tamaraahmaro القلم المميز والكاتب النشيط
عدد المساهمات : 212 تاريخ التسجيل : 18/08/2011 العمر : 34
| موضوع: الاستغفار : معناه وأهميته وفضائله وثمراته الأربعاء مارس 11, 2015 6:40 pm | |
| الاستغفار : معناه وأهميته وفضائله:
الاستغفار هو طلب المغفرة، فالسين والتاء في اللغة للطلب، فإذا قال العبد: أستغفر الله، فمعناه أطلب من الله تعالى المغفرة، كما في قوله: أستعين بالله، أي: أطلب منه تعالى العون.
وقد جاء الأمر بالاستغفار في كتاب الله، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، سواء كان ذلك بعد ارتكاب ما يستدعي طلب المغفرة من المخالفة الشرعية، أو بعد الطاعة أو على كل حال.
قال الله - تبارك تعالى- في فضل الاستغفار :" فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً "سورة نوح: 10-12.
وقال تعالى :" وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ " هود/3.
وقال تعالى :" وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ " سورة البقرة: 199
وقال تعالى مبيناً فضيلة الاستغفار بالسّحَر : " وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ " سورة آل عمران: 17 وهذه الأوصاف الخمسة – في سورة ال عمران - هي التي تجمع وتشمل جميع مقامات العبودية والمعاملة مع الله تعالى . قال الإمام البيضاوي رحمه الله : " الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار " : حصرٌ لمقامات السالك على أحسن ترتيب ."
وقال تعالى: " وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ " سورة الذاريات: 18
وثبت في الصحيحين وغيرهما ، عن جماعة من الصحابة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ينزِلُ ربُّنا تباركَ وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا ، حينَ يَبْقَى ثُلُثُ الليلِ الآخرِ ، يقولُ : "من يَدعوني فأَستجيبُ لهُ ، من يَسْأَلُنِي فأُعْطِيهِ ، من يَستغفرني فأَغْفِرُ لهُ "."
الراوي : أبو هريرة المحدث : البخاري .المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم 1145
وقوله تعالى : " وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ " سورة آل عمران: 135.
وقوله تعالى: " وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا " سورة النساء: 110.
وقال تعالى على لسان نبيه شعيب عليه السلام :" وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ..." سورة هود:52.
وقال تعالى لنبينا– محمد - صلى الله عليه وسلم:" فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً " سورة النصر:3. فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : "ما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة بعد أن نزلت عليه سورة :" إذا جاء نصر الله والفتح "، إلا يقول" : سبحانك ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي " . المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم 4967
وعنها - رضي الله عنها - قالت :" كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده :" سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي ". يتأول القرآن ." المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 484 خلاصة حكم المحدث : صحيح
وكان صلى الله عليه وسلم يكثر من الاستغفار، فكان يستغفر الله بعد كل صلاة، وكان يستغفر في المجلس الواحد أكثر من سبعين مرة.
روى ابو هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - عليه الصلاة والسلام - انه قال : " واللهِ إنِّي لَأستغفِرُ اللهَ ، وأتوبُ إليه في اليومِ أكْثرَ من سَبعينَ مَرَّةً " الراوي : أبو هريرة المحدث : الألباني . المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 7091 خلاصة حكم المحدث : صحيح
وقال صلى الله عليه وسلم:" من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب" رواه أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما. المصدر : سنن أبي داود الصفحة أو الرقم: 1518 خلاصة حكم المحدث : سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]. المصدر : الترغيب والترهيب – المنذري - الصفحة أو الرقم: 3/57 خلاصة حكم المحدث : [لا ينزل عن درجة الحسن وقد يكون على شرط الصحيحين أو أحدهما]. المصدر : الآداب الشرعية – ابن مفلح - الصفحة أو الرقم: 1/168 خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد المصدر : تخريج مشكاة المصابيح – ابن حجر العسقلاني - الصفحة أو الرقم: 2/448 خلاصة حكم المحدث : [حسن كما قال في المقدمة ] ، وفي- الأمالي المطلقة - الصفحة أو الرقم: 251 خلاصة حكم المحدث : حسن غريب المصدر- : مجموع فتاوى ابن باز- الصفحة أو الرقم: 210/11 خلاصة حكم المحدث : صحيح المصدر : المهذب - الامام الذهبي - الصفحة أو الرقم: 3/1278 خلاصة حكم المحدث : فيه الحكم مجهول المصدر : السلسلة الضعيفة - الالباني - الصفحة أو الرقم: 705 خلاصة حكم المحدث : ضعيف المصدر : شرح السنة - للبغوي - الصفحة أو الرقم: 3/100 خلاصة حكم المحدث : يرويه الحكم بن مصعب بإسناده، وهو ضعيف
والحديث وان كان فيه ضعف وجهالة لبعض رواته ، الا ان معناه صحيح تشهد له أدلة كثيرة من القران الكريم والسنة.
وثبت عنه – عليه الصلاة والسلام – انه كان يكثر من الاستغفار: ففي حديث " ثوبان " مولى رسول الله ، قال : "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، إذا انصرف من صلاتِه ، استغفر ثلاثًا . وقال " اللهمَّ أنت السلامُ ومنك السلامُ . تباركت يا ذا الجلالِ والإكرامِ " . قال الوليدُ : فقلتُ للأوزاعيِّ : كيف الاستغفارُ ؟ قال : تقول : أستغفرُ اللهَ ، أستغفرُ اللهَ . الراوي : ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث : مسلم . المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 591 خلاصة حكم المحدث : صحيح
وثبت عنه – عليه الصلاة والسلام – قوله :" مَن أَحَبَّ أن تَسُرَّه صحيفتُه ، فَلْيُكْثِرْ فيها من الاستغفارِ" الراوي : الزبير بن العوام المحدث : الألباني . المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 5955 خلاصة حكم المحدث : صحيح
وجاء في الحديث القدسي عن الاستغفار ،عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " قالَ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى : يا ابنَ آدمَ إنَّكَ ما دعوتَني ورجوتَني غفَرتُ لَكَ على ما كانَ فيكَ ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ لو بلغت ذنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ، ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ إنَّكَ لو أتيتَني بقرابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقرابِها مغفرةً " الراوي : أنس بن مالك المحدث : الألباني . المصدر : صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 3540 خلاصة حكم المحدث : صحيح
وثبت عنه – عليه الصلاة والسلام - من حديث أبي هريرة - رضِي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: " والذي نفسي بيدِه ! لو لم تذنبوا لذهب اللهُ بكم ، ولجاء بقومٍ يذنبون ، فيستغفرون اللهَ ، فيغفرُ لهم " الراوي : أبو هريرة المحدث : مسلم .المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2749 خلاصة حكم المحدث : صحيح
ولذلك ذكر العلامة ابن القيم في كتابه "الوابل الصيب" في الفصل الثامن عشر : الاستغفار ، ضمن الأذكار الجالبة للرزق ، الدافعة للضيق والأذى . وهو على كل حال من تقوى الله عز وجل ، التي هي سبب كل خير يصيب المتقين . يقول الله سبحانه : " وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ " الطلاق/2-3
والحاصل أن الاستغفار من أعظم أنواع الذكر، ومعناه طلب المغفرة. وسيد الاستغفار أن يقول العبد:" اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" رواه البخاري
وهذا تمام الحديث الشريف " سيِّدُ الاستِغفارِ أن تقولَ : اللَّهمَّ أنتَ ربِّي لا إلَهَ إلَّا أنتَ ، خَلقتَني وأَنا عبدُكَ ، وأَنا على عَهْدِكَ ووعدِكَ ما استطعتُ ، أعوذُ بِكَ من شرِّ ما صنعتُ ، أبوءُ لَكَ بنعمتِكَ عليَّ ، وأبوءُ لَكَ بذنبي فاغفِر لي ، فإنَّهُ لا يغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ قالَ : ومَن قالَها منَ النَّهارِ موقنًا بِها ، فماتَ من يومِهِ قبلَ أن يُمْسيَ ، فَهوَ من أَهْلِ الجنَّةِ ، ومن قالَها منَ اللَّيلِ وَهوَ موقنٌ بِها ، فماتَ قبلَ أن يُصْبِحَ ، فَهوَ من أَهْلِ الجنَّةِ " الراوي : شداد بن أوس المحدث : البخاري . المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 6306 خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
وإذا تابَ العبد إلى ربِّه، واستغفره وأناب إليه؛ فإنَّ نفْعَ ذلك يعودُ إلى العبْد نفسه، فإنَّ الله يُكرِمه بكراماتٍ عديدة، ويمنَحُه فوائد جليلة، ويُغدِق عليه بذلك ثمرات كثيرة، ومن هذه الفوائد والثمرات:
أولاً: الاستجابة : لنُصوص الكتاب والسنَّة : التي جاءت بالحثِّ على ذلك، وكذلك الاقتداء والتأسِّي بأنبياء الله ورُسُلِه؛ - وسبق ذكر الايات والاحاديث في ذلك ، اعلاه - ، فإنهم كانوا يُكثِرون من التوبة والاستغفار، وكذلك التشبُّه بكلِّ عبدٍ صالح مُستغفِر.
ثانيًا: المتاع الحسَن في الدُّنيا، وإيتاء كلِّ ذي فضْلٍ فضله في الآخرة:
قال الله - جل جلاله-: " وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ " [هود: 3].
يقول ابن كثير - رحمه الله - عند تفسيره لهذه الآية: "أي: وآمُرُكم بالاستغفار من الذنوب السالفة، والتوبة منها إلى الله - عزَّ وجلَّ - فيما تستَقبِلونه، وأن تستمرُّوا على ذلك: ﴿ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا ﴾ ؛ أي: في الدنيا ﴿ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ﴾ ؛ أي: في الدار الآخِرة "؛ "تفسير القرآن العظيم " (2/ 436).
ثالثًا: إنزال المطر وزيادة القوَّة:
قال - تعالى - عن هود - عليه السلام - أنَّه قال لقومه: " وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ " [هود: 52].
يقول البغوي - رحمه الله - عند تفسيره لهذه الآية: "أي: يُرسِل المطر عليكم مُتتابعًا مرَّةً بعد أخرى في أوقات الحاجة، " وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ " ؛ أي: شدَّة مع شدَّتكم، وذلك أنَّ الله - عزَّ وجلَّ - حبَس عنهم القطر ثلاث سنين، وأعقَمَ أرحام نسائهم، فلم يلدن "؛ "معالم التنزيل" (1/ 288).
فالاستغفار مع الإقلاع عن الذَّنب سببٌ للخصب والنَّماء وكثْرة الرزق وزيادة العزَّة والمنعة، يقول ابن كثير - رحمه الله -: "ومَن اتَّصف بهذه الصفة - أي: صفة الاستغفار - يسَّر الله عليه رزقَه، وسهَّل عليه أمرَه، وحفظ عليه شأنه وقوَّته؛ ولهذا قال: " يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا " "؛ "تفسير القرآن العظيم " (2/ 450).
رابعًا: إجابة الدعاء:
قال - تعالى - مخبراًعن صالح - عليه السلام - أنَّه قال لقومه: " يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ " [هود: 61]، فوعَد الله مَن استغفَرَه وتابَ إليه بإجابة الدُّعاء.
خامسًا: أنَّ المستغفرين ممَّن شملَتْهم رحمة الله ووده:
فهذا نبي الله شعيب - عليه السلام - يقول لقومه: " وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ " [هود: 90]. قال الطبري - رحمه الله -: " ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ " ارجعوا إلى طاعته، والانتهاء إلى أمره ونهيه، " إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ " رحيم بِمَن تاب وأناب إليه أنْ يعذِّبه بعد التوبة " وَدُودٌ " ذو محبَّة لِمَن أناب وتاب إليه يودُّه ويحبُّه "؛ "الجامع لأحكام القرآن " (12/105).
سادسًا: بالإستغفار تُجلَب النِّعَم وتُدفَع النِّقَم:
يقول الله - تعالى - على لِسان نوح - عليه السلام - أنَّه قال لقومه: " فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا .يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا " [نوح: 9 - 12].
يقول ابن كثيرٍ - رحمه الله -: "أي: إذا تُبتُم إلى الله واستغفرتُموه وأطعتُموه كثُر الرِّزق عليكم، وأسْقاكم من بركات السماء وأنبَتَ لكم من بركات الأرض، وأنبَتَ لكم الزَّرع، وأدرَّ لكم الضَّرع، وأمدَّكم بأموالٍ وبنين؛ أي: أعطاكم الأموال والأولاد، وجعل لكم جنَّات فيها أنواع الثمار، وخلَّلها بالأنهار الجارية بينها "؛ "تفسير القرآن العظيم " (4/ 426)، كلُّ هذه النِّعَم تُستَجلب بالاستغفار.
سابعًا: يدفع ويرفع ربنا - تبارك وتعالى -العقوبة عن المستغفر و يزيل عنه المصائب:
لما جاء في الحديث أخرجه الترمذي في "جامعه "، وهو حديثٌ مُختلَفٌ في تصحيحه وتضعيفه بين العُلَماء: عن أبى بُردَة بن أبي مُوسَى عن أبيه قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: " أنزَلَ الله عليَّ أمانَيْن لأمتي: " وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ " [الأنفال: 33]، إذا مضَيْتُ ترَكتُ فيهم الاستغفارَ إلى يوم القيامة " فإنْ كان الحديث ضعيفًا فالآية خيرُ شاهدٍ على ذلك. فإذا كثُرت الذنوب، وقلَّ الاستغفار أو انعدَمَ، فالعذابُ سيَحصُل لا محالة؛ لقوله - تعالى: " وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ " [الأنفال: 33]، فالاستغفار سببٌ لمنْع العَذاب.
ثامنًا: الإستغفار سببٌ في هلاك الشيطان:
فقد قال ابن القيم - رحمه الله -: إنَّ إبليس قال: "أهلكت بني آدم بالذنوب، وأهلكوني بالاستغفار وبـ "لا إله إلا الله "، فلمَّا رأيتُ ذلك بثَثْت فيهم الأهواء، فهم يُذنِبون ولا يتوبون؛ لأنَّهم يحسَبُون أنهم يُحسِنون صنعًا "؛ "مفتاح دار السعادة " (1/158).
وجاء في الحديث الذي أخرَجَه أحمد وحسَّنه شعيب الأرنؤوط: عن أبي سعيد الخدري - رضِي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: " قالَ إبليسُ لربِّهِ بعزَّتِكَ وجلالِكَ لا أزالُ أُغوي بني آدمَ ما دَامَت فيهِم الأرواحُ ! فقالَ ربُّهُ " بِعزَّتي وجلالي لا أَزالُ أغفِرُ لَهُم ما استغفَروني " الراوي : أبو سعيد الخدري المحدث : ابن حجر العسقلاني .المصدر : الأمالي المطلقة الصفحة أو الرقم: 137 خلاصة حكم المحدث : حسن [وهو] منقطع مع ثقة رجاله ولكن له شاهد
تاسعًا: بالإستغفار تكشف الهموم وتحلُّ المصاعب والمصائب:
فهذا شيخ الإسلام ابن تيميَّة كما يقول تلميذه ابن القيِّم - رحمه الله -: "وشَهِدتُ شيخَ الإسلام ابنَ تيميَّة - رحمه الله - إذا أعيَته المسائل واستعصَتْ عليه، فَرَّ منها إلى التوبة والاستغفار والاستعانة بالله واللجوء إليه، واستِنزال الصوابِ من عنده، والاستفتاح من خَزائن رحمته، فقلَّما يلبَثُ المددُ الإلهي أنْ يَتتابَع عليه مَدًّا، وتَزدلِف الفتوحات الإلهيَّة إليه، بأيَّتهنَّ يبدأ "؛ "إعلام الموقعين " (4/ 172).
فإذا أعيَتْك المسائل والمتاعب والمصائب والابتلاءات، وصعُب عليك حلُّها، ففرَّ إلى الاستغفار، وصدَق الله القائل: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا " [الأنفال: 29]، تُفرِّقون به بين الحق والباطل، والسنَّة والبِدعة.
عاشرًا: الإستغفار سببٌ لانشراح الصدر:
لما ثبت في الحديث الذي في صحيح مسلمٍ عن الأغرِّ المزني - وكانتْ له صُحبة - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: " إنه لَيُغانُ على قلبي . وإني لأستغفرُ اللهَ ، في اليومِ ، مائةَ مرةٍ " الراوي : الأغر المزني أبو مالك المحدث : مسلم .المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2702 خلاصة حكم المحدث : صحيح وجاء في حديث ابن عباس - رضِي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -:" مَن لَزِمَ الاستغفارَ جعل اللهُ له من كلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا . ومن كلِّ هَمٍّ فَرَجًا، ورزقه من حيثُ لا يَحْتَسِبُ ." الراوي : عبدالله بن عباس المحدث : الألباني .المصدر : تحقيق رياض الصالحين الصفحة أو الرقم: 1882 خلاصة حكم المحدث : في إسناده مجهول. وهو ضعيف .( وشواهده كثيرة من القران والاحاديث). > علقنا عليه سابقاً ، واوردنا أقوال اهل العلم فيه <
يقول المناوي - رحمه الله -: "قال الحكيم: وأشار بالإكثار إلى أنَّ الآدمي لا يخلو من ذنب أو عيب ساعة فساعة، والعذاب عَذابان: أدنى وأكبر، فالأدنى عذاب الذنوب والعيوب، فإذا كان العبد مستيقظًا على نفسه فكلَّما أذنب أو أعتب أتبعهما استغفارًا، فلم يبقَ في وبالها وعَذابها، وإذا لها عن الاستغفار تراكمتْ ذنوبُه؛ فجاءت الهموم والضِّيق والعسر والعَناء والتَّعب، فهذا عذابه الأدنى، وفي الآخِرة عذاب النار، وإذا استغفر تنصَّل من الهمِّ؛ فصار له من الهُموم فرجًا، ومن الضيق مخرجًا ورزَقَه من حيث لا يحتسب "؛ "فيض القدير " (6/82).
فبالاستغفار يَصفُو القلب وينقى، كما جاء في الحديث الصحيح الذي أخرَجَه الترمذي وقال: "حسن صحيح " وصحَّحه الألباني: عن أبي هريرة - رضِي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: " إنَّ المؤمنَ إذا أذنبَ كانت نكتةٌ سوداءُ في قلبِه فإن تاب ونزع واستغفرَ صقلَ قلبُه فإن زاد زادت فذلك الرَّانُ الذي ذكرَه اللهُ في كتابِه " كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوْا يَكْسِبُونَ " "[المطففين: 14]. الراوي : أبو هريرة المحدث : الألباني .المصدر : صحيح ابن ماجه الصفحة أو الرقم: 3441 خلاصة حكم المحدث : حسن
والاستِغفارُ له تأثيرٌ عجيبٌ في زَوال الهموم والغُموم وتفريجِ الكروب، يقول ابن القيم - رحمه الله - مُبيِّنًا ذلك: "فالمعاصي والفَساد تُوجِب الهمَّ والغمَّ والخوف والحزن وضيق الصدر، وأمراض القلب، حتى إنَّ أهلَها إذا قضوا منها أوطارهم وسئمَتْها نفوسُهم ارتكَبُوها دفعًا لما يجدونه في صُدورهم من الضيق والهمِّ والغمِّ... وإذا كان هذا تأثير الذنوب والآثام في القلوب فلا دواءَ لها إلاَّ التوبة والاستغفار "؛ "زاد المعاد " (4/208 - 209).
حادي عشر: المستغفر يتعبَّد لربِّه - عزَّ وجلَّ - ويقرُّ له بصفة الغفَّار:
فهو يستَشعِر معنى قوله - تعالى -: " وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى " [طه: 82]، ويستَشعِر كذلك جميعَ الآيات التي وعَد الله أو أخبر أو سمَّى أو وصَف نفسَه بالمغفرة والغفور والغفار، وما أشبه ذلك. ويستَشعِر كذلك حديث أبي هُرَيرة - رضِي الله عنه - في البخاريِّ قال: سمعتُ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال:" إنَّ عبدًا أصاب ذنبًا ، وربما قال : أذنب ذنبًا ، فقال : ربِّ أذنبتُ ، وربما قال : أصبتُ ، فاغفِرْ لي ، فقال ربُّه : أَعَلِمَ عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذنبَ ويأخذ به ؟ غفرتُ لعبدي ، ثم مكث ما شاء اللهُ ثم أصاب ذنبًا ، أو أذنب ذنبًا ، فقال : ربِّ أذنبتُ - أو أصبتُ - آخر فاغفِرْه ؟ فقال : أَعَلِمَ عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذنبَ ويأخذ به ؟ غفرتُ لعبدي ، ثم مكث ما شاء اللهُ ، ثم أذنب ذنبًا ، وربما قال : أصاب ذنبًا ، قال : قال : ربِّ أصبتُ - أو قال : أذنبتُ - آخرَ فاغفِرْه لي ، فقال : أعَلِمَ عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذَّنبَ ويأخذُ به ؟ غفرتُ لعبدي ، ثلاثًا ، فليعملْ ما شاء" الراوي : أبو هريرة المحدث : البخاري .؟المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 7507 خلاصة حكم المحدث : [صحيح
فعن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، فيما يحكي عن ربِّه عزَّ وجلَّ قال " أذنَب عبدٌ ذنبًا . فقال : اللهمَّ ! اغفِرْ لي ذنبي . فقال : اللهمَّ ! اغفِرْ لي ذنبي . فقال تبارك وتعالى : أذنَب عبدي ذنبًا ، فعلم أنَّ له ربًّا يغفر الذنبَ ، ويأخذ بالذَّنبِ . ثم عاد فأذنب . فقال : أي ربِّ ! اغفرْ لي ذنبي . فقال تبارك وتعالى : عبدي أذنب ذنبًا . فعلم أنَّ له ربًّا يغفرُ الذنبَ ، ويأخذُ بالذنبِ . ثم عاد فأذنب فقال : أي ربِّ ! اغفرْ لي ذنبي . فقال تبارك وتعالى : أذنبَ عبدي ذنبًا . فعلم أنَّ له ربًّا يغفرُ الذنبَ ، ويأخذ بالذنبِ . اعملْ ما شئت فقد غفرتُ لك " . قال عبدُالأعلى : لا أدري أقال في الثالثةِ أو الرابعةِ " اعملْ ما شئت " . الراوي : أبو هريرة المحدث : مسلم . المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2758 خلاصة حكم المحدث : صحيح
ثاني عشر: الاستغفار دواء الذنوب:
جاء في "شعب الإيمان "؛ للبيهقي: عن سلام بن مسكين قال: سمعتُ قتادة، يقول: "إنَّ هذا القُرآن يدلُّكم على دائكم ودوائكم، فأمَّا داؤكم: فالذُّنوب، وأمَّا دواؤكم: فالاستغفار ".
والناس يخطِئُون ولكن بالتوبة والاستغفار يغفر الله الذنوب؛ جاء في الحديث القدسي الذي أخرَجَه مسلم في صحيحه :"... يا عبادي إنَّكم تُخطِئُون بالليل والنهار وأنا أغفِرُ الذُّنوب جميعًا فاستَغفِروني أغفِر لكم...".
عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فيما روى عن اللهِ تبارك وتعالى أنَّهُ قال " يا عبادي ! إني حرَّمتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا . فلا تظَّالموا . يا عبادي ! كلكم ضالٌّ إلا من هديتُه . فاستهدوني أَهْدِكم . يا عبادي ! كلكم جائعٌ إلا من أطعمتُه . فاستطعموني أُطعمكم . يا عبادي ! كلكم عارٍ إلا من كسوتُه . فاستكسوني أكْسُكُم . يا عبادي ! إنكم تُخطئون بالليلِ والنهارِ ، وأنا أغفرُ الذنوبَ جميعًا . فاستغفروني أغفرُ لكم . يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضُرِّي فتضروني . ولن تبلغوا نفعي فتنفَعوني . يا عبادي ! لو أنَّ أوَّلكم وآخركم وإِنْسَكم وجِنَّكم . كانوا على أتقى قلبِ رجلِ واحدٍ منكم . ما زاد ذلك في ملكي شيئًا . يا عبادي ! لو أنَّ أوَّلَكم وآخركم . وإنْسَكم وجِنَّكم . كانوا على أفجرِ قلبِ رجلٍ واحدٍ . ما نقص ذلك من ملكي شيئًا . يا عبادي ! لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم . وإنسَكم وجِنَّكم . قاموا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني . فأعطيتُ كل إنسانٍ مسألتَه . ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقصُ المِخْيَطُ إذا أُدْخِلَ البحرَ . يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أُحصيها لكم . ثم أوفِّيكم إياها . فمن وجد خيرًا فليحمدِ اللهَ . ومن وجد غيرَ ذلك فلا يلومَنَّ إلا نفسَه " . وفي روايةٍ : " إني حرَّمتُ على نفسي الظلمَ وعلى عبادي . فلا تظَّالموا " . الراوي : أبو ذر الغفاري المحدث : مسلم .المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2577 خلاصة حكم المحدث : صحيح
والله - عزَّ وجلَّ - يقول: " وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا " [النساء: 110].
وعن أسماءَ بنِ الحَكَمِ الفزازي ، قالَ: سَمِعْتُ عليًّا رضيَ اللَّهُ عنهُ يقولُ: كنتُ رجلًا إذا سَمِعْتُ من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ حديثًا نفعَني اللَّهُ منهُ بما شاءَ أن ينفعَني، وإذا حدَّثَني أحدٌ من أصحابِهِ استَحلفتُهُ، فإذا حلَفَ لي صدَّقتُهُ، قالَ: وحدَّثَني أبو بَكْرٍ وصدقَ أبو بَكْرٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ، أنَّهُ قالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يقولُ: " ما مِن عبدٍ يذنبُ ذنبًا، فيُحسنُ الطُّهورَ، ثمَّ يقومُ فيُصلِّي رَكْعتينِ، ثمَّ يستغفِرُ اللَّهَ، إلَّا غفرَ اللَّهُ لَهُ "، ثمَّ قرأَ هذِهِ الآيةَ:" وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ " إلى آخرِ الآيةِ. الراوي : علي بن أبي طالب المحدث : الألباني . المصدر : صحيح أبي داود الصفحة أو الرقم: 1521 خلاصة حكم المحدث : صحيح
وعن أبى ذرٍّ - رضِي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيما يروي عن ربِّه - عزَّ وجلَّ - أنَّه قال:" قالَ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى :" يا ابنَ آدمَ إنَّكَ ما دعوتَني ورجوتَني غفَرتُ لَكَ على ما كانَ فيكَ ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ لو بلغت ذنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ، ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ إنَّكَ لو أتيتَني بقرابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقرابِها مغفرةً " الراوي : أنس بن مالك المحدث : الألباني .المصدر : صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 3540 خلاصة حكم المحدث : صحيح
ثالث عشر : الأستغفار للمؤمنين - هام جداً - فللمستغفر للمؤمنين والمؤمنات بكل واحد حسنة :
قال - عليه الصلاة والسلام - :" مَنِ استغفَرَ للمؤمنينَ وللمؤمناتِ ، كتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ مؤمِنٍ ومؤمنةٍ حسنةً " الراوي : عبادة بن الصامت المحدث : الألباني.المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 6026 خلاصة حكم المحدث : حسن
فالواجب علينا كمسلمين - الامتثال لامر الله تعالى ولنبيه - عليه الصلاة والسلام - بالاستغفار للمؤمنين والطلب من الله المغفرة لنا ولكل المؤمنين السابقين واللاحقين ، قال تعالى :" ... رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ "
قال العلامة ابن سعدي رحمه اللَّه : " وهذا دعاء شامل لجميع المؤمنين من السابقين من الصحابة، ومن قبلهم، ومن بعدهم، وهذا من فضائل الإيمان، أن المؤمنين ينتفع بعضهم ببعض، ويدعو بعضهم لبعض، بسبب المشاركة في الإيمان، المقتضي لعقد الأخوة بين المؤمنين، التي من فروعها أن يدعو بعضهم لبعض، وأن يحب بعضهم بعضاً؛ ولهذا ذكر اللَّه تعالى في هذا الدعاء نفي الغل في القلب الشامل لقليله وكثيره، الذي إذا انتفى، ثبت ضده، وهو المحبّة بين المؤمنين". تفسير ابن سعدي، ص 1012.
قال أبو مظفر السمعاني رحمه اللَّه : " وفي الآية دليل على أن الترحم للسلف، والدعاء لهم بالخير، وترك ذكرهم بالسوء من علامة المؤمنين " تفسير أبي المظفر السمعاني، 5/ 402.
فالاستغفار وطلب المغفرة لنا ولمن سبقونا بالايمان - امر ضروري وغاية تطلب - . فمن أعظم حقوق المؤمن على المؤمن الدعاء.
سُبْحَانَ مَنْ يَعْفُو وَنَهْفُو دَائِمًا --- وَلَمْ يَزَلْ مَهْمَا هَفَا العَبْدُ عَفَا يُعْطِي الَّذِي يُخْطِي وَلاَ يَمْنَعُهُ --- جَلاَلُهُ عَنِ العَطَا لِذِي الخَطَا سبحانه يَبسُط يدَه بالليل ليَتُوبَ مُسِيء النَّهار، ويبسُط يدَه بالنهار ليتوبَ مُسِيء الليل حتى تطلُع الشمس من مغربها، فله الحمد والمنَّة. والله أعلم.
( لا تنسونا من دعوة صالحة واستغفار لنا ولكم ولجميع المسلمين والمؤمنينوالدعاء للجميع بأن يغفر الله - تعالى - لنا جميعاً - برحمته - إنه نعم المولى ونعم النصير )
| |
|