(حب الدنيا وطول الامل):
{كتبه، وذكر به وبلغه ووثقه:
أبو أويس الأيوبي...علم وصدقة}
روى البخاري، ج: 8، ص:89،ح: 6420 ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ :
" لَا يَزَالُ قَلْبُ الْكَبِيرِ شَابًّا فِي اثْنَتَيْنِ ؛ فِي
حُبِّ الدُّنْيَا
وَطُولِ الْأَمَلِ ".
{كتبه، وذكر به وبلغه ووثقه:
أبو أويس الأيوبي...علم وصدقة}
ورواية مسلم، ج:3، ص:99،ح: 1046، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ:
" قَلْبُ الشَّيْخِ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَتَيْنِ:
طُولُ الْحَيَاةِ، وَحُبُّ الْمَالِ
".
وجاء في: 'فتح الباري بشرح صحيح البخاري'، الحديث الثاني: قوله: ( يونس ) هو:' ابن يزيد الأيلي'.
*قوله:
( لا يزال قلب الكبير شابا في اثنتين: في حب الدنيا وطول الأمل )
المراد بالأمل هنا محبة طول العمر، فسره حديث أنس الذي بعده في آخر الباب، وسماه 'شابا' إشارة إلى قوة استحكام حبه للمال، أو هو من باب المشاكلة والمطابقة.
*قوله: ( قال ليث عن يونس وابن وهب عن يونس عن ابن شهاب أخبرني سعيد ) هو ابن المسيب، ( وأبو سلمة ) يعني كلاهما عن أبي هريرة.
أما رواية 'ليث' وهو ابن سعد، فوصلها الإسماعيلي من طريق أبي صالح كاتب الليث: " حدثنا الليث حدثني يونس هو ابن يزيد عن ابن شهاب أخبرني سعيد وأبو سلمة عن أبي هريرة بلفظه إلا أنه قال:
" المال " بدل: " الدنيا "
،
*وأما رواية ابن وهب فوصلها مسلم عن حرملة عنه بلفظ:
" قلب الشيخ شاب على حب اثنتين طول الحياة وحب المال "
،
وأخرجه الإسماعيلي من طريق أيوب
بن سويد عن يونس مثل رواية ابن وهب سواء، وأخرجه البيهقي من وجه آخر عن أبي هريرة بزيادة في أوله:
" قال:' إن ابن آدم يضعف جسمه، وينحل لحمه من الكبر وقلبه شاب ".
{كتبه، وذكر به وبلغه ووثقه:
أبو أويس الأيوبي...علم وصدقة}
وبوب البخاري، رحمه الله، في كِتَابٌ: (الرِّقَاقُ)، بَابٌ:
فِي الْأَمَلِ وَطُولِهِ، وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : { فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ }
{ ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ }.
وَقَالَ عَلِيٌّ (بن أبي طالب):
"ارْتَحَلَتِ الدُّنْيَا مُدْبِرَةً، وَارْتَحَلَتِ الْآخِرَةُ مُقْبِلَةً، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ،
وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا ؛ فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلَا حِسَابَ، وَغَدًا حِسَابٌ وَلَا عَمَلٌ".
*بِمُزَحْزِحِهِ : بِمُبَاعِدِهِ.
وروى البخاري،ج:8، ص: 89
6418، عَنْ أَنَس بن مَالك، قَالَ:
'خَطَّ النَّبِيُّ ﷺ خُطُوطًا، فَقَالَ:
{هَذَا الْأَمَلُ، وَهَذَا أَجَلُهُ، فَبَيْنَمَا
هُوَ كَذَلِكَ ؛ إِذْ جَاءَهُ الْخَطُّ الْأَقْرَبُ} '.
{كتبه، وذكر به وبلغه ووثقه:
أبو أويس الأيوبي...علم وصدقة}
جاء في: 'فتح الباري بشرح صحيح البخاري': (بتصرف يسير)
*' قوله
خطوطا ) قد فسرت في حديث ابن مسعود.
* وعند البيهقي في الزهد من وجه عن إسحاق سياق المتن أتم منه، ولفظه:
" خط خطوطا، وخط خطا ناحية، ثم قال هل تدرون ما هذا ؟ هذا مثل ابن آدم ومثل التمني وذلك الخط الأمل بينما يأمل إذ جاءه الموت )
*وقد أخرج الترمذي حديث أنس من رواية حماد بن سلمة عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس عن أنس بلفظ:
" هذا ابن آدم وهذا أجله، ووضع يده عند قفاه ثم بسطها، فقال:
"وثم أمله وثم أجله "،
أي: إن أجله أقرب إليه من أمله...
*وأخرجه أحمد من رواية علي بن علي عن أبي المتوكل عنه، ولفظه:
" أن النبي ﷺ غرز عودا بين يديه ثم غرز إلى جنبه آخر، ثم غرز الثالث فأبعده، ثم قال: هذا الإنسان وهذا أجله وهذا أمله ".
'والأحاديث متوافقة على أن
الأجل
أقرب من الأمل'
.
ورواية الترمذي، ج:4، ص:244، ح: 2454، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ خَطًّا مُرَبَّعًا، وَخَطَّ فِي وَسَطِ الْخَطِّ خَطًّا، وَخَطَّ خَارِجًا مِنَ الْخَطِّ خَطًّا، وَحَوْلَ الَّذِي فِي الْوَسَطِ خُطُوطًا، فَقَالَ:
" هَذَا ابْنُ آدَمَ، وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ، وَهَذَا الَّذِي فِي الْوَسَطِ الْإِنْسَانُ، وَهَذِهِ الْخُطُوطُ عُرُوضُهُ إِنْ نَجَا مِنْ هَذَا يَنْهَشُهُ هَذَا،
وَالْخَطُّ الْخَارِجُ الْأَمَلُ
".
ورواية أحمد في المسند،ج:17، ص:212،ح: 11132، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ غَرَزَ بَيْنَ يَدَيْهِ غَرْزًا، ثُمَّ غَرَزَ إِلَى جَنْبِهِ آخَرَ، ثُمَّ غَرَزَ الثَّالِثَ، فَأَبْعَدَهُ، ثُمَّ قَالَ:" هَلْ تَدْرُونَ
مَا هَذَا ؟ ". قَالُوا
اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ). قَالَ:
" هَذَا الْإِنْسَانُ، وَهَذَا أَجَلُهُ، وَهَذَا أَمَلُهُ،
يَتَعَاطَى الْأَمَلَ، يَخْتَلِجُهُ دُونَ ذَلِكَ ".
.
{كتبه، وذكر به وبلغه ووثقه:
أبو أويس الأيوبي...علم وصدقة}