tamaraahmaro القلم المميز والكاتب النشيط
عدد المساهمات : 212 تاريخ التسجيل : 18/08/2011 العمر : 34
| موضوع: الطاعون : مرض ينتج عن البكتيريا اليرسينية الطاعونية ويتميز بإصابته للغدد الليمفاوية أو الرئتين ومن ثم تسببه بتسمم حاد في الدم ، و يؤدي للوفاة خلا 6 ايام الجمعة أكتوبر 31, 2014 7:17 pm | |
| مرض الطاعون : هو داء عظيم وقاتل في السابق أدى إلى وفاة الكثير من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ومنهم : أبو عبيدة عامر بن الجراح وشرحبيل بن حسنة ، وأدى إلى قتل الآلاف من الأوروبيين في العصور الوسطى .
لماذا قلت نسبة الإصابة في المرض ؟! لعل أحد أسرار علاج هذا المرض هو عزل المريض وهو أحد الدروس العظيمة من الدين الإسلامي الحنيف ، تحدث عنه النبي صلى الله عليه وسلم قبل قرون عديدة عندما أمر الناس أن لا يغادروا ولا يذهبوا إلى البلدة التي فيها الطاعون ، علما بأن الأمراض وما يقع هو كل في علم الله وبأمره ، فقد قال عليه السلام في الطاعون : عن عامرِ بنِ سعدِ بنِ أبي وقاصٍ ، عن أبيه : أنه سَمِعَه يَسْأَلُ أسامة َبنَ زيدٍ : ماذا سمِعْتَ مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في الطاعونِ ؟ فقال أسامةُ: الطاعونُ رِجْسٌ ، أُرْسِلَ على طائفةٍ مِن بني إسرائيلَ ، أو : على مَن كان قبلَكم ، فإذا سِمِعْتُم به بأرضٍ فلا تَقْدِمُوا عليه ، وإذا وقَعَ بأرضٍ وأنتم بها فلا تَخْرُجوا فِرارًا منه. وقال أبو النضرِ: لا يُخْرِجُكم إلا فرارًا منه . الراوي: أسامة بن زيد المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3473 . خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
" أتاني جبريلُ بالحُمَّى و الطاعونِ ، فأمسكَتِ الحمِّى بالمدينةِ ، و أُرْسِلَتِ الطاعونُ إلى الشام ، و الطاعونُ شهادةٌ لأُمَّتي ، و رحمةٌ لهم ، و رِجسًا على الكافرين" الراوي: أبو عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 761 . خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
التعريف بالمرض
هو مرض ينتج عن البكتيريا اليرسينية الطاعونية ويتميز بإصابته للغدد الليمفاوية أو الرئتين ومن ثم تسببه بتسمم حاد في الدم ، و يؤدي للوفاة في 100% من الحالات إذا لم يتم علاجه خلال ستة أيام . وينتقل من الحيوانات الحاملة لهذه البكتيريا كالفئران والقطط والكلاب ومن الذباب كذلك .
وينقسم إلى ثلاثة أنواع أهمها و أكثرها شيوعا :
الطاعون الدملي الذي يصيب الغدد الليمفاوية وأقلها انتشارا و أكثرها فتكا الطاعون الدملي ، وكلا النوعين يؤدي إلى النوع الثالث وهو الطاعون التسممي ويحدث عند انتشار البكتيريا في الدم ، ويتركز علاجه على المضادات الحيوية ، أما الوقاية منه فتتم عن طريق تجنب الذباب والحيوانات الناقلة للمرض .
كيفية انتقال المرض
أكثر طريقة يتم من خلالها انتشار المرض هي عن طريق الذباب الذي يحمل المرض ويتغذى على جسم الإنسان ، أو ينقل المرض للفئران وغيرها من الحيوانات البرية ، مثل القطط البرية والكلاب والفئران والأرانب الحاملة للمرض ، والتي بدورها تنقله للإنسان .
كيفية تطور المرض في الجسم:
خلال تغذية الذباب على جسم الإنسان فإنها تقذف البكتيريا على سطح الجلد ، وتقوم البكتيريا باختراق الجلد ومن ثم تنتقل عن طريق القنوات الليمفية السطحية إلى الغدد الليمفاوية ، حيث تتكاثر في الغدد الليمفاوية مؤدية إلى الطاعون الدملي ، وإذا لم يتم العلاج فان البكتيريا تنتقل في الدم مما يؤدي إلى تقرحات ونزف والتأثير على عدد كبير من الأجهزة الموجودة في جسم الإنسان .
أما النوع الثاني وهو الطاعون الرئوي ويحدث عند استنشاق البكتيريا ، حيث أن هذه البكتيريا تنتقل بسهولة وبسرعة من الشخص المصاب إلى الاشخاص المحيطين به ، وبسب هذه السرعة في الانتقال من شخص إلى أخرى يتم استخدام هذه البكتيريا كسلاح بيولوجي .
أما النوع الثالث فهو الطاعون التسممي ، وينتج من الطاعون الدملي والرئوي ، وذلك عندما تنتشر البكتيريا في الدم ، حيث تقوم بالتأثير على جميع أجهزة الجسم .
فترة حضانة المرض
وتعرف فترة الحضانة بأنها الفترة الزمنية من دخول البكتيريا جسم الإنسان إلى ظهور أعراض المرض على الشخص ، وفترة حضانة الطاعون تتراوح ما بين 15-67 يوما في الطاعون الدملي والتسممي . وما بين 2-4 أيام في الطاعون الرئوي .
أعراض المرض
أكثر الأنواع انتشارا هو الطاعون الدملي ويشكل ما نسبته 80-90 % من الحالات ، ويتميز بحدوث تورم في الغدد الليمفاوية القريبة من منطقة الإصابة بالذبابة حيث يصل قطرها ما بين1-10 سم ، ويتميز كذلك بألم شديد في الغدد الليمفاوية ، و أكثر منطقة يحدث فيها هذا النوع في المنطقة الاربية ومن ثم المنطق الأخرى كالعنق و الإبط . كذلك يعاني المريض من حرارة ورعشة و ألم في الرأس وضعف عام ، عند فحص الجلد من الممكن ملاحظة مكان قرص الذبابة ، كذلك ملاحظة منطقة الحكة ، و من الممكن أن يؤدي إلى تخثر الأوعية الشامل والذي يؤدي إلى انتشار الحبوب الجلدية في جميع الجسم وهذا ما يسمى بـالطاعون الأسود أو الموت الأسود ، وفي حالة عدم علاج الطاعون فان ذلك يؤدي إلى وفاة 50% من الأشخاص خلال 2-4 أيام .
أما النوع الثاني من حيث الانتشار فهو الطاعون التسممي ، ويتم بوجود أعراض التسمم في الدم ، من حرارة ورعشة وضعف عام وتدهور في حالة المريض ، مع انخفاض مفاجئ في ضغط الدم و زيادة في عدد نبضات القلب وتكون احتمالية الوفاة فيه عالية جدا بسبب حدوث فشل في العديد من أجهزة الجسم .
أما النوع الثالث وهو الطاعون الرئوي فهو أقل الأنواع انتشارا لكنه أكثرها فتكا ، ويحدث عن طريق انتقال البكتيريا في الدم إلى الجهاز التنفسي ، أو عن طريق انتقال العدوى عن طريق التنفس من شخص مصاب بالطاعون ، ومن أهم أعراضه حدوث التهاب رئوي حاد مع حرارة مرتفعة يصاحبها صعوبة في التنفس مع سعال مصحوب بالدم .
وقد يؤدي كذلك الطاعون إلى التهاب في أغشية الدماغ أو التهاب في اللوزتين أو التهاب الجهاز الهضمي ، والتهاب أغشية الدماغ تحدث كإحدى المضاعفات المتأخرة للمرض بسبب عدم العلاج بشكل كامل ، أما التهاب اللوزتين التهاب الجهاز الهضمي فقد يحدث دون أن يرافقه أي شيء آخر .
تشخيص المرض
يتم تشخيص المرض من لحالة المرضية للشخص ، حيث يتميز الطاعون الدملي بحدوث التهاب في الغدد الليمفاوية مع حرارة وتاريخ مرضي للتعرض للحيوانات الأليفة مثل الفئران أو الذباب ، كذلك مشاركة المريض في مخيم كشفي خلال الفترة السابقة أو وجود علامات قرص ذباب على الجلد . أما الفحوصات المخبرية فتشمل عمل زراعة مع صبغة غرام أو صبغة غيمزا للدم أو البلغم أو عينة من الغدد الليمفاوية ، وتنمو البكتيريا في منطقة الزراعة بشكل واضح وجيد ، ويجب التبليغ عن المرض بشكل مباشر لمناطق التحكم بالأمراض في الدولة .
أي شخص يشك الطبيب بمعاناته من مرض الطاعون يجب أن يوضع في غرفة العزل على الأقل لمدة يومين بعد البداية بمعالجته عن طريق المضادات الحيوية ، وذلك حتى نمنع انتشار المرض للأشخاص الآخرين في حالة إصابة الطاعون مريضنا بالتهاب الرئة الحاد .
والدواء الذي يتم اختياره لمعالجة الطاعون الدملي هو دواء الستربتوميسين حيث يعطى المريض 30 ميلليجرام لكل كيلوجرام خلال اليوم الواحد عن طريق الحقن في العضل ، ويستمر العلاج لمدة 10 أيام ، ولكن الستربتومايسن لا يصلح لعلاج الطاعون التسممي ، وكذلك لا يصلح لعلاج التهاب أغشية الدماغ بسبب عدم اختراقه للجهاز العصبي المركزي .
وفي حالة الطاعون التسممي أو التهاب أغشية الدماغ فيعطى المريض الكلورامفينيكول ، وتكون الجرعة 60-100ميلليجرام لكل كيلوجرام خلال اليوم الواحد ، ويكون فعالا جدا ، أما دواء البنسلين فلا يفيد إطلاقا في علاج أي نوع من أنواع المرض . أما أقارب المريض و العاملين في المستشفى فيتم احتراز إصابتهم بالمرض ، وذلك عن طريق اعطائهم التيتراسايكلين أو الدوكسيسايكلين وذلك لمدة سبع أيام ، وفي حالات الطاعون الدملي الخفيفة والتي لا يوجد فيها مضاعفات لا نحتاج إلى هذا الاحتراز .
الوقاية من المرض
من أهم طرق الوقاية تجنب الحيوانات والذباب المصابة بالمرض ، وكذلك عزل الأشخاص المصابين خاصة بالطاعون الرئوي ، وجمع المواد التي استخدمها الشخص المصاب و تعقيمها أو التخلص منها. ............... اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين جميعا بقدرتك ورحمتك - يا من اذا مرضت فهو يشفين .
| |
|