الداعية للخير داعية نشيط
عدد المساهمات : 543 تاريخ التسجيل : 30/12/2009 العمر : 34 الموقع : yahoo.com
| موضوع: حديث سحر الرسول صلى الله عليه وسلم...شبهات وردود الخميس سبتمبر 10, 2015 4:45 am | |
| ما موقفنا من واقعة حديث سحر الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن آية 47 من سورة الإسراء:" نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُورًا " ؟ والفعل المضارع *يقول* 000حيث أنكر الدكتور محمد هداية والغزالي ومحمد عبده واقعة سحر الرسول صلى الله عليه وسلم. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد ثبت في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحر حتى إنه ليخيل إليه أنه فعل الشيء وما يفعله، وأنه قال لها ذات يوم: "أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته؟ إنه أتاني ملكان، فجلس أحدهما عند راسي والآخر عند رجلي، فقال: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب(مسحور)، قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم في مشط ومشاطة في جف طلع نخلة ذكر في بئر ذي أروان " وأما شفاؤه صلى الله عليه وسلم فقد كان برقية جبريل له فقد روى مسلم عن أبي سعيد الخدري أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد أشتكيت؟ قال: "نعم" قال: بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس، أو عين، أو حاسد، الله يشفيك بسم الله أرقيك. فلما شفي النبي صلى الله عليه وسلم ذهب إلى البئر ثم رجع فقال لـ عائشة : "والله لكأن ماءها نقاعة الحناء، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين" قالت: يا رسول الله أفأخرجته؟ قال: "لا. أما أنا فقد عافاني الله، وخشيت أن أثور بها على الناس منه شراً. وأمر بها فدفنت" رواه البخاري و مسلم
ولكن هذا السحر لم يضره في بدنه ولا في عقله وإدراكه ودينه وعبادته ولا في شيء مما يتعلق برسالته، وما نسبه السائل للمذكورين قاله قبلهم بعض المتكلمين والمبتدعة ورد عليهم أهل العلم في زمانهم ـ كـابن القيم وابن حجر وغيرهما. واعتراض المتفيهقين ممن ادعوا بـان مدار الحديث على " هشام بن عروة" وان غير ثقة...فردّ ابن حجر : قال الحافظ ابن حجر في مقدمة فتح الباري، ص631: هشام بن عروة بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي، من صغار التابعين، مجمع على تثبته، إلا أنه في كبره تغير حفظه، فتغير حديث من سمع منه في قدمته الثالثة إلى العراق. قال يعقوب بن شيبة: هشام ثبت ثقة لم ينكر عليه شيء، إلا بعد ما صار إلى العراق فإنه انبسط في الرواية عن أبيه، فأنكر ذلك عليه أهل بلده. والذي نراه أنه كان لا يحدث عن أبيه إلا بما سمع منه، فكان تساهله أنه أرسل عن أبيه ما كان يسمعه من غير أبيه عن أبيه. قلت: هذا هو التدليس، وأما قول ابن خراش: كان مالك لا يرضاه، فقد حكي عن مالك فيه شيء أشد من هذا، وهو محمول على ما قال يعقوب، وقد احتج بهشام جميع الأئمة". انتهى كلام ابن حجر. وقال الحافظ أيضًا ( ص548 في مقدمة الفتح):" وينبغي لكل منصف أن يعلم أن تخريج صاحب الصحيح لأي راوٍ كان مقتض لعدالته عنده وصحة ضبطه، وعدم غفلته، ولا سيما ما انضاف إلى ذلك من إطباق جمهور الأئمة على تسمية الكتابين بالصحيحين، وهذا معنى لم يحصل لغير من خرج عنه في الصحيح، فهو بمثابة إطباق الجمهور على تعديل من ذكر فيهما، هذا إذا خرج له في الأصول" . اهـ وقال الحافظ في شرح الحديث: قال المازري: أنكر المبتدعة هذا الحديث وزعموا أنه يحط منصب النبوة ويشكك فيها00 وهذا كله مردود؛ لأن الدليل قد قام على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن الله تعالى وعلى عصمته في التبليغ، والمعجزات شاهدات بتصديقه، فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل". اهـ قال الامام النووي عن حقيقة السحر الذي أصيب به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:" قال الإمام المازري رحمه الله:" مذهب أهل السنة وجمهور علماء الأمة على إثبات السحر، وأن له حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء الثابتة خلافاً لمن أنكر ذلك ونفى حقيقته، وأضاف ما يقع منه إلى خيالات باطلة لا حقائق لها، وقد ذكره الله تعالى في كتابه، وذكر أنه مما يتعلم، وذكر ما فيه إشارة إلى أنه مما يكفر به، وأنه يفرق بين المرء وزوجه، وهذا كله لا يمكن فيما لا حقيقة له، وهذا الحديث أيضاً مصرح بإثباته، وأنه أشياء دفنت وأخرجت، وهذا كله يبطل ما قالوه، فإحالة كونه من الحقائق محال، ولا يستنكر في العقل أن الله سبحانه وتعالى يخرق العادة عند النطق بكلام ملفق، أو تركيب أجسام، أو المزج بين قوى على ترتيب لا يعرفه إلا الساحر، وإذا شاهد الإنسان بعض الأجسام منها قاتلة كالسموم، ومنها مسقمة كالأدوية الحادة، ومنها مضرة كالأدوية المضادة للمرض لم يستبعد عقله أن ينفرد الساحر بعلم قوى قتالة، أو كلام مهلك، أو مؤد إلى التفرقة". قال:" وقد أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث بسبب آخر، فزعم أنه يحط منصب النبوة، ويشكك فيها، وأن تجويزه يمنع الثقة بالشرع، هذا الذي ادعاه هؤلاء المبتدعة باطل، لأن الدلائل القطعية قد قامت على صدقه وصحته وعصمته فيما يتعلق بالتبليغ، والمعجزة شاهدة بذلك، وتجويز ما قام الدليل بخلافه باطل. فأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث بسببها، ولا كان مفضلاً من أجلها، وهو مما يعرض للبشر فغير بعيد أن يخيل إليه من أمور الدنيا ما لا حقيقة له، وقد قيل: إنما كان يتخيل إليه أنه وطئ زوجاته وليس بواطئ، وقد يتخيل الإنسان مثل هذا في المنام، فلا يبعد تخيله في اليقظة، ولا حقيقة له، وقيل: إنه يخيل إليه أنه فعله وما فعله، ولكن لا يعتقد صحة ما يتخيله، فتكون اعتقاداته على السداد"0 قال القاضي عياض:" وقد جاءت روايات هذا الحديث مبينة أن السحر إنما تسلط على جسده وظواهر جوارحه لا على عقله وقلبه واعتقاده، ويكون معنى قوله في الحديث: حتى يظن أنه يأتي أهله ولا يأتيهن، ويروى: يخيل إليه أي يظهر له من نشاطه ومتقدم عادته القدرة عليهن، فإذا دنا منهن أخذته أخذة السحر فلم يأتهن، ولم يتمكن من ذلك كما يعتري المسحور. وكل ما جاء في الروايات من أنه يخيل إليه فعل شيء ثم لا يفعله ونحوه، فمحمول على التخيل بالبصر، لا لخللٍ تطرق إلى العقل، وليس في ذلك ما يدخل لبساً على الرسالة، ولا طعناً لأهل الضلالة"0 انتهى :[idea: وعلى ذلك نقول: : #99330]وقد كان ما وقع له صلى الله عليه وسلم من السحر بعد الهجرة في المدينة المنورة وبعد صلح الحديبية، ولذلك فلا علاقة له بالآية المذكورة، لأنها نزلت بمكة، وما وقع له صلى الله عليه وسلم من تأثير السحر لا يستلزم نقصاً ولا محالاً شرعياً، لأنه من نوع الأعراض البشرية، والأمراض الجائزة في حق الأنبياء والرسل - عليهم السلام - ولم يكن له تأثير فيما يتعلق بالتبليغ كما بينه الحافظ ابن حجر في الفتح وغيره، وما جاء في الآية الكريمة هو من قول كفار قريش وجماعة المستهزئين الذين هلكوا قبل ذلك في بدر وغيرها، قال القرطبي: إذا يقول الظالمون ـ ابو جهل والوليد بن المغيرة وأمثالهما ـ فهو مثل قولهم: مجنون وكاهن وشاعر. [ b]ولا دليل في الفعل المضارع ـ يقول ـ من سورة الإسراء ولا في الماضي[/b] من قولهم في سورة الفرقان:" وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُوراً ". { الفرقان: 8 }. على ما ذهب إليه هؤلاء، فالله تعالى يخبر نبيه صلى الله عليه وسلم أنه يعلم ما تناجى به المشركون وما يتناجون به حين يقولون هذا القول. فالأئمة تلقوا هذا الحديث بالقبول، وقالوا بمضمونه، ومن هؤلاء القرطبي والمازري والقاضي عياض والنووي وابن حجر وغيرهم، وأنه لا يعرف إنكار ذلك إلا عن أهل البدع. وأما حديث الآحاد فإنه معمول به عند أهل السنة في باب الأحكام والعقائد، سواء أفاد العلم أو الظن، على أن منه ما يفيد العلم. قال ابن أبي العز الحنفي في شرح العقيدة الطحاوية: " خبر الواحد إذا تلقته الأمة بالقبول عملاً به وتصديقًا له يفيد العلم اليقيني عند جماهير الأمة، وهو أحد قسمي المتواتر، ولم يكن بين سلف الأمة في ذلك نزاع." اهـ فيما يلى نذذكر الرد علي الشبهات التي اثارها بعض المشككين : 1 الشبهه الأولى : قالوا هذا الحديث يحط من منصب النبوه ويشكك فيها ، قالوا وكل ما أدى الى ذلك فهو باطل . وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقه بما شرعوه من شرائع إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو وأنه يوحى اليه بشئ ولم يوح اليه بشئ : وقد رد كثير من الأئمه على هذه الادعاء بوجوه :1- الوجه الأول : أن الدليل قائم على صدق النبى صلى الله عليه وسلم وعصمته فى التبليغ والمعجزات شاهدات بتصديقه فتجويز ما قام الدليل بخلافه باطل. وأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا التىلم يبعث لأجلها فهو فى ذلك عرضة لما يعترض البشر كالأمراض فغير بعيد أن يخيل اليه فى أمر من أمور الدنيا ما لاحقيقة له مع عصمته صلى الله عليه وسلم عن مثل ذلك فى أمور الدين2 - الوجه الثانى : قال بعض الناس أن المراد بالحديث أنه كان يخيل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن وطأهن ، وهذا كثير ما يقع تخيله للانسان فى المنام ، فلا يبعد أم يخيل إليه فى اليقظه ، قلنا: وهذا قد ورد صريحا فى رواية ابن عيينه ولفظه ( حتى كان يرى أنه يأتى نساءه ولا يأتيهن ) فظهر بهذا أن السحر تسلط على جسده صلى الله عليه سلم و ظواهر جوارحه ، لا على تمييزه ومعتقده. الوجه الثالث : قال بعض العلماء : لايلزم من أنه كان يظن أنه فعل الشئ وما فعله أن يجزم بذلك ، وأنما يكون ذلك من جنس الخاطر يخطر ولا يثبت فلا يبقى للملحد حجه ، وقال عياض: يحتمل أن يكون المراد من التخيل المذكور : أنه يظهر له من نشاطه ما ألفه من سابق عادته من الاقتدار على الوطء فإذا دنا من المرأه فتر عن ذلك كما هو شأن المعقود وهكذا اتفقت كلمة العلماء على أن سحر الرسول صلى الله عليه وسلم كان متعلقا بالقوه البدنيه المتعلقه بالنساء ، والطعام ، والشراب ، فهو مرض بدنى له علاقه بالربط عن النساء ، فمعنى قول السيده عائشه رضى الله عنها :" أنه يأتى نساءه ولا يأتيهن " أنه كما قال القاضى عياض وتبعه الحافظ ابن حجر " أن السحر تسلط على جسده وظواهر جوارحه ، لا على تمييزه ومعتقده صلى الله عليه وسلم ". الشبهة الثانية : أن هذا الحديث يخالف قول الله تعالى " إذ يقول الظالمين إن تتبعون الا رجلا مسحورا " فالآيه الكريمه تفيد نفى السحر عن النبى صلى الله عليه وسلم ولهذا ذم المشركين على هذا القول بقوله تعالى " انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا " . أما الرد على هذه الشبة : يتسنى لك أن تردى على هذه الشبهه بوجوه : - الوجه الأول : أن الجهه فى الآيه منفكه عن الجهه فى الحديث الشريف ، فالسحر المراد فى الحديث والمثبت له صلى الله عليه وسلم كان من جهة بدنه ، وليس من جهة عقله وفكره ، وأما السحر المنفى فى الآيه فهو ما يتعلق بعقله وفكره صلى الله عليه وتبليغه ، فاتفقت الآيه مع الحديث وليس هناك تعارض ، بل جاء فى القرآن ما يؤيد الحديث إذ قد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ بالله من شر النفاثات فى العقد ، وهن السواحر ، فلو كانت النفاثات وهن السواحر لا يؤثرن لما أمر صلى الله عليه وسلم من قبل الله تعالى أن يستعيذ منهن ، فدلت الآيه على جواز سحر الرسول صلى الله عليه وسلم فى بدنه ، فوافقت الآيه الحديث. الوجه الثانى : أن المراد بقولهم مسحورا : المخادعه والصرف عن المعرفه الصحيحه ، فى اعتقاد قريش وفى ذلك يقول الحافظ ابن حجر : السحر هنا مستعار لما وقع من التخبيط ووضع الشئ فى غير موضعه كما يفعل المسحور ، وكأنهم أرادوا أن النبى صلى الله عليه وسلم يتخبط فى كلامه ، ويضع الشئ فى غير موضعه ، كحال المسحور ، فالسحر هنا مجازى ، عن المخادعه وليس بمعناه المعروف . ومنه قوله تعالى (سيقولون الله قل فأنى تسحرون ) أى : كيف تعمون عن هذا وتصدون عنه الشبهه الثالثه : استدلوا بقوله تعالى : ( إن عبادى ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين ) قالوا : أفادت الآيه الكريمه أنه صلى الله عليه وسلم معصوم من سلطان الشيطان عليه ، والسحر فى حقيقته تسليط للشيطان على الانسان وعليه فالحديث يخالف الآية: الرد على هذه الشبهة: الوجه الأول : أن الجهه هنا منفكه أيضا ، لأن المراد بالسلطان : إما سلطان القوه عن طريق الاجبار ،أو سلطان الحجه عن طريق الاقناع ، المؤديان الى الكفر والضلال ، وليس المراد به التسليط عن طريق الايذاء البدنى ، وذلك لأن النبى صلى الله عليه وسلم : صرح فى حديث صحيح أن عفريتا من الجن أراد إيذاء النبى صلى الله عليه وسلم فعصمه الله منه ، من ذلك ما رواه ابى هريره رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم ( أن عفريتا من الجن تفلت البارحه ليقطع على صلاتى فأمكننى الله منه . فأخذته فأردت أن أربطه فى سارية من سوارى المسجد حتى تنظروا اليه .. ) الحديث 0 كما أن إبليس فى خطبته يوم القيامه يقول ( وما كان لى عليكم من سلطان الا أن دعوتكم فاستجبتم لى ) فالآيه الكريمه تتعلق بالسلطان المؤدى الى الكفر والضلال ولا تعلق لها بالايذاء البدنى الموجود فى حديث سحر الرسول صلى الله عليه وسلم . -الوجه الثانى : أن كل ما صدر من النبى صلى الله عليه وسلم أثناء سحره إنما يصدر عنه فى كمال عقله وتمام تبليغه عن الله تعالى ، فلو كان كل ما يترتب على السحر يؤثر في عصمة الأنبياء عليهم السلام لحكمنا على كليم الله موسى بعدم العصمه ، لأن الله تعالى نص فى قرآنه أن السحر أثر فيه ، قال تعالى (فإذا حبالهم وعصيهم يخيل اليه من سحرهم أنها تسعى ) وسحر التخييل لسيدنا موسى أشد لأن فيه رؤية الشئ على غير حقيقته ، بينما كان سحر النبى صلى الله عليه وسلم أن يحكم بالشئ على حقيقته ، وعصمة سيدنا موسى ثابته بالاجماع الشبهة الرابعة: قوله تعالى ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ، والله يعصمك من الناس ) قالوا: الآية تفيد عصمة النبى صلى الله عليه وسلم وحمايته من الناس وحديث السحر يفيد عدم عصمته وحمايته من الناس فهو يخالف ما جاء فى الآيه الكريمة. والجواب : أن الأمة أجمعت على أن المراد بالعصمة فى الآية العصمة من القتل والمكائد التى تؤدي الى الهلاك ، وكذلك هو معصوم من الغواية والضلال والمعاصي ، يقول ابن القيم رحمه الله " عصمته من القتل والأسر وتلف الجمله فإما عوارض الأذى فلا تمنع عصمة الجمله ..." فتبين من ذلك أن ما وقع للنبى صلى الله عليه وسلم من السحر لا يدخل فى العصمة فهو يشبه ما حدث له من أكله من الشاه المسمومة الشبهه الخامسة : أن هذا الحديث من الاسرائيليات وقد دس فى صحيح البخاري . ويجاب على هذا من وجوه : الوجه الأول: أن هذا الحديث أثبته وصححه أئمة الحديث الذين لهم قدم راسخة فى العلم كالأئمه : المازرى وابن تيمية وابن كثير وابن القيم ، والحافظ ابن حجر ، والقاضى عياض ، فالحديث صحيح عند أئمة هذا الشأن الذين يرجع إليهم فى صحة الحديث. - الوجه الثانى: أن القول بأن الحديث دس فى صحيح البخارى قول باطل لا أساس له من الصحه لاجماع الأمه على قبول ما فيه . كما أن هذا القول يجر الى التشكيك فى كل كتب السنة لأنه إذا وصل الشك إلى أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى (البخاري) فغيره من باب أولى ، وبالتالى تسقط السنه وهذا كلام باطل لا أصل له. الوجه الثالث: أن هذا الحديث لم ينفرد البخاري بروايته ، وإنما أخرجه مسلم أيضا ، وابن ماجة، والامام أحمد ، وابن حبان ، والبيهقي ، وغيرهم ، فهل دس على هؤلاء جميعا ؟الوجه الرابع : ان المراد بالاسرائيليات ما نقل عن أهل الكتاب من أخبار الأمم الماضية دون أن ينسب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما الحديث إذا نسب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يسمى اسرائيليات، بل يسمى (حديثا) على حسب درجته من القبول أو الرد ومن هنا يتبين لنا أن الحديث النبوى لا يطلق عليه ذلك. الشبهه السادسة : قالوا أن هذا الحديث من أحاديث الأحاد التى لا يعمل بها فى العقائد عند الأصوليين : الرد: أ) نص أئمة الحديث على أن هذا الحديث ثابت عن أهل العلم متلقى بالقبول ، نص على ذلك ( ابن كثير، وابن تيمية، وابن حجر . وغيرهم) وقالوا بأن هذا الحديث صحيح ، فالعبره بقولهم وليس بقول المفسرين ولا المفكرين. ب ) قولهم أن حديث الآحاد لا يؤخذ به فى العقائد قول ساقط باطل مردود ، فلو كان هذا القول صحيحا لما أرسل الله رسولا واحدا الى خلقه ، يبلغهم ما يجب وما يجوز وما يستحيل فى حقه سبحانه ، ولكن الله يقيم الحجه على عباده بإرساله الرسول ، ولما أهلك الله أقوام الرسل المكذبين بهم . كما أرسل الرسول صلى الله عليه معاذا الى اليمن وأمره أن يدعوهم الى التوحيد وهو واحد . وكذلك رسل رسول الله الى الملوك كانوا آحاد ، وقد قامت بهم الحجه عليه . والله أعلم. | |
|