ما معنى الحديث الشريف - التالي - ؟
وما شرحه؟
و
ما دلالات ألفاظه؟
"
مَثَلُ المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأُتْرُجَّة؛ ريحُها طيِّب وطعمُها طيِّب، ومَثَل المؤمن الذي لا يقرأ القرآنَ مثَل التمرة؛ لا ريحَ وطعمُها حُلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الرَّيحانة؛ ريحُها طيِّب وطعمُها مُرٌّ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة؛ ليس لها ريحٌ وطعمُها مُرٌّ "
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصَحْبه وسلَّم.
اولا نص الحديث ودرجته الحديث:
عن
أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "
مَثَلُ المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأُتْرُجَّة؛ ريحُها طيِّب وطعمُها طيِّب، ومَثَل المؤمن الذي لا يقرأ القرآنَ مثَل التمرة؛ لا ريحَ وطعمُها حُلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الرَّيحانة؛ ريحُها طيِّب وطعمُها مُرٌّ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة؛ ليس لها ريحٌ وطعمُها مُرٌّ"
رواه مسلم- حديث صحيح -.صحيح البخاري، برقم: (5427)، واللفظ له، وصحيح مسلم، برقم: (797)شرح الفاظ الحديث الشريف:
مُؤمِن: ( اسم )
اسم فاعل من
آمنَ /
آمنَ بـ /
آمنَ لـ تُشتق كلمة "'
قرآن'" من المصدر "'
قرأ'"،"'
يقرأ'"،"'
قراءة'"،و"'
قرآنا'" ٍ وأصله من "'
القَرء'" بمعنى
الجمع والضم يُقال: «
قرأت الماء في الحوض»، بمعنى
جمعته فيه؟
و يُقال: «
ما قرَأت الناقة جنينًا»، أي
لم يضمَّ رحمها ولد.
و
سمي القرآن قرآنًا لأنه ي
جمع الآيات والسور ويضم بعضها إلى بعض.
رَجَلٌ مُؤْمِنٌ :
مُصَدِّقٌ ، يُؤْمِنُ بِالله وَاليَوْمِ الآخِرِ"
وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ " سورة النساء آية 162 .
المؤمنون :
اسم سورة من سور القرآن الكريم ،
وهي السُّورة رقم 23 في ترتيب المصحف ، مكِّيَّة ، عدد آياتها ثماني عشرة ومائة آية.
المؤمن :
اسم من أسماء الله الحسنى ، ومعناه :
الَّذي أمِن من عذابه مَنْ لا يستحقُّه ، ولا يخشى أحدٌ ظُلمَه ، أو
الَّذي منح الأمن والأمان لعباده في الدُّنيا والآخرة.
والمؤمن الذي آمن بالله / آمن لله :
هو أسلم واستسلم وسلم الأمور لله تعالى ، فانقاد له وخضع واستسلم وأذعن وايقن ورضي .
القُرْآن: ( اسم )، مصدر
قرَأَقَرَأَ الشيءَ قَرْءًا ، وقُرْآنًا :
جمعَه وضمَّ بعضَه إِلى بعض.
قرأ القرآنَ عن ظَهْر قلب :
حفظًا دون كتاب.
وروي عن
الشافعي أنه كان يقول: «
القرآن اسم وليس بمهموز ولم يؤخذ من قرأت، ولكنه اسم لكتاب الله»
قال
الفرّاء: «
هو مشتق من القرائن لأن الآيات منه يصدق بعضها بعضا، ويشابه بعضها بعضا وهي قرائن»
اصطلاحاً:
كلام الله المنزل علي نبيه- محمد - المعجز بلفظه المتعبد بتلاوته المنقول بالتواتر المكتوب في المصاحف من أول سورة الفاتحة إلي آخر الناس.
شرح التعريف:
(
كلام ) جنس في التعريف يشمل كل كلام الله وإضافته إلي الله يخرج بها كلام من الإنس و الجن والملائكة.
(
المنزل ) يخرج كلام الله الذي استأثر به سبحانه وتعالى لقوله تعالى "
قل لو كان البحر مددا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا" الكهف :110
وقوله "
ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر مانفدت كلمات الله " لقمان: 27
(
على محمد ) يخرج ما أُنزل على غيره من الأنبياء والمرسلين.
(
المتعبد بتلاوته ) يُخرج الأحاديث القدسية، ويقصد بالتعبد أمرين:
أ-
أنه المقروء في الصلاة ولا تصح الصلاة إلا به لقوله (
لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب )
ب-
إن الثواب على تلاوته لا يعادله ثواب ،فقد قال (
من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف )
(
المنقول بالتواتر)
التواتر في اللغة :
التتابعواصطلاحاً :
إخبار قوم دفعة أو متفرقا بأمر لا يتصور عادة تواطؤهم وتوافقهم عليه بالكذب .
فـ
القرآن الكريم هو :
كلام الله المنزل على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام المتعبد بتلاوته، والمنقول إلينا بالتواتر، المبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس.
و
عدد أجزاء القرآن الكريم
ثلاثون جزءاً.
و
عدد سور القرآن الكريم
114سورةو
عدد آيات القرآن الكريم
6236 آيةو
أطول سورة في القرآن الكريم
سورة البقرةو
سورة الكوثر هي
أقصر سورة في القرآن الكريم
و
أطول آية في القرآن الكريم
آية الدَّينِ، وهي ا
لآية 282من سورة البقرة وفي
القرآن نفسه وردت أسماء للقران مثل :
"الفرقان" و"
الهدى" و"
الذِكر" و"
الحكمة" و"
كلمات الله" و"
الكتاب"
أتْرُجَّةٌ :
(
نبات ). وَاحِدَةُ
الأُتْرُجِّ .
آسيويَّ استوائيَّ ذات أوراق برائحة الليمون ، وهو مِن فَصِيلَةِ البُرْتُقَالِيَّاتِ ، يُعْطِي ثِمَاراً أَكْبَرَ مِنَ
الَّليْمُونِ لاَ يُؤْكَلُ ، يُصْنَعُ مِنْ قِشْرِهِ علاجات ، وعَصِيرُهُ حَامِضٌ .ناعم الأغصان والورق والثَّمر ،
ذهبيّ اللّون ذكيّ الرائحة.
ويعرف ايضا بـ
تـُرُنـْج -
أُتـْرُنْج [ فارسية ]
مـَتـْك [ عربية ]
لـَـتـْراكين [ سريانية ]
قـرس [ مغربية ]
تفاح ماهي - تفاح
مائي و يسمى أيضا "
ترنج " أو
تفاح العجم و يسمى
ليمون اليهود لأنهم يحملونه في الأعياد كعيد “
العُرش” أو “
سوكوت” باللغة العبرية وفي التوراة :
"
تأخذون لأنفسكم ثمر الأترج بهجة "
0]سفر اللاويين ].
يُعْرَفُ
بِالكَبَّادِ كَأنَّكُمْ شَجَرُ الأَتْرُجِّ طَابَا مَعاً ... ... حَمْلاً ، وَنَوْراً ، وَطَابَ العُودُ وَالوَرَقُ .
(شعر: ابن الرومي ).
وذكر ان "
الاترج " عند عامة الفلسطينيين والسوريين يسمى (
بومَلي ) أو (
بومَلة )...
وفي هذا الكلامهم غلط! وفي هذا الكلامهم غلط! ويسمى في لبنان (
موملي )
ويسمى في اليونانية (
ناليطيوس ) أي ترياق السموم.
اسمه العلمي الليمون الفردوسي ، والاسم العلمي للأترج ( بالإنجليزية ) [ CITRON APAM’S Apple ].
وما نرجحه ...حسبما بحثنا ودققنا وفتشتنا وسألنا ...أن الأترج...هو :
[b]نوع شبيه بالليمون ...غير ناعم الملمس ابداً، بل خشن الملمس...مخروطي الشكل في أجود أنواعه ...اصفر اللون ...ومنه أخضر اللون، ومنه الاخضر المصفر قليلاً- وهو الاغلى ثمناً-.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تَمر: ( اسم ) الجمع :
تُمُورٌ ، و
تُمْرَانٌ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]اليَابِسُ من ثَمَر النخل يقال له ايضا :
(
البلح أو الرُّطَب أو البسر) هي
ثمرة أشجار الـنخيل وهو أحد الثمار الشهيرة بقيمتها الغذائية العالية.
وهي فاكهة صيفية تنتشر في الوطن العربي.
و
التمر تأخذ شكلا بيضاويا ويتفاوت مقاسها ما بين 20 إلى 60 مم طولاً و 8 إلى 30 مم قطراً، تتكون الثمرة الناضجة من نواة صلبة محاطة بغلاف ورقي يسمى
القِطْمِير يفصل النواة عن القسم اللحمي الذي يؤكل.
رَيحان: ( اسم )، الجمع :
رياحينالرَّيْحَانُ :
جنس من النبات طيب الرائحة من الفصيلة الشفوية يحتوى الريحان على
فيتامين A وفيتامين C بجانب عناصر
الحديد والكالسيوم كالسيوم والبوتاسيوم بوتاسيوم والماغنسيوم مغنسيوم.ويحتوي على عنصر
الماغنسيوم يساعد أيضاً على حماية القلب من الأزمات حيث يحث العضلات والأوعية الدموية على الإرتخاء وتحسن إندفاع الدم دم وتقليل خطورة عدم الإنتظام فى إيقاع القلب أو تقلصات العضلات والأوعية الدموية.ويعتبر الريحان مصدراً جيداً لفيتامين A فيتامين ألف وذلك لاحتوائه على تركيز عالي من الكاروتينات كاروتينات Carotenoids وأهمها بيتا كاروتين beta-caroten والذي يطلق عليه Pro-vitamin A حيث يمكنها التحول إلى فيتامين A ومعروف أن البيتا كاروتين مضاد أكسدة أقوى من فيتامين A نفسه فلا يتوقف فعله على حماية الطبقات المبطنة epithelial cells للعديد من تراكيب الجسم بدن بما فى ذلك الأوعية الدموية من تأثير الشوارد الحرة المدمرة ولكنها أى beta-carotene تقوم أيضاً بمنع الشوارد الحرة Free-radicals من العمل.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] مُنافِق: ( اسم )، اسم فاعل من
نافقَمخادع المُنَافِقُ :
من يُضْمِر العداوةَ ويظهر الصَّداقة.
مَن يُخْفي الكُفْرَ ويُظهر الإيمان
المُنَافِقُ : من يظهر خلاف ما يُبطن
المنافقون : اسم سورة من سور القرآن الكريم ، وهي السُّورة رقم 63 في ترتيب المصحف ، مدنيَّة ، عدد آياتها إحدى عشرة آية
الحنظل :
نبات عشبي زاحف معمر يتبع الفصيلة القرعية، والحنظل من النباتات الشديدة المرارة، وعادة يضرب به المثل فيقال (أمر من الحنظل)، وللحنظل أزهار صفراء، وثمار تشبه في حجمها البرتقالة أو التفاحة ذات لون مخضر مخطط ببياض قبل النضج ثم تتحول إلى اللون الأصفر. والثمرة ملساء، تحتوي على لب إسفنجي، وهو الذي يعزى إليه التأثير المسهل القوي، ويعتبر الحنظل من أقوى المسهلات على الإطلاق، كما يحتوي على عدد كبير من البذور بين اللب الأسفنجي، وتسمى بذور الحنظل "
هبيد".
- من أسمائه: يسمى
الرقي البرّي -
العلقم ـ
التفاح المر .
- يعرف
الحنظل علمياً باسم: Citrullus colocynthus ، Citrakus Colocynthis.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لم خص الرسول صلى الله عليه وسلم الأترجة دون غيرها من الفواكه التي تجمع بين طيب الطعم والريح وقد تكون أطيب من الأترجة؟
قال الإمام
ابن حجر العسقلاني :"
قيل الحكمة من تخصيص الأترجة بالتمثيل دون غيرها من الفاكهة التي تجمع طيب الطعم والريح كالتفاحة لأنه يتداوى بقشرها وهو مفرح بالخاصيَّة ، و يستخرج من حبِّها الدهن وله منافع."
وقيل :
إن الجن لا تقرب البيت الذي فيه الأترج فناسب أن يمثل به القرآن الذي لا تقتربه الشياطين .
قال:
وغلاف حبه أبيض فيناسب قلب المؤمن ، وفيه أيضاً من المزايا، كبرُ حجمه وحسن منظره وتَفْريح لونه ولين ملمسه وفي أكله مع الالتذاذ ؛ طيب النكهة ، ودباغ معدة ، وجودة هضم ، وله منافع أخرى. ا.هـ
وقال العلامة
المباركفوري : "
وجه التشبيه بالأترجة لأنها أفضل ما يوجد من الثمار في سائر البلدان وأجدى لأسباب كثيرة جامعة للصفات المطلوبة منها والخواص الموجودة فيها فمن ذلك كبر جرمها ، وحسن منظرها ، وطيب مطعمها ، ولين ملمسها ، تأخذ بالأبصار صبغةً ولوناً ، فاقع لونها ، تسر الناظرين ، تتوق إليها النفس قبل التناول ، تفيد آكلها بعد الالتذاذ ، وتشترك الحواس الأربع فيها البصر والذوق والشم واللمس."
وقال العلامة
العظيم أبادي :"
الأترجة جامعة لطيب الطعم والرائحة وحسن اللون ومنافع كثيرة ، والمقصود بضرب المثل بها بيان لشأن المؤمن و ارتفاع عمله."
وقال
ابن القيم :"
وحقيق بشيء هذه منافعه أن يُشبَّه به خلاصة الوجود وهو المؤمن الذي يقرأ القرآن ، وكان بعض السلف يحب النظر إليه لمـا في منظره من التفريح."
وقيل في قوله صلى الله عليه وسلم (
طعمُها طيِّبٌ وريحُها طيبٌ )
خصَّ صفة الإيمان بالطعم وصفة التلاوة بالرائحة؛ لأنّ الطّعم أثبت وأدوم من الرائحة .
تفصيل للحديث و شرح و دلالات:
(
مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن) أي صفته العجيبة ذات الشأن من حيث طيب قلبه لثبات الإيمان واستراحته بقراءة القرآن واستراحة الناس بصوته وثوابهم بالاستماع إليه والتعلم منه، وعبر بقوله يقرأ لإفادة تكريره ومداومته عليها حتى صارت دأبه وعادته كفلان يقرى الضيف .
(
مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب) فيستلذ الناس بطعمها ويستريحون بريحها، ،(
وخص الإيمان بالطعم وصفة الحلاوة بالريح لأن الإيمان ألزم للمؤمن من القرآن لإمكان حصول الإيمان بدون القراءة. والطعم ألزم للجوهر من الريح فقد يذهب ريحه ويبقى طعمه)
وخص
الأترجة لأنها:
1-
أفضل ما يوجد من الثمار في سائر البلدان: أي التي يقصد بها الريح من الفواكه لا مطلقاً وإلا فالثمر والعنب أفضل. وفي أفضلهما خلاف مع ما اشتملت عليه من الخواص الموجودة فيها .
2-
حسنة المنظر .
3-
كبيرة الحجم.
4-
وطيب طعمها .
5-
وأخذها الأبصار صبغة ولوناً إذ هي صفراء فاقع لونها تسرّ الناظرين تتوق إليها النفس قبل التناول6-
يستفيد من قشرها كدباغ للمعدة وتساعد على قوة الهضم، فاشتركت الحواس الأربع في الاحتفاظ بها الشمّ والبصر والذوق واللمس.
7- وهي في أجزائها تنقسم على طبائع:
فقشرها حارّ يابس ولحمها حارّ رطب وحميضها بارد يابس وبزرها حارّ مجفف. وفيها من المنافع ما هو مذكور في الكتب الطيبات.
8-
ويداوى بقشرها ويستخرج من جلدها دهن ومنافع.
(
مثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن) من حيث طيب باطنه لثبات الإيمان فيه وعدم استراحته بشيء يظهر منه، والمراد نفي قراءته ما عدة الواجب منه كالفاتحة (
كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو) فاشتماله على الإيمان كاشتمال التمرة على الحلاوة، بجامع أن كلاّ أمر باطني، وعدم ظهور ريح لها يستريح الناس لشمه لعدم ظهور قراءة منه يستريح الناس بسماعها.
(
ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن) من حيث تعطل باطنه عن الإيمان واستراحة الناس بقراءته (
مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مرّ) فريحها الطيب أشبه قراءته وطعمها المرّ أشبه كفره.
(
ومثل المنافق لا يقرأ القرآن) من حيث تعطل باطنه عن الإيمان وظاهره عن سائر المنافع وتلبسه بالمضارّ (
كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مرّ) فسلب ريحها أشبه سلب ريحه لعدم قراءته، وسلب طعمها الحلو أشبه سلب إيمانه والمقصود من ذلك هو بيان عدم النفع لا له ولا لغيره وربما كان مضرا فمعناه لا ريح لها نافعة .وفي بعض البلاد تسمى
بطيخ أبي جهل . وصلي اللهم وسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..
هذا مثل يَضربه النبي - صلى الله عليه وسلم - يقسِّم فيه الناسَ وعلاقتهم بالقرآن. قال
النووي في شَرْحه على صحيح مسلم: "
هذا الحديث فيه فضيلة حافظ القرآن، واستحباب ضَرْب الأمثال لإيضاح المقاصد".
اذن .... فقد قسِّم النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث الناس أربعة أقسام في علاقتهم بالقرآن:
القسم الأول:
المؤمن الذي يقرأ القرآن ويُفهم من ذلك أنه يعملُ بما يقرأ، وينفذ أوامره، ويصير خُلقه القرآن؛ كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - خُلقه القرآن؛ كما حدَّثَتْ بذلك عائشة، قالتْ: "
كان خُلقه القرآن، كان قرآنًا يمشي على الأرض"، ومعناه: أنَّ القرآن قد تمثَّل في شَخْص النبي - صلى الله عليه وسلم.
القسم الثاني، ف
هو المؤمن الذي لا يقرأ القرآن؛ أي: إنه يعمل بما في القرآن لكنَّه لا يتلوه، فمثله مَثَل
التمرة؛ طعمها حلو ولا رِيحَ لها، ولاختيار التمرة هنا معنًى بديع: وهو أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قد شبَّه المؤمن بالنخلة بجامع كَثَرة الفوائد بينهما؛ قال ابن عمر: "كنَّا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتى بجُمَّار، فقال: ((
إنَّ من الشجر شجرة مَثَلها كمَثَل المسلم))، فأردتُ أن أقول: هي النخلة، فإذا أنا أصغر القوم، فسكتُّ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((
هي النخلة))؛
رواه البخاري. قال
صاحب تُحفة الأحوذي:
"
ووجْه الشَّبَه بين النخلة والمؤمن من جهة عدم سقوط الوَرَق... ما رواه الحرث بن أسامة في هذا الحديث من وجهٍ آخرَ عن ابن عمر ولفظه، قال: "كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم، فقال: ((إنَّ مثَلَ المؤمن كمثل شجرة لا تسقط لها أُنْمُلَة، أتدرون ما هي؟))، قالوا: لا، فقال: ((هي النخلة، لا تسقط لها أُنْمُلة، ولا تسقط لمؤمن دعوة)).
ووقَعَ عند
البخاري : 5444، في الأطعمة من طريق الأعْمَش، قال: حدَّثني مُجاهد عن عبد الله بن عمر، قال: "
بينما نحن عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ أتَى بجُمَّار، فقال: ((
إنَّ من الشجر لَمَا بركته كبركة المسلم))، وهذا أعمُّ من الذي قبله.
وبركة النخل كامنة في جميع أجزائها، مستمرَّة في جميع أحوالها، فمن حين تطلُع إلى أن تيبسَ تؤكل أنواعًا، ثم بعد ذلك ينتفع بجميع أجزائها، حتى النَّوَى في عَلف الدَّوَاب، والليف في الحبال، وغير ذلك مما لا يخفى، وكذلك بركة المؤمنِ عامَّة في جميع الأحوال، ونفعُه مستمرٌّ له ولغيره، حتى بعد موته"
تحفة الأحوذي، ج 8، ص 135. القسم الثالث:
المنافق الذي يقرأ القرآن، فهو لا يعمل به ويتظاهر أمام الناس أنه مؤمنٌ، فهو في ذلك
مثل الريحانة لها رائحة وطعمها مُرٌّ. القسم الرابع:
المنافق الذي لا يقرأ القرآن ، شبَّهه النبي - صلى الله عليه وسلم -
بالحنظلة، وفيها ما فيها من المذاق المرِّ؛ ولذا قال: ((
لا رائحة لها، وطعمها مُرٌّ))، وفي رواية للترمذي: ((
رِيحُها مُرٌّ وطعمُها مُرٌّ))، واستشكلتْ هذه الرواية من جهة أنَّ المرارة من أوصاف الطعوم، فكيف يوصف بها الريحُ؟! والإجابة
بأنَّ الريح لَمَّا كان كريهًا، اسْتُعيرَ له وصْفُ (
المرارة).