ما حكم تركيب الأظفار (الأظافر) و
الرموش الإصطناعية ، و
تعديل الحاجبين بالمقص- لا بالنتف-، و
وصل الشعر ، و
التفلج و
النمص و
الوشر و
الوشم ؟؟
اولا : تحرير القول وتبيان الألفاظ: ظُفْر: ( اسم ) جمع :
ظْفُورُو
أَظْفَرُ و
أَظْفار و
أظافيرُالظُّفْرُ :
الأُظْفُورُ :
مادَّةٌ قَرْنِيَّةٌ تَنْبُتُ في أَطْرافِ أَصابِعِ الإِنْسانِ وَبَعْضِ الحَيَوانات .
رِمش: ( اسم ) الجمع :
رُموشرِمْش العين :
هُدب ؛ شعر نابت على أطراف جفونها نَمَصَ: ( فعل )
يَنمُص ، نَمْصًا ، فهو
نامِص ، والمفعول
مَنْموصنمَص الشَّعْرَ :
نَتَفه ، وبالغ في نتفه.
فَلَجَ: ( فعل )
يفلِج ، فَلْجًا ، فهو
فالج ، والمفعول
مَفْلوج و فلجاءفَلَج: ( اسم ) الجمع :
فُلُوجٌالفَلَجُ :
تباعُدُ ما بين الأسنان خِلقة وَشَمَ: ( فعل )
يَشِم ، شِمْ ، وَشْمًا ، فهو
واشِم ، والمفعول
مَوْشوم الوَشْمُ :
ما يكون من غَرْز الإِبرة في البدن وذَرِّ النِّيلَج عليه حتى يزرقّ أَثرُه أَو يخضرّ الوَشْمُ :
العلامةُ .
وَشَرَ: ( فعل ) (
يَشِرُها )
وَشْراً فهو
واشِرٌ ، وهي
واشِرةٌوَشَرَتِ الْمَرْأَةُ أَسْنَانَهَا :
حَدَّدَتْهَا ، رَقَّقَتْهَا .
........................
فهذه المسائل -
تركيب الأظفار ،
الوصل،
الوشر ،
الوشم ،
النمص - تدخل تحت "
التجميل" وهو نوعان:
أ ـ
ما كان منه لإزالة عيب مشين مشوِّه للخلقة فهذا لا بأس به ولا حرج فيه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن
لعرفجة بن سعد رضي الله عنه وكان قطعت أنفه في الحرب أن يتخذ أنفا من ذهب ،
رواه الترمذي.
"
أُصِيبَ أنفِي يومَ الكِلابِ في الجاهليةِ فاتخذتُ أنفا من ورِقِ فأنتنَ عليّ ، فأمرنِي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن أتّخذ أنفا من ذهبٍ"
الراوي : عرفجة بن أسعد | المحدث : الترمذي في سننه : 1770 | خلاصة حكم المحدث : حسن غريب ب ـ
التجميل الزائد وهو ما ليس لإزالة العيب بل لزيادة الحسن وهذا النوع محرم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قلل :"
لعَنَ اللَّهُ الواصلةَ والمستوصِلةَ والواشمةَ والمستوشِمة"
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري في صحيحه: 5937، ومسلم: 2124 وعليه ومما سبق من ادلة ، فإن تعديل الحاجبين الذين ليسا مشوهي الخلقة تشويها واضحا مشينا ـ يعد من النمص الملعونة صاحبته على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك إحداث الرموش إذا لم تكن العين في حاجة ماسة إليها فهو من تغيير خلق الله، خصوصا إذا كانت الرموش ثابتة، أما إن كانت توضع حينا وتزال حينا فالأفضل تركها، على أن شبهها بوصل شعر الرأس واضح مما ينحو بها منحى التحريم.
وتركيب الاظفار الصناعية لا يخلو من حالين:
الحال الأول:
أن يضع الشخص -ذكرا او أنثى-
هذه الأظافر لحاجة وغرض صحيح، معقول ، مقبول : كأن يقلع بعض أظافره لمرض أو غيره فيحتاج إلى زراعة أو وضع أظافر صناعية مكانها...
فهذا لا حرج فيه لحاجة التداوي.
روى الترمذي:1770، والنسائي: 5176 ، النووي :1/254 ، عن عُرفُجة بن أسعد قال:
"
أصيب أنفي يوم الكلاب في الجاهلية فاتخذت أنفاً من ورق فأنتن علي فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتخذ أنفاً من ذهب".
حديث حَسنٌ. وليحذر المسلم من أن تكون طويلة أو كبيرة بحيث تغطي جزءاً من أصابعه لم تكن تغطيه الأظافر الطبيعية، لئلا تمنع وصول الماء إلى البشرة عند الوضوء أو الغسل، ويجب إزالتها إذا كان من الممكن تحريكها من مكانها، دون ضرر أو مشقة زائدة، كما أن عليه أن يحرص على أن لا تتنافى مع وضع خصال الفطرة - قص الاظفار - ، وأن تكون مصنوعة في اصلها من مادة طاهرة.
الحال الثاني:
أن يقوم بتركيبها لمجرد الزينة، وهذا لا يجوز ،
فإن تغيير خلق الله متحقق في هذه الصورة، وهي نفس العلة التي من أجلها حرم الوشم والنمص والتفلج والوصل، فالمرأة إنما تفعل ذلك للزينة فاعتبره الشرع تغييراً لخلق الله، ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
"
لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله"،
ما لي لا ألعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله ، وهو يعني قول الله تعالى:"
وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"
{الحشر:7}.
و بناء على التفصيل المتقدم:
فإن الأظفار إذا قلعت لمرض أو غيره، واحتاج المسلم إلى زرع أظافر صناعية أو تركيبها، فلا مانع من ذلك شرعاً، وليس هذا من باب تغيير خلق الله تعالى المنهي عنه شرعًا، وإنما هو من باب العلاج والتداوي المأمور به شرعًا .
والدليل ما ذكرناه من حديث عُرفُجة بن أسعد رضي الله عنه كما عند الترمذي ، وابن كثير:7413 وغيرهما ،حديث حسن. ويُحذر من أن تكون طويلة أو كبيرة بحيث تغطي جزءاً من أصابعه لم تكن تغطيه الأظافر الطبيعية؛ لئلا تمنع وصول الماء إلى البشرة، كما عليه أن يحرص على أن لا تتنافى مع وضع خصال الفطرة -قص الاظفار-، وأن تكون مصنوعة من مادة اصلاً طاهرة.
والحاصل أن تركيب الأظافر المخلوعة لمرض لا مانع منه في حد ذاته إذا لم يتضمن موانع أخرى خارجة عنه .
و
كذلك الحكم للرموش الصناعية، فمن يكون في حاجة ماسة إليه - كمن أصيب بمرضٍ، أو حرق، أو نحوه...فإن هذا ـ إن شاء الله ـ لا حرج فيه.
بخلاف من يضعها للزينة، ولا سيما إن كانت ثابتة، فهذا يدخل في تغيير خلق الله، كما يدخل في عموم الوصل المنهي عنه، ولا فرق في ذلك بين المتزوجة وغير المتزوجة.
و
للأمانة العلمية والشرعية ، ننقل فتوى اللجنة الدائمة:
"
لا يجوز استخدام الأظافر الصناعية، والرموش المستعارة، والعدسات الملونة، لما فيها من الضرر على محالها من الجسم، ولما فيها ـ أيضا ـ من الغش والخداع، وتغيير خلق الله".
فإذا كانت هذه الرموش للزينة فقد حصل بها مفسدتان:الأولى:
أنها تغيير لخلق الله.
والثانية:
أنها دخلت تحت النهي العام الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث ورد عنه أنه "
لعنَ الواصِلة والمستوصِلة" [متفق عليه].
والواصلة هي:
التي تصل شعرها بشعر غيرها.
وأما
تعديل شعر الحاجبين مما ليس فيه تشويه للخلقة تشويها واضحا مشينًا ـ يعد من النمص الملعون صاحبه - ذكرا أو انثى -، على لسان النبي- صلى الله عليه وسلم-،
وكذلك إحداث الرموش إذا لم تكن العين في حاجة ماسة إليها فهو من تغيير خلق الله، خصوصا إذا كانت الرموش ثابتة، أما إن كانت توضع حينا وتزال حينا فالأفضل تركها، على أن شبهها بوصل شعر الرأس واضح مما ينحو بها منحى التحريم. وقد أخبر الله أن الشيطان تعهد بإغواء الناس وأمرهم بتغيير خلق الله فقال:"
وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّه"ِ.
{النساء:119}. فعلى المسلم - ذكرا او انثى - المتقي الطائع ، الحريص على ارضاء الله وامتثال أوامره و رسوله ، عليه أن يبتعد عن الوصل والنمص والوشم والوشر والفلج.
تحكي أسماءُ بِنتُ أبي بَكْرٍ رضي الله عنهما أنَّ امرأةً سألَت النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فقالَت:
(
يا رَسولَ اللهِ، إنَّ ابنَتي أصابَتها الحَصبة)ُ -وهي بَثراتٌ حُمْرٌ تَخرُج في الجَسدِ مُتَفرِّقة، وهي نَوع مِن الجدري- ، "
فامَّرَقَ" مِن المُروقِ، أي: خَرَجَ شَعَرُها من مَوضعِه أي تَمزَّق وتَقطَّع شَعَرُها، (
وإنِّي زَوَّجتها، أفَأصِل فيه غَيرَه)، فأجابَها صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: {
لَعَنَ اللهُ الوَاصِلة }َ" .
صحيح البخاري: 5741الواصلة أي:
الَّتي تصِل شَعَرَها، أو شَعَرَ غَيرِها بشَعَرٍ آخَرَ، والمَوصولةَ الَّتي يُوصَلُ شَعَرُها.
وفي الحديثِ:
أنَّ وَصْلَ الشَّعرِ من الكَبائِرِ.
وفيه:
اللَّعنُ على العُمومِ.
وعن عبد الله قال : "
لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله "
فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب فجاءت فقالت : (إنه بلغني أنك لعنت كيت وكيت) ، فقال : '
ومالي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن هو في كتاب الله ؟' فقالت
لقد قرأتُ ما بين اللوحين فما وجدت فيه ما تقول) ، قال :' لئن كنتِ قرأتيه لقد وجدتيه أما قرأت : {
وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } الحشر / 7 ؟' ، قالت : (بلى) ، قال : 'فإنه قد نهى عنه' ، قالت : (فإني أرى أهلك يفعلونه) ، قال : 'فاذهبي فانظري' ، فذهبت فنظرت فلم تر من حاجتها شيئاً ، فقال :' لو كانتْ كذلك ما جامعَتنا' .
رواه البخاري ( 4604 ) ، ومسلم ( 2125 ) .والنّمص او النّماص :
هو
إزالة شعر الوجه بالمنقاش او المنماص - ملقط الحواجب -.
ويقال :
إن النِّماص يختص بإزالة شعر الحاجبين لترفيعهما أو تسويتهما او ترقيقهما .
قال
أبو داود في السنن :
النّامصة التي تنقش الحاجب حتى ترقـّه .
والمتفلجات :
(
التفريج بين الثنايا من الأسنان)
"
هو جمع متفلجة ، وهي التي تطلب الفلج أو تصنعه ، والفلج بالفاء واللام والجيم : انفراج ما بين الثنيتين ، والتفلج : أن يفرج بين المتلاصقين بالمبرد ونحوه ، وهو مختص عادة بالثنايا والرَّباعيات...".. "
فتح الباري " ( 10 / 372 ) .
الوشم:
قال القرطبي.."
والوشم يكون في اليدين ، وهو : أن يغرز ظهر كف المرأة ومعصمها بإبرة ثم يحشى بالكحل أو بالنثور فيخضر ، وقد وشمت تشم وشما فهي واشمة ، والمستوشمة : التي يُفعل ذلك بها ، قاله الهروي" .
" تفسير القرطبي " ( 5 / 392 ) . وهو اليوم في كل مكان من الجسد ، ذكورا واناثا.
بلغوا وارسلوا و شاركوا الاجر والعلم والصدقة ، قولوا لله :"
سَمِعنَا وأطَعنا".
علم وصدقة جارية للأحياء والأموات.