بسم الله الرحمن الرحيم
أم شريك الأزدية ، واسمها غزية بنت جابر بن حكيم، وكانت قبله عند أبي بكر بن أبي سلمى، فطلقها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يدخل بها وهي التي وهبت نفسها وقيل إن التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم خولة بنت حكيم.
أم شريك:القرشيّة العامريّة .
من بني عامر بن لؤيّ.
نسبها
ابن الكلبيّ، فقال:
"
بنت دودان بن عوف بن عمرو بن خالد بن ضباب بن حجير بن معيص بن عامر" .
وقال غيره:"
عمرو بن عامر بن رواحة بن حجير".
وقال
ابن سعد:
"
اسمها غزية بنت جابر بن حكيم، كان محمد بن عمر يقول: هي من بني معيص بن عامر بن لؤيّ. وكان غيره يقول: هي دوسيّة من الأزد، ثم أسند عن الواقديّ، عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيميّ، عن أبيه، قال: كانت أم شريك من بني عامر بن لؤيّ معيصيّة وهبت نفسها للنّبيّ فلم يقبلها فلم تتزوّج حتى ماتت.
وقال أبو عمر: كانت عند أبي العكر بن سمي بن الحارث الأزديّ ثم الدّوسي، فولدت له شريكا، وقيل: إن اسمها غزيلة، بالتّصغير، ويقال غزيّة بتشديد الياء بدل اللّام، وقيل بفتح أولها. وقال ابن مندة: فاختلف في اسمها فقيل غزيلة. وقال أبو عمر: من زعم أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم نكحها قال: كان ذلك بمكّة". انتهى.
أسد الغابة ت (7497) ، الاستيعاب ت (3626) ، الثقات 3/ 463، السمط الثمين 143، تقريب التهذيب 2/ 622، تجريد أسماء الصحابة 2/ 325. تهذيب التهذيب 12/ 472، الكاشف 3/ 489، تهذيب الكمال ح 3/ 1704. التاريخ لابن معين 2/ 26، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 400، الجرح والتعديل 9/ 464. حلية الأولياء 2/ 66، تلقيح فهوم أهل الأثر 26، 27، 387. وهو عجيب،
فإنّ قصّة الواهبة نفسها إنما كانت بالمدينة، وقد جاء من طرق كثيرة أنها كانت وهبت نفسها للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وأخرج
أبو نعيم، من طريق محمد بن مروان السّديّ- أحد المتروكين، وأبو موسى من طريق إبراهيم بن يونس، عن زياد، عن بعض أصحابه، عن ابن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن
ابن عبّاس، قال:
ووقع في قلب أم شريك الإسلام وهي بمكّة، وهي إحدى نساء قريش ثم إحدى بني عامر بن لؤيّ، وكانت تحت أبي العكر الدّوسي، فأسلمت، ثم جعلت تدخل على نساء قريش سرّا فتدعوهن وترغّبهن في الإسلام حتى ظهر أمرها لأهل مكّة، فأخذوها وقالوا لها: لولا قومك لفعلنا بك وفعلنا. ولكنا سنردك إليهم.
قالت:
فحملوني على بعير ليس تحتي شيء موطأ ولا غيره، ثم تركوني ثلاثا لا يطعموني ولا يسقوني. قالت:
فما أتت عليّ ثلاث حتى ما في الأرض شيء أسمعه، فنزلوا منزلا، وكانوا إذا نزلوا أوثقوني في الشّمس واستظلوا وحبسوا عني الطّعام والشّراب حتى يرتحلوا، فبينما أنا كذلك إذا أنا بأثر شيء عليّ برد منه، ثم رفع، ثم عاد فتناولته، فإذا هو دلو ماء، فشربت منه قليلا ثم نزع مني، ثم عاد فتناولته فشربت منه قليلا، ثم رفع ثم عاد أيضا، ثم رفع فصنع ذلك مرارا حتى رويت، ثم أفضت سائره على جسدي وثيابي. فلما استيقظوا فإذا هم بأثر الماء، ورأوني حسنة الهيئة، فقالوا لي:
انحللت فأخذت سقاءنا فشربت منه. فقلت:
لا، واللَّه ما فعلت ذلك، كان من الأمر كذا وكذا، فقالوا: لئن كنت صادقة فدينك خير من ديننا، فنظروا إلى الأسقية فوجدوها كما تركوها، وأسلموا بعد ذلك.
وأقبلت إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ووهبت نفسها له بغير مهر، فقبلها ودخل عليها، فلما رأى عليها كبرة طلقها.
أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 17 كتاب النكاح باب عرض المرأة نفسها ومسلم في الصحيح 2/ 1040- 1041 عن سهل بن سعد الساعدي كتاب النكاح (16) باب الصداق وجواز كونه تعليم قرآن وخاتم.. (13) حديث رقم (76/ 1425) وأحمد في المسند 3/ 268. وقد رويت هذه القصة عن أم شريك بلفظ آخر من وجه آخر في ترجمة بنت أبي العكر في كنى النّساء، وسنده مرسل، وفيه الواقديّ. وأخرج أبو موسى في الذّيل لها قصّة أخرى مع يهوديّ رافقته إلى المدينة شبيهة بهذه في شربها من الدّلو.
وأخرج أبو موسى أيضا من وجه خر عن الكلبيّ عن أبي صالح، عن ابن عبّاس- شبيهة بالقصّة التي
في الخبر المرسل، وحاصله أنه اختلف على الكلبيّ في سياق القصّة، ويتحصل منها- إن كان ذلك محفوظا- أنّ قصّة الدّلو وقعت لأم شريك ثلاث مرات. قال
ابن الأثير: استدلّ
أبو نعيم بهذه القصّة على أن العامريّة هي الدّوسيّة.
قلت:
فعلى هذا يلزم منه أن تكون نسبتها إلى بني عامر، من طريق المجاز، مع أنه يحتمل العكس بأن تكون قرشيّة عامريّة، فتزوّجت في دوس فنسبت إليهم.
وأخرج
الحميديّ في مسندة، من رواية مجالد، عن الشّعبيّ، عن فاطمة بنت قيس- أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم "
..أمرَ فاطمة بنت قيس أن تعتدَّ في بيتِ أمِّ شريكٍ.."
الراوي : فاطمة بنت قيس | المحدث : مسلم في صحيحه: 1480 وهذا يخالف ما تقدم أنها زوج أبي العكر، ويمكن الجمع بأن تكون كنية والدها وزوجها اتفقتا أو تصحّفت بنت بالموحدة والنّون من بيت بالموحدة والتّحتانية، وبيت الرجل يطلق على زوجته، فتتفق الرّوايتان. وجاء في ترجمة
أبي العكر وهم قول أبي عمر في قوله: إن أبا العكر ابنها، وجاء عن أم شريك ثلاثة أحاديث مسندة، ولم تنسب في بعضها، ونسبت في بعضها مع اختلاف من الرّواية في النسبة الأولى، أخرجه مسلم في الفتن، والترمذيّ في المناقب، من رواية الزّبير، عن جابر، عن أم شريك، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «
يتفرّق النّاس من الدّجّال» . قالت أم شريك: يا رسول اللَّه، فأين العرب يومئذ؟ قال: «
هم قليل» .
وأخرج ابن ماجة من حديث أبي أمامة عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في ذكر الدّجال، قال: «
ترجف المدينة ثلاث رجفات، فلا يبقى منافق ولا منافقة إلّا خرج إليه، ويدعى ذلك اليوم يوم الحلام». قالت أم شريك بنت أبي العكر: يا رسول اللَّه، فأين العرب يومئذ؟ قال:
هم يومئذ قليل.
ذكره في حديث طويل.
أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 38537 وعزاه للطبراني عن أنس. وهذا يوافق ما أخرجه الحميديّ، وغيره، من طريق مجالد، عن الشّعبي، عن فاطمة بنت قيس أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال لها: «
اعتدّي عند أمّ شريك بنت أبي العكر».
أخرجه مسلم 2/ 1114 في كتاب الطلاق باب المطلقة ثلاثا لا نفقة لها حديث رقم 36- 1480. وعلى هذا- إن كان محفوظا- فهي الأنصاريّة المتقدّمة، فكأن نسبتها كذلك مجازية أيضا.
الثاني أخرجه الشّيخان من رواية سعيد بن المسيب، عن أم شريك :"
أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمَرها بقتلِ الأوزاغِ "، ولم تنسب في هذه الرّواية إلا في رواية لأبي عوانة عن سماك.
الراوي : أم شريك | المحدث : البخاري في صحيحه: 3307 الثالث أخرجه النّسائيّ، من رواية هشام بن عروة، عن أم شريك-
أنها كانت ممن وهبت نفسها للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ورجاله ثقات ولم ينسبها. وقد أخرجه
ابن سعيد، عن عبيد اللَّه بن موسى، عن سنان عن فراس عن الشّعبيّ، قال:
المرأة التي عدل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أم شريك الأنصاريّة.
وهذا مرسل رجاله ثقات.
ومن طريق شريك القاضي وشعبة، قال شريك عن جابر الجعفي، عن الحكم، عن علي بن الحسين
أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم تزوّج أم شريك الدّوسيّة، لفظ شريك. وقال شعبة في روايته:
إن المرأة التي وهبت نفسها للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أم شريك امرأة من الأزد.
وأخرج
ابن سعد من طريق عكرمة، ومن طريق عبد الواحد بن أبي عون في هذه الآية:
وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ [الأحزاب: 50] .
قال: هي أم شريك، وفي مسندهما الواقدي ولم ينسبها.
والّذي يظهر في الجمع أن أم شريك واحدة، اختلف في نسبتها أنصارية، أو عامرية من قريش، أو أزدية من دوس، واجتماع هذه النّسب الثلاث ممكن، كأن يقول قرشيّة تزوّجت في دوس فنسبت إليهم، ثم تزوّجت في الأنصار فنسبت إليهم، أو لم تتزوّج بل هي نسبت أنصاريّة بالمعنى الأعم............................
وجاء في نسبها روايات مختلفة ...فقيل انها:
غُزَيْلة ويقال
غزيَّة، أُم شريك
الأنصاريّة. من
بني النّجَّار. والصَّواب غُزَيْلَة إن شاء الله تعالى.
وقيل:
"
أم شَرِيك بنت جابر الغفارية" :
غُزَيْة بنت دودان بن عوف بن عمرو بن عامر بن رواحة بن حجر ــ ويقال حجير ــ بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤيّ. وقيل في نسبها: أُم شريك بنت عوف بن جابر بن ضباب بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤيّ"
الاستيعاب في معرفة الأصحاب. وقيل:
غزَيَّة بنت جابر بن حكيم. كان محمّد بن عمر يقول:"
هي من بني مَعِيص بن عامر بن لُؤَيّ وكان غيره يقول: هي دَوْسِيَّة من الأزْد."
الطبقات الكبير.
وقيل:
عُزَيْلة: بالتَّصغير، ويقال غُزَيّة، بالتّشديد بدل اللّام، ويقال بفتح أوله مع التَّشديد بلا لام: هي أم شريك، مشهورة بكنيتها.
وقيل:
أم شريك: القُرشيّة العامريّة. من بني عامر بن لؤيّ. نسبها ابْنُ الكَلْبِيِّ، فقال: بنت دودان بن عوف بن عمرو بن خالد بن ضِبَاب بن حُجَير بن مَعيص بن عامر. وقال غيره: عمرو بن عامر بن رواحة بن حُجَير."
قيل: هي
بنت أنس الماضية [[يعني: أم شريك بنت أنس بن رافع]]، وقيل هي
بنت خالد المذكورة قبلها [[يعني: أم شريك بنت خالد بن خنيس]]، وقيل هي غيرهما، وقيل هي أم شريك بنت أبي العَكَر بن سُمَي".
الإصابة في تمييز الصحابة.
وقيل:
"
من بني عامر بن لُؤي، اسمها غَزيَّة ـــ وقيل: غُزَيلة ـــ
بنت دودان بن عوف بن عمرو بن عامر بن رواحة بن حُجير بن عبد معِيص بن عامر بن لُؤي. وقال ابن الكلبي في نسبها إلى "رواحة" وقال: رَوَاحة بن مُنقذ بن عمرو بن مَعِيص بن عامر بن لؤي. وقيل في نسبها: أ
م شريك بنت عوف بن عمرو بن جابر بن ضِباب بن حُجَير بن عبد ابن مَعِيص بن عامر بن لُؤي."
وقيل
:
أُم شَرِيك الدَّوْسِيَّة. من المهاجرات. ذكرها ابن منده. وقال أبو نعيم: ذكرها المتأخر ـــ يعني ابن منده ـــ وأفردها عن العامرية، قال: وهي عندي العامرية. وهي التي يأْتي ذكرها. قال: وقيل: هي بنت جابر.
أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده عن يونس بن بُكَير، عن عبد الأعلى بن أبي المُسَاور القرشي، عن محمد بن عَمرو بن عطاءَ، عن
أبي هريرة قال:
كانت امرأة من دَوس يقال لها "أم شريك" أسلمت في رمضان، فأقبلت تطلب من يصحبها إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. فلقيت رجلًا من اليهود، فقال: ما لك يا أم شريك؟ قالت: أطلبُ من يصحبني إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. قال: تَعالَيْ فأنا أصحبك...
وذكر الحديث بطوله. ذكر ابن منده هذا الحديث، وذكره أبو نُعيم أيضًا، وذكر معه حديثًا يرويه الكلبي، عن أبي صالح، عن
ابن عباس قال:
وقع في قلب أم شريك الإسلام وهي بمكة، وهي إحدى نساء قريش، ثم إحدى بني عامر بن لؤي، وكانت تحت أبي العَكَرِ الدَّوسي، فأسلمت، ثم جعلت تدخل على نساء قريش فتدعوهن سرًا وترغبهن في الإسلام، حتى ظهر أَمرُها بمكة، فأخذوها وَسيَّروها إلى قومها. وذكَرَ الحديث بطوله، وإنما أخرج هذا الحديث لِيَستَدِلُ به على أنها أم شريك العامرية ليست غيرها.
وقد رواه ابن إسحاق مثلَ ابن منده، وترجَمَ عليه إسلام أم شَريك الدوسية. والله أعلم. أخرجها ابن منده وأبو نعيم، ولم يخرجها أبو عمر، وأرى إنما تركها لأنه ظنها العامرية."
ذكرها
أحمد بن صالح المصري في أزواج النبي صَلَّى الله عليه وسلم. أخرجها أبو عمر مختصرًا."
أسد الغابة.
قال ابن سعد: اسمها غزية بنت جابر بن حكيم، كان محمد بن عمر يقول: هي من بني مَعيص بن عامر بن لؤيّ.
وكان غيره يقول: هي دوسيّة من الأزد.
ثم أسند عن الواقديّ، عن موسى ابن محمد بن إبراهيم التيميّ، عن أبيه، قال: كانت أم شريك من بني عامر بن لؤي معيصيّة
وهبت نفسها للنبي فلم يقبلها فلم تتزوّج حتى ماتت.
وقال أَبُو عُمَرَ: كانت عند أبي العَكَر بن سمي بن الحارث الأزديّ ثم الدّوْسي، فولدت له شريكًا، وقيل: إن اسمها غزيلة، بالتّصغير. ويقال غزيّة بتشديد الياء بدل اللّام، وقيل بفتح أولها.
وقال ابن منده: فاختلف في اسمها فقيل غزيلة.
وقال أبو عمر: مَنْ زعم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نكحها قال: كان ذلك بمكّة. انتهى.
وأخرج
ابْنُ سَعْدٍ، من طريق يحيى بن سعيد الأنصاريّ
مرسلًا؛ قال:
هاجرت أم شريك الدَّوْسِيّة فصحبَتْ يهوديًّا في الطريق، فأمست صائمة، فقال اليهودي لامرأته: لئن سقيتها لأفعلنّ؛ فباتت كذلك حتى إذا كان في آخر اللّيل إذا على صَدْرها دلو موضوع وصَفَن، فشربت منه؛ ثم بعثتهم للدلجة، فقال اليهوديّ؛ إني لأسمع صوت امرأة، لقد شربت، فقالت: لا، والله إن سقيتني. قال: والصّفن، بفتح المهملة والفاء، مثل الجراب أو المزود."
الإصابة في تمييز الصحابة.
أخبرنا عارم بن الفضل، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن يحيَى بن سعيد قال:
هاجرت أمّ شريك الدوسيّة فصحبت يهوديًّا في الطريق فأمست صائمة، فقال اليهودي لامرأته: لئن سقيتها لأفعلنّ. فباتت كذلك حتى إذا كان في آخر الليل إذا هو على صدرها دلو موضوع وصفن فشربت ثمّ بعثتهم للدلجة. فقال اليهودي: إني لأسمع صوت امرأة، لقد شربت. فقالت: لا والله أن سقتني. قال: وكانت لها عكّة تعيرها من أتاها فاستامها رجل فقالت: ما فيها رُبّ، فنفختها فعلّقتها في الشمس فإذا هي مملوءة سمنًا. قال: فكان يقال: ومن آيات الله عكّة أمّ شريك. قال: والصفين مثل الجراب أو المزود.
أخبرنا بكر بن عبد الرحمن، حدّثنا عيسى بن المختار عن محمّد بن أبي ليلى عن أبي الزبير، عن جابر،
عن أمّ شريك أنّها كانت عندها عكّة تهدي فيها سمنًا لرسول الله. قال: فطلبها صبيانها ذات يوم سمنّا فلم يكن فقامت إلى العكّة لتنظر فإذا هي تسيل. قال: فصبّت لهم منه فأكلوا منه حينًا ثمّ ذهبت تنظر ما بقي فصبّته كله ففني، ثمّ أتت رسول الله فقال لها: "أصببته؟ أما إنّك لو لم تصبّيه لقام لك زمانًا".
الطبقات الكبير.
.......................
وقصص وردت عنها وفيها ...منها ما قالته في حق نفسها: "
لم يثبت في صحتها شيء"
تقول:"
جاءني أهل زوجي فقالوا لي: لعلك على دين محمد؟! قلت: إي والله إني لعلى دينه . قالوا: لا جرم! والله لنعذبنك عذاباً شديداً، ثم ارتحلوا بي على جمل هو شر ركابهم وأغلظه، يطعمونني الخبز والعسلويمنعون عني الماء، حتى إذا انتصف النهار وحميت الشمس نزلوا فضربوا أخبيتهم وتركوني في الشمس قائمة وفعلوا بي ذلك ثلاثة أيام حتى ذهب عقلي وسمعي وبصري، ثم قالوا لي في اليوم الثالث: اتركي دين محمد وما أنت عليه! تقول: قلت في نفسي: ليتهم رجعوا إلى أنفسهم بعدما عاينوا صبري وقد ذهب عقلي وسمعي وبصري لعلهم يرجعون عن غيهم وفعلتهم هذه ويدخلون في دين الله عز وجل الذي تذوقت حلاوته. تقول : وما دريت والله ما يقولون إلا الكلمة بعد الكلمة، كنت أشير بإصبعي إلى السماء ، فوالله إني لعلى ذلك وقد بلغ مني الجهد، وبينا أنا على تلك الحال إذ وجدت برد دلو على صدري، فأخذته فشربت منه جرعة واحدة ثم انتزع، فنظرت -وهي التي فقدت بصرها- فنظرت فإذا هو معلق بين السماء والأرض فلم أقدر عليه، ثم تدلى ثانية فشربت منه جرعة، ثم تدلى ثالثة فشربت حتى رويت وأرقت على رأسي ووجهي وثيابي.
خرج أهل زوجي ونظروا إلي على تلك الحال وقالوا: من أين لك هذا يا عدوة الله؟! فقلت بكل عزة وثبات: إن عدو الله غيري، إنه من خالف دين الله وعصى أوامره، ثم قلت: أما هذا الذي تسألون عنه فهو من عند الله عز وجل رزق رزقنيه الله ، الله الذي يجيب المضطر إذا دعاه، هنا انطلق أهل زوجي سراعاً إلى قرابهم المملوءة بالماء وإلى أوعيتهم الأخرى يستجلون الخبر فعند القرب والأوعية الخبر اليقين، وجدوها موكوءة لم تحل، فعادوا إليها وقالوا: نشهد بأن ربك هو ربنا وأن الذي رزقك في هذا الموضع بعد أن فعلنا بك ما فعلناه . ثم أسلموا وهاجروا جميعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بثباتها وعزتها وموقفها الشديد، أسلم القوم وظهر لهم الحق. .
.......................
جاءت رواية عند البيهقي ، لكنها خلاف القصص السابقة :
قال
البيهقي في
دلائل النبوة (6/123) :
" أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي الْمُسَاوِرِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنْ دَوْسٍ يُقَالُ لَهَا أُمُّ شَرِيكٍ أَسْلَمَتْ فِي رَمَضَانَ، فَأَقْبَلَتْ تَطْلُبُ مَنْ يَصْحَبُهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَقِيَتْ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ: مَا لَكِ يَا أُمَّ شَرِيكٍ؟ قَالَتْ: أَطْلُبُ رَجُلًا يَصْحَبُنِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَتَعَالَيْ فَأَنَا أَصْحَبُكِ، قَالَتْ: فَانْتَظِرْنِي حَتَّى امْلَأَ سِقَائِي مَاءً، قَالَ: مَعِي مَاءٌ لَا تُرِيدِينَ مَاءً، فَانْطَلَقَتْ مَعَهُمْ فَسَارُوا يَوْمَهُمْ حَتَّى أَمْسَوْا، فَنَزَلَ الْيَهُودِيُّ وَوَضَعَ سُفْرَتَهُ فَتَعَشَّى، فَقَالَ: يَا أُمَّ شَرِيكٍ، تَعَالَيْ إِلَى الْعِشَاءِ، فَقَالَتِ: اسْقِنِي مِنَ الْمَاءِ فَإِنِّي عَطْشَى وَلَا أَسْتَطِيعُ أَنْ آكُلَ حَتَّى أَشْرَبَ، فَقَالَ: لَا أَسْقِيكَ حَتَّى تَهَوَّدِي، فَقَالَتْ: لَا جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا، غَرَّبْتَنِي وَمَنَعْتَنِي أَحْمِلَ مَاءً، فَقَالَ: لَا وَاللهِ لَا أَسْقِيكَ مِنْ قَطْرَةٍ حَتَّى تَهَوَّدِي فَقَالَتْ: لَا وَاللهِ، لَا أَتَهَوَّدُ أَبَدًا بَعْدَ إِذْ هَدَانِي اللهُ لِلْإِسْلَامِ، فَأَقْبَلَتْ إِلَى بَعِيرِهَا فَعَقَلَتْهُ، وَوَضَعَتْ رَأْسَهَا عَلَى رُكْبَتِهِ فَنَامَتْ، قَالَتْ: فَمَا أَيْقَظَنِي إِلَّا بَرْدُ دَلْوٍ قَدْ وَقَعَ عَلَى جَبِينِي، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَنَظَرْتُ إِلَى مَاءٍ أَشَدَّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، فَشَرِبْتُ حَتَّى رَوِيتُ، ثُمَّ نَضَحْتُ عَلَى سِقَاءٍ حَتَّى ابْتَلَّ، ثُمَّ مَلَأْتُهُ، ثُمَّ رُفِعَ بَيْنَ يَدَيَّ وَأَنَا أَنْظُرُ حَتَّى تَوَارَى مِنِّي فِي السَّمَاءِ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ جَاءَ الْيَهُودِيُّ، فَقَالَ: يَا أُمَّ شَرِيكٍ، قُلْتُ: وَاللهِ قَدْ سَقَانِي اللهُ، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ، أَنْزَلَ عَلَيْكِ مِنَ السَّمَاءِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ وَاللهِ، لَقَدْ أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيَّ مِنَ السَّمَاءِ، ثُمَّ رَفَعَ بَيْنَ يَدَيَّ حَتَّى تَوَارَى عَنِّي فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَصَّتْ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَخَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهَا نَفْسَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَسْتُ أَرْضَى نَفْسِي لَكَ، وَلَكِنْ بُضْعِي لَكَ فَزَوِّجْنِي مَنْ شِئْتَ، فَزَوَّجَهَا زَيْدًا، وَأَمَرَ لَهَا بِثَلَاثِينَ صَاعًا، وَقَالَ كُلُوا وَلَا تَكِيلُوا، وَكَانَ مَعَهَا عُكَّةُ سَمْنٍ هَدِيَّةٌ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ لِجَارِيَةٍ لَهَا: بَلِّغِي هَذِهِ الْعُكَّةَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُولِي: أُمُّ شَرِيكٍ تُقْرِئُكَ السَّلَامَ، وَقُولِي هَذِهِ عُكَّةُ سَمْنٍ أَهْدَيْنَاهَا لَكَ، فَانْطَلَقَتْ بِهَا فَأَخَذُوهَا فَفَرَّغُوهَا، وَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلِّقُوهَا وَلَا تُوكُوهَا» ، فَعَلَّقُوهَا فِي مَكَانِهَا فَدَخَلَتْ أُمُّ شَرِيكٍ، فَنَظَرَتْ إِلَيْهَا مَمْلُوءَةً سَمْنًا، فَقَالَتْ: يَا فُلَانَةُ، أَلَيْسَ أَمَرْتُكِ أَنْ تَنْطَلِقِي بِهَذِهِ الْعُكَّةِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَتْ: قَدِ وَاللهِ انْطَلَقْتُ بِهَا كَمَا قُلْتِ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ بِهَا أَصُوبُهَا مَا يَقْطُرُ مِنْهَا شَيْءٌ، وَلَكِنَّهُ قَالَ: «عَلِّقُوهَا وَلَا تُوكُوهَا» ، فَعَلَّقْتُهَا فِي مَكَانِهَا وَقَدْ أَوْكَتْهَا أُمُّ شَرِيكٍ حِينَ رَأَتْهَا مَمْلُوءَةً، فَأَكَلُوا مِنْهَا حَتَّى فَنِيَتْ، ثُمَّ كَالُوا الشَّعِيرَ فَوَجَدُوهُ ثَلَاثِينَ صَاعًا لَمْ يَنْقُصْ مِنْهُ شَيْءٌ.
وهذه قصة مختلفة تماماً كما ترى وهذه القصة أيضاً ضعيفة