حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas
حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مأوانا و مأواكم. تفضلوا بالدخول أو التسجيل. يسُرّنا تواجدكم.
You are welcomed. May Allah forgive us our sins and admit us to everlasting Gardens . Register or enter the Forum and pick up what you like .Your presence pleases us
حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas
حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مأوانا و مأواكم. تفضلوا بالدخول أو التسجيل. يسُرّنا تواجدكم.
You are welcomed. May Allah forgive us our sins and admit us to everlasting Gardens . Register or enter the Forum and pick up what you like .Your presence pleases us
حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas

منتدى لمحبي الله ورسوله والساعين لمرضاته وجنته ، المسارعين في الخيرات ودفع الشبهات ، الفارين من الشهوات .
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المخطئين والمسيئين وذوي العثرات ج 3

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
tamaraahmaro
القلم المميز والكاتب النشيط
القلم المميز والكاتب النشيط
tamaraahmaro


عدد المساهمات : 212
تاريخ التسجيل : 18/08/2011
العمر : 34

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المخطئين والمسيئين وذوي العثرات ج 3 Empty
مُساهمةموضوع: هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المخطئين والمسيئين وذوي العثرات ج 3   هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المخطئين والمسيئين وذوي العثرات ج 3 Emptyالجمعة سبتمبر 05, 2014 7:42 am

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المخطئين والمسيئين وذوي العثرات

تأملوا بقلوبكم وعقولكم أيها الْمُسْلِمِونَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِونَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِونَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِونَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِونَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِونَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِونَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِونَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِونَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ ، كيف أمر الله ورسوله بالستر والعفو وحسن الظن ولين القول بالمسلمين وإن بدت وظهرت وبانت منهم الهفوات والزلات والأخطاء والمعاصي !

فكان من هديه عليه السلام وعلى جميع الانبياء والرسل السلام :
4 - إلقاء السلام على ( المسيئين والمخطئين والمحسنين ):
وإفشاء السلام يعني : إظهاره وطرحه ونشره . فإن تحية الإسلام تعبير واضح عن احترام المسلم لأخيه وعدم احتقاره له وأنه - بالسلام - يدعو ويبتغي وينشد لأخيه المسلم حياة كريمة مملوءة أمناً وأماناً وسكينة وطمأنينة ووقاراً وحباً وسلاماً ورحمةً وامتناناً وعطفاً ولينا وبعداً عن الكبرياء والتكبر والأنفة والتعجرف.فإشاء السلام وطرحه له الأثر الكبير ووقع جميل في توثيق عرى المحبة والألفة والرحمة ولين القول والتذلل والتضامن بين المسلمين.، وهو سبب في دخول الجنة.
فلكل امة من الأمم تحية اصطلحوا عليها يتداولونها فيما بينهم ، وقد من الله –عز وجل- على هذه الأمة بتحية الإسلام فجعلها شعارا لهم يميزهم عن غيرهم ، فهي شعيرة من شعائر الإسلام الظاهرة ، وقد جاء الحث عليها وعلى إفشائها وإعلانها بين الناس ،بل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلها حقا من الحقوق التي للمسلم على أخيه المسلم ،لأنها من أسباب المحبة بين المسلمين .
قال تعالى :" تحية من عند الله مباركة طيبة " 61 النور .
وقال تعالى :"وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ " سورة يونس : 10

وعن عائشة – ام المؤمنين - رضي الله عناها قالت :" ما حَسَدَكُمُ اليَهودُ على شيءٍ ما حَسَدُوكُمْ على السلامَ و التَّأْمِينِ "
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 759 خلاصة حكم المحدث: صحيح

وهو دلالة ودليل على انه شرع لهذه الأمة المسلمة المؤمنة النتراحمة المترابطة المتآزرة دون غيرها .
وكلمة إفشاء مشتقة من قولهم: أفشى إفشاء ، اشتقت من قولهم: أفشى، بمعنى: أذاع ونشر،
كقولهم: أفشى الخبر أي أذاعه، أو أفشى السرَّ يعني: نشره .
والسلام: مشتقة من سلم يسلم سلاماً، والسلام هو التحية والمراد بهذه التحية الدعاء بالسلامة من الآفات على المسلَّمِ عليه.

السلام لورد بمعانٍ متعددة منها:
(1) اسم من أسماء الله –تعالى- قال -عز وجل-: ﴿ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُسورة الحشر: 23 ،
(2)من أسماء الجنة :دار السلام : وقد سماها الله بهذا الاسم في قوله تعالى ( لهم دار السلام عند ربهم ) سورة الانعام : 127. وقوله تعالى : ( والله يدعو إلى دار السلام ) سورة يونس : 25 . فإنها دار السلامة من كل بلية وآفة ومكروه .
(4)والسلام ضد الحرب .السلامة هي العافية.

التعريف الاصطلاحي لإفشاء السلام: إفشاء السلام نشره سراً وجهراً على من عرفت ومن لم تعرف بالصيغ المشروعة .
فينبغي للمسلِّم: ألا يرفع صوته بالتسليم رفعاً يفزع من يستمع إليه ولا يكون خافتاً فلا يستمع إليه.
روى البخاري في الأدب المفرد: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عمرَ قال :" إذا سلَّمتَ فأسْمِعْ ؛ فإنَّها تحيَّةٌ مِن عندِ اللهِ مبارَكةً طيِّبةً "
الراوي: ثابت بن عبيد المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 769.خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

قال الإمام النووي: « أقله أن يرفع صوته بحيث يسمعه المسلَّم عليه يعني يقول: السلام عليكم بحيث إن الذي سلم عليه يسمع كلامك فيرد عليك التحية، فإن لم يسمعه لم يكن آتياً بالسنة » لأنه في حكم الذي لم يسلم.

فضل السلام من / في القران:
وردت كلمة السلام وتصريفاتها في القرآن في ثمانية وعشرين موضعاً في كتاب الله -عز وجل- منها :
(1) قول الله – تعالى- ﴿ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ ﴾ [يونس: 10]، دلت هذه الآية على أن التسليم هو تحية أهل الجنة.
(2) قوله تعالي﴿ وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ﴾ [النساء: 86]، فدل هذا أنه إذا حيينا بتحية فيجب علينا أن نرد التحية بتحية أخرى مثلها، أيضاً هذه التحية التي نرد بها ينبغي أن تكون أحسن من التحية وأكمل .
(3) قول الله تعالى: ﴿ فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِنْدِ اللهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ﴾ [النور: 62]، وهذا يدل على فضل التسليم عند دخول البيت.

فطرح السلام وإفشاؤه والمبادرة به - على من عرفنا ومن لم نعرف - من طرائق وأساليب الخير والاصلاح والصلاح والأعمال التي تقرب العبد من الله تعالى، وتنشر المحبة والتآلف والبسمة والسلام والمودة بين العباد، وتذهب البغضاء والشحناء من قلوب المتخاصمين والمتشاحنين والمتحاسدين.
كيف لا والسلام من الإسلام .وهو أول أسباب التآلف، ومفتاح المودة وتحقيق الألفة بين الناس أجمعين وأهل الاسلام والإيمان خاصة، فعن عبدالله بن عمرو أنه قال : سؤل رسول الله – عليه السلام – " أي الإسلام خير ؟" قال:" تطعمُ الطَّعامَ وتقرأُ السَّلامَ على من عرفتَ ومن لم تعرفْ "
الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 39 خلاصة حكم المحدث: صحيح

كيف لا والسلام من الإسلام - الخضوع والتذلل والاستسلام والانقياد لامر الله وامتثال أمر وهدي نبيه - عليه السلام - .وهو أسباب دخول الجنة بعد الايمان،فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابّوا، أَوَلاَ أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم".
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 54خلاصة حكم المحدث: صحيح

كيف لا والسلام من الإسلام .وهو أحد حقوق المسلم على المسلم،فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:" حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ". قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ :" إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فشمّته، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ"
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2162خلاصة حكم المحدث: صحيح

كيف لا والسلام من أسماء الله.وهو من طرق رد الملائكة على المسلم السلام إن بدر به ولم يرد عليه،فعن عبد الله بن مسعود قال: قال - عليه السلام -:" السَّلامُ اسمٌ مِن أسماءِ اللهِ تعالى ؛ وضعَه في الأرضِ ، فأفشوه بينَكُم ، فإنَّ الرَّجلَ المُسلِمَ إذا مرَّ بقومٍ فسلَّمَ عليهِم فردُّوا عليهِ ؛ كان لهُ عليهِم فَضلٌ دَرجةٌ بتذكيرِه إياهم السَّلامَ ، فإن لَم يَردُّوا عليهِ ردَّ عليهِ مَن هوَ خيرٌ منهُم ."
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2705خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح

وبيّن النبي عليه السلام أن ردّ السلام من حق الطريق، فقال صلى الله عليه وسلم :" إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ". فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ، إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا؟ قَالَ :" فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجَالِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا ". قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ :" غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الْأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ"
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2121خلاصة حكم المحدث: صحيح

قال ابن العربي:" من فوائد إفشاء السلام حصول الألفة فتتألف الكلمة وتعم المصلحة وتقع المعاونة على إقامة شرائع الدين وإخزاء الكافرين وهي كلمة إذا سمعت أخلصت القلب الواعي الحقود إلى الإقبال على قائلها.وما أجمل السلام إذا صاحَبَهُ طلاقة الوجه، وكمّل بالمصافحة، وقرن ذلك كله الإخلاص لله تعالى.
أما عبوس الوجه، وترك إلقاء السلام على المخطئين والمذنبين؛ فهذا منهج المنفرين الميئسين القانطين من روح الله؛ وليس منهج المصلحين الداعين إلى الله وإلى دينه. وصدق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حيث يقول: "يا أيّها الناسُ إنّ منكُم مُنفّرين
". ".
عن عقبة بن عمرو عن ثعلبة أبو مسعود قال:ال رجلٌ : يا رسولَ اللهِ ، إني لأتأَخَّرُ عن الصلاةِ في الفجرِ ممَّا يُطيلُ بنا فلانٌ فيها ، فغضبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، ما رأيتُهُ غضبَ في موضعٍ كان أشدَّ غضبًا منهُ يومئِذٍ ، ثم قال ": يا أيها الناسُ ، إنَّ منكم مُنَفِّرِينَ ، فَمَنْ أَمَّ الناسَ فليتجوَّزَ ، فإنَّ خلفَهُ الضعيفُ والكبيرُ وذا الحاجةِ ."
الراوي: عقبة بن عمرو بن ثعلبة أبو مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 704خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

وإفشاء السلام يعني : إظهاره وطرحه ونشره . فإن تحية الإسلام تعبير واضح عن احترام المسلم لأخيه وعدم احتقاره له وأنه - بالسلام - يدعو ويبتغي وينشد لأخيه المسلم حياة كريمة مملوءة أمناً وأماناً وسكينة وطمأنينة ووقاراً وحباً وسلاماً ورحمةً وامتناناً وعطفاً ولينا وبعداً عن الكبرياء والتكبر والأنفة والتعجرف.فإشاء السلام وطرحه له الأثر الكبير ووقع جميل في توثيق عرى المحبة والألفة والرحمة ولين القول والتذلل والتضامن بين المسلمين.، وهو سبب في دخول الجنة.
ومن ثمرات السلام أنه سبب للسلامة من الحقد وسبب لسلامة الصدر لقوله – عليه السلام -:" أَفْشُوا السلامَ تسلَمُوا ، والأَشَرَةُ شرٌّ "
الراوي: البراء بن عازب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 956خلاصة حكم المحدث: حسن

ومن ثمرات السلام أنه سبب لعلو المسلمين لقوله – عليه السلام - :" أَفشوا السَّلامَ كي تَعْلُوا "
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1088 خلاصة حكم المحدث: صحيح

قال المناوي رحمه الله (2/30):" أي يرتفع شأنكم ؛ فإنكم إذا أفشيتموه تحاببتم فاجتمعت كلمتكم ، فقهرتم عدوكم وعلوتم عليه . وأراد الرفعة عند الله".
ومن ثمرات السلام أنه سبب لمغفرة الذنوب لقوله – عليه السلام -
:" أنَّ ( إنّ ) مِن موجِباتِ المَغفرةِ بذلُ السَّلامِ ، وحُسْنُ الكلامِ "
الراوي: أبو شريح العدوي الخزاعي الكعبي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2699 خلاصة حكم المحدث: صحيح
(إنّ) الراوي: هانئ بن يزيد بن نهيك أبو شريح المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2232خلاصة حكم المحدث: صحيح

وكان من هديه عليه السلام وعلى جميع الانبياء والرسل السلام مع المسيئين والمخطين وأهل العثرات والهفوات :
5 – زيارة المسيئين والمخطئين وعيادة مرضاهم:

[color=#cc3300]وعيادة المريض سنة مؤكدة فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بها وندب إليها وأخبر عن فضلها بضروب من القول وذلك لما فيها من جبر الخاطر ومواساة الضعيف، وما يرجى من بركة دعاء العائد له. ولم يكن صلى الله عليه وسلم يفرق بين الناس في الزيارة فهذا " رجل من المسلمين " يعني غير معروف ولم يُذكر اسمه في الحديث فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
" أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ عادَ رجلًا قد جُهِدَ حتَّى صارَ مثلَ فرخٍ فقالَ لَهُ:" أما كنتَ تدعو أما كنتَ تسألُ ربَّكَ العافيةَ ؟ " قالَ: كنتُ أقولُ اللَّهمَّ ما كنتَ مُعاقبي بِهِ في الآخرةِ فعجِّلْهُ لي في الدُّنيا فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ :" سبحانَ اللَّهِ إنَّكَ لا تطيقُهُ " أو" لا تستطيعُهُ " أفلا كنتَ تقولُ اللَّهمَّ آتِنا في الدُّنيا حسَنةً وفي الآخرةِ حسَنةً وقِنا عذابَ النَّارِ "
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3487خلاصة حكم المحدث: صحيح

وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يفرق في أوامره إلى أصحابه بين المريض المسلم وغير المسلم، فكثير من الأحاديث والأوامر صدرت بلفظ "...وعودوا المريض" بدون تحديد لديانته ولا لجنسه، فالكل في هذا الأمر سواء.
وكان - عليه السلام - يحث على زيارة المريض ذكرا أوانثى ، صغيرا أوكبيرا ، مسلما أوكافرا ، قريبا أوغريبا ، فقال عليه السلام " فكُّوا العانِيَ ،( يعني : الأسيرَ )، وأطعموا الجائعَ ، وعودوا المريضَ"
.الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: .3046 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

ولنتأمل فعله – عليه السلام - نجده أنه قد زار المسلم وغير المسلم ،ومن ذلك : أنه (صلى الله عليه وسلم) لمّا مرض عمه أبو طالب ولم يك مسلمًا كان (صلى الله عليه وسلم) عنده، حتى إنه قال له حين حضره الموت: " قل لا إله إلا الله أشفع لك بها يوم القيامة ". قال: يا ابن أخي لولا أن تعيرني قريش لأقررت عينيك بها، فنزلت "إنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ". ]سورة القصص: 56]
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن حبان - المصدر: صحيح ابن حبان - الصفحة أو الرقم: 6270خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه

وها هو – صلوات ربي عليه – يزور ابن اليهودي ، فيقول أنس – رضي الله عنه - كان غُلامٌ يَهودِيٌّ يَخدِمُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فمَرِض، فأتاه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَعودُه، فقعَد عِندَ رَأسِه، فقال له :" أسلِمْ " . فنظَر إلى أبيه وهو عندَه، فقال له : أطِعْ أبا القاسمِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأسلَم، فخرَج النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يقولُ :" الحمدُ للهِ الذي أنقَذه من النارِ ."
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1356خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وهذا من فضل زيارته – عليه السلام – لغير المسلمين ، فكيف بالمسئين والمخطئين منهم – غفر الله لهم - .!

وفي فضل عيادة المريض أحاديث وآثار كثيرة وفوائد للزائر والمزور منها:

في خرفة من الجنة :عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَن عادَ مريضًا ، لَم يزلْ في خُرْفَةِ الجنَّةِ حتَّى يرجعَ "
الراوي: ثوبان مولى رسول الله . المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2568خلاصة حكم المحدث: صحيح

في نزل من الجنة : وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَن عادَ مريضًا ؛ ناداه منادٍ من السماءِ : طِبتَ وطابَ ممشاكَ ، وتبوأتَ من الجنةِ منزلًا ."
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3474خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره

من الأعمال المدخلة للجنة : وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خَمْسٌ مَنْ عَمِلهُنَّ في يَوْمٍ كتبَهُ اللهُ من أهلِ الجنةِ ، مَنْ عادَ مَرِيضًا ، و شَهِدَ جَنازَةً ، و صامَ يومًا ، و رَاحَ يومَ الجمعةِ ، و أعتقَ رَقَبَةً "
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 686خلاصة حكم المحدث: صحيح
قال البيهقي: والمعنى في هذا- والله أعلم- أنه يثاب بما يهتم به من أمر أخيه المسلم أن ينعم غدا بثمار الجنة...
والمخرفة : النخلة التي يجتنى منها.

قال ابن حجر: شبّه ما يحوزه عائد المريض من الثواب بما يحوزه الذي يجتني الثمر.

وزائر المريض في الرحمة مستقر فيها: فعن جابر رضي الله عنه قال سمعت النبي يقول :" من عاد مريضًا خاض في الرحمةِ ، حتى إذا قعد استقرَّ فيها "
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 407خلاصة حكم المحدث: صحيح

زائر المريض تستغفر له الملائكة وتصحبه : وتُحسب له خطواته من حين يخرج من بيته إلى أن يصل حسنات، وتحيطه في ذهابه وإيابه ملائكة الرحمة، تستغفر له، وتدعو له.فعن علي رضي الله عنه قال سمعتُ رسول الله يقولُ:" ما مِن مُسلِمٍ يعودُ مُسلِمًا غدوةً ؛ إلَّا صلَّى عليهِ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ حتَّى يُمْسِيَ ، وإن عاد عَشيَّةً ؛ إلَّا صلَّى عليهِ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ حتَّى يُصْبِحَ ، وكان لهُ خَريفٌ في الجنَّةِ " .
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3476 وصحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5767 خلاصة حكم المحدث: صحيح

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي قال :" إذا عاد الرجلُ أَخاهُ المسلِمَ مَشَى في خِرافَةِ الجنّةِ حتى يَجلِسَ، فإذا جلَس غمرَتْه الرحمةُ، فإن كان غُدوَةً صلَى عليه سبعونَ ألفَ مَلَكٍ حتى يُمسِيَ، وإن كان مَساءً صلَّى عليه سبعونَ ألفَ مَلَكٍ حتى يُصبِحَ " خِرافَةِ (خَرافَةِ) الجنّةِ : ثمارها او جَناها
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1367خلاصة حكم المحدث: صحيح على شرط الشيخين
قوله عليه السلام:" مشى في خرافة الجنة " ضبط بكسر الخاء المعجمة وبفتحها في النهاية أي في اجتناء ثمارها .
وفي القاموس " الخُـرفة " بالضم :المُختَرف والمُجتنى كالخرافة . وفي بعض النسخ في" خـُرفة الجنة "بالضم، قال الهروي هو ما يخترف من النخل حين يدرك ثمره .
قال أبو بكر ابن الأنباري يشبّه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما يحرزه عائد المريض من الثواب بما يحرزه المخترف من الثمر . وحكى أن المراد بذلك الطريق فيكون معناه أنه في طريق تؤديه إلى الجنة.
وقوله عليه السلام : " غَمَرتهُ " أي غطـّته، غشيته ـ أظلـّلته.


ومن هديه - عليه السلام - مع المسيئين والمخطين واهل العثرات والهفوات والزلات :
6 - تأليف قلوب المسيئين والمخطئين بالهدية وقبول هداياهم:

قال عليه الصلاة والسلام :" تَهادوا تحابُّوا "
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 1601خلاصة حكم المحدث: حسن

وروت عائشة ام المؤمنين – رضي الله عنها – فقالت: " كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَقْبَلُ الهديَّةَ ويُثِيبُ عليها ."
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2585خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

والهدية والتهادي من أسباب ذهاب وحر الصدور وغلها وتذهب الضغائن والتحاسد والتناجش ،فقد ورد عنه – عليه الصلاة والسلام – انه قال : " تهادوا فإن الهديةَ تذهبُ وَحَرَ الصدورِ "
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن الملقن - المصدر: البدر المنير - الصفحة أو الرقم: 7/115خلاصة حكم المحدث: حسن

" تهادَوْا فإنَّ الهديَّةَ تُذهِبُ وحَرَ الصَّدرِ ، لا تحقِرنَّ جارةٌ لجارتِها ولو فِرسِنَ شاةٍ "
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن القطان - المصدر: الوهم والإيهام - الصفحة أو الرقم: 4/507خلاصة حكم المحدث: حسن
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 3/224 خلاصة حكم المحدث: [حسن كما قال في المقدمة]
" تهادوا فإنَّ الهديَّةَ تذهبُ بالضَّغائنِ "
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 3/223خلاصة حكم المحدث: [حسن كما قال في المقدمة]

ولا يشترط في الهدية أن تكون ذات قيمة عالية وغالية ووو، إنما يكفي منها - ما كان لله - يسيرا ، رخيصا ، متوفرا وموجودا ، من دون تحرج ولا تكلف ولا سمعة ورياء :قال – عليه السلام - : " من عُرض عليه رَيحانٌ فلا يرُدُّه . فإنه خفيفُ المَحملِ طيِّبُ الرِّيحِ "
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2253 خلاصة حكم المحدث: صحيح

واعلموا أحبتنا أنّ من الهدايا ما لا يرد : قال عليه السلام : " ثلاث لاترد: الوسائد والدهن واللبن "
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: مختصر الشمائل - الصفحة أو الرقم: 187خلاصة حكم المحدث: حسن

حدثنا ‏ ‏أبو معمر ‏حدثنا ‏عبد الوارث ‏حدثنا ‏عزرة بن ثابت الأنصاري ‏قال: حدثني ‏ ‏ثمامة بن عبد الله ‏ ‏قال: ‏ ‏دخلت عليه فناولني طيبا .قال: كان ‏أنس ‏‏رضي الله عنه ‏" ‏لا يرد الطيب ‏" . ‏قال وزعم ‏ ‏أنس ‏أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم "‏ ‏كان ‏ ‏لا يرد الطيب".
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2582 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

والهدية هي: ما يعطى بقصد إظهار المودة، وحصول الألفة والثواب للأقرباء أو الأصدقاء، أو العلماء، أو من يحسن الظن به ، او لمسيء لتأليف قلبه أو ردعه بها عن سوء قول او فعل او ما شابه.فيمكن أن تكون الهدية معنوية، وتكون اثمن واغلى من كنوز الدنيا لانها لاتأتي غالبا الا من قلب محب صادق وتعبر دوما عن الاخلاص والوفاء والرحمة والألفة.
وللهدية أثر عجيب وعميق في نفوس المتهادين، فبها يزول ما بين النفوس من جفاء ووحشة، وبها ترق القلوب، وتصفو النفوس، وتزداد المودة والألفة، ويعمق الحب، وتوثق الروابط . وفي عميق أثر الهدية في النفوس يقول الشاعر:

هدايـا النـاس بعضهم لبعض تولد فـي قلوبهم الوصال
وتزرع في الضمير هوى وودًا وتلبسهم إذا حضروا جمالا


وللهدايا اهداف منها : زيادة المودة والمحبة واستمالة لقلب أي شخص، وإزالة الجفوة ولإزالة الأحقاد والضغائن وشحذ الهمم. ولرد الجميل. فمجملها تكون ترسيخا للعلاقات واسترضاء للغضبان، ودفع للمكروه، وإتقاء الشرور والمحذور، وللوصول والتواصل.

والهدية مندوب إليها .فقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم بها وكان يقبلها، فإن القلوب جبلت على حب من أحسن إليها.
قفال – عليه السلام - : " تَهادوا تحابُّوا "
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 1601خلاصة حكم المحدث: حسن
..............
أحبتنا في الله - مسلمين ومسلمات مؤمنين ومؤمنات محسنين ومحسنات مسيئين ومسيئات مخطئين ومخطئات ... اتقوا في أنفسكم وإخوتكم المسلمين... ولا تقولوا الا خيرا ، ولا تظنوا الا خيرا ، ولا تنقلوا من الأخبار والأحوال الا خيرا، واستروا عباد الله مهما رأيتم من أحوالهم وعثراتهم وزلاتهم ومعاصيهم . قال تعالى :" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ " سورة المائدة:105
ذلك لننشغل بأخطائنا وهفواتنا وزلاتنا عن الناس، ولا يمنع أن نقدم النصح فيما بيننا باسليب مشروعة - لا للفضيحة والتشهير-
وكونوا عباد الله إخوانا متحابين متذللين مستغفرين ظانين الخير- حتى بالمسيئين والمخطئين والعاثرين - . فكلنا خطاء!!


اللهم اسمع قلوبنا كما اسمعت لآذاننا واهدنا لما تحب وترضى ...واغفر لنا زلاتنا وهفواتنا، واجعل لمن خضنا فيه من المسلمين رحمة ومغفرة وتوبة وجنة - إنك أنت الله نعم المولى ونعم النصير
"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المخطئين والمسيئين وذوي العثرات ج 3
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المخطئين والمسيئين وذوي العثرات ج 1
» هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المخطئين والمسيئين وذوي العثرات ج 2
» سأل النبي صلى الله عليه وسلم جبرائيل عليه السلام : هل أنت تضحك ؟ قال له نعم . قال له النبي صلى الله عليه وسلم : متى ؟
» امية النبي : شبهات وردود " حول أمّيّة النبي " صلى الله عليه وسلم
» مظاهر محبة النبي الاعظم - محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas  :: الحوار العام والنقاش الجاد - Real Discussions & Debate-
انتقل الى: