محبة الخير عضو وفيّ
عدد المساهمات : 31 تاريخ التسجيل : 19/06/2013
| موضوع: الخطبة والموعظة عند القبر. تحرير الأمر مفصلا .ج 1. اقرءؤا وافهموا لترشدوا الإثنين ديسمبر 15, 2014 7:29 am | |
| حُكم الخُطبة في المقابر بعد دفن الميت
من الفتاوى التي نُقلت عن الشيخ ابن جبرين رحمه الله في ذلك : هل تُشرع الموعظة والتذكير عند الدفن في المقبرة ؟ . الجواب : نعم يشرع ذلك، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جئ بالميت ولما يلحد له، جلس وجلسوا حوله فأخذ يقص عليهم عذاب القبر ونعيمه في حديث طويل مشهور ولأن الموضوع يناسب فيه ذكر الموت وما بعده والحاضرون يشاهدون القبور، ومعهم هذا المتوفى، فهم بحاجة إلى ما يرقق القلوب، ويذكر بالآخرة ويزهد في الدنيا، فالتذكير يؤثر فيهم غالباً. وقد ذكروا عن بعض السلف أنه حضر جنازة تدفن، فأبصر بعض الحاضرين يهرب من الشمس والغبار فأنشد قوله : من كان حين تصيب الشمس جبهته أو الغبار يخاف الشين والشعثا ويألف الظل كي تبقى بشاشته فسوف يسكن يوما راغما جدثا قفراء موحشة غبراء مظلمةً يطيل تحت الثرى في غمها البثا تجهزى بجهاز تبلغين به يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبثا انتهى كلامه حفظه الله .......................... فاعلموا أيها المسلمون المتبعون - لا المبتدعون - بأن ما جاء عن النبي صلي الله عليه وسلم من مشروعية الموعظة عند دفن الميت لم يثبت عنه على سبيل الدوام والاستمرارية أي لم يفعل ذلك في كل جنازة .
وما ثبت عنه إنما حدث لعارض فهي حادثة عين وحادثة العين ليس لها حكم العموم كما ذكر ذلك علماء الأصول .
فالموعظة مشروعة كما جاءت عن النبي صلي الله عليه وسلم ولكن ليست علي سبيل الدوام والاستمرارية وهذا هو قول الشيخ ابن باز وابن عثيمين وابن جبرين وغيرهم من علماء الأمة الثقات .
أما الخُطبة فلم تثبت عنه صلي الله عليه وسلم كما ذكر ذلك الشيخ ابن عثيمين رحمه الله .
ففرق بين مشروعية الموعظة ومشروعية الخُطبة فالموعظة مشروعة أما الخطبة فغير مشروعة
ومما جاء عنه صلي الله عليه وسلم بعد دفن الميت ( الدعاء للميت والاستغفار له ) فقد ثبت عند أبي داود عن أبي عمرو وقيل أبو عبدالله وقيل أبو ليلي عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : ( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ وَسَلُوا لَهُ بِالتَّثْبِيتِ فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ ) صححه الشيخ الألباني رحمه الله .
وعليه : فلن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها هكذا قال السلف الصالح رحمهم الله .
ولكن علينا اأن نعلم بأن هذا الدعاء - الذي صح عن النبي - عليه السلام - لا يكون بطريقة جماعية يقوم شخص فيرفع يديه و يدعو للميت ويؤمن خلفه الحاضرون فهذا لم يثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم . وهذا قول الشيخ ابن عثيمين في ذلك وهو أيضاً ما ذهب إليه الشيخ ابن باز وابن جبرين والألباني وغيرهم أي في عدم مشروعية الدعاء الجماعي بعد دفن الميت .
ولكن المشروع هو أن يدعو كل واحد بنفسه بدون رفع صوت عند الدعاء .
فعلينا الحرص علي اتباع السنة ونشرها وإحياؤها حتي تنال الأجر المترتب علي ذلك قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ " رواه البخاري ومسلم عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه.
قال النووي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث : ( فِيهِ : الْحَثّ عَلَى الِابْتِدَاء بِالْخَيْرَاتِ وَسَنّ السُّنَن الْحَسَنَات وَالتَّحْذِير مِنْ اِخْتِرَاع الْأَبَاطِيل وَالْمُسْتَقْبَحَات )
وقال صاحب تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي : ( مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً أَيْ أَتَى بِطَرِيقَةٍ مَرْضِيَّةٍ يَشْهَدُ لَهَا أَصْلٌ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ ) .
وقال صاحب شرح سنن النسائي : ( مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً أَيْ أَتَى بِطَرِيقَةٍ مَرْضِيَّةٍ يُقْتَدَى بِهِ فِيهَا ..... فَلَهُ أَجْرُهَا " أَيْ أَجْرُ عَمَلِهَا ") .
فالاتباع غير الابتداع : فإن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا ) رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه .
مجمل القول لما سبق :
أن المشروع بعد دفن الميت في القبر هي الموعظة كما جاءت عن النبي صلي الله عليه وسلم وليست علي سبيل الدوام والاستمرارية . أما الخُطبة فغير مشروعة بل هي خلاف السنة . وهناك فرق بين الموعظة والخُطبة كما وضح ذلك الشيخ ابن عثيمين رحمه الله . وأن المشروع بعد دفن الميت هو الدعاء له والاستغفار كل واحد بمفرده بدون رفع للصوت أثناء الدعاء . وأخيراً أسأل الله عز وجل أن يرزقنا وإياكم التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم وأن يجعلنا هداة مهديين غير ضالين ولا مضلين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه وسلم
تحرير الأقوال والآراء والألفاظ ... هاااام جدا :
ما الفرق بين الموعظة والخطبة والحكمة ؟
مَوْعِظَةُ : عِظَة ؛ ما يُوعَظ به من قَوْل أو فعْل وتذكير بالواجبات ودعوة إلى السّيرة الصّالحة "قال تعالى : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ " اي : القول الرقيق
وعَظَ : يعِظُ ، عِظْ ، وَعْظًا وعِظَةً ، فهو واعِظٌ ، والمفعول مَوْعوظ :-
• وعَظ فلانًا
1* نصَحه وذكَّره بالعواقِب :- السَّعيد من وُعظَ بغيره والشّقيُّ من اتّعظ به غيره [ مثل ]، - " وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ "
2* ذكّره بما يجعله يتوب إلى الله ويُصلح من سيرته ، أمرَه بالطاعة ووصّاه بها :- وعَظ الإمامُ المصلّين ، - " قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ " – " فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ " .
3* وبَّخه وأنَّبه :- وعَظ وَلدًا كسولاً . وعظ: نصح وتذكير بالثواب والعقاب.
* وَعَظَ : و ع ظ. ( فعل : ثلاثي متعد ). وَعَظْتُ ، أَعِظُ ، عِظْ ، مصدر عِظَةٌ .
* وَعَظَهُ بِمَا فِيهِ خَيْرٌ لَهُ :- : نَصَحَهُ ، وَجَّهَهُ . * وَعَظَ الفَقِيهُ النَّاسَ :- : ذَكَّرَهُمْ بِمَا يَحْمِلُهُمْ إِلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ وَ يَجْعَلُهُمْ يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيُصْلِحُونَ مِنْ سِيرَتِهِمْ ، أَرْشَدَهُمْ.
الموعظة: * خطبة دينيّة هدفها إثارة المشاعر لفعل الخير وتجنّب الشرّ ، وتوجيه النفوس نحو عبادة الله تعالى.
............... ** الـ خُطبة: اسم : الجمع :خُطُبات و خُطْبات و خُطَب الخُطْبَةُ من الألوان : ما فيه غُبْرَةٌ .
مصدر خطَبَ / خطَبَ على / خطَبَ في
خِطبة : قطعة من الكلام توجَّه إلى جمهور النَّاس ، كلامٌ يخاطب به المتكلِّم جمعًا من النَّاس لإعلامهم وإقناعهم ألقى خُطبة الافتتاح . خُطبتا الاستسقاء : لطلب المطر . خُطبتا الجمعة : هما خطبتا صلاة الجمعة ، يجلس بينهما الإمام جلسة خفيفة . خُطبتا العيدين : خطبتان بعد الصلاة في كلٍّ من العيدين . خُطبتا الكُسوف : بعد الكسوف . خُطبتا عرفات : في مسجد إبراهيم . خُطبة بتراء : لا تبدأ بحمد الله والثناء عليه . خُطْبة النِّكاح : ( الديانات ) عند اليهود : كلام حبر اليهود الذي يتكلّم به عند عقد الزَّواج ومباركته . خُطْبَةُ الكِتَابِ : مُقَدِّمَتُهُ .
** خَطَبَ: فعل . خطَبَ / خطَبَ على / خطَبَ في يَخطُب ، خَطَابةً وخُطْبةً خَطْبًا ، وخِطْبَةً ، فهو خَطِيب فهو خَاطِبٌ والجمع : خُطَّابٌ خطباء ، والمفعول مَخْطُوب . خَطَبَ في الْجُمْهُورِ : أَلْقَى حَدِيثاً ، كَلاَماً ، أَيْ خُطْبَةً . خَطَبَ الإِمَامُ في الْمُصَلِّينَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ : وَعَظَهُمْ . خَطَبَ يَدَهَا : طَلَبَهَا لِلزَّوَاجِ " وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ " خَطَبَهَا إِلَى أَهْلِهَا : طَلَبَهَا مِنْهُمْ لِلزَّوَاجِ . خَطَبَ وِدَّهُ : تَوَدَّدَ إِلَيْهِ ، طَلَبَهُ مِنْهُ . خَطَبَ فلانَةَ ،: طلبها للزَّواج . خَطَبَ كذا : طَلَبَهُ منه.
أما الموعظة الحسنة - كما جاء في القرآن الكريم - هي إحدى الأساليب الثلاثة للدعوة: " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" (1).
والفرق بين الحكمة والموعظة الحسنة:
هو أن الحكمة يراد بها التعليم والإرشاد والنصيحة، أما الموعظة فيراد بها التذكير وإلفات النظر إلى من يعرف ويعلم ولكنه في غفلة أو تغافل أو تجاهل منه. فالحكمة يراد بها التنبيه، أما الموعظة فيراد بها الإيقاظ. والحكمة يراد بها مكافحة الجهل، والموعظة يراد بها مكافحة الغفلة والتغافل. فالحكمة فكرة وتعقّل، أما الموعظة فهي (لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ). والحكمة تعلّم، و الموعظة تذكّر. والحكمة تزيد الإنسان وجداناً ذهنياً، أما الموعظة فهي توقظ الذهن للاستفادة من الوجدان. والحكمة مصباح وسراج، أما الموعظة فهي إلفات النظر إلى ذلك الضياء. والحكمة للفكرة، و الموعظة للتفكّر. والحكمة ترجمان العقل، و الموعظة ترجمان الروح والأحاسيس والعواطف.
ومن هنا يفرق بين الحكمة والموعظة الحسنة أيضاً: بأن لشخصية الواعظ في الموعظة دوراً بارزاً، أما الحكمة فهي (ضالة المؤمن يأخذها أينما وجدها، ولو من فم فاسق أو فاجر أو غادر أو خاسر أو كافر)! و(الحكمة جوهرة يأخذها المؤمن أينما وجدها ولو في فم كلب أو سبع)! ففي الحكمة لا مانع من اختلاف الأرواح بين الناطق بها والسامع، أما في الموعظة فلابدّ من ارتباط بينهما واتصال كما في السلك الكهربائي بين السالب والموجب، وحينئذ يكون كما قيل :" ما خرج من القلب دخل في القلب، وما خرج من اللسان لم يتجاوز الآذان " ........................ الحكمة والموعظة الحسنة قال تعالى: " ادع إلى سبيــل ربـــك بالحكمــة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" تعريف الحكمة :استخدم العرب هذه الكلمة في لغتهم لمعانٍ كثيرة،، منها: الإصابة والإتقان،، قال الأزهري : الحكيم المتقن للأمور. منع الرجل ورده عن الظلم والفساد،،يقال أحكمت الرجل عن كذا وكذا. كل كلمة وعظتك أو زجرتك أو دعتك إلى مكرمة. وضع الشيء موضعه.
جاءت الحكمة في القرآن بمعانٍ كثيرةٍ منها: الخشية : (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيراً) قال به الربيع بن أنس. السنّة : (ويعلمهم الكتاب والحكمة ). النبوة : (وآتاه الله الملك والحكمة ). وجاء ت بمعنى القرآن والإنجيل وغير ذلك من المعاني.
طرق الدعوة بالحكمة :
أولاً : الدعوة بالحجج اليقينية والبراهين العقلية: يجب على الداعية أن يقيم من الحجج اليقينية والبراهين العقلية ما يثبت بها صدق دعوته وفكرته، لتؤتي دعوته ثمارها على الوجه المطلوب. والحجة كلما كانت قوية ومحكمة ومدعمة بالأدلة كان وقعها أعمق وأثرها أوقع ودحضها أشد.
والدعوة بالحجج والبراهين استعملها القرآن كثيراً في الاستدلال على وجود الله وإثبات وحدانيته وإبطال ألوهية ما عبد من دونه،، وفي إثبات نبوة رسولنا صلى الله عليه وسلم. قال تعالى : (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقـــون،، الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجلعوا لله أنداداً وأنتم تعلمون)
يذكر عن أبي حنيفة أنه حاجّ قوماً من الملاحدة الدهريين فقال لهم: ما تقولون في رجل يقول لكم: إني رأيت سفينة مشحونة بالأحمال مملوءة من الأثقال قد احتوشها في لجة من البحر أمواج متلاطمة ورياح مختلفة وهي من بينها تجري مستوية ليس لها ملاح يجريها ولا متعهد يدفعها هل يجوز ذلك في العقل؟؟ قالوا: لا هذا شيء لا يعقله العقل. فقال أبو حنيفة: يا سبحان الله!! إذا لم يجز في العقل سفينة تجري في البحر مستوية من غير متعهد ولا مجري،، فكيف يجوز قيام هذه الدنيا على اختلاف أحوالها وتغير أعمالها وسعة أطرافها وتباين أكنافها من غير صانع وحافظ؟ فبهت القوم وأفحموا..
ثانياً: الاستدلال بالمقابلة: قال تعالى: ( أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون) ، وقال تعالى: (أفمن يخلق كمن لا يخلق). عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الصّدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً) متفق عليه.
ثالثاً: الاستدلال بالمقدمات المشهورة المسلمة: قال تعالى: ( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون، أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون....) إلى أن قال: (أم لهم إله غير الله، سبحان الله عما يشركون). عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: إنَّ فتًى شابًّا أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال : يا رسولَ اللهِ ائذنْ لي بالزِّنا فأقبل القومُ عليه فزجَروه وقالوا : مَهْ مَهْ فقال:" ادنُهْ " فدنا منه قريبًا قال : فجلس قال :" أَتُحبُّه لِأُمِّكَ ؟" قال : لا واللهِ جعلني اللهُ فداءَك قال :" ولا الناسُ يُحبونَه لأُمهاتِهم " قال :" أفتُحبُّه لابنتِك ؟" قال : لا واللهِ يا رسولَ اللهِ جعلني اللهُ فداءَك قال :" ولا الناسُ يُحبونَه لبناتِهم " قال :"أفتُحبُّه لأُختِك ؟" قال : لا واللهِ جعلني اللهُ فداءَك قال :" ولا الناسُ يُحبونَه لأَخَواتِهم " قال :" أَفتُحبُّه لعمَّتِك ؟" قال : لا واللهِ جعلني اللهُ فداءَكَ قال :" ولا النَّاسُ يُحبُّونَه لعمَّاتِهم " قال :" أفتُحبُّه لخالتِك ؟" قال : لا واللهِ جعلني اللهُ فداءَكَ قال :" ولا النَّاسُ يحبونَه لخالاتِهم ؟" قال : فوضع يدَه عليه وقال :" اللهمَّ اغفرْ ذنبَه وطهِّرْ قلبَه وحصِّنْ فرْجَهُ فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفتُ إلى شيءٍ ". الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1/712خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
.رابعاً: الدعوة باستعمال القدوة الحسنة: لقد أمر الله تعالى المؤمنين أن يتخذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة وأسوة لهم في عقيدتهم وأخلاقهم وسلوكهم، قال تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً). كما أنكر على اليهود لأمرهم الناس بالخير ونسيانهم أنفسهم، (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) قال الغزالي:" إن صلاح المؤمن هو أبلغ خطبة تدعو الناس إلى الإيمان، وخلقه الفاضل هو السحر الذي يجذب إليه الأفئدة ويجمع عليه القلوب."
وقال الشافعي:
يا واعظ الناس عمــا أنت فاعله يـــا من يُعــدّ عليـه العمر بالنّفَس احفظ لشيبــك من عيــب يُدنسـه إن البياض قـليــلُ الحَمـْـل للدّنـس كحامل لثيــاب النــاس يَغسـلهـا وثوبُه غارق في الرّجس والنّجَس تبغي النجاة ولم تسلك طريقتهـا إن السفينــة لا تمشي على اليبـس
المجالات التي يبرز فيها القدوة: القدوة في العبادة. القدوة في الخوف من الله. القدوة في الزهد في الدنيا. القدوة في الكرم والإنفاق. القدوة في الشجاعة. القدوة في التواضع. القدوة في الرحمة والشفقة واللين. القدوة في حسن الخلق. القدوة في الصبر. القدوة في الغضب إذا انتهكت محارم الله... وغيرها كثير..
خامساً: النصح في السر والعلانية: لقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم معظم الدين وأكثره في النصيحة،، قال عليه الصلاة والسلام: (الدين النصيحة) قلنا: لمن؟ قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم). " إن الدينَ النصيحةُ ، إن الدينَ النصيحةُ ، إن الدينَ النصيحةُ . قالوا : لمَن يا رسولَ اللهِ ؟ قال :" للهِ ، وكتابِه ، ورسولِه ، وأئمةِ المؤمنين وعامَّتِهم ، وأئمةِ المسلمين وعامَّتِهم." الراوي: تميم الداري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4944خلاصة حكم المحدث: صحيح
قال تعالى على لسان نبيه نوح عليه السلام: ( ثم إني دعوتهم جهاراً،، ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسراراً). ولعل النصح في السر أبلغ وأكثر الطرق نجاحاً وتأثيراً.
قال الشافعي: تعمدني بنصحك في انفرادي وجنبني النصيحة في الجمـاعــة فإن النصح بين النــاس نوع من التوبيخ لا أرضى استمـاعـه وإن خالفتني وعصيت قولي فلا تجــزع إذا لم تعـط طـاعــة
سادساً:النصح بالتعريض دون التصريح : قال تعالى: (ألم ترا إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية......) الآية. وقال تعالى: ( أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: رخّص رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر فتنزّه عنه ناس من الناس، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فغضب حتى بان الغضب في وجهه ثم قال: (ما بال أقوام يرغبون عما رخّص لي فيه، فوالله لأنا أعلمهم بالله وأشدهم له خشية). المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2356 خلاصة حكم المحدث: صحيح
سابعاً:الدعوة باستعمال اللين في موضع اللين: قال تعالى: (واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقاً نبياً، إذ قال لأبيه ياأبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً، ياأبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطاً سوياً، ياأبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصياً، ياأبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان ولياً) سورة مريم
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله لم يبعثني معنتاً ولا متعنتاً، ولكن بعثني معلماً ميسراً ". المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1806 خلاصة حكم المحدث: صحيح
ثامناً:الدعوة باستعمال الشدة في موضع الشدة: إن الشدة في موضع الشدة ترد الأمور إلى نصابها وتبين قدر كل شيء وتضع الأمور في وضعها الطبيعي اللائق بها. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل، إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً والله على كل شيء قدير). وعن أبي مسعود عقبة بن عمرو البدري قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لأتأخر عن صلاة الصبح من أجل فلان مما يطيل بنا. فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم غضب في موعظة قط أشد مما غضب يومئذ فقال: (يا أيها الناس إن منكم منفرين، فأيكم أمّ الناس فليوجز فإن من ورائه الكبير والضعيف وذا الحاجة). رواه مسلم. قال رجلٌ : يا رسولَ اللهِ ، إني لأتأَخَّرُ عن الصلاةِ في الفجرِ ممَّا يُطيلُ بنا فلانٌ فيها ، فغضبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، ما رأيتُهُ غضبَ في موضعٍ كان أشدَّ غضبًا منهُ يومئِذٍ ، ثم قال ": يا أيها الناسُ ، إنَّ منكم مُنَفِّرِينَ ، فَمَنْ أَمَّ الناسَ فليتجوَّزَ ، فإنَّ خلفَهُ الضعيفُ والكبيرُ وذا الحاجةِ ." الراوي: عقبة بن عمرو بن ثعلبة أبو مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 704 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
تاسعاً: مخاطبة الناس على قدر عقولهم: 1- مراعاة عقول الناس وأفهامهم. 2- مراعاة الظروف البيئية والاجتماعية. قال تعالى: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم...) الآية. لقد كان يُعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم سؤال واحد فيجيب عليه عدة أجوبة، وهذا كما علله العلماء راجع لاختلاف أحوال السائلين. 3- مراعاة الوقت المناسب ومقداره. 4- اختيار طريقة العرض المناسبة.
عاشراً: البدء بالأهم فالمهم: عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال :قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه حين بعثه إلى اليمن: (إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم فإذا فعلوا ذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم زكاة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم فإذا أطاعوا بها فخذ منها وتوق كرائم أموال الناس). عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1458 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] .................. من معاني الوعظ في اللغة ما يلي: التخويف والزجر. قال تعالى: (لولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم،، يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين).
التذكير بالخير وما يرق له القلب. قال تعالى: (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين).
النصح والتذكير بالعواقب. قال تعالى: (وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوماً الله مهلكهم أو معذبهم عذاباً شديداً.....)الآية.
*وقد جاءت الموعظة في القرآن بمعنى الأمر والنهي وغير ذلك من المعاني.
من أساليب الدعوة بالموعظة الحسنة
الوعظ عن طريق.... الترغيب والترهيب. الوعظ عن طريق.... ضرب الأمثال. الوعظ عن طريق... القصص. الوعظ عن طريق... طرح الأسئلة. الوعظ عن طريق... التذكير بنعم الله. .........................
تعريف الخِطبة لغة واصطلاحاً الخطبة في اللغة يبحث علماء اللغة في مادة ( خطب ) الامور التالية:- 1- الخطب: الشأن أو الامر، صَغُرَ أو عَظُمَ، وما خطبك أي ما شأنك الذي تخطيه، والخطب : سبب الامر، تقول : ماخطبك أي ماأمرك، وتقول : هذا خطب جليل،وخطب يسير، والخطب : الامر الذي تقع فيه الخاطبة، والشأن، والحال، ومنه قولهم جلَّ الخطب أي عظم الامروالشأن ، وفي الحديث : أنَّ عمرَ بنَ الخطابِ أفطرَ في رمضانَ في يومٍ ذي غَيْمٍ ورأى أنَّهُ قد أمسى فجاءَهُ رجلٌ فقال قد طلعتِ الشمسُ فقال :" الخَطْبُ يسيرٌ وقد اجتهدنا " الراوي: خالد بن أسلم المحدث: ابن الملقن - المصدر: البدر المنير - الصفحة أو الرقم: 5/739 خلاصة حكم المحدث: صحيح
وفي التنزيل العزيز قال تعالى :" قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ " طه: 95، وقال أيضاً: " قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ" الحجر: 57، وجمع الخطب خطوب([1])، وقال إبن فارس: ( والخطب الأمر يقع، وإنما سمي بذلك لما يقع فيه من التخاطب والمراجعة)([2])، وقال الرّاغب الأصفهاني([3]) : ( الخطب والمخاطبة والتخاطب المراجعة في الكلام، ومنه الخِطبة والخُطبة ).
2- الخطبة: وجاء في المصباح المنير([4]) " خاطبه مخاطبة وخطاباً، وهو الكلام بين متكلم وسامع " ، وقال الإمام القرطبي رحمه الله في قوله تعالى" وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ " البقرة: 235 ،الخِطبة بكسر الخاء فعل الخاطب من كلام وقصد واستلطاف بفعل أو قول([5]).
3- الفرق بين الخُطبة والخِطبة:
وتختص الخُطبة بالموعظة والخِطبة بطلب المرأة. قال الراغب الاصفهاني: "الخطب والمخاطبة والتخاطب المراجعة في الكلام ومنه الخُطبة والخِطبة لكن الخُطبة تختص بالموعظة والخِطبة بطلب المرأة " قال تعالى " وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ " البقرة: 235 ([6]).
4- خَطَبَ وإختَطَبَ وأخطَبَ:
يقال في خطبة النكاح خَطَبَ وإختَطَبَ ، وفي المصباح المنير ([7]): ( وخطَبَ المرأة الى القوم اذا طلب ان يتزوج منهم، وإختَطَبها، والاسم الخطبة فهو خاطب، وخَطّاب مبالغة سمي).
ويقال في الموعظة خطب وإختطب، جاء في اللسان مادة ( خَطَبَ) " خطبت على المنبر خُطبة بالضم وخطبت المرأة خِطبة بالكسر وإختَطَبَ فيها " ، واذا دعا قوم رجلاً لتزويج فتاتهم فقد اختطبوه ، وفي اللسان " واختَطَبَ القوم فلاناً، إذا دعوه إلى تزويج صاحبتهم، وإذا أرادوا تنفيق أيمهم كذبوا على الرجل فقالوا قد خطبها فرددناه، فاذا رد عنه قوه قالوا كذبتم لقد إختَطَبْتموه " ([8]).
5- الخطب والخطيب:
الخطب مشترك بين الخاطب والمخطوبة، يقال لمن يخطب المرأة هو خطب وللمرأة المخطوبة خطب، قال في اللسان ( والخطب الذي يخطب المرأة وهي خطبه التي يخطبها والجمع أخطاب ). وتستعمل كلمة ( خطب ) في طلب النكاح من امرأة وذلك ان يقول لها خطب فيجيب بقولها ( نَكَحَ) وهذه اقصر صيغة للزواج عند العرب، وجاء في تاج العروس " والعرب تقول فلان خطب فلانة اذا كان يخطبها، ويقول الخاطِب بالكسر ويضم ، فيقول المخطوب اليهم نكح بالكسر ويضم، وهي كلمة كانت العرب تتزوج بها ، وكانت امرأة من العرب يقال لها ( أُمُّ خارجة ) يضرب بها المثل ، فيقال اسرع من نكاح أُمُّ خارجة وكان الخاطب يقوم على باب خبائها ويقول خَطَبَ فتقول نكح " ([9]).
6- خَطَبَ إليَّ وخَطَبَ عليَّ : اذا كان الرجــل يخطــب لنفـسـه، فيـقال له خطــَبَ المــرأة الى وليّها ، وإن كان يخطبها لغيره فيقال خَطَبَ على فلان، قال في الفتح يشرح حديث ( بايعت رسول الله (صلى الله عليه وسلّم ) أنا وأبي وجدي وخَطَبَ علَيَّ فأنكحني أي: طلب لي النكاح فأجيب : قال خَطب المرأة الى وليّها، اذا أرادها الخاطب لنفسه، وعلى فلان اذا ارادها لغيره ) ([10]).
تعريف الخطبة في اصطلاح الفقهاء وطبيعتها أولاً : تعريف الخطبة في اصطلاح الفقهاء: عرّفها الفقهاء قديماً وحديثاً بتعاريف متقاربة نذكر منها :- قال في المغني المحتاج ( الخطبة: التماس الخاطب النكاح من جهة المخطوبة ) ([11]). وعرّفها الإمام القرطبي بقوله ( الخطبة : فعل الخاطب من كلامٍ وقصد واستلطاف بفعل او قول ) ([12]). وعرّفها الباحثون المعاصرون بتعاريف قريبة من التعريفين المذكورين ، فهذا الامام محمد ابو زهرة يعرّفها ( بأنها طلب يد إمرأة معيّنة للتزوج بها والتقدم اليها أو الى ذويها ببيان حاله ومفاوضتهم في امر العقد ومطالبتهم بشأنه) ([13]).
ثانياً: طبيعة الخِطبة يتبين لنا من دراسة التعاريف المذكورة الأمورالتالية:- الأمرالاول : ان مجرد طلب النكاح يسمى خِطبة : اذا تقـدم الرجل ملتمسـاً الزواج بإمرأة تحِلُّ له سـمي طـلبه هذا بخِطـبة، وان لم يلق جواباً، حيث ينطبق التعريف على هذه الصورة من الخطبة ، ولهذا لايحل له ان يتقدم الخطبة امرأة لاتحل له شرعاً أو تكره خِطبتها، الا ان الخطبة اذا كانت من طرف واحد ولم تلق الإجابة من الطرف الآخر لايترتب عليها أحكام الخطبة وآثارها جميعاً، فلو أنَّ الخاطب تقدم لخطبة امرأة، إلاّ انّ الاجابة لم تتوفر، فيحل لأي رجل ان يخطب هذه المرأة . فقد خطب علي بن أبي طالب فاطمة ( رضي الله عنهما ) بعد أن خطبَ من رسول الله ( صلى الله عليه وسلّم ) وكان ذلك قبل أن يوافق عليه الصلاة والسّلام على الخِطبة، ولو كانت الموافقة قد حصلت فما ينبغي لعلي ( رضي الله عنه ) ان يخطبها حتى لايقع في محظور الخطبة على الخطبة ([14]).
الأمر الثاني : الخطبة اتفاق رضائي: إن الخطبة الاسـلامية اتفاق رضائي يتم بايجاب وقبول يصـدر من أهــل له، ويتعلق هذا الاتفاق بوعد الزواج ، وعلى هذا تتم الخطبة وتترتب احكامها بمجرد الرضا، ولايتوقف ذلك على شكل معين ولاصيغة معينة او محددة، ولامكان مقدس من مسجد او غير ذلك، كما وانها تتم بدون حاجة الى رجل دين كما هو الامر لدى المسيحيين وغيرهم وليس قراءة الفاتحة شرطاً في صحتها ، وان تعارف الناس على قراءتها. ولقد تعارف في زماننا هذا على لبس الخاطب والمخطوبة الخاتم في اصبع كل منهما ويعتبر بعض الناس ان الخطبة لا تتم الا بلبس الخاتم، الا ان الفقه الاسلامي لايتقيد بهذه العادات بل ويعتبر الخطبة قد تمت باجابة الخاطب ، والموافقة على الخطبة.
الأمر الثالث : الخطبة وعد غير ملزم بالعقد : ليست الخطبة عقداً يلتزم فيه الطرفان بالتزامات لها قوة الالزام، فان للعقد اركاناً لايتحقق بدونها، وله شروط لايصح بغيرها، وان اقصى ماتؤديه الخطبة ان تكون وعداً بالزواج وليس للوعد بالعقد قوة الالزام عند جمهور الفقهاء، خلافاً للإمام مالك في بعض اقواله ، واذا لم تكن في الخطبة قوة الالزام لأحد الطــرفين فلكل منهما ان يرجع عن خطبته، وان فعل فهو يســتعمل خالص حقه، وليس لأحد عليه ســـبيل، والمصـلحة يتوجب أن يكون كِلا طــرفي العــقد له الحـرية التّامة قبل ابرامه، فانّه لايلزم الوفاء بالوعد بالخطـبة لأنَّ الوفاء بهذا الوعد يقتضي أن يمضيَ عقد الزواج غير راضٍ به ، وليس للقضاء سلطان الإكراه على هذا العقد الخطير([15]).
الأمر الرابع: محل الخطبة : محل الخطبة هو المرأة التي يحِلُّ له نكاحها في الحال، ويحرم عليه خطبة من لاتحل له كالمحرمات حرمة مؤبدة مثل : الام والاخت والعمّة والخالة نسباً او رضاعاً، وكذلك المحرمات حرمة مؤقتة كأخت الزوجة ومن كانت في عصمة رجل آخر او في عدّته، ويكره خطبة من خطبت وركنت الى خاطبها وانما حرم خطبة من لاتحِّل له ، لأنَّ الزواج بالمحرمات حرام، والخطبة وسيلة الى النكاح ، والوسيلة الى الحرام حرام([16]). ________________________________________ ([1]) ابن منظور ، ابي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم، لسان العرب – دار صادر – بيروت / 1374هـ ، مادة خطب . ([2]) ابن فارس، ابي حسين احمد بن فارس بن زكريا المتوفي 395هـ ، معجم مقاييس اللغة ، اعتنى به، د/ محمد عوض مرعب و الآنسة فاطمة محمد أصلان، دار احياء التراث العربي بيروت- لبنان ، ط 1/ 2001 ، ص 304 مادة خطب . ([3]) الاصفهاني ، ابي القاسم الحسين محمد المعروف بالراغب الاصفهاني، مفردات الفاظ القران ، تحقيق صفوان داوودي، دار القلم – دمشق ، ط1 / 1996 ، ص 286، مادة خطب . ([4]) الفيومي، احمد بن محمد بن علي، المصباح المنير، المطبعة الاميرية الكبرى ببولاق، ط2/ 1324هـ، مادة خطب . ([5]) القرطبي، ابي عبدالله محمد بن احمد الانصاري، الجامع لأحكام القران ،دار الكتاب العربي للطباعة والنشر، القاهرة /1387هـ ، ج 3 - ص 189. ([6]) الاصفهاني ، ابي القاسم الحسين محمد المعروف بالراغب الاصفهاني، مفردات الفاظ القران ، مادة خطب . ([7]) المصباح المنير ، مادة خطبَ . ([8]) لسان العرب / مادة خطب . ([9]) تاج العروس من جواهر القاموس – مادة خطب . ([10]) ابن حجر العسقلاني، الحافظ شهاب الدين ابي الفضل، فتح الباري، مطبعة البابي الحلبي واولاده بمصر ، 1378هـ، ج4 – ص 34. ([11]) مغني المحتاج الى معرفة معاني الفاظ المنهاج،شرح الشيخ محمد الشربيني، على متن المنهاجلأبي زكريا محيي بن شرف النووي، دار احياء التراث العربي، بيروت- لبنان، ج 3 ، ص 135. ([12]) القرطبي، ابي عبدالله محمد بن احمد الانصاري ، الجامع لأحكام القران ،دار احياء التراث العربي ، بيروت – لبنان، 1976م ، ج3 /ص189 . ([13]) محمد ابو زهرة ،الاحوال الشخصية ، ط2، 1369هـ، ص 26. ([14]) د/ عبدالرحمن عتر، خطبة النكاح ، مكتبة المنار، الاردن ، ط1، 1985م – ص 44- 45. ([15]) محمد ابو زهرة ، الاحوال الشخصية ، ص 31. ([16]) د/ عبدالرحمن عتر، خطبة النكاح ، ص 55. ................. يتبع ان شاء الله ج 2 الخطبة والموعظة عند القبر. تحرير الأمر مفصلا .ج 2. اقرءؤا وافهموا لترشدوا
| |
|