداقيتها وهل تصح نسبتها إلى الفاروق عمر؟ والجواب:
أولاً:
نسبة هذه العبارة إلى عمر الفاروق رضي الله عنه لا تصح.
ثانيًا: هذه
العبارة فيها نسبة من الصحة لكن لا يصح إطلاقها، فالصواب فيها التفصيل ؛
فالباطل إن كان مغمورًا غير مشتهر ولم يسمع به إلا القليل فالأولى السكوت عنه وتركه حتى لا يشتهر، أما
إذا ظهر واشتهر واغتر به كثيرون فلا يجوز السكوت عنه بل يجب فضحه وتعريته حتى يحذره الناس ويجتنبوه وهذا ما تدل عليه نصوص الشرع المطهر، فقد ذكر الله في القرآن بعض مقولات أهل الباطل - مع شدة قبحها - للرد عليها وتفنيدها، كقول اليهود (
يد الله مغلولة ) وقولهم: (
إن الله فقير ونحن أغنياء ) وقول النصارى: (
إن الله هو المسيح ابن مريم ) (
إن الله ثالث ثلاثة ) وغيرها من مقولات أهل الشرك والإلحاد،وهي باقية في كتاب الله ويتلوها المسلمون ضمن سياقها التي وردت فيه إلى أن يأتي أمر الله.
ثالثًا:
الأولى عند رد مقولات أهل الباطل إهمال ذكر أسمائهم بقدر الإمكان لأن في ذكرها إشهارًا لهم وربما فرحوا به، ولينتظم الرد هؤلاء وغيرهم ممن قد يأتي بعدهم،
لكن إذا اقتضى الحال أوالمصلحة ذكر الأسماء فلا حرج، فقد ذكر الله في كتابه أسماء بعض أهل الباطل من الطواغيت وغيرهم.
رابعًا:
رأيت مِن أهل الباطل من يردد هذه العبارة، ليقنع الناس بالسكوت عنه وتركه حتى ينجز هو وأصحابه مشاريعهم الباطلة والمضللة! وهؤلاء ينطبق عليهم القول المأثور: "كلمة حق اريد بها باطل" !! كما رأيت بعض الأخيار يرددها على إطلاقها بحسن نية دون تفصيل ، فلنكن على حذر.
والله ولي التوفيق.
................................
#
اميتوا الباطل بعدم ذكره# لفضيلة الشيخ
وسيم يوسف[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]................................
فقد انتشر أثرٌ منسوبٌ إلى الخليفة الراشد
عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولفظه: “
أميتوا الباطل بالسكوت عنه”، وقد اختلَفَ فيه بعضُ الناس ما بين مستنكرٍ ومتقبِّلٍ وآخرين وجدوه مطيَّةً لنشر ثقافة السكوت عن الأفكار الخاطئة وتياراتها التي تحاول غزو المجتمعات والإضرار بدينها وأمنها وأمانها بدعوى أن الحلَّ هو في السكوت والتجاهل لا في التصدي والعلاج!
ولنا مع العبارة الآنفة المنسوبة إلى الفاروق عمر رضي الله عنه وقفات:
الوقفة الأولى:
أنه لا لوجود لهذه العبارة بهذا اللفظ – فيما وقفنا عليه –
لا في دواوين السنة ولا في تصانيف العلماء لا مسندةً ولا معلَّقة.
الوقفة الثانية:
أن هذا اللفظ مخالفٌ من جهة المعنى للكتاب والسنة ومنهج الأنبياء والمرسلين ومنهج الصحابة رضي الله عنهم وإجماع العلماء ومقاصد الشريعة ودلائل العقل والفطرة والواقع.
فهو:
1
-
مخالفٌ للنصوص الشرعية الآمرة بالدعوة والنصح وإنكار المنكر ودفع الباطل والتحذير من الشَّرِّ وحفظ الشريعة المطهَّرة من الأفكار الدخيلة وحفظ المجتمعات من الأخطار والمهدِّدات المختلفة ووقاية الأوطان من مسبِّبات الفتن والفرقة وما يضرُّ بأمنها واستقرارها ووحدتها إلخ، والنصوص في هذه المعاني كثيرةٌ مستفيضةٌ معلومة، وقواعد الشريعة تقرِّر ذلك بوضوح.
2
-
مخالفٌ لمنهج الأنبياء والمرسلين الذين جمعوا بين الدعوة إلى الحقِّ والتحذير من الباطل والشرور، حيث بعثهم الله سبحانه مبشِّرين ومنذرين، ولا أدلَّ على ذلك من دعوتهم الناس إلى التوحيد وتحذيرهم من الشرك، قال الله تعالى:{
ولقد بعثنا في كلِّ أمَّةٍ رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطَّاغوت}، حتى ختم الله الرسالات بنبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم، فلم يترك خيرًا إلا ودعا الناس إليه، ولا شرًّا إلا وحذَّرهم منه، وهو القائل عليه الصلاة والسلام:«
إنَّه لم يكن نبيٌّ قبلي إلاَّ كان حقًّا عليه أن يدلَّ أمَّته على خير ما يعلمه لهم، ويُنذرهم شرَّ ما يعلمه لهم »
رواه مسلم.3
-
مخالفٌ لمنهج الصحابة رضي الله عنهم، ومن ذلك:
ما صحَّ واشتهر عن عمر رضي الله عنه في قصته مع
صَبيغ بن عِسْل الذي كان يتتبَّع متشابه القرآن ويفتح باب التشكيك في الدين، حيث
عزَّره عمر رضي الله عنه وأمر الناس بهجره، ولم يسكت عنه كما هو مقتضى الكلام المنسوب إليه، واستمرَّ هذا الإجراء الوقائي والعلاجي من أمير المؤمنين إلى أن ترك صَبيغ مسلكه وظهرت توبته وحلف الأيمان المغلَّظة أنه ما يجد في نفسه شيئا، فخلَّى عمر رضي الله عنه حينئذٍ بينه وبين مجالسة الناس.
4
-
مخالفٌ لإجماع علماء المسلمين في تقريرهم إنكار المنكر ودفع الباطل والتحذير من الشِّرِّ وأهمية ذلك وما يترتب عليه من المصالح العظمى وأنَّ ذلك واجبٌ للحاجة.
5
-
مخالفٌ للعقول السليمة، فإنَّه من المعلوم في العقول
أنَّ السكوت عن الباطل بتركه يستشري وينتشرُ بين الناس وتستفحلُ أخطارُه وأضرارُه هو موقف سلبي مذمومٌ يؤدِّي إلى تقوية الباطل لا إماتته.
6
-
مخالفٌ للفطرة الإنسانية والضرورة الواقعية، ولا أدلَّ على ذلك من أنَّ كثيرًا من ناشري هذه العبارة بل جُلُّهم إنَّما يَردُّون بها على الذين يتصدون للباطل، فهم بردِّهم على هؤلاء قد خالفوا مبدأ السكوت الذي يستحسنونه أو يوجبونه، إذْ لم يلتزموا هم أنفسهم بالسكوت تجاه هؤلاء، فاستحقوا اللوم من وجهين: الأول:
إطلاقهم القول باستحسان السكوت وإلزام الآخرين به، والثاني:
وقوعهم في التناقض بعدم التزامهم أنفسهم بما يدعون إليه من السكوت!!
7
-
الذي رُوي عن عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه هو لفظٌ آخر مخالفٌ لهذا اللفظ.
فقد روى
أبو يوسف القاضي رحمه الله في كتاب (الخراج) وأبو نُعَيم الأصبهاني رحمه الله في كتاب (حلية الأولياء) عن عمر رضي الله عنه أنه قال: “
إنَّ لله عبادًا يُميتون الباطل بهجره، ويحيون الحقَّ بذكره”.
وهذا الكلام وإن كان في سنده نظرٌ فهو من جهة المعنى صحيح، فإنَّ معناه:
أنَّ من توفيق الله للعبد أن يعينه على إماتة الباطل بهجره، وهجرُه يكون:
بهجر اعتقاده، وهجر العمل به، وهجر إشاعته وإذاعته والدعوة إليه، كما قال الله تعالى: {
والرُّجْزَ فاهجر}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «
المهاجِرُ من هجر ما نهى الله عنه » رواه البخاري، وقال عليه الصلاة والسلام: «
المهاجر من هجر الخطايا والذنوب » رواه ابن ماجه.
ومن مقتضيات هجر الذنوب والخطايا والأفكار المنحرفة:
معالجتها بالحكمة إذا وُجِدَت، وعدم التسبُّب في إشاعتها وتفشِّيها بالتجاهل أو بالإنكار غير المنضبط أو بغير ذلك، بخلاف مقتضى اللفظ الأول الآمر بالسكوت عن الباطل مطلقًا. والذي يظهر أن هذا اللفظ إنما هو من تصرُّفِ بعض الكُتَّاب نتيجة استسهالهم إيراد الروايات بالمعنى لا باللفظ من دون فقهٍ صحيح، مما أدَّى إلى إفساد المعنى وتحريفه. الوقفة الثالثة:
أنه على فرض صحة اللفظ المذكور فإنَّه محمولٌ على مواضع مخصوصة يكون فيها السكوت سببًا لإماتة الباطل حقًّا، كأن يكون الباطل مجهولاً مطروحًا لا يعرفه الناس ولا أثر له فيهم ولا يُخشى منه، فيكون السُّكوت حينئذ عونًا على اندثار هذا الباطل وإماتته، أو أن تكون مفسدة الكلام والإنكار أكبر من مفسدة المنكر الموجود، كما قال الله تعالى: {
ولا تسبُّوا الذين يدعون من دون الله فيسبُّوا الله عَدْوًا بغير علم}، ونحو ذلك من المواضع المخصوصة.
وهذا لا يُعارِضُ أنَّ القاعدة العامة والأصل الأصيل هو
ردُّ الأقوال الباطلة ومعالجة الأفكار المنحرفة ، وبالخصوص تلك الأفكار والثقافات التي تُنشَرُ ويُراد بها تشويه الدين وإفساد المجتمعات والإضرار بالدول الإسلامية وإشعال الفتن فيها ويكون السُّكوت عنها عونًا على استفحالِها وزيادةِ ضررها، فإنَّ من المعلوم لدى العقلاء فضلاً عن العلماء أنَّ
ترك إنكار المنكر في بعض المواضع المخصوصة للمصلحة الراجحة لا يُسوِّغُ إطلاق القول بأنَّ السُّكوت والترك هو أصلُ هذا الباب وأساسُه، بل العكس هو الصَّحيح، وأنه لا بدَّ من القيام بواجب الوقاية والعلاج والتصدي للثقافات والأفكار المنحرفة، بالعلم والحجة والبرهان، وبالحكمة والرحمة وسداد نظر، كما قال المولى تبارك وتعالى: {
كنتم خير أمَّةٍ أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}.
نسأل المولى سبحانه وتعالى أن يحفظ علينا ديننا ووطننا وقيادتنا ومجتمعنا من كل سوء ومكروه، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار، أن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر، وأن يوفقنا جميعا لما يحبُّه ويرضاه.
وصلى الله وسلم وبارك على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المصدر: مقالات الشيخ أحمد بن محمد الشحي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].............................
رأي آخر ووجهة نظر اخرى...نحترم كل الاراء ولا نسفه منها ولا من اهلها شيء
.............................
أميتوا الباطل بدفنه...
ليس صحيحاً بالكلية !!! تنبيهات حول إماتة الباطل بهجره أو دفنه وعدم ذكره:
1
. ينسبون للفاروق رضي الله عنه أنه قال بحسب رواية أبي نعيم في الحلية (
اميتوا الباطل بالسكوت عنه ) أو نحو ذلك، وهو
أثر لا يصح سنداً، وسيرة الفاروق بخلافه، فالباطل لم يرفع رأساً ولا ذيلا معه، بل كان الشيطان يفر من الطريق الذي يمر به عمر رضي الله عنه وأرضاه.
2
. للأسف
استعمل تلك العبارة في التاريخ والحاضر الكثير من أهل الباطل، لإسكات المصلحين عن الإنكار عليهم، وحتى
لو كانت كلمة حق فقد أرادوا بها الباطل.
3
. وللأسف
رددها دون تمحيص بعض الصالحين بجهل وحسن نية، متناسين أنهم أمام عدو لئيم، لا يرقب فيهم إلا ولا ذمة.
4
.
لا بد من التفريق بين الرد على الباطل المستتر غير المنتشر والباطل المنتشر، فالباطل المستتر قد يتعامل معه بعدم نشره ليموت ذكره وذكر أهله.
5
. و
لا بد من التفريق بين الرد على الكلام الباطل وبين الأشخاص الذين نشروه، فيرد على الشبهات والأباطيل عموما دون ترويج وإشهار أصحابها الموتورين.
6
. إن القرآن الكريم والسنة النبوية هما الأصل، و
لطالما رد الكتاب والسنة على الشبهات والأباطيل القديمة والحديثة،
مع ذكر أصحابها أحيانا.
7
. ان تلك
الجملة المنسوبة للفاروق عمر - رضي الله عنه - لا تصلح منهجا عاما ولا قاعدة عامة، فهي رغم عدم صحتها حمالة أوجه، وهي جزء من خطبة، أخذت في غير سياقها العام.8
.
ان الباطل المنتشر والمشتهر لا يجوز السكوت عنه، بل ينطبق عليه حديث النبي - عليه الصلاة والسلام - :
"
مَن رأى مِنكُم مُنكرًا فليغيِّرهُ بيدِهِ ، فإن لَم يَستَطِع فبِلسانِهِ ، فإن لم يستَطِعْ فبقَلبِهِ . وذلِكَ أضعَفُ الإيمانِ "
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم.الصفحة أو الرقم: 49 | خلاصة حكم المحدث : صحيح 9-
لا يعني مجرد نقل اخبار وتفاهات وترهات اهل الكفر والضلال والافساد والالحاد، انه انكار ورد ودفاع ومحق للباطل واهله ...بل يجب الرد بالدليل والحكمة والمنطق ، او رفع الامر الى اهل العلم وعدم الخوض فيما لا نعلم له دليلا ولا صحة.