yasmeen عضو وفيّ
عدد المساهمات : 108 تاريخ التسجيل : 03/04/2012 العمر : 34 الموقع : yasmeenalhilo@aol.com
| موضوع: حديث موسى عليه السلام لما دفن أخاه هارون عليه السلام الأحد مايو 25, 2014 7:37 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
ما صحة الحديث والقصة المشهورة عن نبي الله " موسى " عليه السلام لما دفن أخاه " هارون " عليه السلام؟ والذي جاء فيه : روي أنَّ موسى عليه السلام لما دفن أخاه هارون عليه السلام ذكر مفارقته له وظُلمة القبر، فأدركته الشفقة، فبكى، فأوحى الله تعالى إليه: يا موسى، لو أذنت لأهل القبور أن يخبروك بلطفي بهم لأخبروك يا موسى، لم أنسَهم على ظاهر الأرض أحياء مرزوقين، أفأنساهم في باطن الأرض مقبورين؟! يا موسى، إذا مات العبد لم أنظر إلى كثرة معاصيه، ولكن أنظر إلى قلَّة حيلته، فقال موسى عليه السلام: يا ربِّ, مِن أجل ذلك سُمِّيت أرحم الراحمين.
درجة :الحديث المروي والقصة : موضوع ( قصة لا تصح عن النبي ولا اصل لها )
……… تعليق ………
هذه قصة مصنوعة وخبر موضوع ، ولم نجد بعد البحث والتحري أحدا من أهل العلم روي هذه القصة أو نوه بها ، وهي فوق ذلك جاءت بسياق منكر ؛ فقول الرواية : ( يا موسى ، لم أنسهم على ظاهر الأرض أحياء مرزوقين ، أفأنساهم في باطن الأرض مقبورين ) يفيد أن الله تعالى يشمل برحمته أهل القبور كافة ، فكما كان يرزقهم جميعا وهم أحياء فهو يرحمهم وهم مقبورون ، وهذا يفيد دخول الكافر المؤمن في رحمته ولطفه ، وهذا باطل ؛ فإن الله تعالى يعذب الكفار ومن شاء من عصاة المؤمنين في القبر ، وبذلك جاءت الأخبار الصحيحة .
روى البخاري (1338) مسلم (2870) – واللفظ للبخاري - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الْعَبْدُ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتُوُلِّيَ وَذَهَبَ أَصْحَابُهُ حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ فَأَقْعَدَاهُ فَيَقُولَانِ لَهُ : مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَيَقُولُ أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ فَيُقَالُ : انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنْ النَّارِ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنْ الْجَنَّةِ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا ، وَأَمَّا الْكَافِرُ أَوْ الْمُنَافِقُ فَيَقُولُ : لَا أَدْرِي كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ فَيُقَالُ : لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ " .
الخلاصة : القصة لم تُذكر في كتب السنة المعتمدة وليس لها سند ولم يروها أحد من العلماء المعتبرين ، كما أنها تناقض ما صحت به الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في عذاب أهل القبور على معاصيهم ، وهناك قاعدة وضعها علماء الحديث في قبول الرواية عن بني إسرائيل وهي :
1- ألا تتعلق بأمور الأحكام الشرعية من الحلال والحرام أو العقيدة وأصول الدين .
2- ألا تصادم نصا من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
3- أن تكون مما يتعلق بفضائل الأعمال والترغيب والترهيب فقط .
وهذه القصة الواهية توجد في بعض كتب ومواقع الروافض الشيعة وهي مليئة بالترهات والأكاذيب التي لا تنطلي على من فيه مسكة من عقل فضلا عن طالب علم له اطلاع على كتب السنة . ومن هنا فلا يحل نشر مثل هذه الأكاذيب الباطلة
ويوجد في كتاب الله وصحيح السنة ما يغني عن الحاجة إلى ذكر مثل هذه الأباطيل . ومن الأحاديث التي تدل على تنوع العذاب في القبر بحسب الذنب الذي اقترفه صاحبه في الدنيا كقارون، .وروى البخاري ( 5343 ) ومسلم ( 3894 ) عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بينما رجل يجر إزاره من الخيلاء خسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة ” .
| |
|