هداية عضو وفيّ
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 03/04/2012 العمر : 29 الموقع : hid@yahoo.com
| موضوع: لست بالخب: من القائل؟ وهل هو حديث مرفوع للنبي - عليه السلام - ؟ وما مناسبة قولها؟ الجمعة يناير 16, 2015 1:51 pm | |
| " لست بالخب ": من القائل؟
هذا القول المشهور لــ 1. عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
2. إياس بن معاوية
لم يقف - اهل العلم والحديث - عليه ( كحديث مرفوع للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ) مع كثرة البحث. وإنما أخرجه ابنُ قتيبة، في "عيون الأخبار" ووكيعٌ في "أخبار القضاة" (1/348)، ومن طريقه ابنُ عساكرَ، في "تاريخ دمشق" (10/19)، وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (3/418)، من طريق ابن النقور، أربعتُهم رووه من قول إياس بن معاوية رحمه الله بلفظ :
"لست بخِبٍّ، والخِبُّ لا يخدعني، ولا يخدع ابنَ سيرين، ويخدع الْحَسَن، ويخدع أبا معاوية بن قرة، ويخدع عُمَرَ بْن عَبْد العزيز"، وهذا لفظ وكيع.
وقد نسب المقولة إليه من قدماء الأدباء وغيرهم: الجاحظ في "البيان والتبيين" 68، و"الحيوان"(2/279)، ونسبها إليه كذلك أبو طالب المكي، في "قوت القلوب[ ] " (2/444)، والزمخشري في "ربيع الأبرار"، والراغب في "محاضرات الأدباء"، والغزالي في "الإحياء" (2/80)، والذهبي في "تاريخ الإسلام" (8/42)، وهو من مدققي المحدثين والمؤرخين رحمه الله تعالى وقد نسبها ابن منظور في "لسان العرب"، والزبيدي في "تاج العروس"، كلاهما في مادة (خبب) - لابن سيرين.
هذا؛ وقد اشتهر نسبة الأثر لأمير المؤمنين، أبي حفصٍ، عُمَرَ بن الخطَّاب رضي الله عنه ولعل ذلك لوقوعها في كتب شيخَيِ الإسلام: أبي العباس، ابن تيمية ، وأبي عبد الله، ابن القيم[ ، معزوةً له، فقد وقعت في "مجموع الفتاوى " (5/265)، "وإعلام الموقعين" (3/241)، و"الروح" (ص244)، وكذلك نسبها ابن عبد ربه لعمر رضي الله عنه في أربعة مواضع من "العقد الفريد".
والخِبُّ هو: المُخادع الغادر؛ قال في "الصحاح": "الخِبُّ: الرَّجل الخدَّاع الجُرْبُزُ، تقول منه: خَبِبْتَ يا رجُل تَخَبُّ خِبًّا، مثال عَلِمْت تعلم عِلمًا، وقد خَبَّبَ غلامي فلانٌ؛ أي خدعه" اهـ.
والمعنى: لستُ بالماكر المُخادع -وحاشاه عن ذلك- ولكنَّه لا يُمكن أن يخدعه الماكِر المراوغ؛ فليس المُؤمن مُخادعًا غادرًا، كما لا يَسمح لغيره أن يغدر به.
وقال ابن القيم ، في كتاب "الروح": "وكان عمرُ أعقلَ من أن يُخدَع، وأورعَ من أن يَخْدَع".
وقال المغيرة بن شعبة: "ما رأيتُ أحدًا أحزَمَ من عمر؛ كان -والله- له فضلٌ يَمنعه أن يَجزع، وعقلٌ يَمنعه أن يخدع"،، والله أعلم.
ذكرابن ابي الدنيا في كتابه :
(وقد ذكر المغيرة بن شعبة عمر بن الخطاب فقال : كان والله أفضل من أن يخدع ، وأعقل من أن يخدع . وقال عمر " : لست بالخب ولا يخدعني الخب" .
وقال صاحب تاج العروس :
(فصل الخاء خ ب ب ، الخب بالفتح : الخداع وهو الجربز كقنفذ الذي يسعى بين الناس بالفساد . ورجل خب وامرأة خبة ويكسر أوله وأما المصدر فبالكسر لا غير وقول شيخنا : صريح إطلاق المصنف كما يقتضيه اصطلاحه أن الخب إنما يقال بالفتح.
وصرح الجوهري
بأنه يقال بالفتح والكسر ففي كلامه قصور عجيب وكأنه سقط من نسخته قوله :ويكسر كما هو ظاهر
وفي لسان العرب :
رجل خب وخب : خداع جربز خبيث منكر . وهو الخب والخب قال الشاعر : " وما أنت بالخب الختور ولا الذي إذا استودع الأسرار يوما أذاعها )
القول الاول : ان القائل هو : إياس بن معاوية وهو ما ذكره ابن عساكر ونقله عنه الأكثرون عن حبيب بن الشهيد قال سمعت إياس بن معاوية يقول :" لست بخب والخب لا يخدعني ولا يخدع محمد بن سيرين ولكنه يخدع أبي والحسن وعمر بن عبد العزيز" تاريخ دمشق - (10 / 19)
القول الثاني: أنه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وقال عمر :" لست بخب والخب لا يخدعني ." العقد الفريد - (1 / 24)
وقيل في سبب ورودها :
وقيل انه عندما أحضروا للفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، الفيرزان قائد للمجوس في معركة نهاوند ، ليقتص منه وهو من الذين قتلوا كثير من المسلمين ، فطلب الآمان حتى يشرب الماء فأمنه حتى يشرب عندها إمتنع الفيروزان عن الشرب حتى يحقن دمه. فقالها سيدنا عمر رضي الله عنه . ويعني بها : " أني لا أنخدع إلا لمسلم "عندها نطق الفيروزان الشهادة والله أعلم بما في القلوب.
| |
|