أقوال العلماء في كتاب الرّوح لابن القيّم نسبة كتاب " الروح " لابن القيم الجوزية :
السؤال:
يقال إن كتاب( الروح) لابن القيم منسوب إليه، وليس له، هل هذا صحيح؟الإجابة:
ويقال أيضاً أنه ألفه في أول تحصيله العلمي، ويقال أنه ألف هذا الكتاب قبل أن يلتقي شيخ الإسلام ابن تيمية ويتتلمذ عليه.
لكن من يقرأ الكتاب قراءة تدبر وفحص وتمحيص يجد أن هذه الدعاوي سبيلها النقض، ونهايتها الرفض المحض، على الرغم من اشتهارها، فعند التحقيق لا تكون إلا طنين ذباب أو صرير باب.
ولقد قرأت الكتاب وعندي فيه نسخ خطية و
نسبته ثابتة لابن القيم نسبة لا يجوز لأحد أن يتشكك فيها.فقد ذكر
ابن القيم كتابه (
الروح) في كتابه: (
التبيان في أقسام القرآن)، و
نسبه إليه جمع من أهل العلم،
كابن حجر والسيوطي والشوكاني وغيرهم، واختصره
الحافظ البقاعي، تلميذ ابن حجر قديماً في كتاب سماه: (
سر الروح)، وهو مطبوع والبقاعي نسب الكتب لابن القيم.
وأما القول بأن
ابن القيم قد كتبه قبل أن يلتقي
بابن تيمية فهذا خطأ أيضاً، فقد ذكر ابن القيم ابن تيمية في (
الروح) عشر مرات.
والناظر في مسائل الكتاب وهي
إحدى وعشرين مسألة يلمح فيها نفس ابن القيم وأسلوبه في النقاش والجدال والتقرير ومعارضة الخصم،
فكتاب الروح أصيل وليس دخيل على ابن القيم ومن شكك فيه فهو واهم.
.........................................
الشّيخ
عبد العزيز بن باز رحمه الله، و
سؤال عن كتاب (الرّوح) لابن القيّم:
الجواب :
كتاب مفيد عظيم الفائدة فيه علمٌ جمّ، ووسائل مفيدة، و
فيه بعض الأشياء المرجوحة، فطالب العلم الذي قرأه يعرف الرّاجح من المرجوح، ولكن كتاب مفيد جداً في بابه، وفيه علم كثير وتحقيقات كثيرة، ينتفع بها طالب العلم، و
لكن ليس كل ما في الكتاب صحيحاً؛ لأن كل عالم يخطئ ويصيب وكل عالم يؤخذ من قوله ويترك، إلا الرسول -صلى الله عليه وسلم-،
فهناك مرائي وأشياء ذكرها قد لا يتابع عليها، وكذلك ترجيح لبعض المسائل، قد لا يتابع عليها -رضي الله عنه ورحمه-، ولكن هذا يحتاج إلى علم، فالذي يراجع الكتاب، ويقرأ الكتاب إذا كان ذا علم وذا بصيرة سوف يفهم ما يقوم عليه الدليل وما لا يقوم عليه الدليل. جزاكم الله خيراً
...................................
يسأل سماحتكم رأيكم في كتاب
الرّوح لابن القيّم؟
الجواب:
كتاب الرّوح لابن القيّم كتاب عظيم، كتاب عظيم الفائدة، و
لكن وقع فيه بعض التّساهل في حكايات المرائي ،المرائي المناميّة والتّساهل في بعض الأحكام، ولعلّه كان من أوّل كتبه -رحمه الله-،
ومن ذلك ما ذكر إهداء القرب إهداء القرآن للموتى قراءة القرآن هذا فيه نظر، فالمقصود أنّه كتاب عظيم مفيد ولكن فيه بعض الأشياء التي تلاحظ عليه، فالواجب أن توزن بالأدلّة الشرعية،
والمرائي المناميّة لا يعتمد عليها في الأحكام.
................................
الشّيخ
عبد المحسن العبّاد -حفظه الله -
قال الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله تعالى – في شرحه على سنن النسائي – قال :
" قال ابن القيم في زاد المعاد ، إن أول من عرف عنه أنه عبر بهذه العبارة فقال : ( ما لانفس له سائلة ) هو إبراهيم النخعي ، وعنه تلقاها الفقهاء ، ومن بعده ، وقد جاء في كتاب الروح له – أي لإبن القيم – أنه عندما جاء عند ذكر
النفس والروح والفرق بين النفس والروح ، وأن الروح تطلق بمعنى النفس ، وأن الروح التي تكون بها حياة الإنسان ، والتي إذا نزعت وقبضت مات ، فيقال لها نفس ، ويقال لها روح ، وتطلق الروح على أمور لا تطلق عليها الروح ، لأن الروح يطلق على جبريل والقرآن ، ويطلق إطلاقات ، والنفس تطلق على الدم ، فلما جاء عند ذكر النفس وأنها تطلق على الدم قال : وفي الحديث : ما لا نفس له سائلة لا ينجس الماء إذا مات فيه ، وهو ليس هناك حديث بهذا المعنى أو بهذا اللفظ ، وإنما هو قال في كتاب زاد المعاد إن أول من عبر بهذه العبارة ( ما لا نفس له سائلة ) هو إبراهيم النخعي ،
وهذا يدلنا على أن كتاب الروح وفيه أشياء يعني منامات ، وذكر أشياء ، يدل على أن تأليفه متقدم ، يشعر أن تأليفه متقدم ، وأن كتابه زاد المعاد يعني فيه التحقيق ، يعني هذا المعنى وهذا الموضوع حقق فيه .... فهذا يشعر أن تأليفه لكتاب الروح متقدم ، لأنه عزا، لأنه قال عن هذا إنه حديث مع أنه في كتابه زاد المعاد قال أول من حفظ عنه أنه عبر بهذه العبارة هو إبراهيم ، وسبق ذكره كثيرا ، وسبق أن نبهت على هذه الفائدة ) "
شرح سنن النسائي – كتاب الطهارة – الشريط " 69 – دقيقة 30 "قلت : كلام
ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب الروح ، تجده في
المسألة العشرون وهي (
هل النفس والروح شيء واحد أو شيئان متغايران ؟ ،
ص 262 – الفجر للتراث
وأثر إبراهيم النخعي ، أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب الطهور له ، برقم ( 173 )............................
الشّيخ
محمّد ناصر الدّين الألباني - رحمه الله تعالى -
هل يعتمد على كتاب الروح لابن القيم رحمه الله ؟فأجاب :
لا يعتمد عليه ، ولو كان ابن القيّم عندنا قيّم ، -لكن كتابه إن صحّ نسبته إليه فهو من الكتب التي تشبه ما يؤلّفها النّاشؤون اليوم في العلم والذين يتسّرعون ويخبطون خبطا العشواء في اللّيل الظّلماء ـ ، فالظّاهر إن صحّت نسبة هذا الكتاب لابن القيّم ، كان هذا الكتاب من أوائل ما ألّفه ، يعني قبل أن يتحرّر من التّقليد والجمود الفكري والمذهبي والخرافي.
(
سلسلة الهدى والنور – شريط ( 328 – دقيقة " 46 " )
وذكر بعض الإخوة في أحد دروس سلسلة الهدى والنور فائدة ،
فقال :
بالنسبة لابن القيم الجوزية ، يصرح في كتاب مفتاح دار السعادة أن كتاب الروح له ،
فقال له الشيخ الألباني :
جزاك الله خيراسلسلة الهدى والنور – شريط ( 734 – دقيقة 52 ) وسئل في شريط من سلسلة الهدى والنور رقم 229:فقال رحمه الله تعالى :
هو منسوب إليه لكن ما ندري هل هو ألّفه في أوّل حياته أم هو منسوب إليه ولا علم عنده به ، الله أعلم.
...........................
هل كِتابُ " الروح " لابن القيمِ أم لا ؟
وما صحةُ نسبة الكتاب إليه ؟
الحمد لله وبعد ،
كما هو معلوم عند أهل العلم المعاصرين أن الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد - عضو هيئة كبار العلماء - من العلماء الذين عملوا على كتب ابن القيم - رحمه الله تعالى - دهرا من الزمن ، وله مؤلفاتٌ نفيسةٌ في نشر علم الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - ومما ألف :
1 - ابن قيِّم الجوزية . حَياته . آثاره . موارده. - مجلد واحد .
2 - التقريبُ لعلوم ابن القيم - مجلد واحد .
3 - الحدود والتعزيرات عند ابن القيم . دراسة وموازنة - مجلد واحد .
4 - أحكام الجناية على النفس وما دُونها عند ابن قيم الجوزية . دراسة وموازنة - مجلد واحد .
وقد ذكر من ضمن مؤلفات ابن القيم في كتاب ابن قيم الجوزية ، حياته . آثاره . موارده . كتاب " الروح " ، وتطرق إلى مسألة نسبة كتاب " الروح " إلى ابن القيم - رحمه الله - فقال ما نصه :
- توثيق نسبة الكتاب إلى ابن القيم :
وقد انتشر على ألسنة بعض طلاب العلم أن كتاب " الروح " ليس لابن القيم أو أنه ألفه قبل اتصاله بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى .
هذا ما تناقلته الألسن ومر على الأسماع في المجالس والمباحثات ولم أر ذلك مدونا في كتاب ، ولعل شيئا من ذلك قد دون ولكن لم يتيسر الوقوف عليه .
لهذا فقد اندفعت إلى قراءة الكتاب من أوله إلى آخره قراءة المتأمل الفاحص ، فتحصل لي أن هذه نتائج موهومة سبيلعا النقض ونهايتها الرفض المحض . وأنها إنما انتشرت من غير دراسة ولا تحقيق . وأن من يدرس الكتاب يظفر بالنتيجتين الآتيتين :
الأولى : أن الكتاب لابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى ولا شك في هذا .
الثانية : أنه إنما ألفه بعد اتصاله بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى .
وقد رأيت أن أوضح التدليل على هاتين النتيجتين على ما يلي :
أولا : توثيق نسبة كتاب " الروح " لابن القيم رحمه الله تعالى .
1 - أن طائفة من كبار المترجمين له كابن حجر ومن بعده كما تقدم ذكروا هذا الكتاب في مؤلفاته ولم يتعقبوه بشيء .
2 - أن ابن القيم رحمه الله تعالى قد أشار إليه في كتاب " جلاء الأفهام "في الباب السادس في معرض ذكره لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (1) : " إذا خرجت روح المؤمن ... " الحديث فقال : وقد استوعبت الكلام على هذا الحديث وأمثاله في كتاب الروح .
والمؤلف قد استوفي الكلام على هذا الحديث وامثاله في كتاب الروح المطبوع (2) .
3 - أن هذا الكتاب قد شهد العلامة البقاعي (3) تلميذ الحافظ ابن حجر أنه من تأليف ابن القيم رحمه الله فإنه قد اختصره بكتاب سماه " سر الروح " بنحو نصف الأصل .
4 - أنه أشار في نفس الكتاب إلى كتابه الكبير في معرفة الروح والنفس ، وهذا الكتاب قد ذكره المؤلف أيضا في كتاب " جلاء الأفهام " .
كما ذكر فيه أيضا كتاب الروح .
وذكر كتابه الكبير في " معرفة الروح والنفس " أيضا في كتابه " مفتاح دار السعادة " ويأتي الحديث عنه إن شاء الله تعالى .
5 - أنه في نحو عشرة مواضع من الكتاب ذكر شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، مستشهدا بأقواله وذاكرا لاختيارته على عادته المألوفة في عامة مؤلفاته .
6 - كما نقل عن شيخه أبي الجاج (4) المزي . وهو من شيوخه وكثيرا ما يعتمده في عامة مصنفاته لاسيما في الفوائد الحديثية .
7 - أن الناظر في أي مسألة من مسائل الكتاب البالغة إحدى وعشرين مسألة يلمح فيها نفس ابن القيم واسلوبه وطريقته المعهودة في البحث والترجيح والاختيار ، وسياق الأقوال ومناقشتها وحشر الأدلة ونقدها . وقد أفصح عن ذلك في ثنايا المسألة الخامسة عشر فقال : فهذا ما تلخص لي من جمع أقوال الناس في مصير أرواحهم بعد الموت ولا تظفر به مجموعا في كتاب واحد غير هذا البتة ونحن نذكر مأخذ هذه الأقوال وما لكل قول وما عليه وما هو الصواب من ذلك ، الذي دل عليه الكتاب والسنة على طريقتنا التي منَّ الله بها علينا وهو مرجو الإعانة والتوفيق .
وهذا الأسلوب له نظائره في كتبه وتقريراته .
التدليل على أنه إنما ألفه بعد اتصاله بشيخ الإسلام ابن تيمية :
والتدليل على ذلك من وجهين :
1 - ما تقدم من نقوله عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بل إن في أول موضع ذكره فيه من كتابه ما يفيد أنه إنما ألفه بعد وفاة شيخه ابن تيمية رحمه الله تعالى إذ يقول : وقد حدثني غير واحد ممن كان غير مائل إلى شيخ الإسلام ابن تيمية أنه رآه بعد موته وسأله عن شيء كان يشكل عليه من مسائل الفرائض وغيرها فأجابه بالصواب .
2 - أنه في مباحث الكتاب العقدية : في توحيد العبادة وفي توحيد الأسماء والصفات يقررها على المنهج السلفي الراشد الخالص من شوائب الشرك ووضر التأويل . وهذا هو الحد الفاصل بين السلف والخلف .
وقد هدى الله ابن القيم إلى ذلك بعد اتصاله بشيخ الإسلام ابن تيمية كما أوضحه في " النونية " والله أعلم .
فلعله من مجموع التدليل على هاتين النتيجتين يتبين للقارىء سلامة التوثيق لنسبة هذا الكتاب " الروح " للإمام ابن القيم والله أعلم .ا.هـ.
وبعد هذا النقل نرى أن الشيخ بكر أبو زيد - نفع الله بعلمه - يقرر صحة نسبة كتاب الروح إلى ابن القيم تقريرا قويا وذلك من خلال أسلوب ابن القيم ، وعزوه لكتاب " الروح " في مؤلفاته الأخرى .
جزى الله الشيخ بكر ابو زيد على هذا التقرير ، ورحم الله الإمام ابن القيم رحمة واسعة .
...............
الحاشية :
1) جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام ( ص647 ) ط . دار ابن الجوزي ، ت : مشهور بن حسن آل سلمان .
2) كتاب الروح ( ص 41 - 50 ) .
3) البقاعي : هو إبراهيم بن عمر بن حسن برهان الدين مؤرخ أديب مفسر له كتاب نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ، طبع الهند سنة 1396 هـ وتوفي سنة 885 هـ . انظر البدر الطالع (1/19) .
4) هكذا في الكتاب - أقصد كتاب ابن قيم الجوزية للشيخ بكر - ، وهو خطأ مطبعي ، والصحيح أبو الحجاج المزي ، وقد ذكره الشيخ بكر في نفس الكتاب من شيوخ ابن القيم ( ص 177)
.................