حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas
حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مأوانا و مأواكم. تفضلوا بالدخول أو التسجيل. يسُرّنا تواجدكم.
You are welcomed. May Allah forgive us our sins and admit us to everlasting Gardens . Register or enter the Forum and pick up what you like .Your presence pleases us
حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas
حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مأوانا و مأواكم. تفضلوا بالدخول أو التسجيل. يسُرّنا تواجدكم.
You are welcomed. May Allah forgive us our sins and admit us to everlasting Gardens . Register or enter the Forum and pick up what you like .Your presence pleases us
حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas

منتدى لمحبي الله ورسوله والساعين لمرضاته وجنته ، المسارعين في الخيرات ودفع الشبهات ، الفارين من الشهوات .
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كنْتُ لكِ كأَبِي زرعٍ لأمِّ زرعٍ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
tamaraahmaro
القلم المميز والكاتب النشيط
القلم المميز والكاتب النشيط
tamaraahmaro


عدد المساهمات : 212
تاريخ التسجيل : 18/08/2011
العمر : 34

كنْتُ لكِ كأَبِي زرعٍ لأمِّ زرعٍ  Empty
مُساهمةموضوع: كنْتُ لكِ كأَبِي زرعٍ لأمِّ زرعٍ    كنْتُ لكِ كأَبِي زرعٍ لأمِّ زرعٍ  Emptyالخميس أكتوبر 27, 2016 8:03 am

قال عليه الصلاة وأزكى السلام: " كنْتُ لكِ كأَبِي زرعٍ لأمِّ زرعٍ ".
اولا: سبب الحديث:

study قال ابن حجر:
" ووقع لهذا الحديث سبب عند النسائي من طريق عمر بن عبد الله بن عروة، عن عروة، عن عائشة قالت: "فخرت بمال أبي في الجاهلية، وكان ألفُ ألفُ أوقية" وفيه" فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اسكتي يا عائشة فإني كنت لك كأبي زرع لأم زرع
ووقع في رواية الزبير بن بكار: "دخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندي بعض نسائه، فقال يخصني بذلك: (يا عائشة أنا لك كأبي زرع لأم زرع)".

ثانيا: نص الحديث:

عن أمنا عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها وأرضاها قالت:-
" جلسَ إحدى عشْرَةَ امرأةً ، فتعاهَدْن وتعَاقدْنَ أن لا يكْتُمْنَ من أخبارِ أزواجِهِنَّ شيئًا ، قالت الأولى :
زوجي لحمُ جملٍ غثٍّ ، على رأسِ جَبَلٍ : لا سهلٍ فيُرتَقَى ولا سمينٍ فيُنْتَقَلْ .
قالت الثانيةُ :
زوجي لا أبُثُّ خَبَرهُ ، إنَّي أخافُ أن لا أَذَرَهُ ، إنْ أذْكُرْهُ أذْكُرُ عُجَرَهُ وَبُجَرَه .
قالت الثالثة :
زوجِي العَشَنَّقُ ، إنْ أنطِقْ أُطَلَّقْ إنْ أَسْكُتْ أُعَلَّقْ .
قالتْ الرابعةُ :
زوجِي كَلَيلِ تِهَامَةَ لا حرٌّ ولا قُرٌّ ، ولا مَخَافَةَ ولا سآمةَ .
قالتْ الخامسةُ :
زوجي إنْ دخلَ فَهِدَ ، إنْ خرجَ أَسِدَ ، ولا يسألُ عمَّا عَهِدَ .
قالتْ السادسةُ :
زوجِي إنْ أكلَ لَفَّ ، وإن شربَ أشْتَفَّ ، وإنْ اضْطَجَعَ الْتَفَّ ، ولا يُولِجُ الكفَّ ليعلَمَ البِثَّ .
قالتْ السابِعَةُ :
زوجي غَيَايَاءُ ، وَعَيَايَاءُ ، طَبَاقَاءُ ، كلٌّ داءٍ لهُ داءٌ ، شّجَّكِ أو فَلَّكِ أو جَمَعَ كلًا لَكِ .
قالتْ الثامِنَةُ :
زوجِي المسُّ مسُّ أرْنَبٍ ، والريحُ ريحُ زَرْنَبٍ .
قالت التاسعةُ :
زوجِي رفيعُ العمَادِ ، طويلُ النِّجَادِ ، عظِيمُ الرَّمَادِ ، قريبُ البيتِ من النَّادِ .
قالتْ العاشِرَةُ :
زوجِي مالكٌ وما مالكٌ ، مالكٌ خيرٌ من ذلكَ ، لهُ إبِلٌ كثيراتُ المَبَارِكِ ، قليلاتُ المَسَارِحِ ، وإذا سَمِعْنَ صوتَ المِزْهرِ ، أيْقَنَّ أنَّهُنَّ هَوَالِكٌ .
قالت الحادِيةَ عشْرَةَ :
زوجِي أبو زَرْعٍ ، فمَا أبو زرعٍ ، أَنَاسَ من حُلِيٍّ أذني ، ومَلأَ منْ شَحْمٍ عَضُدَيَّ ، وبَجَّحَنِي فَبَجَحَتْ إليَّ نَفْسِي ، وجَدنِي في أهلِ غُنَيْمَةٍ بِشِقٍّ ، فجَعَلَني في أهلِ صَهِيلٍ وأَطِيطٍ ، ودَائِسٍ وَمُنَقٍّ ، فعنْدَهُ أقولُ فلا أُقَبَّحُ ، وأَرْقُدُ فَأَتَصَّبحُ ، وأشْرَبُ فَأَتَقَنَّحُ . أمُّ أبِي زرعٍ ، فَمَا أمُّ أبِي زَرْعٍ ، عُكُومُهَا رَدَاحٌ ، وبيتُهَا فَسَاحٌ . ابنُ أبِي زرعٍ ، فمَا ابنُ أبِي زرعٍ ، مَضْجَعُهُ كَمَسَلِّ شَطْبَةٍ ، ويُشْبِعُهُ ذِراعُ الجَفْرَةِ . بنتُ أبي زرعٍ ، فمَا بِنْتُ أبي زرعٍ ، طَوْعُ أبيهَا ، وَطَوْعُ أمِّهَا ، وملءُ كِسَائِهَا ، وغيْظُ جَارَتِها . جاريةُ أبي زَرعٍ ، فما جارِيةُ أبي زرعٍ ، لا تَبُثُّ حديثَهَا تَبْثِيثًا ، ولا تُنَقِّثُ ميْرَتَنَا تَنْقِيثًا ، ولا تملأُ بيتَنَا تَعْشِيشًا . قالتْ : خرجَ أبو زرعِ والأَوْطَابُ تُمْخَضُ ، فَلَقِي امرأةً معَهَا ولدانِ لهَا كالفَهْدَيْنِ ، يلعبانِ من تحتِ خَصْرِهَا بِرُمَّانَتَيْنِ ، فطَلَّقَنِي ونَكَحَهَا ، فنَكَحْتُ بعدَهُ رجلًا سرِيًّا ، رَكِبَ شَرِيَّا ، وأَخذَ خَطِّيَّا ، وأرَاحَ عليَّ نِعمًا ثَريًّا ، وأعطانِي منْ كلِّ رائِحَةٍ زوجًا ، وقالَ : كُلِي أمَّ زرعٍ ، ومِيرِي أهْلَكِ ، قالتْ : لو جَمَعتُ كلَّ شيءٍ أعطَانِيهِ ، ما بَلَغَ أصغَرَ آنِيَةِ أبي زرعٍ .
قالت عائشةُ :
قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
: ( كنْتُ لكِ كأَبِي زرعٍ لأمِّ زرعٍ ) .

الراوي : عائشة أم المؤمنين . صحيح البخاري : 5189


study ثالثا: شرح الحديث وألفاظه ومعانيه:

في هذا الحديثِ تقُصُّ أمُّ المؤمنينَ عائشةُ رضِي اللهُ عنها قصَّةَ إحْدَى عَشرةَ امرأةً "تعاهدْنَ وتعاقدْنَ"، أي: أَلْزَمْنَ أنفسَهنَّ عهدًا وعقدْنَ على الصِّدقِ مِن ضمائرِهنَّ عقدًا أنْ لا يكتُمْنَ مِن أخبارِ أزواجِهنَّ شيئًا.
فقالتِ الأُولى تصفُ زوجَها:
زوجي لحمُ جملٍ غثٍّ ، على رأسِ جَبَلٍ : لا سهلٍ فيُرتَقَى ولا سمينٍ فيُنْتَقَلْ .
أي: إنَّه مِثلُ لحمِ الجَملِ شديدِ الهُزالِ، على رأسِ جبلٍ، وهذا الجبلُ «لا سهلٌ فيُرتقى»؛ لأنَّه كثيرُ الصُّخورِ، ولا اللَّحمُ «سمينٌ فَيُنتقلُ»، أي: يُتحمَّلُ مِن أجْلِه الصِّعابُ لِنقلِه.

وقالتِ الثَّانيةُ: زوجي لا أبُثُّ خَبَرهُ ، إنَّي أخافُ أن لا أَذَرَهُ ، إنْ أذْكُرْهُ أذْكُرُ عُجَرَهُ وَبُجَرَه .
أي: لا أُفشي وأُذيعُ أخبارَه وصِفتَه، «إنِّي أخافُ ألَّا أذَرَه»، أي: أخافُ إنْ بدأتُ في ذِكْرِ صفتِه وخبرِه ألَّا أتركَ مِن خبرِه شيئًا؛ لطُولِه وكثرتِه فلا أستطيعُ إيفاءَ ذِكرِه، «إنْ أذكرْه أذكرْ عُجَرَه وبُجرَه»؛وأصلُ العُجرِ هو: انتفاخُ العُروقِ في الرَّقبةِ، والبُجرُ: انتفاخُ السُّرَّةِ، فكأنَّها قالت: له عُيوبٌ ظاهرةٌ وباطنةٌ، فكنَّتْ عَنِ العيوبِ الظَّاهرةِ بِالعُجَرِ الَّذي هو انتفاخُ العروقِ وله عيوبٌ خَفيَّةٌ لا تَعرفُها إلا المرأةُ، وكنَّتْ عنها بِالبُجرِ الَّذي هو انتفاخُ السُّرَّةِ.

وقالتِ الثَّالثةُ:زوجِي العَشَنَّقُ ، إنْ أنطِقْ أُطَلَّقْ إنْ أَسْكُتْ أُعَلَّقْ .«زوجي العَشنَّقُ»؛ وهو الطَّويلُ، ومعناه ليس فيه أكثرُ مِن طولٍ بلا نفعٍ، «إنْ أنطقْ أُطلَّقْ، إنْ أسكتْ أُعلَّقْ»، أي: إنَّها إنْ نطقتْ وتكلَّمتْ بشيءٍ فإنَّه سيُطلِّقُها، وإنْ سكتتْ على عُيوبِه فإنَّه سيتركُها كالمعلَّقةِ لا يُطلِّقُها، ولا تنتفعُ بزواجِه منه.

وقالتِ الرَّابعةُ:زوجِي كَلَيلِ تِهَامَةَ لا حرٌّ ولا قُرٌّ ، ولا مَخَافَةَ ولا سآمةَ .
«زوجي كَلَيلِ تِهامةَ»؛ تريدُ أنَّه ليس فيه أذًى، بل راحةٌ ولذاذةُ عيشٍ كَليلِ تِهامةَ، لذيذٌ معتدلٌ، «لا حرَّ ولا قُرَّ»، أي: لا حَرَّ ولا برْدَ، «ولا مَخافةَ ولا سآمةَ»، أي: لا أخافُ منه لِكرمِ أخلاقِه، ولا يَسأمُني ولا يَستثقلُ بي فيَملُّ صُحبتِي، وليس بِسيِّئِ الخُلقِ فأسأمَ مِن عِشرتِه.

وقالتِ الخامسةُ:زوجي إنْ دخلَ فَهِدَ ، إنْ خرجَ أَسِدَ ، ولا يسألُ عمَّا عَهِدَ .
«زوجي إنْ دَخلَ فَهِدَ، إنْ خرَجَ أَسِدَ»، أي: إنَّه إذا دَخَلَ البيتَ كان كَالفْهدِ في كَثرةِ نومِه، تُريدُ أنَّه ينامُ ويغفُلُ عَن مَعايبِ البيتِ الَّذي يَلزمُني إصلاحُه، وإذا كان خارجَ البيتِ كان كالأَسدِ في شجاعتِهِ وقوَّتِه وغَضبِه، وتريدُ أنَّه يكونُ معها لطيفًا، ويكونُ خارجَ البيتِ شُجاعًا قويًّا غاضبًا، «ولا يسألُ عما عَهِدَ»، أي: لا يَسالُها عما ترَكَه في البيتِ مِن مالٍ ونحوِه لِتمامِ كرمِه.

وقالتِ السَّادسةُ:زوجِي إنْ أكلَ لَفَّ ، وإن شربَ أشْتَفَّ ، وإنْ اضْطَجَعَ الْتَفَّ ، ولا يُولِجُ الكفَّ ليعلَمَ البِثَّ .
«زوجي إنْ أكَلَ لفَّ، وإنْ شرِبَ اشتَفَّ، وإنِ اضطجَعَ التَفَّ»، أي: إنَّه إذا أكَلَ أكَلَ بِشراهةٍ فلا يتركُ شيئًا مِنَ الطَّعامِ، وكذا إنْ شرِبَ اشتفَّ، وهو الَّذي لا يتركُ شيئًا في الإناءِ، وإذا نامَ التفَّ في ثيابِه وحدَه في ناحيةٍ مِنَ البيتِ وانقبضَ عنها، فهي كئيبةٌ لذلك، «ولا يُولجُ الكفَّ لِيعلمَ البثَّ»، أي: لا يُدخِلُ كفَّه داخلَ ثوبِي؛ ليعلمَ الحُزنَ الَّذي عندي لعدمِ اهتمامِه.

وقالتِ السَّابعةُ:زوجي غَيَايَاءُ ، وَعَيَايَاءُ ، طَبَاقَاءُ ، كلٌّ داءٍ لهُ داءٌ ، شّجَّكِ أو فَلَّكِ أو جَمَعَ كلًا لَكِ .
«زوجي غَياياءُ، وعَياياءُ»، أي: إنَّه مُغَطًّى عليه مِن جهلِه، أو «عَياياءُ» مِنَ العِيِّ وهو العَجزُ فهو عاجزٌ، «طَباقاءُ»، أي: أحمقُ، «كلُّ داءٍ له داءٌ»، أي: كل ما تفرَّقَ في النَّاسِ مِن داءٍ اجتمعَ فيه، «شجَّكِ أو فلَّكِ أو جمَعَ كُلًّا لكِ»، معناه: أنَّها إذا مازحتْه شجَّها في رأسِها، وإذا أغضبَتْه كَسرَ عُضوًا مِن أعضائِها أو شقَّ جلدَها، أو جمعَ كلَّ ذلك مِنَ الضَّربِ والجرْحِ وكسْرِ العضوِ ومُوجِعِ الكلامِ.

وقالتِ الثَّامنةُ:زوجِي المسُّ مسُّ أرْنَبٍ ، والريحُ ريحُ زَرْنَبٍ .
وصَفَتْه بأنَّه ناعمُ الجِلدِ كنُعومةِ وبَرِ الأرنبِ، وأنَّه طيِّبُ العَرَقِ لنظافتِه واستعمالِه الطِّيبِ، والزَّرنبُ طِيبٌ أو شجرٌ طيِّبُ الرَّائحةِ.

وقالتِ التَّاسعةُ:زوجِي رفيعُ العمَادِ ، طويلُ النِّجَادِ ، عظِيمُ الرَّمَادِ ، قريبُ البيتِ من النَّادِ .
«زوجي رفيعُ العِمادِ»: العمادُ هو العمودُ الَّذي يُدعَّمُ به البيتُ، تَعني: أنَّ البيتَ الَّذي يَسكنُه رفيعُ العمادِ؛ لِيراه الضِّيفانُ وأصحابُ الحوائجِ، «طويلُ النِّجادِ»، أي: طويلُ القامةِ، «عظيمُ الرَّمادِ»؛ لأنَّ نارَه لا تُطفأُ؛ لِتَهتديَ الضِّيفانُ إليها فَيصيرَ رَمادُها كثيرًا، وهذا يدلُّ على كرمِه، «قريبُ البيتِ مِنَ النَّادِ»، والنادِي هو مَجلِسُ القومِ، أي: إنَّ قومَه إذا تشاوروا في أمرٍ اعتمدوا على رأيِه.

وقالتِ العاشرةُ:زوجِي مالكٌ وما مالكٌ ، مالكٌ خيرٌ من ذلكَ ، لهُ إبِلٌ كثيراتُ المَبَارِكِ ، قليلاتُ المَسَارِحِ ، وإذا سَمِعْنَ صوتَ المِزْهرِ ، أيْقَنَّ أنَّهُنَّ هَوَالِكٌ .
«زَوْجي مالِك، وما مالِك! مالكٌ خيرٌ مِن ذلك»، وهذا تعظيمٌ لِزوجِها، وكان اسمُه مالكًا، وأنَّه خيرٌ مِمَّا ستذكرُه مِن وصْفِه، «له إبلٌ كثيراتُ الْمَبارِك»، أي: يملكُ إبلًا كثيرةَ المبارِكِ، وهو موضِعُ بروكِها،، «قليلاتُ المسارِح»، أي: إنَّه لا يُوجِّه إلى المراعي منها كثيرًا؛ لاستعدادِه لِلضِّيفانِ حتَّى يستطيعَ أنْ يذبحَ لهم إذا أتَوْه، وهذا يدلُّ على كرمِه، «وإذا سمعْنَ صوتَ الْمِزهرِ أيقَنَّ أنَّهنَّ هوالِك»، أي: إذا سمعتِ الإبلُ صوتَ المزهرِ، وهي صوتُ آلةٍ يُصدرُه؛ لِفرحِه بِقُدومِ الضِّيفانِ، علمتِ الإبلُ أنَّها ستَهلِكُ وستُذبَحُ لِإطعامِهم.

وقالتِ الحاديةَ عَشرةَ:زوجِي أبو زَرْعٍ ، فمَا أبو زرعٍ ، أَنَاسَ من حُلِيٍّ أذني ، ومَلأَ منْ شَحْمٍ عَضُدَيَّ ، وبَجَّحَنِي فَبَجَحَتْ إليَّ نَفْسِي ، وجَدنِي في أهلِ غُنَيْمَةٍ بِشِقٍّ ، فجَعَلَني في أهلِ صَهِيلٍ وأَطِيطٍ ، ودَائِسٍ وَمُنَقٍّ ، فعنْدَهُ أقولُ فلا أُقَبَّحُ ، وأَرْقُدُ فَأَتَصَّبحُ ، وأشْرَبُ فَأَتَقَنَّحُ . أمُّ أبِي زرعٍ ، فَمَا أمُّ أبِي زَرْعٍ ، عُكُومُهَا رَدَاحٌ ، وبيتُهَا فَسَاحٌ . ابنُ أبِي زرعٍ ، فمَا ابنُ أبِي زرعٍ ، مَضْجَعُهُ كَمَسَلِّ شَطْبَةٍ ، ويُشْبِعُهُ ذِراعُ الجَفْرَةِ . بنتُ أبي زرعٍ ، فمَا بِنْتُ أبي زرعٍ ، طَوْعُ أبيهَا ، وَطَوْعُ أمِّهَا ، وملءُ كِسَائِهَا ، وغيْظُ جَارَتِها . جاريةُ أبي زَرعٍ ، فما جارِيةُ أبي زرعٍ ، لا تَبُثُّ حديثَهَا تَبْثِيثًا ، ولا تُنَقِّثُ ميْرَتَنَا تَنْقِيثًا ، ولا تملأُ بيتَنَا تَعْشِيشًا . قالتْ : خرجَ أبو زرعِ والأَوْطَابُ تُمْخَضُ ، فَلَقِي امرأةً معَهَا ولدانِ لهَا كالفَهْدَيْنِ ، يلعبانِ من تحتِ خَصْرِهَا بِرُمَّانَتَيْنِ ، فطَلَّقَنِي ونَكَحَهَا ، فنَكَحْتُ بعدَهُ رجلًا سرِيًّا ، رَكِبَ شَرِيَّا ، وأَخذَ خَطِّيَّا ، وأرَاحَ عليَّ نِعمًا ثَريًّا ، وأعطانِي منْ كلِّ رائِحَةٍ زوجًا ، وقالَ : كُلِي أمَّ زرعٍ ، ومِيرِي أهْلَكِ ، قالتْ : لو جَمَعتُ كلَّ شيءٍ أعطَانِيهِ ، ما بَلَغَ أصغَرَ آنِيَةِ أبي زرعٍ .
«زوجي أبو زَرْع، فما أبو زَرْع؟! أَناسَ مِن حُليٍّ أُذنَيَّ»، أي: ملأَ أُذنِي مِنَ الحلِيِّ، «وملأَ مِن شحمٍ عضُدَيَّ»، وملأَ جسَدي لحمًا مِنَ الأكلِ، «وَبَجَحني فَبَجَحتْ إليَّ نَفسي»، أي: عظَّم إليَّ نَفسي فعَظمَتْ عِندي، «وجَدَني في أهلِ غُنَيمةٍ بِشَقٍّ»، أي: إنَّ أهلَها كانوا ذوي غَنَمٍ وليسوا أصحابَ إبلٍ ولا خيلٍ، وكانوا يُقيمونَ بمكانٍ اسمُه شِقٌّ، «فجعلَني في أهلِ صَهيلٍ وأَطيطٍ»، الصَّهيلُ صوتُ الخيلِ والأطيطُ صوتُ الإبلِ، أي: جعلَها مِن أصحابِ الخيلِ والإبلِ، «ودائِسٍ ومُنَقٍّ»، أي: يَدوسُ الزَّرعَ لِيُخرجَ الحَبَّ مِنَ السُّنبلِ ويُنقِّي الطَّعامَ، أي: يُزيلُ ما يختلطُ به مِن قِشرٍ ونحوِه، والمعنى: أنَّه نقلَها مِن شدَّةِ العيشِ وجَهدِه إلى الثَّروةِ الواسعةِ مِنَ الخيلِ والإبلِ والزَّرعِ، «فعندَه أقولُ فلا أُقبَّحُ»، أي: لا يُقبِّحُ قَولي ولا يردُّه، «وأرقدُ فأَتصبَّحُ»، أي: أنامُ حتَّى الصَّباحِ؛ لأنَّها كان تملكُ خَدَمًا يقومونَ عنها بِأعمالِ المنزلِ، «وأشربُ فَأتقنَّحُ»، أي: أَشرَبُ حتَّى أرتوِيَ فلا يَقطعُ شُربي شيءٌ، ثُمَّ أثْنَتِ المرأةُ على أُمِّ زوجِها أبي زَرْعٍ، فقالت: «أمُّ أبي زَرْع؛ فما أمُّ أبي زرع؟! عُكُومُها رَداحٌ»، أي: الأوعيةُ الَّتي تجمعُ فيها الأمتعةَ رداحٌ، أي: كبيرةٌ، «وبيتُها فساحٌ» أي: وبيتُها واسعٌ كبيرٌ، ثُمَّ تُثني على ابنِ أبي زَرْعٍ زوجِها، فتقولُ «مَضجعُه كمِسَلِّ شَطبةٍ»، أي: مكانُ نومِه يُشبهُ الجريدَ المشطوبَ، تريدُ أنَّ قَوامَه يُشبهُ السَّيفَ في الرَّشاقةِ والخفَّةِ، «ويُشبعُه ذراعُ الجفرةِ»، أي: ويَشبعُ مِن ذراعِ الجفرةِ، وهي أُنثى المعزِ الَّتي بلغَتْ أربعةَ أشهُرٍ، ثُمَّ تُثني المرأةُ على بنتِ أبي زرعٍ فتقول، «طوعُ أبيها، وطوعُ أمِّها»، أي: طائعةٌ لِأبيها وأمِّها، «وملءُ كِسائِها»، أي: تملأُ ثوبَها لِسمنتِها، «وغيظُ جارتِها»، أي: تغيظُ ضُرَّتَها؛ لجَمالِها وأدبِها وعِفَّتِها، ثُمَّ تُثني على جاريةِ أبي زرعٍ فتقول «لا تَبثُّ حديثَها تَبثيثًا»، أي: لا تُذيعُ وتُفشي حديثَهم وأسرارَهم، «ولا تَنقثُّ مِيرتنا تنقيثًا»، أي: ولا تفسدُ طعامَهم، «ولا تملأُ بيتَنا تعشيشًا» أي: لا تتركُ القُمامةَ مفرَّقةً في البيتِ كَأعشاشِ الطُّيورِ، ثم قالتْ: «خرجَ أبو زرعٍ والأوطابُ تُمخضُ»، أي: خرجَ أبو زرعٍ يومًا والأوطابُ وهي أوعيةُ اللَّبنِ تُحرَّكُ لِاستخراجِ الزُّبدِ، فَلقيَ امرأةً معها وَلدانِ لها كَالفَهِدينِ، «يلعبانِ مِن تحتِ خَصْرِها بِرمَّانتينِ»، أي: يتحركانِ تحتَ وسطِها ويلعبانِ بِثديَيِ المرأةِ الصَّغيرينِ كالرُّمَّانتينِ في حُسنِهما، فطلَّقَني ونَكَحَها، «فنَكحتُ بعدَه رجلًا سرِيًّا»، أي: رجلًا شريفًا، «ركِبَ شرِيًّا»، أي: أنَّه يَمضي في سَيرِه بِجدٍّ بلا انقطاعٍ، «وأخَذَ خطِّيًّا» الخطِّيُّ: الرُّمحُ، وهو منسوبٌ إلى موضعٍ بِاليمنِ تُجلَبُ منه الرِّماحُ، «وأراحَ عليَّ نعمًا ثرِيًّا»، وأتى لها بالكثيرِ مِنَ الإبلِ، «وأعطاني مِن كلِّ رائحةٍ زوجًا»، أي: كان يُعطيها مِن كلِّ شيءٍ يأتي بها نوعين، وقال: كُلي أمَّ زرعٍ، «ومِيري أهلَكِ»، أي: صِلي أهلَكِ وبَرِّيهم وأَوسِعي عليهم في الطَّعامِ، قالت: لو جمعتُ كلَّ شيءٍ أَعطانيه، ما بلغَ أصغرَ آنيةِ أبي زرْعٍ، أي: كلُّ ما أكرمني به لا يُساوي شيئًا مِن إكرامِ أبي زرعٍ.

Like a Star @ heaven وبعدَ أنْ قصَّتْ عائشةُ رضِي اللهُ عنها للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم هذه القصَّة قال لها: «كنتُ لكِ كأبي زَرعٍ لأُمِّ زرعٍ»، أي: كانتْ سِيرتي معكِ في الإكرامِ والحُبِّ كما كانتْ سِيرةُ أبي زرعٍ لأمِّ زرعٍ.

رابعا: فقه الحديث والفوائد المستفادة منه :

1. حسن عشرة المرء أهله بالتأنيس، والمحادثة بالأمور المباحة ما لم يفض ذلك إلى ما يمنع.
2. المزاح أحياناً، وبسط النفس به، ومداعبة الرجل أهله، وإعلامه بمحبته لها ما لم يؤد ذلك إلى مفسدة تترتب على ذلك، من تجنيها عليه وإعراضها عنه.
3. منع الفخر بالمال، وبيان جواز ذكر الفضل بأمور الدين، وإخبار الرجل أهله بصورة حاله معهم، وتذكيرهم بذلك لاسيما عند وجود ما طبعن عليه من كفر الإحسان.
4. ذكر المرأة إحسان زوجها.
5. إكرام الرجل بعض نسائه بحضور ضرائرها بما يخصها به من قول أو فعل، ومحله عند السلامة من الميل المفضي إلى الجور.
6. جواز تحدث الرجل مع زوجته في غير نوبتها.
7. الحديث عن الأمم الخالية، وضرب الأمثال بهم اعتباراً، وجواز الانبساط بذكر طرف الأخبار، ومستطابات النوادر تنشيطاً للنفوس.
8. حض النساء على الوفاء لبعولتهن، وقصر الطرف عليهم، والشكر لجميلهم، ووصف المرأة زوجها بما تعرفه من حسنٍ وسوءٍ، وجواز المبالغة في الأوصاف، ومحله إذا لم يصر ذلك ديدناً لأنه يفضي إلى خرم المروءة.
9. تفسير ما يجمله المخبر من الخبر؛ إما بالسؤال عنه، وإما ابتداء من تلقاء نفسه.
10. أن ذكر المرء بما فيه من العيب جائز إذا قصد التنفير عن ذلك الفعل ولا يكون ذلك غيبة، قال بعضهم: ذكر بعض هؤلاء النسوة أزواجهن بما يكرهون، ولم يكن ذلك غيبة لكونهم لا يعرفون بأعيانهم وأسمائهم، قال المازري: وإنما يحتاج إلى هذا الاعتذار لو كان من تحدث عنده بهذا الحديث سمع كلامهن في اغتياب أزواجهن، فأقرهن على ذلك، فأما والواقع خلاف ذلك؛ وهو أن عائشة حكت قصة عن نساء مجهولات غائبات فلا، ولو أن امرأة وصفت زوجها بما يكرهه لكان غيبة محرمة على من يقوله ويسمعه، إلا إن كانت في مقام الشكوى منه عند الحاكم، وهذا في حق المعين، فأما المجهول الذي لا يعرف فلا حرج في سماع الكلام فيه؛ لأنه لا يتأذى إلا إذا عرف أن من ذكر عنده يعرفه.
11.تقويةٌ لمن كره نكاح من كان لها زوج، لما ظهر من اعتراف أم زرع بإكرام زوجها الثاني لها بقدر طاقته، ومع ذلك حقرته وصغرته بالنسبة إلى الزوج الأول.
12. أن الحب يستر الإساءة؛ لأن أبا زرع مع إساءته لها بتطليقها لم يمنعها ذلك من المبالغة في وصفه إلى أن بلغت حد الإفراط والغلو، وقد وقع في بعض طرقه إشارة إلى أن أبا زرع ندم على طلاقها وقال في ذلك شعراً.
13.جواز وصف النساء ومحاسنهن للرجل، لكن محله إذا كن مجهولات، والذي يمنع من ذلك وصف المرأة المعينة بحضرة الرجل، أو أن يذكر من وصفها ما لا يجوز للرجال تعمد النظر إليه.
14. التشبيه لا يستلزم مساواة المشبه بالمشبه به من كل جهة لقوله -صلى الله عليه وسلم -: (كنت لك كأبي زرع)، والمراد ما بينَّه بقوله: في رواية الهيثم في الألفة..إلى آخره، لا في جميع ما وصف به أبو زرع من الثروة الزائدة، والابن والخادم وغير ذلك، وما لم يذكر من أمور الدين كلها.
15. وفيه أن كناية الطلاق لا توقعه إلا مع مصاحبة النية فإنه - صلى الله عليه وسلم - تشبه بأبي زرع، وأبو زرع قد طلق، فلم يستلزم ذلك وقوع الطلاق لكونه لم يقصد إليه.
16. من شأن النساء إذا تحدثن أن لا يكون حديثهن غالباً إلا في الرجال، وهذا بخلاف الرجال فإن غالب حديثهم إنما هو فيما يتعلق المعاش.
17. جواز الكلام بالألفاظ الغريبة، واستعمال السجع في الكلام إذا لم يكن مكلفاً، قال عياض ما ملخصه: في كلام هؤلاء النسوة من فصاحة الألفاظ، وبلاغة العبارة والبديع؛ ما لا مزيد عليه، ولا سيما كلام أم زرع، فإنه مع كثرة فصوله، وقلة فضوله؛ مختار الكلمات، واضح السمات، نير النسمات، قد قدرت ألفاظه قدر معانيه، وقررت قواعده وشيدت مبانيه، وفي كلامهن ولا سيما الأولى والعاشرة أيضاً من فنون التشبيه والاستعارة، والكناية والإشارة، والموازنة والترصيع، والمناسبة والتوسيع، والمبالغة والتسجيع، والتوليد وضرب المثل، وأنواع المجانسة وإلزام ما لا يلزم، والإيغال والمقابلة، والمطابقة والاحتراس، وحسن التفسير والترديد، وغرابة التقسيم وغير ذلك؛ أشياء ظاهرة لمن تأملها، وقد أشرنا إلى بعضها فيما تقدم، وكمل ذلك أن غالب ذلك أفرغ في قالب الانسجام، وأتى به الخاطر بغير تكلف، وجاء لفظه تابعاً لمعناه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كنْتُ لكِ كأَبِي زرعٍ لأمِّ زرعٍ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas  :: الأحاديث النبوية الصحيحة فقط- " True Narrations of Prophet " pbuh-
انتقل الى: