لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم معناها :
اعتراف العبد بعجزه عن القيام بأي أمر إلا بتوفيق الله له وتيسيره ، وأما حوله ونشاطه وقوته فمهما بلغت من العِظم فإنها لا تغني عن العبد شيئا إلا بعون الله الذي علا وارتفع على سائر المخلوقات ، العظيم الذي لايعظم معه شيء ، فكل قوي ضعيف في جنب قوة الله ، وكل عظيم صغير ضعيف في جنب عظمته سبحانه .
وتقال هذه الجملة
إذا دهم الإنسان أمر عظيم لا يستطيعه ، أو يصعب عليه القيام به .
من المواضع التي تقال فيها هذه الجملة ما يلي :
-
إذا تقلب في الليل :
فعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ :" لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ" ، ثُمَّ قَالَ " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُه "
[size=16]عبادة بن الصامت | المحدث : البخاري في صحيحه : 1154
-
إذا قال المؤذن حي على الصلاة أو حي على الفلاح :
فعن حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
إذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالَ أَحَدُكُمْ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ قَالَ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ قَالَ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ "
رواه مسلم في صحيحه / 578 ، وأبو داوود في سننه / 443 . -
إذا خرج من بيته :
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" مَنْ قَالَ - يَعْنِي إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ - بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ يُقَالُ لَهُ كُفِيتَ وَوُقِيتَ وَتَنَحَّى عَنْهُ الشَّيْطَانُ "
رواه الترمذي في سننه / 3348 ، وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه . وصحيح الجامع للألباني / 6419ورواه
أبو داوود في سننه / (4431) وزاد : (
فيقول له شيطان آخر : كيف لك بِرَجُلٍ قد هُدِيَ وكُفِيَ ووُقِيَ ) .
-
بعد الصلاة :
فعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ حِينَ يُسَلِّمُ : "
0]]لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَلا نَعْبُدُ إِلا إِيَّاهُ لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ[/b]"
وَقَالَ : "
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُهَلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ "
رواه مسلم في صحيحه / 935. قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : "
هذه الكلمة كلمة استعانة لا كلمة استرجاع وكثير من الناس يقولها عند المصائب بمنزلة الاسترجاع ويقولها جزعا لا صبرا"
( الاستقامة 2/81 ، الفتاوى الكبرى 2/390) (
لا حول ولا قوة إلا بالله )
ذكر جميل جليل ، قليل المبنى عظيم المعنى ، فيه من التوحيد والإجلال والتوقير لله سبحانه وتعالى ، و فيه من التوكل والاستعانة بالله سبحانه وبحمده ، هي كلمة من تحت العرش و غرس من غراس الجنة ، وباب من أبوابها وكنز من كنوزها .
لا حول ولا قوة إلا بالله هذه الكلمة وذلك الذكر العظيم أوصى به
النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من خمسة من أصحابه رضوان الله عليهم في أحاديث متفرقة من الاكثار من[/color] (
لا حول ولا قوة إلا بالله ) :
فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: "
كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر ، فكنا إذا علونا كبرنا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أيها الناس اربعوا على أنفسكم ، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ، ولكن تدعون سميعا بصيرا " . ثم أتى علي وأنا أقول في نفسي : لا حول ولا قوة إلا بالله ، فقال : " يا عبد الله بن قيس ، قل : " لا حول ولا قوة إلا بالله ، فإنها كنز من كنوز الجنة " . أو قال : " ألا أدلك على كلمة هي كنز من كنوز الجنة ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله " رواه البخاري .
وعن
حازم بن حرملة الأسلمي رضي الله عنه قال: مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: "
يا حازم ! أكْثر منْ قول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، فإنّها من كنوز الجنّة "
رواه ابن ماجة بسند صحيح . وعن
قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
ألا أدلك على باب من أبواب الجنّة ؟" قلت : بلى ، قال : "لا حول ولا قوة إلا بالله " .
صحيح الترمذي. وجاء من قول الصحابي الجليل
أبو ذر رضي الله عنه "
أوصاني حِبِّي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أن أُكثِرَ من قولِ لا حولَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ ، وكان يُقالُ : فيها دواءٌ من تسعةٍ وتسعين داءً أدناه الهمُّ "
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : الألباني في السلسلة الصحيحة : 4/34 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات غير إبراهيم بن هاني قال ابن عدي مجهول يأتي بالبواطيل وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "
ألا أدُلُّكَ على كلمةٍ من تحتِ العرشِ من كنزِ الجنَّةِ ؟ تقول : لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله . فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ : أسلَمَ عبدي واستسلمَ ولا ملجأَ ولا منجأَ من اللهِ إلا إليهِ "
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني في السلسلة الصحيحة : 4/35 | خلاصة حكم المحدث : في ثبوت هذه الزيادة نظر