(
اللهم صلّ على محمد ...
اللهم صلّي على محمد)
أيهما أصح كتابة ولماذا؟ أولا وللأهمية:
قال الله تعالى:"
إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا "
]الأحزاب:56] اللهم صلّ وسلم وزد وبارك على سيدنا وأسعدنا وحبيبنا وشفيعنا وقرة عيوننا ، المصطفى المصفى الشافع المشفع ،أحمد ومحمد والماحي والحاشر والعاقب ، نبي التوبة والرحمة والملحمة، الفاتح الضحوك ، أتقانا وأنقانا واصفانا وأعبدنا وأكملنا " مُحّمد - أبا القاسم -" النبي الأمي وعلى آله وأزواجه وصحبه أجميعين إلى يوم الدين - ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين - ، صلاة وسلاما عدد ما خلق ربنا وملء ما خلق، عدد وملء ما في السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما ، عدد وملء ما في العرش والكرسي والميزان وما فيهما وما بينهما ، عدد وملء ما أحصى كتاب الله ...حتى يرضى ربنا وملء رضاه كما يليق بجلال الله.
و
الصلاة من الله ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى،
ثناؤه عليه وذكره بأوصافه الجميلة عند الملائكة، هكذا صلاة الله على عبده، كما قال أ
بو العالية وجماعة من السلف.
وتطلق
الصلاة من الله على
الرحمة، كما قال سبحانه:"
هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ... "(43) سورة الأحزاب، أي
يرحمكم ويثني عليكم سبحانه وتعالى.
فثناء الله على عبده عند الملائكة هو
ذكر أوصافه الجميلة العظيمة، هذه صلاة الله على عبده.
ويدخل فيها أيضاً رحمته لعباده وإحسانه إليهم سبحانه وتعالى، والملائكة صلاتهم الدعاء، دعاؤهم للمصلى عليه وترحمهم عليه وثناؤهم عليه هذا يقال له صلاة، كما في الحديث: (
الملائكةُ تصلِّي على أحدِكم، ما دام في مُصَلَّاه الذي صلَّى فيه، ما لم يُحدِثْ فيه، تقولُ اللهم اغفِرْ له، اللهم ارحَمْه ." )
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري في صحيحه: 445 . فصلاة الملائكة على الرسول - صلى الله عليه وسلم-
دعاؤهم له -عليه الصلاة والسلام-.
ونحن مأمورون بأن نصلي عليه ونسلم ، عليه الصلاة والسلام، قال الله -تعالى-:"
...يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " (56) سورة الأحزاب.
فنقول: "
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ."
هكذا علم النبي أصحابه، ولو قال القائل:"
اللهم صلِّ على سيدنا محمد"، فلا بأس
وهكذا يشرع لنا عند ذكره إذا مر ذكره - في حديث ، عند النداء للصلاة وغيرها - عليه الصلاة والسلام أن نصلي عليه، بل
يجب؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "
إذا سمعتُمُ المؤذِّنَ فقولوا مثلَ ما يقولُ، ثمَّ صلُّوا عليَّ، فإنَّهُ من صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى اللَّهُ عليْهِ بِها عشرًا، ثمَّ سلوا ليَ الوسيلةَ فإنَّها منزلةٌ لا تنبغي إلَّا لعبدٍ من عبادِ اللَّهِ وأرجو أن أَكونَ أنا هو، ومن سألَ ليَ الوسيلةَ حلَّت عليْهِ الشَّفاعةُ"
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي. الصفحة أو الرقم: 3614 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ) ولقوله عليه الصلاة والسلام :"
البخيلُ من ذُكِرْتُ عندَه فلم يُصلِّ عليَّ ."
الراوي : الحسين بن علي بن أبي طالب | المحدث : الألباني في صحيح الترغيب: 1683 | خلاصة حكم المحدث : صحيح فهذا يدل على
وجوب الصلاة عند ذكره عليه الصلاة والسلام و
الواجب أن
يكثر المسلم المؤمن في يوم الجمعة وليلتها من الصلاة والسلام على النبي - عليه الصلاة وأزكى السلام - لقوله:
(
إنَّ من أفضلِ أيَّامِكُم يومَ الجمعةِ، فأَكْثِروا عليَّ منَ الصَّلاةِ فيهِ، فإنَّ صلاتَكُم مَعروضةٌ عليَّ"، قالَ: فقالوا: يا رسولَ اللَّهِ: وَكَيفَ تُعرَضُ صلاتُنا عليكَ، وقد أرِمتَ؟ قالَ: يقولونَ: بَليتَ قالَ:" إنَّ اللَّهَ تبارَكَ وتعالى حرَّمَ على الأرضِ أجسادَ الأنبياءِ "صلَّى اللَّهُ علَيهِم)
الراوي : أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو | المحدث أبو داود في سننه: 1531 | خلاصة حكم المحدث : صحيح و
الصلاة على النبي في التشهد الأخير واجبة عند جمع من أهل العلم.
وقال آخرون:
ركن من أركان الصلاة في التشهد الأخير.
فينبغي للمؤمن أن يحرص على ذلك وألا يدع ذلك، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه صلاة وسلاماً دائماً إلى يوم الدين.
..................................
ثانيا وهو الموضوع المطلوب :
أيهما أصح " اللهم صلّ على محمد ....؟
ام " اللهم صلّي على محمد ..." ؟فأكثرنا - وحتى المتعلم والمثقف والدارس - حينما نكتب رسول الله نتبعها بالصلاة والسلام ، فنكتب :
" اللهم
صلّي على محمد ..."
ولكنها من الأخطاء الشائعة كتابة .
والصحيح أن نكتب ونلفظ :"
اللهم صلّ على محمد ".
و
السبب:
لأن ماضي الفعل ( صلِّ ) هو( صلّى ) وهو
منتهٍ بالألف المقصورة ، و
الألف المقصورة حرف علة.
والقاعدة النحوية تنص على أنّ :
الفعل المعتل الآخر يُبنى على حذف حرف العلة ،
لذلك فعند صياغة فعل الأمر منه يجب حذف حرف العلة من آخره.(
والمراد من الأمر في الصلاة على النبي - عليه الصلاة والسلام - هو
الدعاء )
فنقول : " صلِّ " بتشديد اللام وكسرها وحذف حرف العلة " الياء " من آخرها.قال الله تعالى : "
وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " {
التوبة:103}
علما بأن هناك لغة مسموعة باثبات ( الياء ) إشباعا للكسرة، وحمل عليها قراءة:" إِنَّهُ مَن يَتَّقِي وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ " {
يوسف:90}.
في رواية قنبل عن ابن كثير.
قال الشاعر :
ألم يأتيك والأنباء تنمى وقال اخر:
إذا العجوز عضبت فطلق ****ولا ترضاها ولا تملق وقال اخر:
وتضحك منى شيخة عبشمية ****كأن لم ترى قبلى أسيرا يمانيا وقال اخر:
هجوت زبان ثم جئت معتذرا ** من هجو زبان لم تهجو ولم تدع وقال اخر:
لعمري لنعم الحي جر عليهم ... بما لم يماليهم حصين بن ضمضم وكان القياس : (
يأتك، وترضها ، ولم تر ، ولم تهج ، ولم يمالهم ).
وحمل
الخليل بن أحمد الفراهيدي عليه قول الله عز و جل:"
وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ". فقال
أثبت الواو ههنا ومحله الجزم لأنه مخاطبة الواحد فيما ذكر لي بعض أهل المعرفة ...اهـ
ومن احب المزيد فليراجع " كتاب الجمل في النحو " لإمام اللغة الخليل بن أحمد الفراهيدي
و" شرح الأشموني للألفية والمفصل " لابن يعيش. والخطأ الأشنع في كتابة (اللهم صلّي) بإثبات ( الياء ) كونها - اصلا - للمخاطب المؤنث - تعالى الله وتقدس -وهذا مما ينبغي التنبه اليه والحذر منه والتحذير...
تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
......................
ولذكرنا له - عليه الصلاة والسلام - نقول مصلين ومسلمين ومذكرين وداعين ومبلغين وناشرين مؤمنين – للأجر من الله طالبين ولشفاعة الحبيب آملين- فنقول:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
وكل ذلك لأن الله سبحانه أمرنا في كتابه العزيز بالصلاة على نبينا - مُحَّمد - صلى الله عليه وسلم- حيث قال:"
"
إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً "
]الأحزاب:56].
وكما جاء في بعض الأحاديث السابقة فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم...
ونزيد عليها :
"
أتاني جبريلُ ، فقال : يا محمَّدُ ! أمَّا يُرضيكَ أنَّ ربَّكَ عزَّ وجلَّ يقولُ : إنَّهُ لا يُصلِّي عليكَ من أُمَّتِك أحدٌ صلاةً ، إلَّا صلَّيتُ عليهِ بِها عَشرًا ، ولا يُسلِّمُ عليكَ أحدٌ من أُمَّتِك تَسليمةً ، إلَّا سلَّمتُ عليهِ عشرًا ؟ فقلتُ : بلَى أيْ ربِّ !"
الراوي : أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري | المحدث : الألباني في صحيح الجامع: 71 | خلاصة حكم المحدث : صحيح "
صلُّوا عليَّ؛ فإنَّ صلاتَكُم عليَّ زَكاةٌ لَكُم، وسلَوا اللَّهَ ليَ الوسيلةَ "
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني في السلسلة الصحيحة: 3268 | خلاصة حكم المحدث : ذكر له شاهدا خرجَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، فتوجَّهَ نحوَ صدقتِهِ فدخلَ ، فاستَقبلَ القبلةَ فخرَّ ساجدًا ، فأطالَ السُّجودَ حتَّى ظَنَنتُ أنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قبضَ نفسَهُ فيها ، فدَنوتُ منهُ ، فجَلستُ فرفعَ رأسَهُ ، فقالَ :
مَن هذا ؟ قلتُ عبدُ الرَّحمنِ ، قالَ :
ما شأنُكَ ؟ قُلتُ : يا رسولَ اللَّهِ سجدتَ سجدةً خَشيتُ أن يَكونَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ قد قبضَ نفسَكَ فيها ، فقالَ :"
إنَّ جبريلَ عليهِ السَّلامُ ، أتاني فبشَّرَني ، فقالَ : إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يقولُ : من صلَّى عليكَ صلَّيتُ عليهِ ، ومن سلَّمَ عليكَ سلَّمتُ عليهِ ، فسجدتُ للَّهِ عزَّ وجلَّ شُكْرًا "
الراوي : عبدالرحمن بن عوف | المحدث : أحمد شاكر في مسنده : 3/130 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح وكما ذكرنا - وأنفسنا نذكّر ونُلزم - فإن أفضل الأوقات للصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - هو يوم الجمعة وليلتها، لحديث
أوس الثقفي رضي الله عنه قال:
"
إنَّ من أفضلِ أيَّامِكُم يومَ الجمعةِ، فأَكْثِروا عليَّ منَ الصَّلاةِ فيهِ، فإنَّ صلاتَكُم مَعروضةٌ عليَّ، قالَ: فقالوا: يا رسولَ اللَّهِ: وَكَيفَ تُعرَضُ صلاتُنا عليكَ، وقد أرِمتَ؟ قالَ: يقولونَ: بَليتَ قالَ: إنَّ اللَّهَ تبارَكَ وتعالى حرَّمَ على الأرضِ أجسادَ الأنبياءِ صلَّى اللَّهُ علَيهِم "
الراوي : أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو | المحدث أبو داودفي سننه: 1531 | خلاصة حكم المحدث : صحيح والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور الواجبة والثابت طلبها قبل الدعاء وبعد حمد الله عز وجل، لما رواه أبو داود والترمذي والنسائي عن فضالة بن عبيد:
سمع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم رجلًا يدعو في صلاتِه ، لم يُمجِّدِ اللهَ ، ولم يُصلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم :" عجِلَ هذا " ثم دعاه ، فقال له أو لغيرِه :" إذا صلَّى أحدُكم فليبدأ بتمجيدِ اللهِ والثناءِ عليه ، ثم يُصلِّي على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ثم يدعو بعدُ بما شاء ".الراوي : فضالة بن عبيد | المحدث : الألباني | المصدر : فضل الصلاة. الصفحة أو الرقم: 106 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن رجاله ثقات رجال مسلم