الداعية للخير داعية نشيط
عدد المساهمات : 543 تاريخ التسجيل : 30/12/2009 العمر : 34 الموقع : yahoo.com
| موضوع: جوانب متعددة في شخصية النبي - محمد - عليه السلام ج2 الثلاثاء فبراير 09, 2010 2:29 am | |
| الجانب الثاني: القوم الذين بعث فيهم النبي الكريم عليه الصلاة والسلام إن القوم الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يعيشون في جاهلية عمياء, وذلك في جميع أمورهم؛ سواء منها ما تعلق بأمر الإله المعبود, أو بحياتهم العادية. وكانوا قبل ذلك يدينون بدين إبراهيم عليه السلام؛ منذ أن نشأت ذريته في مكة وانتشرت في جزيرة العرب، فكانوا يعبدون الله ويوحدونه ويلتزمون بشعائر دينه الحنيف، حتى طال عليهم الأمد ونسوا حظًا مما ذكروا به، إلا أنهم بقي فيهم التوحيد وعدة شعائر من هذا الدين، حتى جاء عمرو بن لُحَيٍّ رئيس خزاعة، وكان قد نشأ على أمر عظيم من المعروف والصدقة والحرص على أمور الدين، فأحبه الناس ودانوا له، ظنًا منهم أنه من أكابر العلماء وأفاضل الأوليـاء. ثم إنه سافر إلى الشام، فرآهم يعبدون الأوثان، فاستحسن ذلك وظنه حقًا؛ لأن الشام محل الرسل والكتب، فقدم معه بهُبَل وجعله في جوف الكعبة، ودعا أهل مكة إلى الشرك بالله فأجابوه، ثم لم يلبث أهل الحجاز أن تبعوا أهل مكة؛ لأنهم ولاة البيت وأهل الحرم. وكان هبل من العقيق الأحمر على صورة إنسان، مكسور اليد اليمنى، أدركته قريش كذلك، فجعلوا له يدًا من ذهب، وكان أول صنم للمشركين وأعظمه وأقدسه عندهم.(1) وصبغوا بهذه الوثنية البقية الباقية لديهم من آثار الحنفية؛ كشعائر الحج وغيرها. ولا شك أن عقيدة القوم هي الموجه الأول لزمام أمرهم, فالانحراف في العقيدة يستدعي الانحراف في العبادة والسلوك والشعائر, وفي سائر قطاع الحياة. والإنسان الذي وصل به الدناءة والسخافة إلى عبادة إله صنعه من تمر وعجين, فإن جاع أكله, كيف يرقى ؟ وأية حضارة يبنيها هذا الإنسان ؟ وكانوا قوما من البدو, جل أو كل ما عندهم من أنشطة إنما هي محصورة في التجارة ورعي الغنم, لا ينظم حياتهم قانون ولا دولة؛ إلا القهر والغلبة, ونمط حياتهم يقلد فيه الأبناء الآباء, مصونا من أدنى نقد أو تمحيص. هذا وتأثرهم بالعالم الخارجي لا يكاد يكون شيئا مذكورا. وكانت روح العصبية الجاهلية تسودهم, يتعصب الرجل لبني قومه, ويغضب لهم ولا يسأل"فيم" ؟ ولذا كانت نار الحرب متأججة بينهم, يشعلها أتفه حادثة تقع بين القبيلتين. يقوم الرجل فيقوم له القبيلة, وتقوم لها الأحلاف, فيتسع بذلك دائرة الحرب بينهم. وهذه القبائل كانت تختار لأنفسها رؤساء يسودونها، وأن القبيلة كانت حكومة مصغرة، أساس كيانها السياسي الوحدة العصبية، والمنافع المتبادلة في حماية الأرض ودفع العدوان عنها. وكانت درجة رؤساء القبائل في قومهم كدرجة الملوك، فكانت القبيلة تبعًا لرأي سيدها في السلم والحرب، لا تتأخر عنه بحال، وكان له من الحكم والاستبداد بالرأي ما يكون لدكتاتور قوي؛ حتى كان بعضهم إذا غضب غضب له ألوف من السيوف لا تسأله: فيم غضب، إلا أن المنافسة في السيادة بين أبناء العم كانت تدعوهم إلى المصانعة بالناس من بذل الندى وإكرام الضيف والكرم والحلم، وإظهار الشجاعة والدفاع عن الغيرة، حتى يكسبوا المحامد في أعين الناس، ولاسيما الشعراء الذين كانوا لسان القبيلة في ذلك الزمان، وحتى تسمو درجتهم عن مستوى المنافسين.(1) وكان للسادة والرؤساء حقوق خاصة، لا يشاركهم فيها العامة. وفي هذا القوم بعث هذا الرجل ليصنع منهم قادة البشرية طرى, ومهندس الحضارة غدا. فأي مهمة هذه ؟! وأي تحدٍ هذا ؟! (1) انظر الرحيق المختوم للشيخ صفي الرحمن المباكفوري. [/size][/b] | |
|
زهرة كاتبة متميزة واميرة الاشراف
عدد المساهمات : 261 تاريخ التسجيل : 27/02/2010 العمر : 29 الموقع : www.yahoo.com
| موضوع: رد: جوانب متعددة في شخصية النبي - محمد - عليه السلام ج2 الجمعة أبريل 16, 2010 6:26 am | |
| جزاكم الله خيرا وجعلها في موازين حسناتكم. وغفر لكم ولوالديكم ولجميع المسلمين والمسلمات . وصلى على نبي الرحمة - محمد - وعلى آله وصحبه وسلم وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وجمعنا بهم في جنات النعيم | |
|