ما الفرق بين النبي والرسول مع الادلة واقوال اهل العلم؟ المشهور عند العلماء أن
النبي هو
الذي يوحى إليه بشرع لكن لا يؤمر بتبليغه، بل هو وحي لنفسه ، يعني أمر بنفسه بالعمل.
الرسول : هو
الذي يوحى اليه بشرع ويؤمر بتبليغه للناس ، هذا يقال له
رسول ،
نبي رسول.
وقال آخرون من أهل العلم إن
النبي هو
الذي يكون مبعوثاً بشريعةٍ سبقه إليها نبي قبله ، كالأنبياء بعد
موسى للذين يحكمون بالتوراة فالذين سبقوه هؤلاء
أنبياء ورسل أما الرسول المستقل كـ
موسى ونوح وهود هؤلاء يقال لهم
رسل وهم
أنبياء أيضاً .
وقيل:
الرسول : من جاء بشريعة مستقلة
.
و
النبي: من
جاء تابعاً لشريعة من سبقه.
والأقرب أن
الرسول يسمى
نبي و
النبي يسمى
رسول ولهذا قال جل وعلا:"
وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رّسُولٍ وَلاَ نَبِيّ إِلاّ إِذَا تَمَنّىَ أَلْقَى الشّيْطَانُ فِيَ أُمْنِيّتِهِ"
[الحج: 52]،
فـ
النبي يسمى
رسولاً لأنه
أوحي إليه بشرع وإن كان نفسه، وإذا أمر بالتبليغ صار رسولاً لنفسه ولغيره والذي عليه جمهور العلماء أن
النبي هو
من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه.
أما
الرسول فهو
من أوحى إليه بشرع وأمر بتبليغه.
…………………
ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أنَّ عدة الأنبياء
مائة وأربعة وعشرون ألف نبي، وعدَّة
الرسل ثلاثمائة وبضعة عشر رسولاً ، ويدلّ على الفرق أيضاً ما ورد في كتاب الله من عطف النبي على الرسول"
وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رّسُولٍ وَلاَ نَبِيّ إِلاّ إِذَا تَمَنّىَ أَلْقَى الشّيْطَانُ فِيَ أُمْنِيّتِهِ"
[الحج: 52]، ووصف الله تعالى
بعض رسله بالنبوة والرسالة مما يدُل على أن الرسالة أمر زائد على النبوة، كقوله في حقِّ موسى عليه السلام:"
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىَ إِنّهُ كَانَ مُخْلِصاً وَكَانَ رَسُولاً نّبِيّاً "
[مريم: 51].والشائع عند العلماء أنَّ
النبي أعم من
الرسول.
فـ
الرسول هو
من أُوحي إليه بشرع وأُمر بتبليغه.
و
النبي من أوحي إليه ولم يؤمر بالبلاغ.
وعلى ذلك
فكلُّ رسول نبي، وليس كل نبي رسولاً .
وهذا الذي ذكروه هنا بعيد لأمور، منها :الأول: أن الله نصَّ على أنه أرسل الأنبياء كما أرسل الرسل في قوله:"
وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رّسُولٍ وَلاَ نَبِيّ..."
[الحج: 52]، فإذا كان الفارق بينهما هو الأمر بالبلاغ فالإرسال يقتضي من النبي البلاغ.
الثاني: أنَّ ترك البلاغ كتمان لوحي الله تعالى، والله لا ينزل وحيه ليكتم ويدفن في صدر واحد من الناس، ثمَّ يموت هذا العلم بموته.
الثالث: قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عنه ابن عباس: "
عرضت عليَّ الأمم، فجعل يمرُّ النبي معه الرجل، والنبي معه الرجلان، والنبي معه الرهط، والنبي ليس معه أحد".
وتمام الحديث للفائدة:
" خرَج علينا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومًا فقال:" عُرِضَتْ عليَّ الأمَمُ، فجعَل يمرُّ النبيُّ معَه الرجلُ، والنبيُّ معَه الرجلانِ، والنبيُّ معَه الرَّهطُ ، والنبيُّ ليس معَه أحدٌ، ورأيتُ سَوادًا كثيرًا سدَّ الأُفُقَ، فرجَوتُ أن يكونَ أمتي، فقيل : هذا موسى وقومُه، ثم قيل لي : انظُرْ، فرأيتُ سَوادًا كثيرًا سدَّ الأُفُقَ، فقيل لي : انظُرْ هكذا وهكذا، فرأيتُ سَوادًا كثيرًا سدَّ الأُفُقَ، فقيل : هؤلاءِ أمتُك، ومعَ هؤلاءِ سبعونَ ألفًا يدخُلونَ الجنةَ بغيرِ حِسابٍ " . فتفرَّقَ الناسُ ولم يبَيِّنْ لهم، فتذاكَر أصحابُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالوا : أما نحنُ فوُلِدْنا في الشِّركِ، ولكنا آمنا باللهِ ورسولِه، ولكن هؤلاءِ هم أبناؤُنا، فبلَغ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : " همُ الذينَ لا يتطيَّرونَ، ولا يستَرقونَ، ولا يكتَوُونَ، وعلى ربِّهم يتوكَّلونَ " . فقام عُكَّاشَةُ بنُ مِحصَنٍ فقال : أمِنْهم أنا يا رسولَ اللهِ ؟ قال : ( نعَمْ ) . فقام آخَرُ فقال : أمِنْهم أنا ؟ فقال : " سبَقَك بها عُكَّاشَةُ " .الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري في صحيحه : 5752فدلّ هذا على أنَّ الأنبياء مأمورون بالبلاغ، وأنَّهم يتفاوتون في مدى الاستجابة لهم.
والتعريف المختار أنَّ "
الرسولَ مَنْ أُوحي إليه بشرع جديدو
النبي هو المبعوث لتقرير شرع من قبله.
وقد كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبيٌّ خلفه نبيٌّ كما ثبت في الحديث ، وأنبياء بني إسرائيل كلّهم مبعوثون بشريعة موسى: التوراة وكانوا مأمورين بإبلاغ قومهم وحي الله إليهم "
أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِيَ إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىَ إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ أن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاّ تُقَاتِلُواْ... "
البقرة: 246فالنبي كما يظهر من الآية
يُوحَى إليه شيء يوجب على قومه أمراً، وهذا لا يكون إلا مع وجوب التبليغ. واعتبر في هذا بحال داود وسليمان وزكريا ويحي فهؤلاء جميعاً أنبياء، وقد كانوا يقومون بسياسة بني إسرائيل، والحكم بينهم وإبلاغهم الحق، والله أعلم بالصواب .
……………….
احاديث صحت:
أنَّ رجلًا قال : يا رسولَ اللهِ أنبيًّا كان آدمُ ؟ قال :
نعم ، مُكلَّمٌ . قال : كم كان بينه وبين نوحٍ ؟ قال :
عشرةُ قرونٍ . قال : يا رسولَ اللهِ كم كانتِ الرُّسُلُ ؟ قال :
ثلاثمائةٍ وخمسةَ عشرَ"
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة 6/359: .حديث إسناده صحيح …………………….
عن أبي ذرٍّ، قال : قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! أيُّ الأنبياءِ كان أولُ ؟ ! قال :
آدمُ، قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! ونبيٌّ كان ؟ ! قال :
نعم نبيٌّ مُكلَّمٌ، قلتُ : يا رسولَ اللهِ : كم المرسلونَ ؟ ! قال :
ثلاثُ مئةٍ وبضعةَ عشرَ ؛ جمًّا غفيرًا ".
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : الألباني | المصدر : تخريج مشكاة المصابيح: 5669 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ………………..
"
كُنا نتحدثُ : أنَّ أصحابَ بدرٍ ثلاثمِائَةٍ وبِضعَةَ عَشَرَ، بِعِدَّةِ أصحابِ طالوتَ، الذينَ جاوَزوا معه النهرَ، وما جاوَزَ معه إلا مُؤمنٌ" .
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري: 3959