التعليم،التعلم،طرق التدريس من الكتاب والسنة المطهرة
اولاً:
تعريف العلم لغة:
نقيض الجهل، وهو:
إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكًا جازمًا.
اصطلاحًا:
فقد قال بعض أهل العلم:
هو المعرفة وهو ضد الجهل.
وقال آخرون من أهل العلم:
ذلك الإعتقاد الجازم الذي المطابق للواقع وحصول صورة الشيء في العقل.
وقال آخرون من أهل العلم: العِلْـمُ هو
مجموعة و منظومة من المعارف المتجانسةو المتناسقة التي يعتمد في الحصول عليها على المنهج علمي دون غيره، أو مجموعة المفاهيم المتكاملة والمترابطة التي نبحث عنها و نتوصل إليها بواسطة البحث العلمي.
وقال الأخضر زكور: "
العلم هو كل ما اكتسب بملاحظة جادة وتجربة موضوعية من حقائق أو قوانين أو قواعد لسلوك الظاهرات الكونية من حيث حدوثها وتكرارها متعلقة بجوانبها النظرية و العملية لميدان معين و بمنهج معين معترف به ومتفق عليه عند أهل ذلك الاختصاص" .
وقال ايضاً:"
العلم هو نسق من المعارف المكتسبة النظرية و العملية المضبوطة الدقيقة التي تعبر عن العلاقات بين الموجودات لميدان معين والقابلة للتكرار و الإثبات بمنهج معين ذات صدق مطلق أو نسبي ".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "
...مَن يُرِدِ اللهُ به خيرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ... "
الراوي : معاوية بن أبي سفيان المحدث : البخاري.المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 71 خلاصة حكم المحدث : [صحيح]وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"
مَن سلك طريقًا يطلبُ فيه علمًا ، سلك اللهُ به طريقًا من طرُقِ الجنَّةِ ، وإنَّ الملائكةَ لَتضعُ أجنحتَها لطالبِ العلمِ رضًا بما يصنع ، وإنَّ العالمَ لَيستغفرُ له مَن في السمواتِ ، ومن في الأرضِ ، والحيتانُ في جوفِ الماءِ ، وإنّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ ، وإنَّ الأنبياءَ ، لم يُوَرِّثوا دينارًا ، ولا درهمًا ، إنما وَرّثوا العلمَ ، فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافرٍ"
الراوي : أبو الدرداء المحدث : الألباني.المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 6297 خلاصة حكم المحدث : صحيحومن المعلوم أن الذي ورثه الأنبياء إنما هو علم شريعة الله عز وجل وليس غيره، فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام ما ورثوا للناس علم الصناعات وما يتعلق بها، بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة وجد الناس يؤبرون النخل- أي يلقحونها- قال لهم -لما رأى من تعبهم- كلامًا يعني أنه لا حاجة إلى هذا ففعلوا، وتركوا التلقيح، ولكن النخل فسد، ثم قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:
...أنتم أعلم بأمر دنياكم"
(
الراوي : أنس بن مالك المحدث : مسلم. المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2363 خلاصة حكم المحدث : صحيح ، من كتاب الفضائل، باب: وجوب امتثال ما قاله شرعًا دون ما ذكره صلى الله عليه وسلم من معايش الدنيا على سبيل الرأي).
ولو كان هذا هو العلم الذي عليه الثناء لكان الرسول صلى الله عليه وسلم أعلم الناس به، لأن أكثر من يثنى عليه بالعلم والعمل هو النبي صلى الله عليه وسلم.
إذن؛ فالعلم الشرعي هو الذي يكون فيه الثناء ويكون الحمد لفاعله، ولكني مع ذلك لا أنكر أن يكون للعلوم الأخرى فائدة، ولكنها فائدة ذات حدين: إن أعانت على طاعة الله وعلى نصر دين الله وانتفع بها عباد الله، فيكون ذلك خيرًا ومصلحة، وقد يكون تعلمها واجبا في بعض الأحيان إذا كان ذلك داخلًا في قوله تعالي: {
وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} [الأنفال من الآية:60] .
وقد ذكر كثير من أهل العلم أن تعلم الصناعات فرض كفاية، وذلك لأن الناس لا بد لهم من أوانٍ يطبخون بها، ويشربون بها، وغير ذلك من الأمور التي ينتفعون بها، فإذا لم يوجد من يقوم بهذه المصانع صار تعلمها فرض كفاية. وهذا محل جدل بين أهل العلم، وعلى كل حال أود أن أقول إن العلم الذي هو محل الثناء هو العلم الشرعي الذي هو فقه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما عدا ذلك فإما أن يكون وسيلة إلى خير أو وسيلة إلى شر، فيكون حكمه بحسب ما يكون وسيلة إليه.فضائل العلملقد مدح الله سبحانه وتعالى العلم وأهله، وحثَ عباده على العلم والتزود منه وكذلك السنة المطهرة.
فالعلم من أفضل الأعمال الصالحة، وهو من أفضل وأجلَ العبادات، عبادات التطوع، لأنه نوع من الجهاد في سبيل الله، فإن دين الله عز وجل إنما قام بأمرين:
أحدهما:
العلم والبرهان.
والثاني:
القتال والسنان، فلا بد من هذين الأمرين، ولا يمكن أن يقوم دين الله ويظهر إلا بهما جميعًا، والأول منهما مقدًم على الثاني، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغيٌر على قوم حتى تبلغهم الدعوة إلى الله عز وجل فيكون العلم قد سبق القتال.
قال تعالي: {
أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} [الزمر من الآية:9] فالاستفهام هنا لا بد فيه من مقابل أمن هو قائم قانت آناء الليل والنهار أي كمن ليس كذلك، والطرف الثاني المفضل عليه محذوف للعلم به، فهل يستوي من هو قانت آناء الليل ساجدًا أو قائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، هل يستوي هو ومن هو مستكبر عن طاعة الله؟
الجواب: لا يستوي فهذا الذي هو قانت يرجو ثواب الله ويحذر الآخرة هل فعلُهُ ذلك عن علم أو عن جهل؟ الجواب: عن علم، ولذلك قال: {
قل هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمرمن الآية:9].
لا يستوي الذي يعلم والذي لا يعلم، كما لا يستوي الحي والميت، والسميع والأصم، والبصير والأعمى، العلم نور يهتدي به الإنسان، ويخرج به من الظلمات إلى النور، العلم يرفع الله به من يشاء من خلقه {
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة من الآية:11].
ولهذا؛ نجد أن أهل العلم محل الثناء، كلما ذُكروا أثنى الناس عليهم، وهذا رفع لهم في الدنيا، أما في الآخرة فإنهم يرتفعون درجات بحسب ما قاموا به من الدعوة إلى الله والعمل بما علموا.
إن العابد حقًا هو الذي يعبد ربه على بصيرة ويتبين له الحق، وهذه سبيل النبي صلى الله عليه وسلم {
قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِين} [يوسف من الآية:108].
فالإنسان الذي يتطهر وهو يعلم أنه على طريق شرعي، هل هو كالذي يتطهر من أجل أنه رأى أباه أو أمه يتطهران؟أيهما أبلغ في تحقيق العبادة؟ رجل يتطهر لأنه علم أن الله أمر بالطهارة وأنها هي طهارة النبي صلى الله عليه وسلم فيتطهر امتثالًا لأمر الله واتباعًا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أم رجل آخر يتطهر لأن هذا هو المعتاد عنده؟
فالجواب: بلا شك أن الأول هو
الذي يعبد الله على بصيرة. فهل يستوي هذا وذاك؟ وإن كان فعل كل منهما واحدًا، لكن هذا عن علم وبصيرة يرجو الله عز وجل ويحذر الآخرة ويشعر بأنه متبع للرسول صلى الله عليه وسلم وأقف عند هذه النقطة وأسأل هل نستشعر عند الوضوء بأننا نمتثل لأمر الله سبحانه وتعالى في قوله: {
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْن} [المائدة من الآية:6].
هل الإنسان عند وضوئه يستحضر هذه الآية وأنه يتوضأ امتثالًا لأمر الله؟هل يستشعر أن هذا وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه يتوضأ اتباعًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟الجواب:
نعم، الحقيقة أن منا من يستحضر ذلك، ولهذا يجب عند فعل العبادات أن نكون ممتثلين لأمر الله بها حتى يتحقق لنا بذلك الإخلاص وأن نكون متبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم. نحن نعلم أن من شروط الوضوء النية، لكن النية قد يراد بها نية العمل وهذا الذي يبحث في الفقه، وقد يراد بها نية المعمول له وحينئذٍ علينا أن نتنبه لهذا الأمر العظيم، وهي أن نستحضر ونحن نقوم بالعبادة أن نمتثل أمر الله بها لتحقيق الإخلاص، وأن نستحضر أن الرسول صلى الله عليه وسلم فعلها ونحن له متبعون فيها لتحقيق المتابعة؛ لأن
من شروط صحة العمل:
-
الإخلاص.
- و
المتابعة.
اللذين بها تتحقق شهادة أنه لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نعود إلى ما ذكرنا أولًا من فضائل العلم، إذ بالعلم يعبد الإنسان ربه على بصيرة، فيتعلق قلبه بالعبادة ويتنور قلبه بها، ويكون فاعلًا لها على أنها عبادة لا على أنها عادة، ولهذا إذا صلى الإنسان على هذا النحو فإنه مضمون له ما أخبر الله به من أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
ومن أهم فضائل العلم ما يلي:
1-
أنه إرث الأنبياء، فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام لم يورثوا درهمًاَ ولا دينارًا وإنما ورثوا العلم، فمنْ أخذ بالعلم فقد أخذ بحظ وافر من إرث الأنبياء، فأنت الآن في القرن الخامس عشر إذا كنت من أهل العلم ترث محمدًا صلى الله عليه وسلم وهذا من أكثر الفضائل.
2-
أنه يبقى والمالي يفنى، فهذا أبو هريرة رضي الله عنه من فقراء الصحابة حتى إنه يسقط من الجوع كالمغمي عليه وأسألكم بالله هل يجري لأبي هريرة ذكر بين الناس في عصرنا أم لا؟ نعم يجري كثيرًا فيكون لأبي هريرة أجر من انتفع بأحاديثه، إذ العلم يبقى والمال يفنى، فعليك يا طالب العلم أن تستمسك بالعلم فقد ثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "
إذا مات الإنسان، انقطع عمله إلا من ثلاث؛ صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"
(
أخرجه مسلم، كتاب الوصية، باب: ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته).
3-
أنه لا يتعب صاحبه في الحراسة؛ لأنه إذا رزقك الله علمًا فمحله في القلب لا يحتاج إلى صناديق أو مفاتيح أو غيرها، هو في القلب محروس، وفي النفس محروس، وفي الوقت نفسه هو حارس لك؛ لأنه يحميك من الخطر بإذن الله عز وجل فالعلم يحرسك، ولكن المال أنت تحرسه تجعله في صناديق وراء الإغلاق، ومع ذلك تكون غير مطمئن عليه.
4-
أن الإنسان يتوصل به إلى أن يكون من الشهداء على الحق، والدليل قوله تعالي: "
شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ" [آل عمران من الآية:18]. فهل قال: أولو المال؟ لا، بل قال: "
وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ " فيكفيك فخرًا يا طالب العلم أن تكون ممن شهد لله أنه لا إله إلا هو مع الملائكة الذين يشهدون بوحدانية الله عز وجل.
5-
أن أهل العلم هو أحد صنفي ولاة الأمر الذين أمر الله بطاعتهم في قوله تعالي: "
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ " [ النساء من الآية:59]. فإن ولاة الأمور هنا تشمل ولاة الأمور من الأمراء والحكام، والعلماء وطلبة العلم؛ فولاية أهل العلم في بيان شريعة الله ودعوة الناس إليها وولاية الأمراء في تنفيذ شريعة الله وإلزام الناس بها.
6-
أن أهل العلم هو القائمون على أمر الله تعالى حتى تقوم الساعة، ويستدل لذلك بحديث معاوية رضى الله عنه يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقوم: "
من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله "
(
رواه البخاري، كتاب العلم، باب: «من يرد الله به خيرًا ومسلم»، كتاب الزكاة، باب: النهي عن المسألة).
وقد قال
الإمام أحمد عن هذه الطائفة:
إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم.
وقال
القاضي عياض رحمه الله:
أراد أحمد أهل السنة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث.
7-
أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يرغب أحدًا أن يغبط أحدًا على شيْ من النعم التي أنعم الله بها إلا على نعمتين هما:
1-
طلب العلم والعمل به.
2- التاجر الذي جعل ماله خدمة للإسلام؛ فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
لا حسد إلا في اثنتين: رجل أتاه الله مالًا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمةً فهو يقضي بها ويعلمها "
(
أخرجه البخاري، كتاب العلم، باب الاغتباط في العلم والحكمة، ومسلم، كتاب الصلاة، باب: فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه).
8- ما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "
مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضًا فكان منها طائفة طيبة، قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعُشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تُمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقُُه في دين الله ونفعهُ ما بعثني الله به، فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا، ولم يقبل هُدى الله الذي أُرسِلتُ به "
(
أخرجه البخاري، كتاب العلم، باب: فضل من علم وعمل، ومسلم، كتاب الفضائل، باب: مثل ما بُعِثَ به النبي صلى الله عليه وسلم من الهدى والعلم).
9-
أنه طريق الجنة كما دل على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "
...ومن سلك طريقا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة"
(
أخرجه مسلم، كتاب الدعوات، باب: فضل الاجتماع على تلاوة القرآن).
10- ما جاء في حديث معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
من يرد الله به خيرًا يُفقهه في الدين ". أي يجعله فقيهًا في دين الله عز وجل، والفقه في الدين ليس المقصود به فقه الأحكام العملية المخصوصة عند أهل العلم بعلم الفقه فقط، ولكن المقصود به هو: علم التوحيد، وأصول الدين، وما يتعلق بشريعة الله عز وجل. ولو لم يكن من نصوص الكتاب والسنة إلا هذا الحديث في فضل العلم لكان كاملًا في الحثً على طلب علم الشريعة والفقه فيها.
11- أ
ن العلم نور يستضيء به العبد فيعرف كيف يعبد ربه، وكيف يعامل عباده، فتكون مسيرته في ذلك على علم وبصيرة.
12-
أن العالِم نور يهتدي به الناس في أمور دينهم ودنياهم، ولا يخفي على كثير منّا قصة الرجل الذي من بني إسرائيل قتل تسعًا وتسعين نفسًا:
"
كان في بني إسرائيل رجلٌ قتَل تسعةً وتسعين إنسانًا ، ثمَّ خرَج يسألُ ، فأتى راهبًا فسأله فقال له : هل مِن توبةٍ ؟ قال : لا . فقتَله ، فجعَل يسألُ ، فقال له رجلٌ : ائت قريةَ كذا وكذا ، فأدرَكه الموتُ ، فَناءَ بصدرِه نحوَها ، فاختَصَمَتْ فيه ملائكةُ الرَّحمةِ وملائكةُ العذابِ ، فأوحى اللهُ إلى هذه أن تقَرَّبي ، وأوحى اللهُ إلى هذه أن تباعَدي ، وقال : قيسوا ما بينَهما ، فوُجِدَ إلى هذه أقربَ بشِبْرٍ ، فغُفِرَ له "
الراوي : أبو سعيد الخدري المحدث : البخاري.المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 3470 خلاصة حكم المحدث : [صحيح].(
أخرجها البخاري، كتاب الأنبياء، باب ما ذكر من بني إسرائيل، ومسلم، كتاب التوبة، باب: قبول توبة القاتل). فانظر الفرق بين العالِم والجاهل.
13-
أن الله يرفع أهل العلم في الآخرة وفي الدنيا، أما في الآخرة فإن الله يرفعهم درجات بحسب ما قاموا به من الدعوة إلى الله عز وجل والعمل بما علموا، وفي الدنيا يرفعهم الله بين عباده بحسب ما قاموا به؛ قال الله تعالى: "
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ " [المجادلة من الآية:11].
حكم طلب العلمطلب العلم الشرعي فرض كفاية إذا قام به من يكفي صار في حق الآخرين سنة، وقد يكون طلب العلم واجبًا على الإنسان عينًا أي فرض عين، وضابطه أن يتوقف عليه معرفة عبادة يريد فعلها أو معاملة يريد القيام بها، فإنه يجب عليه في هذه الحال أن يعرف كيف يتعبد لله بهذه العبادة وكيف يقوم بهذه المعاملة، وما عدا ذلك من العلم ففرض كفاية وينبغي لطالب العلم أن يشعر نفسه أنه قائم بفرض كفاية حال طلبه ليحصل له ثواب فاعل الفرض مع التحصيل العلمي.
ولا شك أن طلب العلم من أفضل الأعمال، بل هو من الجهاد في سبيل الله، ولا سيما في وقتنا هذا حين بدأت البدع تظهر في المجتمع الإسلامي وتنتشر وتكثر، وبدأ الجهل الكثير ممن يتطلع إلى الإفتاء بغير علم، وبدأ الجدل من كثير من الناس، فهذه
ثلاثة أمور كلها تحتم على الشباب أن يحرص على طلب العلم.
أولًا:
بدع بدأت تظهر شرورها.
ثانيًا:
أناس يتطلعون إلى الإفتاء بغير علم.
ثالثًا:
جدل كثير في مسائل قد تكون واضحة لأهل العلم لكن يأتي من يجادل فيها بغير علم.
فمن أجل ذلك فنحن في ضرورة إلى أهل علم عندهم رسوخ وسعة اطلاع، وعندهم فقه في دين الله، وعندهم حكمة في توجيه عباد الله لأن كثيرًا من الناس الآن يحصلون على علم نظري في مسألة من المسائل ولا يهمهم النظر إلى إصلاح الخلق وإلى تربيتهم، وأنهم إذا أفتوا بكذا وكذا صار وسيلة إلى شر أكبر لا يعلم مداه إلا الله.
الطرق النبوية في التعليم والتوجيه :
واعلموا انه لم تعرف البشرية عبر تاريخها منهجا متكاملا يفي بحاجات الإنسان والكون كمنهج نبي الله تعالى صلى الله عليه وسلم ، وكل مناهج الدنيا مناهج ناقصة، وفيها خلل كبير، لأن المصدر لها غير متكامل وغير دقيق. أما المنهج النبوي فهو منهج متكامل يتسم بالشمول، والكمال، والواقعية، واليسر والسهولة، والوسطية، والتوازن. نبينا محمداً صلى الله عليه وآله وسلم أسوة المربين وإمامهم وخاتم الأنبياء والمرسلين ، ومعلم البشرية إلى يوم الدين وقد استعمل صلى الله عليه وسلم طرق تربوية متنوعة مع صحابته الكرام ، نذكر منها ما يلي :
1 -
التعليم والتعلم بالعروض العملية والتطبيق المباشر ـ نمذجة ـ :
سبق رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم علماء التربية الحديثة في إقرار مبدأ التعليم والتعلم بالتجريب العملي ، حيث كان يقوم بالعرض العملي أمام المتعلمين ، ثم يطالبهم بعد ذلك بتطبيق ما تعلموه عملياً ، و ورد في السنة النبوية المطهرة أحاديث كثيرة تدل على استخدام النبي صلى الله عليه وسلم العروض العملية في تعليم الصحابة أمور الدين وخاصة العبادات كالصلاة والحجو الوضوء والتيمم ، ومن هذه النماذج قصة الرجل المسيء صلاته ،وفي الحج وغيرها :
روى الترمذي في سننه من حديث رفاعة بن رافع :
أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بينما هوَ جالسٌ في المسجدِ يومًا - قالَ رفاعةُ : ونحنُ معَهُ - إذا جاءَهُ رجلٌ كالبدَويِّ ، فصلَّى فأخفَّ صلاتَهُ ، ثمَّ انصَرَفَ فسلَّمَ علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وعَليكَ فارجِع فصلِّ فإنَّكَ لم تصلِّ ، فرجعَ فصلَّى ثمَّ جاءَ فسلَّمَ عليهِ فقالَ : وعَليكَ فارجِعْ فصلِّ فإنَّكَ لم تُصلِّ [ ففعلَ ذلِكَ ] مرَّتينِ أو ثلاثًا كلُّ ذلِكَ يأتي النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فيسلِّمُ علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، فيقولُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وعليكَ فارجِع فصلِّ فإنَّكَ لم تُصلِّ فعافَ النَّاسُ وَكَبُرَ عليهم أن يَكونَ مَن أخفَّ صلاتَهُ لم يُصلِّ فقالَ الرَّجلُ في آخرِ ذلِكَ فأرِني وعلِّمني ، فإنَّما أنا بشرٌ أصيبُ وأخطىء فقالَ :" أجَل إذا قُمتَ إلى الصَّلاةِ فتوضَّأْ كما أمرَكَ اللَّهُ به ثمَّ تشَهَّدْ فأقِمْ أيضًا فإن كانَ معَكَ قرآنٌ فاقرَأْ وإلَّا فاحْمَدِ اللَّهَ وَكَبِّرهُ وَهَلِّلهُ ثمَّ اركَعْ فاطمَئنَّ راكعًا ثمَّ اعتدِلْ قائمًا ثمَّ اسجُدْ فاعتِدلْ ساجدًا ثمَّ اجلِسْ فاطمَئنَّ جالسًا ثمَّ قمْ فإذا فعَلتَ ذلِكَ فقد تَمَّتْ صلاتُكَ ، وإن انتقَصْتَ منهُ شيئًا انتقصتَ من صلاتِكَ قالَ : وَكانَ هذا أهْوَنَ عليهم منَ الأولى أنَّهُ من انتَقصَ من ذلِكَ شيئًا انتقَصَ من صلاتِهِ ولم تذهَب كلُّها "
الراوي : رفاعة بن رافع المحدث : الألباني.المصدر : صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 302 خلاصة حكم المحدث : صحيحوقال عليه الصلاة والسلام
:"
يا أَيُّها الناسُ خُذُوا عَنِّي مناسكَكم ، فإني لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بعد عامي هذا "
الراوي : جابر بن عبدالله المحدث : الألباني.المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 7882 خلاصة حكم المحدث : صحيح روى أبو داود والنسائي وابن ماجة من حديث عبدالله بن عمرو :"
أنَّ رجلًا أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ كيفَ الطُّهورُ؟ فدعا بماءٍ في إناءٍ فغسلَ كفَّيهِ ثلاثًا ثمَّ غسلَ وجهَه ثلاثًا ثمَّ غسلَ ذراعيهِ ثلاثًا ثمَّ مسحَ برأسِه فأدخلَ إصبعيهِ السَّبَّاحتينِ في أُذُنيهِ ومسحَ بإبهاميهِ علَى ظاهرِ أذنيهِ وبالسَّبَّاحتينِ باطنَ أذنيهِ ثمَّ غسلَ رجليهِ ثلاثًا ثلاثًا ثمَّ قالَ:" هَكذا الوضوءُ فمن زادَ علَى هذا أو نقُصَ فقد أساءَ وظلمَ أو ظلمَ وأساءَ "
الراوي : عبدالله بن عمرو المحدث : الألباني.المصدر : صحيح أبي داود الصفحة أو الرقم: 135 خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح، دون قوله: "أو نقص" فإنه شاذ وروى البخاري من حديث سهل بن سعد الساعدي ـ
أنَّ رجالًا أتَو سهلَ بنَ سعدِ الساعديِّ ، وقد امتَرُوا في المِنبرِ ممَّ عودُهُ ، فسألوهُ عن ذلكِ ، فقالَ : واللهِ إني لأعرِفُ ممَّا هوَ ، ولقدْ رأيتُهُ أوَّلَ يومٍ وُضِعَ ، وأوَّلَ يومٍ جلَسَ عليهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ ، أرسلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ إلى فلانةٍ ، امرأةً قد سمَّاها سهلٌ : مُرِي غلامَكِ النجارَ ، أن يعملَ لي أعوادًا ، أجلِسُ عليهنَّ إذا كلَّمْتُ الناسَ . فأمرَتْهُ فعملهَا من طَرفاءِ الغابةِ ، ثم جاءَ بها ، فأرسلَتْ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ، فأمرَ بها فَوُضِعَت ها هنَا ، ثم رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ صلَّى عليهَا وكبَّرَ وهوَ عليهَا ، ثم ركعَ وهوَ عليهَا ، ثم نزلَ القَهقَرَى ، فسجدَ في أصلِ المنبرِ ثم عادَ ، فلمَّا فرَغَ أقبلَ على الناسِ فقالَ : أيُّهَا الناسُ ، إنمَا صنعتُ هذَا لتَأْتَمُّوا ولتَعْلَموا صلاتِي .
الراوي : سهل بن سعد الساعدي المحدث : البخاري.المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 917 خلاصة حكم المحدث : [صحيح] وفي صحيح البخاري من حديث مالك بن الحويرث قال :"
أتَينا النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ونحن شَبَبَةٌ مُتَقارِبون، فأقَمْنا عِندَهُ عِشرين يومًا وليلةً، فظنَّ أنا اشْتَقْنا أهْلَنا، وسَألَنا عمَّنْ تَرَكْنا في أهْلِنا، فأخبَرناه، وكان رَقيقًا رَحيمًا، فقال : " ارْجِعوا إلى أَهلِيكم، فعَلِّموهم ومُروهم، وصَلُّوا كما رأيتُموني أُصَلِّي، وإذا حضرَتِ الصلاةُ، فلْيُؤَذِّنْ لكم أحَدُكم، ثم لْيَؤُمَّكم أكبَرُكم" .
الراوي : مالك بن الحويرث المحدث : البخاري.المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 6008 خلاصة حكم المحدث : [صحيح] .
وروى ابن ماجة من حديث ابي سعيد الخري رضي الله عنه قال :"
مرَّ بغلامٍ يسلُخُ شاةً، فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ:" تنحَّ، حتَّى أريَكَ " فأدخلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يدَهُ بينَ الجلدِ واللَّحمِ، فدَحسَ بِها، حتَّى توارَت إلى الإبطِ وقالَ:" يا غلامُ هَكَذا فاسلُخ " ، ثمَّ مضى وصلَّى للنَّاسِ، ولم يتوضَّأْ"
الراوي : أبو سعيد الخدري المحدث : الألباني.المصدر : صحيح ابن ماجه الصفحة أو الرقم: 2592 خلاصة حكم المحدث : صحيح2-
التعليم والتعلم بالحكمة والموعظة الحسنة :
كان صلى الله عليه وآله وسلم لا يترك فرصة إلا وعلّم أتباعه بالحكمة ( وهي السنة ) ، والموعظة الحسنة ، فقد روى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال : "
يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ ، احفَظِ اللَّهَ يحفَظكَ ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ ، إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ ، واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وإن اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ ".
الراوي : عبدالله بن عباس المحدث : الألباني.المصدر : صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 2516 خلاصة حكم المحدث : صحيح3-
التعليم والتعلم بضرب الأمثال :
استخدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأمثال لتشبيه المجرد بالمحسوس ، وهذا أسلوب علمي تربوي سبق به رسولنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم علماء التربية في عملية التعليم والتعلم للمتعلمين ، فقد روى الشيخان عن أبي موسى الأشعري– رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"
إنَّ مثلَ ما بعثَني اللهُ به عزَّ وجلَّ من الهدَى والعلمِ كمثلِ غيثٍ أصاب أرضًا . فكانتْ منه طائفةٌ طيِّبةٌ . قبِلتِ الماءَ فأنبتتِ الكَلأَ والعشبَ الكثيرَ . وكان منها أجادِبُ أمسكتِ الماءَ . فنفعَ اللهُ بها النَّاسَ . فشرِبوا منها وسقَوْا ورعَوْا . وأصاب طائفةٌ منها أخرَى . إنَّما هي قيعانٌ لا تمسكُ ماءً ولا تُنبتُ كلأً . فذلك مثل من فقِهَ في دينِ اللهِ ، ونفعَهُ بما بعثَني اللهُ به ، فعلِمَ وعلَّمَ . ومثلُ من لم يرفعْ بذلك رأسًا . ولم يقبلْ هدَى اللهِ الَّذي أُرسلتُ به "
الراوي : أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث : مسلم.المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2282 خلاصة حكم المحدث : صحيحوهنا شبه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم العباد حسب استفادتهم من الهدي النبوي بالأرض التي يسقط عليها الماء ، فبعضها طيب ينزل عليها الماء فيعطي الزرع الوفير ، وبعضها يحتجز الماء فينتفع به الناس ، وبعضها – والعياذ بالله – أرض خبيثة لا تمسك الماء ولا تنبت الزرع ، فهي أرض فاسدة لا تنتفع بالخير ولا تنفع به غيرها .
4-
التعليم الإبداعي والعصف الذهني :
استخدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسلوب التعلم الإبداعي والعصف الذهني في تعليم المسلمين ، حيث قال لأصحابه كما قال عبد الله بن عمر بن الخطاب : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
"
"مثل المؤمن كمثل شجرة خضراء "، لا يسقط ورقها ولا يتحات . فقال القوم : هي شجرة كذا ، هي شجرة كذا ، فأردت أن أقول : هي النخلة ، وأنا غلام شاب فاستحييت ، فقال :" هي النخلة "
وعن شعبة : حدثنا خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن ابن عمر . . مثله ، ( فحدثت به عمر فقال : لو كنت قلتها لكان أحب إلي من كذا وكذا ) ".
الراوي : عبدالله بن عمر المحدث : البخاري.المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 6122 خلاصة حكم المحدث : [صحيح] وروى البخاري قال : صلى لنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صلاة الصبح بالحديبية على أثر سماء كانت الليلة ( أي مطر ) ، فلما انصرف النبي – صلى الله عليه وسلم – أقبل على الناس فقال لهم :
"
هل تدرون ماذا قال ربكم ؟. قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال :" أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب ، وأما من قال : بنوء كذا وكذا ، فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب ."
الراوي : زيد بن خالد الجهني المحدث : البخاري.المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 1038 خلاصة حكم المحدث : [صحيح] وروى مسلم من حديث ابي هريرة ان النبي عليه السلام قال :
"
أتدرون ما المفلِسُ ؟" قالوا : المفلِسُ فينا من لا درهمَ له ولا متاعَ . فقال :" إنَّ المفلسَ من أمَّتي ، يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مالَ هذا ، وسفك دمَ هذا ، وضرب هذا . فيُعطَى هذا من حسناتِه وهذا من حسناتِه . فإن فَنِيَتْ حسناتُه ، قبل أن يقضيَ ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطُرِحت عليه . ثمَّ طُرِح في النَّارِ"
الراوي : أبو هريرة المحدث : مسلم.المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2581 خلاصة حكم المحدث : صحيحوفي هذا المثال يستخدم المصطفى صلى الله عليه وسلم العصف الذهني للتعليم والتعلم ، وهذا قمة ما توصل إليه حديثاً رجالات التربية وباحثوها .
5-
التعليم بضرب الأمثال :
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"
أرأيتم لو أنَّ نهرًا ببابِ أحدِكم يغتسلُ منهُ كل يومٍ خمسَ مراتٍ . هل يَبقى من درنِه شيٌء ؟ قالوا : لا يَبقى من درنِه شيٌء . قال فذلك مثلُ الصلواتِ الخمسِ . يمحو اللهُ بهنَّ الخطايا "
الراوي : أبو هريرة المحدث : مسلم.المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 667 خلاصة حكم المحدث : صحيح وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"
مثلُ القائمِ على حدودِ اللَّهِ والواقعِ فيها كمثلِ قومٍ استَهموا على سفينةٍ فأصابَ بعضُهم أعلاَها وبعضُهم أسفلَها فَكانَ الَّذينَ في أسفلِها إذا استقوا منَ الماءِ مرُّوا على من فوقَهم فقالوا لو أنَّا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذِ من فوقنا فإن يترُكوهم وما أرادوا هلَكوا جميعًا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا "
الراوي : النعمان بن بشير المحدث : البخاري.المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 2493 خلاصة حكم المحدث : [صحيح] وروى في البخاري وغيره عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلي الله عليه وسلم قـال: "
مثلُ المؤمنِ الذي يقرأ القرآنَ كالأُترُجَّةِ ، طعمُها طيِّبٌ وريحُها طيِّبٌ . والذي لا يقرأ كالتمرةِ ، طعمُها طيِّبٌ ولا ريحَ لها . ومثلُ الفاجرِ الذي يقرأ القرآنَ كمثل الريحانةِ ، ريحُها طيِّبٌ وطعمُها مُرٌّ . ومثلُ الفاجرِ الذي لا يقرأ القرآنَ كمثلِ الحنظَلةِ ، طعمُها مُرٌّ ولا ريحَ لها "
الراوي : أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث : البخاري.المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 7560 خلاصة حكم المحدث : [صحيح]6-
التعليم بأسلوب التهيئة بطلب الانصات والسماع :
يستخدم غالباً قبل البدء في إلقاء الموضوع " عن جرير بن عبد الله أن النبي في حجة الوداع : استنصت الناس، فقــال:
"
أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال له في حجةِ الوداعِ :" اسْتَنْصِتِ الناسَ ". فقال :" لا ترجِعوا بعدي كُفَّارًا يضرِبُ بَعضُكم رِقابَ بَعْضٍ ."
الراوي : جرير بن عبدالله المحدث : البخاري.المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 121 خلاصة حكم المحدث : [صحيح]يقول
الحافظ بن حجر: "
وذلك أن الخطبة كانت في حجة الوداع، والجمع كثير، وكان اجتماعهم لرمي الجماروغير ذلك من أمور الحج، فلما خطبهم ليعلمهم ناسب أن يأمرهم بالإنصات".
7-
التعليم بالرسوم التوضيحية :
استخدم النبي صلي الله عليه وسلم "
الرسوم التوضيحية" على هيئة خطوط زوايا وأشكال في توضيح هدايته لقضايا معنوية، وتشخيصها، وتبسيطها ومن أمثلة ذلك:
1- رسم يوضح طريقي الخير والشر: يمثل سبيل الله ، وسبيل الشيطان
روى عبدالله بن مسعود فقال :"
خَطَّ لنا رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – خَطًّا ، ثم قال :" هذا سبيلُ اللهِ ، ثم خَطَّ خطوطًا عن يمينِه وعن شمالِه ، وقال : هذه سُبُلٌ ، على كلِّ سبيلٍ منها شيطانٌ يَدْعُو إليه ، وقرأ : وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ . . " الآية
الراوي : عبدالله بن مسعود المحدث : الألباني.المصدر : تخريج مشكاة المصابيح الصفحة أو الرقم: 165 خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن"
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"(لأنعام:153).
2– رسم يوضح الإنسان وأجله وأمله والأعراض التي تقابله:
أخرج البخاري في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "
خط النبي خطا مربعاً، وخط خطا في الوسط خارجا منه، وخط خططاً صغاراً، وهذا الذي في الوسط وقال:" هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به، أو قد أحاط به، وهذا الذي خارج منه أمله، وهذه الخطط الصغار: الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا "
البخاري، ج8، ص 164 .
3-
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "
خط رسول الله في الأرض أربعة خطوط ، قال: تدرون ما هذا؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم، فقال رسول الله:" أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم -امرأة فرعون - ومريم ابنة عمران رضي الله عنهن أجمعين".
فالرسم وسيلة تعليـمية ناجحة، إذ من المسلمات لدى التربويين أنه كلما زاد عدد الحواس التي تشترك في الموقف التعليمي، زادت فرص الإدراك والفهم، كما أن المتعلم يحتفظ بأثر التعليم فترة أطول. وفي هذا الصدد يقال: (أما الرسم فإنه أسلوب تعليمي يجلو الأمر ويوضحه أتم توضيح، وإنه لمستوى رفيع في التوجيه والإبلاغ أن يكون الرسم أداة في قوم أميين).
8-
التعليم بالحركات المعبرة :
الحركات المعبرة: "ومنها
الإشارة بالأصابع أو اليد أو اليدين أو غيرهما أو
تغير ملامح الوجه أو
هيئة الجلسة الخ بهدف التعبير أو تجسيم الأحاسيس وبلورتها، وهي تختلف عن أفعال الإنسان الأصلية التي يقوم بها في أكله وشربه. ومن أمثلة استخدام الإشارة بالإصبع ففي عدة مواقف مثل
تشبيه التكاتف بين المؤمنين بالبنيان المرصوص، و
شدة قرب الساعة مع البعثة النبوية.
روى البخاري من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام اشارته و قوله :
"
أنا وَكافِلُ اليتيمِ في الجنَّةِ هَكذا . وقالَ بإصبعيهِ السَّبَّابةِ والوُسطَى".
الراوي : سهل بن سعد الساعدي المحدث : البخاري.المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 6005 خلاصة حكم المحدث : [صحيح] الإشارة بالأصابع على شكل حلقة:
عن زينب بنت جحش رضي الله عنها أن رسول الله دخل عليها يومًا فزعًا يقول:
" (
لا إلهَ إلا اللهُ ، وَيلٌ للعرَبِ من شرٍّ قدِ اقترَب ، فُتِح اليومَ من رَدمِ يَأجوجَ ومَأجوجَ مِثلُ هذه ) .
وحلَّق بإصبَعَيه الإبهامِ والتي تليها : قالتْ زَينَبُ بنتُ جَحشٍ : فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ، أفنَهلِك وفينا الصالحونَ ؟ قال : ( نعمْ ، إذا كثُر الخبَثُ ) .
الراوي : زينب بنت جحش أم المؤمنين المحدث : البخاري.المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 7135 خلاصة حكم المحدث : [صحيح]. (ردم ) سد. (الخبث) الفسوق والفجور والمعاصي.
التشبيك بين الأصابع:
استخدم الرسول التشبيك بين أصابعه الشريفة للكناية عن القوة والتماسك حينًا، وللتداخل بين شيئين حينًا آخر، وللاختلاط والاختلاف حينًا ثالثًا، ومن ذلك
عن أبي موسى رضى الله عنه عن النبي قال:"
المؤمنُ للمؤمنِ كالبنيانِ ، يشدُّ بعضُه بعضًا ". وشبّك بين أصابعِه".
الراوي : أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث : البخاري.المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 2446 خلاصة حكم المحدث : [صحيح] وسيكون لنا مزيدا من التحقيق والبحث في الاساليب التربوية النبوية الشريفة... والى ذلك الحين نسأل الله الاخلاص والتطبيق وحسن العمل .