خرافة صيام العشر من ذي الحجة...
اولا:
بيّنا من وقت قريب، ما صح وثبت في فضل الأيام العشر: (نعيد للفائدة)
يختار ربنا عز وجل ويصطفي ويفضل ويخص ما شاء من'الأشخاص'، و'الأعمال' و'الأيام' و'الأماكن'، بما شاء، كما بين ذلك نبينا ﷺ، في أحاديثه،منها:
تفضيل (الأيام العشر)، و{يوم النحر}، و[يوم الجمعة]، و) شهر رمضان)، و{ليالي العشر الأُخر من رمضان}، و] ليلة القدر من رمضان]، و(المسجد الحرام، ثم مسجد النبيﷺ ثم الاقصى)، و {صلاة الليل، وصدقة السر، والجهاد، ووقت السحر، وموضع السجود} و [وأولي العزم من الرسل].
يختار الله ربنا عز وجل، ويصطفي ما يشاء، ولا نعظم ولا نرفع ولا نفضل، إلا بالدليل الثابت عنه صلوات ربي عليه وسلامه حتى الرضى.
روى أبو داود، ج:2، ص:566،ح: 2438، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
'قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ :
" مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا
أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ ".
-يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ-،
قَالُوا :'يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟'
قَالَ : " وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ
مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ ".
وروى المنذري في:'الترغيب والترهيب'،2/190، عن جابر رضي
الله عنه أن النبيﷺ قال:
'
"أفضل أيام الدنيا العشر"
-يعني عشر ذي الحجة-
قيل:'ولا مثلهن في سبيل الله؟'
قال: "ولا مثلهن في سبيل الله!،
✓إلا رجل عفر وجهه في التراب".
( والمقصود: تعظيمُ قدرِ الجهادِ، وفَضل بَل النّفس والتّضحية بها في سَبيل اللّه، وتفاوتُ درَجاتِ القُربات).
ورواه عن جابر بن عبدالله:
ابن رجب في:'لطائف المعارف': 467،
وقال:'روي مرسلاً..'✓
*وأخرجه الشجري في
الأمالي): (1687).
*ابن رجب في:' فتح الباري': 6/120 ،وقال:'روي مرسلاً'.
*وأخرجه البزار في (مجمع الزوائد) للهيثمي (4/20).
*والألباني في:'صحيح الجامع': 1133.
وروى أبو داود، ج:2، ص: 254، ح: 1765، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ (الأزدي الثمالي، والي حمص زمن أبي عبيدة/معاوية، ت: ٥٦/٥٨ هـ، بأرض الروم،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَال:
" إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
يَوْمُ النَّحْرِ
،
ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ
'.
يوم القرّ: يوم الحادي عشر من ذي الحجة، وسمي بذلك لأن الناس يقرِّون؛ أي: يقيمون فيه بمنى.
وأخرج الترمذي في سننه:(3339)، والطبراني في
المعجم الأوسط)، (1087) باختلاف يسير، والبزار (9591) مختصراً، والالباني في صحيح الجامع: ٨٢٠١، عن أبي هريرة،عن النبي ﷺ، قوله:
"✓ اليومُ الموعودُ يومُ القيامةِ،✓ واليومُ المشهودُ يومُ عرفةَ، ✓والشاهدُ يومُ الجُمُعةِ، وما طَلَعَتِ الشمسُ ولا غَرَبَتْ، على يومٍ أفضلَ منه، فيه ساعةٌ لا يوافقُها عبدٌ مسلمٌ يَدْعُو اللهَ بخيرٍ إلا استجاب اللهُ له، ولا يستعيذُ من شرٍّ إلا أعاذه اللهُ منه".
أخرج الترمذي في سننه:(3339)، والطبراني في
المعجم الأوسط)، (1087) باختلاف يسير، والبزار (9591) مختصراً، والالباني في صحيح الجامع: ٨٢٠١، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قوله:
"✓ اليومُ الموعودُ يومُ القيامةِ،✓ واليومُ المشهودُ يومُ عرفةَ، ✓والشاهدُ يومُ الجُمُعةِ، وما طَلَعَتِ الشمسُ ولا غَرَبَتْ، على يومٍ أفضلَ منه، فيه ساعةٌ لا يوافقُها عبدٌ مسلمٌ يَدْعُو اللهَ بخيرٍ إلا استجاب اللهُ له، ولا يستعيذُ من شرٍّ إلا أعاذه اللهُ منه".
*وروي عن (زيد بن أسلم، وأبي مالك الأشعري).✓{صحيح بمجموع طرقه}
(تذكرة وتبليغ من أبي اويس)
جَعَل اللهُ عزَّ وجلَّ الخيريَّةَ في
يومِ الجُمُعةِ
على سائرِ الأيَّام.
لِمَا فيه مِن الفَضلِ والأجرِ والثَّوابِ، والبَركاتِ التي لا تحصل في كلّ أسبُوع على مَدار العام، إلا فيه، كما من حديث أوس بن أوس،عن النبي ﷺ،قوله:
(وذكر الجمعة)
'... مَن غسَّلَ أو اغتسَلَ، ثم غَدا وابتكَرَ، وخرَجَ يَمشي ولم يَركَبْ، ثم دنا مِنَ الإمامِ، فأنصَتَ له ولم يَلغُ؛ كان له
كأجْرِ سَنةٍ، صيامِها وقيامِها
. "
قال: وزعَمَ يَحيى بنُ الحارِثِ أنَّهُ حفِظَ عن أبي الأشعَثِ أنَّهُ قال له:
( بكُلِّ خُطوةٍ كأجْرِ سَنَةٍ، صيامِها وقيامِها).
رواه : أوس بن أبي أوس، وقيل أوس بن أوس والد عمرو.
*أخرجه الترمذي:(496)، والنسائي: (1381)، وابن ماجه (1087)، وأحمد (16175) واللفظ له،و شعيب الأرناؤوط في:' تخريج المسند': 16175، وقال: إسناده صحيح
(كتبه، وذكر به وعلق عليه: أبو أويس الأيوبي}.
وقد بيَّن النّبيّ ﷺ فَضائلَ بعضِ الأيام والليالي والساعات والأماكن، وما ينبغي لها /فيها مِن
أعمالٍ صالحةٍ وقربات ودعوات، وعِباداتٍ تُقرِّب العبدَ مِن رَحمة ربّه وفضلهِ ومَغفرتهِ وعَفوهِ.
*وهنا يَقولُ النَّبيُّ ﷺ:
"اليومُ الموعودُ يَومُ القِيامةِ"،
أي: المذكورُ في قولِه تعالى:
{وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ...} [سورة البروج: 2]،
فاليوم الموعود
يومُ القِيامةِ
لأنَّ اللهَ وعَد به الخلق لجمعهم وعرضهم عليه،سبحانه، وحسابهم.
"واليومُ المشهودُ"
يومُ عَرفةَ
لأنَّ النَّاسَ يَشهَدونه، أي: يَحضُرونه ويَجتمِعون فيه.
(كتبه، وعلق عليه ووثقه: أبو أويس الأيوبي}
"والشَّاهدُ"
يومُ الجُمُعةِ"
أي: يَشهَد لِمَن حضَر صَلاتَه،
✓"وما طلَعتِ الشَّمسُ ولا غرَبَتْ
على يومٍ أفضلَ منه"،
الجُمُعةِ،
"فيه ساعةٌ لا يُوافِقُها"،
أي: يُصادِفُها، ويُوفَّقُ للدُّعاءِ فيها،
عَبدٌ مُسلِمٌ يَدعو اللهَ بخيرٍ إلَّا استجابَ اللهُ له. ولا يَستعيذ ويَطلُبُ الحِمايةَ والوقايةَ إلا وفق لذلك، لأنَّ في (الجمعة) ساعةَ إجابةٍ لمَن يَدْعو اللهَ عزَّ وجلَّ في تلك السَّاعةِ.
وقد ثبت في تَحديدِ تلك السَّاعةِ أحاديث كما عندَ أبي داودَ والنَّسائيِّ مِن حديثِ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضِيَ اللهُ عنهما -قولُه ﷺ:
"... فالْتَمِسوها آخرَ ساعةٍ بعدَ العصرِ".
(كتبه، ووثقه: أبو أويس الأيوبي}
وورَدَ أيضا، أنَّها الساعةُ التي
بين أذانِ الجُمُعةِ وانقضاءِ الصَّلاةِ، كما عند مُسلمٍ من حَديثِ أبي موسى الأَشعريِّ رضِيَ اللهُ عنه، قال: سمِعتُ رسولَ اللهِ ﷺ يقولُ -يعني في ساعةِ الجُمُعةِ- :
(هي ما بينَ أنْ يَجلِسَ الإمامُ
إلى أنْ تُقضَى الصَّلاةُ).
وكلُّ واحدةٍ مِن هاتَينِ الساعتَينِ يُرجَى فيها إجابةُ الدُّعاءِ.
(كتبه، ووثقه: أبو أويس الأيوبي}
فَعلينَا اغتنَامُ وتَحرِّي أوقاتِ وأماكنِ إجابَة الدّعَاء، معَ عَدم إغفال أسباب الإجابة أصلا -الإخلاص، حسن الظن، عدم الغفلة، طيب المأكل والمشرب، بر الوالدين، وو-
(كتبه وذكر به ووثقه: أبو أويس الأيوبي}
وروى ابن ماجه،ج:2، ص:290،ح:
1084، عَنْ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ (بشير/رفاعة،الأنصاري،ت بعد ٥٠ هـ، في خلافة عثمان/معاوية)، قَالَ :
'قَالَ النَّبِيُّ ﷺ :
" إِنَّ
يَوْمَ الْجُمُعَةِ
سَيِّدُ الْأَيَّامِ وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللَّهِ،
وَهُوَ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ> يَوْمِ الْأَضْحَى وَيَوْمِ الْفِطْرِ<، فِيهِ خَمْسُ خِلَالٍ :
✓خَلَقَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ، ✓وَأَهْبَطَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ إِلَى الْأَرْضِ، ✓وَفِيهِ تَوَفَّى اللَّهُ آدَمَ، ✓وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا الْعَبْدُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ، مَا لَمْ يَسْأَلْ حَرَامًا، وَفِيهِ ✓تَقُومُ السَّاعَةُ، مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ، وَلَا سَمَاءٍ وَلَا أَرْضٍ، وَلَا رِيَاحٍ وَلَا جِبَالٍ، وَلَا بَحْرٍ إِلَّا وَهُنَّ يُشْفِقْنَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ".
*وذكره المنذري في:'الترغيب والترهيب': 1/335،وقال:
' [فيه] عبدالله بن محمد بن عقيل،
وبقية رواته ثقات مشهورون'.
وروى ابو داود، ج:1، ص:442،ح:، 1046، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
'قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ :
" خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ
يَوْمُ الْجُمُعَةِ
؛ فِيهِ✓ خُلِقَ آدَمُ، ✓وَفِيهِ أُهْبِطَ، ✓وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ،✓ وَفِيهِ مَاتَ، ✓وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ،
✓وَمَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا وَهِيَ مُسِيخَةٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ حِينِ تُصْبِحُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ شَفَقًا مِنَ السَّاعَةِ، إِلَّا الْجِنَّ وَالْإِنْسَ، ✓وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ حَاجَةً إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهَا ".
قَالَ كَعْبٌ :[ ذَلِكَ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَوْمٌ]. فَقُلْتُ :
{ بَلْ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ}.
قَالَ :" فَقَرَأَ كَعْبٌ التَّوْرَاةَ"، فَقَالَ:
"صَدَقَ النَّبِيُّ ﷺ".
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ
ثُمَّ لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ فَحَدَّثْتُهُ بِمَجْلِسِي مَعَ كَعْبٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ : 'قَدْ عَلِمْتُ أَيَّةُ سَاعَةٍ هِيَ؟').
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ :فَقُلْتُ لَهُ : فَأَخْبِرْنِي بِهَا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ :
'هِيَ آخِرُ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ'. فَقُلْتُ:
كَيْفَ هِيَ آخِرُ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
" لَا يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي ".
، وَتِلْكَ السَّاعَةُ لَا يُصَلَّى فِيهَا ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ :
" أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
" مَنْ جَلَسَ مَجْلِسًا يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ فَهُوَ فِي صَلَاةٍ حَتَّى يُصَلِّيَ " ؟
قَالَ : فَقُلْتُ
بَلَى). قَالَ :[هُوَ ذَاكَ].
اما العشر الأُول من ذي شهر ذي الحجة المبارك:
أفضل أيام الدنيا
.
وما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر ، وقد ورد في فضلها أحاديث كثيرة صحيحة .
ومن أصح هذه الأحاديث وأشهرها ما أخرجه البخاري في ج :2، ص:20، ح: 969، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (عبدالله بن عباس،-البحر/حبر الأمة، أمه لبابة الكبرى، ولد:٣ ق هـ، ت:٦٧/٧٠ هـ)،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ :
" مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ أَفْضَلَ
مِنَ الْعَمَلِ فِي هَذِهِ ".
قَالُوا :
وَلَا الْجِهَادُ ؟
قَالَ :
" وَلَا الْجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ "."
ورواية أبي داود، ج:2، ص:566،ح:
2438، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ :
" مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ ". يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ قَالَ : " وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ ".
وأما الصيام في الأيام العشر من ذي الحجة:
فهو من جنس العمل الصالح .
وقد ورد في فضل صيامها : ما أخرجه أبو داود في "سننه": (2436) ، والنسائي في: "سننه" (2417) ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ﷺ (ام سلمة؛ هند
بنت أمية المخزومية،ت:٥٩/٦١ هـ) ، وقيل (حفصة بنت عمر)، قَالَتْ:
( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ ) .
*والحديث صححه الألباني في
"صحيح سنن أبي داود" (2106)،
لكنه عند جمهور المحدثين
ضعيف)
وأما ما ورود من حديث، يتناقله العوام، بمناسبة لكل يوم من أيام العشر، فإن ذلك لم يرد عن النبيﷺ، بسند صحيح.
*وما ورد من هذه الأحداث المذكورة المكذوبة الباطلة ،ما أخرجه الشجري في "الأمالي" (1651)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ:
( أَوَّلُ رَحْمَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
عَلَى الْأَرْضِ فِي تِسْعٍ وَعِشْرِينَ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ ، فَمَنْ صَامَ ذَلِكَ الْيَوْمَ عَدْلَ صِيَامِهِ سِتِّينَ سَنَةً ، وَوُلِدَ إِبْرَاهِيمُ الْخَلِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَوَّلٌ مَنْ ذِي الْحِجَّةِ، فَمَنْ صَامَ ذَلِكَ الْيَوْمِ أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ زَبُورَ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي سَبْعٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ ، فَمَنْ صَامَ ذَلِكَ الْيَوْمِ تَابَ عَلَيْهِ كَمَا تَابَ عَلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَكَشَفَ اللَّهُ الضُّرَّ عَنْ أَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي تِسْعٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ ، فَمَنْ صَامَ ذَلِكَ الْيَوْمَ عَدْلَ صِيَامِهِ السَّنَةَ الَّتِي هُوَ فِيهَا ، وَالسَّنَةُ الْمُسْتَقْبَلَةْ، وَاسْتَجَابَ اللَّهُ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ ، فَمَنْ صَامَ ذَلِكَ الْيَوْمِ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ دُعَاءَهُ كَمَا اسْتَجَابَ لِزَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَامُ )
.
*إسناده موضوع، باطل منكر، لا يصح.
فيه أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد ، قال الذهبي في "المغني في الضعفاء" (5260) :" مجمع على ضعفه ، واتهم ". انتهى.
*وقال في "ميزان الاعتدال" (7158) :" وهو متهم " . انتهى .
*قال سبط ابن العجمي في "الكشف الحثيث" (610) معقبا على قول الذهبي :" فَقَوله بعد كَلَام الْبَاجِيّ : هُوَ مُتَّهم ؛ يحْتَمل أَن يُرِيد : بِالْكَذِبِ ، وَيحْتَمل : بِالْوَضْعِ ". انتهى
وروى مسلم،ج: 3، ص:176،ح:
1176، عَنْ أمّنا عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ :"
مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
صَائِمًا فِي الْعَشْرِ قَطُّ
".
وجاء في:
' تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي'
'قوله : ( ما رأيت النبي ﷺ صائما في العشر قط ) وفي رواية مسلم :
'أن النبيﷺ لم يصم العشر'.
قال النووي، قال العلماء :
( هذا الحديث مما يوهم كراهة صوم العشر ، والمراد بالعشر هاهنا الأيام التسعة من أول ذي الحجة)
قالوا : "وهذا مما يتأول فليس في
صوم هذه التسعة كراهة ، بل هي مستحبة استحبابا شديدا لا سيما
التاسع منها وهو يوم عرفة"، وثبت في صحيح البخاري أن رسول الله ﷺ قال : " ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل منه في هذه " . يعني العشر الأوائل من ذي الحجة ، ✓فيتأول قولها لم يصم العشر أنه لم يصمه لعارض مرض أو سفر أو غيرهما، أو أنها لم تره صائما فيه، ولا يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر .
ويدل على هذا التأويل حديث هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي ﷺ قال:'كان رسول الله ﷺ يصوم
تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر، أول اثنين من الشهر والخميس' ، رواه أبو داود وهذا لفظه وأحمد والنسائي وفي روايتهما :'وخميسين' انتهى .
وقال الحافظ في:'الفتح في شرح حديث البخاري'، الذي ذكره النووي ما لفظه :' واستدل به على فضل صيام عشر ذي الحجة ؛ لاندراج الصوم في العمل' ، قال : "ولا يرد على ذلك ما رواه أبو داود وغيره عن عائشة قالت :'ما رأيت رسول الله ﷺ صائما العشر قط"؛ لاحتمال أن يكون ذلك لكونه كان يترك العمل وهو يحب أن يعمله خشية أن يفرض على أمته. كما رواه الصحيحان من حديث عائشة أيضا انتهى' .
أما المفاضلة بين يوم عرفة و يوم الجمعة:
قال ابن تيمية في:'مجموع الفتاوى':ج:٢٥،ص:٢٨٨، لما سئل:
(أيما أفضل يوم عرفة أو الجمعة أو الفطر أو النحر؟)
*فأجاب:' الحمد لله (أفضل أيام الأسبوع):
يوم الجمعة، باتفاق العلماء،
و{أفضل أيام العام} هو:
يوم النحر، وقد قال بعضهم يوم عرفة
والأول هو الصحيح✓، لأن في السنن عن النبي
ﷺ أنه قال:[ أفضل الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر]. لأنه يوم الحج الأكبر في مذهب مالك والشافعي وأحمد، كما ثبت في الصحيح عن النبي ﷺ
أنه قال: {يوم النحر هو يوم الحج الأكبر}، وفيه من الأعمال ما لا يعمل في غيره كالوقوف بالمزدلفة ورمي جمرة العقبة وحدها والنحر والحلق وطواف الإفاضة.....".
وإذ ترجح فضل يوم النحر على يوم عرفة فيكون إذاً أفضل من الأيام التسعة كلها لأن الثابت أن يوم عرفة
هو أفضل هذه التسعة.