"
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . اللَّهُ الصَّمَدُ . لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ . وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ . "
سورة الاخلاص الصمدية.
ما جاء في تفسيرها.
واقوال اهل العلم في فضلها سورة الاخلاص :
مكية .، :في قول
ابن مسعود والحسن وعطاء وعكرمة وجابرعدد اياتها :
4.
و
مدنية في
أحد قولي ابن عباس وقتادة والضحاك والسدي.
لماذا سميت بسورة الاخلاص؟ روى ابو الدرداء رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله:"
إنَّ اللهَ جزَّأ القرآنَ ثلاثةَ أجزاءٍ . فجعل (قلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) جُزءًا من أجزاء القرآنِ "
الراوي : أبو الدرداء | المحدث : مسلم في صحيحه : 811 . وقال
ابن عثيمين في
فتاوى نور على الدرب : الجزء : 5 ، الصفحة : 2 سميت سورة الإخلاص لأمرين:
الأمر الأول
أن الله أخلصها لنفسه فليس فيها إلا الكلام عن الله سبحانه وتعالى وصفاته.
والثاني
أنها تخلص قائلها من الشرك إذا قرأها معتقدا ما دلت عليه ووجه كونها مشتملة على أنواع التوحيد الثلاثة وهي توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات أما توحيد الألوهية ففي قوله (
قل هو الله) (فهو الله) يعني
هو الإله المعبود حقاً الذي لا يستحق أن يعبد أحد سواه فهذا هو توحيد الألوهية ، وأما توحيد
الربوبية و
الأسماء والصفات ففي قوله (
الله الصمد) فمعناه
الكامل في صفاته الذي تصمد إليه جميع مخلوقاته فكماله في الصفات هو ما يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات وافتقار مخلوقاته كلها إليه وصمودها إليه يدل على أنه هو الرب الذي يقصد لدفع الشدائد والمكروهات وحصول المطالب والحاجات وفي قوله (
أحد)
توحيد في الأمور الثلاثة لأنه وحده سبحانه وتعالى هو المتصف بذلك الألوهية وبالصمدية سبحانه وتعالى وفي قوله (
لم يلد ولم يولد)
رد على النصارى الذين قالوا إن المسيح ابن الله وعلى اليهود الذين قالوا إن عزير ابن الله وعلى المشركين الذين قالوا إن الملائكة بنات الله. وهو سبحانه وتعالى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وإنما قال (
لم يكن له كفوا أحد)
لكمال صفاته لا أحد يكافئه أو يماثله أو يساويه.
ما جاء في سبب نزولها ووتفسيرها: قال القرطبي:"
قالوا : نزلت الآية جوابا لأهل الشرك لما قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : صف لنا ربك ، أمن ذهب هو أم من نحاس أم من صفر ؟ فقال الله - عز وجل - ردا عليهم :
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ".
قال الإمام
أحمد :
حدثنا أبو سعد محمد بن ميسر الصاغاني ، حدثنا أبو جعفر الرازي ، حدثنا الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب : أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم :
يا محمد ، انسب لنا ربك . فأنزل الله : "
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . اللَّهُ الصَّمَدُ . لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ . وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ " .
جاء في تفسير
ابن كثير :قال
عكرمة :
لما قالت اليهود : نحن نعبد عزيرا ابن الله . وقالت النصارى : نحن نعبد المسيح ابن الله . وقالت المجوس : نحن نعبد الشمس والقمر . وقالت المشركون : نحن نعبد الأوثان - أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم : ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ).
يعني : هو الواحد الأحد ، الذي لا نظير له ولا وزير ، ولا نديد ولا شبيه ولا عديل ، ولا يطلق هذا اللفظ على أحد في الإثبات إلا على الله عز وجل ; لأنه الكامل في جميع صفاته وأفعاله .
ورواه الترمذي وابن جرير ، عن أحمد بن منيع - زاد
ابن جرير : ومحمود بن خداش - عن أبي سعد محمد بن ميسر به - زاد ابن جرير والترمذي - قال : "
الصمد "
الذي لم يلد ولم يولد ، لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت ، وليس شيء يموت إلا سيورث ، وإن الله جل جلاله لا يموت ولا يورث ، "
وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ "
ولم يكن له شبه ولا عدل ، وليس كمثله شيء .
قال
القرطبي:"
الواحد الوتر ،
الذي لا شبيه له ، ولا نظير ولا صاحبة ، ولا ولد ولا شريك .
وأصل أحد :
وحد ؛
قلبت الواو همزة . ومنه قول
النابغة الذبياني:
كأن رحلي وقد زال النهار بنا ...بذي الجليل على مستأنس وحد وقوله : (
الله الصمد ) قال
عكرمة ، عن
ابن عباس :
يعني الذي يصمد الخلائق إليه في حوائجهم ومسائلهم .
قال
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس :
هو السيد الذي قد كمل في سؤدده ، والشريف الذي قد كمل في شرفه ، والعظيم الذي قد كمل في عظمته ، والحليم الذي قد كمل في حلمه ، والعليم الذي قد كمل في علمه ، والحكيم الذي قد كمل في حكمته ، وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد ، وهو الله سبحانه ، هذه صفته لا تنبغي إلا له ، ليس له كفء ، وليس كمثله شيء ، سبحان الله الواحد القهار .
وقال
الحسن: (
الصمد )
الحي القيوم الذي لا زوال له .
وقال
عكرمة : (
الصمد )
الذي لم يخرج منه شيء ولا يطعم .
وقال ابن مسعود ، وابن عباس ، وسعيد بن المسيب ، ومجاهد ، وعبد الله بن بريدة ، وعكرمة أيضا ، وسعيد بن جبير ، وعطاء بن أبي رباح ، وعطية العوفي ، والضحاك ، والسدي : (
الصمد )
الذي لا جوف له .
وقال
عبد الله بن بريدة : (
الصمد )
نور يتلألأ .
وقد قال ا
لحافظ أبو القاسم الطبراني في كتاب السنة له ، بعد إيراده كثيرا من هذه الأقوال في تفسير "
الصمد " :
وكل هذه صحيحة ، وهي صفات ربنا عز وجل ،
وهو الذي يصمد إليه في الحوائج ، وهو الذي قد انتهى سؤدده ، وهو الصمد الذي لا جوف له ، ولا يأكل ولا يشرب ، وهو الباقي بعد خلقه . وقال البيهقي نحو ذلك [ أيضا ] .
قال القرطبي :"
الله الصمد" أ
ي الذي يصمد إليه في الحاجات . كذا روى الضحاك عن ابن عباس ، قال : الذي يصمد إليه في الحاجات ؛ كما قال - عز وجل - " :
ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون". قال أهل اللغة :
الصمد :
السيد الذي يصمد إليه في النوازل والحوائج . قال :
ألا بكر الناعي بخير بني أسد بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد وقال القرطبي:"
قال أبو هريرة : إنه المستغني عن كل أحد ، والمحتاج إليه كل أحد . وقال السدي : إنه : المقصود في الرغائب ، والمستعان به في المصائب . وقال الحسين بن الفضل : إنه : الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد . وقال مقاتل : إنه : الكامل الذي لا عيب فيه ؛ ومنه قول الزبرقان :سيروا جميعا بنصف الليل واعتمدوا ...ولا رهينة إلا سيد صمد"
وقوله : (
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) أي :
ليس له ولد ولا والد ولا صاحبة .
قال القرطبي :"
وروى الترمذي عن أبي بن كعب : أن المشركين قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : انسب لنا ربك ؛ فأنزل الله - عز وجل - :" قل هو الله أحد الله الصمد" . والصمد : الذي لم يلد ولم يولد ؛ لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت ، وليس شيء يموت إلا سيورث ، وأن الله تعالى لا يموت ولا يورث . ولم يكن له كفوا أحد قال : لم يكن له شبيه ولا عدل ، وليس كمثله شيء . وروي عن أبي العالية : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر آلهتهم فقالوا : انسب لنا ربك . قال : فأتاه جبريل بهذه السورة قل هو الله أحد ، فذكر نحوه ، ولم يذكر فيه عن أبي بن كعب ، وهذا صحيح ؛ قاله الترمذي ".
أحاديث صحيحة في فضل قراءة " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " :
أولاً :
أحاديث ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أن سورة (
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)
تعدلُ ثلثَ القرآن :
روى البخاري (6643) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ يُرَدِّدُهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ، وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا ]أي يراها قليلة] فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ) .
وروى مسلم (811) عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :"
أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ ؟ " قَالُوا : وَكَيْفَ يَقْرَأْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ ؟. قَالَ :"
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ ".
وروى مسلم (812) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"
احْشُدُوا فَإِنِّي سَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فَحَشَدَ مَنْ حَشَدَ ، ثُمَّ خَرَجَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثُمَّ دَخَلَ ، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ : إِنِّي أُرَى هَذَا خَبَرٌ جَاءَهُ مِنْ السَّمَاءِ ، فَذَاكَ الَّذِي أَدْخَلَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :" إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ سَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ ، أَلَا إِنَّهَا تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ" .
فضلُ قراءتها العظيم الجليل :
عن عائشةَ رضي الله عنها ؛
أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بعث رجلًا على سريَّةٍ . وكان يقرأُ لأصحابِه في صلاتهم فيختم ب ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) . فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . فقال " سلوهُ . لأيِّ شيٍء يصنعُ ذلك " . فسألوهُ . فقال : ( لأنها صفةُ الرحمنِ . فأنا أُحِبُّ أن أقرأ بها ). فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ :" أَخْبِرُوهُ أنَّ اللهَ يحبُّهُ " .
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم في صحيحه : 813 .حديث صحيح . عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
كانَ رجلٌ منَ الأنصارِ يَؤمُّهم في مسجدِ قُباءَ ، فَكانَ كلَّما افتَتحَ سورةً يقرأُ لَهُم في الصَّلاةِ فقرأ بِها ، افتتحَ بقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حتَّى يفرُغَ مِنها ، ثمَّ يقرأُ بسورةٍ أُخرَى معَها ، وَكانَ يصنعُ ذلِكَ في كلِّ رَكْعةٍ. فَكَلَّمَهُ أصحابُهُ ، فقالوا : إنَّكَ تقرأُ بِهَذِهِ السُّورةِ ، ثمَّ لا ترَى أنَّها تجزيكَ حتَّى تقرأَ بسورةٍ أُخرَى ، فإمَّا أن تقرأَ بِها ، وإمَّا أن تدعَها وتقرأَ بسورةٍ أُخرَى ، قالَ : ما أنا بتارِكِها ، إن أحبَبتُمْ أن أؤُمَّكُم بِها فعلتُ ، وإن كَرِهْتُم ترَكْتُكُم. وَكانوا يرَونَهُ أفضلَهُم ، وَكَرِهوا أن يؤُمَّهُم غيرُهُ. فلمَّا أتاهمُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ أخبَروهُ الخبرَ. فقالَ :" يا فلانُ ، ما يمنعُكَ ممَّا يأمرُ بِهِ أصحابُكَ ، وما يحمِلُكَ أن تقرأَ هذِهِ السُّورةَ في كلِّ رَكْعةٍ ؟ " فقالَ : ( يا رسولَ اللَّهِ إنِّي أُحبُّها). فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ :" إنَّ حُبَّها أدخلَكَ الجنَّةَ".
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر: صحيح الترمذي: 2901 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح... و رواه البخاري في صحيحه: 774]معلقا] . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"
احشُدوا . فإني سأقرأُ عليكم ثُلُثَ القرآنِ "فحشَد مَن حشد . ثم خرج
نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فقرأ :"
قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ". ثم دخل . فقال بعضُنا لبعضٍ : إني أرى هذا خبرًا جاءه من السماءِ . فذاك الذي أدخلَه . ثم خرج نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فقال : "
إني قلتُ لكم : سأقرأُ عليكم ثُلُثَ القرآنِ . ألا إنها تَعدِلُ ثُلُثَ القرآنِ ".
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم في صحيحه : 812 | خلاصة حكم المحدث : صحيح. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :"
أقبلتُ معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فسمِعَ رجلًا يقرأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ" : ( وجبَتْ ). قلتُ :" ما وجبَتْ ؟" قالَ : ( الجنَّةُ ).
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي : 2897 | خلاصة حكم المحدث : صحيح . عن عبدالله بن خبيب رضي الله عنه قال :
خرَجنا في ليلةِ مَطرٍ وظُلمةٍ شديدةٍ نطلبُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ليصلِّيَ بنا فأدرَكْناهُ فقالَ : " قُلْ " ، فلَم أقُلْ شيئًا ثمَّ قالَ" قُلْ "، فَلم أقُلْ شيئًا ثمَّ قالَ :" قُلْ "، قلتُ يا رسولَ اللَّهِ ما أقولُ قالَ:" قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوِّذتينِ حينَ تصبحُ وحينَ تُمْسي ثلاثَ مرَّاتٍ تَكْفيكَ مِن كلِّ شيءٍ " الراوي : عبدالله بن خبيب | المحدث: المنذري في الترغيب والترهيب: 1/304 | خلاصة حكم المحدث : 0]لا ينزل عن درجة الحسن وقد يكون على شرط الصحيحين أو أحدهما] . عن معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"
من قرأ { قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ } حتى يختمَها عشرَ مراتٍ بنى اللهُ له قصرًا في الجنَّةِ ومن قرأها عشرين مرةً بني له قصرانِ ومن قرأها ثلاثينَ مرَّةً بُنِيَ له ثلاثٌ ".
الراوي : معاذ بن أنس الجهني | المحدث : الألباني في السلسلة الصحيحة : 2/136 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ورواه سعيد بن المسيب | المحدث : ابن حجر العسقلاني في تخريج مشكاة المصابيح : 2/392 | خلاصة حكم المحدث : من مرسل سعيد بن المسيب . عن أنس بن مالك رضي الله عنه انه سمعَ رجلًا آخرَ يقول في تشهُّدِه "
اللهم ! إني أسألُك بأن لك الحمدُ ، لا إله إلا أنت ، وحدك لا شريكَ لك ، المنانُ يا بديعَ السماواتِ والأرضِ ! يا ذا الجلالِ والإكرامِ ! يا حيُّ يا قيومُ ! إني أسألُك الجنةَ ، وأعوذُ بك من النار" فقال النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لأصحابِه :"
تدرون بما دعا ؟" قالوا : اللهُ ورسولُه أعلمُ . قال : "
والذي نفسي بيدِه لقد دعا اللهَ باسمِه العظيمِ ( وفي روايةٍ :
الأعظمِ )
الذي إذا دُعي به أجاب ، وإذا سُئل به أعطى".
الراوي : ]أنس بن مالك] | المحدث : الألباني في صفة الصلاة : 186 | خلاصة حكم المحدث : البخاري في الأدب المفرد بأسانيد صحيحة ورواه: بريدة بن الحصيب الأسلمي في: صحيح النسائي : 1299 ، صحيح. *وصحيح ابن ماجه: 3125 ، صحيح .*و صحيح الترمذي : 3475 | ، صحيح . عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فابتدأته فأخذت بيده ، فقلت : يا رسول الله ، بم نجاة المؤمن ؟ قال :"
يا عقبةُ بنَ عامرٍ صِلْ من قطعَكَ وأَعْطِ من حَرَمَكَ واعْفُ عمَّن ظلمَكَ"، قال ثم أتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال لي :" يا عقبةُ بنَ عامرٍ املُكْ لسانَكَ وابْكِ على خطيئتِكَ وليَسَعَكَ بيتُكَ "، قال ثم لقيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال لي:" يا عقبةُ بنَ عامرٍ ألا أُعلِّمُكَ سُوَرًا ما أُنْزلتْ في التوراةِ ولا في الزبورِ ولا في الإنجيلِ ولا في الفرقانِ مثلهنَّ لا يأتيَنَّ عليكَ ليلةٌ إلا قرأتَهُنَّ فيها { قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ } و{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ } و{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ }"
الراوي : عقبة بن عامر | المحدث : الألباني في السلسلة الصحيحة: 6/859 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت:
أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان إذا أوى إلى فراشِه كلَّ ليلةٍ، جمع كفَّيه ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما : {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } . و{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ } . و{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ } . ثم يمسحُ بهما ما استطاعَ من جسدِه، يبدأُ بهما على رأسِه ووجهِه، وما أقبل من جسدِه، يفعل ذلك ثلاثَ مراتٍ .
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري في صحيحه: 5017 . ]صحيح] ثانياً :
فضل الله واسع ، فقد تفضَّل الله على الأمة ، وعوَّض قِصَر عمرها بمزيد من الأجر على أعمال يسيرة . والعجيب أن بعض الناس بدلاً من أن يكون ذلك دافعاً له على الازدياد من الخير والحرص عليه تحوَّل هذا عنده إلى فتور وكسل عن أداء الطاعات ، أو تَعَجُّبٍ واستبعادٍ لهذا الفضل والثواب .
وأما معنى الحديث :
فهناك فرق بين الجزاء والإجزاء ، فيجبُ التفريق بينهما وتحرير القةل فيهما:
الجزاء :
جَزاء: ( اسم ) مصدر
جَزَى:
جزَى يَجزي ، اجْزِ ، جزاءً ، فهو
جازٍ ، والمفعول
مَجْزيّ.
اي
عاقبة ونتيجة او عقاب ، مكافأة على عمل او ثواب او كفاية.
الثواب الذي يعطيه الله تعالى على الطاعة .
معجم: اللغة العربية المعاصر و المعجم: الرائد و معجم: كلمات القران و معجم: المصطلحات الفقهية و المعجم: الغني .
و
الإجزاء : مصدر
أجْزَى و
أَجْزَأَأجزأَ / أجزأَ عن / أجزأَ من
يُجزِئ ، إجزاءً ، فهو
مُجزِئ ، والمفعول
مُجزَأ كفاه ، أغناه هذا العملُ. و
قام مقام.
هو
أن يسدَّ الشيء عن غيره ويجزئ عنه .
فقراءة { قل هو الله أحد } لها جزاء قراءة ثلث القرآن ، لا أنها تجزئ عن قراءة ثلث القرآن .
فمن نذر – مثلاً – أن يقرأ ثلث القرآن ،
فلا يجزئه قراءة {
قل هو الله أحد }
لأنها تعدل ثلث القرآن في الجزاء والثواب لا في الإجزاء والإغناء عن قراءة ثلث القرآن .
ومثل هذا يقال في قراءتها ثلاث مرات ،
فمن قرأها في صلاته ثلاث مرات لا تجزئه عن قراءة الفاتحة ، مع أنه يُعطى جزاء وأجر قراءة القرآن كاملاً ،
لكن لا يعني هذا أنها أجزأته عن الفاتحة .
ومثل هذا في الشرع :
ما أعطاه الشارع لمن صلَّى صلاة واحدة في الحرم المكي ،
وأنه له أجر مائة ألف صلاة ،
فهل يفهم أحد من هذا الفضل الرباني أنه لا داعي للصلاة عشرات السنين لأنه صلَّى صلاة واحدة في الحرم تعدل مائة ألف صلاة ؟
.
بل هذا في الجزاء والثواب ، أما الإجزاء فشيء آخر .
علماً بأنه لم يقل أحد من أهل العلم إنه ليس بنا حاجة لقراءة القرآن ، وأن { قل هو الله أحد} كافية عنه ؛
ذلك أن القول الصحيح من أقوال أهل العلم أن هذه السورة كان لها هذا الفضل لأن القرآن أُنزل على ثلاثة أقسام : ثلث منها للأحكام ، وثلث منها للوعد والوعيد ، وثلث منها للأسماء والصفات .
وهذه السورة جمعت الأسماء الصفات . هذا قول
أبي العباس بن سريج واستحسنه شيخ الإسلام
ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " ( 17 / 103 ) .
والمسلم لا غنى له عن الأمرين الآخرين وهما الأحكام والوعد والوعيد ، ولا يتم له معرفتهما إلا بالنظر في كتاب الله كاملاً ، ولا يمكن لمن يقف عند سورة " الصمد " أن يعرف هذين الأمرين .
قال شيخ الإسلام
ابن تيمية رحمه الله :
"
والثواب أجناس مختلفة كما أن الأموال أجناس مختلفة من مطعوم ومشروب وملبوس ومسكون ونقد وغير ذلك ، وإذا ملك الرجل من أحد أجناس المال ما يعدل ألف دينار مثلا لم يلزم من ذلك أن يستغنيَ عن سائر أجناس المال ، بل إذا كان عنده مال وهو طعام فهو محتاج إلى لباس ومسكن وغير ذلك ، وكذلك إن كان من جنس غير النقد فهو محتاج إلى غيره ، وإن لم يكن معه إلا النقد فهو محتاج إلى جميع الأنواع التي يحتاج إلى أنواعها ومنافعها ، والفاتحة فيها من المنافع : ثناء ودعاء مما يحتاج الناس إليه ما لا تقوم { قل هو الله أحد } مقامه في ذلك ، وإن كان أجرها عظيماً فذلك الأجر العظيم إنما ينتفع به صاحبه مع أجر فاتحة الكتاب ولهذا لو صلى بها وحدها بدون الفاتحة : لم تصح صلاته ، ولو قدِّر أنه قرأ القرآن كله إلا الفاتحة : لم تصح صلاته لأن معاني الفاتحة فيها الحوائج الأصلية التي لابد للعباد منها ."
" مجموع الفتاوى " ( 17 / 131 ) . وقال ايضا رحمه الله :
"
فالقرآن يحتاج الناس إلى ما فيه من الأمر والنهي والقصص ، وإن كان التوحيد أعظم من ذلك، وإذا احتاج الإنسان إلى معرفة ما أُمر به وما نهي عنه من الأفعال أو احتاج إلى ما يؤمر به ويعتبر به من القصص والوعد والوعيد : لم يسدَّ غيرُه مسدَّه ، فلا يسدُّ التوحيدُ مسدَّ هذا ، ولا تسدُّ القصص مسدَّ الأمر والنهي ولا الأمر والنهي مسدَّ القصص ، بل كل ما أنزل الله ينتفع به الناس ويحتاجون إليه".
فإذا قرأ الإنسان { قل هو الله أحد } : حصل له ثوابٌ بقدر ثواب ثلث القرآن لكن لا يجب أن يكون الثواب من جنس الثواب الحاصل ببقية القرآن ، بل قد يحتاج إلى جنس الثواب الحاصل بالأمر والنهي والقصص ، فلا تسد { قل هو الله أحد } مسد ذلك ولا تقوم مقامه ".
ثم قال رحمه الله :
"
فالمعارف التي تحصل بقراءة سائر القرآن لا تحصل بمجرد قراءة هذه السورة فيكون من قرأ القرآن كله أفضل ممن قرأها ثلاث مرات من هذه الجهة لتنوع الثواب ، وإن كان قارئ { قل هو الله أحد } ثلاثاً يحصل له ثواب بقدر ذلك الثواب لكنه جنس واحد ليس فيه الأنواع التي يحتاج إليها العبد كمن معه ثلاثة آلاف دينار وآخر معه طعام ولباس ومساكن ونقد يعدل ثلاثة آلاف دينار فإن هذا معه ما ينتفع به في جميع أموره وذاك محتاج إلى ما مع هذا ، وإن كان ما معه يعدل ما مع هذا ، وكذلك لو كان معه طعام من أشرف الطعام يساوي ثلاثة آلاف دينار فإنه محتاج إلى لباس ومساكن وما يدفع به الضرر من السلاح والأدوية وغير ذلك مما لا يحصل بمجرد الطعام ".
" مجموع الفتاوى " ( 17 / 137 – 139 ) . وعلى ما تقدم من تفاصيل ...نجمل اقوال اهل العلم في فضل " قل هو الله أحد " الواردة في الحديث بأنها تعدل ثلث القران ...على اربعة اقوال وهي: القول الأول:
أنها ثلث باعتبار معاني القرآن، لأن القرآن أحكام وأخبار وتوحيد، وقد اشتملت هي على القسم الثالث، فكانت ثلثاً بهذا الاعتبار.
والقول الثاني:
أنها ثلث القرآن باعتبار الثواب. أي أن ثواب قراءتها يعدل ثواب قراءة ثلث القرآن، وقيل مثله من غير تضعيف - الاجور -، والأقرب أنه مع التضعيف للإطلاق.والقول الثالث:
أن المراد من عمل بما تضمنته من الإخلاص والتوحيد كان كمن قرأ ثلث القرآن.والقول الرابع:
أن هذا الثواب خاص بذاك الرجل الذي كان يرددها في ليلة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ". والأقرب هو أن ثوابها كثواب ثلث القرآن مع التضعيف - للاجور -.وفضل الله واسع.والله أعلم .
...................
ملحوظة و تذكرة هامة - لأولي
الالباب و
الاذواق و
الأمناء الانقياء و
الشخصيات الراقية:
6]]لا تنسو المشاركة والتبليغ والدعوة والتذكير ...
علمٌ ينتفع به و
صدقة جارية ...لنا ومثلها لارواح امواتنا ولجميع المسلمين ...و
للقارئين والمطبقين والمذكرين والناشرين...
فريقنا لا يمنع النقل ...
لكن اعلموا علم اليقين ان الموضوع محقق ومدقق وموثق ومراجع ومتعوب عليه... -
وكله بتوفيق الله وكرمه - ...
فلا يمتنع ناسخ الموضوع وناقله من ...أن يكون صاحب
خلق سام و
ذوق رفيع و
امانة علمية ، ان يذكر المصدر.https://oways.yoo7.com/."
لا يشكر الله ، من لا يشكر الناس"...
كلكم ذوق وخلق ونظر وفهم[/b]..