الحجاج بن يوسف الثقفي و سعيد ين جبير...قصتهما ، ما صح وما لم يصح فيها وعنها ومنها جاء (
سعيد بن جبير ) (
للحجاج )
قال له الحجاج : أ
نت شقي بن كسير ؟! ( يعكس اسمه )...
فرد سعيد :
أمي أعلم بإسمي حين أسمتني .
فقال الحجاج غاضباً : '
شقيت وشقيَت أمك !! '
فقال سعيد : '
إنما يشقى من كان من أهل النار ' ، فهل أطلعت على الغيب ؟
فرد الحجاج : '
لأُبَدِلَنَّك بِدُنياك ناراً تلَظّى ! '
فقال سعيد :
والله لو أعلم أن هذا بيدك لاتخذتك إلهاً يُعبَد من دون الله .
قال الحجاج :
ما رأيك فيّ ؟
قال سعيد :
ظالم تلقى الله بدماء المسلمين !
فقال الحجاج : أ
ختر لنفسك قتلة ياسعيد !
فقال سعيد :
بل أختر لنفسك أنت ! ، فما قتلتني بقتلة إلاقتلك الله بها !
فرد الحجاج :
لأقتلنك قتلة ما قتلتها أحداً قبلك، ولن أقتلها لأحد بعدك !
فقال سعيد :
إذاً تُفسِد عليّ دُنياي، وأُفسِدُ عليك آخرتك .
ولم يعد يحتمل الحجاج ثباته فنادى بالحرس : جروه واقتلوه !!
فضحك سعيد ومضى مع قاتله . فناداه الحجاج مغتاظاً : ما الذي يضحكك ؟يقول سعيد :
أضحك من جرأتك على الله، وحلم الله عليك !!
فاشتد غيظ الحجاج وغضبه كثيراً ونادى بالحراس :
اذبحوه !!
فقال سعيد :
وجِّهوني إلى القبله ، ثم وضعوا السيف على رقبته ، فقال : '
وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين .'
فقال الحجاج :
غيّروا وجهه عن القبله !فقال سعيد : '
ولله المشرق والمغرب فأينما تُولّوا فثمّ وجه الله .'
فقال الحجاج :
كُبّوه على وجهه !فقال سعيد : '
منها خلقناكم وفـ♡ـيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى .'
فنادى الحجاج :
أذبحوه !
ما أسرع لسانك بالقرآن ياسعيد بن جبير !
فقال سعيد : '
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ' .
خذها مني يا حجاج حتى ألقاك بها يوم القيامـه !!
ثم دعا قائلاً : ' ا
للهم لاتسلطه على أحد بعدي ' .
وقُتل سعيد....
والعجيب أنه بعد موته صار الحجاج يصرخ كل ليله :
ما لي ولسعيد بن جبير، كلما أردت النوم أخذ برجلي !
وبعد 15 يوماً فقط مات الحجاج ولم يُسلط على أحد من بعد سعيد ...
رحمك الله يابن جبير ! أين نحن من ثباتك وقوة حجتك ! وسلامة إيمانك .........................
هذا ما جاء في الرواية فما صحة القصة ؟ اولا :
نبذة تعريفية عن الحجاج بن يوسف الثقفي:
الحجاج بن يوسف الثقفي أبو محمد الحجاج بن يوسف الثقفي (40 - 95 هـ = 660 - 714 م)، قائد
أموي، داهية، سفاك، خطيب. ولد ونشأ في
الطائف وانتقل إلى الشام فلحق
بروح بن زنباع نائب
عبد الملك بن مروان فكان في عديد شرطته، ثم ما زال يظهر حتى قلده عبد الملك أمر عسكره.
أمره
عبد الملك بقتال
عبد الله بن الزبير، فزحف إلى الحجاز بجيش كبير وقتل عبد الله وفرق جموعه، فولاه
عبد الملك مكة والمدينة والطائف، ثم أضاف إليها
العراق والثورة قائمة فيه، فانصرف إلى
الكوفة في ثمانية أو تسعة رجال على النجائب، فقمع الثورة
وثبتت له الإمارة عشرين سنة.
بنى مدينة
واسط. ومات بها، وأجري على قبره الماء، فاندرس. وكان سفاكا سفاحا مرعبا باتفاق معظم المؤرخين. عُرف
بـالمبير أي
المبيد.
عُرف الحجاج بن يوسف الثقفي بـ
الظلم وسفك الدماء وانتقاص السلف وتعدي حرمات الله بأدنى شبهة ، وقد أطبق أهل العلم بالتاريخ والسير على أنه
كان من أشد الناس ظلما ، وأسرعهم للدم الحرام سفكا ، ولم يحفظ حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه ، ولا وصيته في أهل العلم والفضل والصلاح من أتباع أصحابه ، وكان ناصبيا بغيضا يكره علي بن أبي طالب رضي الله عنه وآل بيته .
قال
ابن كثير رحمه الله :
"
كان ناصبيا يبغض عليا وشيعته في هوى آل مروان بني أمية ، وكان جبارا عنيدا ، مقداما على سفك الدماء بأدنى شبهة ، وقد روي عنه ألفاظ بشعة شنيعة ظاهرها الكفر ، فإن كان قد تاب منها وأقلع عنها ، وإلا فهو باق في عهدتها ، ولكن قد يخشى أنها رويت عنه بنوع من زيادة عليه ، فإن الشيعة كانوا يبغضونه جدا لوجوه ، وربما حرفوا عليه بعض الكلم ، وزادوا فيما يحكونه عنه بشاعات وشناعات".
" انتهى ."البداية والنهاية" (9/153) . عن
أسماء بين أبي بكر رضي الله عنهما أنها قالت
للحجاج : (
أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا ، فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَرَأَيْنَاهُ ، وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَلَا إِخَالُكَ إِلَّا إِيَّاهُ).
والمبير :
المهلك ، الذي يسرف في إهلاك الناس .
وقد كان
الحجاج نشأ شابا لبيبا فصيحا بليغا حافظا للقرآن ،
قال بعض السلف :
كان الحجاج يقرأ القرآن كل ليلة .
وقال
أبو عمرو بن العلاء : "
ما رأيت أفصح منه ومن الحسن البصري ، وكان الحسن أفصح منه" .
وقال
عقبة بن عمرو : "
ما رأيت عقول الناس إلا قريبا بعضها من بعض ، إلا الحجاج وإياس بن معاوية ، فإن عقولهما كانت ترجح على عقول الناس" .
البداية والنهاية - (9/138-139) . و
قال
ابن كثير :
"
وقد روينا عنه أنه كان يتدين بترك المسكر ، وكان يكثر تلاوة القرآن ، ويتجنب المحارم ، ولم يشتهر عنه شيء من التلطخ بالفروج ، وإن كان متسرعا في سفك الدماء ، فالله تعالى أعلم بالصواب وحقائق الأمور وساترها ، وخفيات الصدور وضمائرها .
وأعظم ما نقم عليه وصح من أفعاله سفك الدماء ، وكفى به عقوبة عند الله عز وجل ، وقد كان حريصا على الجهاد وفتح البلاد ، وكان فيه سماحة بإعطاء المال لأهل القرآن ، فكان يعطي على القرآن كثيرا ، ولما مات لم يترك فيما قيل إلا ثلاثمائة درهم" انتهى .
"البداية والنهاية" (9/153) . و
قال
ابن كثير :
"
وكانت فيه شهامة عظيمة ، وفي سيفه رهق ، وكان كثير قتل النفوس التي حرمها الله بأدنى شبهة ، وكان يغضب غضب الملوك"
انتهى . "البداية والنهاية" (9/138) .و
قال
ابن كثير :
وكان فيه سرف وإسراع للباطل ، مع لجاجة في الحقد والحسد .
فعن عاصم بن أبي النجود والأعمش أنهما سمعا الحجاج يقول للناس : "والله ولو أمرتكم أن تخرجوا من هذا الباب فخرجتم من هذا الباب لحلت لي دماؤكم ، ولا أجد أحدا يقرأ على قراءة ابن أم عبد إلا ضربت عنقه ، ولأحكنها من المصحف ولو بضلع خنزير" .
وقال الأصمعي : قال عبد الملك يوما للحجاج : ما من أحد إلا وهو يعرف عيب نفسه ، فصف عيب نفسك . فقال : أعفني يا أمير المؤمنين ، فأبى ، فقال : أنا لجوج حقود حسود . فقال عبد الملك : إذاً بينك وبين إبليس نسب ."
البداية والنهاية - (9 /149- 153) . وقد ذهب جماعة من الأئمة إلى كفره ـ وإن كان أكثر العلماء لم يروا كفره ـ وكان بعض الصحابة كأنس وابن عمر يصلون خلفه ، ولو كانوا يرونه كافراً لم يصلوا خلفه .
فعن
قتادة قال : قيل
لسعيد بن جبير :
خرجت على الحجاج ؟ قال : إني والله ما خرجت عليه حتى كفر . وقال
الأعمش :
اختلفوا في الحجاج فسألوا مجاهدا فقال : تسألون عن الشيخ الكافر.
"البداية والنهاية" (9 /156- 157) . وقال
الشعبي :
الحجاج مؤمن بالجبت والطاغوت كافر بالله العظيم .
وقال
القاسم بن مخيمرة :
كان الحجاج ينقض عرى الإسلام .
وعن
عاصم بن أبي النجود قال :
ما بقيت لله تعالى حرمة إلا وقد انتهكها الحجاج .
"تاريخ دمشق" (12 / 185-188) . وروى الترمذي في سننه (2220) عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ : "
أَحْصَوْا مَا قَتَلَ الْحَجَّاجُ صَبْرًا فَبَلَغَ مِائَةَ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ قَتِيلٍ " .
وقال
عمر بن عبد العزيز :
لو تخابثت الأمم وجئتنا بالحجاج لغلبناهم ، وما كان يصلح لدنيا ولا لآخرة .
"تاريخ دمشق" (12/185). وكان مضيعا للصلوات ، مفرطا فيها ، لا يصليها لوقتها :
كتب
عمر بن عبد العزيز إلى
عدي بن أرطاة :
بلغني أنك تستن بسنن الحجاج ، فلا تستن بسننه ، فإنه كان يصلي الصلاة لغير وقتها ، ويأخذ الزكاة من غير حقها ، وكان لما سوى ذلك أضيع " .
"تاريخ دمشق" (12 / 187) . وقال
الذهبي رحمه الله :
"
كان ظلوما جبارا ناصبيا خبيثا سفاكا للدماء ".
و كان ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء ، وفصاحة وبلاغة ، وتعظيم للقرآن .
قد سقت من سوء سيرته في تاريخي الكبير ، وحصاره لابن الزبير بالكعبة ، ورميه إياها بالمنجنيق ، وإذلاله لأهل الحرمين ، ثم ولايته على العراق والمشرق كله عشرين سنة ، وحروب ابن الأشعث له ، وتأخيره للصلوات إلى أن استأصله الله .
فنسُبّه ولا نحبّه ، بل نبغضه في الله ؛ فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان .
و له حسنات مغمورة في بحر ذنوبه ، وأمره إلى الله .
و له توحيد في الجملة ، ونظراء من ظلمة الجبابرة والأمراء " . انتهى .
"سير أعلام النبلاء" (4 / 343) . وعلى العموم :
فقد كان الرجل على درجة كبيرة من الظلم والعدوان ، والإسراف على نفسه .
وكانت له حسنات مغمورة في بحر سيئاته ، وكان له جهد لا ينكر في الجهاد وقتال أعداء الله وفتح البلاد ونشر الإسلام .
فالله تعالى حسيبه ، ونبرأ إلى الله تعالى من ظلمه وعدوانه ، ونوالي من عاداهم من سادات المسلمين من الصحابة والتابعين ، ونعاديه فيهم ، ونكل أمره إلى الله تعالى .
والأولى عدم الانشغال بذكره ، وما أحسن ما روى الإمام أحمد رحمه الله في "الزهد" (ص : 332) عن بلال بن المنذر قال : قال رجل : إن لم أستخرج اليوم من الربيع بن خيثم سيئة لم أستخرجها أبدا بحال . قلت : يا أبا يزيد ! قتل ابن فاطمة عليها السلام – يعني الحسين – قال : فاسترجع ثم تلا هذه الآية : (
قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) الزمر:46 .
قا
ل قلت : ما تقول ؟ قال : "
ما أقول ؟ إلى الله إيابهم ، وعلى الله حسابهم " .
....................................................
التابعي ، سعيد بن جبير :
هو
أبو عبد الله سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الوالبي ، مولاهم الكوفي -
الإمام الحافظ المقرئ المفسّر الشهير أحد الأعلام ، لم يصرّح أحد من المترجمين بتاريخ مولده، وصرحوا بأن
مقتله كان في شعبان سنة 95 هـ.
وقد قال لابنه:"
ما بقاء أبيك بعد سبعة وخمسين" ،
كأنه عاش 57 سنة، وتوفي سنة 95 هـ، و
على ذلك يكون ميلاده سنة 38 هـ تقريباً، .
وقد صرّح
الذهبي بأن ميلاده كان في خلافة
الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال بعضهم: مات وله تسع وأربعون سنة، فيكون ميلاده سنة 46 هـ.
وقيل هو: الإمام الحافظ المقرئ المفسر الشهيد ،
أبو محمد ، ويقال :
أبو عبد الله الأسدي الوالبي ،
تابعي حبشي الأصل، كان تقياً وعالماً بالدين درس العلم عن
عبد الله بن عباس حبر الأمة وعن
عبد الله بن عمر وعن السيدة
عائشة أم المؤمنين في
المدينة المنورة،
سكن الكوفة ونشر العِلم فيها وكان من علماء التابعين، فأصبح إماماً ومعلماً لأهلها،
قتله الحجاج بن يوسف الثقفي بسبب خروجه مع
عبد الرحمن بن الأشعث في ثورته على
بني أمية.
صفته:
قال
الذهبي: روي أنه كان
أسود اللون.
وعن
عبد الله بن نمير عن فطر قال: رأيت سعيد بن جبير أبيض الرأس واللحية.
وعن
أيوب قال: سئل سعيد بن جبير عن الخضاب بالوسمة فكرهه، وقال:"
يكسو الله العبد النور في وجهه ثم يطفئه بالسواد؟! فالصبغ يكون بالأحمر أو بالحناء، ويكره الصبغ بالسواد".
وعن
إسماعيل بن عبد الملك قال: رأيت على سعيد بن جبير عمامة بيضاء.
وعن
القاسم الأعرج قال: كان سعيد بن جبير يبكي بالليل حتى عمش.
سير أعلام النبلاء - الطبقة الثانية للإمام الذهبي....................................................
قصة الحجاج و قتل سعيد بن جبير:
كان الحجاج قد جعله على نفقات الجند حين بعثه مع
ابن الأشعث إلى قتال
رتبيل ملك الترك، فلما خلعه ابن الأشعث خلعه معه سعيد بن جبير، فلما ظفر الحجاج بابن الأشعث وأصحابه هرب سعيد بن جبير إلى
أصبهان، فكتب الحجاج إلى نائبها أن يبعثه إليه، فلما سمع بذلك سعيد هرب منها، ثم كان يعتمر في كل سنة ويحج، ثم إنه لجأ إلى مكة فأقام بها إلى أن وليها
خالد بن عبد الله القسري، فأشار من أشار على سعيد بالهرب منها، فقال سعيد:
والله لقد استحييت من الله مما أفر ولا مفر من قدره؟ وتولى على المدينة
عثمان بن حيان بدل عمر بن عبد العزيز، فجعل يبعث من بالمدينة من أصحاب ابن الأشعث من العراق إلى الحجاج في القيود، فتعلم منه خالد بن الوليد القسري، فعين من عنده من مكة سعيد بن جبير وعطاء بن أبي رباح، ومجاهد بن جبر وعمرو بن دينار وطلق ابن حبيب، ويقال إن
الحجاج أرسل إلى الوليد يخبره أن بمكة أقواما من أهل الشقاق، فبعث خالد بهؤلاء إليه ثم عفا عن عطاء وعمرو بن دينار لأنهما من أهل مكة وبعث بأولئك الثلاثة، فأما طلق فمات في الطريق قبل أن يصل، وأما مجاهد فحبس فما زال في السجن حتى مات الحجاج، وأما
سعيد ابن جبير فلما أوقف بين يدي الحجاج قال له:
يا سعيد ألم أشركك في أمانتي؟ ألم أستعملك؟ ألم أفعل؟ ألم أفعل؟ كل ذلك يقول:
نعم حتى ظن من عنده أنه سيخلي سبيله حتى قال له:
فما حملك على الخروج علي وخلعت بيعة أمير المؤمنين، فقال سعيد:
إن ابن الأشعث أخذ مني البيعة على ذلك وعزم علي، فغضب عند ذلك الحجاج غضبا شديدا، وانتفخ حتى سقط طرف ردائه عن منكبه، وقال له
ويحك ألم أقدم مكة فقتلت ابن الزبير وأخذت بيعة أهلها وأخذت بيعتك لأمير المؤمنين عبد الملك؟ قال:
بلى، قال:
ثم قدمت الكوفة واليا على العراق فجددت لأمير المؤمنين البيعة فأخذت بيعتك له ثانية، قال:
بلى ! قال
فتنكث بيعتين لأمير المؤمنين وتفي بواحدة للحائك ابن الحائك؟ يا حرسي اضرب عنقه. قال: فضربت عنقه فبدر رأسه عليه لا طئة صغيرة بيضاء.
وقد ذكر
الواقدي نحو هذا، وقال له:
أما أعطيتك مائة ألف؟ أما فعلت أما فعلت.
r=#666600]البداية والنهاية – الجزء التاسع مقتل سعيد بن جبير رحمه الله لابن كثير] و دار بينهما هذا الحوار:
الحجاج:
ما اسمك؟
سعيد:
سعيد بن جبير.
الحجاج:
بل أنت شقي بن كسير.
سعيد:
بل أمي كانت أعلم باسمي منك.
الحجاج:
شقيتَ أنت، وشقيتْ أمك.
سعيد:
الغيب يعلمه غيرك.
الحجاج:
لأبدلنَّك بالدنيا نارًا تلظى.
سعيد:
لو علمتُ أن ذلك بيدك لاتخذتك إلهًا.
الحجاج:
فما قولك في محمد.
سعيد:
نبي الرحمة، وإمام الهدى.
الحجاج:
فما قولك في على بن أبي طالب، أهو في الجنة أم في النار؟سعيد:
لو دخلتها؛ فرأيت أهلها لعرفت.
الحجاج:
فما قولك في الخلفاء؟سعيد:
لست عليهم بوكيل.
الحجاج:
فأيهم أعجب إليك؟سعيد:
أرضاهم لخالقي.
الحجاج:
فأيهم أرضى للخالق؟سعيد:
علم ذلك عنده.
الحجاج:
أبيتَ أن تَصْدُقَنِي.
سعيد:
إني لم أحب أن أكذبك.
الحجاج:
فما بالك لم تضحك؟سعيد:
لم تستوِ القلوب وكيف يضحك مخلوق خلق من طين والطين تأكله النار.
0]موقع قصة الإسلام - سيد التابعين سعيد بن جبير]اتبع الحجاج مع سعيد بن جبير طريقًا آخر، لعله يزحزحه عن الحق، أغراه بالمال والدنيا، وضع أموالا كثيرة بين يديه، فقال:
إن كنت يا حجاج قد جمعت هذا المال لتتقي به فزع يوم القيامة فصالح، وإلا ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة عما أرضعت. لقد أفهمه سعيد أن المال هو أعظم وسيلة لإصلاح الأعمال وصلاح الآخرة، إن جمعه صاحبه بطريق الحلال لاتـِّقاء فزع يوم القيامة "
يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ". ومرة أخرى تفشل محاولات الحجاج لإغراء سعيد، فهو ليس من عباد الدنيا ولا ممن يبيعون دينهم بدنياهم، وبدأ الحجاج يهدد سعيدًا بالقضاء عليه، ودار هذا المشهد بينهما:
الحجاج:
ويلك يا سعيد!
سعيد:
الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار.
الحجاج:
أي قتلة تريد أن أقتلك؟سعيد:
اختر لنفسك يا حجاج، فوالله ما تقتلني قتلة إلا قتلتك قتلة في الآخرة.
الحجاج:
أتريد أن أعفو عنك؟سعيد:
إن كان العفو فمن الله، وأما أنت فلا براءة لك ولا عُذر.
الحجاج:
اذهبوا به فاقتلوه.
فلما خرجوا ليقتلوه، بكي ابنه لما رآه في هذا الموقف، فنظر إليه سعيد وقال له:
ما يبكيك؟
ما بقاء أبيك بعد سبع وخمسين سنة؟
وبكي أيضًا صديق له، فقال له سعيد:
ما يبكيك؟
الرجل:
لما أصابك.
سعيد:
فلا تبك، كان في علم الله أن يكون هذا، ثم تلا: {
ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها} [الحديد:22] ثم ضحك سعيد، فتعجب الناس وأخبروا الحجاج، فأمر بردِّه، فسأله الحجاج:
ما أضحكك؟سعيد:
عجبت من جرأتك على الله وحلمه عنك.
الحجاج:
اقتلوه.
سعيد: {
وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين} [الأنعام: 79].
الحجاج:
وجهوه لغير القبلة.
سعيد: {
فأينما تولوا فثم وجه الله} [البقرة:115].
الحجاج:
كبوه على وجهه.
سعيد: "
مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ".
الحجاج:
اذبحوه.
سعيد:
أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، خذها مني يا حجاج حتى تلقاني بها يوم القيامة، ثم دعا سعيد ربه فقال:
اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي.
و مات سعيد شهيدًا في 11 رمضان 95 هـ الموافق 714م، وله من العمر تسع وخمسون سنة، مات ولسانه رطب بذكر الله.
( إسلام ويب - سير أعلام النبلاء) قال الإمامُ
الذهبي بعد ذكر الروايةِ :
هَذِهِ حِكَايَةٌ مُنْكَرَةٌ ، غَيْرُ صَحِيْحَةٍ .ا.هـ.
والقصةُ في سندها حَفْصُ بنُ سليم أَبُو مُقَاتِلٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ .
قال
الذهبي في "
الميزان " (1/557) :
وهاه - ضعفه - قتيبة شديداً ، وكذبهُ ابنُ مهدي لكونهِ روى عن عبيدِ الله عن نافع عن ابنِ عمر مرفوعاً : من زار قبرَ أمهِ كان كعمرةٍ . وسئل عنه إبراهيمُ بنُ طهمان فقال : خذوا عنهُ عبادتهِ وحسبكم . وذكر بعضاً من رواياتهِ .ا.هـ.
وقال الحافظُ
ابنُ حجر في "
اللسان " (2/393) :
قلتُ : ووهاهُ الدارقطني أيضاً . وقال
الخليلي :
مشهورٌ بالصدقِ ، غيرُ مخرجٌ في الصحيحِ ، وكان يفتي ، ولهُ في الفقهِ محلٌ ، وتعنى بجمع حديثهُ .
ولهُ ذكرٌ في العللِ التي في آخرِ الترمذي ، وأغفلهُ المزي .
قال
الترمذي :
حدثنا موسى بنُ حزام ، سمعتُ صالحَ بنُ عبدِ اللهِ قال : كنا عند أبي مقاتل السمرقندي ، فجعل يروي عن عونِ بنِ شداد الأحاديثَ الطوال التي كانت تروى في وصيةِ لقمان ، وقتلِ سعيدِ بنِ جبير ، وما أشبه ذلك ، فقال له ابنُ أخيه : يا عمُ لا تقل حدثنا عون ، فإنك لم تسمع هذه الأشياء ، فقال : بلى ؛ هو كلامٌ حسنٌ .ا.هـ.
وقد جاء في ترجمةِ
سعيدِ بنِ جبير أنهُ تنقل بين البلادِ فراراً من بطشِ الحجاجِ حتى قال :"
وَاللهِ لَقَدْ فَرَرْتُ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنَ اللهِ ".
قال الإمامُ
الذهبي في "
السير " (4/338) معلقاً على كلامِ سعيدِ بنِ جبير : "
قُلْتُ : طَالَ اخْتِفَاؤُهُ ، فَإِنَّ قِيَامَ القُرَّاءِ عَلَى الحَجَّاجِ كَانَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ ، وَمَا ظَفِرُوا بِسَعِيْدٍ إِلَى سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ ؛ السَّنَةِ الَّتِي قَلَعَ اللهُ فِيْهَا الحَجَّاجَ .ا.هـ.
فهل يُعقلُ أن يفرَ سعيدُ بنُ جبير ثلاثَ سنواتٍ من الحجاجِ ويأخذُ بالأسبابِ ثم يأتي على أمرٍ ذكر في القصةِ ولا يفعلهُ ؟ هذا أمرٌ مستبعدٌ جداً . سؤالُ الحجاجِ لـسعيدِ بن جبير عن الخليفةِ الرابعِ على بنِ أبي طالب رضي اللهُ عنه عندما قال له : فَمَا قَوْلُكَ فِي عَلِيٍّ ، فِي الجَنَّةِ هُوَ أَمْ فِي النَّارِ ؟ قَالَ : لَوْ دَخَلْتُهَا ، فَرَأَيْتُ أَهْلَهَا ، عَرَفْتُ .
يلتمسُ منهُ إثباتُ تهمةِ الحجاجِ بأنهُ ناصبي ، وهذا أمرٌ قد يكونُ من فعلِ الرافضةِ ، وقد رد الإمامُ ابنُ كثيرٍ هذه الفريةِ عن الحجاجِ في " البداية والنهاية " كما تقدم في عنوان : " الحجاجُ عذابُ اللهِ " . فليرجع إليهِ .
وفي القصة علل أخرى ……………………………
قال الإمام
الذهبي عن الحجاج في
السير 4/343:
أهلكه الله في رمضان سنة خمس وتسعين كهلا، وكان ظلوماً جباراً ناصبيا خبيثا سافكا للدماء، وكان ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء، وفصاحة وبلاغة وتعظيم للقرآن، قد سقت من سوء سيرته في تاريخي الكبير، وحصاره لابن الزبير بالكعبة ورميه إياها بالمنجنيق وإذلاله لأهل الحرمين، ثم ولايته على العراق والمشرق كله عشرين سنة، وحروب ابن الأشعث له وتأخيره للصلوات إلى أن استأصله الله، فنسبُّه ولا نحبه بل نبغضه في الله فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان، وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه وأمره إلى الله، وله توحيد في الجملة، ونظراء من ظلمة الجبابرة والأمراء.
قال شيخُ الإسلامِ
ابنُ تيميةً في "
الفتاوي " (3/278) :
"
وَأَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ يَتَّبِعُونَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَيَتَّبِعُونَ الْحَقَّ وَيَرْحَمُونَ الْخَلْقَ" .ا.هـ.
قال عنه
الحسن البصري :
إن الحجاجَ عذابُ اللهِ ، فلا تدفعوا عذابَ اللهِ بأيديكم ، و لكن عليكم بالاستكانةِ والتضرعِ ، فإنه تعالى يقول : "
وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ " [ المؤمنون :76] .
الطبقات لابن سعد (7/164) بإسناد صحيح . قال شيخُ الإسلامِ
ابنُ تيميةَ :
فَلِهَذَا كَانَ أَهْل الْعِلْمِ يَخْتَارُونَ فِيمَنْ عُرِفَ بِالظُّلْمِ وَنَحْوِهِ مَعَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ لَهُ أَعْمَالٌ صَالِحَةٌ فِي الظَّاهِرِ - كَالْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ وَأَمْثَالِهِ - أَنَّهُمْ لَا يَلْعَنُونَ أَحَدًا مِنْهُمْ بِعَيْنِهِ ؛ بَلْ يَقُولُونَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : " أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ " فَيَلْعَنُونَ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ عَامًّا . كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَبَائِعَهَا وَمُشْتَرِيهَا وَسَاقِيَهَا وَشَارِبَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إلَيْهِ وَآكِلَ ثَمَنِهَا " وَلَا يَلْعَنُونَ الْمُعَيَّنَ .
كَمَا ثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ : " أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُدْعَى حِمَارًا وَكَانَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ . وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْلِدُهُ . فَأُتِيَ بِهِ مَرَّةً . فَلَعَنَهُ رَجُلٌ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "لَا تَلْعَنْهُ . فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ " .
وَذَلِكَ لِأَنَّ اللَّعْنَةَ مِنْ بَابِ الْوَعِيدِ وَالْوَعِيدُ الْعَامُّ لَا يُقْطَعُ بِهِ لِلشَّخْصِ الْمُعَيَّنِ لِأَحَدِ الْأَسْبَابِ الْمَذْكُورَةِ : مِنْ تَوْبَةٍ أَوْ حَسَنَاتٍ مَاحِيَةٍ أَوْ مَصَائِبَ مُكَفِّرَةٍ أَوْ شَفَاعَةٍ مَقْبُولَةٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ .ا.هـ.
.......................
من ضحايا الحجاج:
ابن الزبير :
قال الإمام مسلم حدثنا عقبة بن مكرم العمي حدثنا يعقوب يعني ابن إسحق الحضرمي أخبرنا الأسود بن شيبان عن أبي نوفل رأيت عبد الله بن الزبير على عقبة المدينة قال فجعلت قريش تمر عليه والناس حتى مر عليه
عبد الله بن عمر فوقف عليه فقال "
السلام عليك أبا خبيب السلام عليك أبا خبيب السلام عليك أبا خبيب ، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا ، أما والله إن كنت ما علمت صواما قواما وصولا للرحم أما والله لأمة أنت أشرها لأمة خير" ثم نفذ عبد الله بن عمر فبلغ الحجاج موقف عبد الله وقوله فأرسل إليه فأنزل عن جذعه فألقي في قبور اليهود ثم أرسل إلى أمه
أسماء بنت أبي بكر فأبت أن تأتيه فأعاد عليها الرسول لتأتيني أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك ، قال فأبت وقالت "
والله لا آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني بقروني" ، قال فقال
أروني سبتي فأخذ نعليه ثم انطلق يتوذف حتى دخل عليها فقال
كيف رأيتني صنعت بعدو الله قالت "
رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك بلغني أنك تقول له يا ابن ذات النطاقين أنا والله ذات النطاقين ، أما أحدهما فكنت أرفع به طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعام أبي بكر من الدواب وأما الآخر فنطاق المرأة التي لا تستغني عنه أما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم "حدثنا أن في ثقيف كذابا ومبيرا" فأما الكذاب فرأيناه وأما المبير فلا إخالك إلا إياه " قال فقام عنها ولم يراجعها .
أخرجه الإمام مسلم في فضائل الصحابة "
وَمُبِيرٌ " :
أَيْ مُهْلِكٌ يُسْرِفُ فِي إِهْلَاكِ النَّاسِ يُقَالُ : بَارَ الرَّجُلُ يَبُورُ بَوْرًا . فَهُوَ بَائِرٌ ، وَأَبَارَ غَيْرَهُ ، فَهُوَ مُبِيرٌ وَهُوَ الْحَجَّاجُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِي الْإِهْلَاكِ مِثْلَهُ .
محمد بن سعد بن أبي وقاص الإمام الثقة أبو القاسم الزهري أخو عمر بن سعد روى جملة صالحة من العلم وكان ممن قام على الحجاج مع ابن الأشعث فأسر يوم
دير الجماجم فقتله الحجاج روى له الشيخان وأصحاب السنن .
السّير : ( 4/ 349) ومن ضحايا الحجاج :قال الأعمش : رأيت
ابن أبي ليلى وقد ضربه الحجاج وكأن ظهره مسح وهو متكئ على ابنه وهم يقولون :
العن الكاذبين فيقول : لعن الله الكاذبين : آه ثم يسكت فيقول :
علي بن أبي طالب وعبدالله بن الزبير والمختاربن أبي عبيد . وأهل الشام يظنون أنه يوقعها عليهم وقد أخرجهم منها ورفعهم .
وقال
الذهبي :
روي عن أبي حصين أن الحجاج استعمل ابن أبي ليلى على القضاء ثم عزله ثم ضربه ليسب أبا تراب - علي- رضي الله عنه وكان قد شهد النهروان مع علي ".
السّير ( 4/ 267) المعرفة والتاريخ ( 2/ 618) تهذيب التهذيب ( 2/ 549) ومن ضحاياه أيضاً قال
ابن سعد : خرج
عطية العوفي مع ابن الأشعث فكتب الحجاج إلى محمد بن القاسم أن يعرضه على سب
علي فإن لم يفعل فاضربه مئة سوط واحلق لحيته فاستدعاه فأبى أن يسب فأمضى حكم الحجاج فيه ...الخ "
تهذيب التهذيب ( 3/ 115*) وممن قتل أيام الحرة
عبدالله بن زيد بن عاصم الأنصاري ذكر الواقدي أنه هو
الذي قتل مسيلمة الكذاب روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث الوضوء وغيره "
قال
ابن سعد : بلغني أنه قتل يوم الحرة وقتل معه ابناه خلاد وعلي ."
تهذيب التهذيب ( 339) ومن ضحايا الحجاج بن يوسف :
ماهان الحنفي الكوفي روى عن ابن عباس وأم سلمة روى أبو داود عن
ابن أبي حنيفة قال : رأيت ماهان الحنفي حيث صلبه الحجاج قال إبراهيم : كنا نؤمر بحرس خشبته فنرى عنده الضوء.
قال
أبو داود : قطع الحجاج يديه ورجليه وصلبه سئل الثوري عن الرجل يقتل أيمد رقبته؟ قال: قال ماهان الحنفي :احملوني أي على الخشبة .
وقال
البخاري: قتل الحجاج ماهان الحنفي .
تهذيب التهذيب ( 4/ 16) ومن ضحاياه أيضا :
مصدع أبو يحي الأعرج المعروف
بالمعرقب الأنصاري قال
ابن حجر : قيل له المعرقب لأن الحجاج أو بشر بن مروان عرض عليه سب علي فأبى فقطع عرقوبه .
تهذيب التهذيب ( 4/ 83) وقيل غير ذلك وهو أحد رواة مسلم ............................
و مع هذا نقول :
ليس كل ما يشاع عن شخص قد ثبت فعلاً .. و ليس كل ما هو مشهور معروف .. فكم سمعنا و قرأنا أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت تنصح الخارجين بالثورة على عثمان و قتله !! فهل نصدق هذا !؟
وكم سمعنا أن عثمان رضي الله عنه قد استحدث أموراً خرج بسببها من الإسلام !! فهل نصدق هذه أيضاً !؟..
وكذلك ما اشتهر من أن عمر رضي الله عنه أمر بقتل الستة الذين اختارهم ليكون أحدهم خليفة من بعده إن تخلف أحدهم تضرب عنقه !! و هكذا ..
فليس كل ما هو مشهور صحيح .. واليكم بعض النقول الموثقة في الحجاج ووصيته:
عندما اشتدت على الحجاج العلة عمل على تدبير شؤون العراق من بعده بما يحفظه من الاضطراب والفتن ، و يبقيه جزءً من الدولة الأموية ، حتى إذا اطمأن إلى ذلك كتب وصيته ليبرئ فيها نفسه و ذمته تجاه خالقه وخليفته المسؤول أمامه في الدنيا حتى آخر لحظة من حياته ، فكتب يقول :
بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصى به الحجاج بن يوسف : أوصى بأنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده و رسوله ، وأنه لا يعرف إلا طاعة الوليد بن عبد الملك ، عليها يحيا وعليها يموت وعليها يبعث ... الخ .
تهذيب تاريخ دمشق (4/68 ) . يروى أنه قيل له قبل وفاته :"
ألا تتوب ؟ فقال : إن كنت مسيئاً فليست هذه ساعة التوبة ، وإن كنت محسناً فليست ساعة الفزع ".
محاضرات الأدباء (4/495 ) . ورد أيضاً أنه دعا فقال :"
اللهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل" .
تاريخ دمشق (4/82) . والبداية والنهاية (9/138) . ونقول للذين يطعنون في نيات الناساسمعوا إلى قول
الحسن البصري رحمه الله حينما سمع أحد جلاسه يسب الحجاج بعد وفاته ، فأقبل مغضباً و قال : "
يا ابن أخي فقد مضى الحجاج إلى ربه ، و إنك حين تقدم على الله ستجد إن أحقر ذنبٍ ارتكبته في الدنيا أشد على نفسك من أعظم ذنبٍ اجترحه الحجاج ، و لكل منكما يومئذٍ شأن يغنيه ، و اعلم يا ابن أخي أن الله عز وجل سوف يقتص من الحجاج لمن ظلمهم ، كما سيقتص للحجاج ممن ظلموه فلا تشغلن نفسك بعد اليوم بسب أحد ".
ذكره أبو نعيم في الحلية (2/271) .
..................................
فتاوى أهلِ العلمِ في الحجاجِ بنِ يوسف : الســؤال
بعض الناس عندما يتعرض لسيرة الحجاج يسبة ويلعنه، فهل ذلك يصح، علما بأنه كانت له بعض فتوحات إسلامية لأراضٍ غير إسلامية، وهل هو يعتبر من الفئة الباغية؟ الفتــوى الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
أما لعن الحجاج بن يوسف فينبغي تركه بناء على أن الفاسق المعين لا يلعن بخصوصه إما تحريماً أو تنزيها، وإذا قال قائل ألم يك ظالماً ؟ ألم يقتل الصحابة فلماذا لا نلعنه ؟
نجيبه بما قال شيخ الإسلام ابن تيمية قال : نحن إذا ذكر الظالمون كالحجاج بن يوسف وأمثاله نقول كما قال الله في القرآن "ألا لعنة الله على الظالمين" ولا نحب أن نلعن أحداً بعينه وقد لعنه-أي يزيد بن معاوية - قوم من العلماء، وهذا مذهب يسوغ فيه الاجتهاد، لكن ذلك القول أحب إلينا وأحسن... انتهى .
وأما ذكر مثالبه وظلمه وفجوره، فلا مانع من ذكر ذلك وإن كانت له حسنات وفتوحات، وقد ترجم له الذهبي فقال: الحجاج أهلكه الله في رمضان سنة 95 كهلاً، كان ظلوماً جباراً ناصبياً خبيثاً سفاكاً للدماء.... فنسبُّه ولا نحبه بل نبغضه في الله، فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان، وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه وأمره إلى الله.... انتهى.
والحجاج لم يك من الفئة الباغية، بل كان حاكماً على العراق والمشرق كله من قبل أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان. والله أعلم.
المفتـــي : مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه