السراج كاتبة متميزة واميرة الاشراف
عدد المساهمات : 410 تاريخ التسجيل : 27/02/2010 العمر : 53 الموقع : aahmroo@yahoo.com
| موضوع: البلاء والابتلاء والفرق بينهما الخميس يوليو 30, 2015 10:23 am | |
| البلاء والابتلاء والفرق بينهماالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالبلاء والابتلاء كلاهما امتحان واختبار، و يكونان بالسراء والضراء ، و يقعان شرعا وقدرا، فالتكاليف الشرعية فعلا كانت أو تركا، وكذلك مقادير الخير والشر، كل ذلك مما يمتحن به العبد، وإن كان استعمال الابتلاء في الشر والضر والأمور الشاقة أغلب. قال العسكري في ( الفروق اللغوية) في الفرق بين الابلاء والابتلاء:" هما بمعنى الامتحان والاختبار" اهـ. وقال في الفرق بين الابتلاء و الاختبار: الابتلاء لا يكون إلا بتحميل المكاره والمشاق. و الاختبار يكون بذلك وبفعل المحبوب، ألا ترى أنه يقال: اختبره بالإنعام عليه، ولا يقال: ابتلاه بذلك. ولا هو مبتلى بالنعمة، كما قد يقال: اختبره بالإنعام عليه. ولا يقال: ابتلاه بذلك. ولا هو مبتلى بالنعمة. كما قد يقال: إنه مختبر بها، ويجوز أن يقال: إن الابتلاء يقتضي استخراج ما عند المبتلى من الطاعة والمعصية، والاختبار يقتضي وقوع الخبر بحاله في ذلك اهـ. وقال الخازن: الابتلاء يكون في الخير وفي الشر، وإذا أطلق كان في الشر غالباً، فإذا أريد به الخير قيد به. اهـ. وقال ابن عاشور في ( التحرير والتنوير): لما كان الاختبار يوجب الضجر والتعب سمي بلاء، كأنه يُخلِق النفس، ثم شاع في اختبار الشر لأنه أكثر إعناتا للنفس، وأشهر استعماله إذا أطلق أن يكون للشر، فإذا أرادوا به الخير احتاجوا إلى قرينة أو تصريح .. فيطلق غالبا على المصيبة التي تحل بالعبد لأن بها يختبر مقدار الصبر والأناة اهـ. وقال أيضا: الابتلاء افتعال من البلاء، وصيغة الافتعال هنا للمبالغة، والبلاء الاختبار اهـ. وقال الكفوى في ( الكليات): الابتلاء في الأصل التكليف بالأمر الشاق، من البلاء، لكنه لما استلزم الاختبار بالنسبة إلى من يجهل العواقب ظن ترادفهما. اهـ. ومن أفضل وأجمع ما قيل في ذلك، ما ذكره الراغب في ( المفردات) فقال: يقال: بلى الثوب بلى وبلاء أي خلق .. وبلوته: اختبرته، كأني أخلقته من كثرة اختباري له ... وسمي التكليف بلاء من أوجه: أحدها: أن التكاليف كلها مشاق على الأبدان فصارت من هذا الوجه بلاء. والثاني: أنها اختبارات، ولهذا قال الله عز وجل: ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين). والثالث: أن اختبار الله تعالى للعباد تارة بالمسار - السرور- ليشكروا وتارة بالمضار ليصبروا، فصارت المحنة والمنحة جميعا بلاء، فالمحنة مقتضية للصبر والمنحة مقتضية للشكر، والقيام بحقوق الصبر أيسر من القيام بحقوق الشكر، فصارت المنحة أعظم البلاءين.. . وإذا قيل: ابتلى فلان كذا وأبلاه ، فذلك يتضمن أمرين: أحدهما تعرف حاله والوقوف على ما يجهل من أمره. والثاني ظهور جودته ورداءته. وربما قصد به الأمران، وربما يقصد به أحدهما. فإذا قيل في الله تعالى: بلا كذا أو أبلاه، فليس المراد منه إلا ظهور جودته ورداءته دون التعرف لحاله والوقوف على ما يجهل من أمره إذ كان الله علام الغيوب، وعلى هذا قوله عز وجل: (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن) اهـ. | |
|