بيان ضعف حديث" :
الاعمى الذى طلب رخصة للصلاة فى البيت"
حديث الأعمى الذي طلب الرخصة من النبي أن يتخلف عن شهود صلاة الجماعة:
[1] أخرجه
ابن راهويه (برقم313)
و
مسلم (2/124)
و
النسائي (برقم850)
و
أبو عوانة الاسفراييني (برقم1261)
وا
لبيهقي (3/57)-
كلهم من طريق
مروان بن معاوية الفزاري، عن
عبيدالله ابن الأصم، قال: حدثنا
يزيد بن الأصم، عن
أبي هريرة، قال - واللفظ
لابن راهويه-:
"
جاء رجل أعمى إلى رسول الله فقال :إنه ليس لي قائد يقودني إلى الصلاة، فسأله أن يرخص لـه في بيته فأذن لـه، فلما ولى دعاه، فقال لـه: ((
هل تسمع النداء بالصلاة؟ ))،
فقال: نعم، قال: ((
فأجب ))".
قلت-
أحمد قاسم الغامدي :
إسناده ضعيف، لم يرو هذا الحديث عن أبي هريرة غير يزيد بن الأصم العامري، ولا عن يزيد غير ابن أخيه عبيدالله بن عبدالله بن الأصم العامري ولا عن عبيد الله إلا مروان بن معاوية
أما تفرد يزيد بن الأصم عن أبي هريرة فهو موضع نظر دقيق لأن جلالة أبي هريرة وشهرته وكثرة تلاميذه مع عدم مشاركة غير يزيد في روايته لهذا الحديث فمحل غرابة وفيه تفرد عبيدالله بن الأصم ولم يوثقه معتبر : مروان بن معاوية الفزاري.
وإنما ذكره البخاري في تاريخه الكبير، وابن أبي حاتم في الجرج والتعديل، ولم يذكرا لـه جرحا ولا تعديلا، و
ذكره ابن حبان في الثقات وليس توثيقه بمعتبر لتساهله ، وقد قال
الحافظ في
التقريب: ”
مقبول “، أي: يعتبر بحديثه حيث يتابع - كما صرح به في مقدمة التقريب. ولم يتابع على حديثه هذا .
وفيه تفر
د مروان الـفـزاري عن عبيد الله ومروان هذا وثقه
أحمد وابن معين.
وقال
أبو حاتم: ”
صدوق، لا يدفع عن صدق، وتكثر روايته عن الشيوخ المجهولين “.
وقال
ابن نمير: ”
كان يلتقط الشيوخ من السكك “،.
وقال
عبدالله بن علي ابن المديني عن أبيه: ”
ثقة فيما روى عن المعروفين، وضعفه فيما روى عن المجهولين “، التهذيب وبمثل هذا قال
العجلي في الثقات.
وذكره
العقيلي في الضعفاء.
وقال
الذهبي في
الميزان: ”
ثقة عالم صاحب حديث، لكن يروي عمن دب ودرج، فيستأنى في شيوخه “، وقال الحافظ في التقريب: ” ثقة حافظ، وكان يدلس أسمــاء الشيوخ “.
قلت - أحمد قاسم الغامدي-:
ومن كان هذا حاله وقد تفرد عن شيخه وشيخه ممن لم يذكر بجرح أو تعديل عند نقاد الحديث بل غاية حاله الإعتبار به إذا توبع فكيف إذا انفرد وقد تفرد هنا لا متابع له وهذا الحديث كما ترى تفرد به مروان عن عبيد الله وتفرد به عبيد الله عن يزيد وتفرد به يزيد عن أبي هريرة وفي كل من تفرد كلام آخر مع تفرد كما تقدم بسطه. وسيأتي في أواخر الباب ما في هذا الحديث من نكارة في المعنى فضلا عما تقدم في الإسناد من كلام .
[2] وأخرجه
الطبراني في
الكبير (19/138)، قال: حدثنا محمد بن العبــاس الأخــرم الأصبهاني، ثنا جعفر بن محمد ابن فضيل الجزري، ثنا محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني، حدثني أبي، عن عبدالكريم الجزري، عن زياد بن أبي مريم، عن عبدالله بن معقل، عن كعب بن عجرة: ((
أن أعمى أتى النبي ، فقال: يا رسول الله، إني أسمع النداء، فلعلي لا أجد قائدا. فقال: فإذا سمعت النداء فأجب داعي الله )).
قلت-أحمد قاسم الغامدي-:
إسناده ضعيف جدا، فيه
سليمان بن أبي داود الحراني، ضعفه
أبو حاتم.
وقال
أبو زرعة: ”
لين الحديث “.
وقال
أحمد: ”
ليس بشيء“.
وقال
البخاري و
الأزدي: ”
منكر الحديث“.
وقال
ابن حبان في المجروحين: ”
لا يحتج به".
وقال
أبو أحمد الحاكم: ”
في حديثه بعض المناكير “.
وذكره
الساجي في الضعفاء.
وابنه
محمد بن سليمان ضعفه
الدارقطني.
وقال
أبو حاتم: ”
منكر الحديث “.
وقال
النسائي: ”
لا بأس به “.
ووثقه
مسلمة بن القاسم وأبو داود الحراني.
وذكره
ابن حبان في الثقات وقال: ”
يعتبر حديثه في روايته عن أبيه “.
وفي الإسناد أيضا
جعفر بن محمد الجزري لا يعرف من هو، وفي طبقته جعفر بن محمد ابن فضيل الرسعني، روي عن سعيد بن أبي مريم المصري، وعنه الحافظ الباغندي وعبدالله بن أحمد ابن حنبل، ذكره السمعاني في الأنساب وقال: ” وثقه بعضهم، وقال أبو عبدالرحمن النسائي: هو ليس بالقوي “ اهـ.
[3] وأخرجه
الطبراني أيضا في الكبير (19/139)، قال: حدثنا عبدالله بن سعيد بن يحيى الرقي، ثنا أبو فروة يزيد بن محمد بن سنان الرهاوي، حدثني أبي، عن أبيه، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عدي ابن ثابت، عن عبدالله بن معقل، عن كعب بن عجرة، قال : ((
جاء رجل أعمى إلى رسول الله ، فقال: إني أسمع النداء، فلعلي لا أجد قائدا، ويشق علي، أفأتخذ مسجدا في داري؟ فقال النبي : أيبلغك النداء؟ قال : نعم. قال النبي : فإذا سمعت النداء فاخرج )).
قلت -أحمد قاسم الغامدي-:
إسناده ضعيف جدا، لأن فيه يزيد بن سنان بن يزيد التميمي أبو فروة الرهاوي، ضعفه ابن المديني، وقال أبو حاتم: ” محله الصدق، والغالب عليه الغفلة، يكتب حديثه ولا يحتج به “.
وقال أبو زرعة: ” ليس بقوي الحديث “.
وقال ابن معين: ” ليس بشيء “.
وذكره ابن عدي في الكامل وقـال: ” ولأبي فروة الرهاوي هذا حديث صالح، ويروي عن زيد بن أبي أنيسة نسخة ينفرد بها عن زيد بأحاديث، وله عن غير زيد أحاديث مسروقة عن الشيوخ، وعامة حديثه غير محفوظة “.
وابنه محمد بن يزيد بن سنان ليس بالقوي - كما قال الحافظ في التقريب.
وحفيده يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان ملقب كذلك بأبي فروة وصفه الذهبي في السير بأنه المحدث، وشيخ الطبراني عبدالله بن سعيد الرقي لم أجد لـه ترجمة.
وفي الاسناد أيضا زيد بن أبي أنيسة، وهو الرهاوي، فيه مقال 1.
[4] أخرجه
الطبراني في
الأوسط (برقم7427) من رواية شيخه
محمد بن أبان، قال: حدثنا
الشاذكوني، قال: حدثنا
محمد بن سلمة الحراني، قال: حدثنا أ
بو عبدالرحيم خالد بن يزيد، عن
زيد بن أبي أنيسة، بالإسناد السابق: مثله، وقال: ((
فإذا سمعت فأجب )).
قال
الطبراني: ”
لم يرو هذا الحديث عن عدي بن ثابت إلا زيد بن أبي أنيسة “.
قلت -أحمد قاسم الغامدي-:
إسناده ضعيف جدا، فيه
الشاذكوني - واسمه
سليمان بن داود، يكنى أبا أيوب البصري-
متروك،
اتهم بالكذب والوضع، وقيل أنه كان يتعاطى المسكر ويتماجن - كما حكى الحافظ في اللسان،
و
محمد بن أبان شيخ الطبراني هو
الأصبهاني أبو مسلم، وصفه أبو نعيم في تاريخ أصبهان بأنه: ”
كثير الحديث ثقة “،
ومن فوق الشاذكوني موثقون.
[5] وأخرجه
البيهقي في
الكبرى (3/57-58)، قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان ببغداد، ثنا محمد بن عثمان بن ثابت الصيدلاني، ثنا محمد بن غالب، ثنا بشر بن حاتم الرقي، ثنا عبيدالله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق، عن عبدالله بن معقل، عن كعب بن عجرة: بمثل سياق الطبراني في الكبير عن عدي بن ثابت.
قال
البيهقي: ”
خالفه أبو عبدالرحيم، فرواه عن زيد بن أبي أنيسة، عن عدي بن ثابت، عن عبدالله بن معقل “.
قلت -أحمد قاسم الغامدي-:
وفيه عنعنة أبي إسحاق عمرو بن عبدالله السبيعي، وهو
ثقة إلا أنه مدلس.
وفيه
بشر الرقي لا يعرف حاله، وإنما ذكره البخاري في تاريخه الكبير، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، ولم يذكرا لـه جرحا ولا تعديلا.
وتقدم الكلام على زيد بن أبي أنيسة وفيه محمد بن غالب تمتام وثقه الدارقطني وقال وهم في أحاديث. لسان الميزان.
يتضح مما تقدم أن حديث الأعمى هذا إنما روي عن أبي هريرة بإسناد ضعيف جدا - لتفرد مروان بن معاوية الفزاري به عن عبيدالله بن الأصم، أما مروان الفزاري فإنه صدوق، لكنه كثير الرواية عن المجاهيل، ويدلس تدليس الشيوخ، وأما عبيد الله بن الأصم فإنه يعتبر حديثه حيث يتابع، ولا متابع لـه هنا - وما روي عن كعب بن عجرة بأسانيد ضعيفة جدا .
ويشبه قصة حديث الأعمى هذه: ما رواه عطاء أن رجلا ضريرا جاء إلى النبي لطلب الرخصة في تركه شهود صلاة الجماعة، ولم يرخص لـه في ذلك لأنه كان سمع النداء.
[6] وأخرجه
عبد الرزاق في
المصنف (برقم1912) عن
ابن جريج، قال: قال
عطاء: ((
وإنما الأولى من الأذان ليؤذن بها الناس. قال: فحق واجب لا بد منه ولا يحل غيره إذا سمع الأذان أن يأتي فيشهد الصلاة. ثم أخبرني عند ذلك، عن رسول الله ، أنه قال:" ما بال رجال يسمعون النداء بالصلاة ثم يتخلفون؟ لقد هممت أن أقيم الصلاة ثم يتخلف عنها أحد إلا حرقت بيته"، أو "حرقت عليه". قال: وجاءه رجل، فقـال: يا نبي الله، إني رجل ضرير، وإني عزيز علي أن أشهد الصلاة، فقال النبي : "إشهدها". قال: إني ضرير يا رسول الله، قال:" أتسمع النداء"؟ قال: نعم. قال: فاشهدها. قلت: ما ضرره؟ قال: حسبت أنه أعمى، أو سيء البصر، وسأل الرخصة في العتمة. قال ابن جريج: وأخبرني من أصدق: أن ذلك الرجل ابن أم مكتوم )).
قلت -أحمد قاسم الغامدي-:
وهذا مرسل، ورجال سنده ثقات، و
فيه عنعنة ابن جريج وهو مدلس.
وقولـه: ((
لقد هممت أن أقيم الصلاة ... إلى قوله:
أو حرقت عليه )) يعرف من حديث أبي هريرة المخرج في الصحيحين في همّ النبيّ بتحريق قوم يتخلفون عن صلاة الجماعة، وسيأتي توضيح هذا أكثر عند تخريجنا للحديث من رواية الحصين بن عبدالرحمن، عن عبدالله بن شداد بن الهاد، عن ابن أم مكتوم.
[7] وأخرجه
أحمد (3/423) من رواية
شيبان، و
أبو داود (برقم552) و
البيهقي في
السنن الكبرى ( 3/58 )من رواية
حماد بن زيد و
ابن ماجة في السنن برقم 792 من رواية
زائدة بن قدامة و
ابن خزيمة في صحيحه برقم 1480 من رواية
أبو معاوية محمد بن خازم وحماد بن سلمة والمزي في تهذيب الكمال 22/29 من رواية
أبو عوانة والبيهقي في الكبرى 3/58 من رواية
الثوري جميعهم يعني (
حماد بن سلمة وحماد بن زيد والثوري وأبو معاوية وأبو عوانة وزائدة وشيبان عن عاصم بن أبي النجود عن أبي رزين عن ابن أم مكتوم به.
وأخرجه
الطحاوي في
مشكل الآثار برقم 5086 من رواية
إبراهيم بن طهمان عن عاصم عن زر بن حبيش عن عمرو بن أم مكتوم: ((
جئت إلى رسـول الله ، فقلت: يـا رسول الله، كنت ضريرا شاسع الــدار، ولي قائـد لا يلائمني، فهـل تجـد لي رخصة أن أصلي في بيتي؟ قال: أتسمع النداء؟ قال: قلت: نعم. قال: لا أجد لك رخصة ))
قلت-أحمد قاسم الغامدي-:
هذا الحديث أختلف فيه على عاصم بن بهدلة (
ابن أبي النجود )
فرواه حماد بن زيد وشيبان بن عبد الرحمن وسفيان الثوري وأبو عوانة وزائدة بن قدامة وغيرهم عن عاصم بن أبي النجود عن أبي رزين عن ابن أم مكتوم
وخافهم إبراهيم ابن طهمان فرواه عن عاصم عن زر عن ابن أم مكتوم
والصواب ما رواه الثوري وحماد بن زيد ومن تابعهما عن عاصم عن أبي رزين عن ابن أم مكتوم للكثرة والثقة وإبراهيم بن طهمان ثقة يغرب كما في التقريب رواه عن عاصم وقال عن زر بن حبيش بدل ( أبو رزين ) وقد تفرد وخالف الجماعة فروايته شاذة لمخالفتها رواية الأكثر .
ورواه
سعيد بن سنان عن
عمرو بن مرة عن
أبي رزين عن
أبي هريرة يعني جعله من مسند أبي هريرة وهو وهم كما سيأتي بيانه قريبا.
والحديث فيه انقطاع قال ابن معين : أبو رزين وهو مسعود بن مالك الأسدي الكوفي عن ابن أم مكتوم مرسل.
المراسيل وفيه عاصم بن أبي النجود في حفظه شي.
وفي التقريب : صدوق له أو هام حجة في القراءة وحديثه في الصحيحين مقرون.
أما رواية
سعيد بن سنان التي أشرت إليها آنفا أخرجها
ابن أبي شيبة في
المصنف 1/346 و
الطحاوي في
شرح المشكل برقم 5089 من رواية
إسحاق بن سليمان الرازي عن أبي سنان سعيد بن سنان عن عمرو بن مرة عن أبي رزين عن أبي هريرة نحوه.
قلت -أحمد قاسم الغامدي-:
وهذا إسناد ضعيف شاذ لأن فيه سعيد بن سنان وثقة ابن معين وغيره وقال أحمد : ليس بالقوي في الحديث التهذيب وسرد له ابن عدي أحاديث تفرد بها ومنها هذا ثم قال : له أحاديث غرائب أفراد و أرجو أنه ممن لا يتعمد الكذب والوضع لا إسنادا و متنا و لعله إنما يهم في الشيء ورواياته تحتمل و تقبل الكامل وقد تفرد سعيد بن سنان بهذا الإسناد وقد رواه غير واحد من الثقات الأثبات عن عاصم بن أبي النجود عن أبي رزين عن ابن أم مكتوم وهو المحفوظ وفيه انقطاع كما تقدم وأشار ابن عدي إلى تفرد سعيد بن سنان بهذا الإسناد حيث قال : هكذا يرويه سعيد بن سنان عن عمرو بن مرة عن أبي رزين عن ابن أم مكتوم أنه قال يا رسول الله .. الحديث (
وأخرجه
أبو داود في
السنن (برقم552)، و
النسائي 2/109-110 و
ابن ماجة (برقم792)، و
ابن خزيمة في صحيحه (برقم1480)، والبيهقي 3/58 من رواية
زيد بن أبي زرقاء و
النسائي في
المجتبى برقم المتقدم و
المزي في
تهذيب الكمال 22/28 من رواية
القاسم بن يزيد و
ابن أبي شيبة 1/345 _ 346 من رواية
حماد بن أسامة ثلاثتهم يعني حماد وزيد وقاسم بن أبي الزرقاء عن الثوري عن عبد الرحمن بن عابس عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ابن أم مكتوم قال : ((
يا رسول الله، إن المدينة كثيرة الهوام والسباع قال : هل تسمع حي على الصلاة، حي على الفلاح؟ قال : نعم قال : ((فحي هلا )). ولم يرخـص لـه .
وأخرجه
الحاكم في
المستدرك 1/246- 247 من رواية
زيد بن أبي الزرقاء بهذا الإسناد
غير أنه لم يذكر في الإسناد عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو وهم من الحاكم أو ممن فوقه ولله أعلم .
قال الحاكم حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه إن كان ابن عابس سمع من ابن أم مكتوم.
قال
ابن خزيمة عند تخريجه للحديث: ”
غريب غريب “ اهـ.
قلت -أحمد قاسم الغامدي-:
هذا الإسناد منقطع لأن عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من ابن أم مكتوم قال ابن القطان : وسن عبد الرحمن بن أبي ليلى لا يقتضي له السماع من ابن أم مكتوم فإنه ولد لست بقين من خلافة عمر . المراسيل [9] وأخرج
أحمد (3/422)، و
الطحاوي في
مشكل الآثار برقم 5087 من رواية
عبد العزيز بن مسلم ، و
ابن خزيمة في صحيحه برقم1479 و
الحاكم في المستدرك (1/247): من رواية أ
بو جعفر الرازي وهو عيسى بن أبي عيسى والطحاوي برقم 5088 من رواية
عبد الرحمن بن زياد الرصاصي عن شعبة ، و
ابن أبي شيبة في
المصنف 1/345 من رواية
هشيم كلهم يعني
عبد العزيز وأبو جعفر الرازي وشعبة وهشيم عن حصين بن عبد الرحمن عن عبد الله بن شداد عن ابن أم مكتوم ولفظه:
((
أن رسول الله أتى المسجد فرأى في القوم رقة، فقال: إني لأهم أن أجعل للناس إماما، ثم أخرج فلا أقدر على إنسان يتخلف عن الصلاة في بيته إلا أحرقته عليه. فقال ابن أم مكتوم: يا رسول الله، إن بيني وبين المسجد نخلا وشجرا، ولا أقدر على قائد كل ساعة، أيسعني أن أصلي في بيتي، قال: أتسمع الاقامة؟ نعم، قال: فأتها )).
قلت-أحمد قاسم الغامدي-:
هذا الحديث اختلف فيه على حصين بن عبد الرحمن فرواه
عبد العزيز بن مسلم وأبو جعفر عن حصين عن عبد الله بن شداد عن ابن أم مكتوم وخالفهما
شعبة فرواه عن
حصين عن عبد الله بن شداد قال : أن ابن أم مكتوم به هكذا ،مرسلا وتابعه هشيم فرواه عن حصين عن ابن شداد عن النبي صلى الله عليه وسلم مختصرا .
والصواب ما رواه شعبة وهشيم عن حصين بن عبد الرحمن عن عبد الله بن شداد مرسلا لأنهما أثبت وأوثق من عبد العزيز وأما أبو جعفر فسيئ الحفظ ولا يشتغل بروايته وحصين بن عبد الرحمن ثقة تغير حفظه بأخرة كما في التقريب وشعبة وهشيم كانا ممن روى عنه قبل الإختلاط فروايتهما المرسلة هي الصواب .
[10] وأخرج
أحمد في
المسند (3/367)، و
أبو يعلى الموصلي (برقم1803 وعنه
ابن حبان (برقم 2063) من رواية
يعقوب بن عبد الله ،عن عيسى بن جارية، عن جابر بن عبدالله، قال: ((
أتى ابن أم مكتوم النبي ، فقال: يا رسول الله، منزلي شاسع، وأنا مكفوف البصر، وأنا أسمع الأذان. قال: فإن سمعت الأذان فأجب ولو حبوا أو زحفا )).
قلت -أحمد قاسم الغامدي-:
و
هذا إسناد ضعيف جدا فيه عيسى بن جارية، قال عنه
أبو داود: ”
منكر الحديث “
وقال
ابن عدي: ”
أحاديثه غير محفوظة “.
وقال
ابن معين :
عنده مناكير .
التهذيب [11] وأخرج
الطبراني في
الأوسط (برقم7865)، قال: حدثنا محمود، قال: حدثنا وهب، قال: حدثنا محمد، عن العوام، عن عذرة بن الحارث، عن زهير، عن ماهان، عن البراء بن عازب: ((
أن ابن أم مكتوم أتى النبي ، وكان ضرير البصر، فشكا إليه، وسأله أن يرخص لـه في صلاة العشاء والفجر، وقال: إن بيني وبينك ...، فقال النبي : هل تسمع الأذان؟ قال: نعم، مرة أو مرتين، فلم يرخص لـه في ذلك )) .
قلت -أحمد قاسم الغامدي-:
بعد قوله (
إن بيني وبينك) بياض، قال محقق الكتاب محمود الطحان: ”
كلمة غير مقروءة هنا “.
قال
الطبراني: ”
لم يرو هذا الحديث عن ماهان، وهو أبو صالح، إلا زهير، وهو ابن الأقمر الذي روى عنه عمرو ابن مرة، ولا رواه عن زهير إلا عذرة بن الحارث، تفرد به العوام “.
قلت-أحمد قاسم الغامدي-:
إسناده ضعيف جدا، زهير بن الأقمر لا يعرف حاله، وإنما ذكره البخاري في تاريخه الكبير، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، ولم يذكرا لـه جرحا ولا تعديلا، وعذرة بن الحارث مجهول، قال الهيثمي في المجمع (2/43): ” لم أعرفه “.
[12] أخرج
الطبراني في
الكبير (8/266- 267)، قال: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا الحسين بن أبي السري العسقلاني، ثنا محمد بن شعيب، أبو حفص القاص، ثنا عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال:
((
أقبل ابن أم مكتوم - وهو أعمى، وهو الذي أنزلت فيه:{عبس وتولى * أن جاءه الأعمى}، وكان رجلا من قريش - إلى رسول الله ، فقال له: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أنا كما تراني قد كبرت سني ورق عظمي، وذهب بصري، ولي قائد لا يلاومني قياده إياي، فهل تجد لي رخصة، أصلي في بيتي الصلوات؟ فقال رسول الله : هل تسمع المؤذن من البيت الذي أنت فيه؟ قال: نعم يا رسول الله. قال رسول الله : ما أجد لك من رخصة، ولو يعلم هذا المتخلف عن الصلاة في الجماعة ما لهذا الماشي إليها لأتاها ولو حبوا على يديه ورجليه )).
قلت-أحمد قاسم الغامدي-:
إسناده ضعيف جدا قال
الهيثمي في
المجمع (2/43):
"وفيه على بن يزيد الألهاني عن القاسم وقد ضعفهما الجمهور واختلف في الاحتجاج بهما.
قال ابن حبان : علي بن يزيد الأهاني منكر الحديث جدا فلا أدري التخليط في روايته ممن ؟ ....المجروحين"
[13] وأخرجه
الطبراني في
الأوسط (برقم4911)، كما في
الصغير (برقم732)، قال: حدثنا عمرو بن أحمد العمي، قال: حدثنا عبدالرحمن بن عبدالله الخرزي البصري، قال: حدثنا عبدالله بن داود الخريبي، عن علي بن صالح، عن عاصم ابن أبي زرين: ((
أن ابن أم مكتوم أتى النبي فقال: يا رسول الله، إني كبير ضرير، شاسع الدار، ولا قائد لي، فهل تجد لي رخصة؟ قال: تسمع النداء؟ قال: نعم. قال: ما أجد لك رخصة )).
قال
الطبراني: ”
لم يرو هذا الحديث عن علي بن صالح بن حي إلا عبدالله بن داود“.
قلت-أحمد قاسم الغامدي-:
عاصم بن أبي زرين لا يعرف من هو ولا حاله، وليس في كتب التراجم من شيوخ علي بن صالح من اسمه عاصم إلا ابن أبي النجود، وعمرو شيخ الطبراني لا يعرف أيضا من هو ولا حاله.
0]]فتضح مما تقدم أن حديث ابن أم مكتوم إنما جاء من طرق لم تخل جميعها من الضعف، أو الإنقطاع أو الإرسال .
وهذا الحديث مع حديث الأعمى المتقدم قد استدل بهما بعض العلماء على وجوب شهود صلاة الجماعة، لأن النبي لم يرخص بتركها للأعمى ولا لابن أم مكتوم.
وفي هذا عندي نظر، من وجهين[/b]:
أولا:
لأن الحديثين - يعني: حديث الأعمى وحديث ابن أم مكتوم – لا يثبتان، وقد تقدم ما فيهما مفصلا. ثانيا:
أنه قد ثبت في الصحيحين وغيرهما أن النبي قد رخص لعتبان بن مالك - وكان يؤم قومه، وقد أنكر بصره - أن يصلي في بيته، وهو عام في أن يصليها منفردا أو جماعة، ولم يقيد النبي في ذلك بشيء. وهذا يعارض تلك الأحاديث المتقدمة ويدل على نكارة معناها دلالة واضحة. [14] فقد أخرج
البخاري في صحيحه، في كتاب الصلاة، باب المساجد في البيوت
و
النسائي في كتاب الصلاة، باب إمامة الأعمى (برقم788) – من رواية مالك
و
البخاري في كتاب الصلاة باب الرخصة في المطر والعلة أن يصلي في رحله (1/163) من رواية عقيل ومسلم في صحيحه، كتاب الصلاة (2/126- باب الرخصة في التخلف عن الجماعة بعذر)- من رواية يونس
و
ابن ماجة في كتاب الصلاة، باب المساجد في الدور (برقم754) - من رواية إبراهيم بن سعد، وأحمد في المسند (4/44) - من رواية معمر خمستهم يعني مالك وعقيل ويونس وإبراهيم ومعمر عن ابن شهاب، قال :أخبرني محمود بن الربيع الأنصاري : ((
أن عتبان بن مالك، وهو من أصحاب رسول الله ممن شهد بدرا من الأنصار، أنه أتى رسول الله فقال: يا رسول الله، قد أنكرت بصري، وأنا أصلي لقومي، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم، لـم أستطع أن آتي مسجدهم، فأصلي بهم، ووددت يا رسول الله أنك تأتيني فتصلي في بيتي، فأتخذه مصلى. قال: فقال لـه رسول الله: سأفعل إن شاء الله. قال عتبان: فغدا رسول الله وأبو بكر حين ارتفع النهار، فاستأذن رسول الله فأذنت لـه، فلم يجلس حين دخل البيت، ثم قال: أين تحب أن أصلي من بيتك. قال: فأشرت لـه إلى ناحية من البيت ... )) الحديث . وألفاظهم متقاربة
قلت -أحمد قاسم الغامدي- :
وهذا إسناد كالذهب وأخرجه
أحمد (4/43) بلفظ يخالف الروايات السابقة، قال أحمد: حدثنا سفيان، عن الزهري، فسئل سفيان عمن؟ قال: هو محمود - إن شاء الله-: ((
أن عتبان بن مالك كان رجلا محجوب البصر، وأنه ذكر للنبي التخلف عن الصلاة. قال: أتسمع النداء؟ قال: نعم. قال: فلم يرخص لـه )).
ساق هذا الحديث البيهقي في المعرفة (4/120- 121)- بسنده، عن الشافعي، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن محمود بن الربيع، عن عتبان بن مالك: فذكره.
قال
الشافعي: ”
قال سفيان: وفيه قصة لم أحفظها. قال الشافعي: هكذا حدثنا سفيان، وكان يتوقاه ويعرف أنه لا يضبطه، وقد أوهم فيه فيما نرى، والله أعلم “.
قال
البيهقي: ”
والدلالة على ذلك، أن مالكا أخبرنـا عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع الأنصاري، عن عتبان ابن مالك، وكان يؤم قومه وهو أعمى، وأنه قال لرسول الله : إنها تكون الظلمة والمطر والسيل، وأنا رجل ضرير البصر، فصل يا رسول الله في بيتي مكانا أتخذه مصلى، قال: فجاءه رسول الله ، فقال: (( أين تحب أن أصلي ))؟ فأشار لـه إلى مكان من البيت، فصلى فيه رسول الله . وأخبرنا أيضا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن محمود ابن عتبان: أنه كان يؤم قومه وهو أعمى “.
قلت -أحمد قاسم الغامدي-:
والأمر كما قالا، ولعل ابن عيينة اشتبه عليه حديث عتبان هذا بحديث ابن أم مكتوم المتقدم، فيأتي بإسناد حديث عتبان لمتن حديث ابن أم مكتوم، قال البيهقي في المعرفة (4/122): ”
واللفظ الذي رواه ابن عيينة في هذا الاسناد إنما هو في قصة ابن أم مكتوم الأعمى، وتلك القصة رويت عن ابن أم مكتوم من أوجه، ورويت في حديث أبي هريرة “ اهـ.
فالحديث من هذا الوجه معلول، وهم فيه ابن عيينة، والله أعلم.
والذي يتضح مما تقدم أن حديث الأعمى وحديث ابن أم مكتوم قد رويا من عدة طرق، ولم يثبت منها شيء بإسناد صحيح، ولا حسن، كما أنه مخالف لمعنى حديث عتبان بن مالك المتفق على صحته الدالّ على جواز اتخاذ المصلى في البيوت، وعلى رفع الحرج عن الأعمى، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: { ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج } [سورة الفتح: آية 17]، وهذا فيه تأييد لمعنى حديث عتبان المذكور.