حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas
حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مأوانا و مأواكم. تفضلوا بالدخول أو التسجيل. يسُرّنا تواجدكم.
You are welcomed. May Allah forgive us our sins and admit us to everlasting Gardens . Register or enter the Forum and pick up what you like .Your presence pleases us
حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas
حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مأوانا و مأواكم. تفضلوا بالدخول أو التسجيل. يسُرّنا تواجدكم.
You are welcomed. May Allah forgive us our sins and admit us to everlasting Gardens . Register or enter the Forum and pick up what you like .Your presence pleases us
حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas

منتدى لمحبي الله ورسوله والساعين لمرضاته وجنته ، المسارعين في الخيرات ودفع الشبهات ، الفارين من الشهوات .
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رفع اليدين في الدعاء - مراد انس رضي الله عنه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
oways
عضو وفيّ
عضو وفيّ
oways


عدد المساهمات : 73
تاريخ التسجيل : 26/01/2013
العمر : 32

رفع اليدين في الدعاء - مراد انس رضي الله عنه Empty
مُساهمةموضوع: رفع اليدين في الدعاء - مراد انس رضي الله عنه   رفع اليدين في الدعاء - مراد انس رضي الله عنه Emptyالجمعة يوليو 11, 2014 8:12 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
مشهور موضوع رفع اليدين في الدعاء شهرة كبيرة جداً وتجد لبعض لا يرفع يده في الدعاء والأخر يرفع في كل دعاء وأخر يقيد بمواطن محددة فهل ترفع اليد في كل دعاء أم في مواطن محددة .
والحديث هنا مقتصر على حديث أنس رضي الله عنه حيث قال:" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ إِلَّا فِي الِاسْتِسْقَاءِ فَإِنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ ."

والحديث صحيح وهناك أحاديث أخرى محالفة قي الظاهر وهي صحيحة أيضاً . فهل يفهم منه حقاً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء وهذا مشهور عن بعض أهل العلم.
وقال آخرون بخلاف ذلك أنها ترفع مطلقاً وقيده البعض بمواطن محددة .
وقال آخرون لا ترفع إلا فيما رفع النبي صلى الله عليه وسلم .

وعرض الكل أدلته فحكم بظاهر الحديث البعض وأوله غيرهم وهكذا إذن فما هو الفهم الصحيح أي ما هو مراد أنس رضي الله عنه وما هي أقوال العلماء الأجلاء في هذا الموضوع حيث أنك تجد كثيراً من الناس يرفعون أيديهم في الدعاء سواء في الصلاة أو في غيرها فهل هم مخالفون ؟ وتجد آخرين لا يرفعون أبداً فهل هم مصيبون ؟ وما هو الحق في المسألة فهل فيها عدة أحوال ؟ وما هي أراء العلماء ؟
فهل كان يرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه في الدعاء في الصلاة وخارجها ؟
وما هو المشهور بين العلماء في هذه المسألة والمفهوم الصحيح ؟

وقد أشتهر عن الإمام مالك قوله كل يؤخذ منه ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم .

أولاً : حديث أنس مع ذكر بعض شروح أهل العلم له :
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ " كَانَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - لاَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِى شَىْءٍ مِنْ دُعَائِهِ إِلاَّ فِى الاِسْتِسْقَاءِ ، وَإِنَّهُ يَرْفَعُ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْه "
(رواه البخاري باب رَفْعِ الإِمَامِ يَدَهُ فِى الاِسْتِسْقَاءِ )
ومسلم باب رَفْعِ الْيَدَيْنِ بِالدُّعَاءِ فِى الاِسْتِسْقَاءِ.
والأمام أحمد في المسند 12890
وأبو داود باب رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِى الاِسْتِسْقَاءِ.
والنسائي كَيْفَ يَرْفَعُ وله ايضاً ( تَرْكُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاءِ فِي الْوِتْرِ )
وابن ماجه باب مَنْ كَانَ لاَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِى الْقُنُوتِ
و ابن ابي شيبة من كرهه رفع اليدين في الدعاء
والبيهقي باب رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِى دُعَاءِ الاِسْتِسْقَاءِ
وابن حبان (صلاة الاستسقاء ) ِ
وابن خزيمة ( استقبال القبلة للدعاء قبل الصلاة للاستسقاء ، وتحويل الأردية قبل الصلاة )
وابن خزيمة ايضاً باب صفة رفع اليدين في الاستسقاء في خطبة الجمعة
ابو عوانه ( صفة رفع اليدين في دعاء الاستسقاء )
( مسند أبي يعلي ) و الدارمي باب رَفْعِ الأَيْدِى فِى الاِسْتِسْقَاءِ والدارقطني كتاب الاستسقاء ...
والحاكم في المستدرك : عن أنس بن مالك ، قال : « كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرفعيديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء (1) »
وقال شعبة : فقلت لثابت : أأنت سمعته من أنس ؟ قال : سبحان الله ، قلت : أأنت سمعت من أنس ؟ قال : سبحان الله . « هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، وقد خرجه مسلم ، من حديث يحيى بن أبي بكير ، عن شعبة »
والطبراني في الدعاء : باب رفع اليدين على المنبر في الاستسقاء عن عائشة أن النبي:" لما استسقى على المنبر رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه "
وعن أنس قال :" كان رسول الله لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء فإنه كان يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه ". البخاري " في جزء رفع اليدين.

هذه الأحاديث كلها صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا يخالف بعضها بعضا ، وليس فيها تضاد لأنها في مواطن مختلفة قال ثابت عن أنس : « ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الدعاء إلا في الاستسقاء »
فأخبر أنس بما كان عنده ، وما رأى من النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس هذا بمخالف لرفع الأيدي في أول التكبيرة .
وقد ذكر أيضا أنس:" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه إذا كبر ، وإذا ركع ، وقوله في الدعاء سوى الصلاة وسوى رفع الأيدي في القنوت "
أنظر إلى ترجيح البخاري وقوله في الدعاء سوى الصلاة وسوى رفع الأيدي في القنوت.
يريد البخاري رحمه أن أنسا يقصد : أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يرفع يديه إلا في الاستسقاء والصلاة القنوت وعند الجمرات . ذكر ذلك في بَاب رَفْعِ الْيَدَيْنِ عِنْدَ جَمْرَةِ الدُّنْيَا وَالْوُسْطَى . وانظر بَاب رَفْعِ الْأَيْدِي فِي الدُّعَاءِ وبالتالي كل ما صح عند البخاري يلحقه بالرفع !!!!!

بعض شروح للعلماء لحديث أنس رضي الله عنه :

فتح الباري : .... وَقَدْ اِسْتَدَلَّ بِهِ الْمُصَنِّف* فِي الدَّعَوَات عَلَى رَفْع الْيَدَيْنِ فِي كُلّ دُعَاء

فتح الباري :رفع الإمام يده في الاستسقاء ظَاهِره نَفْي الرَّفْع فِي كُلّ دُعَاء غَيْر الِاسْتِسْقَاء ، وَهُوَ مُعَارَض بِالْأَحَادِيثِ الثَّابِتَة بِالرَّفْعِ فِي غَيْر الِاسْتِسْقَاء وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّهَا كَثِيرَة ، وَقَدْ أَفْرَدَهَا الْمُصَنِّف بِتَرْجَمَةٍ فِي كِتَاب الدَّعَوَات وَسَاقَ فِيهَا عِدَّة أَحَادِيث ، فَذَهَبَ بَعْضهمْ إِلَى أَنَّ الْعَمَل بِهَا أَوْلَى ، وَحُمِلَ حَدِيث أَنَس عَلَى نَفْي رُؤْيَته ، وَذَلِكَ لَا يَسْتَلْزِم نَفْي رُؤْيَة غَيْره . وَذَهَبَ آخَرُونَ إِلَى تَأْوِيل حَدِيث أَنَس الْمَذْكُور لِأَجْلِ الْجَمْع بِأَنْ يُحْمَل النَّفْي عَلَى صِفَة مَخْصُوصَة إِمَّا الرَّفْع الْبَلِيغ فَيَدُلّ عَلَيْهِ قَوْله " حَتَّى يُرَى بَيَاض إِبْطَيْهِ " وَيُؤَيِّدهُ أَنَّ غَالِب الْأَحَادِيث الَّتِي وَرَدَتْ فِي رَفْع الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاء إِنَّمَا الْمُرَاد بِهِ مَدّ الْيَدَيْنِ وَبَسْطهمَا عِنْد الدُّعَاء ، وَكَأَنَّهُ عِنْد الِاسْتِسْقَاء مَعَ ذَلِكَ زَادَ فَرَفَعَهُمَا إِلَى جِهَة وَجْهه حَتَّى حَاذَتَاهُ وَبِهِ حِينَئِذٍ يُرَى بَيَاض إِبْطَيْهِ ، وَأَمَّا صِفَة الْيَدَيْنِ فِي ذَلِكَ فَلِمَا رَوَاهُ مُسْلِم مِنْ رِوَايَة ثَابِت عَنْ أَنَس " أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِسْتَسْقَى فَأَشَارَ بِظَهْرِ كَفَّيْهِ إِلَى السَّمَاء " وَلِأَبِي دَاوُدَ مِنْ حَدِيث أَنَس أَيْضًا " كَانَ يَسْتَسْقِي هَكَذَا وَمَدَّ يَدَيْهِ - وَجَعَلَ بُطُونهمَا مِمَّا يَلِي الْأَرْض - حَتَّى رَأَيْت بَيَاض إِبْطَيْهِ "

قَالَ النَّوَوِيّ : قَالَ الْعُلَمَاء :السُّنَّة فِي كُلّ دُعَاء لِرَفْعِ الْبَلَاء أَنْ يَرْفَع يَدَيْهِ جَاعِلًا ظُهُور كَفَّيْهِ إِلَى السَّمَاء ، وَإِذَا دَعَا بِسُؤَالِ شَيْء وَتَحْصِيله أَنْ يَجْعَل كَفَّيْهِ إِلَى السَّمَاء . اِنْتَهَى

وَقَالَ غَيْره : الْحِكْمَة فِي الْإِشَارَة بِظُهُورِ الْكَفَّيْنِ فِي الِاسْتِسْقَاء دُون غَيْره لِلتَّفَاؤُلِ بِتَقَلُّبِ الْحَال ظَهْرًا لِبَطْنٍ كَمَا قِيلَ فِي تَحْوِيل الرِّدَاء ، أَوْ هُوَ إِشَارَة إِلَى صِفَة الْمَسْئُول وَهُوَ نُزُول السَّحَاب إِلَى الْأَرْض .

قَوْله : ( بَاب رَفْع الْإِمَام يَده فِي الِاسْتِسْقَاء ) * ثَبَتَتْ هَذِهِ التَّرْجَمَة فِي رِوَايَة الْحَمَوِيِّ وَالْمُسْتَمْلِيّ ، قَالَ اِبْن رَشِيد : مَقْصُوده بِتَكْرِيرِ رَفْع الْإِمَام يَده - وَإِنْ كَانَتْ التَّرْجَمَة الَّتِي قَبْلهَا تَضَمَّنَتْهُ - لِتُفِيدَ فَائِدَة زَائِدَة وَهِيَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَفْعَل ذَلِكَ إِلَّا فِي الِاسْتِسْقَاء ، قَالَ : وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون قَصَدَ التَّنْصِيص بِالْقَصْدِ الْأَوَّل عَلَى رَفْع الْإِمَام يَده كَمَا قَصَدَ التَّنْصِيص فِي التَّرْجَمَة الْأُولَى بِالْقَصْدِ الْأَوَّل عَلَى رَفْع النَّاس ، وَإِنْ اِنْدَرَجَ مَعَهُ رَفْع الْإِمَام . قَالَ : وَيَجُوز أَنْ يَكُون قَصَدَ بِهَذِهِ كَيْفِيَّة رَفْع الْإِمَام يَده لِقَوْلِهِ " حَتَّى يُرَى بَيَاض إِبْطَيْهِ " اِنْتَهَى .
وَقَالَ الزَّيْن بْن الْمُنِير مَا مُحَصِّله : لَا تَكْرَار فِي هَاتَيْنِ التَّرْجَمَتَيْنِ ، لِأَنَّ الْأُولَى لِبَيَانِ اِتِّبَاع الْمَأْمُومِينَ الْإِمَام فِي رَفْع الْيَدَيْنِ ، وَالثَّانِيَة لِإِثْبَاتِ رَفْع الْيَدَيْنِ لِلْإِمَامِ فِي الِاسْتِسْقَاء.
انظر إلى اختلافهم في تأويل ترجمة البخاري رحمه الله تعالى " !!

فتح الباري :باب رفع الأيدي في الدعاء :
وفي الحديث الأول * رد على من قال لا يرفع كذا في الاستسقاء بل فيه وفي الذي بعده رد على من قال لا يرفع اليدين في الدعاء غير الاستسقاء أصلاً وَتَمَسَّكَ بِحَدِيثِ أَنَس " لَمْ يَكُنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْفَع يَدَيْهِ فِي شَيْء مِنْ دُعَائِهِ إِلَّا فِي الِاسْتِسْقَاء " وَهُوَ صَحِيح ، لَكِنْ جَمَعَ بَيْنه وَبَيْن أَحَادِيث الْبَاب وَمَا فِي مَعْنَاهَا بِأَنَّ الْمَنْفِيّ صِفَة خَاصَّة لَا أَصْل الرَّفْع وَقَدْ أَشَرْت إِلَى ذَلِكَ فِي أَبْوَاب الِاسْتِسْقَاء ، وَحَاصِله أَنَّ الرَّفْع فِي الِاسْتِسْقَاء يُخَالِف غَيْره إِمَّا بِالْمُبَالَغَةِ إِلَى أَنْ تَصِير الْيَدَانِ فِي حَذْو الْوَجْه مَثَلًا وَفِي الدُّعَاء إِلَى حَذْو الْمَنْكِبَيْنِ ، وَلَا يُعَكِّر عَلَى ذَلِكَ أَنَّهُ ثَبَتَ فِي كُلّ مِنْهُمَا " حَتَّى يَرَى بَيَاض إِبْطَيْهِ " بَلْ يُجْمَع بِأَنْ تَكُون رُؤْيَة الْبَيَاض فِي الِاسْتِسْقَاء أَبْلَغ مِنْهَا فِي غَيْره ، وَإِمَّا أَنَّ الْكَفَّيْنِ فِي الِاسْتِسْقَاء يَلِيَانِ الْأَرْض وَفِي الدُّعَاء يَلِيَانِ السَّمَاء .

قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَبِتَقْدِيرِ تَعَذُّر الْجَمْع فَجَانِب الْإِثْبَات أَرْجَح . قُلْت : وَلَا سِيَّمَا مَعَ كَثْرَة الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي ذَلِكَ ، فَإِنَّ فِيهِ أَحَادِيث كَثِيرَة أَفْرَدَهَا الْمُنْذِرِيُّ فِي جُزْء سَرَدَ مِنْهَا النَّوَوِيّ فِي " الْأَذْكَار " وَفِي " شَرْح الْمُهَذَّب " جُمْلَة . وَعَقَدَ لَهَا الْبُخَارِيّ أَيْضًا فِي " الْأَدَب الْمُفْرَد " بَابًا ذَكَرَ فِيهِ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة " قَدِمَ الطُّفَيْل بْن عَمْرو عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :" إِنَّ دَوْسًا عَصَتْ فَادْعُ اللَّه عَلَيْهَا ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَة وَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ :" اللَّهُمَّ اِهْدِ دَوْسًا " وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ دُون قَوْله " وَرَفَعَ يَدَيْهِ "

وَحَدِيث جَابِر " أَنَّ الطُّفَيْل بْن عَمْرو هَاجَرَ " فَذَكَرَ قِصَّة الرَّجُل الَّذِي هَاجَرَ مَعَهُ وَفِيهِ " فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" اللَّهُمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ وَرَفَعَ يَدَيْهِ " وَسَنَده صَحِيح ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم .

وَحَدِيث عَائِشَة أَنَّهَا " رَأَتْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو رَافِعًا يَدَيْهِ يَقُول :" اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَر " الْحَدِيث وَهُوَ صَحِيح الْإِسْنَاد .

وَمِنْ الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة فِي ذَلِكَ مَا أَخْرَجَهُ الْمُصَنِّف فِي " جُزْء رَفْع الْيَدَيْنِ " : " رَأَيْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَافِعًا يَدَيْهِ يَدْعُو لِعُثْمَان "

وَلِمُسْلِمٍ مِنْ حَدِيث عَبْد الرَّحْمَن بْن سَمُرَة فِي قِصَّة الْكُسُوف " فَانْتَهَيْت إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ رَافِع يَدَيْهِ يَدْعُو "

وَعِنْده فِي حَدِيث عَائِشَة فِي الْكُسُوف أَيْضًا " ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ يَدْعُو "

وَفِي حَدِيثهَا عِنْده فِي دُعَائِهِ لِأَهْلِ الْبَقِيع " فَرَفَعَ يَدَيْهِ ثَلَاث مَرَّات " الْحَدِيث .

وَمَنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة الطَّوِيل فِي فَتْح مَكَّة " فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَجَعَلَ يَدْعُو "

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيث أَبِي حُمَيْدٍ فِي قِصَّة اِبْن اللُّتْبِيَّة " ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْت عُفْرَة إِبْطَيْهِ يَقُول :" اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْت "

وَمِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عَمْرو " أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ قَوْل إِبْرَاهِيم وَعِيسَى فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ :" اللَّهُمَّ أُمَّتِي "

وَفِي حَدِيث عُمَر " كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْي يُسْمَع عِنْد وَجْهه كَدَوِيِّ النَّحْل ، فَأَنْزَلَ اللَّه عَلَيْهِ يَوْمًا ، ثُمَّ سَرَّى عَنْهُ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَة وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَدَعَا " الْحَدِيث أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَاللَّفْظ لَهُ وَالنَّسَائِيِّ وَالْحَاكِم .

وَفِي حَدِيث أُسَامَة " كُنْت رِدْف النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَات فَرَفَعَ يَدَيْهِ يَدْعُو ، فَمَالَتْ بِهِ نَاقَته فَسَقَطَ خِطَامهَا ، فَتَنَاوَلَهُ بِيَدِهِ وَهُوَ رَافِع الْيَد الْأُخْرَى " أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ بِسَنَدٍ جَيِّد .

وَفِي حَدِيث قَيْس بْن سَعْد عِنْد أَبِي دَاوُدَ " ثُمَّ رَفَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ وَهُوَ يَقُول :" اللَّهُمَّ صَلَوَاتك وَرَحْمَتك عَلَى آل سَعْد بْن عُبَادَةَ " الْحَدِيث وَسَنَده جَيِّد .

وَأَمَّا مَا أَخْرَجَهُ مُسْلِم مِنْ حَدِيث عُمَارَة بْن رُوَيْبَة بِرَاءٍ وَمُوَحَّدَة مُصَغَّر أَنَّهُ " رَأَى بِشْر بْن مَرْوَان يَرْفَع يَدَيْهِ ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ وَقَالَ :" لَقَدْ رَأَيْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا يَزِيد عَلَى هَذَا ...يُشِير بِالسَّبَّابَةِ "

فَقَدْ حَكَى الطَّبَرِيُّ عَنْ بَعْض السَّلَف أَنَّهُ أَخَذَ بِظَاهِرِهِ وَقَالَ : السُّنَّة أَنَّ الدَّاعِي يُشِير بِإِصْبَعٍ وَاحِدَة ، وَرَدَّهُ بِأَنَّهُ إِنَّمَا وَرَدَ فِي الْخَطِيب حَال الْخُطْبَة ، وَهُوَ ظَاهِر فِي سِيَاق الْحَدِيث فَلَا مَعْنَى لِلتَّمَسُّكِ بِهِ فِي مَنْع رَفْع الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاء مَعَ ثُبُوت الْأَخْبَار بِمَشْرُوعِيَّتِهَا ، وَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ وَحَسَّنَهُ وَغَيْرهمَا مِنْ حَدِيث سَلْمَان رَفَعَهُ " إِنَّ رَبّكُمْ حَيِيّ كَرِيم يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْده إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدّهُمَا صِفْرًا " بِكَسْرِ الْمُهْمَلَة وَسُكُون الْفَاء أَيْ خَالِيَة وَسَنَده جَيِّد .

قَالَ الطَّبَرِيُّ : وَكَرِهَ رَفْع الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاء اِبْن عُمَر وَجُبَيْر بْن مُطْعَم ، وَرَأَى شُرَيْح رَجُلًا يَرْفَع يَدَيْهِ دَاعِيًا فَقَالَ : مَنْ تَتَنَاوَل بِهِمَا لَا أُمّ لَك ؟ وَسَاقَ الطَّبَرِيُّ ذَلِكَ بِأَسَانِيدِهِ عَنْهُمْ .

وَذَكَرَ اِبْن التِّين عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن غَانِم أَنَّهُ نَقَلَ عَنْ مَالِك أَنَّ رَفْع الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاء لَيْسَ مِنْ أَمْر الْفُقَهَاء ، قَالَ : وَقَالَ فِي " الْمُدَوَّنَة " وَيَخْتَصّ الرَّفْع بِالِاسْتِسْقَاءِ وَيَجْعَل بُطُونهمَا إِلَى الْأَرْض .

وَأَمَّا مَا نَقَلَهُ الطَّبَرِيُّ عَنْ اِبْن عُمَر فَإِنَّمَا أَنْكَرَ رَفْعهمَا إِلَى حَذْو الْمَنْكِبَيْنِ وَقَالَ : لِيَجْعَلهُمَا حَذْو صَدْره ، كَذَلِكَ أَسْنَدَهُ الطَّبَرِيُّ عَنْهُ أَيْضًا .

وَعَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّ هَذِهِ صِفَة الدُّعَاء .

وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ وَالْحَاكِم عَنْهُ مِنْ وَجْه آخَر قَالَ : الْمَسْأَلَة أَنْ تَرْفَع يَدَيْك حَذْو مَنْكِبَيْك ، وَالِاسْتِغْفَار أَنْ تُشِير بِإِصْبَعٍ وَاحِدَة ، وَالِابْتِهَال أَنْ تَمُدّ يَدَيْك جَمِيعًا .

وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ وَجْه آخَر عَنْهُ قَالَ : يَرْفَع يَدَيْهِ حَتَّى يُجَاوِز بِهِمَا رَأْسه .

وَقَدْ صَحَّ عَنْ اِبْن عُمَر خِلَاف مَا تَقَدَّمَ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ فِي " الْأَدَب الْمُفْرَد " مِنْ طَرِيق الْقَاسِم بْن مُحَمَّد " رَأَيْت اِبْن عُمَر يَدْعُو عِنْد الْقَاصّ يَرْفَع يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِي بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ بَاطِنهمَا مِمَّا يَلِيه وَظَاهِرهمَا مِمَّا يَلِي وَجْهه " .

فتح الباري ( دَعَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ وَرَأَيْت بَيَاض إِبْطَيْهِ )

هَذَا طَرَف مِنْ حَدِيثه الطَّوِيل فِي قِصَّة قَتْل عَمّه أَبِي عَامِر الْأَشْعَرِيّ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ مَوْصُولًا فِي الْمَغَازِي فِي غَزْوَة حُنَيْنٍ ، وَأَشَرْت إِلَيْهِ قَبْل بِثَلَاثَةِ أَبْوَاب فِي " بَاب قَوْل اللَّه تَعَالَى" وَصَلِّ عَلَيْهِمْ " .

قَوْله ( وَقَالَ اِبْن عُمَر رَفَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ وَقَالَ :" اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِد "
وَهَذَا طَرَف مِنْ قِصَّة غَزْوَة بَنِي جَذِيمَة بِجِيمٍ وَمُعْجَمَة وَزْن عَظِيمَة ، وَقَدْ تَقَدَّمَ مَوْصُولًا مَعَ شَرْحه فِي الْمَغَازِي بَعْد غَزْوَة الْفَتْح ، وَخَالِد الْمَذْكُور هُوَ اِبْن الْوَلِيد . هَذَا الْحَدِيث مُشْتَمِل عَلَى أَنْوَاع مِنْ الْفَوَائِد مِنْهَا : بَيَان كَمَال شَفَقَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُمَّته وَاعْتِنَائِهِ بِمَصَالِحِهِمْ ، وَاهْتِمَامه بِأَمْرِهِمْ ، وَمِنْهَا : اِسْتِحْبَاب رَفْع الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاء

فتح الباري لابن رجب : كتاب الصلاة :

وقول أنس : ((كان لا يرفع يديه إلا في الاستسقاء)) ، في معناه قولان : أحدهما : أن أنسا اخبر عما حفظه من النبي- صلى الله عليه وسلم - ، وقد حفظ غيره عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه رفع يديه في الدعاء في غير الاستسقاء - أيضا . وقد ذكر البخاري في ((كتاب الأدعية)) : (باب : رفع الأيدي في الدعاء): وقال أبو موسى ، دعا النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم رفع يديه ، ورأيت بياض إبطيه .

وقال ابن عمر : رفع النبي - صلى الله عليه وسلم - يديه ، وقال :" اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد" . ثم ذكر رواية الأويسي تعليقاً ، وقد ذكرناها في الباب الماضي .

والثاني : أن أنساً أراد أنه لم يرفع يديه هذا الرفع الشديد حتى يرى بياض إبطيه ، إلا في الاستسقاء .

وقد خرّج الحديث مسلم ، ولفظه :" كان النبي- صلى الله عليه وسلم - لايرفع يديه في شىء من دعائه الا في الاستسقاء حتى يرى بياض إبطيه ." ومع هذا ؛ فقد رأه غيره رفع يديه هذا الرفع في غير الاستسقاء - أيضا .

ابن بطال : قال المهلب: رفع اليدين فى الاستسقاء وغيره مستحب؛ لأنه خضوع وتذلل، وتضرع إلى الله تعالى، وروى عن النبى، - صلى الله عليه وسلم - ، أنه قال « إن الله حيى، يستحيى إذا رفع العبد إليه يديه أن يردهما صفرًا » .

وذكر ابن حبيب قال: كان مالك يرى رفع اليدين فى الاستسقاء للناس والإمام، وبطونهما إلى الأرض، وذلك العمل عند الاستكانة والخوف والتضرع وهو الرَّهَبُ، وأما الرغبة والمسألة فتبسط الأيدى، وهو الرَّغَبُ وهو معنى قول الله، تعالى: {ويدعوننا رغبًا ورهبًا} [الأنبياء: 92]، خوفًا وطمعًا، وروى عن مالك فى المجموعة أنه استحسن رفع الأيدى فى الاستسقاء والحجة له قول أنس:" أن النبى - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يرفع يديه فى شىء من دعائه إلا فى الاستسقاء. "

وقال ابن القاسم فى « المدونة » : يرفع يديه فى الاستسقاء ومواضع الدعاء، ومن مواضع الدعاء: الصفا والمروة، وعند الجمرتين، وبعرفات، وبالمشعر الحرام رفعًا خفيفًا ولا يمد يديه رافعًا.

شرح مسلم للنووي :

هَذَا الْحَدِيث يُوهِم ظَاهِره أَنَّهُ لَمْ يَرْفَع صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا فِي الِاسْتِسْقَاء ، وَلَيْسَ الْأَمْر كَذَلِكَ ، بَلْ قَدْ ثَبَتَ رَفْع يَدَيْهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّعَاء فِي مَوَاطِن غَيْر الِاسْتِسْقَاء ، وَهِيَ أَكْثَر مِنْ أَنْ تُحْصَر ، وَقَدْ جَمَعْت مِنْهَا نَحْوًا مِنْ ثَلَاثِينَ حَدِيثًا مِنْ الصَّحِيحَيْنِ أَوْ أَحَدهمَا ، وَذَكَرْتهمَا فِي أَوَاخِر بَاب صِفَة الصَّلَاة مِنْ شَرْح الْمُهَذَّب ، وَيُتَأَوَّل هَذَا الْحَدِيث عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَرْفَع الرَّفْع الْبَلِيغ بِحَيْثُ يُرَى بَيَاض إِبْطَيْهِ إِلَّا فِي الِاسْتِسْقَاء ، أَوْ أَنَّ الْمُرَاد لَمْ أَرَهُ رَفَعَ ، وَقَدْ رَآهُ غَيْره رَفَعَ ، فَيُقَدَّم الْمُثْبِتُونَ فِي مَوَاضِع كَثِيرَة وَهُمْ جَمَاعَات عَلَى وَاحِد لَمْ يَحْضُر ذَلِكَ ، وَلَا بُدّ مِنْ تَأْوِيله لِمَا ذَكَرْنَاهُ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ أ هـ

تحفة الأحوذي : وَقَدْ وَرَدَ فِي رَفْعِ الْأَيْدِي عِنْدَ الدُّعَاءِ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ صَحِيحَةٌ صَرِيحَةٌ كَمَا عَرَفْت فِي بَابِ : مَا يَقُولُ إِذَا سَلَّمَ ، وَالْجَمْعُ بَيْنَ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ وَبَيْنَ حَدِيثِ أَنَسٍ" لَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ إِلَّا فِي الِاسْتِسْقَاءِ " رَوَاهُ الشَّيْخَانِ بِأَنَّ الْمَنْفِيَّ صِيغَةٌ خَاصَّةٌ لَا أَصْلُ الرَّفْعِ.

قَالَ الْحَافِظُ مَا حَاصِلُهُ إِنَّ الرَّفْعَ فِي الِاسْتِسْقَاءِ يُخَالِفُ غَيْرَهُ .

شرح سنن النسائي : حَاشِيَةُ السِّنْدِيِّ : قَوْله: ( لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ ) أَيْ لَا يُبَالِغُ فِي الرَّفْعِ وَإِلَّا فَأَصْلُ الرَّفْعِ ثَابِتٌ فِي مُطْلَق الدُّعَاء وَآخِرُ الْحَدِيثِ يُشْعِرُ بِهَذَا الْمَعْنَى

شرح السيوطي على مسلم : كان لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء قال النووي ظاهره يوهم أنه صلى الله عليه و سلم لم يرفع إلا في الاستسقاء وليس كذلك فقد ثبت رفع يديه في الدعاء في مواطن غير الاستسقاء وهي أكثر من أن تحصر ... فيتأول هذا الحديث على أنه لم يرفع الرفع البليغ بحيث يرى بياض إبطيه إلا في الاستسقاء أو المراد لم أره يرفع وقد رآه غيره يرفع فيقدم المثبتون في مواضع كثيرة وهم جماعات على واحد لم يحضر ذلك قلت أو المراد رفع خاص وهو الرفع بظاهر الكفين .

حاشية السندي على صحيح البخاري : وله : (حتى رأيت بياض إبطيه) فيه سنّ رفع اليدين في الدعاء ، وأما خبر البخاري عن أنس :" كان النبي صلى الله عليه وسلّم لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء فالمنفى فيه صفة خاصة ، وهي المبالغة في الرفع لا في أصل الرفع ، اهـ شيخ الإسلام. (ينظر إلى كلام شيخ الإسلام)

عمدة القارئ : عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك قال:" كان النبي لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء وإنه يرفع حتى يرى بياض إبطيه " مطابقته للترجمة ظاهرة ويحيى بن سعيد القطان وابن أبي عدي هو محمد بن إبراهيم وأبو عدي كنية إبراهيم وسعيد هو ابن أبي عروبة والحديث أخرجه البخاري أيضا في صفة النبي عن عبد الأعلى بن حماد وأخرجه مسلم في الاستسقاء عن أبي موسى وعن عبد الأعلى بن عبد الأعلى ويحيى بن سعيد وأخرجه النسائي فيه عن شعيب بن يوسف عن يحيى بن سعيد وعن حميد بن مسعدة وأخرجه ابن ماجه فيه عن نصر بن علي به قوله" أبطيه " بسكون الباء قال النووي هذا الحديث ظاهره يوهم أنه لم يرفع يديه إلا في الاستسقاء وليس الأمر كذلك.

الشوكاني : ... والظاهر أنه ينبغي البقاء على النفي المذكور عن انس فلا ترفع اليد في شيء من الأدعية إلا في المواضع التي ورد فيها الرفع ويعمل فيما سواها بمقتضى النفي وتكون الأحاديث الواردة في الرفع في غير الاستسقاء أرجح من النفي المذكور في حديث أنس إما لأنها خاصة فيبنى العام على الخاص أو لأنها مثبتة وهي أولى من النفي وغاية ما في حديث أنس أنه نفى الرفع فيما يعلمه ومن علم حجة على من لم يعلم ..

ابن حزم : ( حجة الوداع )عن ابن عمر ، أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يكبر على إثر كل حصاة ، ثم يتقدم حتى يسهل مستقبلا القبلة فيقوم طويلا ، ويدعو ويرفع يديه ، ثم يرمي الجمرة الوسطى ، ثم يأخذ ذات الشمال فيسهل ، ويقوم مستقبلا القبلة ، ثم يدعو ويرفع يديه ، ويقوم طويلا ، ثم يرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي ولا يقف عندها ، ثم ينصرف ويقول : هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله . وقد ذكرنا قبل هذا الحديث ، وما يدل على هذا العمل في كل أيام التشريق.

شرح مسلم للنووي :
: وَقَالَ عِيسَى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { إِنْ تُعَذِّبهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادك } هَكَذَا هُوَ فِي الْأُصُول ( وَقَالَ عِيسَى ) : قَالَ الْقَاضِي عِيَاض : قَالَ بَعْضهمْ : قَوْله ( قَالَ ) هُوَ اِسْم لِلْقَوْلِ لَا فِعْل يُقَال قَالَ قَوْلًا وَقَالًا وَقِيلًا كَأَنَّهُ قَالَ : وَتَلَا قَوْل عِيسَى . هَذَا كَلَام الْقَاضِي عِيَاض
.
قَوْله عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " رَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ :" اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي" وَبَكَى ." فَقَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : يَا جِبْرِيل اِذْهَبْ إِلَى مُحَمَّد - وَرَبّك أَعْلَم - فَاسْأَلْهُ مَا يُبْكِيك فَأَتَاهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَسَأَلَهُ فَأَخْبِرْهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا قَالَ وَهُوَ أَعْلَم فَقَالَ اللَّه تَعَالَى : يَا جِبْرِيل اِذْهَبْ إِلَى مُحَمَّد فَقُلْ إِنَّا سَنُرْضِيك فِي أُمَّتك وَلَا نَسُوءك "

أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تلا قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ في إبراهيمَ : { رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [ 14 / إبراهيم / الآية - 36 ] الآية وقال عيسى عليه السلام : (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم)[ 5 / المائدة / الآية - 118 ] فرفعَ يديهِ وقال:" اللهمَّ ! أُمَّتي أُمَّتي" وبكى . فقال اللهُ عزَّ وجلَّ : يا جبريلُ ! اذهب إلى محمدٍ، - وربُّكَ أعلمُ -، فسَلهُ ما يُبكيكَ ؟ فأتاهُ جبريلُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ فسَألهُ.فأخبرهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بما قالَ . وهو أعلمُ . فقال اللهُ : يا جبريلُ ! اذهبْ إلى محمدٍ فقلْ : إنَّا سنُرضيكَ في أُمَّتكَ ولا نَسُوءُكَ ."
الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 202خلاصة حكم المحدث: صحيح

* خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام :النووي :
وعن أنس رضي الله عنه: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء، وإنه يرفع حتى يُرى بياض إبطيه "متفق عليه.
قلت " النووي " : في "الصحيحين " أنه صلى الله عليه وسلم رفع يديه في دعائه في مواطن كثيرة. فيُتأول حديث أنس أنه لم يعلم، أو أنه أراد الرفع البليغ. " أنظر المجموع يتبين قول النووي لتصحيح حديث عن أنس في رفع اليدين !!!

شرح بلوغ المرام ( للشيخ عطية سالم ) " ثم رفع يديه ولم يزل حتى رئي بياض إبطيه " يقال: كيف هذا الترتيب؟ فهل كونه رفع ولم يزل حتى رئي بياض إبطيه هو قبل الرفع أو بعد الرفع؟ هنا حذف خفي * على بعض الناس، فادعى أنه لم يرفع يده في دعاء إلا الاستسقاء، كما جاء في أثر أنس : (ثم رفع يديه ولم يزل يرفع ويرفع حتى رئي بياض إبطيه )يعني: بالغ في رفع يديه في دعائه في الاستسقاء حتى رئي بياض إبطيه، بخلاف المواقف الأخرى، فيمكن أن يرفع يديه حذو منكبيه، أو حذو أذنيه ولا يرى بياض إبطيه، لكن هنا في شدة الضراعة واللجوء إلى الله وإظهار الحاجة بالغ في رفع يديه حتى رئي بياض إبطيه.
وهنا ينقل العلماء عن النووي رحمه الله، أنه أنكر على من ينكر رفع اليدين في الدعاء مطلقاً، ويقول: لم يأتِ رفع اليدين إلا في الاستسقاء، كما في حديث أنس : (ما رفع يديه إلا في الاستسقاء ) وأجاب العلماء عن قوله: (ما رفع يديه ) أي: على تلك الحالة التي رئي فيها بياض إبطيه إلا في الاستسقاء. يقول النووي رحمه الله: ولقد جمعت في ذلك رسالة فوق الثلاثين حديثاً في رفع اليدين، في عموم الدعاء، وذكر ذلك في كتاب (المجموع) في نهاية باب الصلاة، وينقله العلماء عنه لنفاسته.

وقال بعد أن ذكر الأحاديث: ومن ظن أنه لا ترفع الأيدي إلا في هذه المواطن فهو جاهل. أي: إن العبرة بعموم الأحاديث في رفع اليدين عند كل دعاء، ومن أعم ما جاء في هذا قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليستحيي من عبده أن يمد إليه يديه فيردهما صفراً ) يعني: لابد أن يجيبه، كما لو جاءك السائل فإنك تستحيي أن ترده بلا شيء، فتعطيه ما تيسر، فكذلك الله تعالى يستحي من عبده إذا مد إليه يديه،لم يعين ولم يحدد صلى الله عليه وسلم في أي شيء يمد يديه بل جعله على العموم. وقوله: (رفع يديه ولم يزل) أي: لم يزل يرفع ويرفع حتى رئي بياض إبطيه صلى الله عليه وسلم.

شرح بن بطال
: فيه: أَنَسٍ قَالَ: « بَيْنَمَا رسول الله يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، إِذْ قَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَ الْكُرَاعُ، هَلَكَ الشَّاءُ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَسْقِيَنَا، فَمَدَّ يَدَيْهِ وَدَعَا » .
وترجم له: « باب الاسْتِسْقَاءِ فِي الْخُطْبَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ » .(1)/54 - وزاد فيه: « حتَى سَالَ الْوَادِي قَنَاةُ شَهْرًا، وَلَمْ يَجِئْ أَحَدٌ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلا حَدَّثَ بِالْجَوْدِ » .رفع اليدين فى الخطبة فى معنى الضراعة إلى الله والتذلل له، وقد أخبر النبى، عليه السلام، أن العبد إذا دعا الله تعالى، وبسط كفيه أنه لا يردهما خائبين من فضله، فلذلك رفع النبى عليه السلام، يديه.
وقد أنكر بعض الناس ذلك، فروى الأعمش، عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال: رفع الإمام يوم الجمعة يديه على المنبر، فرفع الناس أيديهم، فقال مسروق: ما لهم قطع الله أيديهم،

وقال الزهرى: رفع الأيدى يوم الجمعة محدث، وقال ابن سيرين: أول من رفع يديه يوم الجمعة عبيد الله بن عبد الله بن معمر.

وكان مالك لا يرى رفع اليدين إلا فى خطبة الاستسقاء،.


أقول وبالله التوفيق أنظر إلى كلام النووي في المجموع .. واحتج له البيهقى بما رواه باسناد له صحيح أو حسن عن أنس رضي الله عنه في قصة القراء الذين قتلوا رضي الله تعالى عنهم قال " لقد رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم كلما صلي الغداة يرفع يديه يدعو عليهم يعني علي الذين قتلوهم "... فالنووي هنا أثبت صحة الحديث إلى أنس فالحمد لله بقي المبالغة !!!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رفع اليدين في الدعاء - مراد انس رضي الله عنه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هل من السنة رفع اليدين والأكف إلى السماء أثناء الدعاء وما الادلة على ذلك
» من قرأ وأخبر الناس بهذا الدعاء فرج الله همه: حديث باطل لا يصح
» ما حكم افتتاح الدعاء وختمه بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟
» الدعاء :أماكن وأوقات إجابة الدعاء
» دعاء النجاة : الدعاء الذي من دعا به " لم يكن لأحد عليه سبيل" ،دعاء انس بن مالك رضي الله عنه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas  :: مواضيع تهمك - Very Important Topics-
انتقل الى: