ما حكم التسبيح بالمسبحة؟الإجابــة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن
التسبيح باليد أفضل من التسبيح بالمسبحة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعقد التسبيح بيده، فعن
عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح - قال ابن قدامة-:
بيمينه) رواه أبو داود . الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 4989خلاصة حكم المحدث: صحيح
(
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيده ) : الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3486خلاصة حكم المحدث: صحيح
وعن
يسيرة بنت ياسر رضي الله عنها قالت :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"
عليْكُنَّ بالتَّسبيحِ والتَّهليلِ والتَّقديسِ، واعقدنَ بالأناملِ فإنَّهنَّ مسئولاتٌ مستَنطقاتٌ ولا تغفُلْنَ فتنسينَ الرَّحمةَ "
الراوي: يسيرة بنت ياسر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3583 خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "
يا نساء المؤمنات: عليكن بالتهليل، والتسبيح، والتقديس، ولا تغفلن فتنسين الرحمة، واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات مستنطقات" رواه أحمد وأبو داود والترمذي، والحاكم، وحسن إسناده النووي في الأذكار، وجود العراقي إسناده في تخريج الإحياء.
قال الشوكاني: (
مسؤولات مستنطقات) يعني:
أنهن يشهدن بذلك، فكان عقدهن بالتسبيح من هذه الحيثية أولى من السبحة والحصى).
إذاً فهذه الأنامل ستشهد لصاحبها يوم القيامة بهذا التسبيح وغيره من خير أو شر، قال شيخ الإسلام
ابن تيمية:"
وعدّ التسبيح بالأصابع سنة…" و
أما عده بالنوى والحصى ونحو ذلك فحسن، وكان من الصحابة رضي الله عنهم من يفعل ذلك، وقد
رأى النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين تسبح بالحصى، وأقرها على ذلك.
وروي أن أبا هريرة كان يسبح به.
وأما التسبيح بما يجعل في نظام الخرز ونحوه، فمن الناس من كرهه، ومنهم من لم يكرهه، وإذا أحسنت فيه النية فهو حسن غير مكروه، وأما اتخاذه من غير حاجة، أو إظهاره للناس مثل: تعليقه في العنق، أو جعله كالسوار في اليد، أو نحو ذلك، فهذا إما رياء للناس، أو مظنة المراءاة ومشابهة المرائين من غير حاجة، والأول محرم، والثاني أقل أحواله الكراهة…) مجموع الفتوى ( 22/506) .
ومن العلماء من ألحق السبحة بالنوى والحصى، قال
الشوكاني: ( والحديثان الآخران يدلان على جواز عد التسبيح بالنوى والحصى، وكذا بالسبحة لعدم الفارق لتقريره صلى الله عليه وسلم للمرأتين على ذلك، وعدم إنكاره، والإرشاد إلى ما هو أفضل لا ينافي الجواز) ثم ذكر آثاراً عن الصحابة في التسبيح بالحصى والنوى… ) انظر نيل الأوطار (2/602).
أما الحديثان اللذان استدل بهما الشوكاني فهما: عن سعد بن أبي وقاص أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح به، فقال: "
أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا وأفضل: سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض…" رواه أبو داود والترمذي. الألباني - المصدر: ضعيف الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3568
خلاصة حكم المحدث: منكر. الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 2251 خلاصة حكم المحدث:
ضعيفوحديث صفية قالت: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بها، فقال: "
لقد سبحت بهذا! ألا أعلمك بأكثر مما سبحت به؟ فقالت: علمني. فقال :"
قولي سبحان الله عدد خلقه" رواه الترمذي. الألباني - المصدر: ضعيف الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3554 خلاصة حكم المحدث:
منكرلكن اعترض البعض بما ذكر الشاطبي في الاعتصام عن ابن مسعود فيما حكاه ابن وضاح عن الأعمش عن بعض أصحابه قال: مر عبد الله برجل يقص في المسجد على أصحابه وهو يقول: سبحوا عشراً، وهللوا عشراً، فقال عبد الله إنكم لأهدى من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أو أضل؟ بل هذه بدعة (يعني أضل) . وذكر له أن ناساً بالكوفة يسبحون بالحصى في المسجد، فأتاهم وقد كوم كل رجل منهم بين يديه كوماً من حصى - قال - فلم يزل يحصبهم بالحصى حتى أخرجهم من المسجد، ويقول: لقد أحدثتم بدعة وظلماً، وقد فضلتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علماً؟! فهذه أمور قد أخرجت الذكر عن المشروع، كالذي تقدم من النهي عن الصلاة في الأوقات المكروهة…)
والحديث الثابت : عن
جويرية بنت الحارث رضي الله عنها قالت :"
أنَّ النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم مرَّ عليْها وَهي في مسجدٍ ثمَّ مرَّ النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم بِها قريبًا من نصفِ النَّهارِ فقالَ لَها :" ما زلتِ على حالِكِ؟" قالت : نعم. فقالَ « ألاَ أعلِّمُكِ كلماتٍ تقولينَها سبحانَ اللَّهِ عددَ خلقِهِ سبحانَ اللَّهِ عددَ خلقِهِ سبحانَ اللَّهِ عددَ خلقِهِ سبحانَ اللَّهِ رضا نفسِهِ سبحانَ اللَّهِ رضا نفسِهِ سبحانَ اللَّهِ رضا نفسِهِ سبحانَ اللَّهِ زِنةَ عرشِهِ سبحانَ اللَّهِ زِنةَ عرشِهِ سبحانَ اللَّهِ زِنةَ عرشِهِسبحانَ اللَّهِ مِدادَ كلماتِهِ سبحانَ اللَّهِ مِدادَ كلماتِهِ سبحانَ اللَّهِ مِدادَ كلماتِهِ "
الراوي: جويرية بنت الحارث المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3555 خلاصة حكم المحدث:
صحيحوالراجح - والله أعلم - جواز التسبيح بالمسبحة لمن كان محتاجاً إليها لما تقدم من الأحاديث، حيث أقر النبي صلى الله عليه وسلم التسبيح بالحصى، فتحمل المسبحة على ذلك.
وأما ما روي عن ابن مسعودفلا تصح معارضته للأحاديث، لتطرق الاحتمال إليه لأنه ربما أنكر عليهم لاجتماعهم، أو لصدور الأمر بذلك من بعضهم بقوله (
سبحوا كبروا) ثم إن هذا قول صحابي على فرض صحته لا يجوز أن يعارض ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، مع أن التسبيح باليد أفضل كما تقرر.
والتسبيح بعد الصلاة من السنن الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وردت فيه أحاديث كثيرة منها:عن
كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «
معقبات لا يخيب قائلهن أو فاعلهن دبر كل صلاة مكتوبة، ثلاثاً وثلاثين تسبيحة وثلاثاً وثلاثين تحميدة وأربعاً وثلاثين تكبيرة » رواه مسلم. صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 596 خلاصة حكم المحدث: صحيح
وعن
أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «
من سبح لله في دبر كل صلاة، ثلاثاً و ثلاثين وحمد الله ثلاثاً وثلاثين وكبر ثلاثاً وثلاثين تكبيرة، وقال تمام المئة، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر» رواه مسلم، صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 597خلاصة حكم المحدث: صحيح.
والسنة في التسبيح أن يكون باليدين، لما ورد في ذلك عن
عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: «
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيده» رواه الترمذي والحاكم والبيهقي، وهو حديث صحيح.
وجاء في رواية أخرى عند أبي داود «
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه» . الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 1502خلاصة حكم المحدث: صحيح
وجاء في الحديث عن
يسيرة بنت ياسر –وكانت إحدى المهاجرات– قالت: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «
عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات ومستنطقات» رواه أبوداود والترمذي والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، وحسنه النووي والحافظ ابن حجر والألباني.
وهذا الحديث يدل على عقد التسبيح باليدين اليمنى واليسرى، ورواية أبي داود السابقة تدل على عقد التسبيح باليمنى فقط.
وقد قال بعض أهل العلم: إن رواية أبي داود والتي فيها
بيمينه مدرجة من الراوي إذ ليست في الأصول، إلا أن ابن علان في شرحه على الأذكار لم يرتض ذلك، ووفق بين الحديثين بقوله: ”هذا وحديث يسيرة السابق، عقد الأنامل فيه شامل لكلا اليدين وحينئذ فإما أن يحمل على اليمين ليوافق حديث ابن عمرو أو يبقى على عمومه بالنسبة لحصول أصل السنة ويحمل خبر ابن عمرو على بيان الأفضل، أو يحمل حديثهما على ما احتيج إلى اليدين، وحديثه على ما إذا كفى أحدهما “، الفتوحات الربانية 1/255.
وخلاصة الأمر أن من يسبح باليدين فقد أصاب أصل السنة لثبوت ذلك في الحديث، ولكن التسبيح باليد اليمنى أفضل لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن دائماً.وما أشار إليه حديث يسيرة "
فإنهن مسؤولات مستنطقات" فيه إشارة إلى قوله تعالى:"
يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" سورة النور 24.
فالله سبحانه وتعالى ينطق الجوارح بقدرته فتخبر كل جارحة منها بما صدر عنها من أفاعيل صاحبها، كما قال الألوسي في تفسيره 9/324.
وبناءً على ما سبق، يظهر لي أن التسبيح باليدين أولى وأفضل من التسبيح بالسبحة، قال
المباركفوري: ”
وفي الحديث مشروعية عقد التسبيح بالأنامل وعلل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث يسيرة الذي أشار إليه الترمذي، بأن الأنامل مسؤولات مستنطقات يعني أنهن يشهدن بذلك، فكان عقدهن التسبيح من هذه الحيثية أولى من السبحة والحصى“ تحفة الأحوذي 9/322.والله أعلم.
............
ق
ال الالباني رحمه الله في حكم المسبحة : قال الشيخ
محمد ناصر الدين الألباني في السلسلة الضعيفة (1/110) عند تخريجه لحديث “
نعم المذكّر السبحة” (حديث موضوع) : ثم إن الحديث من حيث معناه باطل عندي لأمور :
الأول:
أن السبحة بدعة لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إنما حدثت بعده صلى الله عليه وسلم فكيف يعقل أن يحض صلى الله عليه وسلم أصحابه على أمر لا يعرفونه ؟ والدليل على ما ذكرت ما روى ابن وضاح في ” البدع والنهي عنها عن الصلت بن بهرام قال : مر ابن مسعود بامرأة معها تسبيح تسبح به فقطعه وألقاه ، ثم مر برجل يسبح بحصا فضربه برجله ثم قال : لقد سَبقتم ، ركبتم بدعة ظلما ، ولقد غلبتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما ، وسنده صحيح إلى الصلت ، وهو ثقة من اتباع التابعين .
الثاني :
أنه مخالف لهديه صلى الله عليه وسلم قال عبد الله بن عمرو:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه. وقال الألباني أيضا (1/117) :
ولو لم يكن في السبحة إلا سيئة واحدة وهي أنها قضت على سنة العد بالأصابع أو كادت مع اتفاقهم على أنها أفضل لكفى فإني قلما أرى شيخا يعقد التسبيح بالأنامل!
ثم إن الناس قد تفننوا في الابتداع بهذه البدعة ، فترى بعض المنتمين لإحدى الطرق يطوق عنقه بالسبحة ! وبعضهم يعدُّ بها وهو يحدثك أو يستمع لحديثك ! وآخِر ما وقعت عيني عليه من ذلك منذ أيام أنني رأيت رجلا على دراجة عادية يسير بها في بعض الطرق المزدحمة بالناس وفي إحدى يديه سبحة ! يتظاهرون للناس بأنهم لا يغفلون عن ذكر الله طرفة عين وكثيرا ما تكون هذه البدعة سببا لإضاعة ما هو واجب فقد اتفق لي مرارا – وكذا لغيري – أنني سلمت على أحدهم فرد عليّ السلام بالتلويح دون أن يتلفظ بالسلام ومفاسد هذه البدعة لا تحصى فما أحسن ما قال الشاعر:
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
The Rulling on Prayer Beads (Masbaha)
Shaykh Muhammad Naasir al-Deen al-Albaani said in Al-Silsilat al-Da’eefah (1/110), where he quotes the (weak) hadeeth “What a good reminder is the subhah [masbahah],”
“In my view, the meaning of this hadeeth is invalid for a number of reasons:
Firstly, the subhah [masbahah] is bid’ah and was not known at the time of the Prophet (peace and blessings of Allâh be upon him). It happened after that, so how could he (peace and blessings of Allâh be upon him) have encouraged his Sahaabah to do something that was unknown to them? The evidence for what I have said is the report narrated by Ibn Waddaah in Al-Bid’ wa’l-Nahy ‘anhaa from al-Salt ibn Bahraam, who said: ‘Ibn Mas’ood passed by a woman who had a [masbahah] with which she was making tasbeeh, and he broke it and threw it aside, then he passed by a man who was making tasbeeh with pebbles, and he kicked him then said, “You think you are better than the Sahaabah, but you are following unjustified bid’ah! You think you have more knowledge than the Companions of Muhammad (peace and blessings of Allâh be upon him)!”‘ Its isnaad is saheeh to al-Salt, who is one of the trustworthy (thiqah) followers of the Taabi’een.
Secondly, it goes against the guidance of the Prophet (peace and blessings of Allâh be upon him). ‘Abd-Allâh ibn ‘Amr said, ‘I saw the Messenger of Allâh (peace and blessings of Allâh be upon him) counting the tasbeeh on his right hand.’ “
He also said (1/117): “If there is only one bad thing about the masbahah, which it is that it takes the place of the Sunnah of counting on the fingers, even though all are agreed that counting on the fingers is preferable, then that is bad enough. How rarely I see people counting their tasbeeh on their fingers!
Moreover, people have invented so many sophisticated ways of following this bid’ah, so you see the followers of one of the tareeqahs wearing the masbahah around their necks! Or some of them counting with the beads whilst talking or listening to you! Or another one I’ve seen lately is riding his bicycle through a street crowded with people, with the masbahah in one of his hands! They are showing the people that they are not distracted from the remembrance of Allâh for even an instant, but in many cases this bid’ah is a cause of their neglecting what is obligatory (waajib). It has happened many times – to others as well as myself – that when I greet one of these people with salaam, they answer only by waving and not by saying the words of the greeting. The bad results of this bid’ah are innumerable, and no one can say it better than the poet:
‘All goodness is in following that which went before (the salaf)
All badness is in the innovations of those who came later.’ “
......................
ابن عثيمين :
ما حكم استعمال السبحة؟الإجابة:
السبحة ليست بدعة دينية، وذلك لأن الإنسان لا يقصد التعبد لله بها، وإنما يقصد ضبط عدد التسبيح الذي يقوله، أو التهليل، أو التحميد، أو التكبير، فهي وسيلة وليس مقصودة، ولكن الأفضل منها أن يعقد الإنسان التسبيح بأنامله -أي بأصابعه- لأنهن "مستنطقات"
كما أرشد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، ولأن عد التسبيح ونحوه بالمسبحة يؤدي إلى غفلة الإنسان، فإننا نشاهد كثيراً من أولئك الذين يستعملون المسبحة نجدهم يسبحون وأعينهم تدور هنا وهناك لأنهم قد جعلوا عدد الحبات على قدر ما يريدون تسبيحه، أو تهليله أو تحميده، أو تكبيره، فتجد الإنسان منهم يعد هذه الحبات بيده وهو غافل القلب، يتلفت يميناً وشمالاً، بخلاف ما إذا كان يعدها بالأصابع فإن ذلك أحضر لقلبه غالباً، الشيء الثالث أن استعمال المسبحة قد يدخله الرياء، فإننا نجد كثيراً من الناس الذين يحبون كثرة التسبيح يعلقون في أعناقهم مسابح طويلة كثيرة الخرزات، وكأن لسان حالهم يقول: انظروا إلينا فإننا نسبح الله بقدر هذه الخرزات.وأنا أستغفر الله أن أتهمهم بهذا، لكنه يخشى منه، فهذه ثلاثة أمور كلها تقتضي بأن يتجنب الإنسان التسبيح بالمسبحة، وأن يسبح الله سبحانه وتعالى بأنامله.
ثم
أن الأولى أن يكون عقد التسبيح بالأنامل في اليد اليمنى؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعقد التسبيح بيمينه واليمنى خير من اليسرى بلا شك، ولهذا كان الأيمن مفضلاً على الأيسر، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يأكل الرجل بشماله أو يشرب بشماله وأمر أن يأكل الإنسان بيمينه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "
يا غلام سم الله، وكل بيمينك وكل مما يليك"، وقال عليه الصلاة والسلام: "
لا يأكلن أحدكم بشماله، ولا يشربن بشماله فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله"،
فاليد اليمنى أولى بالتسبيح من اليد اليسرى اتباعاً للسنة، وأخذاً باليمين فقد: "
كان النبي عليه الصلاة والسلام يعجبه التيامن في تنعله، وترجله، وطهوره، وفي شأنه كله".
وعلى هذا
فإن التسبيح بالمسبحة لا يعد بدعة في الدين؛ لأن المراد بالبدعة المنهي عنها هي البدع في الدين، والتسبيح بالمسبحة إنما هو وسيلة لضبط العدد، وهي وسيلة مرجوحة مفضولة، والأفضل منها أن يكون عد التسبيح بالأصابع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين - المجلد الثالث عشر -