الداعية للخير داعية نشيط
عدد المساهمات : 543 تاريخ التسجيل : 30/12/2009 العمر : 34 الموقع : yahoo.com
| موضوع: الصلاة على النبي - عليه الصلاة والسلام : الطريقة الصحيحة والثابتة والمثلى الأحد يناير 25, 2015 12:29 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك على سيد الأولين والاخرين " محمد " النبي الامي وعلى اله وصحبه اجمعين:
ما هي الطريقة الصحيحة والثابتة و المثلى للصلاة على سيد الخلق " محمد " صلى الله عليه وسلم؟
وهل اذا قلت :" اللهم صلِّ على محمد وآل محمد " تعتبر غير صحيحة - أو لا تجوز - ؟
وكيف تكون الصلاة على النبي مجزئة بدون السلام والله يقول :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا "؟
الجواب : الحمد لله: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مِن القربات العظيمة ، والطاعات الجليلة التي ندبَ الشرعُ إليها، وهي مِن أنفَع أدعية العبد له في الدُّنيا والآخرة، ومِن لوازم وتمام محبَّته صلى الله عليه وسلم وتعظيمه وتوقيره وأداء حقِّه.
وأما عن الطريقة الصحيحة والثابتة والمثلى للصَّلاة على سيِّد الخلق صلى الله عليه وسلم؛ فقد وردَ في ذلك عِدَّةُ صِيَغ صَحيحة، يمكنك مراجعتها في كتاب: «صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم» للعلامة الألباني -رحمه الله- (ص 165، طبعة مكتبة المعارف بالرياض).
ومن أصحّ هذه الصِّيغ وأشهرها: الصِّيغتان اللَّتان علَّمهما النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأصحابه -رضي الله عنهما- لمَّا سألوه عن كيفيَّة الصَّلاة عليه صلى الله عليه وسلم، وهما:
الصيغة الأولى: «اللهمَّ صلِّ على محمَّد وعلى آل محمَّد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنَّك حميدٌ مجيد. اللهمَّ بارِك على محمَّد وعلى آل محمَّد، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنَّك حميدٌ مجيد». رواه البخاري (3370)، ومسلم (406)، من حديث كعب بن عجُرة -رضي الله عنه-.
والصيغة الثانية: «اللهمَّ صلِّ على محمَّد وأزواجه وذُريَّته، كما صليتَ على آل إبراهيم، وبارِك على محمَّد وأزواجه وذُريَّته، كما باركتَ على آل إبراهيم؛ إنَّك حميدٌ مجيد». رواه البخاري (3369)، ومسلم (407)، مِن حديث أبي حُمَيد السَّاعدي -رضي الله عنه-. وهو عليه الصلاة والسلام لا يختار إلا الأشرف والأفضل.
ينظر: «روضة الطالبين» للنووي (11/ 66)، و«فتح الباري» لابن حجر (11/ 166)، و"صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم" للألباني (ص 175)، "الموسوعة الفقهية الكويتية" (27/ 97).
ويفضل التنويع بين هذه الصِّيغ الواردة - بأنْ يأتي بهذه تارةً وبغيرها تارةً أخرى -؛ اتِّباعًا للسُّنَّة والشَّريعة، ولئلا يؤدِّي لُزُوم إحدى الصِّيَغ إلى هَجر الصِّيغ الأخرى الثابتة، ولما في ذلك من الفوائد الكثيرة الأخرى التي لا تتحصَّل بالمواظبة على إحدى الصِّيغ دون الأخرى.
لكن ينبغي الانتباه إلى أنَّه لا يُشرَع الجمع والتلفيق بين هذه الألفاظ لتخرجَ في صيغةٍ واحدةٍ مجموعةٍ منها؛ بل هو مخالِفٌ للسُّنَّة؛ كما قرَّره جمعٌ مِن أهل العِلم.
ينظر: "مجموع الفتاوى" لابن تيميَّة (22/335، 458، 24/ 242، 247)، و"جلاء الأفهام" لابن القيِّم (ص 373)، و"قواعد ابن رجب" (ص 14)، و"الشرح الممتع" لابن عثيمين (2/56، 65، 3/ 29، 98). وهذا كله إذا كان في الصلاة عليه ، صلى الله عليه وسلم ، بعد التشهد في الصلاة .
وأما الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم بصيغة: (اللهم صلِّ على محمد وآل محمد) خارجَ الصَّلاة؛ فإن قيل أنها صيغة ناقصة عن الصيغة المأثورة الكاملة فهذا صحيح، وأما إن قيل أنها غير مجزئة ولا تتحقق بها الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم ، فليس كذلك ؛ بل هي صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، صيغتها صحيحة مؤدية للمطلوب ، وما زال أهل العلم يقولون ذلك : " اللهم صلِّ على محمد "، أو : " صلى الله عليه وسلم "، ونحو ذلك ؛ فالأمر فيه واسع إن شاء الله .
وقد نص الحافظ ابن حجر "فتح الباري" (11/ 166) : على أن جماهير العلماء يرون : أن أيّ لفظٍ أدَّى المراد بالصَّلاة عليه أجزأ، أما داخل الصَّلاة؛ فينبغي الاقتصار على المأثور الوارِد ، وعدم النَّقص عنه احتياطا للسُّنَّة والدِّين ، واتِّباعا للوارد عنه عليه الصلاة والسلام.
وأما الصيغة " اللهم صل على محمد واله وصحبه وسلم " فأنها مقتصرة على الصلاة دون السلام- نعم - ، والله سبحانه قد أمرنا بأن نجمع بين الصلاة والسلام عليه فقال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) ( الأحزاب : 56 ) . وقد نص العلماء على أنه يكره للشخص أن يلتزم دائما ذكر الصلاة دون السلام ، أو ذكر السلام دائما دون الصلاة،، أما لو جمعهما ، أو ذكر الصلاة أحيانا، والسلام أحيانا، فإنه يكون ممتثلا للآية .. والله أعلم ينظر : فتح الباري ( 11 / 167 ) . والله أعلم .
| |
|