قال ربنا تبارك تعالى: "
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ "
(قّ:18)وقال عز في علاه:" قال تعالى : "
وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون " .
(الانفطار : 10- 12) .وقال الخلاق الحكيم ،سبحانه :"
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ "
(الحجرات:11) . وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "
... بحسبِ امرئٍ منَ الشَّرِّ أن يحقِرَ أخاهُ المُسلمَ ، كلُّ المسلمِ علَى المسلمِ حرامٌ ، دمُهُ ، ومالُهُ ، وَعِرْضُهُ..."
لراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم في صحيحه : 2564 وقال عليه الصلاة والسلام:"
من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلاله كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئاً ".
رواه مسلم في صحيحه (2674)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وقال عليه الصلاة والسلام:"
إنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من رضوانِ اللهِ ، لا يُلقي لها بالًا ، يرفعُ اللهُ بها درجاتٍ ، وإنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من سخطِ اللهِ ، لا يُلقي لها بالًا ، يهوي بها في جهنَّمَ "
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري في صحيحه:6478 ورواه :علقمة بن وقاص الليثي و بلال بن الحارث المزني فيا امة واتباع محمد - عليه الصلاة والسلام - ...
احذر وا وحذروا وتعلموا و طبقوا وبلغوا ...
لا تكذبوا و لا تغتابوا لتضحكوا الناس نكات للكبار والمتزوجين فقط...![ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نكات للبنات فقط... ![ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نكات محششين و مساطيل و مصرقعين...! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
طرائف ونهفات المشايخ...![ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مُلحة اليوم ....وضحكة الصباح ...والظهر...و المساء! اضحك من قلبك...زهزه عن نفسك...عيش الدنيا ...للمتزوجين فقط...!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] اكشنها و فكشنها وضيع وقتك واضحك ...بلا هم و غم ...!
احذروا و حذروا ...لا تكونوا أمعات : (معاهم معاهم ...عليهم عليهم)..
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال:" لا تكونوا إمَّعةً ؛ تقولون : إن أحسنَ الناسِ أحسنَّا، وإن ظلموا ظلمْنا، ولكن وطِّنوا أنفسَكم : إن أحسنَ الناسُ أن تُحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلِموا " .
المصدر : تخريج مشكاة المصابيح : 5057 صحيح موقوف على حذيفة قال ربنا تبارك تعالى: "
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ "
(قّ:18) قال
الشوكاني رحمه الله في تفسيره لهذه الآية :"
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ "، أي
ما يتكلم من كلام فيلفظه ويرميه من فيه إلا لديه، أي ذلك اللافظ، رقيب، أي ملك يرقب قوله ويكتبه، والرقيب الحافظ المتتبع لأمور الإنسان الذي يكتب ما يقوله من خير وشر، فكاتب الخير هو ملك اليمين، وكاتب الشر ملك الشمال. انتهى.
«
عتيد» أى:
مهيأ لذلك، حاضر عنده لا يفارقه.
وليست هذه الكتابة - من الملكين - خاصة بالقول فقط، وإنما شاملة للفعل أيضاً، قال
ابن كثير في قوله تعالى:"
إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ":
أي إلا ولها من يرقبها معد لذلك ليكتبها، لا يترك كلمة ولا حركة كما قال تعالى: "
وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ*كِرَاماً كَاتِبِينَ*يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ "
(الإنفطار:10-12). انتهى.
واختلف العلماء هل يكتب الملك كل شيء من الكلام أم أنه لا يكتب إلا ما فيه عقاب وثواب؟ قال
القرطبي في تفسيره:"
قال ابن الجوزاء ومجاهد يكتب على الإنسان كل شيء حتى الأنين في مرضه، وقال عكرمة لا يكتب إلا ما يؤجر به أو يؤزر عليه، وقيل يكتب عليه كل ما يتكلم به، فإذا كان آخر النهار محا عنه ما كان مباحاً نحو انطلق اقعد كل مما لا يتعلق به أجر أو وزر".
قال عز وجل
محذرا من الندم يوم لا ينفع الندم:
"
أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ "
(الزمر:56) وحذر النبي عليه الصلاة والسلام من الطرائف والنكات والمُلح و الاقوال المضحكة...و التي اصلها كذب وافتراء وغيبة ونميمة و خوض في اعراض الناس ...او فيها فحش القول ومياعة الكلام و دعوة للانحلال قال الحق في علاه:"
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".
(النور:19) قال عليه الصلاة والسلام:"
ويلٌ للَّذي يحدِّثُ فيَكذِبُ ليُضحِكَ بِه القومَ ، ويلٌ لَه ، ثُمَّ ويلٌ لَه"
الراوي : معاوية بن حيدة القشيري | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : بلوغ المرام : 446 | خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي وهذه
بعض اقوال اهل العلم في النكت و الطرائف و المُلَح و أشباهها ...
فتأملوها بقلوب واعية وآذان صاغية ،وطبقوا ما تعلمتم وعرفتم، وانشروا...فالدال ع الخير كفاعله... قال
ابن قدامه في
مختصر منهاج القاصدين في كلامه على المزاح:"
أما اليسير منه فلا ينهى عنه إذا كان صادقاً، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمزح ولا يقول إلا حقاً، فإنه قال لرجل:"
يا ذا الأذنين "ـ وقال لآخر:"
إنا حاملوك على ولد الناقة "ـ وقال للعجوز:"
إنه لا يدخل الجنة عجوز" ـ ثم قرأ:
إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً* فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً {الواقعة: 35-36 ـ وقال لأخرى:"
زوجك الذي في عينيه بياض". "اهـ.
وقال شيخ الإسلام
ابن تيمية في
مجموع الفتاوى:"
المتحدث بأحاديث مفتعلة ليضحك الناس أو لغرض آخر عاص لله ورسوله، وقد روى بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن الذي يحدث فيكذب ليضحك القوم ويل له ويل له ثم ويل له" ـ وقد قال ابن مسعود: " إن الكذب لا يصلح في جد ولا هزل، ولا يعد أحدكم صبيه شيئا ثم لا ينجزه، وأما إن كان في ذلك ما فيه عدوان على مسلم وضرر في الدين فهو أشد تحريما من ذلك، وبكل حال ففاعل ذلك مستحق للعقوبة الشرعية التي تردعه عن ذلك". اهـ
وقال الشيخ
ابن باز:"
التفكّه بالكلام والتنكيت إذا كان بحق وصدق فلا بأس به، ولا سيما مع عدم الإكثار من ذلك، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا صلى الله عليه وسلم، أما ما كان بالكذب فلا يجوز، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له" ـ أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد جيد". اهـ.
وسأله ـ رحمه الله ـ سائل فقال: في كلام البعض ـ وحين مزاحهم مع الأصدقاء ـ يدخل شيء من الكذب للضحك،
فهل هذا محظور على الإسلام؟ فأجاب:"
نعم، هو محظور في الإسلام، لأن الكذب كله محظور ويجب الحذر منه، قال عليه الصلاة والسلام: " عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا" ـ وعلى هذا، فيجب الحذر من الكذب كله سواء من أجل أن يضحك به القوم أو مازحاً أو جادا". اهـ.
وقال الشيخ
ابن عثيمين في
لقاءات الباب المفتوح: "
لا يجوز الكذب في الطرائف كما يقولون، لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو على الأقل بسند حسن أنه قال: "ويل لمن يحدث فيكذب ليضحك به القوم، ويل له، ثم ويل له " ـ وهذا يدل على أنه لا يجوز، لأن الوعيد بويل من أدلة تحريم العمل. اهـ.
ولا ينبغي أن يقاس مثل هذا على ما أباح أهل العلم من الكذب للتعليم كما في مقامات الحريري، إذ ليس في هذا الكلام فائدة ولا علم ولا حكمة، وقد قيد الهيتمي إباحة الكذب في مثل ذلك بالفائدة، فقد جاء في تحفة المحتاج للهيتمي ما يلي :
"
ويؤيده قول بعض أئمتنا في الحديث الصحيح: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج "ـ وفي رواية:" فإنه كانت فيهم أعاجيب". هذا دال على حل سماع تلك الأعاجيب للفرجة لا للحجة. انتهى.
ومنه يؤخذ حل سماع الأعاجيب والغرائب من كل ما لا يتيقن كذبه بقصد الفرجة، بل وما يتيقن كذبه، لكن قصد به ضرب الأمثال والمواعظ وتعليم نحو الشجاعة على ألسنة آدميين أو حيوانات.
...........................
بيان وتفصيل حتى لا يتأول أحد الكلام فيدعي ان (
النكت و الطرائف والمُلح )
هي من باب "
الإنشاء "...
لا ... >
الخبر قال اهل اللغة "
الكلام قسمان ":
خَبَرٌ و إنْشاءٌ:
(أ)
فـالخَبَرُ ما يَصِحُّ أنْ يُقَالَ لِقَائِلِه إنهُ صَادقٌ فِيهِ أو كاذب، فإنْ كان الكلامُ مُطَابقاً للواقع كان قائِلهُ صَادِقاً، وَإنْ كان غَيرَ مُطَابقٍ لَهُ كان قائِلُهُ كاذباً .
الخبر:
وهو
كل كلام احتمل الصدق أو الكذب أو كل كلام طابق الواقع أو خالفه وهو يأتي لإعلامنا بشىء ما حدث أو يحدث أو سيحدث لاحقا.
(ب) و
الإنشاء ما لا يصح أَنْ يُقَالَ لِقَائلِه إنهُ صَادِق فِيهِ أَو كاذِب.
الإنشاء :
وهو كل كلام ينشئه المتكلم لغرض ما في داخله كالتمني أو الطلب أو .....الخ ولا يشترط ان يطابق هذا الكلام الواقع أو يخالفه أي أن هذا الكلام لا يعطي معلومة ما تحتمل الصدق أو الكذب.
وكذلك : و
الجمل الإنشائية لا تحتمل صدقاً، ولا كذباً.
وأما من احتج بأن النبي عليه الصلاة كان يمزح ويقول ما يضحك ويدخل السرور على النفس...فنقول:
اولا:
أحاديث صحيحة عن النبي تبين الكذب لاجل إضحاك الناس، وعاقبة الكذب :
روى سعيد المقبري عن ابي هريرة قال :
يا رسولَ اللهِ، إنك تُداعِبُنا ! قال:" إني لا أقولُ إلا حقًّا ".
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الترمذي في سننه: 1990 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح حدثنا مسدد بن مسرهد ثنا يحيى عن بهز بن حكيم قال حدثني أبي عن أبيه قال
: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "
ويلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ بالحدِيثِ لِيُضْحِكَ بِهِ القوْمَ فيَكَذِبُ ويلٌ لَهُ ويلٌ لَهُ "
الراوي : معاوية بن حيدة القشيري | المحدث : الترمذي في سننه: 2315 | ورواه: أبو داوود والامام أحمد وابن ماجه . خلاصة حكم المحدث : حسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"
إنَّ الصِّدقَ يَهدي إلى البِرِّ ، وإنَّ البِرَّ يَهدي إلى الجنَّةِ ، وإنَّ الرَّجُلَ ليَصدُقُ حتَّى يَكونَ صدِّيقًا ، وإنَّ الكذِبَ يَهدي إلى الفُجورِ ، وإنَّ الفجورَ يَهدي إلى النَّارِ ، وإنَّ الرَّجُلَ ليَكذِبُ ، حتَّى يُكتَبَ عندَ اللَّهِ كذَّابًا" .
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البخاري في صحيحه: 6094 . ومسلم :2607 .ثانيا :
أقوال بعض العلماء وفتاواهم في النكت والطرائف: قال
المناوي في
فيض القدير : 6/ 368
"
ويل للذي يحدث فيكذب "
في حديثه (
ليضحك به القوم ويل له ويل له )
كرره إيذانا بشدة هلكته وذلك لأن الكذب وحده رأس كل مذموم وجماع كل فضيحة فإذا انضم إليه استجلاب الضحك الذي يميت القلب ويجلب النسيان ويورث الرعونة كان أقبح القبائح .ومن ثم قال الحكماء : إيراد المضحكات على سبيل السخف نهاية القباحة.
سئل شيخ الاسلام
ابن تيمية رحمه الله :
عمن يتحدث بين الناس بكلام وحكايات مفتعلة كلها كذب هل يجوز ذلك.؟
فأجاب :"
أما المتحدث بأحاديث مفتعلة ليضحك الناس أو لغرض آخر فإنه عاص لله ورسوله وقد روى بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن الذي يحدث فيكذب ليضحك القوم ويل له ويل له ثم ويل له "، وقد قال ابن مسعود " إن الكذب لا يصلح في جد ولا هزل ولا يعد أحدكم صبيه شيئا ثم لا ينجزه وأما إن كان في ذلك ما فيه عدوان على مسلم وضرر في الدين فهو أشد تحريما من ذلك" وبكل حال ففاعل ذلك مستحق العقوبة الشرعية التي تردعه عن ذلك والله أعلم " .
مجموع الفتاوى 32/ 256فتوى العلامة
ابن باز رحمه الله :
ما حكم النكت في ديننا الإسلامي ؟
هل هي من لهو الحديث علما بأنها ليست استهزاء بالدين أفتونا مأجورين ؟
"
التفكه بالكلام والتنكيت إذا كان بحق وصدق فلا بأس به ولا سيما مع عدم الإكثار من ذلك ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا صلى الله عليه وسلم ، أما ما كان بالكذب فلا يجوز لقول النبي صلى الله عليه وسلم : سنن أبو داود الأدب (4990),مسند أحمد بن حنبل (5/7)،سنن الدارمي الاستئذان (2702). "
ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له"
أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد جيد . والله ولي التوفيق ........................
اسباب تحريم النكت و الطرائف وأشباهها؟أولاً:-
كثير منها كذب او فيها كذب كثير:
فهذه النكت في سوادها الأعظم كانت كذب لم تحصل لصاحبها ولا للناس الذين يتكلم عنهم ويكفينا من ذلك قول الله سبحانه وتعالى :"
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ "
التوبة 119 .
قول النبي صلى الله عليه وسلم :"
... وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يٌكتب عند الله كذابا "
رواه البخاري 10 / 422 ومسلم 2607 .ثانياً:-
فيها الكثير من الغيبة والنميمة والبهتان:
قال الله تعالى :"
وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ "
(الححرات:12) وقال صلى الله عليه وسلم :"
يا معشرَ من أسلم بلسانِه ولم يدخُلِ الإيمانَ قلبَه لا تُؤذوا المسلمين ولا تتَّبِعوا عوراتِهم فإنَّه من تتبَّع عورةَ أخيه المسلمِ تتبَّع اللهُ عورتَه ومن تتبَّع اللهُ عورتَه يفضَحْه ولو في جوفِ رحلِه ". ونظر ابنُ عمرَ إلى الكعبةِ فقال :" ما أعظَمَك وما أعظمَ حُرمتِك والمؤمنُ أعظمُ حُرمةً عند اللهِ منك".
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : المنذري في الترغيب والترهيب : 3/241 | خلاصة حكم المحدث : ]إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]. وقال الله سبحانه وتعالى :"
وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ" .
(الهمزة:1) قال
ابن عباس : (
همزة لمزة )
طعان معياب .
وقال
الربيع بن أنس :
الهمزة ، يهمزه في وجه ، واللمزة من خلفه .
وقال
قتادة :
يهمزه ويلمزه بلسانه وعينه ، ويأكل لحوم الناس ، ويطعن عليهم .
وقال
مجاهد :"
الهمزة : باليد والعين ، واللمزة : باللسان".
و
الغيبة هي
ذكر المسلم في غيبته بما فيه مما يكره نشره وذِكرهو
البهتان :
ذِكر المسلم بما ليس فيه وهو الكذب في القول عليهو
النميمة : هي
نقل الكلام من طرف لآخر للإيقاع بينهما .
فمن تأمل الكثير من هذه النكت وجد فيها
غيبة شخص معين أو أشخاص أو قبائل معينة أو مجتمعات بأكملها وهذا والله شيءُ عجيب فالمغتاب يهدي حسناته لمن إغتابه فكيف نصلي ونصوم ونتصدق ونعمل من الأعمال الصالحة الشيء الكثير ونتعب في ذلك كله ثم نهدي حسناتنا تلك على طبقٍ من ذهب لمن إغتبناهم !!
كان
عبد الله ابن المبارك - رحمه الله - يقول :"
لو كنت مغتاباً أحداً من المسلمين لإغتبت أمي وأبي فهما أولى الناس بحسناتي ".
قيل
للحسن البصري – رحمه الله - :
فلان إغتابك ، فذهب إلى منزل ذلك المغتاب وأهداه صحناً من التمر وقال له :"
بلغني أنك أهديت لي من حسناتك فأحببتُ أن أكافئك".
ثالثاً:-
تحتوي النكت والطرائف على الوان من الإستهزاء والسخرية وسوء الظن بالناس والتحسس والتجسس عليهم وعلى أحوالهم :
قال تعالى:"
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ .يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ".
(الحجرات:11-12) و
كثير من هذه النكت تستهزئ وتسخر من بعض الأشخاص أو بعض فئات المجتمع أو بعض القبائل المعينة يقول الشيخ
عبد الرحمن بن سعدي – رحمه الله – في تفسير هذه الآية :
من حقوق المؤمنين بعضهم على بعض أن لا يسخر قوم من قوم بكل كلام وقول وفعل دال على تحقير الأخ المسلم فإن ذلك حرام وهو داخل على إعجاب الساخر بنفسه ، وعسى أن يكون المسخور به خيراً من الساخر وهو الغالب والواقع . فإن السخرية لا تقع إلا من قلبٍ ممتلئ من مساؤئ الأخلاق متحلٍ بكل خلقٍ ذميم متخلٍ من كل خلق كريم ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ":
... بحسب إمرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم... ".
من حديث ابي هريرة، رواه مسلم: 2564رابعاً:-
في بعضها إستهزاء بالله ورسله وملائكته و بالدين وأهله ومظهره وسننه :
وهذا من أشد أنواع الاستهزاء وأعظمها خطراً: الاستهزاء بالله ورسله وملائكته والدين وأهله، ولخطورته وعظم أمره فقد أجمع العلماء على أن الاستهزاء بالله وبدينه وبرسوله كفر بواح، يخرج من الملة بالكلية.
قال رالله تعالى:"
وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ . لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ ..." .
(التوبة:65-66) قال شيخ الإسلام
ابن تيمية:"
إن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كـفر يكفر صاحبه بعد إيمانه".
ولقد تفنن السذج والبلهاء والجهلة في أنواع السخرية والاستهزاء بالدين واهله ومظاهره و و و ، فهناك من يهزأ بالحجاب، ومن يسخر بتنفيذ الأحكام الشرعية ومنهم من يستهزئ بسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ،ونعقوا و نبحوا مستهزئين باللحية وتقصير الثوب والسواك و الاذان والصحابة و الصلاة والحج ووو . قالت اللجنة الدائمة للإفتاء على من قال لآخر:
يا لحية!
مستهزئاً:
إن الاستهزاء باللحية منكر عظيم فإن قصد القائل بقوله: يا لحية ! للسخرية فذلك كفر، وإن قصد التعريف فليس بكفر، ولا ينبغي أن يدعوه بذلك.
قال
ابن الجوزي في
زاد المسير: "
وهذا يدل على أن الجد واللعب في إظهار كلمة الكفر سواء".
وقال الشيخ
السعدي - رحمه الله -:"
إن الاستهزاء بالله ورسوله كفر يخرج عن الدين، لأن أصل الدين مبني على تعظيم الله وتعظيم دينه ورسله، والاستهزاء بشيء من ذلك مناف لهذا الأصل ومناقض له أشد المناقضة".
وقال الشيخ
محمد بن إبراهيم - رحمه الله -: "
ومن الناس ديدنه تتبع أهل العلم لقيهم أو لم يلقهم، مثل قول: المطاوعة كذا وكذا. فهذا يخشى أن يكون مرتداً، ولا ينقم عليهم إلا أنهم أهل الطاعة".
ولقد فضح الله تعالى موقف المستهزئين بالمؤمنين وبين مراتبهم في الدار الآخرة فقال تعالى:
"
زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ" .
[البقرة:212]. فتوى العلامة
ابن عثيمين رحمه الله :
بيان ضابط الطرائف وحكمهاالسؤال: فضيلة الشيخ
ما ضابط ما يسمى بالنكت أو الطرائف ومتى تكون كذباً، هل يحدث الإنسان بقصة لم تقع يريد بها أن يضحك من حوله؟
الجواب
"
الإنسان إذا ضرب مثلاً بقصة، مثل أن يقول: أضرب لكم مثلاً برجل قال كذا أو فعل كذا وحصلت ونتيجته كذا وكذا، فهذه لا بأس بها، حتى إن بعض أهل العلم قال في قول الله تعالى: { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ } [الكهف:32] قال: هذه ليست حقيقة واقعة، وفي القرآن: { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ } [الزمر:29] فإذا ذكر الإنسان قصة لم ينسبها إلى شخص معين، لكن كأن شيئاً وقع وكانت العاقبة كذا وكذا فهذا لا بأس به.
أما إذا نسبه إلى شخص وهي كذب فهذا حرام تكون كذبة، وكذلك إذا كان المقصود بها إضحاك القوم، فإنه قد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: " ويل لمن حدث فكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له ".
لقاء الباب المفتوح رقم 77 فتوى الشيخ
الفوزان عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية حفظه الله :
فضيلة الشيخ ،
إذا كذب الرجل ليضحك الناس وهم يعلمون أنه كاذب وهو ما يسمى بالطرفة والنكت هل يدخل هذا في الوعيد؟ فأجاب :
"
النبي صلى الله عليه وسلم :كان يمزح ولا يقول إلا حقا فلا يكذب الانسان من اجل ان يضحك الناس إذا ذكر لهم نكتة أو طرفة تضحكهم وهي صحيحة فهذا لا بأس به إذا كانت الطرفة أو النكتة صحيحة واقعة فيذكرها ليروح عن الناس فهذا لا بأس به فقد كان كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا يعني شيء واقع شيء صدق" .اهـ.
فالنكت والطرائف فيها كلام طويل... والخلاصة أن فمنها :
الجائز، ومنها المكروه، ومنها المحرم، ومنها المستحب أيضاً .
فالمحرم منها
ما تعلق بشخص معين ، فيدخل فيه الكذب والبهتان ، أو الغيبة، والهمز واللمز، ونحو ذلك .
والمكروه منها
ما كثر وزاد، وغلب، وأشغل، وألهى .
والمباح منها
ما كان في حد الاعتدال ، ولم يتعلق به ذم أو منقصة لشخص ، أو جماعة .
والمستحب ما كان فيه
ملاطفة ، ومؤانسة ، واقتضاه الخلق الكريم ، كحديث الرجل مع زوجته ، أو حديث الأخ مع أخيه ، إذا قصد إزالة همه وغمه ، كما في قصة الأعرابي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين سأله عن الدجال،:" ما سأل أحدٌ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن الدجَّالِ ما سألتُه، وإنه قال لي : (
ما يضُرُّك منه )؟ . قلتُ : لأنهم يقولونَ إن معَه جبلُ خبزٍ ونهرُ ماءٍ، قال : (
هو أهوَنُ على اللهِ من ذلك ) ".
الراوي : المغيرة بن شعبة | المحدث : البخاري في صحيحه : 7122 وبناء على ما سبق وسيق لكم ....فالنكات والطرائف والمُلح وأشبتهها- غير الواقعي...لا تجوز ، ولا يجوز تناقلها ، لسببين :
الأول :
لِكون النكتة و الطرفة قد تتعلق باستهزاء لله والرسل والملائكة او أمور الدِّين :
والاستهزاء بالدِّين أو بشيء مما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم ؛
كُـفْـر .
ذَكَر
القرطبي رحمه الله ما قاله بعضهم مِن جواز المسألة والإلحاح فيها استدلالا بِما كان في قصة موسى عليه الصلاة والسلام مع الخضر ، قال القرطبي مُعنِّفًا قائل ذلك القول :
وهذا لَعِبٌ بِالدِّين ، وانسلال عن احترام النبيين ، وهي شنشنة أدبية ، وهفوة سخافية ، ويَرحم الله السلف الصالح فلقد بالَغُوا في وصية كل ذي عقل راجح ، فقالوا : مهما كنت لاعِبًا بشيء فإياك أن تلعب بِدِينك . اهـ .
والثاني :
لِكون النكتة والطرفة قد تتعلق بشخص ينتمي إلى قبيلة يكثر الاستهزاء بها او اهل دولة، وهذا أمر عظيم ، وجُرْم كبير ، فقد قال عليه الصلاة والسلام : "
إن أعظم الناس جُرْمًا إنسان شاعِر يَهجو القبيلة مِن أسْرِها ".
رواه البخاري (670) في " الأدب الْمُفْرَد " ، من حديث عائشة. والثالث :
لِكون النكتة والطرفة قد تتعلق بوصف مفاتن او فحش قول او هتك اعرض او دعوة الى رذيلة وفاحشة ونحوها:
قال تعالى:"
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم".
[النور:19].وقال عز وجل:" قال تعالى :"
لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ ... " .
(النساء:148 ) وفال عليه الصلاة والسلام:"
ليسَ المؤمنُ بالطَّعَّانِ ولا اللَّعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البَذيءِ "
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث :الترمذي في سننه : 1977 | خلاصة حكم المحدث : صحيح وقال عليه الصلاة والسلام:"
الحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ ، وَالإِيمَانُ فِي الجَنَّةِ ، وَالبَذَاءُ مِنَ الجَفَاءِ ، وَالجَفَاءُ فِي النَّارِ "
رواه الترمذي :(2009) من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ . حديث صحيح . ومن حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: ".
.. يا نبيَّ اللَّهِ وإنَّا لَمؤاخذونَ بما نتَكَلَّمُ بِهِ ؟" قالَ:"
ثَكِلتكَ أمُّكَ يا معاذُ وَهَل يُكِبُّ النَّاسَ على وجوهِهِم في النَّارِ ، إلَّا حصائدُ ألسنتِهِم"
..................
لا تجزعوا وتقنطوا من ذنوبكم ...باب التوبة مفتوح...............
فالتوبة هي
الرجوع إلى الله تعالى من المعصية إلى الطاعة، وعلى المرء أن يعلم أن التوبة محبوبة إلى الله تعالى لقوله: "
إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين"
[البقرة:222] وأنها واجبة على كل مسلم لقوله تعالى: "
يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً "
[التحريم: 8] وأنها م
ن أسباب الفلاح، قال تعالى: "
وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ".
[النور: 31]. فلا تيأس أخي - المنكت واختي المنكتة -
من رحمة الله وبادر بالتوبة النصوح، ولا تخيفك كثرة الذنوب، فإن الله جل وعلا يقول: "
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ".
[الزمر:53] واعلموا أن باب التوبة مفتوح أمام العبد ما لم يغرغر أو تطلع الشمس من مغربها، لقوله صلى الله عليه وسلم:
" إن اللهَ عز وجل يبسطُ يدَه بالليلِ ، ليتوبَ مسيءُ النهارِ . ويبسطُ يدَه بالنهارِ ، ليتوبَ مسيءُ الليلِ . حتى تطلعَ الشمسُ من مغربِها"
الراوي : أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس | المحدث : مسلم في صحيحه الصفحة أو الرقم: 2759
وقوله عليه الصلاة والسلام: : " اجتمعَ أربعةٌ من أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقالَ أحدُهُم سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ :"
إنَّ اللَّهَ يقبلُ توبةَ العبدِ قبلَ أن يموتَ بيومٍ "، فقالَ الآخرُ : أنتَ سمِعتَ هذا من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ؟ قالَ : نعم . قالَ : وأَنا سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ :"
إنَّ اللَّهَ يقبلُ توبةَ العبدِ قبلَ أن يموتَ بنصفِ يومٍ" ، فقالَ الثَّالثُ : أنتَ سمِعتَ هذا من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ؟ قالَ : نعم . قالَ : وأَنا سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقول :"
إنَّ اللَّهَ يقبلُ توبةَ العبدِ قبلَ أن يموتَ بضحوةَ "، قالَ الرَّابعُ : أنتَ سمِعتَ هذا من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ؟ قالَ : نعم . قالَ : وأَنا سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ:"
إنَّ اللَّهَ يقبلُ توبةَ العبدِ ما لم يُغَرْغِرْ بنفسِهِ "
الراوي : أربعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : عمدة التفسير : 1/475 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح والتائب من الذنب كمن لا ذنب له... ولا يكون تائبا حقا إلا إذا توفرت في توبته خمسة شروط:
الشرط الأول:
الإخلاص ـ وهو أن يقصد بتوبته وجه الله عزوجل.
الثاني:
الإقلاع عن الذنب.
الثالث:
الندم على فعله الذي قدمه واقترفه .
الرابع:
العزم على عدم الرجوع إلى ما كان يفعل والى ما قدم من سوء.
الخامس:
أن تكون التوبة قبل أن يصل العبد إلى حال الغرغرة عند الموت.
قال
النووي في شرح مسلم :"
وللتوبة شرط آخر وهو أن يتوب قبل الغرغرة كما جاء في الحديث الصحيح
وأما في حالة الغرغرة وهي حالة النزع فلا تقبل التوبة فهذه الشروط فيما إذا كان الذنب بين العبد وربه، كشرب الخمر مثلاً. وأما إذا كان الذنب يدخل فيه حق العباد، فلا بد من إبراء الذمة من هذا الحق فإن كان مظلمة استحلها منه".
ومع ذلك
فإذا اعترف العبد بذنبه وأقبل على الله بصدق وتاب إليه خوفاً منه وتعظيماً له ورجاء عفوه فإن الله يفرح بتوبة عبده ويغفر له، قال تعالى:"
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَار".
[التحريم:8]. فإذا ثبنا لله فعلينا اليقين بأن العبد إذا تاب ، ينبغي أن يكون حاله بين رجاء قبول التوبة، ومخافة العقاب من الله تعالى، قال تعالى:"
والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون"
[المؤمنون: 60].
وقد خرج
الترمذي (3175) بإسناد ثابت أن أم المؤمنين
عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فقالت: "
أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون ؟ فقال:
لا يا بنت الصديق ! ولكنهم الذين يصومون ويتصدقون وهم يخافون ألا يقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات".
وعلينا بالاستغفار، والتوبة النصوح، وإتباع السيئات بالحسنات الماحيات، والدعوة إلى الخير والعفة، والنهي عن المنكرات والرذائل، والسعي بقدر الطاقة في إزالة آثار الذنوب السابقة ففي الصحيح
أنَّ رجلًا من أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يُحِبُّ امرأةً فاستأذن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في حاجةٍ فأذِنَ له فانطلَقَ في يومٍ مطيرٍ فإذا بالمرأةِ على غديرِ ماءٍ تغتسِلُ فلمَّا جلس منها مجلِسَ الرجلِ من المرأةِ ذهب يحرِّكُ ذكرَهُ فإذا بِهِ هُدْبَةٌ فقام فأَتَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فذكر ذلِكَ له فقال له النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :" صلِّ أربعَ ركعَاتٍ"، فأنزلَ اللهُ تباركَ وتعالى:" أقِمِ الصلاةَ طَرَفَيِ النهارِ وزُلَفًا مِنَ الليلِ إنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ الآيةَ"
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الهيثمي في مجمع الزوائد :7/41 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح
وجاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، فقالَ :
إنِّي عالَجتُ امرأةً في أقصى المدينةِ وإنِّي أصبتُ منها ما دونَ أن أمسَّها وأَنا هذا فاقضِ فيَّ ما شئتَ ، فقالَ لَهُ عمرُ :
لقد سترَكَ اللَّهُ لو سترتَ على نفسِكَ ، فلم يَردَّ علَيهِ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ شيئًا ، فانطلقَ الرَّجلُ فأتبعَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ رجلًا ، فدعاهُ فتلا علَيهِ"
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ "إلى آخرِ الآيةِ ، فقالَ رجلٌ منَ القومِ :
هذا لَهُ خاصَّةً ؟ قالَ : "
بل للنَّاسِ كافَّةً ".
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث: الترمذي في سننه : 3112 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح ............. .............. .................
ادبا وذوقا ومروءة و عدلا...اذكر المصدر ان نقلت عنا او نسخت...علم و مثل ثوابها صدقة للاحياء والاموات والمبلغين والمطبقين والناشرين والمذكرين.