بيان وتحقيق وتوثيق أبي أويس، لما ينتشر في كثير من مواقع التواصل الانجماعي من ترهات وخرافات، ومنها، قصة:
×(عمر بن الخطاب، والأعرابي عند قبر رسول الله ﷺ)×
! ذكر القصة الخرافية الهندية الكورية السورية المدبلحة: في كتاب:
"التوصل إلى حقيقة التوسل"
لـ'محمد نسيب الرفاعي.
سنة النشر: 1399 - 1979
عدد المجلدات: 1
رقم الطبعة: 3
عدد الصفحات: 384.
[وثقه: ابو أويس الأيوبي].
*" 13 - خبر العتق:
'روي في الدر المنظم أن أعرابيا
وقف على القبر الشريف وقال:
" اللهم إن هذا حبيبك، وأنا عبدك، والشيطان عدوك، فإن غفرت لي سرّ حبيبك، وفاز عبدك، وغضب عدوك؛ وإن لم تغفر لي، غضب حبيبك، ورضي عدوك، وهلك عبدك، وأنت يا رب أكرم من أن تغضب حبيبك وترضي عدوك، وتهلك عبدك، اللهم إن العرب إذا مات فيهم سيد أعتقوا على قبره، وإن هذا سيد العالمين فاعتقني على قبره، يا أرحم الراحمين'
؟! "فقال بعض الحاضرين:
( يا أخا العرب، إن الله قد غفر لك، بحسن هذا)!
[كتبه ووثقه:أبو أويس الأيوبي].
* هذه القصة عن سيدنا عمر الفاروق عليه، وعلى جمع الصحب الرضوان أجمعين، قصة لا سند
لها ولا دليل، وخبر ليس له ذكر في أي من كتب الحديث المعتمدة
ولا السيرة، بل كلام قصاصين ومخترعين، لا وفقهم الله إلا للخير.
* فهي قصة وكلام باطل لا وجود
له، ولا سند ولا دليل.
ومن المحتم أن في أدمغة وعقول
من افتروها وصنعوها وصدقوها لوثة ومرض وتفاهة وخرافة.
فلا يصح ولا يصلح الاحتجاج بها
مطلقا ابدا، وأقل ما يقال في المصدقين والمحتجين بها أنهم سفهاء حمقى بوهة.
[وثقه: ابو أويس الأيوبي].
وسنفرد موضوعا كاملا عن التوسل ومعناه، وحقيقته وما الجائز منه، وما المحرم...ونذكر هنا قولا يسيرا لابن تيمية عن التوسل:
قال ابن تيميَّة في كتاب:
"قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة"؛ تحقيق عبدالقادر الأرناؤوط، ص (83)، فصل في معاني الوسيلة والتوسل:
" إذا عُرِف هذا، فقد ثبت أن لفظ (الوسيلة) و(التوسل) فيه إجمال واشتباه، يجب أن تُعرف معانيه، ويُعطى كل ذي حقٍّ حقَّه، فيُعرَف
ما ورد به الكتاب والسُّنة من ذلك ومعناه، وما كان يتكلَّم به الصحابة ويفعلونه، ومعنى ذلك، ويُعرَف ما أحدثه المُحدِثون في هذا اللفظ ومعناه؛ فإن كثيرًا من اضطراب الناس في هذا الباب، هو بسبب ما وقَع من الإجمال والاشتراك في الألفاظ ومعانيها؛ حتى تجدَ أكثرهم لا يَعرف في هذا الباب فصل الخطاب، فلفظ الوسيلة مذكور في القرآن في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾ [المائدة: 35]، وفي قوله تعالى: ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾ [الإسراء: 56 - 57]'.
[وثقه: ابو أويس الأيوبي]..
* فالوسيلة التي أمَر الله أن تُبتغَى إليه وأخبر عن ملائكته وأنبيائه أنهم يَبتغونها إليه، هي ما يُتقرَّب به إليه من الواجبات والمُستحبات، فهذه الوسيلة التي أمَر الله المؤمنين بابتغائها، تتناول كل واجب ومستحبٍّ، وما ليس بواجبٍ ولا مُستحب، لا يدخل في ذلك؛ سواء كان محرَّمًا، أو مكروهًا، أو مباحًا، فالواجب والمستحب هو ما شرَعه الرسول، فأمَر به أمْرَ إيجابٍ أو استحبابٍ، وأصل ذلك الإيمانُ بما جاء به الرسول، فجماع الوسيلة التي أمر الله الخلق بابتغائها، هو التوسل إليه باتِّباع ما جاء به الرسول، لا وسيلة لأحدٍ إلى الله إلا ذلك، وجاء لفظ الوسيلة في الأحاديث الصحيحة؛
كقوله ﷺ:
(سَلوا الله الوسيلة؛ فإنها درجة من الجنة لا تَنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا ذلك العبد، فمَن سأل الله لي الوسيلة، حلَّت له شفاعتي يوم القيامة). رواه مسلم (384).
وقوله ﷺ:
(مَن قال حين يسمع النداء: اللهمَّ ربَّ هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آتِ محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابْعَثه مقامًا محمودًا الذي وعَدته - حلَّت له الشفاعة.
رواه البخاري (2/ 77 - 78)، وأبو داود (529)، والترمذي (211).
[وثقه: ابو أويس الأيوبي].
*فالوسيلة للنبي ﷺ خاصة، وقد أمرنا أن نسألَ الله له هذه الوسيلة، وأخبر أنها لا تكون إلا لعبدٍ من عباد الله، وهو ﷺ يرجو أن يكون ذلك العبد.
وأخبرنا أنه مَن سأل له الوسيلة، فقد حلَّت له الشفاعة يوم القيامة؛ لأن الجزاء من جنس العمل، فلما دَعَوا للنبي ﷺ استحقوا أن يدعوَ هو لهم؛ فإن الشفاعة نوعٌ من الدعاء؛ كما قال: (فإنه مَن صلَّى عليَّ مرة، صلى الله عليه بها عشرًا).
[وثقه: ابو أويس الأيوبي].
*وأما التوسُّل بالنبي ﷺ والتوجُّه به في كلام الصحابة، فيُريدون به التوسل بدعائه وشفاعته، والتوسلُ به في عُرف كثيرٍ من المتأخرين يُراد به الإقسام به والسؤال به، كما يُقسمون بغيره من الأنبياء والصالحين، ومَن يُعتقَد فيه الصلاحُ.(والتفصيل قادم)
...........
[وثقه: ابو أويس الأيوبي].
نبذة عن مؤلف كتاب:
(التوصل إلى حقيقة التوسل)
أبو غزوان،(محمد نسيب بن عبد الرزاق بن محيي الدين الرفاعي)
تاريخ الوفاة: 1413.
* مفسر فقيه داعية، ولد بحلب (سوريا)، من أسرة الرفاعي التي تنتسب إلى العترة النبوية الشريفة،
(على حد قولهم)!
• تتلمذ الرفاعي على علماء الشام: " الشيخ راغب الطباخ، والشيخ مصطفى الزرقاء والشيخ محمد بهجة البيطار والشيخ ناصر الدين الألباني".
• عمل مراقباً ومدرساً في الكلية الإسلامية بحلب، وزمن الاحتلال الفرنسي لسوريا،جاهد الرفاعي الاحتلال الفرنسي، قبض عليه وسجن في قلعة'راشيل' في البقاع الغربي، بلبنان، وفي معتقل'الميّة والميّة' في جنوبي صيدا، وفيه تعرف على الشيخ مصطفى السباعي و الأديب عمر أبي النصر الذي كان معه بعض كتب شيخ الإسلام ابن تيمية فترك الطريقة الرفاعية، وأصبح سلفياً، وعندما أفرج عنه عاد إلى عمله، وأسس جمعية الدعوة السلفية للصراط المستقيم في حلب.
[وثقه: أبو أويس الأيوبي].
• ثم ترك سورية إلى لبنان عام 1972، وقام بالدعوة إلى الله ونشر الكتب مع الشيخ زهير الشاويش، والأستاذ سعيد المعيار.
• كانت له صلة بأنصار السنة المحمدية في مصر زمن رئاسة الشيخ عبد الرحمن الوكيل كما كان معاصرًا للشيخ عبد الرزاق عفيفي ومن أئمة الدعوة في السعودية الشيخ ابن باز، والشيخ ابن حميد، والشيخ عبد الله الخياط، وكثير من سلفيي الدعوة في البلاد الإسلامية
• ثم أقام في الأدرن عام 1976 إلى أن توفي، وضعف بصره في أواخر عمره.
من مؤلفاته التي تزيد عن العشرة:
1 - التفسير الواضح
2 - (تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير) أربعة أجزاء
3 - (نقد قصيدة البردة لما في بعض أبياتها من البدعة والكفر والردة) مخطوط
4 - (التوصل إلى حقيقة التوسل).
[وثقه: ابو أويس الأيوبي].
* الخلاصة الثابتة:
إن هذا الخبر وهذه القصة المنتشرة، انتشار النار في الهشيم، ما هي إلا خرافة قصاصين، وخزبلات مأفونين: فيها أعرابي لا يعرف ولم يعرف، ومن كان معه وحوله وبشروه بالمغفرة، مجموعة مجاهيل.
* ومن أحب المزيد من التفنيد والنقد، فليكتب لي، وانا على اتم استعداد، لبيان الحق ودحض المنكر الباطل والخرافة، بنا فتح الله عليّ.