Tamara عضو وفيّ
عدد المساهمات : 36 تاريخ التسجيل : 03/04/2012
| موضوع: الجدل والمراء و والحجاج والمناظرة و التحاور الأربعاء سبتمبر 30, 2015 9:02 pm | |
| الجدل والمراء و والحجاج و المناظرة و الحوار لغةً واصطلاحًا معنى الجدل لغةً: الجدل: اللدد في الخصومة والقدرة عليها. وجادله أي: خاصمه، مجادلة وجدالًا. و الجدل: مقابلة الحجة بالحجة. و المجادلة: المناظرة والمخاصمة. و الجدالُ: ا لخصومة؛ سمي بذلك لشدته . (مجمل اللغة لابن فارس:1/179) . معنى الجدل اصطلاحًا: قال الراغب: ( الجِدَال: المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة) . (المفردات في غريب القران:189) . وقال الجرجاني: ( الجدل: دفع المرء خصمه عن إفساد قوله: بحجة، أو شبهة، أو يقصد به تصحيح كلامه) . (التعريفات:74) .وقال أيضًا: ( الجدال: هو عبارة عن مراء يتعلَّق بإظهار المذاهب وتقريرها) . (التعريفات:75) . معنى المراء لغةً: المراء: الجدال. والتماري والمماراة: المجادلة على مذهب الشكِّ والريبة، ويقال للمناظرة: مماراة، وماريته أماريه مماراة ومراء: جادلته . (لسان العرب:15/278) . معنى المراء اصطلاحاً: المراء: هو كثرة الملاحاة للشخص لبيان غلطه وإفحامه، والباعث على ذلك الترفع . (التعريفات الاعتقادية:265) . وقال الجرجاني: ( المراء: طعن في كلام الغير لإظهار خلل فيه، من غير أن يرتبط به غرض سوى تحقير الغير) . (التعريفات:209) . وقال الهروي عن المراء: هو ( أن يستخرج الرجل من مناظره كلامًا ومعاني الخصومة وغيرها) . (تهذيب اللغة:15/204) . - الفرق بين الجدال والحجاج: الفرق بينهما أن المطلوب بالحجاج: هو ظهور الحجة. والمطلوب بالجدال: الرجوع عن المذهب . (الفروق اللغوية:للعسكري:158) . - الفرق بين الجدال والمراء: قيل: هما بمعنى.غير أن المراء مذموم، لأنه مخاصمة في الحقِّ بعد ظهوره، وليس كذلك الجدال . (الفروق اللغوية:للعسكري:159) . ولا يكون المراء إلا اعتراضًا، بخلاف الجدال، فإنَّه يكون ابتداء واعتراضاً. (المصباح المنير للفيومي:2/569) . - الفرق بين الجدل والمناظرة والمحاورة: الجدل يُراد منه إلزام الخصم ومغالبته. أما المناظرة: فهي تردد الكلام بين شخصين، يقصد كل واحد منهما تصحيح قوله، وإبطال قول صاحبه، مع رغبة كلٍّ منهما في ظهور الحق. و المحاورة: هي المراجعة في الكلام. ومنه التحاور أي التجاوب، وهي ضرب من الأدب الرفيع، وأسلوب من أساليبه، وقد ورد لفظ الجدل والمحاورة في موضع واحد من سورة المجادلة في قوله تعالى:" قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا " [المجادلة: 1] وقريب من ذلك المناقشة والمباحثة . (مناهج الجدل في القران الكريم ، زاهر الالمعي:25) . الجدل في القرآن الكريم: - قال الله تعالى:" فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ " [البقرة: 197]. وعن ابن مسعود في قوله:" وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ " ، قال: ( أن تماري صاحبك حتى تغضبه) . (الطبري:4/141) . وعن ابن عباس: ( الجدال: المراء والملاحاة حتى تغضب أخاك وصاحبك، فنهى الله عن ذلك) . (الطبري:4/144) . وعن ابن عمر: ( الجدال المراء والسباب والخصومات) . (الطبري:4/145) . وقال السدي: ( قد استقام أمر الحجِّ فلا تجادلوا فيه) . (جامع البيان:3/486) . وقال الطبري: ( اختلف أهل التأويل في ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: النهي عن أن يجادل المحرم أحدًا. ثم اختلف قائلو هذا القول، فقال بعضهم: نهى عن أن يجادل صاحبه حتى يغضبه) . (الطبري:3/1477) .- وقال جلَّ شأنه:" وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ " [البقرة: 204]. قال العيني: ( أي: شديد الجدال، والخصومة، والعداوة للمسلمين) . (عمدة القاري:18/114) . قال مقاتل: ( يقول جدلًا بالباطل) . (تفسير مقاتل:178) . وقال الطبري" : أي ذو جدال إذا كلمك وراجعك ". (جامع البيان:3/573) .- وقال جلَّ في علاه:" مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا " [غافر: 4]. (قال سهل: في القرآن آيتان ما أشدَّهما على من يجادل في القرآن، وهما قوله تعالى:" مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا " [غافر: 4] أي: يماري في آيات الله، ويخاصم بهوى نفسه، وطبع جبلة عقله، قال تعالى:" وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ " [البقرة: 197]، أي: لا مراء في الحج. والثانية: قوله:" وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ". [البقرة: 176]) . (التستري:1/19) .- وقال سبحانه:" وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ " [الحج: 8]. قال الزجاج: ( فالمعنى ومن الناس من يجادل في الله بغير علم متكبراً) . (معاني القران واعرابه:3/414) . وقال البيضاوي: ( ومن الناس من يجادل في الله في توحيده وصفاته) . (انوار التنزيل:4/215) . وقال الشوكاني: ( ومعنى اللفظ: ومن الناس فريق يجادل في الله، فيدخل في ذلك كلُّ مجادل في ذات الله، أو صفاته، أو شرائعه الواضحة) . (فتح القدير:3/519) . وقال السعدي: ( ومن الناس طائفة وفرقة سلكوا طريق الضلال، وجعلوا يجادلون بالباطل الحقَّ، يريدون إحقاق الباطل وإبطال الحق، والحال أنهم في غاية الجهل، ما عندهم من العلم شيء). (تيسير الكريم الرحمن:533) .- وقال جل شأنه:" وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ " . [العنكبوت: 46]. (قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: لا ينبغي أن يجادل من آمن منهم، لعلهم أن يحدثوا شيئًا في كتاب الله لا تعلمه أنت، قال: لا تجادلوا، لا ينبغي أن تجادل منهم). (تفسير القران العظيم:9/3068 لابن ابي حاتم) . وقال السعدي: ( ينهى تعالى عن مجادلة أهل الكتاب، إذا كانت من غير بصيرة من المجادل، أو بغير قاعدة مرضية، وأن لا يجادلوا إلا بالتي هي أحسن، بحسن خلق ولطف ولين كلام، ودعوة إلى الحقِّ وتحسينه، وردٍّ عن الباطل وتهجينه، بأقرب طريق موصل لذلك، وأن لا يكون القصد منها مجرد المجادلة والمغالبة وحبِّ العلو، بل يكون القصد بيان الحقِّ وهداية الخلق، إلا من ظلم من أهل الكتاب، بأن ظهر من قصده وحاله، أنه لا إرادة له في الحق، وإنما يجادل على وجه المشاغبة والمغالبة، فهذا لا فائدة في جداله؛ لأن المقصود منها ضائع) . (تيسير الكريم الرحمن:533) .- وقال تعالى:" هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ". [آل عمران: 66]. قال الطبري: ( يعني بذلك جلَّ ثناؤه: ها أنتم: هؤلاء القوم الذين خاصمتم وجادلتم فيما لكم به علم من أمر دينكم الذي وجدتموه في كتبكم، وأتتكم به رسل الله من عنده، وفي غير ذلك مما أوتيتموه، وثبتت عندكم صحته، فلم تحاجُّون؟ يقول: فلم تجادلون وتخاصمون فيما ليس لكم به علم) . (جامع البيان للطبري:5/483) . قال الشوكاني: ( وفي الآية دليل على منع الجدال بالباطل، بل ورد الترغيب في ترك الجدال من المحقِّ) . (فتح القدير:1/401) . وقال السعدي: ( وقد اشتملت هذه الآيات على النهي عن المحاجة والمجادلة بغير علم، وأنَّ من تكلَّم بذلك فهو متكلِّم في أمر لا يمكَّن منه، ولا يسمح له فيه) . (تيسير الكريم الرحمن:134) . الجدل في السنة النبوية: - عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما ضلَّ قوم بعد هُدىً كانوا عليه إلا أُوتوا الجدل ". ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية:" مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ " [الزخرف: 58]. ( الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي: 3253 | خلاصة حكم المحدث : حسن . و ابن حجر العسقلاني في تخريج مشكاة المصابيح : 1/138 | خلاصة حكم المحدث : ]حسن كما قال في المقدمة] .) قال القاري: ( والمعنى ما كان ضلالتهم ووقوعهم في الكفر إلا بسبب الجدال، وهو الخصومة بالباطل مع نبيهم، وطلب المعجزة منه عنادًا أو جحودًا، وقيل: مقابلة الحجة بالحجة، وقيل: المراد هنا العناد، والمراء في القرآن ضربُ بعضه ببعض؛ لترويج مذاهبهم، وآراء مشايخهم، من غير أن يكون لهم نصرة على ما هو الحق، وذلك محرم، لا المناظرة لغرض صحيح كإظهار الحقِّ فإنه فرض كفاية). (مرقاة المفاتيح:1/265) . وقال المناوي: ( أي الجدال المؤدي إلى مراء ووقوع في شك، أما التنازع في الأحكام فجائز إجماعًا، إنما المحذور جدال لا يرجع إلى علم، ولا يقضى فيه بضرس قاطع، وليس فيه اتباع للبرهان، ولا تأول على النصفة، بل يخبط خبط عشواء غير فارق بين حقٍّ وباطل) . (فيض القدير:3/354) . وقال البيضاوي: ( المراد بهذا الجدل العناد، والمراء، والتعصب) . (قوت المغتذي، للسيوطي:2/801) . - وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إنَّ أبغض الرجال إلى الله الألدُّ الخصم " ( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري في صحيحه : 4523 | خلاصة حكم المحدث : ]صحيح]) . في الحديث ... تَحذيرٌ شديدٌ مِن المتَّصفِ باللَّدد في الخُصومةِ، وأنَّه أبغضُ الرِّجالِ إلى اللهِ تعالى، والألدُّ الخَصِمُ هو المُولَعُ بِالخُصومِة الماهرُ فيها والدائمُ فيها كذلِك، وإنَّما كان هذا الرَّجلُ هو أبغضَ الرِّجالِ إلى اللهِ تعالى؛ لأنَّه يُجادلُ عَنِ الباطلِ، وذلِك يَحمِل على ضَياعِ الحقِّ، والمطْلِ بالحقوقِ وظُلمِ أصحابها، ونُصرةِ الباطلِ، وقدْ قال تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ} [البقرة: 204]. قال الصنعاني: (أي: الشديد المراء، أي الذي يحجُّ صاحبه). (سبل السلام:2/674) . وقال المهلب: ( لما كان اللدد حاملًا على المطل بالحقوق، والتعريج بها عن وجوهها، والليِّ بها عن مستحقيها، وظلم أهلها؛ استحقَّ فاعل ذلك بغضة الله وأليم عقابه). (شرح صحيح البخاري:8/259 ، لابن بطال) . وقال النووي: ( والألدُّ: شديد الخصومة، مأخوذ من لديدي الوادي، وهما جانباه؛ لأنَّه كلما احتجَّ عليه بحجة أخذ في جانب آخر، وأما الخصم فهو الحاذق بالخصومة، والمذموم هو الخصومة بالباطل في رفع حقٍّ، أو إثبات باطل) . (شرح النووي على مسلم:16/219) .- وعن أبي هريرة، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " نزل القرآنُ على سبعةِ أحرُفٍ ، المِراءُ في القرآنِ كُفرٌ ، ثلاثَ مرَّاتٍ ، فما عرفتُم منه فاعملُوا ، وما جهِلتُم منه فرُدُّوه إلى عالمِه " ( الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني في السلسلة الصحيحة : 4/27 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين ). قال البيضاوي: ( المراد بالمراء فيه التدارؤ، وهو أن يروم تكذيب القرآن بالقرآن؛ ليدفع بعضه ببعض فيطرق إليه قدحًا وطعنًا) . (مرقاة المفاتيح ملا علي القاري:1/311) .وقال المناوي: ( المراد الخوض فيه بأنه محدث أو قديم، والمجادلة في الآي المتشابهة المؤدِّي ذلك إلى الجحود والفتن، وإراقة الدماء؛ فسمَّاه باسم ما يخاف عاقبته، وهو قريب من قول القاضي: أراد بالمراء التدارؤ، وهو أن يروم تكذيب القرآن بالقرآن؛ ليدفع بعضه ببعض، فيتطرَّق إليه قدح وطعن، ومن حقِّ الناظر في القرآن أن يجتهد في التوفيق بين الآيات، والجمع بين المختلفات ما أمكنه) . (فيض القدير:6/265) .- وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: :" أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء، وإن كان محقًّا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب، وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ". ( الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : النووي | المصدر : تحقيق رياض الصالحين: 264 | خلاصة حكم المحدث : صحيح) . قال السندي: ( ومن ترك المراء: أي الجدال خوفًا من أن يقع صاحبه في اللجاج الموقع في الباطل). (حاشية السندي على سنن ابن ماجة:26) . قال الامام العلامة أَحْمَدِ بنِ حَنْبَلَ الشَّيبَانِيِّ:- رَحِمَهُ اللهُ – " أصولُ السُّـنَّةِ عندَنَا:التَّمَسُّكُ بِمَا كَانَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ الرَّسُولِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ–،الإِقْتِدَاءُ بِهِمْ،وَتَرْكُ البِدَعِ،وَكُلُّ بِدْعَةٍ فَهِيَ ضَلالَةٌ،وَتَرْكُ الخُصُومَاتِ وَ[تَرْكُ] الجُلُوسِ مَعَ أَصْحَابِ الأَهْوَاءِ،وَتَرْكُ المِرَاءِ والجِدِالِ،وَالخُصُومَاتِ فِي الدِّينِ." " والسُّـنَّةُ عِنْدَنَا: آثَارُ رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ–،والسُّنَّةُ تُفَسِّرُ القُرْآنَ،وَهِيَ دَلائِلُ القُرْآنِ،وَلَيْسِ فِي السُّنَّةِ قِيَاسٌ،وَلا تُضْرَبُ لَهَا الأَمْثَالُ،وَلا تُدْرَكُ بالعُقُولِ وَلا الأَهْوَاءِ،إنَّمَا هُوَ الإتِّـبَاعُ وتَرْكُ الهَوَى." " ومن السُّنَّةِ الَّلازِمةِ الَّتِي مَنْ تَرَكَ مِنْهَا خَصْلَةً -لم يَقْبَلْهَا ويُؤْمِنْ بِهَا -لَم يَكُنْ مِنْ أَهْلِهَا:الإيمَانُ بِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، والتَّصْدِيقُ بِالأَحَادِيثِ فِيهِ،وَالإِيمَانُ بِهَا لا يُقَالُ:لِمَ ؟وَلاكَيْفَ؟ إنَّمَا هُوَ التَّصْدِيقُ بِهَا وَالإيمَانُ[بِهَا]." " ومَنْ لَمْ يَعْرِفْ تَفْسِيْرَ الحَدِيثِ ويَبلُغْهُ عَقْلُهُ فَقَد كُفِيَ ذَلِكَ وأُحْكِمَ لَهُ،فَعَلَيْهِ الإِيمَانُ بِهِ وَالتَّسْلِيمُ لَهُ،مِثلَ حَدِيثِ:"الصَّادِقِ المَصْدُوقِ" ومِثلَ مَا كَانَ مِثْلَه في القَدَرِ،وَمِثْلَ أحاديث الرُّؤيةِ كُلِّهَا وإن نَبَتْ عَنِ الأسْمِاعِ واسْتَوحَشَ مِنْهَا المُستَمِعُ،فإنَّمَا عَلَيهِ الإيمَانُ بِهَا ،وَأَنْ لا يَرُدَّ مِنْهَا حَرْفاً وَاحِداً وغَيرِهَا مِنَ الأَحَادِيثِ المَأْثُورَاتِ عن الثِّقَاتِ ." " [ وأَنْ ] لا يُخَاصِمَ أَحَداً ولا يُنَاظِرَهُ،ولا يَتَعَلَّمُ الجِدَالَ،فإنَّ الكَلامَ في القَدَرِ والرُّؤْيةِ وَالقُرْآنِ وغَيْرِهَا مِنَ السُّنَنِ مَكْرُوهٌ مَنهِيٌّ عَنهُ، وَلا يَكُونُ صَاحِبُهُ- إِنْ أَصَابَ بِكَلامِهِ السُّنَّةَ-مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ حَتَّى يَدَعَ الجِدَالَ ويُسَلِّمَ،وَيُؤْمِنَ بِالآثَارِ. " والقُرآنُ كَلامُ اللهِ ولَيْسَ بِمَخْلُوقٍ وَلا يَضْعُفُ أَنْ يَقُولَ:لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ،قَالَ:فإنَّ كَلامَ اللهِ مِنْهُ وَلَيْسَ بِبَائِنٍ مِنْهُ،وَلَيْسَ مِنْهُ شَيءٌ مَخْلُوقٌ،وإيَّاكَ ومُنَاظَرَةُ مَنْ أَحْدَثَ فِيهِ وَمَنْ قَالَ بِاللَّفْظِ وَغَيْرِهِ، وَمَنْ وَقَفَ فِيهِ فَقَالَ:لا أَدْرِي،مَخْلُوقٌ أَوْ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ وإنمَا هُوَ كَلامُ اللهِ فَهَذَا [صَاحِبُ بِدْعَةٍ مِثْلَ مَنْ قَالَ:هُوَ مَخْلُوقٌ وإِنَّمَا هُوَ كَلامُ اللهِ] وَلَيْسَ بِمَخْلُوقٍ." ( أصول السنة : [عقيدة الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد حنبل - 241 هـ -]) | |
|