ابن نوح -النبي عليه السلام-، من هو ؟
و هل هو ابن سيدنا نوح -عليه السلام- من صلبه ؟
و ما معنى قول الله تعالى " قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ"؟ سورة هود:46بسم الله ، الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد رسول الله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه و سلم، وبعد أولاد سيدنا نوح الذين ذكر لهم عقب وذرية ثلاثة هم: سام وحام ويافث، ف في تفسير الإمام ابن كثير: وفي مجمع الزوائد : 1/198للهيثمي عن عمران بن الحصين و سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ولَدُ نوحٍ ثلاثةٌ فـسامُ أبو العربِ وحامُ أبو الحبشةِ ويافثُ أبو الرومِ .
خلاصة حكم المحدث : رجاله موثقون إضافة إلى ولده الكافر الذي غرق في الطوفان، واختلف في اسمه فقيل:
كنعان وقيل
يام.
اختلفت الروايات في اسم ابن سيدنا نوح الذي كان من صلبه و لم يسلم وكان من الكافرين المغرقين،
فقال ابن كثير في تفسيره:" هذا هو الابن الرابع واسمه يام، وكان كافرا... "
(2/586) بنفس القول قال
الطبري.
، وفي
تفسير البيضاوي أن اسمه
كنعان.
وقال
القرطبي: "
ونادى نوح ابنه:
قيل كان كافرا، واسمه كنعان، وقيل يام".
(9/35). قال
عبد الرزاق : أخبرنا معمر ، عن قتادة وغيره ، عن عكرمة ، عن
ابن عباس قال :
"
هو ابنه غير أنه خالفه في العمل والنية "
قال
عكرمة : في بعض الحروف : "
إنّهُ عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ " ، (
فعل فعلا غير صالح- مخالفته لدين ومنهج ابيه)
والخيانة تكون على غير باب .
وقد ورد في الحديث الصحيح أن رسول الله قرأ بـ"
إنّهُ عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ " ،
عن شهر بن حوشب قال :سأَلتُ
أمَّ سلمةَ: كيفَ كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يقرأُ هذِهِ الآيةَ
إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ؟ فقالَت: قرأَها [
إنَّهُ ]
عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍالراوي : شهر بن حوشب سنن أبي داود: 3983 .
أم سلمة هند بنت أبي أمية . سنن الترمذي: 2932 حديث صحيحنزَل القرآنُ على سَبعةِ أَحرُفٍ؛ للتَّيسِيرِ على النَّاسِ، ومِن هذه القِراءاتِ ما يَقتصِر على التَّوضِيحِ والتَّفسيرِ، وكلُّ ذلك بيانٌ لعظمةِ الله سُبحانه وتَعالَى.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ شَهْرُ بنُ حَوْشَبٍ: "سألتُ أُمَّ سَلَمَةَ: كيف كان رسولُ الله صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم يقرَأُ هذه الآية"، أي: كيف كان يَضبِط حروفَها: "{إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ}؟"، أي: بفَتحِ الميمِ وضَمِّ اللَّامِ وتَنوِينِها في "عمَلٌ"، وضَمِّ الرَّاء في "غيرُ"، والمعنَى عَلى هَذهِ القراءةِ: سؤالُك وطلبُك نجاةَ ولدِك عَمَلٌ غيرُ صالِحٍ.
فأجابَتْه أُمُّ سَلَمَةَ، قالتْ: "قرَأها: ((إِنَّهُ عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ))"، أي: بِكَسْرِ الميمِ وفتحِ اللامِ في "عمِلَ" على أنَّه فِعلٌ مَاضٍ، وفَتْحِ الرَّاءِ في "غيرَ"، والمعنَى على هذه القراءةِ: أنَّ ابنَك قد عَمِلَ عَمَلًا غَيْرَ صالِحٍ؛ مِنَ الإشراكِ باللهِ، وعدمِ الإيمانِ، وكِلَا الضَّبطَيْن يوضِّح معنَى الآيةِ ويبيِّنه، وكِلَاهُما قرَأ به النَّبِيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم.
ولعلَّ جوابَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها يعنِي: أنَّ أكثرَ قِراءتِه لتلكَ الآيةِ كان بِكَسْرِ الميمِ وفتحِ اللامِ في "عَمِلَ" وفتحِ الرَّاءِ في "غيرَ"، أو: أنَّه صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم كان يَقرَؤُها هكذا، وعلَّمها بالوجْهَيْنِ، فلا يكونُ كاتِمًا لباقِي أَوجُهِ القرآنِ.
وفي الحَدِيثِ: سُؤالُ التابعين أُمَّهاتِ المؤمنين فيما أَشْكَلَ عليهم.
وفيه: تعليمُ المرأةِ العالِمَةِ الرَّجُلَ، مع اتِّخاذِ أسبابِ التحرُّزِ؛ مِثل: الحِجابِ، وعدمِ الخَلْوةِ.
وفيه: نزولُ القرآنِ على أَحرُفٍ وقراءاتٍ لا يُضادُّ بعضُها بعضًا
والقول في تأويل قوله تعالى : "
وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ".
(هود:45) قال
أبو جعفر :
"
يقول تعالى ذكره: ونادى نوح ربه فقال: ربِّ إنك وعدتني أن تنجيني من الغرق والهلاك وأهلي، وقد هلك ابني، وابني من أهلي ، (
وإن وعدك الحقُّ)،
الذي لا خلف له ، (
وأنت أحكم الحاكمين) ،
بالحق، فاحكم لي بأن تفي بما وعدتني ، من أنْ تنجّي لي أهلي ، وترجع إليَّ ابني...."
(تفسير الطبري) قال
القرطبي في تفسيره:
"
وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ"
أي دعاه ."
فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي"،
أي من أهلي الذين وعدتهم أن تنجيهم من الغرق ; ففي الكلام حذف .
"
وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ "
يعني الصدق .
وقال علماؤنا :
وإنما سأل نوح ربه ابنه لقوله : "
وأهلك "
وترك قوله : "
إلا من سبق عليه القول "
[ هود : 40 ] فلما كان عنده من أهله قال : "
رب إن ابني من أهلي "
يدل على ذلك قوله : "
ولا تكن من الكافرين "
أي لا تكن ممن لست منهم ; لأنه كان عنده مؤمنا في ظنه , ولم يك نوح يقول لربه : "
إن ابني من أهلي "
إلا وذلك عنده كذلك ; إذ محال أن يسأل هلاك الكفار , ثم يسأل في إنجاء بعضهم ; وكان ابنه يسر الكفر ويظهر الإيمان ; فأخبر الله تعالى نوحا بما هو منفرد به من علم الغيوب ; أي علمت من حال ابنك ما لم تعلمه أنت .
وقال
الحسن :"
كان منافقا ; ولذلك استحل نوح أن يناديه" .
وعنه أيضا : "
كان ابن امرأته ; دليله قراءة علي "
ونادى نوح ابنها "... .
وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ.
ابتداء وخبر .
أي حكمت على قوم بالنجاة ، وعلى قوم بالغرق .
وهذا ما اورده الطبري في تفسيره لقول الله تعالى:"
قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ".
قال
أبو جعفر : يقول الله تعالى ذكره : قال الله يا نوح إن الذي غرقته فأهلكته الذي تذكر أنه من أهلك ليس من أهلك .
واختلف أهل التأويل في معنى قوله : (
لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ) .
فقال بعضهم : معناه :
ليس من ولدك ، هو من غيرك . وقالوا :
كان ذلك من حنث .
ذكر من قال ذلك :
18208 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال ، حدثنا هشيم ، عن عوف ، عن الحسن ، في قوله
لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ) ، قال :
لم يكن ابنه .
18209 - حدثنا أبو كريب وابن وكيع قالا حدثنا يحيى بن يمان ، عن شريك ، عن جابر ، عن
أبي جعفر : (
ونادى نوح ابنه ) ، قال :
ابن امرأته .
18210 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن علية ، عن أصحاب
ابن أبي عروبة فيهم ، [ عن ]
الحسن قال :
لا والله ، ما هو بابنه .
[ ص: 341 ]18211 - . . . . قال ، حدثنا أبي ، عن إسرائيل ، عن جابر ، عن
أبي جعفر : (
ونادى نوح ابنه ) ، قال :
هذه بلغة طي لم يكن ابنه ، كان ابن امرأته .
18212 - حدثني المثنى قال ، حدثنا عمرو بن عون قال ، حدثنا هشيم ، عن عوف ، ومنصور ، عن
الحسن في قوله : (
لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ) ، قال :
لم يكن ابنه . وكان يقرؤها : (
إنه عمل غير صالح )
18213 - حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة قال : كنت عند
الحسن فقال : "
نادى نوح ابنه" ،
لعمر الله ما هو ابنه ! قال : قلت : يا أبا سعيد يقول : (
ونادى نوح ابنه ) ، وتقول :
ليس بابنه؟ قال : أفرأيت قوله : (
إنه لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ) ؟ قال :
قلت إنه ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم معك ، ولا يختلف أهل الكتاب أنه ابنه . قال :
إن أهل الكتاب يكذبون .
18214 - حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : سمعت
الحسن يقرأ هذه الآية : (
لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إنّه عَملٌ غَيرُ صَالح ) ، فقال عند ذلك :
والله ما كان ابنه . ثم قرأ هذه الآية : (
فخانتاهما ) ،
[ سورة التحريم : 10 ] قال
سعيد :
فذكرت ذلك لقتادة ، قال :
ما كان ينبغي له أن يحلف!
18215 - حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد : (
فلا تسألن ما ليس لك به علم ) ، قال :
تبين لنوح أنه ليس بابنه .
[ ص: 342 ]18216 - حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد : (
فلا تسألني ما ليس لك به علم ) ، قال :
بين الله لنوح أنه ليس بابنه .
18217 - حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبى نجيح ، عن
مجاهد مثله .
18218 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن
مجاهد ، مثله .
قال ابن جريج في قوله : (
ونادى نوح ابنه ) ، قال :
ناداه وهو يحسبه أنه ابنه وكان ولد على فراشه18219 - حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا إسرائيل ، عن ثوير ، عن
أبي جعفر : (
إنّه لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ) ، قال :
لو كان من أهله لنجا .
18220 - حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا سفيان ، عن عمرو ، سمع
عبيد بن عمير يقول :
نرى أن ما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم "
الولد للفراش " ،
من أجل ابن نوح .
18221 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن علية ، عن ابن عون ، عن
الحسن قال :
لا والله ما هو بابنه .
وقال آخرون : معنى ذلك : (
لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ )
الذين وعدتك أن أنجيهم .
ذكر من قال ذلك :
18222 - حدثنا أبو كريب وابن وكيع قالا حدثنا ابن يمان ، عن
[ ص: 343 ] سفيان ، عن أبي عامر ، عن الضحاك ، عن
ابن عباس في قوله : (
ونادى نوح ابنه ) ، قال : هو
ابنه .
18223 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبو أسامة ، عن سفيان قال ، حدثنا أبو عامر ، عن
الضحاك قال : قال
ابن عباس :
هو ابنه ، ما بغت امرأة نبي قط .
18224 - حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق ، قال ، أخبرنا الثوري ، عن أبي عامر الهمداني ، عن
الضحاك بن مزاحم ، عن
ابن عباس قال ،
ما بغت امرأة نبي قط . قال : وقوله
إنّه لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ) ،
الذين وعدتك أن أنجيهم معك .
18225 - حدثنا الحسن قال ، أخبرنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا معمر ، عن قتادة وغيره ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس قال :
هو ابنه : غير أنه خالفه في العمل والنية . قال عكرمة في بعض الحروف : (
إنه عمل عملا غير صالح ) ،
والخيانة تكون على غير باب .
18226 - حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة قال ، كان
عكرمة يقول :
كان ابنه ، ولكن كان مخالفا له في النية والعمل ، فمن ثم قيل له : (
إنّه لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ) .
18227 - حدثنا الحسن قال ، أخبرنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا الثوري وابن عيينة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن سليمان بن قتة قال : سمعت
ابن عباس يسأل وهو إلى جنب الكعبة عن قول الله تعالى : (
فخانتاهما ) ،
[ سورة التحريم : 10 ] ، قال :
أما إنه لم يكن بالزنا ، ولكن كانت هذه تخبر الناس أنه مجنون ، وكانت هذه تدل على الأضياف . ثم قرأ : (
إنه عمل غير صالح ) قال
ابن عيينة : وأخبرني عمار الدهني : أنه سأل
سعيد بن جبير عن ذلك فقال :
كان ابن نوح ، إن الله لا يكذب! قال : (
ونادى نوح ابنه ) ،
[ ص: 344 ] قال : وقال بعض العلماء :
ما فجرت امرأة نبي قط .
18228 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن عيينة ، عن عمار الدهني ، عن
سعيد بن جبير قال :
قال الله ، وهو الصادق ، وهو ابنه : (
ونادى نوح ابنه ) .
18229 - حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا ابن يمان ، عن سعيد ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبد الله بن شداد ، عن
ابن عباس قال :
ما بغت امرأة نبي قط .
18230 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال ، حدثنا
هشيم ، قال : سألت أبا بشر عن قوله : (
إنه ليس من أهلك ) ، قال :
ليس من أهل دينك ، وليس ممن وعدتك أن أنجيهم.قال يعقوب : قال هشيم : كان عامة ما كان يحدثنا أبو بشر عن سعيد بن جبير .
18231 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا محمد بن عبيد ، عن يعقوب بن قيس قال : أتى
سعيد بن جبير رجل فقال : يا أبا عبد الله ، الذي ذكر الله في كتابه "
ابن نوح"
ابنه هو؟ قال :
نعم ،
والله إن نبي الله أمره أن يركب معه في السفينة فعصى ، فقال : (
سآوي إلى جبل يعصمني من الماء ) ، قال : (
يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ) ، لمعصية نبي الله .
18232 - حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، أخبرني أبو صخر ، عن أبي معاوية البجلي ، عن
سعيد بن جبير : أنه جاء إليه رجل فسأله . فقال :
أرأيتك ابن نوح ابنه؟ فسبح طويلا ثم قال : لا إله إلا الله ،
يحدث الله محمدا : (
ونادى نوح ابنه )
وتقول ليس منه ؟ ولكن خالفه في العمل ، فليس منه من لم يؤمن .
18233 - حدثني يعقوب وابن وكيع قالا حدثنا ابن علية ، عن أبي هارون الغنوي ، عن
عكرمة في قوله : (
ونادى نوح ابنه ) ، قال :
أشهد أنه ابنه ، قال الله : (
ونادى نوح ابنه ) .
18234 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن إسرائيل ، عن جابر ، عن
مجاهد و
عكرمة قالا :
هو ابنه .
18235 - حدثني
فضالة بن الفضل الكوفي قال ، قال بزيع : سأل رجل
الضحاك عن ابن نوح ، فقال :
ألا تعجبون إلى هذا الأحمق ! يسألني عن ابن نوح ، وهو ابن نوح كما قال الله : قال نوح لابنه!
18236 - حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا يحيى بن واضح قال ، حدثنا عبيد ، عن
الضحاك أنه قرأ : (
ونادى نوح ابنه ) ، وقوله : (
ليس من أهلك ) ، قال : يقول :
ليس هو من أهلك . قال : يقول :
ليس هو من أهل ولايتك ، ولا ممن وعدتك أن أنجي من أهلك (
إنه عمل غير صالح ) ، قال :
يقول كان عمله في شرك .
18237 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبو معاوية ، عن جويبر ، عن
الضحاك قال :
هو والله ابنه لصلبه .
18238 - حدثني المثنى قال ، حدثنا عمرو بن عون قال ، أخبرنا هشيم ، عن جويبر ، عن
الضحاك في قوله : (
ليس من أهلك ) ، قال :
ليس من أهل دينك ، ولا ممن وعدتك أن أنجيه ، وكان ابنه لصلبه .
18239 - حدثني المثنى قال ، حدثنا
عبد الله بن صالح قال ، حدثني معاوية ، عن علي ، عن
ابن عباس قوله : (
قال يا نوح إنه ليس من أهلك ) ، يقول :
ليس ممن وعدناه النجاة .
18240 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال : سمعت أبا معاذ قال ، حدثنا عبيد بن سليمان قال ، سمعت
الضحاك يقول في قوله : (
إنه ليس من أهلك ) ، يقول :
ليس من أهل ولايتك ، ولا ممن وعدتك أن أنجي من أهلك (
إنه عمل غير صالح ) ، يقول :
كان عمله في شرك .
18241 - حدثنا
ابن وكيع قال ، حدثنا
خالد بن حيان ، عن
جعفر بن برقان ، عن
ميمون ، و
ثابت بن الحجاج قالا هو
ابنه ، ولد على فراشه .
قال
أبو جعفر :
وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال : تأويل ذلك : إنه ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم ، لأنه كان لدينك مخالفا ، وبي كافرا وكان ابنه لأن الله تعالى ذكره قد أخبر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أنه ابنه فقال : ( ونادى نوح ابنه ) ، وغير جائز أن يخبر أنه ابنه فيكون بخلاف ما أخبر . وليس في قوله : ( إنه ليس من أهلك ) ، دلالة على أنه ليس بابنه ، إذ كان قوله : ( ليس من أهلك ) ، محتملا من المعنى ما ذكرنا ، ومحتملا أنه ليس من أهل دينك ، ثم يحذف "الدين" فيقال : ( إنه ليس من أهلك ) ، كما قيل : ( واسأل القرية التي كنا فيها ) ،
[ سورة يوسف : 82 ] . وأما قوله : (
إنه عمل غير صالح ) ، فإن القرأة اختلفت في قراءته .
فقرأته عامة قرأة الأمصار : (
إنه عملٌ غيرُ صالح ) بتنوين "عمل" ورفع "غير" .
واختلف الذين قرءوا ذلك كذلك في تأويله .
فقال بعضهم : معناه :
إن مسألتك إياي هذه عمل غير صالح .
[ ص: 347 ]ذكر من قال ذلك :
18242 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا جرير ، عن مغيرة ، عن
إبراهيم : (
إنه عمل غير صالح ) ، قال :
إن مسألتك إياي هذه عمل غير صالح .
18243 - حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن
قتادة : (
إنه عمل غير صالح ) ، أي :
سوء (
فلا تسألن ما ليس لك به علم ) .
18244 - حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله قال ، حدثني معاوية ، عن علي ، عن
ابن عباس قوله : (
إنه عمل غير صالح ) ، يقول :
سؤالك عما ليس لك به علم .
18245 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن حمزة الزيات ، عن الأعمش ، عن
مجاهد قوله : (
إنه عمل غير صالح ) ، قال :
سؤالك إياي ، عمل غير صالح (
فلا تسألن ما ليس لك به علم ) .
وقال آخرون : بل معناه :
إن الذي ذكرت أنه ابنك فسألتني أن أنجيه ، عمل غير صالح ، أي : أنه لغير رشدة . وقالوا : "الهاء" ، في قوله : "إنه" عائدة على "الابن" .
ذكر من قال ذلك :
18246 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن نمير ، عن ابن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن
الحسن أنه قرأ : (
عمل غير صالح ) ، قال :
ما هو والله بابنه .