لماذا تنكح المرأة؟
ما الأمور الدافعة لنكاح المرأة؟ما صفات المرأة الصالحة للزواج ؟
مَن خير النساء؟
مَن شر النساء ؟
عن أبي هريرة -رضيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ- عَنِ النبيِّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال:
"
تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها، ولِحَسَبها، ولِجَمَالها، وَلدينها. فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ."
مُتّفَقٌ عَلَيْهِ. البخاري: 5090 ، مسلم :715 لماذا لم يبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بالدين ؟
أو
لماذا لم يقل المرأة الصالحة؟ و
كيف لي أن أعرف المرأة الصالحة؟
الإجابــةالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث الذي أشرت إليه قد اشتمل على الصفات التي تدعو لنكاح المرأة، وقد ختم النبي صلى الله عليه وسلم بذكر صفة الدين ولم يبدأ به إشارة إلى أنه هو الأهم من كل الصفات التي قبله، فينبغي أن تكون تبعا له. جاء في
فيض القدير للمناوي:
"(
ولدينها)
ختم به إشارة إلى أنها وإن كانت تنكح لتلك الأغراض، لكن اللائق الضرب عنها صفحا وجعلها تبعا وجعل الدين هو المقصود بالذات، فمن ثم قال: (
فاظفر بذات الدين)
أي اخترها وقربها من بين سائر النساء، ولا تنظر إلى غير ذلك. "انتهى.
وبخصوص قولك: "
لماذا لم يقل والمرأة الصالحة " ؟
فالجواب أن عبارة "
ولدينها " في هذا الحديث المقصود بها
المرأة الصالحة؛
لأن الدين هو أهم صفاتها.
قال
ابن الجوزي في
مشكل الأحاديث:
"
وَصَلَاح الْمَرْأَة دينهَا، وصاحبة الدّين تجتنب الأنجاس والأوساخ، وتحسن أخلاقها، وتصبر على جفَاء زَوجهَا وَقلة نَفَقَته، وَلَا تخونه فِي مَاله، فيطيب لذَلِك عيشه." انتهى.
وفي
إرشاد الساري للقسطلاني:
"
والصالح هو صاحب الدين. قاله في شرح المشكاة. وفي الحديث كما قال النووي: الحث على مصاحبة أهل الصلاح في كل شيء؛ لأن من صاحبهم استفاد من أخلاقهم وبركتهم، وحسن طرائقهم، ويأمن المفسدة من جهتهم." انتهى.
هذا إضافة إلى أن في بعض الأحاديث الصحيحة ورد ذكر المرأة الصالحة، ومنها ما رواه الإمام مسلم وغيره عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:"
الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ." انتهى.
الراوي : عبدالله بن عمرو المحدث : مسلم.المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 1467 خلاصة حكم المحدث : صحيح وللمرأة الصالحة صفات أخرى غير الدين وإن كان هو أهمها.
جاء في
دليل الفالحين شرح رياض الصالحين:
(
المرأة الصالحة) قال
القرطبي: فسرت في الحديث بقوله: «
....إذا نظر إليها سرّته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله» انتهى.
الراوي : عبدالله بن عباس المحدث : الوادعي. المصدر : الصحيح المسند الصفحة أو الرقم: 581 خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلموجاء فى
مرعاة المفاتيح بشرح مشكاة المصابيح:
(
المرأة الصالحة)
أي الجميلة ظاهرا وباطنا. قال
الطيبي: المرأة مبتدأ، والجملة الشرطية خبره، ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف. والجملة الشرطية بيان (
إذا نظر) أي الرجل (
سرته) أي
جعلته مسرورا بجمال صورتها، وحسن سيرتها، وحصول حفظ الدين بها (
وإذا أمرها)
بأمر شرعي، أو عرفي (
أطاعته)
وخدمته (
حفظته)
أي حقوقه في نفسها وماله، وولده وبيته. قال
القاضي:
لما بين لهم - صلى الله عليه وسلم - أنه لا حرج عليهم في جمع المال وكنزه ما داموا يؤدون الزكاة، ورأى استبشارهم به، ورغبهم عنه إلى ما هو خير وأبقى وهي المرأة الصالحة الجميلة، فإن الذهب لا ينفعك إلا بعد الذهاب عنك وهي ما دامت معك تكون رفيقك تنظر إليها فتسرك، وتقضي عند الحاجة إليها وطرك، وتشاورها فيما يعن لك فتحفظ عليك سرك، وتستمد منها في حوائجك فتطيع أمرك، وإذا غبت عنها تحامي مالك، وتراعي عيالك ولو لم يكن لها إلا أنها تحفظ بذرك وتربي زرعك، فيحصل لك بسببها ولد يكون لك وزيرا في حياتك، وخليفة بعد وفاتك لكان بذلك فضل كثير. انتهى.
وعليه وبناء على ما تقدم ايضاحه وبيانه :
لمّا كانت الدنيا مرحلةً إلى الآخرة ، يُبتلى المرء فيها لتُنظرَ أعمالُه فيجازَى عليها يوم القيامة ، كان لزاما على المسلم العاقل أن يتحرَّى في دنياه كلَّ ما يعينه على تحصيل السعادة في أخراه ، وأهم معين وأولى نصير هو الصاحب الصالح ، والذي يبدأ بالمجتمع المسلم الذي يعيش فيه ، ثم باختيار الصديق التقي كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم : (
لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا )
رواه أبو داود (4832) وحسنه الألباني في صحيح الجامع .
ثم ينتهي باختيار الزوجة الصالحة التي يتوسم فيها أن تكون خير معين ورفيق إلى السعادة الأبدية في الجنة عند الله سبحانه وتعالى .
وتَوَسُّمُ صلاحِ الزوجة لا بد أن يتمثل في جميع جوانب الحياة :
1-
فهي
التي يظن فيها أن تحفظ نفسها وعرضها في حضوره ومغيبه ، وفي الصغير والكبير .
يقول سبحانه وتعالى : (
فالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ ) النساء/34
2-
وهي
التي تتحلى بالخلق الحسن ، والأدب الرفيع ،
فلا يُعرف منها بذاءة لسان ولا خبث جنان ولا سوء عشرة ، بل تتحلى بالطيب والنقاء والصفاء ، وتتزين بحسن الخطاب ولطف المعاملة ، وأهم من ذلك كله أن تتقبل النصيحة وتستمع إليها بقلبها وعقلها ، ولا تكون من اللواتي اعتدن الجدال والمراء والكبرياء .
قال
الأصمعيّ : أخبرنا شيخٌ من
بني العنبر قال : كان يقال :
النساء ثلاث : فهينّةٌ ليّنةٌ عفيفة مسلمة ، تعين أهلَها على العيش ولا تعينُ العيشَ على أهلِها ، وأخرى وعاءٌ للولد ، وأخرى غُلٌ قمٍِلٌ ، يضعه اللّه في عنق من يشاء ، ويفكّه عمن يشاء .
وقال بعضهم :
خير النساء التي إذا أُعطيت شكرت ، وإذا حُرمت صبرت ، تسرك إذا نظرت ، وتطيعك إذا أمرت .
وهي التي تحافظ على صلتها بربها ، وتسعى دوما في رفع رصيدها من الإيمان والتقوى ، فلا تترك فرضا ، وتحرص على شيء من النفل ، وتقدم رضى الله سبحانه على كل ما سواه.
وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (...
فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ )
رواه البخاري (4802) ومسلم (1466) .
و
المرأة الصالحة هي
التي ترى فيها مربية صادقةً لأبنائك ، تعلمهم الإسلام والخلق والقرآن ، وتغرس فيهم حب الله وحب رسوله وحب الخير للناس ، ولا يكون همُّها من دنياهم فقط أن يبلغوا مراتب الجاه والمال والشهادات ، بل مراتب التقوى والديانة والخلق والعلم .
وبجانب ذلك كله ، ينبغي أن يختار المسلم الزوجة التي تسكُنُ نفسه برؤيتها ، ويرضى قلبه بحضورها ، فتملأُ عليه منزله ودنياه سعة وفرحا وسرورا .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَيُّ النِّسَاءِ خَيرٌ ؟ قال :"
التِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ إِليهَا ، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَر ، وَلا تُخَالِفُهُ فِي نَفسِهَا وَلا فِي مَالِهِ بِمَا يَكرَهُ "
رواه أحمد (2/251) وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1838)قيل لعائشة رضي الله عنها : أي النساء أفضل ؟ فقالت :" التي لا تعرف عيب المقال ، ولا تهتدي لمكر الرجال ، فارغة القلب إلا من الزينة لبعلها ، والإبقاء في الصيانة على أهلها .
سئل أعرابي عن أحسن النساء ؟فقال :
"
أفضل النساء
فقال :أصدقهن إذا قالت
التي إذا غضبت ...حلمت
وإذا ضحكت ....تبسمت
وإذا صنعت شيئا ...أجادته
والتي تلتزم بيتها
ولا تعصي زوجها
العزيزة في قومها
الذليلة في نفسها
الودود الولود وكل أمرها محمود !
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أَلَا أُخْبِرُكُمْ برجالِكم مِنْ أهلِ الجنةِ ؟ النبيُّ في الجنةِ ، والشهيدُ في الجنةِ ، والصِّدِّيقُ في الجنةِ والمولودُ في الجنةِ ، والرجلُ يزورُ أخاه في ناحيةِ المصرِ في اللهِ في الجنةِ . أَلَا أُخْبِرُكُمْ بنسائِكم مِنْ أهلِ الجنةِ ؟ الودودُ الولودُ ، العؤودُ ؛ التي إذا ظُلِمَتْ قالت : هذه يدي في يدِكَ ، لا أذوقُ غُمْضًا حتى تَرْضَى "
الراوي : كعب بن عجرة المحدث : الألباني .المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 2604 خلاصة حكم المحدث : حسن
ومعنى " التي إذا ظُلِمَتْ قالت : هذه يدي في يدِكَ ، لا أذوقُ غُمْضًا حتى تَرْضَى ":
أي لا أنام ولا يستريح لي بال .
أسوأ النساء :
قيل لأعرابي : صف لنا شر النساء ؟ فقال :
شرهن
الممراض
لسانها كأنه حربة
تبكي من غير سبب
وتضحك من غير عجب
كلامها وعيد
وصوتها شديد
تدفن الحسنات
وتفشي السيئات
تعين الزمان على زوجها
ولا تعين زوجها على الزمان
إن دخل خرجت
وإن خرج دخلت
وإن ضحك بكت
وإن بكى ضحكت
تبكي وهي ظالمة
وتشهد وهي غائبة
قد دلى لسانها بالزور
وسال دمعها بالفجور
ابتلاها الله بالويل والثبور وعظائم الأمور ، هذه هي شر النساء "