anayasmeen كاتبة متميزة واميرة الاشراف
عدد المساهمات : 441 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 العمر : 31 الموقع : hotmail.com
| موضوع: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا . سورة مريم 71 السبت نوفمبر 01, 2014 8:34 pm | |
| وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا . سورة مريم:71 الورود هو المرور على الصراط، يوم القيامة ينصب للناس جسر على جهنم يمرون عليه فالمؤمنون يمرون عليه ويسلمون إلى الجنة، وبعض العصاة يسقط وبعض العصاة ينجو، والكفار لا يستطيعون المرور عليه بل يساقون إلى النار، نسأل الله العافية. فالناس واردون إلى هذا الصراط فالمؤمنون يردون ويمرون سالمين، كما قال عز وجل:" وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا "، فالله ينجي المتقين ويمرون سالمين، منهم من يمر كالبرق، منهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كلمح البصر، ومنهم دون ذلك، على حسب أعمالهم الصالحة، وعليه كلاليب، على الجسر كلاليب من الجانبين، لا يعلم قدرها إلى الله سبحانه وتعالى تخطف الناس بأعمالهم السيئة، فمنهم من يخطف وينجو ويخدش وينجو، ومنهم من يسقط في النار- نسأل الله العافية- بمعاصيه، اللهم سلم سلم، ودعوة الأنبياء يومئذ يقولون:" اللهم سلم سلم "، ذلك الوقت، فكل الناس الذين دخلوا في الإسلام يمرون على هذا الصراط، فالمؤمن السليم ينجو، وبعض العصاة ينجو، وبعض العصاة يخدش وينجو، بعض العصاة يسقط لشدة معاصيه ويعذب على قدر معاصيه، ثم يخرجه الله من النار بتوحيده وإسلامه إلى الجنة، أما الكفار فلا يستطيعون، بل يساقون إلى النار ويحشرون إليها، لأنهم من أهلها وقد أعدت لهم نسأل الله العافية، فهم واردوها وصائرون إليها نسأل الله والعافية.
وعليه وردت آراء في الورود : منها مرور الناس جميعا على النار وورودهم إياها أمر قد نطق به القرآن المجيد، فذكر الله تعالى في كتابه أن الناس جميعا يردون النار، وأن المتقين ينجون منها، ويبقى فيها الظالمون. قال تعالى:" وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا . ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا. " سورة مريم : 71+72
ثم اختلف العلماء في معنى الورود المذكور في الآية على أقوال، قال العلامة الشوكاني رحمه الله:" وقد اختلف الناس في هذا الورود، فقيل: الورود الدخول، ويكون على المؤمنين بردا وسلاما، كما كانت على إبراهيم. وقالت فرقة : الورود هو المرور على الصراط. وقيل: ليس الورود الدخول إنما هو كما يقول وردت البصرة ولم أدخلها. وقد توقف كثير من العلماء عن تحقيق هذا الورود، وحمله على ظاهره؛ لقوله تعالى : { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون } .... ولا يخفى أن القول بأن الورود هو المرور على الصراط أو الورود على جهنم وهي خامدة فيه جمع بين الأدلة من الكتاب والسنة فينبغي حمل هذه الآية على ذلك، لأنه قد حصل الجمع بحمل الورود على دخول النار مع كون الداخل من المؤمنين مبعدا من عذابها، أو بحمله على المضي فوق الجسر المنصوب علها وهو الصراط. انتهى.
ورجح العلامة الأمين الشنقيطي رحمه الله أن الورود المذكور في الآية هو الدخول، وأن جميع الناس يدخلونها، وتكون على المؤمنين بردا وسلاما، كما كانت على إبراهيم، وأطال في الكلام على هذه الآية في الأضواء، وقال في دفع إيهام الاضطراب ما لفظه: قَوْلُهُ تَعَالَى :" وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ." هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّ النَّاسِ لَا بُدَّ لَهُمْ مِنْ وُرُودِ النَّارِ ، وَأُكِّدَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ :" كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا " [19 71] ، وَقَدْ جَاءَ فِي آيَةٍ أُخْرَى مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ بَعْضَ النَّاسِ مُبْعَدٌ عَنْهَا لَا يَسْمَعُ لَهَا حِسًّا ، وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى :" أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا "الْآيَةَ [21 101 - 102] . وَالْجَوَابُ هُوَ مَا ذَكَرَهُ الْأَلُوسِيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ أَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ : «مُبْعَدُونَ» أَيْ عَنْ عَذَابِ النَّارِ وَأَلَمِهَا ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ إِبْعَادُهُمْ عَنْهَا بَعْدَ أَنْ يَكُونُوا قَرِيبًا مِنْهَا ، وَيَدُلُّ لِلْوَجْهِ الْأَوَّلِ مَا أَخْرَجَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَالْحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ، وَجَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي سُمَيَّةَ قَالَ :" اخْتَلَفْنَا هَاهُنَا فِي الْوُرُودِ فَقَالَ بَعْضُنَا : لَا يَدْخُلُهَا مُؤْمِنٌ ، وَقَالَ آخَرُونَ : يَدْخُلُونَهَا جَمِيعًا ثُمَّ يُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا ، فَلَقِيتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ وَأَهْوَى بِإِصْبَعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ : صَمْتًا ، إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :" الْوُرُودُ الدُّخُولُ لَا يَبْقَى بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ إِلَّا دَخَلَهَا فَتَكُونُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ بَرْدًا وَسَلَامًا كَمَا كَانَتْ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَتَّى إِنَّ لِلنَّارِ ضَجِيجًا مِنْ بَرْدِهِمْ ثُمَّ يُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَيَذْرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا . "وَرَوَى جَمَاعَةٌ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ :" أَنَّ وُرُودَ النَّارِ هُوَ الْمُرُورُ عَلَيْهَا ، لِأَنَّ النَّاسَ تَمُرُّ عَلَى الصِّرَاطِ ، وَهُوَ جِسْرٌ مَنْصُوبٌ عَلَى مَتْنِ جَهَنَّمَ ." وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ الْحَسَنِ :" الْوُرُودُ الْمُرُورُ عَلَيْهَا مِنْ غَيْرِ دُخُولٍ "، وَرُوِيَ ذَلِكَ أَيْضًا عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَهُ الْأَلُوسِيُّ . انتهى.
وبه تعلم أن مرور الناس جميعا على النار حق، وأن جميع الناس يردون النار بنص القرآن، وأن ورودهم هو دخولهم جميعا فيها، ثم ينجو المؤمنون، أو هو مرورهم جميعا على الصراط، ثم ينجي الله المؤمنين ويذر الظالمين فيها جثيا. ………………………………………….
طرح عليّ أحد المسيحيين هذا السؤال فأريد إجابة له حتى أرسله إليه : في سورة " مريم " ( وإن منكم إلا واردها .. ) بمعنى أن جميع الخلق سيدخلون جهنم لبعض الوقت بما في ذلك المسلمون دون استثناء ، ثم نجد أنه يشير ضمناً في سورة " آل عمران " أن من قتل مجاهداً فإنه لا يجري عليه هذا الحكم ( ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة .. ) فأين الرأي الصحيح في هذين القولين ؟! . فكيف أرد عليه في كل هذه الادعاءات ؟ أرجوا تزويدي بالإجابة مفصّلة .
الجواب :الحمد لله ، ليس فيما ذكره من الآيات ، ولا في غيرها من آيات القرآن ـ بحمد الله ـ تناقض ولا اضطراب ، وحاشا كلام الله من ذلك ، إنما ذلك يليق بكلام البشر ، لنقصهم ، وجهلهم ، وقصورهم ، وأما كلام العليم الخبير فمنزه عن كل عيب ونقصان ، إنما العيب في فهم الفاهم ، وذهن القائل ، وقديما قال الشاعر : وكم من عائِبٍ قولاً صحيحاً ... وآفتُـه من الفهْمِ السّقيــمِ ولكـنْ تأخــذُ الآذانُ منـــهُ ... على قدْرِ القرائِحِ والعُلومِ
والجواب على ذلك : أن يقال له : إن آية " آل عمران " لا تُعارض آية " مريم " ولا تعني – البتة – عدم تحقق " الورود " الوارد ذِكره في " مريم " لأنه حق اليقين ، وهو قطعي في الحصول من غير ريب ، ومما يدل على ذلك : ما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " لا يَمُوتُ لِمُسْلِمٍ ثَلَاثَةٌ مِنْ الْوَلَدِ فَيَلِجَ النَّارَ إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ " . رواه البخاري ( 1193 ) ومسلم ( 2632 ) . وقد فسَّر الإمام البخاري رحمه الله معنى ( تَحِلَّةَ الْقَسَمِ ) بقوله في نهاية الحديث : ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ) .
قال النووي – رحمه الله - : " قال العلماء : ( تحلة القسم ) ما ينحل به القسم ، وهو اليمين ، وجاء مفسراً في الحديث أن المراد قوله تعالى ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ) ، وبهذا قال أبو عبيد وجمهور العلماء ، والقسم مقدَّر ، أي : والله إنْ منكم إلا واردها ، وقيل : المراد قوله تعالى ( فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ) مريم/ 68 " . انتهى من " شرح مسلم " ( 16 / 180 ) .
وإذا تبيَّن لنا أنه لا معارضة بين الآيات وأن " ورود النار " حق على كل الخلق حتى لو كانوا مسلمين ! فيبقى علينا معرفة ما معنى " الورود " المذكور في آية " مريم " ، فنقول : أقوى ما قيل في معنى الورود المذكور في آية " مريم " قولان : الأول : أنه ورود بمعنى الدخول ، وأنه سيسلم المتقون من حرِّها ولهيبها ، ويُبقي رب العالمين فيها الظالمين من الكفار والمستحقين للعذاب من المسلمين فيها ، أما الكفار فعذاب إلى الأبد ، وأما المسلمون فعذاب إلى أمَد ، والدليل على ذلك ما جاء بعد تلك الآية من قوله تعالى ( ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً ) مريم/ 72 ، وهذا قول ابن عباس رضي الله عنه ، ويرجحه الشيخ الشنقيطي ، فلينظر كلامه – لمن أراد التوسع – في تفسيره " أضواء البيان " ( 3 / 478 – 481 ) .
الثاني : أنه ورود خاص بالموحدين من المسلمين سواء كانوا من أصحاب الطاعات أم من أصحاب المعاصي ، وهذا الورود ليس هو الدخول في النار بل هو المرور فوقها ، ويكون ذلك المرور على " الصراط " ، وهو جسر يُنصب على جهنم يمر عليه المسلمون فقط فمِن ناجٍ ومن مكردس في النار ، وأما الكفار فلا يمرون على الصراط لأنهم سيدخلون جهنم مباشرة قبله داخرين ، وهذا قول ابن مسعود رضي الله عنه ، ويرجحه كثير من المحققين .
قال ابن رجب الحنبلي – رحمه الله - : " واعلم أن الناس منقسمون إلى : مؤمن يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا ، ومشرك يعبد مع الله غيره ، فأما المشركون : فإنهم لا يمرون على الصراط إنما يقعون في النار قبل وضع الصراط " . انتهى من " التخويف من النار " ( ص 233).
فالورود – على هذا القول الثاني – إن جاء في حق المسلمين – كما في آية " مريم " حيث قال تعالى ( وإنْ مِنْكُم ) - فهو بمعنى المرور فوق جهنم ، وأما الورود الوارد في حق الكفار فهو بمعنى الدخول فيها .
فالورود ورودان ، ورود مع دخول في الشيء ، وورود مع مقاربة ووصول وإشراف من غير دخول في الشيء ، وكلا المعنيين جاء في كتاب الله تعالى ، فأما الأول : فهو في حق أهل الوعيد من الكفار وأصحاب المعاصي ، وفي هذا يقول تعالى ( إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ . لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آَلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ ) الأنبياء/ 98 ، 99 ، ويقول تعالى – أيضاً – ( وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ) هود/ 98 .
قال ابن رجب – رحمه الله - : " فإن الإنسان إذا قُرن في العذاب بمن كان سبب عذابه كان أشد في ألمه وحسرته" . انتهى من " التخويف من النار " ( ص 99 ) .
وأما الورود بالمعنى الثاني : فمنه قوله تعالى ( وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ ) القصص 23 ، ومنه قوله تعالى ( وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ ) يوسف/ 19 . وبما أن آية " مريم " هي في حق الجميع من المسلمين فسيكون الورود فيها على المعنى الثاني ، وأما المعنى الأول فليس هو في حق جميع المسلمين ، بل في حق من استحق منهم الدخول فيها ، ويشترك معهم في ذلك الكفار .
قال الشيخ عمر سليمان الأشقر – حفظه الله - : " ذهب بعض العلماء إلى أن المراد بورود النار المذكور في قوله تعالى ( وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا ) مريم/ 71 هو دخول النار ، وهذا قول ابن عباس رضي الله عنه ، وكان يستدل على ذلك بقول الله تعالى في فرعون ( يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ ) هود/ 98 ، وبقوله ( وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا ) مريم/ 86 ، وقوله ( لَوْ كَانَ هَؤُلَاء آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا ) الأنبياء/ 99 ، وروى مسلم الأعور عن مجاهد ( وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ) قال : داخلها . وذهب بعض أهل العلم إلى أن المراد بالورود هنا : المرور على الصراط ، يقول شارح الطحاوية : " واختلف المفسرون في المراد بالورود في قوله تعالى ( وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ) مريم/ 71 ما هو ؟ والأظهر والأقوى أنه : المرور على الصراط ، قال تعالى ( ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ) مريم/ 72 . وفي " الصحيح " أنه صلى الله عليه وسلم قال ( وَالَّذي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يَلِجُ النَّارَ أَحَدٌ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ) قالت حفصة : فقلت : يا رسول الله أليس الله يقول ( وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ) فقال ( أَلَمْ تَسْمَعِيهِ قال ( ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ) . الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: درء التعارض - الصفحة أو الرقم: 7/49خلاصة حكم المحدث: صحيح
وأشار صلى الله عليه وسلم إلى أن ورود النار لا يستلزم دخولها ، وأن النجاة من الشر لا تستلزم حصوله ، بل تستلزم انعقاد سببه ، فمن طلبه عدوه ليهلكوه ولم يتمكنوا منه يقال : نجاه الله منهم ، ولهذا قال تعالى ( وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا ) هود/ 58 ، ( فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا ) هود/ 66 ، ( وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا ) هود/ 94 ، ولم يكن العذاب أصابهم ولكن أصاب غيرهم ، ولولا ما خصهم الله به من أسباب النجاة لأصابهم ما أصاب أولئك ، وكذلك حال الوارد على النار ، يمرون فوقها على الصراط ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثيّاً ، فقد بيَّن صلى الله عليه وسلم في حديث جابر المذكور أن الورود هو الورود على الصراط " . انتهى .
والحق : أن الورود على النار ورودان : ورود الكفار أهل النار ، فهذا ورود دخول لا شك في ذلك ، كما قال تعالى في شأن فرعون ( يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ) هود/ 98 ، أي : بئس المدخل المدخول .
والورود الثاني : ورود الموحدين ، أي : مرورهم على الصراط على النحو المذكور في الأحاديث " . انتهى من " القيامة الكبرى " ( ص 267 ، 268 ).
وسواء قيل بالقول الأول أم بالثاني – وهو الأقرب عندنا للصواب – فليس ثمة تعارض بين نصوص الوحي ، والحمد لله رب العالمين . والله أعلم
........................ هناك من يدخل الجنة بلا حساب ولا عذاب كما في الحديث الصحيح : " ... سبعونَ ألفًا يدخلونَ الجنةَ بغيرِ حسابٍ ولا عذابٍ..." عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال :كنتُ عند سعيدِ بنِ جبيرٍ فقال : أيُّكمْ رأى الكوكبَ الذي انقضَّ البارحةّ ؟ قلتُ : أنا . ثمَّ قلت : أما إني لم أكن في صلاةٍ . ولكني لُدغتُ . قال : فماذا صنعتَ ؟ قلتُ : استرقيتُ . قال : فما حملك على ذلكَ ؟ قلتُ : حديثٌ حدثناه الشعبيُّ . فقال : وما حدثكمُ الشَّعبيُّ ؟ قلت : حدثنا عن بُريدةَ بنِ حصيبٍ الأسلميٍّ ؛ أنهُ قال : لا رقيةَ إلا منْ عينٍ أو حُمةٍ . فقال : قد أحسنَ منِ انتهى إلى ما سمعَ . ولكنْ حدثَنا ابنُ عباسٍ عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال : " عُرضتْ عليَّ الأممُ . فرأيتُ النبيَّ ومعهُ الرُّهيطُ . والنبيَّ ومعهُ الرجلُ والرجلانِ .والنبيَّ ليس معهُ أحدٌ . إذْ رُفعَ لي سوادٌ عظيمٌ . فظننتُ أنَّهُم أمَّتي . فقيلَ لي : هذا موسى صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وقومُهُ . ولكنِ انظُر إلى الأفقِ . فنظرتُ . فإذا سوادٌ عظيمٌ . فقيل لي : انظُر إلى الأُفقِ الآخرِ . فإذا سوادٌ عظيمٌ . فقيل لي : هذهِ أمَّتُكَ . ومعهُم سبعونَ ألفًا يدخلونَ الجنةَ بغيرِ حسابٍ ولا عذابٍ ." ثم نهض فدخل منزلَهُ . فخاضَ الناسُ في أولئكَ الذينَ يدخلونَ الجنةَ بغيرِ حسابٍ ولا عذابٍ . فقال بعضُهُم : فلعلَّهُمُ الذينَ صحِبوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . وقال بعضُهُمْ : فلعلهمُ الذينَ وُلدوا في الإسلامِ ولم يشركُوا باللهِ . وذكَروا أشياءَ . فخرج عليهِمْ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال :" ما الذي تخوضونَ فيهِ ؟ " فأخبروهُ . فقال" همُ الذينَ لا يَرقُونَ . ولا يسترقُوونَ . ولا يتطيرونَ . وعلى ربهمْ يتوكلونَ فقامَ عُكَّاشةُ بنُ محصنٍ. فقال : ادعُ اللهَ أن يجعلَني منهمْ . فقال" أنتَ منهُمْ " ثم قام رجلٌ آخرُ فقال : ادعُ اللهَ أن يجعلَني منهُم . فقال "سبقكَ بها عُكَّاشَةُ ".
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 220 خلاصة حكم المحدث: صحيح
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه السلام :" هل ترون القمر ليلة البدر " قلنا : نعم قال :" فهل ترون الشمس في يوم مصحية" قالوا : نعم . قال:" فإنكم سترون ربكم كما ترونها لا تضارون في رؤيته يقول الله تبارك و تعالى أي فلان للرجل من أهل الجاهلية ألم أكرمك ألم أريسك ألم أسخر لك الخيل و الإبل ألم أذرك ترأس و تربع فيقول بلى يا رب قال فيقول فهل ظننت أنك ملاقي قال فيقول لاو الله يا رب قال فيقول أنى أنساك كما نسيتني قال ثم يؤتى برجل فيقول الله كما قال للأول و يقول مثل ما قال الأول قال فيقول فإني أنساك كما نسيتني قال ثم يؤتى بالثالث فيقول كما قال للأول و للثاني فيقول أي رب آمنت بك و بكتابك و برسولك و تصدقت و صليت فلا يدع أن يأتي بما استطاع فيقول الله تبارك و تعالى : فها هنا إذا فيقول الله أفلا نبعث شاهدا عليك فيتفكر في نفسه من ذا الذي يشهد علي فيختم الله على فيه و ينطق فخذه و يشهد عليه عظامه و لحمه بما كان يعمل و ذلك لعذر من نفسه قال : و تشهد عليهم ألسنتهم و أيديهم و أرجلهم بما كانوا يعملون قال: فيقوم مناد فينادي ألا يتبع كل أمة ما كانت تعبد فيتبع أصحاب الشياطين الشياطين و أصحاب الأصنام الأصنام و من كان يعبد شيئا اتبعه حتى يوردوهن جهنم قال النبي :" ونبقى أيها المؤمنون " فيقولها ثلاثا فنقام على مقام هؤلاء فنقول : نحن المؤمنون فيقولون آمنا بالله لم نشرك به شيئا و هذا مقامنا حتى يأتينا ربنا و هو يأتينا ثم ينطلقون حتى يأتوا الصراط أو الجسر وعليه كلاليب من نار يخطف الناس فعند ذلك حلت الشفاعه : " اللهم سلم سلم اللهم سلم سلم " فإذا جاوز الجسر فمن أنفق زوجين من ماله فكل خزنة الجنة تناديه يا عبدالله يا مسلم هذا خير فتعال .قال فقال أبو بكر : أن العبد لا ثواء عليه. قال :" إني لأرجو أن تكون منهم ."
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم: 632 خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد على شرط مسلم
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أنه سمع رجلا يسأل عن الورود . فقال :" نجيء نحن يوم القيامة عن كذا وكذا انظر أي ذلك فوق الناس . قال فتدعى الأمم بأوثانها وما كانت تعبد . الأول فالأول . ثم يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول : من تنظرون ؟ فيقولون : ننظر ربنا . فيقول : أنا ربكم . فيقولون : حتى ننظر إليك . فيتجلى لهم يضحك . قال فينطلق بهم ويتبعونه . ويعطي كل إنسان منهم ، منافق أو مؤمن ، نورا . ثم يتبعونه . وعلى جسر جهنم كلاليب وحسك . تأخذ من شاء الله . ثم يطفأ نور المنافقين . ثم ينجو المؤمنون . فتنجو أول زمرة وجوهم كالقمر ليلة البدر . سبعون ألفا لا يحاسبون . ثم الذين يلونهم كأضوإ نجم في السماء . ثم كذلك . ثم تحل الشفاعة . ويشفعون حتى يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله . وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيره . فيجعلون بفناء الجنة . ويجعل أهل الجنة يرشون عليهم الماء حتى ينبتوا نبات الشيء في السيل . ويذهب حراقه . ثم يسأل حتى تجعل له الدنيا وعشرة أمثالها معها . " الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 191خلاصة حكم المحدث: صحيح
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه السلام :" يجمعُ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى النَّاسَ ، فيقومُ المؤمنونَ حتَّى تُزلَفَ لَهُمُ الجنَّةُ ، فيأتونَ آدمَ ، فيقولونَ : يا أبانا ، استَفتِح لَنا الجنَّةَ ، فيقولُ : وَهَل أخرجَكُم مِنَ الجنَّةِ إلَّا خَطيئةُ أبيكُم آدمَ ، لَستُ بصاحبِ ذلِكَ ، اذهَبوا إلى ابني إبراهيمَ خليلِ اللَّهِ ، قالَ : فيقولُ إبراهيمُ : لَستُ بصاحبِ ذلِكَ ، إنَّما كنتُ خليلًا مِن وراءَ وراءَ ، اعمَدوا إلى موسَى صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ الَّذي كلَّمَهُ اللَّهُ تَكْليمًا ، فيأتونَ موسى صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، فيقولُ : لَستُ بصاحبِ ذلِكَ ، اذهَبوا إلى عيسَى كلمةِ اللَّهِ وروحِهِ ، فيقولُ عيسى صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : لَستُ بصاحبِ ذلِكَ ، فيأتونَ محمَّدًا صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، فيقومُ فيؤذنُ لَهُ ، وتُرسَلُ الأمانةُ والرَّحمُ ، فتقومانِ جَنبتيِ الصِّراطِ يمينًا وشمالًا ، فيمرُّ أوَّلُكُم كالبرقِ " قالَ : قُلتُ : بأبي أنتَ وأمِّي أيُّ شيءٍ كمرِّ البرقِ ؟ قالَ : ألم تَروا إلى البرقِ كيفَ يمرُّ ويرجعُ في طَرفةِ عينٍ ؟ ثمَّ كمرِّ الرِّيحِ ، ثمَّ كمرِّ الطَّيرِ ، وشدِّ الرِّجالِ ، تَجري بِهِم أعمالُهُم ونبيُّكم قائمٌ على الصِّراطِ يقولُ : ربِّ سلِّم سلِّم ، حتَّى تَعجزَ أعمالُ العبادِ ، حتَّى يجيءَ الرَّجلُ فلا يَستَطيعُ السَّيرَ إلَّا زَحفًا ، قالَ : وفي حافتيِ الصِّراطِ كَلاليبُ مُعلَّقةٌ مَأمورةٌ بأخذِ منِ أُمِرَتْ بِهِ ، فمَخدوشٌ ناجٍ ، ومَكْدوسٌ في النَّارِ والَّذي نَفسُ أبي هُرَيْرةَ بيدِهِ إنَّ قَعرَ جَهَنَّمَ لسبعونَ خريفًا " الراوي: أبو هريرة و حذيفة بن اليمان المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 195 . خلاصة حكم المحدث: صحيح ................. بقي أن نسأل الله العلي القدير الغفور الرحيم اللطيف الخبير " الحي - لا اله الا هو - القيوم العدل " أن يدخلنا الجنة - جنة الفردوس - برحمته بلا سابق حساب ولا عذاب ، وأن يجيرنا من النار ...أن يدخلنا الجنة ...أن يدخلنا الجنة ....أن يدخلنا الجنة ، وأن يجيرنا من النار...وأن يجيرنا من النار...وأن يجيرنا من النار قال رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - : " من سأل اللهَ الجنةَ ثلاثَ مراتٍ، قالتِ الجنةُ : اللهم ! أَدخِله الجنةَ، ومَن استجار مِن النارِ ثلاثَ مراتٍ ؛ قالتِ النارُ : اللهم ! أَجِره مِن النارِ ."
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 2412 خلاصة حكم المحدث: صحيح ................... تعلموا وطبقوا وعلموا - لا تبخلوا ...انشروا تؤجروا ، فالدال على الخير كفاعله .
| |
|