السراج كاتبة متميزة واميرة الاشراف
عدد المساهمات : 410 تاريخ التسجيل : 27/02/2010 العمر : 53 الموقع : aahmroo@yahoo.com
| موضوع: الذنوب والكبائر الخميس يناير 19, 2012 10:18 am | |
| الفرق بين تكفير السيئات ومغفرة الذنوب
وقد جاء في كتاب الله تعالى ذكرهما مقترنين ، وذكر كلا منهما منفردا عن الآخر ، فالمقترنان كقوله تعالى حاكيا عن عباده المؤمنين " ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار " والمنفرد كقوله : [ ص: 318 ] " والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم " وقوله في المغفرة " ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم "
وكقوله : " ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا " ونظائره .
فهاهنا أربعة أمور : ذنوب ، وسيئات ، ومغفرة ، وتكفير .
فالذنوب : المراد بها الكبائر ، والمراد بالسيئات : الصغائر ، وهي ما تعمل فيه الكفارة ، من الخطأ وما جرى مجراه ، ولهذا جعل لها التكفير ، ومنه أخذت الكفارة ، ولهذا لم يكن لها سلطان ولا عمل في الكبائر في أصح القولين ، فلا تعمل في قتل العمد ، ولا في اليمين الغموس في ظاهر مذهب أحمد وأبي حنيفة .
والدليل على أن السيئات هي الصغائر والتكفير لها قوله تعالى " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما " وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ."
ولفظ المغفرة أكمل من لفظ التكفير ولهذا كان من الكبائر ، والتكفير مع الصغائر ، فإن لفظ المغفرة يتضمن الوقاية والحفظ ، ولفظ التكفير يتضمن الستر والإزالة ، وعند الإفراد يدخل كل منهما في الآخر كما تقدم ، فقوله تعالى كفر عنهم سيئاتهم يتناول صغائرها وكبائرها ، ومحوها ووقاية شرها ، بل التكفير المفرد يتناول أسوأ الأعمال ، كما قال تعالى" ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ".
وإذا فهم هذا فهم السر في الوعد على المصائب والهموم والغموم والنصب والوصب بالتكفير دون المغفرة ، كقوله في الحديث الصحيح " ما يصيب المؤمن من هم ولا [ ص: 319 ] غم ولا أذى - حتى الشوكة يشاكها - إلا كفر الله بها من خطاياه "فإن المصائب لا تستقل بمغفرة الذنوب ، ولا تغفر الذنوب جميعها إلا بالتوبة ، أو بحسنات تتضاءل وتتلاشى فيها الذنوب ، فهي كالبحر لا يتغير بالجيف ، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث .
فلأهل الذنوب ثلاثة أنهار عظام يتطهرون بها في الدنيا ، فإن لم تف بطهرهم طهروا في نهر الجحيم يوم القيامة : نهر التوبة النصوح ، ونهر الحسنات المستغرقة للأوزار المحيطة بها ، ونهر المصائب العظيمة المكفرة ، فإذا أراد الله بعبده خيرا أدخله أحد هذه الأنهار الثلاثة ، فورد القيامة طيبا طاهرا ، فلم يحتج إلى التطهير الرابع . ...................................... بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه ...
هل يوجد فرق بين الذنوب والكبائر ؟
فالمراد بالذنوب في القرآن الكبائر ،
والمراد بالسيئات الصغائر .
وعند التدبر لآيات القرآن الكريم نجد : أن لفظ ( المغفرة ) يرد مع الذنوب ،
أمالفظ ( التكفير ) فيرد مع السيئات ،
قال الله تعالى : { رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا} آل عمران :193
وذلك لأن لفظ المغفرة يتضمن الوقاية والحفظ ،
ولفظ التكفير يتضمن الستر والإزالة .
والدليل على أن السيئات هي الصغائر ، والتكفير لها : قوله تعالى :
{ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا } النساء 31 والله تعالى أعلى وأعلم .
..............................
فقد قال الإمام الشوكاني رحمه الله في تفسيره (فتح القدير) عند الكلام عن هذه الآية: "قيل المراد بالذنوب هنا الكبائر، وبالسيئات الصغائر، والظاهر عدم اختصاص أحد اللفظين بأحد الأمرين، والآخر بالآخر، بل يكون المعنى في الذنوب والسيئات واحداً، والتكرير للمبالغة والتأكيد".أ.هـ.
وقال السمرقندي رحمه الله: "وقال الكلبي: الذنوب الكبائر ودون الكبائر ، والسيئات الشرك".
وقال الضحاك: "الذنوب يعني ما عملوا في حال الجاهلية، والسيئات ما عملوا في حال الإسلام، ويقال: الذنوب والسيئات بمعنى واحد. ويقال: الذنوب هي الكبائر، والسيئات ما دون الكبائر التي تكفر من الصلاة إلى الصلاة"، والعلم عند الله تعالى. ....................................
| |
|
ahmaroayoubi كاتبة متميزة واميرة الاشراف
عدد المساهمات : 307 تاريخ التسجيل : 03/01/2012 العمر : 55
| موضوع: رد: الذنوب والكبائر الأربعاء يناير 16, 2013 10:48 am | |
| " اللهم جنبا الذنوب والكبائر وتجاوز عن ما تعلم انك انت الاعز الاكرم " " اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن " جوزيتم خيرا | |
|